" أنجز مهامك في موعدها " هذه قاعدة عملية جدًا , و مهمة أيضًا ! لقد تربينا على إستيعاب حقيقة أننا يجب ألا نخيب أمل و أمآل الآخرين , و أننا يجب دائمًا أن نقوم بالأشياء التي وعدت بالقيام بها , و هي قاعدة صحيحة تمامًا كما سيتفق الجميع معها , فأنا شخصيًا كنت دائمًا ما أسمع من الجميع عبارة " أنجز مهامك في موعدها " ! .
أخبرني أحد الأشخاص أنه لا يستطيع إخباري بعدد المرات التي وقع فيها بمشكلات أثناء محاولة إنجازه المهام في موعدها ! بداية من المواعيد النهائية للفروض المدرسية/الجامعية و وصولا إلى مواعيد تسليم تقريره الدراسي النهائي السنوي , فقد كان يعاني الأمرين في تلك الساعات أو الأيام الأخيرة في محاولة إنجاز الأشياء . و هناك الكثير من المشكلات التي تظهر في اللحظات الأخيرة و تشكل عائقًا ! .
على سبيل المثال لنقل بأن لديك 3 شهور لتأليف كتاب ما , فسوف يبدو من السخف أن تقول للناشر في يوم التسليم ( آه أنا آسف جدًا لأنني لم أنتهِ تمامًا من تأليف الكتاب فأمي كانت مريضة منذ عدة أيام ... ) هنا سوف يتساءل الناشر حينها قائًلا في نفسه ( يا إلهي ما الذي كان يفعله إذًا طوال تلك الشهور الـ 3 ؟! ) .
الأمر نفسه ينطبق على التقارير و العروض التقديمية في العمل و الرسائل العلمية في الجامعة و شراء الهدايا لعيد ميلاد حبيبك/حبيبتك و إخلاء متعلقاتك من الشقة التي ستغادرها أو أي شيء آخر يمكنك التفكير فيه ! فكل تلك الأشياء لها مواعيد نهائية يمكنك التخطيط لها بإتقان , ثم يظهر شيء فجأة يطيح بكل تلك الخطط . و سوف يطيح بها حينما لا يكون هناك وقت كافٍ لمعالجة أو إنقاذ الأمور ! , لذا لا يكون لديك خيار آخر سوى تفويت الموعد النهائي أو التخلي عن والدتك المريضة أو أيًّا كان السبب الذي عاقكَ ! .
أستطيع أن أقول أنك غالبًا و بنسبة عالية جدًا سوف تواجه عوائق على الدوام تعطلك عن إنجاز مهامك في موعدها , أنا هنا حتى لا أحتاج إلى أن أعرف ما أنت بصدد القيام به و موعد إنجازه فأنا شبه متأكد أن الظروف كلها تقف ضدك مع إقتراب الموعد النهائي فهي دائمًا ما تفعل ذلك ! السيارة تتعطل , الكمبيوتر يتوقف عن العمل , حالة وفاة , يتعرض أعز أصدقائك لأزمة , يمرض أحدهم , تنفد منك المواد التي تحتاج إليها للعمل بعد أن تغلق جميع المتاجر , تتم مقاطعك , يتم طلبك للتواجد في إجتماع مهم و حاسم , يتم تقديم الموعد النهائي بشكل مفاجئ , تسوء الأحوال الجوية . فأنت ربما لا تعلم ما الذي سيعطل جدولك في اللحظات الأخيرة و لكن كُن على إعتقاد بأن شيئًا ما سوف يعطلك و إذا لم تتوقعه قد يؤدي إلى عدم إكمال حتى نصف مهامك أو ليست بالشكل المطلوب ! أساسًا قد لا يفوتك موعد التسليم و حسب ! بل ستصاب بحالة شديدة من التوتر و الضغط و الإحباط و الخوف و الشيء الوحيد الذي لن ترغب في تقبله هو خطؤك ! نعم أنا أعلم هذا لأن أحد الأشخاص مر بتلك التجربة و أخبرني شخصيًا أكثر من مره و بشكل مرعب ! و كان دائمًا يقول بأن هذا التأخير في إنجاز المهام لم يكن خطأه و يلوم تلك الظروف التي عطلته على إنجاز عمله على الرغم من أنه في قرارة نفسه و في أعماق قلبه يعلم أن الخطأ كان خطأه هو و ليس أي شخص آخر أو على الأقل هو السبب الأكبر في التأخير ! .
و بعد سنوات من الإضطرابات التي أسمعها من ذلك الشخص , صرت شخصيًا أعلم كيفية تجنب حدوث مثل هذه الأمور ( فيما عدا بعض الحالات النادرة التي ليس لنا فيها حول و لا قوة ) . ذلك الشخص توقف الآن عن إنجاز المهام " في " موعدها و الآن هو يهدف لإنجاز المهام " قبل " مواعيدها ! فأنا أخطط للإنتهاء من المشاريع الصغيرة قبل موعدها بيوم أو إثنين , و الأمور الكبرى قبل موعدها بشهر أو إثنين لأني دائمًا أترك مساحة واسعة في جدولي الزمني لأنني لا أعرف ما الذي ينتظرني , و لكنني أكون متوقعًا أن هناك شيئًا سيحدث و يملأ تلك المساحات بطريقة لا تريدها أن تحدث ! .
لا تؤجل عمل اليوم للغد فالذين رحلوا علمونا أن الغد قد لا يأتي ! لا تنجز مهامك " في " موعدها بل أنجزها " قبل " موعدها ! .
المفضلات