.
لن نتحدث عن تراجيديا العالم والتي قد لا تمسنا بشكل خاص
سنكون أنانيين كثيرًا ونتحدث عن المعاناة التي نخوضها في حياتنا البسيطة
ولا أحد يعيرها اهتمامًا.. ولا يلقي لها بالًا
ولن نراها في شريط الأخبار
ولن يكلف أحد نفسه ليكتب عنها مسرحية أو رواية أو حتى قصة قصيرة..
لكننا هنا
سنتحدث عن تراجيديتنا الخاصة
فلا شخص أقدر منك ليخبر عن معاناتك.
قبل سنوات وفي ليلة لم يطلع عليها ضوء الشمس >لا مفارقة منطقية هنا.. ديروا الحولة.
كنت نائمة في نوم عميق
فجأة بدأ نومي يأخذ منحنًا مزعجًا..
وبدأت الكوابيس تظهر فيه من اللا مكان، لأنهض وأنا في شدة الإنزعاج وهذا غريب طبعًا
لأني لا أنهض من الكوابيس بل أنط من واحد إلى آخر حتى انهي نومي.
وما إن أنهض وألتفت جانبًا حتى أجد جهازي اللوحي العزيز يعاني من حمى كارثية
وأصبح كالمخبول يعيد تشغيل نفسه بشكل متكرر في سرعة لم أشهد لها مثيلًا من قبل
أذكر أني أوقفت تشغيله ليوم كامل تقريبًا ولا أذكر هل وضعته في الثلاجة أم لا.
لكني قمت بهذا بالتأكيد مع أجهزة أخرى.
^
هذه كالمقدمة البسيطة عن التراجيديا التي سنتحدث عنها اليوم، إنها قصصنا الحزينة مع أجهزتنا التي وضعنا في سعرها دم قلوبنا.
طبعًا إللي جهازه اشتراه له البابا أو الماما أو إجاه هدية ومو عارف ولا حاس بالنعمة ممكن يتفضل برا. < أمزح.. xD
× × ×
لذا
وفي ليلة أشد ظلمة من سابقتها.
كنت في البداية أريد أن أشحن جهازي اللوحي.
ولكن جهاز الشحن لم يكن يريد أن يقوم بوظيفته..
وبعد محاولات طويلة وتغيير لكل شيء وتركيبه مع أشياء أخرى اكتشفت أن سلك الشحن الأصلي الذي لا يعوّض قد توقف عن العمل.
لكنني أخذت الأمر بروح رياضية
فقط
لأن لدي سلكًا أصلي آخر لكنه تابع للهاتف.
تجاوزت هذا الأمر ثم بعدها بلحظات ذهبت وجلست على (الحاسوب)
وكنت سأنقل لأخي شيء ما من (الهاردسك) وعندما قمت بتوصيله
حدث ما لم يكن في الحسبان
بدأ يصدر أصواتًا غريبة ولم يتعرف (الحاسوب) عليه
أدخلته وأخرجه لمرات عديدة.. غيرنا السلك المستخدم.. تركناه ليرتاح قليلًا ويأخذ نفسًا عميقًا وربما يعيد حساباته في هذه الحياة وحول ما يريده من نفسه في المستقبل
ثم أعدنا الكرة ولم يفلح الأمر..
ويالها من كارثة...
لقد تعطل نهائيا
فعليا دخلت في حالة صدمة..
لذا قررت أن أترك كل شيء ولا أفكر بالأمر وذهبت لإبنة عمي
< زمان عن سماجة والله
المهم
ذهبت إلى ابنة عمي صديقتي العزيزة
مشاركتي في رحلتي الحياتية في السراء والضراء
والمقدرة لحجم الخسائر الإلكترونية عندما تحدث
والذائقة من لظى اختراب أجهزة الشحن عندما تحدث.
ولا أذكر كم بقيت عندها..
لكني بالطبع عدت للمنزل في النهاية، لا مفر من هذا
وحاولت مرة أخرى مع سلك الشاحن والهاردسك ولكن الأمر لم يجدي..
وهنا بدأت أتذكر شيئًا فشيئًا أشيائي القديمة والرائعة التي أحتفظ بها في الهاردسك..
إنها لحظة إحصاء الخسائر.
ولكن ربما لكونها ليست المرة الأولى التي تحدث لي فيها هذه الفاجعة فبالطبع التعاطي مع الأمر لا يكون كعند ما يحدث في المرة الأولى..
يصبح الإنسان أكثر جلدًا وحكمة
لكن هذا لا يجعل الأمر بخير
وبالطبع الليلة لم تنتهي هنا
أخذت أتصفح من جهازي اللوحي
وربما استمريت في التصفح لعدة ساعات
تعلمون الوقت جميل عندما يضيع في اللا شيء
المهم
قرر الجهاز أن يجن كاللوحي الذي في بداية القصة
وتصيبه حمى خارقة
لكنه لم يكن لطيفًا كاللوحي الآخر..
فهذا ما إن أعيد تشغيله حتى تصبح الشاشة ألوانًا متداخلة وشتى ويبدأ في إصدار أصوات كأصوات المذياع
بل وكأن روحًا شريرة تسكنه.
لقد كانت أصعب لحظات حياتي
وكأن جهازي يموت بين يدي.
لكن كان يجب أن نلم شعث أنفسنا ونتوقف عن الهلع
لذا بما أن حرارته ترتفع بجنون وجنون الجهاز يزيد معها.
وضعته في كيس ثم وضعته في الفريزر.
تركته لربع ساعة تقريبًا ..
وعند ما أخرجته وجدت أن الشاشة قد غطتها طبقة من الجليد
وما إن شغلته من جديد حتى بدأت تلك الحرارة الجنونية تعود.. وذاب الجليد
وبما أنه لم يكن يَسْمَح بفتحه ولو لدقائق لنقوم بإعادة ضبط المصنع بطريقة راقية كالعائلات الراقية.
قمنا بها بطريقة ملتوية ومؤلمة ومن دون القدرة على الحفاظ على أي شيء.
وفقدنا في هذه الليلة التي استمرت إلى الفجر
حمولة من ذكريات وصور لا تعوض.
وإن شاء الله ربي يعوضنا خير.
× × ×
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبًا.
كيف حالكم؟ نرجوا أن تكونوا بخير جميعًا رغمًا عن كل قوى الشر في العالم والتي - بالطبع - تحاول الإيقاع بكم.
الموضوع مؤجل منذ شهور عديدة..
لكوني كنت أنتظر اللحظة التي ترتفع فيها روحي المعنوية وطاقتي الروحية للحد الذي يسمح بالثرثرة من دون الشعور بالضجر وإغلاق الجهاز في منتصف القصة.
لذا أحب أن أصفق لنفسي تصفيقة حارة.. رغم أني أتحدث عن تجربة مأساوية
عمومًا
حدثونا عن تجاربكم المماثلة.
ودعونا نواسي بعضنا البعض.
وشكرًا لكم لحسن تواجدكم.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
المفضلات