في صبيحة يوم الأحد الثالث من أيلول
امرأة ربيعية المظهر تأتي مسرعة إلى المحطة خشية أن يفوتها القطار
يتكرر هذا المشهد إمامه كل يوم وهو يراها من نافذة شقته في الطابق الخامس للمبنى المجاور للمحطة
وضع كوب قهوته على المنضدة الخشبية وجلس على كرسيه المجاور للمنضدة مقابل النافذة يراقب تلك الشابة الجالسة على مقعد من مقاعد المحطة تنتظر القطار التالي …
على الجهة الاخرى من تلك النافذة وتحت نفس السماء البلدة بالغيوم الكثيفة
تجلس تلك الفتاة بجوار امرأة مسنة تحت مظلة كبيرة من الزجاج الشفاف لتوجه انظارها الى انعكاسها على الاعمدة الزجاجية لهذه المظلة
بشرة بيضاء ,شعر اسود يصل الى الرقبة وعينانان لوزيتان اثار التعب والنحول لمظهرها يخيل انها في الثلاثين من العمر لكن انها لم تكن سوى في الرابعة والعشرين
لتتنهد بأحباط وتخرج من حقيبتها منديل لتمسح بعض من اجزاء قميصها المبللة لتقول في نفسها
" تبللت ملابسي ولم اتناول فطوري حتى , وبعد كل هذا وفاتني القطار لا اعلم اذا كان المدير سيغفر لي هذه المرة ايضا لم يتبقى لدي اي عذر لقوله " قالتها بتذمر , ثم أخرجت هاتفها الذكي وصغت بعض الأزرار ثم قالت بضجر بعد ثواني قصيرة " لا توجد تغطية يبدو انه بسبب هذا المطر الغزير لا اعلم لما لم يتوقف حتى الآن اذكر إنني قرأت في النشرة الجوية البارحة انه سيتوقف في الساعة الرابعة صباحا ونحن الآن في الثامنة! "
بعد ساعة
غرفة كبيرة تحتوي على عدة مكاتب كل شخص منغمس في عمله لا يسمع فيها سوى صوت النقر على أزرار الكيبورد للآلة الحاسبة وصوت أقدام فتاة مسرعة إلى غرفة المدير لم يستدعي انتباههم
"امسكي " هذا ما قاله رجل في الخمسين من العمر قصير القامة أصهب البشرة يجلس على مكتبه وهو يقلب الأوراق في يد وفي يده الاخرى ملف يعطيه للفتاة الواقفة امامه
ثم اردف بالقول
"ليس لدي الوقت الكافي لسماع أعذارك لديك مقابلة مع رجل الاعمال والمسثمر والمالك الرئيسي لشركة فوربي للعقارات
أمامك نصف ساعة فقط للوصل إلى موعدك معه "
اخذت الملف منه وأومأت برأسها وتوجهت نحو الباب للخروج الا ان صوت اجش أوقفها
جوليا " ان لم يصلني التقرير كامل بعد ساعتين من الان سيكون اخر يوم لك هنا "
لم يفأجها هذا الامر كثير كانت تتوقع انه سيقوم بطردها يوما ما لكن لو لا شفقته عليها ومعرفته بوالداها هو ما جعله يصبر عليها كل تلك المدة
امسكت مقبض الباب ثم قاللت بصوت مبحوح "لا تقلق سيدي ,شكرا لك " ثم همت بالخروج
.
.
.
" وأنا جالسة في سيارة الأجرة بدأت بتصفح بعض أوراق الملف لمعرفة بعض المعلومات للمعلومات حول هذا الرجل "
وولترك بارنوف رجل في ا الاربعين من العمر أعزب, يمتلك اشهر شركة عقارات على مستوى روسيا
واعد العديد من عارضات الازياء لكن جميع علاقته كانت عبارة عن نزوات او اشباع حاجته كرجل
لم يدخل بعلاقة جدية وكان هناك العديد من الأسئلة على المستوى العملي والشخصي. أغلقت الملف وتنهدت تنهيدة خفيفة ونظرت الى قطرات المطر التي تملئ زجاج نافذة السيارة وابتسمت بهدوء ثم أخرجت مذكرة صغيرة وقلم من الحقيبة التي كانت بجانبها لتدون فيها بعض الكلمات ...
يتبع ...
المفضلات