لي في الروضِ حضنٌ يحضنني
ركنٌ في الأُفق يحمي أسوارُ صِبـايا..
قد كانت الحماماتُ تتهاجى في صُبحِِ..
ذربِِ وادِع ببسماتِِ في الثغرِ تتراءى..
وعبقُ الزهر يُداعب آنفي..
بِصُنانها السابِِ من بطن جوفها الآثر يتضجُّ إحسانا
وترابُ أرضي لي لِحفٍ يلتحفني
بوهجِ وِصاله في عاريات بيداءه تتنامى..
أصابع قُراي الزاخرة بأديم موطني..
تتهامى بِحَكايَا أَزَلِية عشقهــا..
قد كان لي في بشاشة أبتاه مرافئٌ من أناة
تتهادى في سَكَنِ رُدهات عيني..
كلماتٌ يأُماهُ غاصّةٌ في طياتي..
عن نبع حنانك الفيّاض في سِيْمَاء مرآك
كان السلام لي مأوى
والأماني في سماء دُنيانا تتناجى..
وغماماتٌ فوقها تُطرب ألحانا..
بمرعانا تُهلهل بلحونِِ تتعالى..
فأفقتُ والدمع على وجهي يتمادى..
والبسمةُ من شفتي تتفانى..
والحُزنُ يُسطر أسطُرهُ في صحُفِِ..
أحباره تُسبيني بالبلايا..
سُكناه يأمي في القلب تلاشى واندثرَ
فصاح بي الرأسُ ثقيلاً يتباكى..
بالسوطِ نكالةٌ تُرهــطني
والهمُّ كبيرٌ في الروحِ يتشاكى
فنسيم الصُبح يُضرمني بضرامٍ في الجوِ يترامى
ورهاطٌ هنا تَرَعَتّ ظمأً لِدِمانا..
قد كانت البصائر تتشح بأغلالٍ ساحقاتٍ
في طُوفانِ إِلْهَادِهم مـــدرارا..
قومٌ أكبادهم بين الشطانِ قاصياتٍ عن الأفلاقِ
كالهائمين على ضيمِ الخوالِ من أفلاذ السقامى..
وهنالك رُفات الوقائع في سُــوح الهيجاء يذوي
بغلابتهم في شطط الورى قتلاً وسفكاً وتنكيلاً
شِرْذِمــةٌ قد ماثلــوا الخنّــاس برذالتــــه
فمــا بَرِحُــوا مقامــاً إلا استطــار همودا
أُماه إن خطوي لسعير الجحيم قد بدا..
كإفاضتي لِــردع خُلـــدي من الحنايا
أُماه قلبي في الجــوانح يحتضـــرُ
تركوه في نفحــات لُظــاه يتلافى
..
هل من مآبٍ إلى وطني؟
أم يبقى الوجلُ يُصاحبني؟
هل تلظّى الحِضْنُ في الروضِ
أم أن ظلالاً تُناظرها التبستني؟
هل بات أَمانِي يُشاطــرني
أم أن الذئاب ستُلاحقـــني؟
قد كان السُحام في الخلاء يتكسّى
بِحِـــدادِ المَــنيــةِ كالمُتــعامــى
وأسئلــةٌ حَيْــرى في كنهي تدوي
في صحاري تيهــاني كالعويلا..
أصـــرخ فــلا أَجِــدُ جـــوابــا
إلاّ صليـــلُ الأَلَـــمِ في الجوفِ يتمارى
فبحثتُ عن منجا يُنـــجيني
من طَيِّ ظلامـــي المسدولا
قد كادت الأقدامُ في الوحولِ أن تغوصا
والبصائرُ في الدهمـــاء أن تزولا
وقبل أن يرتدّ الطَــرَفُ مستورا..
والنفسُ في الجُثــمانِ أن تموتا
ترنّمت من بين الأوصــالِ غيماتٌ تؤانسنــي
بِنِهالِ غيثهــا الهادِرْ تمطرنــي إيناسا
وتغلغل من بين العُتبات سنــا ضوءه
تيّاقٌ نحوي بإستحيـــاء يتمطــى
وانجلــى عنهُ حِجَابُ الأكــدارِ جلياً
فمدّ ذراعـــه أن أفيقي من الخبــايا
لاتهابـــي من أبــاطيلٍ كـــلامٍ
وسفاسف رجالاً هم من معاني الرُجولةِ خواءُ
ياعقولاً في رؤوس داهيـــاتٍ
أبصري النور عند باب الخطـــايا
فَوِضِي لِربــكِ سوء النـــوايا
واغرســي الهُدى بين الحشــايا
فالوُجوهُ البائسات والضحــايا الميتــات
عند ربهـــم حابــــراتُ النقـايا
وانتشى الضوءُ في الظـــلامِ
سائراً في الطُرقاتِ يستبكـــي
بالعُتــــبةِ وقفــــتُ بأســـايَ
يا نجمــاً في الكــونِ يتهــادى
كيف المعيشُ بلا بــريقٍ يهــدينا
في جُــبِّ الظُلُمـــاتِ يتوارى؟
المفضلات