بدرٌ أطلَّ على المدائنِ كُلِّها
قد زيَّنَ الأرجاءَ وسْطَ سمائي
بِبياضهِ شعَّ الضياءُ على الرُبى
بينَ النجومِ بِعزةٍ وبهاءِ
لَمَعانهُ في العينِ قد أسرى بنا
وبزورقِ الذِكرى إلى الحسناءِ
حملتني أمواجُ الخيالِ بريحِها
حتى رسيتُ على سكونِ الماءِ
شيماءُ ما نِمنا بِقُرَّةِ أعيُنٍ
مُتلهِّفونَ لنظرةٍ ولقاءِ
ولإن أردتُ النومَ فلأجلِ الهوى
لِتُردِّدَ الأحلامُ يا شَيْمائي
حيًّا أعيشُ وفي الهوى أنا ميِّتٌ
قد خطَّ قلبي من يديهِ رثائي
اِسقيهِ من ماءِ الغمامةِ شربةً
جودي عليهِ بكلمةٍ وسخاءِ
ذِهني شريدٌ حينَ أمشي بينهم
مُتأسِّفًا مِمَّا لَقيتُ جزائي
من طفلةٍ قلبي يُصاحبُها وما
ردَّت ليَ المعروفَ ردَّ وفاءِ
كيف المنامُ بدونِ صُحبةِ عاشِقٍ
كيفَ المَعيشُ سواكِ يا حوَّائي
يا عذبةَ المنطوقِ رائعةَ الصدى
قُصي عليَّ حكايةَ الصحراءِ
يوم التقيتُكِ طفلةً لعّابَةً
يومَ ابتدينا في هوى العذراءِ
يوم استبحتُ القلبَ في حُبي لكِ
أنزفتُهُ عِشقًا وزادَ شقائي
بينَ الخيامِ تقابَلَت أرواحُنا
والعشقُ منا كان في البيداءِ
ألعابُنا كانت تُرابًا ناعمًا
متناثرًا يمشي بلا ضوضاءِ
أوقاتُنا كانت تسيرُ بسُرعةٍ
أيّامُنا كانت بِلا أسماءِ
زُرتُ البياديَ كُلَها لكنني
ما زُرتُ بيداءً كَذي البيداءِ
أمشي بها ظامٍ كحيِّ زاحفٍ
متعطشًا في جهرةٍ وخَفَاءِ
متشرِّدٌ فيها كراعٍ تائِهٍ
متألمٌ كالذئبِ دونَ عِواءِ
مترددٌ بين الخيامِ وناسِها
أُحْيي بها الذِكرى وأرجو شِفائي
تبقى ديارُكِ في الوريدِ حكايةً
إنْ كدتُ أنساها فيا لِغبائي
..Ernest
المفضلات