مشاهدة النتائج 1 الى 13 من 13
  1. #1

    مقال او خبر غِيـــَاث ~ | خربشة

    attachment


    attachment

    .
    .
    ~



    في أحضان الظلمة الخانقة ، حيث اكتست الأرض ثوبها الأبيض البراق و تزينت السماء بشفق وهّاج لامس بيضة اليابسة بخيوطه المنسدلة ..و زرقة المحيط برفق..
    أضواء زرقاء و حمراء تلتمع في الأفق .. بدت كعدد كبير من السيارات التي تلاحق شاحنة ما ..
    رجل غطت ملامحه القسوة و الخبث و الدهاء الحاد ، استقر خلف المقود الأسود .
    ضغط على دواسة الوقود لتنطلق تلك الشاحنة بكامل سرعتها و قوتها و تتجاوز تلك السيارات ، ولكن تلك السيارات لم تفتر أو تضجر فقد تابعت مهمتها بكل إخلاص ، لكن ذاك الهارب الماكر أسرع بالضغط على الدواسة المجاورة لتخفّ سرعة الشاحنة فيصير خلفهم و يلتف بكل رشاقة بالشاحنة و يسير في الإتجاه المعاكس لهم ..
    " سيدي ! لقد غير اتجاهه !"
    صرخ أحد أولئك القاطنين داخل سيارات الشرطة ، فجاءه رد حازم معنّفاً إياه :
    "لا تتركوا له فرصة! اتبعوه ولو لآخر الكرة الأرضية! ".
    حاولت بعض سيارات الشرطة الإلتفاف إلا أنها انتهت باصطدام هشم السائقين قبل السيارات ثم تلاه دويّ انفجار عنيف رسم ألعاباً نارية مرعبة في الهواء ، راح ضحية ذاك الإصطدام حوالي خمس سيارات ، أما البقية فتابعوا النضال المستميت للقبض عليه.
    تابع ذاك المتمرد ضغطه على دواسة الوقود حتى باغته جرف هاوي .. بدا و كأن الجرف لا قاع له ، فارتسمت على محيّاه ابتسامة خبث و تحدّي فزاد الضغط على تلك الدواسة حتى كادت تتهشم ْ
    "سيدي إنه يقفز بالشاحنة ! ماذا نفعل ؟!"
    "قلت لكم اتبعوه !! ، حتى و إن دفنتم أحياء فهذا لا يهم ! ، "
    صمت قليلاً ليتابع بسخرية مستفزة " سنقدم بعض التعويضات لعائلاتكم .. لذا لا تقلقوا".
    وفعلاً بضع سنتمترات فقط من الجرف المميت ، قفزت الشاحنة بخفة وكأنها فراشة تطير لتستقر في الناحية المقابلة و يكمل مسيرته و ابتسامة نشوة النصر تعلو وجهه . أما أصحاب السيارات الأخرى فلم يستطع النجاة منهم إلا سيارتان من أصل ست !.
    تمتم مخاطباً نفسه و كأنه ملّ من لعبة المطاردة السخيفة تلك -ألم يتعبوا بعد ، لا بأس .. فالمتعة في الطريق -
    قهقه بصوت عالٍ قبل أن يغيّر مساره مجدداً ليتجه صوب آخر المتبقيين غير مبالٍ بما سيحدث له .
    "يا إلهي ! إنه قادم نحونا ! سيدي! "
    فهتف الآخر مذعوراً:
    "ماذا! ، هل جُنْ؟! ، سوف يموت و يقتلنا معه ! . سيدي أجب أرجوك !"
    لكن الطرف المعنيّ لم يقل شيئاً بل اكتفى بالصمت المهيب.
    بضع خطوات من اصطدام محتوم .. لحظات تفرق بين الحياة أو الموت ..
    قفز ذاك الداهية من الشاحنة قبل أن تلامس الشاحنة تلك السيارتين بلحظات معدودة ، حاول القابعان داخل السيارتين تقليد ذاك الخبيث فنجا واحد و الآخر انتهى به الأمر بقدم واحدة ... تناثرت دماؤه القرمزية على الأرضية البيضاء المثلجة لتنتج تنساقاً مهيباً بين الألوان ، ولتثبت أن الأبيض هو سيد الألون .. !
    أخذ الرجل الملقى على الأرض يصرخ متألماً و هو يمسك بساقه التي بُترت لتوها .. "فلتذهب هذه الوظيفة إلى الجحيم ! " أطلق زفرة إكتفاء مستهترة " لكن ما فائدة الندم الآن ؟!"
    حاول غِياث مساعدة صديقه الجريح إلا أنه منعه و صدّه عنه بحجة أنه يجب عليه متابعة المهمة حتى النهاية.. فقد ضحوا بالكثير.. بل ضحوا بأغلى ما يملكون وهو أرواحهم.
    جاء صوت وحشي متجهم من خلف ذلك الدخان الكثيف " لا تخافا ... فلن يطول عذابكما .. أليس كذلك .. غِياث؟ "
    أتم كلمته الآخيرة و بسمة مشمئزة تعلو تقاسيمه .
    صرخ غِياث به وأوصاله ترتعد ذعراً :
    "أيها الأحمق .. ألا تعلم أن كل تضحياتنا هذه لن تذهب هباء؟!.. حتى وإن كان ذلك القائد اللعين أكثر من يستحق الموت بيننا فهنالك آخرون سوف يقدّرون عملنا و تضحياتنا لأجل تحقيق العدالة !"
    -"عدالة .. هاه ؟! ، حسناً .. فلتحاول تمثيل بعضاً من هذه العدالة !"
    صكّ غِياث نواجذه وهو على علم مسبق باقتراب مصيره المحتوم منه .. بل يقسم بأنه يوشك أن يلامسه .
    اقترب ذاك الضخم و بيده فأس كبيرة تلمع بشغف وتعطش للّون بالقرمزي ، صار الآخير يلوّح بفأسه في الهواء وهو يتقدم بتثاقل وابتسامته الساخرة تلك لم تفارق عضلات وجهه بانتظار ممثله ليُسَلّيه ،
    "غِياث ، أركض ! أرجوك ! لا تنظر للخلف بل أركض وحسب ! "
    قطب حاجبيه بضيق فهو لا يستطيع .. لا يستطيع أن يترك رفيق عمله و صديق طفولته يواجه هذا وحده !،
    أخذ نفساً عميقاً امتلأ بعبق الأبخرة و رائحة الدماء المقززة ،شعر بأن أحماض معدته تحاول حرقه من الداخل و جسده بدأ يهوي ببطء .. إلا أنه تمالك نفسه ليقف مجدداً على قدميه و يدسّ يده داخل حقيبته و يخرج مسدساً صغيراً شدّ عليه بقبضته المرتجفة وهو يوجهه صوب الوحش القاطن أمامه .
    "إياك أن تقترب ! "
    "أيها الحذق.. هل تحاول تقمص دور الشجاع ؟، حسنا إذن .. فلنكمل المسرحية حتى النهاية "
    بضع خطوات تفصل بين الآخير و الرفيقين المسكينين ، شدّ قبضته على فأسه و هزها بسرعة خاطفة ليرميها نحو ذاك الجاثي على الأرض لتقسم جسده نصفين و يتناثر دمه في الأرجاء .. غص حلق غِياث و شعر برغبة جامحة في التقيؤ ! ، نظرة الرعب التي علت عينيّ رفيقه .. و تلك الإبتسامة الخالية من المشاعر التي علت وجه عدوه ..
    أصبح يلهث و كأنه كان يركض .. بالكاد يستطيع التقاط أنفاسه و مقلتيه تكادان تخرجان من محجريهما و قلبه يخفق بعنف !.
    نزلت دمعة خاطفة على وجنته ليس خوفاً أو ذعراً بل ألماً على فقدان زين. فقد قُتِل أمام عينيه ولم يستطع هو فعل شيء .. سوى الوقوف متشنجاً .
    " لا تخف ستلتقيه من جديد .. فلن يطول فراقكما .. و سأحرص على ذلك "
    أخيراً و بعد عناء طويل لإستعادة سيطرته على جسده بدأ يركض بين الثلوج المتكدسة ..قرر أن يركض حتى آخر نفس في حياته البائسة ... و أخيراً و جد صخرة شامخة تسد شق صغير بين جبلين فأسرع بالتسلل و الإختباء و أنفاسه المتضاربة لم تهدأ بعد ..
    سمع لهجة ساخرة تسم الأبدان
    "إظهر وبان ... عليك الأمان .. في الحقيقة ليس الأمان .. ولكنه شيء أجمل!"
    تقدم الآخير إلى تلك الهضبة المرتفعة و ألقى نظرة متفحصة للمكان فألفه محصناً بالجبال و الصخور التي اكتست الرداء الشتوي وبعض الأشجار الشاهقة ..
    صفر بصوت عالٍ ليأتي حيوان راكضاً من بعيد ..

    "داي ! عزيزي , هنالك وجبة دسمة بالإنتظار!"
    اقترب منه ذئب اكتسى فروه باللون الرمادي القاتم و علا منطقة الوجه لون أبيض يميل لليلكي .
    أخذ داي يلهث بجوع و لعابه يسيل بكثرة ففرك صاحبه على رأسه بلطف كأنه تحول إلى شخص آخر .. فمن يراه في تلك اللحظة يظن أنه يعاني من الشيزوفرين
    شعر غِياث بقليل من الراحة لعدم مجيء ذاك المجرم .. و تنفس الصعداء و ارتخى جسده قليلاً ليهجم الخصم مباغتاً .. سمع صوت طرق عنيف على الصخرة فقد رفع الفاعل فأسه بعد أن شدّ قبضته عليها بعزم و قوة و هوى بها على تلك الصخرة فإذا بها تُلقي سلامها و استسلامها ،
    ما إن تحطمت الصخرة حتى ..........!
    *****


    "أبي ! ماذا أنت فاعل ؟! .. هل تخبر كمال هذه القصص مجدداً؟! ."
    ركض صغير يبدوا في سن السابعة نحو والدته بشعره الكستنائي و عينيه اللوزيتين البراقتين ببراءة لم يتم سلبها بعد ..
    "أمي .. أمي .. إن جدي يخبرني بتلك القصة مجدداً "
    قال جملته الآخيرة و عيناه تقطران براءة فائضة لتقع والدته المسكينة في غرام تلك النظرة وتحمله على كتفها .
    "أرجوك .. توقف عن إخبار الصغير بتلك القصص المرعبة .. يا غِياث !"
    .....
    بعد مرور سنتين و امتلاكه لحفيدة صغيرة تشع براءة .. لم يمّل من تلك الحكاية .. فها هو ذا ، يجلس تحت ظل شجرة وارفة ملتفة حول
    المنزل . يقص على من معه كيف خاض مغامرته المثيرة . حيث تخلص من كل القيود و مشى بحثاً عن خلاصه ، فيدب الرعب في قلوب أحفاده الصغار .



    تم~
    اخر تعديل كان بواسطة » هدوء الملاك في يوم » 03-03-2018 عند الساعة » 13:56


  2. ...

  3. #2



    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
    يا الله قصة تحبس الأنفاس جدًا جدًا أحببتها و تخيّلت كل تفاصيلها ..
    ذكرتني بأفلام كونان، وقعت في حبها صرآحة أبدعتي embarrassed
    مو عارفة أعبّر لكِ قد آيش أعجبتني asian
    شُكرًا على قطعة الجمآل هذه embarrassed
    إن شاء الله بأكون من متابعي قصصك الجميلة :قلب:





  4. #3
    السلام عليكم smile
    كيف الحال؟
    في الحقيقة طرقت عقلي هذه الخربشة عندما كنت أشاهد أحد الأفلام الممتعة !○3●
    لذا كتبتها على الفور خشية ضياعها
    الفترة الآخيرة كنت أعاني من جفاف إلهامي حاد !"-"
    ولا زالت آثاره متبقية .. حتى أنني لم أستطع كتابة جزء جديد من روايتي ... 😓
    ...
    -زفير- فقط أتمنى أن تكون هذه القصة القصيرة جيدة بما فيه الكفاية و ألا يكون مزاجي المتقلب قد أثر فيها كثيراً ...
    في أمان الله ~♡♤

  5. #4
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
    وعليكم السلام عزيزتي هانا ^^

    يا الله قصة تحبس الأنفاس جدًا جدًا أحببتها و تخيّلت كل تفاصيلها ..
    ذكرتني بأفلام كونان، وقعت في حبها صرآحة أبدعتي embarrassed
    مو عارفة أعبّر لكِ قد آيش أعجبتني asian
    شُكرًا على قطعة الجمآل هذه
    يا إلهي ! لقد أسعدتي قلبي حقاً -أسعدكِ الله <3 -
    ولكن في الحقيقة لقد كتبتها و أنا مالي نفس فأنا أعاني من مرض حاد و مزمن حالياً -عافانا الله و إياكم - e40c فلدي فقدان الإحساس بروعة ما أكتب أو أقرأ e407 .. حاولت التخلص منه عدة مرات لكنه ظل يداهمني في كل الأوقات .. حتى أنني لم أستطع كتابة الجزء الجديد من روايتي ..e411 لذلك هي معلقة حالياً وكلما أحاول الكتابة أجد أنني لا أستطيع تخيل الخطوة القادمة أو الحوار الصحيح .. لذا ... -تنهد - لدي معضلة حقيقية هنا تحتاج لحل!
    إن شاء الله بأكون من متابعي قصصك الجميلة :قلب:
    يا سلاااام ! .. إن شاء الله يارب e106

  6. #5


    يا إلهي ! لقد أسعدتي قلبي حقاً -أسعدكِ الله <3 -
    و أسعدكِ يا رب سعادة ما بعدها سعادة، ما تعرفي قد آيش اسعدتني قراءة قصتكِ asian ..
    ولكن في الحقيقة لقد كتبتها و أنا مالي نفس فأنا أعاني من مرض حاد و مزمن حالياً -عافانا الله و إياكم - e40c فلدي فقدان الإحساس بروعة ما أكتب أو أقرأ
    لا بأس طهور إن شاء الله، ربي يشفيكِ و كل مرضى المسلمين يا رب 003
    بطلة و الله مع هذا الظرف و تكتبين بهذه الروعة، للهِ درّك يا فتاة 003
    حاولت التخلص منه عدة مرات لكنه ظل يداهمني في كل الأوقات .. حتى أنني لم أستطع كتابة الجزء الجديد من روايتي
    أعانكِ الله يا عزيزتي، إن شاء الله تتغلبي عليه و تكتبي الجزء 014
    لذلك هي معلقة حالياً وكلما أحاول الكتابة أجد أنني لا أستطيع تخيل الخطوة القادمة أو الحوار الصحيح .. لذا ... -تنهد - لدي معضلة حقيقية هنا تحتاج لحل!
    ما شاء الله قصتك لا تشكو أبدًا من هذا الشيء مقطوعة موسيقية متنآغمة ما شاء الله 014
    embarrassed



  7. #6

  8. #7
    واااه ماذا حدث بعد ذلك عندما كان يختبأem_1f629
    لي عودة بالطبع.




    -
    24fdf136d98964be4048f69ee9c2759d

  9. #8
    حجز~ knockedout
    وسأتكدس هنا مع حجوزاتي laugh!!
    إن شاء الله أعود em_1f619
    أمّـا عَلِمـتَ كيــفَ خَبُـتَ الضِياء؟
    وَوَهـنَ النبــضُ بعدَ
    الرَحيــل..




  10. #9
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة H A N A مشاهدة المشاركة



    و أسعدكِ يا رب سعادة ما بعدها سعادة، ما تعرفي قد آيش اسعدتني قراءة قصتكِ asian ..

    لا بأس طهور إن شاء الله، ربي يشفيكِ و كل مرضى المسلمين يا رب 003
    بطلة و الله مع هذا الظرف و تكتبين بهذه الروعة، للهِ درّك يا فتاة 003

    أعانكِ الله يا عزيزتي، إن شاء الله تتغلبي عليه و تكتبي الجزء 014

    ما شاء الله قصتك لا تشكو أبدًا من هذا الشيء مقطوعة موسيقية متنآغمة ما شاء الله 014
    embarrassed


    e106

  11. #10
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة smantha-pond مشاهدة المشاركة
    حجز!!
    ولي عودة إن شاء الله
    بانتظارك e404

  12. #11
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة smantha-pond مشاهدة المشاركة
    حجز!!
    ولي عودة إن شاء الله
    بانتظارك e404

  13. #12
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة غيْهب مشاهدة المشاركة
    واااه ماذا حدث بعد ذلك عندما كان يختبأem_1f629
    لي عودة بالطبع.
    لا أدري e40d
    ربما أكله e414
    بانتظارك

  14. #13
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة هيكارو تشان مشاهدة المشاركة
    حجز~ knockedout
    وسأتكدس هنا مع حجوزاتي laugh!!
    إن شاء الله أعود em_1f619
    يالي من محظوظة بوجودك e106

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter