بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
" العلم نعمة ، وتعلمه مطلوب ، لكن التعمق فيه سيجعلكِ تلحدين "
" لا تقرئي الإنجيل ، ستتغير عقيدتك !"
عبارات سمعتها عدة مرات في حياتي ، من مختلف الفئات ، لكن ماذا بإمكاني فعله ؟ لا أستطيع إيقاف فضولي لمعرفة تفكير الغير ومعتقداتهم ، لا يمكنني التوقف عن الأسئلة والبحث عن معجزات هذا العالم ، باختصار أحب العلم ! هل حقًا سأصبح ملحدة ؟
THIS WORLD HAS NO CREATOR
فلنبدأ بمنطقهم ، الملحد يعتقد أن هذا الكون وجد من العدم ، يؤمن بأن أقدارنا بيدنا ولا يمكن لأحد التحكم بها ، ولأن بعض العلماء ملحدين تحتم علينا نحن بعدم التعمق في العلم ! لأن "عقلنا" لن يستوعب أسرار الكون ، لأن "عقلنا" إن استعملناه قليلًا كما فعل بعض العلماء سنصل إلى ما وصلوا إليه ، أي لا يوجد خالق !
أي أن بعض المؤمنين بالرب يعتقد أن لهذه الحياة طريقين فقط :
تختار الدين ، أنت مؤمن
تختار العلم ، أنت ملحد !
هذا رأيهم ، ولكن ماذا عن قولِ الخالق-سبحانه-؟؟
في القرآن الكريم ، نجد أكثر من 27 موضع يحث على التفكر واستخدام العقل ، وبعضها ارتبط مباشرة بالإيمان
كقوله تعالى :
(فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْـزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا )
وقوله :
(أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)
التفكر هو تأمل الكون ، وليس دراسته
البعض قد يعتقد أن هذه العبارة هي تفسير "يتفكرون" في القرآن ، لكن ! الجميع يستطيع التأمل ومعرفة جمال الكون ، حتى الملحد بنفسه يؤمن بأن الطبيعة قادرة على خلق مثل هذا الجمال الخلاب
إذا ماهو المعنى الحقيقي ؟ ما الذي يجعل كثير التفكر يخشى الله تعالى أكثر من غيره ؟ ما الفرق بينه وبين كافة البشر ؟
الفرق يكمن في معرفة الإعجاز وراء هذا الكون ، الفرق هو استخدام "العقل" لمعرفة الخالق ، لا لنكران وجوده
فالله سبحانه وتعالى عظيم لا تدركه الأبصار ، فلا يمكن لأحد معرفته إلا عن طريق آياته ومخلوقاته ، فالخطوة الأولى لمعرفة الله سبحانه هي من آياته الكونية ، فمثلًا إبراهيم عليه السلام أبى أن يعبد الأصنام لعدم اقتناعه بها ، فتوجه إلى المخلوقات كالشمس والنجوم لمعرفة الإله الحقيقي ، كذلك موسى عليه السلام عندما أراد فرعون معرفة الإله كانت إجابته
(قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )
وهذا هو عين الصواب ، فكيف تجادل شخصًا لا يؤمن بالله بالقرآن مثلًا ؟! لا يمكن مجادلة هؤلاء إلا بالألة التي تتقبلها عقولهم .
هذا بالضبط ما جعل أحمد ديدات -رحمه الله- داعية مشهور في جميع أنحاء العالم ، هو لم يستخدم القرآن إلا في مقارنته مع الإنجيل ، تعمق في الدين المسيحي وفهمه أكثر من المسيحيين حتى يستطيع الرد عليهم ، هل تغيرت معتقداته ؟؟ بالتأكيد لا ، فإيمانه بالله كان مستندًا على منطق يفهمه عقله ، ولو كان جاهلًا غير عاقل لتغيرت ديانته فورًا ، فالجاهل يقبض على دينه بقلبه دون عقله ، والعاقل يتشبث بدينه بعقله وقلبه !
د.ذاكر ناييك رجل علم قبل أن يكون داعية ، وما إن أصبح داعية حتى عرف الجميع اسمه ، رجل بالكاد يخسر في أي نقاش علمي ديني ، ولكن هل نرى أسماء رجال الدين تسطع كأسماء العلماء المتدينين؟
الفرق هو التفكر الحقيقي في آيات الله المنزلة والكونية ، فقراءة القرآن فقط دون فهمه حق الفهم لا يجعلك عالمًا .
إذًا نستنتج أن القابض على دينه يستلزمه القبض على عقله ، وإلا وقع في البدع والخرافات ، والقابض على عقله سيصل في النهاية إلى الرب ، فلا يوجد علم ينكر وجود الله تعالى .
ولكن لماذا لم يصل العلماء للرب ؟؟
في الحقيقة بعضهم لم يصل ، ولكن أغلبهم وصل !
طومسون، ماكسويل ، نيوتن ، لويس ، جايمس ، موري ، فارادي ، بويل ، كبلر
علماء لا يكاد كتاب علمي أن يخلو من أسمائهم ، وصلوا لحقيقة هذا الكون ، وأن هذا الكون خُلق ولم يوجد من العدم .
أما من لم يؤمن بعد، فعليه سؤال عقله هذا السؤال البسيط
إن كان العدم تجمع مع العدم وأنشأوا كونًا بهذه الدقة ، فهل
0+0=1 ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات