كانت تجلس كل يوم بالقرب من النافذةالمطلة على الطريق الؤدي الى قريتها ,
وكان قد وعدها بانه سيعود في الربيع القادم .
فأذا بأيام الربيع تمر
و هي تنظر الي الشجرة كيف تزهر و الى العصافير كيف تغرد هكذا كانت تمر ايام الربيع ,
الى ان اتى فصل الصيف و لكنه لم يعد ...........
خلقت له اعذارا لعدم رجوعه في الربيع . و قالت بأنه سيعود في فصل الصيف
ومع ازدياد حرارة الصيف ازداد شوقها له , و لم تحس لا بحرارتها و لا بأيمها
لقد كان امل رجوعه دافعا لها لتمتنع عن الأكل و الشرب و تجلس
من الصباح حتى المساءامام النافذة .
لقد مرت ايام الصيف كلها و لكنه لم يعد ,
و راحت تخلق له اعذارا و اعذارا و اعذارا ....................
لان فصل الخريف قد حان .
خافت ان تتساقط امالها مع سقوط كل ورقة
فأنشغلت بعد الاوراق المتساقطة , لعله يعود مع سقوط احداها
الى ان تساقط الثلج مع تساقط اخر ورقة و حلت الشتاء
و كفت عن خلق الاعذار له وراحت تفكر بأنه قد يكون حصل له مكروها .
و استمر سقوط الثلج الى ان غطت الارض كلها و فرشتها بفراش أبيض هكذا مرت الايام
.و في اخرايام الشتاء , كان وجهها قد شحبت ...و جسمها قد نحلت... وعينها قد جفت... و فكراها قد اختلت وهكذا تحولت من اميرة حسناء الى عجوزة خبلاء .
فابتعدت عن النافذة و تمددت على فراشها و هي تردد اخر كلماتها على شفتيها و التي كانت اسمه ثم غرقت في نوم عميق .
فدخلت الام الحنونة لترى ابنتها نائمة , فأشفقت عليها و غطاها لكي لاتبرد و لكنها لم تعلم بأنها اخر مرة تغطي ابنتها فلقد كانت تلك خر ايامها ...
.
المفضلات