مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2
  1. #1

    أعمال القلوب - المحبة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالكم ان شاء الله بخير
    احب ان اكمل لكم سلسلة اعمال القلوب لمحمد صالح المنجد بعنوان المحبة
    اسال الله تعالى النفع والرضا والعفو والعافية لي ولكم

    الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
    إن العبد يسير إلى الله بالحب والخوف والرجاء , فالحب هو الرأس , والخوف والرجاء هما الجناحان .

    ولذا تنافس فيها المتنافسون , واليها شَخَصَ العاملون ,
    وعليها تفانى المحبون , وبروح نسيمها تروح العابدون , فهي
    قوت القلوب , وغذاء الأرواح , وقرة العيون , وسرور النفوس ,
    ونور العقول , وعمارة الباطن , وغاية الأماني , ونهاية الآمال
    وروح الحياة , وحياة الأرواح

    وهي الحياة التي من حر مها فهو من جملة الأموات , والنور الذي فقده فهو في بحار الظلمات , والشفاء الذي من عدمه
    حلت بقلبه جميع الأسقام , واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه
    كله هموم وآلام , فهي روح الإيمان والأعمال التي متى ما خلت منها فهي كالجسد الذي لاروح فيه.
    فهنيئا لمن بلغ تلك المنزلة , نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها .

    ولقد ادعى كثير من الناس محبة الله سبحانه وتعالى , ولم يعرفوا ماعلامات هذا الحب ؟ وما طريقه ؟ وما ثمراته.
    فإليكم شيئا عن هذا العمل القلبي العظيم , لعل الله أن يوفقنا وإياكم إلى صالح الأعمال

    المحبة في اللغة :
    قال اين منظور : الحب نقيض البغض , وأحب الوداد والمحبة , وكذلك
    الحب بالكسر وأحبه فهو محب وهو محبوب
    وقد ذكر ابن القيم في معانيها :
    أنها مأخوذة من العلو والظهور , ومنه حبب الماء وأحبابه وهو مايعلوه عند المطر الشديد وحبب الكأس منه

    فعلى هذا فان المحبة : غليان القلب عند الاهتياج إلى لقاء المحبوب.
    وقيل أنها مشتقة من اللزوم والثبات ومنه حب البعير وأحب إذا برك ولم يقم , قال الشاعر :
    "حلت عليه بالفلاة ضربا
    ضرب بعير السوء إذ أحبا "

    أي / إذا أقام في المقام ولزمه , فكأن المحب قد لزم قلبه محبوبه , فلم يرم عنه انتقالاً .

    وقيل : أنها مأخوذة ن الحب , جمع حبة , وهو لباب الشئ وخالصه وأصله فان الحب أصل النبات والشجر .
    وقيل : بل مأخوذة من الحِب الذي هو إناء واسع يوضع في الشئ , فيمتلئ بحيث لايسع غيره , وكذلك قلب المحب ليس فيه سعة لغير محبوبه

    ولاريب أن هذه الخمسة من لوزام المحبة , فإنها صفاء المودة وهيجانا رادات القلب للمحبوب , وعلوها وظهورها منه
    لتعلقها بالمحبوب المراد , وثبوت إرادة القلب للمحبوب ولزومها لزوما لاتفارقه , ولإعطاء المحب محبوبة لبه , وأشرف ماعنده وهو قلبه
    المفهوم الشرعي للمحبة :
    محبة العبادة لله هي : ميل القلوب إليه بالحب والتعظيم والإجلال والرجاء . فهي إذن عمل قلبي, يزيد وينقص ويتفاوت العباد فيه وما يذكره الناس غالبا في المحبة يدور حول أسبابها وموجباتها وعلاماتها وشواهدها وثمراتها وأحكامها , أما حقيقتها فهي لاتوصف بوصف أوضح ولا أظهر من المحبة .

    حكم محبة الله سبحانه وتعالى :
    محبة الله هي أصل دين الإسلام , الذي يدور عليه قطب رحاها . وبكمالها يكمل الأيمان , وبنقصانها ينقص توحيد الإنسان .
    وهذه المحبة واجبة بإجماع المسلمين , والعبد مكلف بأن يأتي بما يوصله إلى محبة الله سبحانه , ليستكمل لوزام الأيمان وشروطه
    دخل البصري على أبي عباس بن سريج فقال له ابن سريج : اين تعرف في نص الكتاب ان محبة الله فرض ؟ فقال: لاأدري فقال له : قوله عز وجل
    قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىظ° يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ غ— والوعيد لايكون إلا على ترك فرض

