حتى كلماتي ضاعت حروفها وسط ركام هذي الحياة...
و أنغام أشعاري التي أطربت مسامعي من سنين مضت...
هاهي تحمل حقائب الرحيل تريد مني اعطاءها مفاتيح الخروج...
هي لا تعلم حقا بأنها أصبحت لفؤادي ذلك الحب الكبير ,الذي أخاف عليه من برد الشتاء و رمضاء الصيف...
أخاف عليه من الوهن و الضياع و حتى من نسمة الصباح فقد تمرضه...
فبعد أن غادرني الصديق و اختارني الأسى لروحه خير رفيق... لم أعد أطيق صمت الفراق و لا مرارة البعد و الشقاق..
و حين لم يعد لأنفاسي مكان بينهم و لا معهم...
جعلت منك أيتها الكلمات موطنا لأسراري و بحرا عميقا لا يستطيع أحد اكتشافه...
فكنت حديثي عند سكاتي و جسري الذي أعبر منه الى ضفة النجاة...
معك لم يعد الألم يعني لي شيئا فكل جراحي التأمت و كل عواصف أحزاني ولت...
ما عاد الرحيل كابوسا يؤرقني أو يوقظ حسراتي فمنك تعلمت أن الحبيب الذي يعشق صدقا ان هو غاب مغيب الشمس سيشرق حتما عن قريب...
و أن الذي يحب لا يقسو أبدا فالقسوة تميت القلب وتجف الدمع و تحطم بناءا زاد عمره عن ألف سنة...
أنت جعلت مني كتابا لا نهاية لصفحاته لا يفهمه كل من يقرأه...
فما بين السطور و الثنايا أسرار أخفتها حروف تلك الكلمات...
هي عشر سنين أبدا لا تنسى... فكفي عن الرحيل و اعلمي بأني باذن الله لك حارسة...فأنت خير نعمة لست لك تاركة...
المفضلات