2862615_large-lnd

حين يُصدر هاتفك صوتاً فربما هو واحد من عدد كبير من الإشعارات التي تستقبلها يومياً وتخبرك أن أحداً تواصل معك عبر وسائل التواصل الإجتماعي أو أرسل لك رسالة ليخبرك عن يومه أو ربما مؤسسة إعلامية تطلعك على أحدث الأخبار العاجلة.

لكن بالنسبة لعدد قليل من المحظوظين، كان صوت الهاتف يعني أنهم مقبلون على تجربة لا تنسى. فقد فاز عشرة مشجعين من مختلف أنحاء العالم بمسابقات على مواقع التواصل الإجتماعي على صفحة النادي "The Club" على موقع FIFA.com ليتوجوا في النهاية برحلة إلى زيوريخ لحضور حفل جوائز The Best لكرة القدم FIFA.

وفي هذا الصدد يقول أكشات أرفيند، طالب الهندسة الكهربائية البالغ من العمر 20 سنة والذي يعيش في نيودلهي بالهند والذي أجاب على أحد أسئلة صفحة جوائز FIFA على موقع Facebook "كنت أخوض اختبارات الجامعة. وحين خرجت من غرفة الإختبارات، قمت بتشغيل هاتفي وتلقيت رسالة من صفحة جوائز The Best لكرة القدم من FIFA على موقع Facebook. في البداية لم أفهم ماذا كان يحدث، لكنني اندهشت في هذه اللحظة حين قرأت أنني تلقيت دعوة للذهاب إلى زيوريخ. بعدها رقصت لحوالي نصف ساعة."

ويغادر أرفيند موطنه الهند للمرة الأولى ليتوجه إلى زيوريخ ليشاهد الأضواء الساطعة والإحتفالات من قلب الحدث ليرى النجوم على السجادة الخضراء من استوديوهات TPC حيث سيتعرف على من سيتوّج بجوائز الأفضل. وحينها سيجلس بجوار مونيكا موراليس، وهي طالبة بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، بالولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا الصدد تقول موراليس التي أجابت على سؤال على موقع Facebook في حديثها مع موقع FIFA.com "بسبب فارق التوقيت تلقيت الرسالة حوالي الساعة الرابعة صباحاً وفي البداية لم أهتم بها لأنها وصلتني في فترة متأخرة من الليل. حين استيقظت من النوم، قرأتها ولم أصدق ذلك أبداً. ألقيت نظرة أخرى عليها وأخبرت أمي التي بدورها قالت: ’هل هذه رسالة حقيقية؟‘.

بالتأكيد كانت رسالة حقيقة تعني أن الفتاة البالغة من العمر 22 عاماً ستسافر في رحلة خيالية من سان فرانسيسكو إلى زيوريخ. وسينضم إليها في حفل توزيع الجوائز الدكتور جوردون أكوديباله الأمريكي الجنسية المولود في غانا والذي سيسافر من أتلانتا في الولايات المتحدة إلى زيوريخ. وكان مسار أكوديباله مختلف بعض الشيء حيث كان هو أفضل من تنبأ بالنتائج في النادي في موقع FIFA.com. وجاءت سلسلة التوقعات المدهشة لأكوديباله في فبراير/شباط 2016 مما يعني أنه تحتم عليه انتظار تسعة أشهر مؤلمة لينتظر ليرى ما إذا كان أحد سيحقق نتائج أفضل منه وبالتالي يخسر تذكرة الحلم إلى حفل الجوائز. ويرى الباحث الذي يعمل في مركز التحكم في الأمراض والوقاية منها مستخدماً الرياضيات في نمذجة الأمراض المعدية أن خبرته مع الأرقام لعبت دوراً في فوزه بالسباق.

إذ قال في هذا الصدد في حديثه مع موقع FIFA.com "المسابقة رائعة وهي تحتوي على عوامل كثيرة، لدي خبرة في الرياضيات وهي ساعدتني لكن عليك أيضاُ أن تعرف الفرق واللاعبين الذين سيخوضون المباريات. واصلت التنبؤ كل شهر ولأنه كان هناك تعادل، فسينظرون إلى من حقق أكبر عدد من التنبؤات الصحيحة. كان شهر نوفمبر/شباط عصيباً للغاية؛ ففي هذا الشهر كان هناك شخص على بعد ثلاثة تنبؤات صحيحة من التوفق علي. كنت أراقب النتائج وتنبؤاته وحين لم يتمكن من هزيمتي، كنت في غاية السعادة."

وتعني تنبؤات المسابقة أن أكوديباله شاهد مباريات من تشيلي إلى بيرو ومن الصين إلى سنغافورة الأمر الذي زاد اهتمامه بكرة القدم العالمية متجاوزاً عادته في مشاهدة الدوريين الإسباني والإنجليزي.

ويجمع بين الفائزين الثلاثة الإهتمام بكبرى الدوريات الأوروبية؛ فأكوديباله مشجع لآرسنال أما أرفيند فيشجع برشلونة وموراليس تشجع ريال مدريد لكنها لم تتمكن من مشاهدة أبرز نجوم النادي الملكي حين جاء الفريق الإسباني إلى الولايات المتحدة في 2014.

إذ تقول في هذا الصدد "حين جاء ريال مدريد، كان ذلك عقب كأس العالم مباشرة وكان كريستيانو رونالدو يقضي عطلته لذا كان الأمر بمثابة صدمة لي، كنت أرغب في رؤيته."

لكن الآن ستسنح لها فرصة مشاهدة عن قرب للمرة الأولى في زيوريخ حين يجلس اللاعب المرشح لجائزة FIFA لأفضل لاعب في مقعده وسط كوكبة من النجوم في استوديوهات TPC.

بينما قال أرفيند في هذا الصدد "لم أتوقع مطلقاً أن أرى على أرض الواقع اللاعبين الذين أشاهدهم على شاشة التلفاز. هذا شيء لم أراه حتى في أحلامي. لا شك أنها فرصة لن تتكرر."

وتأتي دعوة الفائزين بالمسابقات للقدوم إلى زيوريخ في إطار جهود FIFA لإشراك الملايين من مشجعي المستديرة الساحرة حول العالم في عملية الجوائز والتي شهدت للمرة الأولى مشاركة الجماهير في تحديد أربعة من أهم الجوائز الكروية ألا وهي: جوائز FIFA لأفضل لاعب وأفضل لاعبة وأفضل مدرب للرجال وأفضل مدرب للسيدات. بالإضافة إلى ذلك، يواصل الجمهور بصورة حصرية تحديد الفائز بجائزة بوشكاش FIFA وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على جائزة FIFA للمشجعين.

وعلق أكوديباله مبتسماً قائلاً "في غانا يقولون إن هناك 12 مليون مدرب فالكل يعتقد أنه مدرب لكرة القدم في بلدي. من الرائع أن نرى كيف يرى الجمهور اللاعبين وهذا يمنحنا فرصة الشعور أن صوتنا مسموع في اللعبة وهي بلا شك فكرة رائعة."

وبالطبع كان ملائماً أن تكون كلمة الختام لأفضل من تنبأ بالنتائج في العالم. من سيتوّج بالجوائز؟

هنا أجاب قائلاً "أعتقد أن أفضل لاعب سيكون كريستيانو رونالدو، فقد خاض مسيرة رائعة فاز خلالها بدوري الأبطال وكأس الأمم الأوروبية أما جائزة أفضل مدرب للرجال فسيفوز بها كلاوديو رانييري لأن احتمالية فوزه بالدوري كانت 5000-1 وهي بلا شك خرافية. لم أتوقع أبداً فوز ليستر بالدوري الإنجليزي!"

منقول
مصدر