الصدقة
تعدّدت الأبواب التي يمكن أن يدخل منها المسلم ليسكب بها رضا الله، ويكفّر عن ذنوبه، ويحصل على سعادتي الدنيا والآخرة، والصدقة هي أحد هذه الأبواب الواسعة التي تعود بالخير، على المتصدِّق والمتصدَّق عليه، وليس شرطاً أن تحدّد كمّية المال قدرَ الأجر والثزاب التي يمكن أن يحصل عليها المتصدِّق، إنّما النية الخالصة هي الأهمّ؛ لأنّ الأعمال بالنيات، فربّ درهمٍ سبقَ ألف درهم، ولو علم المسلم ما هي الفوائد والثمار التي يجنيها من وراء الصدقة لسارع ببذل ماله للفقراء.
الصدقة ليست فقط بالمال كما يظنّ كثيرٌ من المسلمين، بل إنّ مجالاتها مفتوحةٌ وكثيرةٌ، فيمكن التصدّق بمساعدة الآخرين مساعدة معنويّة أو جسديّة، أو بالسلام، أو الابتسامة، أو ذكر الله سبحانه وتعالى، أو الكلمة الطيّبة، والأخلاق العالية سواء مع الأهل أو غيرهم، أو الصبر على المديون حتّى يسدّد دينه، أو إماطة الأذى عن الطريق، أو غير ذلك من الأعمال الكثيرة غير الإنفاق، والتي تُحتَسب لصاحبها صدقة عند الله.
فوائد الصدقات
1- اكتساب الأجر العظيم عند الله تعالى، وهو -عزّ وجلّ- يضاعف لمن يشاء بالقدر الذي يشاء.
2- ارتفاع شأن صاحبها في الدنيا والآخرة، وعلوّ منزلته عند الله تعالى.
3- تكفير الذنوب، ومحو الخطايا: فما أكثر الذنوب التي يرتكبها بنو آدم، والصدقة هي سبيلٌ عظيمٌ للتخلّص من هذه الذنوب، واتقاء العقاب الذي يمكن أن تسببه لصاحبها.
4- البركة في المال: يظنّ كثيرٌ من الناس أنّ تصدّقهم يمكن أن يُنقِص مالهم، وهذا ظنٌّ مخطئٌ تماماً، وعلى العكس من ذلك، فإنّ الله سبحانه وتعالى يجازي المتصدق ويكافئه بأضعاف المال الذي تصدّق به، والمتصدّقون الذين أخلصوا نيّتَهم لله في صدقاتهم ، قد ذاقوا طعمها ورأوا بركتها.
5- سبب للحفظ من البلاء، والكرب، والمصائب، فمن كان لديه همّ يريد التخلّص منه، كمرض ألمَّ به أو بأحد أبنائه، أو غير ذلك من الشدائد، فعليه بالصدقة، فهي تقيه وتحميه من الشرّ الذي يخاف منه، وتدفع البلايا والرزايا، كما أنّها سبب للشفاء، فقد أخبرنا الصادق المصدوق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنْ: (داووا مرضاكم بالصدقة).
6- إبعاد المتصدق وتخليصه من مرض البخل وعبادة المال، وحثُّه على بسط يده بالخير والعطاء.
إكساب النفس الأخلاق العالية، ومحبّة الخير للناس، وحثّها على الكرم والبذل من أجل إسعاد الآخرين، وإدخال السرور على نفوسهم.
7- إكساب النفس الأخلاق العالية، ومحبّة الخير للناس، وحثّها على الكرم والبذل من أجل إسعاد الآخرين، وإدخال السرور على نفوسهم.
8- إبعاد المتصدق وتخليصه من مرض البخل وعبادة المال، وحثُّه على بسط يده بالخير والعطاء.
9- توفيق الله تعالى لصاحبها إلى الأعمال الصالحة، وبالتالي اكتساب الأجر والثواب العظيمين.
10- دفع غضب الله -عزّ وجلّ-.
فضل الصدقة على كافة المؤمنين
عن عُقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتى يُقْضَى بين الناسِ» (صححه الألباني)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تصدَّقَ أحدٌ بصدَقةٍ مِن طيِّبٍ -ولا يقبلُ اللهُ إلَّا الطَّيِّبَ- إلَّا أخذَها الرَّحمنُ بيمينِه، وإن كانَت تَمرةً في كفِّ الرَّحمن، حتَّى تَكونَ أعظمَ من الجبل؛ كما يربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه» (الترمذي وصححه الألباني).
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: لا إله إلا الله، خُتِم له بها دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاءَ وجه الله خُتِم له به دخلَ الجنة، ومَن تصدَّق بصدقةٍ ابتغاءَ وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة» (صححه الألباني).
عدم تحقير شيء من الصدقة:
المسلم لا يحقر من المعروف أو فعل الخير شيئًا؛ بل يحتسب كل أعمال الخير لوجه الله الكريم؛ فلعل هذه الصدقة تكون سببًا في دخول الجنة، ولعلها تكون حصنًا للنجاة؛ فعن جَرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمَّا بعد، فإنَّ الله أنزل في كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء:1] إلى آخر الآية، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر:18] إلى قوله: {هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر: 20]، تصدَّقوا قبل أن لا تَصَدَّقوا، تصدَّق رجلٌ من ديناره، تصدَّق رجلٌ من درهمِه، تصدَّق رجلٌ من بُرِّه، تصدَّق رجلٌ من تمرِه، من شعيرِه، لا تحقِرنَّ شيئًا من الصدقةِ، ولو بشِقِّ تمرة» (صححه الألباني).
التعجيل بالصدقات:
يجب علينا اغتنام الفرص للتصدق، والتعجيل بالخيرات؛ قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133]، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أيُّ الصدقةِ أعظمُ أجرًا؟ قال: أ «ن تصدَّقَ وأنت صحيحٌ حريصٌ، تأملُ البقاءَ، وتخشى الفقرَ» (صححه الألباني).
وصلى وسلم على نبينا المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام
المفضلات