مشاهدة النتائج 1 الى 5 من 5

المواضيع: معزوفة قُمرَة ~

  1. #1

    معزوفة قُمرَة ~

    attachment





    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

    هذه القصة مشاركة في مسابقة أقلامٌ عزفَت ما بِطيِّ الخيال!

    المفكر - ياسمين اسماعيل

    الكتاب - ل¹¦ل؛£ل¹ھل؛£ل¼£ / مجوكـهـ

    فكرة القصة ~

    " صحفية تتعرض لصدمة نفسية بعد حولها على جائزة افضل صحفية للعام "
    " بعد التقاطها لعدد من الصور من خلال عدسة الكاميرا ... "
    " فما نوع هذه الصور ؟ "


    (يتبع يرجى عدم الرد ) ...
    اخر تعديل كان بواسطة » هدوء الملاك في يوم » 03-03-2018 عند الساعة » 14:01

    8f25517d60d5568015746667da6165fb

    Do not judge people in the past ... everything is changing even the mountains


  2. ...

  3. #2
    مجوكـهـ

    تناول الجريدة بيده وبدأ يقرأ المقال المكتوب، كلماتٌ صغيرة رُصفت بجوار بعضها في أعمدة طويلة، الحروف المتشابكة والمتجاورة صعبت عليه القراءة، ثَبَّتَ نظارته جيداً وارتدى ابتسامةً ماكرة حالما بدأت عيناه تلاحق الحروف وتلتهم الكلمات.

    “في الثامن عشر من سبتمبر، تعرضت الآنسة أ. إلى الخطف، ……………. “

    قهقه ضاحكاً وهو يلقي بالصحيفة على الطاولة: لم تخيبِ ظني بكِ.. جيد! إنكِ حقاً مؤلفة كل تلك الكتب.. لا يستحق أولئك المزيفون تلك الأموال؛ فأنتِ هي الموهوبة الحقيقية!! بهذه الطريقة حتى الشرطة ستحضر إلى حفلنا!

    نظر إلى ضحيته المقيدة أمامه: إنه لمن المحزن أن ينال جميعهم المجد، الشهرة والمال وهم لا يبذلون جهداً في كتابة جملة واحدة.... بل ربما ذلك من حسن حظي، على الأقل وجدت أنا الكاتبة الحقيقية ذات الأنامل الذهبية! لم أُضطر لأقرأ هراءهم، وسُعدت كثيراً بقراءة مقالاتكِ الجذابة، هم لم ولن يفهموا عذوبة هذا الإبداع.. إنه بعيد المنال.. التفكير بهذه الكلمات، تجميعها في نسق أنيق ومشوق لهو عمل يحتاج أمثالكِ بدل أولئك المدَّعين!

    حاولت بجهدها المتبقي أن تتمتم ببعض الكلمات الحانقة على هذا الرجل المجنون؛ إلا أن قطعة القماش جعلت كلماتها تخرج في أصواتٍ غير مفهومة، لم يُبالِ بها وقد أكمل حديثه كما لو كان يسرد أحلام طفولته الجميلة: أذكر تماماً اللحظة التي أصابتني فيها خيبة الأمل، وكان ذلك حينما اكتشفت أن ذلك الشاب الجامح ليس سوى سارقٍ مُحبٍ للشهرة، والكاتبة الحقيقية هي فتاة لا تملك سبيلاً للعيش سوى بيع كلماتها.

    كانت أمارات التأثر واضحةً على وجهه، كره أدولفو الذي كان يعتمد على مقالاتها في نيل مزيدٍ من الانتباه والمشجعين، فبالرغم من أنه كان يأمل أن يرث موهبة والده في الأدب إلا أن الحلم وحده لا يكفي؛ فمن المستحيل أن تجني الثمار دون أن تزرع البذور!

    أملت في داخلها، ككل دقيقة مرت، أن يفهم أحد رفاقها رسالتها المستنجدة، تريد من أي شخصٍ أن يُنقذها من ويخلصها من هذا المختل!

    تذكرت كيف سيطر عليها حنقها وغضبها عندما علمت أنها وُظفت في دار النشر ككاتبة خلف الستار، أو ما قد يُلقبها به البعض “الكاتبة الشبح”. رفضت في بادئ الأمر أن ترضخ لرغبتهم، ظنت لوهلة أن العالم الذي يتحدث عنه الجميع محض خيال وكلمات إحباط، كما اعتقدت مراراً أن تنبيهات معلمها المفضل حول عدم كفاءة شهادتها على إحضار وظيفة لها افتراء وانعدام ثقة.. لكنها في تلك اللحظة فقط فهمت كل شيء.. فهمت كم هي تحتاج لاسم قوي يؤمن لها مكاناً أمام مكتب تعمل فيه.. وباختفاء فرص العمل حولها أُجبرت كارهة على القبول بلقب الكاتبة الشبح!

    الآن، هي لا تهتم بكل ذلك، تريد حقاً أن تُخفي نفسها من هذا المكان، أن تمحو اسمها من ذاكرة هذا الغريب المُرعب، أيمكن حقاً للجنون أن يفعل هذا؟ إن كانت الشهرة والمال سبباً لمثل هذا الخوف فإن البقاء خلف اسم أدولفو لهو أفضل وأأمن حقاً..

    ـ أعتذر نيابة عمن لم يُقدرُ قيمتكِ وقيمة حروفكِ، لذا.. سأُقيم حفلاً خاصاً بكِ.. ستكونين أنتِ النجمة، ستعتلين المسرح وستنالين جائزة أفضل صحفية!

    رحم مظهرها الخائف، عرقها المتصبب، وجسدها المُرتجف. نزع برفق القماشة الرطبة من فمها، سمح لها أخيراً بنطق الكلمات التي كانت حبيسة جوفها طوال الساعتين الماضيتين، دموعها المالحة تتساقط كنهرٍ جارٍ كلما نفذ صبرها وشعرت بقلة حيلتها.

    بشهقاتها المتعالية عبَّرت بتمتماتٍ متفرقة: أريد الخروج.. يجب أن أعود.. لا أريد أن أبقى..

    كانت جميعها تدل على رغبتها في الهروب والابتعاد عن المكان البارد هذا، لكنه وكأبٍ خائف على سلامتها ردد بقلق: كلا! لا يمكن أن تغادرِ الآن؛ بعد قليل سيحل الليل.. وسيبدأ الحفل أيضاً، أم أنكِ نسيتِ الموعد؟

    ابتلعت غصة كادت تُبكيها، استجمعت ما ادخرته من طاقتها، رسمت ابتسامة هزيلة أوشكت أن تتحول لاكفهرارٍ شديد، تعلم.. بل هي متأكدة تماماً أن لا نجاة لها إن لم تمثل دور النجمة السعيدة، تقبل هديته الثمينة وربما بعدها.. سيسمح لها أن تُغادر..

    بيدين مرتعشتين ارتدت الثوب الأزرق الذي تركه لها قبل أن يغادر سامحاً لها بأن ترتدي ملابساً كان قد أعدها سابقاً. بأنفاسٍ متسابقة تمسكت بقوة بخصلات شعرها المتساقطة بعشوائية؛ تحاول أن تعيدها لمكانها لكنها تأبى الرضوخ وترفض الخضوع، لم يسبق لها وأن شعرت بمثل هذا الرعب، إنها بأمس الحاجة لشخص يفتقد وجودها ويسأل عن سبب تأخرها.. لكن ما الفائدة! فقد أرسلت لهم المقال لينشروه.. سيبدو الأمر وكأنها تشعر بالمرض ولم تستطع القدوم إلى العمل.. هل ستصدق الشرطة الخبر المكتوب؟ لكن بلاغاً باختفائها لم يصلهم.. رجتهم أن يحضروا بداخلها، ارتدت قناع الشجاعة وخرجت! لا بد أن تبدأ هي وتحرر نفسها من براثنه، بعدها لن تهتم إن افتقدها هذا الرجل المخيف أم لا.. بل إنها ستخبر الشرطة ولن تعود إلى منزلها أبداً، ستؤجر شقة بعيدة وتختفي حقاً من عملها! فهويتها أصبحت معروفة له، لن يتردد بالتأكيد في اختطافها ثانية ليقيم هذا الحفل المقيت.. إنه رجلٌ مجنون حقاً..

    وجهها لتجلس على أحد المقاعد المرتبة والمزخرفة بالقرب من المسرح، لاحظت الطاولات خلفها، كانت مليئة بأنواع الأطعمة والمشروبات، لكن أحد الصحفيين الجالسين لم يقترب منها، بل ظلوا ينظرون إليها من خلال عدسات آلات تصويرهم. يبدو أنهم حضروا لتوهم وأُجبروا على المكوث والتصوير! فالرجلين الواقفين على الجانبين وبأيديهم مسدساتٌ حقيقية لا يسمحون بحركة غير متوقعة!

    ـ من الجميل أن يستضيف الحفل هذا العدد من الحضور! كان بودي أن يكون أكثر.. لكن لا مشكلة! المهم أن يتعرف المزيد من الأشخاص لهوية نجمة الحفل.

    أخيراً بدأ حديثه الطويل، عادت لأمانيها وباشرت بإعادتها مراراً، يجب على الشرطة أن تشاهد الأخبار في الحال وتلبي دعواتها في هذه الدقائق القليلة القادمة، لا بد من قدوم أحد لينقذهم.. فحتى بهذا العدد لم يستطيع أي منهم أن يفلت من الفخ. دعاها أخيراً لتنهض وتستقبل هديتها وشهادة التكريم التي تستحقها بعد مقدمة طويلة تحدث فيها عن أبرز مقالاتها التي أثرت فيه. أرغمت نفسها على التحدث ونطق كلمة شكر بعدما عبَّرت ملامح وجهه عن انتظاره لهذه اللحظة المُشرفة..

    ـ أشكر.. السيد على حفل التكريم الجميل، كما أشكر الحضور على هذا الشرف.. إنه.. إنه لمن دواع سروري.. أن أقبل بمثل هذه.. الهدية القيمة! شكراً جزيلاً..

    ككل شخص نال تكريماً أسعده هطلت دموعها بكثافة، لكن السيل المتساقط لم يكن تعبيراً عن فرح وسعادة، بل كانت تبكي خوفها، فعينيها الصغيرتين صعب عليهما تحمل الوزن الكبير. بحثت عن أي كلمات قوية توبخ بها نفسها عل مشاعرها الفاضحة تختبئ خجلاً، وبالكاد استمعت لها.

    بنظرة واحدة منه أُجبر الحضور على التصفيق بحرارة، هل يستحقون ما يجري لهم...؟ لقد أتوا إلى هذا المكان لاستطلاع الخبر والبحث عن الحقيقة لبثها في التلفاز ونشرها في الجرائد، لكن حياتهم أصبحت على المحك من أجل خبرٍ كهذا! تذكرت في تلك الدقيقة ما فعلته في آخر سبق صحفي لها، عندما سُرقت الجواهر من أحد المحال الغالية، تكبدت عناء الجري خلف رجال الشرطة الذين يتبعون السارق من أجل التقاط الصور، خلال ذلك.. لم يُعر أي أحد اهتمامه للطفلة الصغيرة التي كانت تسير على الرصيف وصدمتها سيارة السارق! كل ما فعلته أنها التقطت صوراً توثق بها الحدث المهم، دون أن تحاول الاتصال على سيارة الإسعاف أو حتى تتفقد حالتها. اهتمت كثيراً بعملها وتناست إنسانيتها ومشاعر الرأفة، الرحمة والشفقة! هل كان عملها يستدعي كل ذلك التخلي، ما الذي نالته من ذلك الخذلان. لم تستحق الطفلة كل ما جرى لها، خسرانها لحياته واشتياق والديها لها.. ألم يكن من الأفضل أن تقدم لها المساعدة، اتصال واحد فقط.. عليها أن تغير من نفسها، أن تُعدل من صفاتها وأولوياتها، إن كان كل شيء بثمن، فهي لا تريد ثمن الخذلان أبداً. لقد ذاقت ثمن رغبتها الشديدة في الحصول على بعض الشهرة والمعجبين.. لكنها بالتأكيد لم تُحب مذاق ذلك!

    تناهت إلى مسامعها صوت اقتراب سيارة الشرطة، اتسعت عينيها بأمل، هل حقاً وصلت نجدتها؟ أسرعت بالتحديق ناحية الرجل، والذي لم تجده في مكانه.. خلال ثوان كان قد اختفى!


    ( يتبع يرجى عدم الرد ) ...

  4. #3
    ل¹¦ل؛£ل¹ھل؛£ل¼£


    شِقٌ!

    إنها المرة الثالثة التي يتصل بها أنطوان و لا ترد، على الرغم من أنها لم تعتد على تجاهله مطلقًا طوال السبع سنوات الماضية من زواجهما، لكنها ليست بقادرة على تنفيذ طلبه و تجاهل أحاسيسها و مشاعرها في هذه اللحظة، ليست قادرة على التبسم و استقبال التهاني من جراء فوزها بتلك الصورة! إنها تفضل تجاهله على تجاهل ما تشعر به!
    الصورة التي اعتقدت من أعماق قلبها بأنها قد تؤثر في ضمائر الناس فتوقف حربًا أو توجب سلمًا، صورة جعفر، الولد الصغير الذي قابلته أثناء زيارتها لإحدى دول الشرق الأوسط المكلوم، و المثقل بالثكلى و الآلام التي لا تسكن.
    جعفر الذي ابتلي و هو لا يزال ابن سبع سنين بصاروخ هشم بيته و دفن والديه تحت الأنقاض، ليرحلا و يتركاه في هذه الدنيا وحيدًا، بلا أهل بلا مال، بلا سند و لا حتى وطن يستكين إليه، وليأخذا معهما قطعة منه، أضرموا بها ميثاقًا غليظًا يجزموا فيه بأن لكل شيء إذا ما تم نقصان، تلك القطعة ليست سوى إحدى ساقيه ليكون معافَا من كل حي في بلدته، فمن ذا يرغب بكفالة طفل معاق؟
    لقد أدركت جوان السبب بعد فترة بالفعل، ليس لأنه معاق، و ليس لأن القسوة ملأت قلوبهم، بل لأنه لا يوجد متسعٌ من الحزن في قلوبهم، لقد دُمرت هذه القلوب و خربتِ تمامًا كأطلال بلدتها المدمرة و الخربة، لتصبح مجرد عضلة مليئة بالحزن، و مخرومة بالألم الذي لا يطاق.
    لقد آمنت جوان، أثناء التقاطها صورةً لظهر جعفر و هو يجلس القرفصاء بقدم واحدة، و يطل برأسه الصغيرة نحوها و عينيه تحكي الكثير، على أنقاض ما كان يعرف بأنه بيته فيما مضى، أنها على وشك أن تفعل الكثير، من أجل جعفر و عالمه الصغير، أنها قد تجعل هذا العالم الذي لا يلقي بالًا إلا لنفسه، أن يفتح عينيه، و يهب واقفًا على قدميه، لينظر للحقيقة التي تجاهلها، لأن يتوقف عن خداع نفسه، و خداع ما حوله بالخدعة القديمة ذاتها، التي قد لا يعلم بأنه قد زادت من العذاب عذابًا آخر ذا لون و طعم مختلفين لجعفر و أشباهه.

    يا للعالم القاسي!


    هكذا فكرت جوان، و هي تمرر بين يديها صورة جعفر، هذه الصورة التي تلقت من أجلها ذلك الاتصال الذي أنبئت فيه عن خبر فوزها بالجائزة جراء شجاعتها الرهيبة في السفر لمثل هكذا بلدان و التقاط صورة بالغة الألم كهكذا صورة!
    الصورة التي وعدت جعفر بأنها ستغير العالم من حوله، لكن يبدو أنها ما تغير هو ما حولها لا أكثر.
    ها هو هاتفها يرن للمرة الرابعة، إنه أنطوان مُجددًا.
    لكنها تجاهلته للمرة الرابعة أيضًا، و استسلمت للدموع التي لم تفارقها منذ أن عادت إلى وطنها، ظنًا بأنها عادت حاملةً أملًا، و لكن تبيّن لها بأنها عادت تجر وراءها خزي كبير، خزيٌ كفيلٌ بأن يرديها قتيلة.

    ياللعار!


    هذا ما همست به قبل أن تخنع للنوم.. و تترك أنطوان منتظرًا أمام باب قاعة الاحتفال، و في لسانه ألف لعنة و لعنة، بدءًا من السفرة و انتهاء بما آلت إليه نفسية زوجته.


    تمت بحمد الله ...

  5. #4
    أتسائل مالذي ينتظرنا هنا cheeky
    حجز!
    أمّـا عَلِمـتَ كيــفَ خَبُـتَ الضِياء؟
    وَوَهـنَ النبــضُ بعدَ
    الرَحيــل..




  6. #5
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالكمǿ أتمنى أن تكونا بخير وبصحة وعافية smile
    الفكرة نالت إعجابي وكتابتكما كانت مؤثرة ومشوقة..وكانت تحمل تلك المشاعر الخائفة والمذعورة لذلك..أحببت كلا قصتكما بالرغم من قصر قصة ساتان إلا أنها جميلة ومعبرة خصوصاً أنها تتكلم عن بلد محتل cry وأيضاً مجوكه استخدمت أسلوب التشويق بالقراءة مما جعلني أتسائل كثيراً وأتابع القراءة باستمتاع
    شكراً لكما وأتمنى لكما التوفيق بالمسابقه!

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter