مشاهدة النتائج 1 الى 9 من 9
  1. #1

    ~|| الصدّيقُ و ابن القيِّم ||~



    attachment


    ~ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ~


    attachment



    -مقدمة-

    أبو بكر الصديق:
    -نسبه
    -مولده و نشأته
    -اسلامه
    -الدعوة الى الاسلام
    -هجرته
    -جهاده
    -مبايعته بالخلافة
    -المعارك التي خاضها
    -ألقابه
    زوجاته
    -ذريته
    -مما قيل عنه {اقتباس}
    -وفاته


    ابن القيم:
    -مسيرته
    -عبادته و زهده
    -مهنته
    -فتاوى امتحن بسببها
    -مشايخه
    -تلاميذه
    -مؤلفاته
    -وفاته

    -الخاتمة-




    اخر تعديل كان بواسطة » x Q x في يوم » 28-07-2017 عند الساعة » 19:07


  2. ...

  3. #2


    attachment
    بسم الله الرحمن الرحيم و صلاة و سلام كثيرين
    على أشرف المرسلين و خاتم الأنبياء و على
    آله و صحبه أجمعين...أما بعد:
    موضوعنا اليوم ضمن مسابقة
    "و بهم قام عماد الدين"
    و سيكون عن شخصيتين
    نالتا قدرا كبيرا و شأنا عظيما في التاريخ الاسلامي
    ألا و هما: " أبو بكر الصديق و ابن القيم "



    attachment

    هو أولُ الخُلفاء الراشدين، وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة،
    وهو وزيرُ نبيّ الإسلام مُحمد وصاحبهُ، ورفيقهُ عند هجرته
    إلى المدينة المنورة. يَعدُّه أهل السنة والجماعة خيرَ الناس
    بعد الأنبياء والرسل، وأكثرَ الصَّحابة إيماناً وزهداً،
    وأحبَّ الناس إلى النبي مُحمد بعد زوجته عائشة.
    عادة ما يُلحَق اسمُ أبي بكرٍ بلقب الصّدِّيق،
    وهو لقبٌ لقَّبه إياه النبي مُحمد لكثرةِ تصديقه إياه.



    attachment

    هو: «عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب
    بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
    بن فهربن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة
    بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
    بن معد بن عدنانالتيمي القرشي»،
    يلتقي مع النبي محمد في الجد السادس مرة بن كعب.
    (أي في العائلة الهاشمية)

    أبوه: «أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو
    بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي القرشي»،
    وأم أبي قحافة: «قيلة بنت أذاة بن رياح بن عبد الله
    بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب».
    أسلم يوم فتح مكة، وعاش بعد ابنه أبي بكر وورثه،
    وهو أول من ورث خليفة في الإسلام، إلا أنه رد نصيبه
    من الميراث على ولد أبي بكر، وتوفي
    سنة 14هـ وله سبع وتسعون سنة.

    أمه: «أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب
    بن سعد بن تيم بن مرة التيمية القرشية».
    أسلمت في مكة قبل الهجرة مع ابنها أبي بكر،
    وتوفيت قبل أبي قحافة.



    attachment

    ولد أبو بكر في مكة سنة 573م بعد عام الفيل
    الذي وُلد فيه النبي محمد بسنتين وستة أشهر،
    فكان أصغر عُمراً منه، ولم يختلف العلماء في
    أن أبا بكر وُلد بعد عام الفيل،
    وإنما اختلفوا في المدة التي كانت بعد عام الفيل،
    فبعضهم قال بثلاث سنين،
    وبعضهم قال بسنتين وستة أشهر،
    وآخرون قالوا بسنتين وأشهر ولم يحددوا عدد الأشهر.
    وقد نشأ أبو بكر وترعرع في مكة،
    وكان من رؤساء قريش وأشرافها في الجاهلية،
    محبباً فيهم، مألفاً لهم، وكان إليه الأشناق في الجاهلية،
    والأشناق هي الدِّيات، وكان إذا حمل شيئاً صدَّقته قريش
    وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيرُه
    خذلوه ولم يصدقوه. ويُقال أن الشرف في قريش
    في الجاهلية كان قد انتهى إلى عشرة رهط من عشرة أبطن،
    منهم العباس بن عبد المطلب من بني هاشم،
    وأبو سفيان بن حرب من بني أمية،
    وعثمان بن طلحة بن زمعة بن الأسود من بني أسد،
    وأبو بكر من بني تيم، وخالد بن الوليد من بني مخزوم،
    وعمر بن الخطاب من بني عدي،
    وصفوان بن أمية من بني جمح، وغيرهم.
    وقد اشتهر أبو بكر في الجاهلية بصفات عدة،
    منها العلم بالأنساب، فقد كان عالماً من علماء
    الأنساب وأخبار العرب،وكانت له صفة حببته إلى قلوب العرب،
    وهي أنه لم يكن يعيب الأنساب، ولا يذكر المثالب بخلاف غيره،
    وقد كان أبو بكر أنسبَ قريش لقريش وأعلمَ قريش بها
    وبما فيها من خير وشر،
    وقد رُوي أن النبي محمداً قال: «إن أبا بكر أعلمُ قريش بأنسابها».

    ويقال أن أبا بكر لم يكن يشرب الخمر في الجاهلية،
    فقد حرمها على نفسه قبل الإسلام،
    وكان من أعف الناس في الجاهلية،
    قالت السيدة عائشة: «حرم أبو بكر الخمر على نفسه،
    فلم يشربها في جاهلية ولا في إسلام،
    وذلك أنه مر برجل سكران يضع يده في العذرة،
    ويدنيها من فيه، فإذا وجد ريحها صرفها عنه،
    فقال أبو بكر: إن هذا لا يدري ما يصنع، وهو يجد ريحها فحماها».
    وقد سأل أحدُ الناس أبا بكر: «هل شربت الخمر في الجاهلية؟»،
    فقال: «أعوذ بالله»، فقيل: «ولمَ؟»
    قال: «كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي،
    فإن من شرب الخمر كان مضيعاً لعرضه ومروءته».

    كما رُوي أن أبا بكر لم يسجد لصنم قط،
    فقد قال أبو بكر في مجمع من الصحابة:
    «ما سجدت لصنم قط، وذلك أني لما ناهزت الحلم
    أخذني أبو قحافة بيدي، فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام،
    فقال لي: «هذه آلهتُك الشمُّ العوالي»،
    وتركني وذهب، فدنوت من الصنم
    وقلت: «إني جائع فأطعمني»
    فلم يجبني، فقلت: «إني عار فاكسني» فلم يجبني،
    فألقيت عليه صخرة فخر لوجهه».




    [attachment

    كان إسلام أبي بكر وليد رحلة طويلة في البحث
    عن الدين الذي يراه الحق،
    والذي ينسجم برأيه مع الفطرة السليمة ويلبي رغباتها،
    فقد كان بحكم عمله التجاري كثير الأسفار،
    قطع الفيافي والصحاري، والمدن والقرى في الجزيرة العربية،
    وتنقل من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها،
    واتصل اتصالاً وثيقاً بأصحاب الدياناتالمختلفة وبخاصة النصرانية،
    وقد حدث أبو بكر عن ذلك
    فقال: كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً،
    فمر أمية بن أبي الصلت،
    فقال: «كيف أصبحت يا باغي الخير؟»،
    قال: «بخير»، قال: «وهل وجدت؟»، قال: «لا»،
    فقال:أما إن هذا النبي الذي يُنتظر منا أو منكم،
    يقول أبو بكر: ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي يُنتظر ويُبعث،
    فخرجت أريد ورقة بن نوفل، وكان كثير النظر
    إلى السماء كثير همهمة الصدر، فاستوقفته،
    ثم قصصت عليه الحديث، فقال: «نعم يا ابن أخي،
    إنا أهلُ الكتب والعلوم،
    ألا إن هذا النبي الذي يُنتظر من أوسط العرب نسباً
    -ولي علم بالنسب-
    وقومك أوسط العرب نسباً»،
    قلت: «يا عم، وما يقول النبي؟»،
    قال: «يقول ما قيل له، إلا أنه لا يظلم ولا يظلم ولا يظالم»،
    فلما بُعث رسول الله آمنت به وصدقته.



    attachment

    بعد إسلام أبي بكر، بدأ يدعو إلى الإسلام مَن وثق
    به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه،
    فأسلم على يديه: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان،
    وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص،
    وعبد الرحمن بن عوف،
    فانطلقوا إلى النبي محمد ومعهم أبو بكر،
    فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن وأنبأهم
    بحق الإسلام فآمنوا، ثم جاءبعثمان بن مظعون،
    وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي سلمة بن عبد الأسد،
    والأرقم بن أبي الأرقم فأسلموا، كما دعا أبو بكر أسرته وعائلته،
    فأسلمت بناته أسماء وعائشة، وابنه عبد الله،
    وزوجته أم رومان، وخادمه عامر بن فهيرة.
    ولما اجتمع أصحاب النبي محمد، وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً،
    ألحَّ أبو بكر على النبي في الظهور،
    فقال: «يا أبا بكر إنا قليل»،
    فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر الرسول،
    وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته،
    وقام أبو بكر في الناس خطيباً والرسول جالس،
    فكان أولَ خطيب دعا إلى الإسلام،
    وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين،
    فضربوه في نواحي المسجد ضرباً شديداً،
    ووُطئ أبو بكر وضُرب ضرباً شديداً،
    ودنا منه عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين
    ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر،
    حتى ما يُعرف وجهُه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون،
    فأجْلَت المشركين عن أبي بكر،
    وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله،
    ولا يشُكُّون في موته،
    ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد
    وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة،
    فرجعوا إلى أبي بكر، فجعل أبو قحافة(والد أبي بكر)
    وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب،
    فتكلم آخر النهار فقال: «ما فعل رسول الله ؟»،
    فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه،
    وقالوا لأمه أم الخير: «انظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه»،
    فلما خلت به ألحت عليه،
    وجعل يقول: «ما فعل رسول الله ؟»،

    فقالت: «والله ما لي علم بصاحبك»،
    فقال: «اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه»،
    فخرجت حتى جاءت أم جميل (وكانت تخفي إٍسلامها)،
    فقالت: «إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله»،
    فقالت: «ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله،
    وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك؟»
    ،
    قالت: «نعم»، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دنفاً،
    فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح
    وقالت: «والله إن قوماً نالوا منك لأهلُ فسق وكفر،
    إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم»
    ،
    قال: «فما فعل رسول الله ؟»
    قالت: «هذه أمك تسمع»،
    قال: «فلا شيء عليك منها»،
    قالت: «سالمٌ صالحٌ»،
    قال: «أين هو؟»،
    قالت: «في دار الأرقم»،
    قال: «فإن لله علي أن لا أذوق طعاماً
    ولا أشرب شراباً أو آتي رسول الله »
    ،
    فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجل
    وسكن الناس خرجتا به يتكئ عليهما،
    حتى أدخلتاه على الرسول محمد،
    فأكب عليه الرسولُ فقبله،
    وأكب عليه المسلمون،
    ورق له الرسولُ محمدٌ رقةً شديدةً،
    فقال أبو بكر: «بأبي وأمي يا رسول الله،
    ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي،
    وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله،
    وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار»
    ،
    فدعا لها النبي محمد ودعاها إلى الله فأسلمت.



    attachment

    لما اشتد البلاء على المسلمين بعد بيعة العقبة الثانية،
    أذن الرسولُ محمد لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة،
    فجعلوا يخرجون ويُخفون ذلك،
    فنزلوا على الأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم،
    وأقام النبي محمد بمكة بعد أصحابه من المهاجرين
    ينتظر أن يُؤذن له في الهجرة، ولم يتخلف معه
    بمكة إلا من حُبس أو فُتن، إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر،
    وكان أبو بكر كثيراً ما يستأذن النبي محمداً في الهجرة
    فيقول النبي له: «لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً»،
    فيطمع أبو بكر أن يكونه. ولما رأت قريش
    أن النبي محمداً قد صار له أصحاب من غيرهم بغير بلدهم،
    ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم،
    عرفوا أنهم قد نزلوا داراً وأصابوا منهم مَنعة،
    فحذِروا خروج النبي محمد إليهم،
    فاجتمعوا في دار الندوة يتشاورون فيما يصنعون في أمره،
    فاتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلة فتى شاباً
    ليعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه،
    فيتفرَّق دمُه في القبائل جميعها،
    ولكن النبي محمداً علم بأمرهم وتمكن من الخروج من بيته سالماً.
    كانت هجرة النبي محمد من مكة إلى المدينة في
    يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من بعثته،
    وكان أبو بكر حين استأذن النبي في الهجرة
    فقال له: «لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحباً»،
    قد طمع بأن يكون النبيُّ إنما يعني نفسه، فابتاع راحلتين،
    فاحتبسهما في دار يعلفهما إعداداً لذلك، قالت السيدة عائشة:
    «كان لا يخطئ رسولُ الله أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار،
    إما بكرة وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسوله
    في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه،
    أتانا رسول الله بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها،
    فلما رآه أبو بكر قال: «ما جاء رسولُ الله في هذه الساعة إلا لأمر حدث»،
    فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره،
    فجلس رسول الله وليس عند رسول الله أحد إلا أنا وأختي
    أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله : «أخرج عني مَن عندك»،
    قال: «يا رسول الله إنما هما ابنتاي، وما ذاك فداك أبي وأمي؟»،
    قال: «إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة»،
    فقال أبو بكر: «الصحبة يا رسول الله؟»،
    قال: «الصحبة»،
    قالت: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي
    من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي.


    attachment

    شهد أبو بكر مع النبي محمد غزوة بدر والمشاهد كلها،
    ولم يَفُتْه منها مشهد، فقد شارك أبو بكر فيغزوة
    بدر سنة 2هـ، وكانت له فيها مواقف مشهورة،
    فلما بلغ النبيَّ محمداً نجاةُ القافلة
    وإصرارُ زعماء مكة على قتال النبي،
    استشار أصحابه في الأمر،فقام أبو بكر أولاً فقال وأحسن،
    ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن.
    وقد ظهرت من أبي بكر شجاعة وبسالة،
    وقد شارك ابنه عبد الرحمن في هذه المعركة مع المشركين،
    فلما أسلم قال لأبيه: «لقد أهدفت لي (أي ظهرت أمامي) يوم بدر،
    فملت عنك ولم أقتلك»، فقال له أبو بكر: «لو أهدفت لي لم أمل عنك».
    وشهد أبو بكر غزوة أحد سنة 3هـ،
    ولما تفرق المسلمون من حول النبي محمد،
    وتبعثر الصحابة في أرجاء الميدان،
    وشاع أن الرسولَ محمداً قد قُتل، شقَّ أبو بكر الصفوف،
    وكان أولَ من وصل إلى الرسول محمد،
    وقد اجتمع إلى الرسول محمد آنذاك كلُّ من:
    أبو بكر، وأبو عبيدة بن الجراح، وعلي بن أبي طالب،
    وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعمر بن الخطاب،
    والحارث بن الصمة، وأبو دجانة،وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم.
    كما شهد غزوة بني النضير سنة 4هـ،
    وغزوة بني المصطلق سنة 5هـ،
    وكانت معه فيها راية المهاجرين، وشهد غزوة الخندق سنة 5هـ،
    وغزوة بني قريظة سنة 5هـ، وكان فيهما مرافقاً للنبي محمد،
    كما شهد صلح الحديبية سنة 6هـ،
    وشهد غزوة خيبر سنة 7هـ، وكان أولَ قائد يرسله النبي محمد،
    كما شهد سرية نجد، وكان الأمير على المسلمين فيها،
    وكان الأمير على المسلمين في غزوة بني فزارة أيضاً،
    وكان أبو بكر من المسلمين الذين ذهبوا مع الرسول محمد
    ليعتمروا عمرة القضاء سنة 7هـ، كما شهد سرية ذات السلاسل سنة 8هـ.

    ولما نقضت قريش صلح الحديبية،
    وتجهز النبي محمدٌ مع صحابته للخروج إلى مكة،
    خرج أبو سفيان بن حرب من مكة إلى الرسول محمد
    فقال: «يا محمد، اشدد العقد، وزدنا في المدة»،
    فقال النبي محمد: «ولذلك قدمت؟ هل كان من حدث قبلكم؟»،
    فقال: «معاذ الله، نحن على عهدنا
    وصلحنا يوم الدية لا نغيّر ولا نبدّل»،
    فخرج من عند النبي محمد يقصد مقابلة الصحابة،
    فطلب من أبي بكر أن يجدد العقد ويزيدهم في المدة،
    فقال أبو بكر: «جواري في جوار رسول الله ،
    والله لو وجدت الذر تقاتلكم لأعنتها عليكم».
    ولما دخل النبيُّ محمدٌ مكة في عام الفتح سنة 8هـ،
    كان أبو بكر بجانبه، وقد تمت النعمة على أبي بكر
    في ذلك الوقت بإسلام أبيه أبي قحافة.
    وشهد أبو بكر غزوة حنين سنة 8هـ، وكانت قد
    صبرت مع النبي فئةٌ من الصحابة يتقدمهم أبو بكر،
    ثم انتصروا بعد ذلك.
    كما شهد أبو بكر غزوة تبوك،
    ولما اختار الرسولُ الأمراء والقادة وعقد الألوية والرايات لهم،
    أعطى لواءه الأعظم لأبي بكر،
    وحث الرسولُ محمدٌ الصحابة في غزوة تبوك على الإنفاق،
    فأنفق كل حسب مقدرته،
    وكان عثمان بن عفان أكثر من أنفق في هذه الغزوة.

    وفي سنة 9هـ، أرسل النبي محمد أبا بكر أميراً على الحج
    فخرج أبو بكر أميراً بركب الحجيج، كما شهد أبو بكر حجة الوداع سنة 10هـ



    ~أرجو عدم الرد~







  4. #3


    attachment

    بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم
    اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة في اليوم نفسه،
    وهو يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ،
    وتداولوا الأمر بينهم في اختيار من يلي الخلافة من بعده،
    والتف الأنصار حول زعيمالخزرج سعد بن عبادة،
    ولما بلغ خبرُ اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة إلى المهاجرين،
    وهم مجتمعون مع أبي بكر لترشيح من يتولى الخلافة،
    قال المهاجرون لبعضهم: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار،
    فإن لهم في هذا الحق نصيباً.
    قال عمر بن الخطاب: فانطلقنا نريدهم،
    فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلين صالحين،
    فذكر ما تمالأ عليه القوم،
    فقالا: «أين تريدون يا معشر المهاجرين؟»
    قلنا: «نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار»،
    فقالا: «لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم»،
    فقلت: «والله لنأتينهم»،
    فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة،
    فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم،
    فقلت: «من هذا؟»، فقالوا: «هذا سعد بن عبادة»،
    فقلت: «ما له؟»، قالوا: «يوعك»،
    فلما جلسنا قليلاً تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله،
    ثم قال: «أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام،
    وأنتم معشرَ المهاجرين رهط،
    وقد دفت دافة من قومكم (أي عدد قليل)،
    فإذاً هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر
    (أي يخرجونا من أمر الخلافة)»،
    فلما سكت أردت أن أتكلم،
    وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر،
    وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم
    قال أبو بكر: «على رسلك»، فكرهت أن أغضبه،
    فتكلم أبو بكر، فكان هو أحلم مني وأوقر،
    والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري
    إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت،
    فقال: «ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل،
    ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش،
    هم أوسط العرب نسباً وداراً،
    وقد رضيت لكم هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم»،
    فأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا،
    فلم أكره مما قال غيرها،
    والله أن أقدَّم فتُضرب عنقي لا يقربني ذلك
    من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر،
    اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئاً لا أجده الآن،
    فقال قائل من الأنصار: «أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب،
    منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش»، فكثر اللغط،
    وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف
    فقلت (لأبي بكر): «ابسط يدك»، فبايعته وبايعه المهاجرون،
    ثم بايعته الأنصار. وفي رواية أخرى
    قال عمر: «يا معشر الأنصار،
    ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس،
    فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر رضيَ الله عنه؟»
    فقالت الأنصار: «نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر».



    attachment

    معركة ذات السلاسل

    معركة الثني ومعركة الولجة

    معركة الحيرة

    معركة عين التمر

    معركة الزميل

    معركة الفراض

    معركة أجنادين

    معركة اليرموك


    attachment


    أبو بكر، الصّدّيق، العتيق، الصاحب، الأتقى،
    الأوّاه، ثاني اثنين في الغار، خليفة رسول الله.


    الصّدّيق:
    لقَّبه به النبي محمد، وذلك أن النبي محمداً كان قد صعد
    جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان،
    فرجف بهم الجبل فقال النبي محمد: «اثبت أحد،
    فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»،
    وأما سبب تسميته بالصديق فهو لكثرة تصديقه للنبي محمد،

    العتيق:
    لقَّبه به النبي محمد،
    فقد قال له: «أنت عتيق الله من النار»،

    الصاحب:
    لُقب به في القرآن الكريم،
    وذلك في قول الله تعالى:
    "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِين
    كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ
    لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
    عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا
    السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

    وقد أجمع العلماء على أن الصاحب المقصود
    في الآية هو أبو بكر،
    وقال الإمام ابن حجر العسقلاني
    في تفسير هذه الآية: «فإن المراد بصاحبه هنا أبو بكر بلا منازع».


    الأتقى:
    لُقب به في القرآن الكريم،
    وذلك في قول الله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى.
    وسبب ذلك أن أبا بكر عندما كان يشتري العبيدَ
    المسلمين ويعتقهم،

    الأوّاه:
    لُقب أبو بكر بالأواه، وهو لقب يدل على
    الخشية والوجل من الله تعالى،
    قال إبراهيم النخعي:
    «كان أبو بكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته».


    attachment

    تزوج أبو بكر من أربع نسوة، أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث، وهن على التوالي:
    1-قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر
    بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وهي أم عبد الله وأسماء.

    2-أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس
    بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث
    بن غنم بن مالك بن كنانة الكنانية،
    وهي أم عائشة وعبد الرحمن،
    توفيت في ذي الحجة سنة 4هـ أو 5هـ أو 6هـ.

    3-أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث
    بن تيم الشهرانية الخثعمية، وهي أم محمد،
    كانت زوج جعفر بن أبي طالب،
    فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر،
    ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب.

    4-حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجية الأنصارية،
    وقيل: مليكة بنت خارجة، وهي أم أم كلثوم.


    attachment

    لأبي بكر ستة أولاد، ثلاثة ذكور وثلاث إناث وهم:

    1.عبد الرحمن بن أبي بكر، أمه أم رومان،
    وهو شقيق عائشة، توفي سنة 53هـ أو 55هـ أو 56هـ.

    2.عبد الله بن أبي بكر، أمه قتيلة بنت عبد العزى،
    وهو شقيق أسماء، وهو الذي كان يأتي النبيَّ
    وأباه أبا بكر بالطعام وبأخبار قريش إذ هما في الغار كل ليلة،
    توفي أول خلافة أبي بكر في شوال سنة 11هـ.

    3.محمد بن أبي بكر، أمه أسماء بنت عميس،
    وهو أخو عبد الله بن جعفر لأمه، وأخو يحيى بن علي لأمه.

    4.أسماء بنت أبي بكر، أمها قتيلة بنت عبد العزى،
    وهي زوج الزبير بن العوام وأم عبد الله بن الزبير،
    لقبت بذات النطاقين.

    5.عائشة بنت أبي بكر، أمها أم رومان،
    وهي زوج النبي محمد وأشهر نسائه،
    لقبت بالصديقة بنت الصديق وأم المؤمنين،
    وهي أحب الناس إلى النبي محمد،
    توفيت سنة 57هـ أو 58هـ ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، ودفنت بالبقيع.

    6.أم كلثوم بنت أبي بكر، أمها حبيبة بنت خارجة،
    وقد ولدت بعد وفاة النبي محمد.



    attachment

    في شهر جمادى الآخرة سنة 13هـ،
    مرض الخليفة أبو بكر واشتد به المرض،
    فلما ثقل واستبان له من نفسه،
    جمع الناس إليه فقال: «إنه قد نزل بي ما قد ترون،
    ولا أظنني إلا ميتاً لما بي،
    وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي وحل عنكم عقدتي،
    ورد عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم،
    فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي»،
    فتشاور الصحابة، ثم رجعوا إلى أبي بكر
    فقالوا: «رأيُنا يا خليفة رسول الله رأيُك»،
    قال: «فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده»،
    ثم وقع اختيار أبي بكر بعد أن استشار بعض الصحابة
    على عمر بن الخطاب، ثم كتب عهداً مكتوباً يُقرأ على الناس،
    وكان نص العهد:

    "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة
    في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها،
    وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها،
    حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب،
    إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا،
    وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً،
    فإن عَدَلَ فذلك ظني به وعلمي فيه،
    وإن بَدّلَ فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم
    الغيب: «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"


    وقد روت السيدة عائشة خبر وفاة أبيها أبي بكر
    فقالت: «أول ما بُدئ مرض أبي بكر أنه اغتسل وكان يوماً بارداً،
    فحم خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى صلاة،
    وكان يأمر عمر بالصلاة وكانوا يعودونه،
    وكان عثمان ألزمهم له في مرضه»،
    وقالت السيدة عائشة: قال أبو بكر:
    «انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة
    فابعثوا به إلى الخليفة بعدي»،
    فنظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل صبيانه،
    وإذا ناضح (البعير الذي يُستقى عليه) كان يسقي بستاناً له،
    فبعثنا بهما إلى عمر، فبكى عمر،
    وقال: «رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعباً شديداً».





    ||مما قيل عنه||
    {اقتباس}

    كلام ابن القيم عن ابي بكر الصديق




    كانت تحفة ثاني اثنين مدخرة للصديق، دون الجميع، فهو الثاني في الإسلام وفي بذل النفس وفي الزهد وفي الصحبة وفي الخلافة وفي العمر، وفي سبب الموت؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مات عن أثر السم ‏‏، وأبو بكر سم فمات‏.‏

    أسلم على يديه من العشرة‏:‏ عثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص‏.‏ وكان عنده يوم أسلم أربعون ألف درهم فأنفقهما أحوج ما كان الإسلام إليها، فلهذا جلبت نفقته عليه ‏ «‏ما نفعني مال، ما نفعني مال أبي بكر‏» ‏‏.‏ فهو خير من مؤمن آل فرعون؛ لأن ذلك كان يكتم إيمانه والصديق أعلن به‏.‏ وخير من مؤمن آل ياسين؛ لأن ذلك جاهد ساعة والصديق جاهد سنين‏.‏ عاين طائر الفاقة يحوم حول حب الإيثار ويصيح‏:‏ ‏ «‏من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً» ‏سورة البقرة، الآية 245‏‏، فألقى له حب المال على روض الرضا واستلقى على فراش الفقر، فنقل الطائر الحب إلى حوصلة المضاعفة ثم علا على أفنان شجرة الصدق يغرد بفنون المدح، ثم قال في محاريب الإسلام يتلو‏:‏ ‏ «‏وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى» ‏الليل‏:‏ 17-18.

    نطقت بفضله الآيات والأخبار، واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، فيا مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار، كلما تليت فضائله على الصغار، أترى لم يسمع الروافض الكفار‏:‏ ‏ «‏ثاني اثنين إذ هما في الغار» ‏التوبة‏:‏ 40‏‏‏؟‏ دعي إلى الإسلام فما تلعثم ولا أبى، وسار على المحجة فما زل ولا كبا، وصبر في مدته من مدى العدى على وقع الشبا، وأكثر في الإنفاق فما قلل حتى تخلل بالعبا‏.‏

    تالله لقد زاد على السبك في كل دينار دينار ‏ «‏ثاني اثنين إذ هما في الغار» ‏‏.‏ من كان قرين النبي في شبابه‏؟‏ من ذا الذي سبق إلى الإيمان من أصحابه‏؟‏ من الذي أفتى بحضرته سريعاً في جوابه‏؟‏ من أول من صلى معه‏؟‏ من آخر من صلى به‏؟‏ من الذي ضاجعه بعد الموت في ترابه‏؟‏ فاعرفوا حق الجار‏.‏

    نهض يوم الردة بفهم واستيقاظ، وأبان من نص الكتاب معنى دق عن حديد الألحاظ‏.‏ فالمحب يفرح بفضائله والمبغض يغتاظ‏.‏ حسرة الرافضي أن يفر من مجلس ذكره، ولكن أين الفرار‏؟‏‏.‏
    كم وقى الرسول بالمال والنفس، وكان أخص به في حياته وهو ضجيعه في الرمس‏‏‏.‏ فضائله جلية وهي خلية عن اللبس‏.‏

    يا عجبا‏!‏ من يغطي عين ضوء الشمس في نصف النهار، لقد دخلا غارا لا يسكنه لابث، فاستوحش الصديق من خوف الحادث‏.‏ فقال الرسول‏:‏ ما ظنك باثنين والله الثالث‏.‏ فنزلت السكينة فارتفع خوف الحادث، فزال القلق وطاب عيش الماكث، فقام مؤذن النصر ينادي على رءوس منائر الأمصار ‏ «‏ثاني اثنين إذ هما في الغار» ‏‏.‏
    حبه والله رأس الحنيفية، وبغضه يدل على خبث الطوية‏.‏ فهو خير الصحابة والقرابة والحجة على ذلك قوية‏.‏ لولا صحة إمامته ما قيل ابن الحنفية‏.‏ مهلا مهلا، فإن دم الروافض قد فار‏.‏
    والله ما أحببناه لهوانا، ولا نعتقد في غيره هوانا، ولكن أخذنا بقول علي وكفانا‏:‏ ‏ «‏رضيك رسول الله لديننا، أفلا نرضاك لدنيانا‏» ‏‏.‏ تالله لقد أخذت من الروافض بالثأر‏‏‏.‏ تالله لقد وجب حب الصديق علينا، فنحن نقضي بمدائحه ونقر بما نقر به من السنا ‏ عينا، فمن كان رافضيًّا فلا يعد إلينا وليقل لي أعذار‏.‏


    من كتاب الفوائد





    ~أرجو عدم الرد~





  5. #4


    attachment

    شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر
    بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي
    ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيّم الجوزية
    (691 هـ - 751 هـ / 1292م - 1349م)
    من علماءالمسلمين في القرن الثامن الهجري
    وصاحب المؤلفات العديدة،
    عاش في دمشق ودرس على يد ابن تيمية الدمشقي
    ولازمه قرابة 166 عاما وتأثر به.
    وسجن في قلعة دمشق في أيام سجن
    ابن تيمية وخرج بعد أن توفى شيخه عام 728 هـ.



    attachment

    ولد في 7 صفرعام 691هـ. الموافق 2 فبراير 1292م.
    ويقال أنه ولد في ازرع جنوب سوريا وقيل في دمشق.
    من عائلة دمشقية عرفت بالعلم والالتزام بالدين،
    والده كان قيّماً على المدرسة الجوزية بدمشق مدة من الزمن،
    واشتهر بذلك اللقب ذريته وحفدتهم من بعد ذلك،
    وقد شاركه بعض أهل العلم بهذه التسمية
    وتقع هذه المدرسة بالبزورية المسمى قديما سوق القمح
    أو سوق البزورية (أحد اسواق دمشق)،
    وبقي منها الآن بقية ثم صارت محكمة إلى سنة 1372هـ، 1952م



    attachment

    قال ابن رجب: "وكان ذا عبادة وتهجد وطول
    صلاة إلى الغاية القصوى،
    وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة،
    والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له،
    والانطراح بين يديه وعلى عتبة عبوديته،
    لم أشاهد مثله في ذلك ولا رأيت أوسع منه علماً،
    ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه،
    وليس بمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله.
    وقد اُمتحن وأوذي مرات،
    وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة
    بالقلعة منفردا عنه ولم يخرج إلا بعد موت الشيخ.
    وكان في مدة حبسه منشغلا بتلاوة القرآن
    بالتدبر والتفكر ففتح عليه من ذلك
    خير كثير وحصل له جانب عظيم من الأذواق
    والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على
    الكلام في علوم أهل المعارف والدخول في
    غوامضهم وتصانيفه ممتلئة بذلك. وحج مرات كثيرة،
    وجاور بمكة. وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة
    العبادة وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه".

    وقال ابن كثير: "لا أعرف في هذا العالم في
    زماننا أكثر عبادة منه، وكانت له طريقة في
    الصلاة يطيلها جدا، ويمد ركوعها وسجودها،
    ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان
    فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك".

    وقال ابن حجر العسقلاني: "وكان إذا صلى الصبح جلس
    مكانه يذكر الله حتى يتعالى النهار،
    ويقول: هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي،
    وكان يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين وكان
    يقول: لابد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه"



    attachment

    1.الإمامة بالجوزية.
    2.التدريس بالصدرية، وأماكن أخرى.
    3.التصدي للفتوى.
    4.التأليف.



    attachment

    •مسألة الطلاق الثلاث بلفظ واحد.

    •فتواه بجواز المسابقة بغير محلل:
    وذكر ابن حجر أنه رجع عن هذه الفتوى،
    وما ثمة دليل على الرجوع، والله أعلم بالصواب،
    وقوله هو الصواب الموافق للدليل.

    •إنكاره شد الرحال إلى قبر النبي إبراهيم.

    •مسألة الشفاعة والتوسل بالأنبياء.



    attachment

    له عدد كبير من المشايخ جمعهم الشيخ بكر أبو زيد
    وذكر منهم خمسة وعشرين، منهم:

    1.قيّم الجوزية: والده، وتلقى عنه في علم الفرائض.

    2.ابن تيمية: أخذ عنه الفقه والأصول

    3.ابن عبدالدائم: أحمد بن عبدالدائم بن نعمة
    المقدسي مسند وقته.

    4.بدر الدين بن جماعة.

    5.أحمد بن عبد الرحمن بن عبدالمنعم بن نعمة النابلسي.

    6.ابن الشيرازي: ذكر في مشيخة ابن القيّم
    ولم يذكر نسبه فاختلف فيه.

    7.المجد الحراني: إسماعيل مجد الدين
    بن محمد الفراء شيخ الحنابلة.

    8. ابن مكتوم: إسماعيل الملقب بصدر الدين
    والمكنى بأبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي.

    9.الكحال: أيوب زين الدين بن نعمة النابلسي الكحال.

    10. الإمام الحافظ الذهبي.

    11. الحاكم: سليمان تقي الدين أبو الفضل بن حمزة
    بن أحمد بن قدامة المقدسي مسند الشام وكبير قضاتها.

    12.شرف الدين ابن تيمية: عبد الله أبو محمد
    بن عبد الحليم بن تيمية النميري أخو ابن تيمية.

    13.بنت الجوهر: فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم
    بن محمود بن جوهر البطائحي البعلي، المسندة المحدثة.

    14.عيسى المطعم

    15.ابن أبي الفتح البعلي: قرأ عليه المخلص لأبي البقاء،
    ثم قرأ الجرجانية ثم ألفية ابن مالك وأكثر الكافية
    والشافية وبعض التسهيل

    16.مجد الدين التونسي: قرأ عليه قطعة من المقرب لابن عصفور

    17.صفي الدين الهندي: أخذ عنه الفقه والأصول

    18. إسماعيل بن محمد الحراني: قرأ عليه الروضة لابن قدامة





    attachment


    وتلاميذه كثر ذكر منهم الشيخ بكر إحدى عشر،. منهم:

    • ابنه برهان الدين إبراهيم بن قيّم الجوزية.

    • الإمام الحافظ ابن كثير.

    • الإمام ابن رجب الحنبلي.

    • علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي
    • الإمام الحافظ الذهبي.

    • الحافظ ابن عبد الهادي: محمد بن أحمد بن عبد الهادي
    بن قدامة المقدسي.

    • الفيروزآبادي: محمد بن يعقوب بن محمد
    الفيروزآبادي صاحب القاموس.




    attachment

    بلغ بها الشيخ بكر أبو زيد 98 مؤلفا وطبع منها:


    • اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.
    • أحكام أهل الذمة.
    • إعلام الموقعين عن رب العالمين.
    • إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
    • إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.
    • بدائع الفوائد.
    • التبيان في أقسام القرآن.
    • تحفة المودود بأحكام المولود.
    • جلاء الأفهام في فضائل الصلاة والسلام على خير الأنام.
    • الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء.
    • حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
    • روضة المحبين ونزهة المشتاقين.
    • الروح.
    • زاد المعاد في هدي خير العباد.
    • شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.
    • الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.
    • الطب النبوي.
    • طريق الهجرتين وباب السعادتين.
    • الطرق الحكمية.
    • عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.
    • الفروسية.
    • الفوائد.
    • الكافية الشافية في النحو.
    • الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية.
    • الكلام على مسألة السماع.
    • كتاب الصلاة وأحكام تاركها.
    • مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين.
    • مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة.
    • المنار المنيف في الصحيح والضعيف.
    • هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.
    • الوابل الصيب من الكلم الطيب.
    • الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
    • المسائل الطرابلسية. مجلدان.
    • زاد المعاد في هدي خير العباد. أربعة مجلدات.
    • الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم. مجلدان.
    • شرح أسماء الله الحسنى.
    • الرسالة الحلبية في الطريقة المحمدية.



    attachment


    توفي في ليلة الخميس 13/7/751هـ، 1349م
    في وقت أذان العشاء وبه كمل من العمر ستون سنة.
    وصلى عليه في الجامع الأموي بدمشق
    بعد صلاة الظهر ثم بجامع جراح و أزدحم الناس
    للصلاة عليه ودفن عند والدته بمقبرة الباب الصغير.


    attachment

    و في ختام هذا الموضوع
    أسأل الله تعالى أن يبارك بكل من قرأه
    و أرجو أن يكون ذا افادة لكم
    عيدكم مبارك و كل سنة و أنتم بألف خير

    في أمان الله


    ~انتهى~





  6. #5
    لي عودةة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك أختي, تنسيق مميز تصميم رائع
    واختيار موفق للشخصيات ،
    يعطيك العافية

    وبالتوفيق لك ~
    اخر تعديل كان بواسطة » تاج الزعامة في يوم » 30-06-2017 عند الساعة » 01:37
    ••
    Take me to the SKY ••
    عندما تبقى الوحدة -فقط- بجانبي ...
    •• 그 순간 하늘과 멀어지네 ••
    ••

  7. #6
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ماشاء الله موضوع جميل و شيقe414
    جعله الله في ميزان حسناتك كورابيكا^.^

    موفقة في المسابقة
    و كل عام و انتي بخير^^

    attachment
    ربي يسعدكم إدارة التون على التوقيع الحلو embarrassed





    شكراً للخرندعية، الهولمزية، الجميلة، الزعيمة دارك شادو انها عاقبتني بصفتي (مفيش مني) من 2017 الى الآن 2020biggrin


  8. #7
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة L O R Є T مشاهدة المشاركة
    لي عودةة
    بانتظاركِ عزيزتي

  9. #8
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة تاج الزعامة مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ماشاء الله موضوع جميل و شيقe414
    جعله الله في ميزان حسناتك كورابيكا^.^

    موفقة في المسابقة
    و كل عام و انتي بخير^^
    يا هلا بسيد النور
    منور الموضوع em_1f606

    و لك بالمثل يارب
    آمين

    و انت بخير و سلام يارب embarrassedembarrassed

  10. #9
    السلام عليكم
    بارك الله فيك على هذا الموضوع الجميل
    بانتظارك ثانية تشعين في منتدى النور
    حبيبتي وفقك الله لما يحبه ويرضاه
    تقبل مروري
    attachment
    ليفاي بطليe106


بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter