كفن الحرمان
بدأت أقلب صفحات الذكرى و أجادل فيها كلماتي المتراصة ، كانت الحروف كلؤلؤ في بحر يعج بمرجان وحواري ، بل معركة سحابات الأوهام حيث يتراقص أسيل الدموع على ضوء شمعة مشتعلة ، لهيب و أمواج ووريقات خطت بحبر القلم ومضات امل ، أمل يثور بصمته الداكن وسكونه الزمردي ، فهاهنا آهات تعشق الجسد وهناك جسد يعشق الآهــ ، وكل منهما يكتسي كفن الحرمان ، فالروح تعانق محرابها في مدفن القدر ، و يبقى الجسد بقايا لكيان إمراءة ، كانت في مرآى الزمن فتاة بلا مصير ، تستتر برداء الألم وتمتطي ظهر الأيام ، وتمضي وكأن شيئاً لم يكن ، لا داعب الضحكات وإجتاح السمر ، أو طمر الآهات بأقلام سكر، لم يطفىء مصابيح الرحى ، أو أطعم الطفل الرضيع من الكرى ، .... آهــــ ... آهـــ من الزمن الذي جال بخاطر قلمي ، وعزف على اوتارهــ نوتات حنين ، ليغمر أحشائي بتنهدات تغرق في بحر من الغموض ، ولذا ترى قلمي يداعب سمفوانية المشاعر التي تنتحل روحي وجسدي المهذبر ، وتراهـ أحياناً في مقل الأنى ، يماطل اللحضات و يحكي لي حكاية ألم تطويها تساؤلات ، لما تتناثر كل هذه الخطوط الحزينة فوق اجنحة الكلم؟! ولما أعذب نفسي و أقسو عليها ما دام الزمن سيعذبها ويأسرها بقيوده وسلاسل لعبة حرمانه ؟! أوخلقت كي أناظر دمعتي وهمي فقط ؟! أم أنني كومة من دماء مسلوبة تستأنف جمود الضمير كمأوى لها ؟! أوكل ما تفعله الروح هو الفناء والإلتواء بين جنبات الرحيل ؟! و هل لكل إنسانة هم عويص أم هي لقديحات كياني فقط ؟! وهل علي أن أنتـظر خاتمة الحكاية قبل بدايتها ؟! وكيف لي بذلك ؟! ، لا، لا تحاول فلن يهدأ رمق كياني ولن أكف عن التساؤلات ، بل سأزيد في عتابي ، لا ، لن أضل صامتة طول لحضات دهري وثوانيه ، أقبع في داري و أرتجي من خطيات الزمن عودة ، إلا إذا هرولت أقدام جسدي إلى حيث محراب الأرواح ...
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات