مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2
  1. #1

    أمنياتنا بين الدنيا والآخرة

    أمنياتنا بين الدنيا والآخرة
    للكاتب عمر بن عبدالعزيز السعيد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جميل أن تكون الأسرة :بأفرادها ومجموعها، طموحة - لها أمنيات وأهداف - سواء في أمور الدين؛ كالحج، وتزويج الأولاد، والصلاح، أو في أمور الدنيا: كالمسكن الواسع، والمركب المتميز؛ فقد روى ابنُ حبَّان في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص - رضِي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أربعٌ من السعادة: المرأةُ الصالحة، والمسكنُ الواسِع، والجارُ الصالح، والمَرْكَب الهنيء"..
    والملاحظ من بعض اï»·سر إذا لم تستطعْ تحقيقَ شيءٍ من تلك اï»·منيات يبدأ لديها: ندبُ الحظ، والندم على الاختيار، والمقارنة باﻵخرين، واï»·سف على عدم التخطيط المبكر،... وغير ذلك..

    ولي مع هذا الموقف الوقفات التالية:

    أولا: يمكن للأسرة أن تسعى في تحقيق أمنياتها - ولو كانت البداية متأخرة - من خلال: الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، والتخطيط السليم والواقعي، مع التدرج في التنفيС والصبر والمصابرة لتحقيق اï»·منية، وترك اليأس والانهزامية، وقبل ذلك وبعده صدق اللجوء إلى الله تعالى ودعائه، فبالدعاء تُفتَح أبوابٌ مغلقة، وتُدَكّ جدرٌ مُحْصَنة..

    ثانياً : إنّ رَسْمَ الأهداف، والسعي لتحقيق الأمنيات هو طريق السعادة، وبداية النجاح، وقطف النتائج متعلق بتوفيق الله تعالى، فقد تَحُول أقدارُ الله تعالى بين العبد وبين إدراك النتائج، وقطف الثمار؛ أو بعضها، فعن خباب رضي اللّه عنه قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله عز وجل، فمنّا من مضى ولم يأكل من أجره شيئǺ منهم مصعب بن عمير؛ قُتِلَ يوم أحد، فلم نجد له شيئا نكفنه فيه إلا نمرة - كساء - كنا إذا غطّينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطّينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا رسول الله أن نغطي بها رأسه، ونجعل على رأسه أذخراً -نوع من النبات-، ومنّا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها -يجتنيها-" أخرجاه في الصحيحين.

    ثالثا: لنعلم يقينًا أن ما لم نتمكن من تحقيقه من اï»·منيات في الدنيا -مع ما فيها من منغصات – سنحققه ـ بإذن الله تعالى ـ خاليًا من المنغصات في الجنة.. فعلى اï»·سْرة: بجميع أفرادها أن يسعوا لمرضاة الله تعالى وطاعته؛ ليفوزوا بجنته ففيها: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.. وصدق الله: ï´؟إِنَّ أَصحابَ الجَنَّةِ اليَومَ في شُغُلٍ فاكِهونَ. هُم وَأَزواجُهُم في ظِلالٍ عَلَى الأَرائِكِ مُتَّكِئونَ.لَهُم فيها فاكِهَةٌ وَلَهُم ما يَدَّعونَ. سَلامٌ قَولًا مِن رَبٍّ رَحيمٍï´¾ سورة يس اﻵيات من 58-55
    قال المفسرونï´؟ وَلَهُم ما يَدَّعونَï´¾: "ولهم كل ما يطلبون من الملاذِّ وأنواع النعيم، فما طلبوه من ذلك حاصل لهم"..

    رابعا: إن استشعار المسلم لنعمة الصحة، مقارنةً بحال المرضى.. ونعمة اï»·من في البلد، مقارنة بحال المُشَرّدين والخائفين والمضطهدين.. ونعمة توفر القوت من مأكل ومشرب، مقارنةً بحال الجوعى..
    كل ذلك يولد للمسلم قناعة بما لديه.. ولا يمنع من السعي للمزيد مما أحله الله تعالى وأباحه..

    أسأل الله أن يكرمنا بفضله، وأن يزيدنا من نعمه، وأن يقنّعنا بما أعطانا، إنه جواد كريم.
    [B]اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
    اللهم انصر اهلنا في فلسطين وارحم شهدائنا الميتين واحمي مسجدك الاقصى من عدوانك المتجبرين


  2. ...

  3. #2
    بوركت جهودك اخي الكريم على الموضوع الرائع ،احسنت في طرحه ،فالله تعالى اقرب لنا من حبل الوريد و الله تعالى يعلم ما فيه خير لنا ،لذا ان تأخرت الاجابه في الدعاء يجب ان لا نقنط و لا نحزن ،فالله تعالى ربما اخر لنا الاجابه او لم يستجب لاسباب ،فنحن لا علم لنا بما هو شر لنا ،و احيانا يؤجل الله الاجابه ،لانه يحب سماع صوت عبده المسلم و هو يتضرع له و يدعوه غداه و عشيا ،لذا يجب ان لا نتوقف عن الدعاء ،و احيانا يدخر الله لنا فضل الدعاء و اجره ليوم الحساب و هو بكل حال اعلم بحالنا و بما هو خير لنا و هو تعالى ارحم بنا من انفسنا ،سبحانه جل جلاله

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter