2831673_large-lnd


يعرف مدرب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو ما يلزم المرء لكي يكون الأفضل. كيف لا وهو الذي وصل إلى قمة مسيرته في 2010، عندما أحرز جائزة FIFA لأفضل مدرب في العالم، علماً أن سجله يزخر بألقاب كبريات بطولات الأندية في عالم كرة القدم. وقد تحدث موقع FIFA.com مع المايسترو البرتغالي حول مجموعة من المواضيع، بما في ذلك جوائز The Best لكرة القدم من FIFA والإنجازات الخارقة التي حققها منتخب بلاده بتفجير مفاجأة مدوية، كما أعرب عن رأيه حول التوسيع المحتمل لنهائيات كأس العالم FIFA.

موقع FIFA.com: يقام حفل جوائز The Best لكرة القدم من FIFA يوم الإثنين 9 يناير/كانون الثاني في زيوريخ. ما هي المعايير التي تستخدمها لتقييم صفات اللاعب؟
جوزيه مورينيو: بصراحة، أنا لست من عشاق الجوائز الفردية. كرة القدم لعبة جماعية. الفرق تفوز بالمباريات، واللاعبون ليسوا بنفس أهمية الفرق. صحيح أن الجوائز الفردية تحظى بإعجاب وسائل الإعلام والمشجعين، لكن المدربين لا يحبذونها كثيراً لأن هناك بعض التناقض بين ما نعمل من أجله وما تنطوي عليه هذه الجوائز. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام والمشجعين عنصران مهمان جداً في اللعبة، لذلك أنا لست ضد الجوائز الفردية. هناك بالطبع لاعبون بميزات خاصة، حيث هناك من يملكون الموهبة التي بإمكانها أن تجعل فرقهم وزملاءهم أفضل. هذا النوع من اللاعبين يمكنهم أن يؤثروا في أسلوب اللعب أو دينامية الفريق. بالنسبة لي، هؤلاء اللاعبون استثنائيون. من خلال مثل هذه الجوائز، أشعر بشيء من المبالغة في التركيز نوعاً ما ... فما أن يمر أسبوع واحد على الحفل حتى تبدأ حملة العام التالي.

في عام 2010، أحرزت جائزة FIFA لأفضل مدرب في العالم. ماذا كان يعني لك الوصول إلى ذروة مسيرتك؟
لقد كان أمراً مُشرفاً، لا سيما وأنه سيبقى في التاريخ باعتباره تتويجاً بالنسخة الأولى لجائزة FIFA لأفضل مدرب في السنة. ومع ذلك، أود أن أكرر مرة أخرى أنني رجل فريق؛ وبالنسبة لي، لم يكن 2010 هو عام تتويجي بجائزة FIFA، بل كان عام الثلاثية التي أحرزتها مع إنتر ميلان. لم يكن ذلك الموسمُ موسمَ مورينيو، بل كان موسمَ الإنتر وموسم عشاق الإنتر. هذه هي الطريقة التي أنظر بها لمهنتي.

في حفل الجوائز، سيتم الإعلان عن الفائز بجائزة FIFA لأفضل مدرب، حيث أصبح السباق محصوراً بين كلاوديو رانييري وفرناندو سانتوس وزين الدين زيدان. لو طلبنا منك أن تختار اسماً واحداً للفوز بها، من سيقع عليه اختيارك ولماذا؟
أعتقد أن الثلاثة جميعهم يستحقون أن يكونوا في هذه المرتبة لأنهم فازوا بألقاب بطولات كبيرة: [زين الدين] زيدان أحرز دوري أبطال أوروبا، وفيرناندو [سانتوس] تُوج بطلاً لأمم أوروبا، وكلاوديو [رانييري] حقق درع الدوري الإنجليزي الممتاز. تربطني صداقات مع كل واحد منهم، لذلك سأكون سعيداً أياً كانت النتيجة. إن ما حققه رانييري كان بمثابة معجزة، أما فرناندو فقد حوَّل حلماً إلى حقيقة، فيما فاز زيدان بلقب دوري الأبطال.

لأول مرة، يمكن للجماهير أن تدلو بدلوها في اختيار الفائزين بجوائز أفضل لاعب وأفضل مدرب، حيث تشكل أصوات المشجعين 25 في المائة من القرار. ما مدى أهمية إشراك الجماهير في مثل هذه القرارات الهامة؟
الجمهور عنصر مهم جداً. أقصد أن عشاق كرة القدم يجعلون من لعبتنا الرياضة الأكثر أهمية على وجه الأرض. ومع ذلك، عندما يدلي مشجع بصوته، فإنه يصوت لصالح فريقه، وهو ما يعني أن القاعدة الجماهيرية للأندية الكبيرة ستظل تدفع دائماً بلاعبيها وتشجعهم. ولأنني عملت في أربعة بلدان مختلفة، أستطيع أن أقول أيضاً إن مختلف الجنسيات تتابع حفل الجوائز بطرق مختلفة. فالصحافة في مختلف البلدان تروج لمواطنيها من خلال مستويات مختلفة من الإثارة والمواكبة.

إذا قارنت كرة القدم بين الوقت الراهن ومطلع القرن، في عام 2000، ما هي أكبر التغييرات التي طرأت على طريقة اللعب في أعلى مستوى؟
من الصعب المقارنة بين الفترات واللاعبين والأجيال. ليس من العدل القيام بذلك، في الواقع. المحصلة النهائية مختلفة ولكن الأدوات اللازمة لبلوغها مختلفة أيضاً. بإمكان الناس أن يقولوا إن كرة القدم أصبحت أسرع الآن، أليس كذلك؟ نعم إنها كذلك. ولكن أليست الكرات بدورها أخف وزناً من السابق، أليست الأحذية مُذهلة، ألم تُصبح التدريبات علمية أكثر بكثير من السابق؟ هل يخوض اللاعبون الآن عدداً أكبر من المباريات ولا يملكون إلا القليل من الوقت للراحة؟ نعم، ولكن الأندية باتت تزخر في المقابل بظروف على أعلى مستوى لتسريع عملية استعادة اللياقة وتفادي وقوع الإصابات. إنني أواكب تطور العصر بقدر ما أحترم الماضي.

ما هي الخصائص الكروية التي تميز الدوري الإنجليزي، بالنسبة للفرق واللاعبين على حد سواء؟
كرة القدم الإنجليزية تقتضي الشغف. البلد كله يقتضي بأن يعشق اللاعبون هذه الرياضة، أن يحبوا مهنتهم حباً جماً. فالأمر يتطلب محترفين كباراً في مقاربتهم لمهنتهم. قد تكون الصفات مختلفة، ولكن الإنجليز يميلون إلى الشغف والعاطفة.

لا يتجاوز عدد سكان البرتغال عشرة ملايين نسمة، لكن هذا البلد هو بطل أوروبا الحالي ويزخر ببعض من أفضل اللاعبين والمدربين في العالم. كيف يمكن تفسير ذلك؟
من الصعب تصديق ذلك! أوزيبيو ولويس فيجو وكريستيانو رونالدو وأنا فزنا بجوائز كبيرة، وربما سينطبق الأمر على فرناندو أيضاً. كما فاز بنفيكا وبورتو بألقاب أوروبية وتوج منتخب البرتغال بلقب أمم أوروبا. بلد صغير مُطل على المحيط الأطلسي، إنه أمر لا يصدق. لعل سرَّنا يكمن في شغفنا.

سيتم الإعلان عن التشكيلة المثالية في حفل توزيع جوائز The Best لكرة القدم من FIFA، ويتعلق الأمر بتشكيلة يساهم في اختيارها أكثر من 25.000 من اللاعبين المحترفين في جميع أنحاء العالم. لو طلبنا منك أن تختار تشكيلة مورينيو المثالية، من سيقع عليه اختيارك؟
إنها إجابة رفضت تقديمها دائماً، وسأستمر على هذا المنوال. لقد بذل العديد من اللاعبين قصارى جهودهم وقدموا تضحيات كبيرة حينما كانوا يلعبون تحت إدارتي، فكيف لي أن أختار البعض وأنسى الآخرين؟ فيتور بايا، بيتر تشيك، جوليو سيزار...كيف لي أن أختار واحداً فقط؟ جورج كوستا، وريكاردو وكارفاليو، وماركو ماتيرازي، ولوسيو، ووالتر صامويل، وجون تيري...كيف لي أن أختار واحداً فقط؟ مايكل إيسيان، وويسلي شنايدر، ونيمانيا ماتيتش، وكوستينيا، ومانيش، وتشابي ألونسو وفرانك لامبارد...كيف لي أن أختار واحداً فقط؟ أعتقد أنني لن أكون قادراً أبداً على الإجابة على هذا السؤال لأنني لن أنسى أبداً رفاقي في درب الكفاح.

في مايو/أيار كنت ضمن جلسة "التفكير" في إطار كونجرس FIFA لمناقشة قضايا كرة القدم. ما مدى أهمية إشراك اللاعبين السابقين والمدربين في عملية صنع القرار؟
أعتقد أن اللاعبين والحكام والمديرين عناصر أساسية في المعادلة. فمستوى خبرتهم وتجاربهم المتراكمة بعد العديد من الدقائق في الملاعب وآراؤهم تشكل قيمة مضافة هائلة لتطور اللعبة. لقد كان إشراك اللاعبين السابقين قراراً رائعاً على نحو خاص من الرئيس إنفانتينو. هؤلاء النجوم هم تاريخ اللعبة وأنا مُعجب بالطريقة التي يُظهر من خلالها الرئيس مدى أهميتهم بالنسبة لمستقبل اللعبة.

من بين الأمور التي تمت مناقشتها خلال تلك الجلسة فكرة توسيع نطاق كأس العالم. كيف تنظر إلى إمكانية توسيع قاعدة البطولة؟
أنا متفق معها تماماً. باعتباري مدرباً يعمل في كرة الأندية، لو كان ذلك التوسيع يعني إقامة المزيد من المباريات وتقليص مدة عُطل اللاعبين وفترة الإستعداد لكل موسم الجديد، لعارضت الفكرة. ولكن من المهم بالنسبة للنقاد أن يعملوا على تحليل هذا التوسيع لكي يستوعبوا أنه لا يعني إقامة المزيد من المباريات. فاللاعبون محميون والأندية محمية في هذا الصدد. أنا أُفضل مجموعات من ثلاثة فرق، مما يعني إجراء مباراتين ثم الإنتقال إلى مراحل خروج المغلوب أو العودة إلى الديار (من بين مقترحات توسيع كأس العالم FIFA فكرة مشاركة 48 فريقاً في بطولة موزعة على 16 مجموعة تضم كل منها ثلاثة منتخبات). هذا سيعني أن مباراتي المجموعة ستكونان مصيريتين، ثم تأتي مرحلة خروج المغلوب التي تحمل في طياتها مزيداً من الإثارة. الفرق الأقل خبرة وموهبة ربما ستلعب مباراتين ثم تعود إلى ديارها. ولكنها ستودّع البطولة بعد تحسين أدائها واكتساب خبرة على أرض الملعب، أضف إلى ذلك المكاسب الإقتصادية التي ستجنيها من المشاركة في نهائيات كأس العالم - بما في ذلك تخصيص مزيد من الإستثمارات في بنيتها التحتية الكروية. التوسيع يعني أن كأس العالم سيكون حدثاً اجتماعياً بروعة أكبر. فانضمام مزيد من الدول من شأنه أن يحمل في طياته مزيداً من الاستثمارات في البنية التحتية وفي كرة الشباب بمختلف البلدان. كما أن مشاركة المزيد من الدول ستعني مزيداً من الشغف والعاطفة، ومزيداً من السعادة والحماس. انضمام مزيد من البلدان يعني زيادة عدد الأفارقة والآسيويين والأمريكيين معاً. إن كرة القدم متطورة على مستوى الأندية، لذلك لا يمكننا أن نتوقع من كرة القدم أن تبلغ قمة جودتها في نهائيات كأس العالم. كأس العالم حدث اجتماعي ولا يمكن لكرة القدم أن تفوت هذه الفرصة لكي تُعبِّر عن شغف المشجعين أكثر فأكثر.

وما رأيك في نظام الاستعانة بالحكام المساعدين عبر الفيديو؟
نحن جميعاً بحاجة إليه. لا يمكن أن يخسر الرياضيون المحترفون أو يفوزوا بالمباريات والألقاب بسبب رفض مثل هذا التطور. يجب أن يشعر الرعاة والجهات المالكة والمستثمرون بأن التكنولوجيا حاضرة بالفعل. كما أن الحكام - على وجه التحديد – يحتاجون للحماية، بل ويستحقونها. إنهم بحاجة إلى التكنولوجيا لمساعدتهم وحمايتهم وتقديم الدعم لهم.


منقول
مصدر