"... لأن المرءَ بلا قرآن كالحياة بلا ماءٍ ولا هواءٍ، وهو بمثابة الروح للحياة، والنور للهداية. خيرُ جليسٍ لا يُملُّ حديثُه، وتَردادُه يزدادُ به المرءُ تجمُّلًا وبهاءً. هو الكتابُ الذي من قام يقرأه كأنما خاطبَ الرحمن بالكلِم، "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (المائدة: 15، 16).
إنه ليس شيءٌ أنفعَ للعبد في معاشه ومعاده وأقربَ إلى نجاته وسادته في الدارَين من تلاوة كتاب ربِّه آناء الليل وأطراف النهار، وتدبُّره وإطالة النظر فيه، وجمعِ الفِكر على معاني آياته؛ فإن ذلكم يُطلِعُ العبدَ على جوامع الخير والشر وعلى حال أهلها، ويُريه صورةَ الدنيا في قلبه، ويُحضِرُه بين الأمم السالفة، ويُريه أيام الله فيهم والمَثُلات التي حلَّت بهم أو قريبًا من دارهم.
لقد جعل الله هذا الكتابَ فُرقانًا بين الحق والباطل، من طلبَ الهُدى منه أعزَّه الله، ومن ابتغَى الهُدى من غيره أذلَّه الله.
إنه النورُ الذي لا تُطفَأُ مصابيحُه، والمنهاجُ الذي لا يضِلُّ ناهِجُه، هو معدِنُ الإيمان، وينبوعُ العلم، ومائدةُ العُلماء، وربيعُ القلوب، ودستورُ الحياة برُمَّتها، والشفاءُ الذي ليس بعده داء، "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ" (فصلت: 44)." - من خطبة المسجد الحرام | 1433 هـ.
في هذه الأيام الفضيلة، نتشارك أيها الأحبة بعض من لفتات كتاب الله الكريم، فنرتحل في معاني التدبر والإعجاز، ونأنس تحت ظل روحانيته وهديه.
موضوعي اليوم هو الحلقة الأولى -بإذن الله- من سلسلة "مع القرآن" ؛ التي عزمت على مشاركتها معكم.
زخَّات من مواضيع وتأملات قرآنية أعجبتني، أجمعها في هذه السلسلة الطيبة. عل الله يكتب لنا الفائدة جميعاً.فهرس مواضيع اليوم
1- قِصَصُ القُرّآن: "أن تَذْبَحُوا بَقَرَةً"
2- آيةٌ وَتَفْسِير: "قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"
3- أسْئِلةُ بَيَانِيّةٌ في القُرْآن
4- الإعْجازُ العِلميِّ فِي القُرْآن: "نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ"
5- مِنْ رَوَائعِ القُرْآن
6- وَقَفَاتٌ
المفضلات