مشاهدة النتائج 1 الى 4 من 4
  1. #1

    .: اغتنام الحسنة في انتظار الفرج :.

    attachment




    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


    تحية للزوار الكرام ، وصلِّ اللهم وسلم على نبيك خير الأنام ، وبعد ..

    يجب على الإنسان أن يعلم أن الدنيا لا راحة فيها ، وأنها في مجملها ابتلاء وامتحان ، وأنه خُلق ليواجه المشقة فيها والتعب ، وبالتالي فإن كل مخلوق في هذه الأرض إن أراد الوصول إلى مبتغاه ، سيتوجب عليه الصبر والسعي خلفه ؛ ولذلك تفضل الله على المسلمين أن جعل من هذا الصبر حسنةً ، وعبادةً يؤجر عليها المرء ، شرط أن يطبقها بإخلاص ، وإيمانٍ بالله ، ورضى بالقدرِ والقضاء ، وعملٍ بالأسباب

    وما أجمل أن يغتنم المسلم هذه الفرصة العظيمة والفضل الكريم ، فيحتسب كل انتظارٍ في حياته لوجه الله عز وجل ، فلا يحزن لتأخر وظيفة أو منصب أو زواج أو ذرية ، وينتظر الخيرة من الله عز وجل في هذه الأمور دون يأسٍ أو قنوط ، ولا يقطع الأمل في انتظاره لأمرٍ من أمور الحياة أيًا كانت ، بل يتذكر معية الله الخاصة للصابرين ومحبته لهم ، فيجدد ما بقلبه من إيمانٍ به تعالى ، وينتظر الفرَجَ بقلبٍ مؤمن ..

    فإن نال العبد ما يرتجيه بعد الانتظار كان خيرًا له في دنياه وفي أُخراه ، وإن لم ينلهُ فعليه أن يعي أن أمر المسلم كله خيرٌ ، وأنه قد حظي بأجرٍ عظيم عند ربه ، جزاءً لجميلِ صبرِه ..

    ولا يُثاب العبد على انتظار الفرج إلا إذا صُوحب باليقين القلبي التام أن الله سينجز وعده للصابرين دنويًا وأُخرويًا ، وبالعمل بالأسباب وإن لم تُكافئ المصيبة النازلة ، فإن علم الله سعي المسلم فيها سيجزيه على سعيه وإن قَلْ ، فلا يستوي المجاهدون والقاعدون عند الله ..

    وإنَّ في احتساب انتظار الفرج لوجه الله تعالى لراحةً وشعورًا يختلف تمامًا عن انتظاره بتملل وتذمر ، أو بنسيانٍ لله تعالى ، كمن يصاحب انتظاره بالقعود والإستسلام للواقع والظلم بزعم التوكل على الله ، أو بشتم الظروف والليالي الطوال ، فلا هو الذي حقق مراده الدنيوي ، ولا هو الذي نال الأجر المترتب على انتظار الفرج ، بل وقد يَأثمُ على ذلك ، أما إن تذكر الإنسان أن الله عز وجل وحده القادر على كشف الكرب ، وإجابة المضطر ، ورفع البلاء ، وإيتاء الفرج ، وأن الأمر كله بيده تعالى مهما طالت الأيام والليالي ، فلن يشعر بالوقت وإن طال به الدهر في الانتظار ، بل وربما يُعجِّل الله له الفرج ، إحسانًا لعظيم إيمانه بالله ..

    إن القدرة على انتظار الفرج والصبر على الشدائد أراها صفةً من صفات المسلم القوي ، فلن يصبر على الشدة إلا من كان قلبهُ قويًا ، سواءً قوة إيمان بالله أو قوة تحمل مصائب الحياة ، وإني لأراها أيضا من الخصال التي تعطي صاحبها عزةً في نفسه ، وتنزع منه سرعة الغضب وكثرة الشكوى ..

    وكذلك ما نراه في بلادنا المسلمة من انتظارٍ لفرج الله ونصره على العدو ، فكلما ازداد البلاء وطال الانتظار مع اليقين بأن الفرج سيقبل ، أثابهم الله على حسن ظنهم به ، وكفَّر عنهم سيئاتهم لصبرهم الطويل على البلاء ..

    أخيرًا ، فإنهُ لن يدرك فوائد المحن والشدائد والصبر عليها إلا أرباب البصائر ، وذوي القراءة العميقة لسنن الله القدرية والكونية ..



    يقول إبراهيم بن عبَّاس :-

    ولَرُبَّ نَازِلَةٍ يَضِيقُ بِها الفَتَى
    ذَرْعًا وعِنْدَ اللهِ مِنْهَا المَخْرَجُ
    ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا
    فُرِجَتْ وكَانَ يَظُنُّهَا لَا تُفْرَجُ




    نسأل الله أن يكشف كرب المكروبين ، ويجيب دعوة المضطرين ، ويؤتي كل صابرٍ فَرَجًا قريبًا ..



    .. تحية طيبة
    em_2712 Ernest

    اخر تعديل كان بواسطة » تاج الزعامة في يوم » 24-07-2018 عند الساعة » 17:27


    وَتَحْسَبُ أَنَّكَ جِرْمٌ صَغِيرٌ .... وَفِيكَ انْطَوَى العَالَمُ الأَكْبَرُ
    داؤُكَ مِنكَ ومَا تُبْصِرُ .... دَواؤُكَ فِيكَ وما تَشْعُرُ



  2. ...

  3. #2

    عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
    اللهم صل و سلم على محمد و على آله و صحبه أجمعين

    ماشاء الله تبارك الله
    استفتاح بسيط و جميل أحسنت
    و الكلام مؤثر و لديك نعمة الخطابة فسبكك سبك خُطب دعوية مهيبة

    إن عمق موضوعك ما هو الا امتداد لحديث الحبيب لما قال:
    "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير.. إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"
    أو فيما معنى الحديث

    جزاك الله خيرًا


    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Silent Breaths مشاهدة المشاركة
    17-7
    كل سنة واحنا طيبين وبأبهى الحلل رغم كل الظروف e40a
    attachment

    e40ae20c



  4. #3
    ‍ ‍ ‍ ‍ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ Sypha






    مقالات المدونة
    6

    مناقشة متميّزة 2018 مناقشة متميّزة 2018
    مسابقة زوايا النور مسابقة زوايا النور
    أقلام عزفت ما بطيّ الخيال أقلام عزفت ما بطيّ الخيال
    مشاهدة البقية


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أعتقد من افضل الحسنات التي يمكن اغتنامها في وقت الشدة أو الإنتظار
    هو " اليقين " أن ما اصابنا خير وماعندنا نعمة لا يمكن أن نشكر الله عليها كفاية
    وَ أن لكل امريء حياته المكتوبة التي تناسبه هو فقط وخير له هو فقط
    وإن لم تناسب غيرة أو كانت مختلفة ^^

    جزآك الله خير .
    attachment

    سانكيوو كيوبي ميمي وجدت توقيعًا مناسبًا بفضلك attachmentbiggrin*

    ところ




  5. #4
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    موضوع جميل ارنست جزاك الله الجنة^.^

    اليقين بالله هو مطلب كل مسلم و رسولنا الكريم قال لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله

    الله يجعلنا منهم يارب


    جزاك الله خير على الموضوعgooood

    attachment
    ربي يسعدكم إدارة التون على التوقيع الحلو embarrassed





    شكراً للخرندعية، الهولمزية، الجميلة، الزعيمة دارك شادو انها عاقبتني بصفتي (مفيش مني) من 2017 الى الآن 2020biggrin


بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter