يوميات هاتف محمول ..
1-
انا هاتف محمول .. اسمي سامسونج .. لا داعي لذكر الموديل .. دعوني احكي لكم يومياتي ..
انا الآن داخل احد المولات الكبيرة .. وضعني السيد كريم- احد العاملين بالمول - فوق الحامل كي يعرضني امام الناس .. ووضع بجواري ورقة صغيرة بها السعر وبعض الامكانيات .. نظرت الى السعر الذي وضعه السيد كريم .. ووجدته قليل .. ما هذا الهراء .. انا لا اقدر بثمن .. فماذا فعل هذا الرجل .. لقد توقعت ان يكون ثمني اكبر بكثير من هذا السعر الهزيل .. حاولت ان اتماسك واخفي غضبي .. لكن لاحظ احد الاشخاص بالحرارة الخارجة مني .. أمسك بي .. وقال : ايه ده الموبايل ده سخن كده ليه .. مش المفروض انه لسه جديد ؟
كريم متعجبا : ازاي يا فندم .. مفيش أي حرارة .. ده التكييف بس في المول فيه مشكله
(ما هذا الكذب .. انا بالفعل غاضب والحرارة تخرج من جميع الفتحات الخاصة بي .. لم استطع التحمل .. صحت بأعلى صوتي في هذا المشتري : التكييف على فكرة شغال .. الراجل ده بيضحك عليك .. اعلم انه لن يسمعني ولكنى فعلت ما يملي عليه ضميري )
اخذ المشتري يقلب كثيرا بي .. شعرت بعدم ارتياح لهذا المشتري .. فلقد فتح الكاميرا الخاصة بي .. واخذ 20 صورة سلفي له بدون أي مراعاة لي .. اردت ان اصيح به كي يتركني لشأني ويغلق الكاميرا .. فأضواء المول المتوهجة التي تصطدم بالكاميرا الخاصة بي تصيبني بالصداع .. ماذا افعل الان هل اقفز من يديه وانتحر لأسقط على الارض وتتناثر اشلائي في المول .. ام ما ذا افعل مع هذا المشتري ؟؟
فكرت كثيرا حتى اهتدى عقلي الى ان اخرج حرارة كبيرة من بطاريتي حتى يتركني هذا المزعج .. وما ان شعر المشتري بالحرارة التي كادت ان تحرق يديه .. القاني للسيد كريم وهو يقول : التلفون ده شكل بايظ يا عم مش شاري ..
شعرت بارتياح كبير .. بعد ان ارجعني كريم الى الحامل الخاص بي .. اريد ان ارتاح قليلا .. لكن ما زال شحن البطارية 80 في الميه .. ما زال امامي وقت طويل حتى انام ..
قضيت في هذا المول 20 يوما افعل ما افعله كل يوم .. حتى كدت اصاب بالملل .. فليشترني أي احد .. فانا هاتف محمول امتلك مميزات كثيرة .. اعمل باللمس .. واحتوي على مساحة كبيرة 64 جيجا .. وعندي كاميرا امامية وخلفية لها جودة عالية .. وانا رباعي النواة .. في الحقيقة لا اعمل ما الفائدة في اني رباعي النواة ولكن احمد الله اني لست ثنائي او ثلاثي النواة ..
بعد ان قضيت 20 يوم في هذا المول .. جاءت اللحظة الحاسمة يوم ان جاء السيد طاهر كي يشتريني .. عندما اقترب مني دق قلبي طربا لهذا المشتري .. فهذا المشتري لا يشبه باقي المشترين الذين يصيبونني يوميا بالصداع الشديد .. فإما انهم يقلبون بي ولا يشترونني واما يحاولون شرائي بأسعار زهيدة لا ترقى لإمكانياتي الفائقة التي تفوق هذه الشركة المنافسة التي تسمى تفاحة ..
امسك بي السيد طاهر .. وما اعجبني في هذا الرجل .. انه لم يلمسني كثيرا .. فبعد ان حملني سأل البائع بكم هذا الهاتف فأجابه البائع .. واخرج السيد طاهر نقوده واعطاها للبائع واشتراني سريعا .. ما هذه السرعة .. انها اسرع عملية شراء حدثت بالمقارنة مع زملائي .. اني اتذكر البارحة عندما جاءت سيدة لتشتري هاتف زميل كان يسكن بجواري .. وحاولت ان تنزل في سعر الهاتف الف جنيه .. اربعون دقيقة كاملة تصرخ وتحلف بان ابنه عمتها اشترت هذا الجهاز بهذا الثمن .. وتصر ان تأخذه .. والعجيب ان البائع في النهاية اعطى السيدة الهاتف كي يرتاح من صوتها ومجادلتها .. بل اني تعجبت كثيرا عندما اعطاها فوق البيعة سماعات اصلية .. خفت كثيرا ان يحدث ليه ما حدث لزميلي الذي تم بيعه بسعر زهيد .. ولكني حمدت الله ان السيد طاهر جاء اليوم ليأخذنني
يتبع ..
المفضلات