    ومحبة العبد لله سبحانه الواجبة هي محبة التعظيم والإجلال والعبادة , وليست كغيرها من أنواع المحبة
    قال سيلمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله - : ان الحب قسمان (مشتركة – وخاصة )

    فالمشتركة : ثلاثة أنواع : أحدها محبة الطبيعة , كمحبة الجائع للطعام , والظمآن للماء , ونحو ذلك وهذه لاتستلزم التعظيم .
    الثاني : محبة رحمة وإشفاق كمحبة الوالدة لولده الطفل , وهذه أيظا لاتستلزم التعظيم .
    الثالث : محبة أنس وإلف وهي محبة المشتركين في صناعة أو علم أو مرافقة أو تجارة أو سفر لبعضهم البعض وكمحبة الإخوة بعضهم بعضاً
    فهذه الأنواع الثلاثة التي تصلح للخلق بعضهم من بعض , ووجودها فيهم لايكون فيها شركاً في محبة الله .

    القسم الثاني : المحبة الخاصة التي لاتصلح إلا لله , ومتى أحب العبد بها غيره كان شركاً لايغفره الله , وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة وإيثاره على غيره فهذه المحبة لايجوز تعلقها بغير الله أصلاَ

    العلامات الدالة على محبة العبد لربه تعالى

    لما كانت المحبة خفية في القلب سهل أن يدعيها كل أحد : قال عز وجل
    وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىظ° نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ غڑ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم غ– بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ غڑ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ غڑ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا غ– وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
    فما أسهل الدعوى وما أعز الحقيقية !
    فلا ينبغي أن يغتر الانسان بتلبيس الشيطان وخداع النفس إذا ادعت نفسه محبة الله مالم يمتحنها بالعلامات , ويطالبها بالبراهين , ليعلم أصادقة هي ام كاذبة فيما تدعيه ؟

    والمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماءء
    وعلاماتها تظهر في القلب والجوارح , فتدل العلامات على المحبة
    كدلالة الثمار على الاشجار , والدخان على النار , وهذه العلامات كثيرة
    نذكر منها

    حب لقاء الله تعالى :
    فانه لايتصور أن يحب القلب محبوبا إلا ويحب لقاءه
    ومشاهدته , عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب لقاء الله أحب لقائه , ومن كره لقاء الله كره الله لقائه " فالمحب الصادق يذكر محبوبه دائما , ولاينسى موعد لقاء حبيبه .
    ولما علم الله عز وجل شوق عباده المحبين له والمطعين ضرب لهم موعداً بينه وبينهم فقال سبحانه : (مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ غڑ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
    ولكن ماهو موعد اللقاء بين الرب والعبد .؟
    هناك أكثر من موعد بينهما الاول : الموت , والثاني يوم القيامة , والثالث اللقاء في الجنة والنظر الى وجه الرب .

    وليس المراد هنا أن على العبد ان يتمنى الموت ألان أن كان محبا لله ولكن المراد أن المحب لله إذا نزل به الموت أحب نزوله , لأنه سيفض به إلى لقاء الله وقربه , والى الاستمتاع بما أعد له من ثواب والنعيم قال تعالى : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ )

    أن يكون أنسه بالخلوة ومناجاة الله تعالى وتلاوة كتابه :
    قال محمد بن العلاء- رحمه الله - : ( من أحب الله أحب أن لايعرفه الناس )
    وقال الجنيد - رحمه الله - : ( من أحب الله نسيى مادون الله )
    فالمحب لله يواظب على التجهد ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت وانقطاع العوائق , فان أقل رجات التنعم بمناجاة الحبيب , ومن كان النوم والاشتغال بالحديث ألذ عنده من مناجاة الله فكيف تصح محبته ؟ .
    فان المحب يتلذذ بخدمة محبوبه وتصرفه في طاعته , وكلما كانت المحبة أقوى كانت لذة الطاعة والخدمة أكمل

    المواضيع السابقة التابعة لسلسلة أعمال القلوب ~ لمحمد صالح المنجد
    أعمال القلوب - التقوى

    أعمال القلوب - الإخلاص


    اَللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الفائِزينَ لَدَيْكَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الْمُقَرَّبينَ اِلَيْكَ، اللهم امين
    اخر تعديل كان بواسطة » تاج الزعامة في يوم » 04-08-2017 عند الساعة » 10:29
    [B]اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
    اللهم انصر اهلنا في فلسطين وارحم شهدائنا الميتين واحمي مسجدك الاقصى من عدوانك المتجبرين


  2. ...

  3. #2

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter