2857978_large-lnd



لا أحد منهما شاهده على المباشر لأنه كان يوماً دراسياً ولا يمكن التغيب، ولكنهما يتذكران جيداً هدف "أجوانيس" من توقيع راؤول. إنه هدف لا يُنسى.

1 ديسمبر/كانون الأول 1998. الدقيقة 83. النتيجة 1-1 على الملعب الوطني في طوكيو. كان ريال مدريد يبحث عن التتويج بلقبه الثاني في كأس الانتركونتيننتال ضد فاسكو دي جاما البرازيلي بعد مرور 38 عاماً على تتويجه الأول في بينيارول، وكان يبدو أن المباراة تتجه بخطى ثابتة إلى الوقت الإضافي. وفي تلك اللحظة تلقى راؤول تمريرة طويلة من زميله كلارنس سيدورف. وبمراوغتين خاطفتين، أسقط المدافعين وحارس المرمى أرضاً... ووضع الكرة في الشباك بهدوء. إنه نفس الهدف الذي شاهدوه يسجله مراراً وتكراراً في سنواته الأولى في مدرسة النادي الملكي. وقد أطلق عليه آباء زملائه لقب "هدف أجوانيس."

كان عمر لوكاس فاسكيز آنذاك 7 سنوات وناتشو فرنانديز 8 سنوات. ولا أحد من الخريجين المستقبليين لمدرسة النادي الملكي كان يتصور في ذلك الوقت أنه بعد 18 عاماً سيكونان على بُعد بضعة أيام من السفر إلى اليابان لمحاكاة الأسطورة صاحب القميص رقم 7 في بطولة كأس العالم للأندية FIFA التي حملت مشعل كأس الانتركونتيننتال.

تحدث موقع FIFA.com مع كلا اللاعبين قبل انطلاق المنافسة عن لقب أفضل فريق في العالم بالرجوع بالذاكرة إلى الوراء وتحليل التحديات التي تنتظرهم.

استهلّ ناتشو الحديث قائلاً: "بالطبع شاهدت المباراة النهائية مسجّلة. أتذكر خصوصاً هدف راؤول الذي أعادوه مرات عديدة. لا شك أن العالم أجمع شاهد هذا الهدف." وتذكر لوكاس مراوغة المهاجم السابق قائلاً: "قام بمراوغة تشبه "ذيل البقرة"... أتذكر أنه عندما استيقظت في الصباح، كان أول شيء فعلته هو التحقق من نتيجة مباراة ريال مدريد."

لم يخف الجناح إعجابه بصاحب ذلك الهدف الرائع: "مرّ الكثير من اللاعبين الكبار على ريال مدريد، ولكن مثلي الأعلى منذ الطفولة هو راؤول. وذلك لما كان يعنيه للنادي الملكي، وجودته العالية كلاعب..." ثم جاء لويس فيجو وكريستيانو رونالدو الذي يتقاسم معه حالياً غرفة تبديل الملابس: "كان أيضاً قدوتي عندما انضم إلى النادي."

بالنظر إلى مركزه، كان ناتشو يركز أكثر على المدافعين. وكان لديه مرجع واضح ومحدد في فريق 1998: "فرناندو هييرو هو واحد من اللاعبين الذين كنت دائماً معجباً به كثيراً." وبعد ذلك جاء فابيو كانافارو والزميل الذي يحاول التعلم منه كل يوم: الكابتن سيرخيو راموس. "لطالما تابعت تحركاته."

من جدّ وجد
لم يكن طريق هذين اللاعبين العاشقين لريال مدريد من المهد، على غرار راؤول، إلى الفريق الأول مفروشاً بالورود، ولكنهما لم يستسلما أبداً. اضطر لوكاس للرحيل في عام 2014 إلى إسبانيول بحثاً عن فرص أكثر للعب، ولكنه لم يتأخر في العودة إلى فريق العمر. أما ناتشو فقد بقي في النادي ينتظر لحظته التي حانت الآن: "أنا بخير، أشعر بأنني في أفضل أحوالي. لعبت عدة مباريات متتالية، وهذا ما كنت أحتاجه. أعلم أن المنافسة شديدة على مركزي، ولذا أقاتل بشراسة منذ سنوات عديدة. أحارب بكل ما أوتيت من قوة في كل حصة تدريبية وفي كل مباراة."

عندما عاد لوكاس إلى ريال مدريد في عام 2015، قلة قليلة كانت تتوقع نجاحه في ظل تواجد الثلاثي كريم بنزيمة، جاريث بيل وكريستيانو رونالدو. ولكن الجناح عرف كيف يستغل فرصه، ولعب دوراً حاسماً في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي فاز به الفريق الملكي في ميلان، حيث سجّل أول ركلة في سلسلة الضربات الترجيحية التي حسمت اللقب. وهنا علّق ضاحكاً: "أعيش عاماً رائعاً حافلاً بالإثارة والعواطف. إنه أمر جنوني بعض الشيء،؟" مضيفاً "أنا سعيد جداً لأنني سعيت وراء هذا الهدف منذ الطفولة وأنا أعيش حلمي الآن."

والآن سيعيش فصلاً جديداً في حلمه: تسجيل مشاركته الأولى في كأس العالم للأندية بعد أن تابع بطولة عام 2014 على شاشة التلفزيون. اعترف قائلاً: "كنت ألعب مع إسبانيول، ولكني تابعت البطولة. شاهدت مباراتي نصف النهائي والنهائي." وستكون هذه هي المشاركة الثانية بالنسبة إلى ناتشو الذي كان حاضراً في المغرب. وعلى الرغم من أنه لم يلعب أي دقيقة، عاش ذكريات جميلة. حيث أكد قائلاً: "كانت المرة الأولى التي حظيت فيها بشرف خوض هذه البطولة. يقول الناس إنها سهلة، ولكنها صعبة جداً لأنه أولاً يجب عليك الفوز بدوري أبطال أوروبا. كانت التجربة جميلة جداً وانتهت بأفضل طريقة ممكنة. آمل أن نكرر نفس الإنجاز."

ويبدو أن لوكاس يرى الأمر بوضوح أيضاً: يريد ختم العام بالفوز بلقب جديد... وارتداء القميص الذي يحمل شعار أفضل فريق في العالم. وبهذا الخصوص، علّق قائلاً: "ارتداء قميص بشعار يرمز إلى أنك أفضل فريق في العالم يحفزنا أكثر. فأينما ذهبت يعرف الجميع أنك البطل."

ولتحقيق ذلك، يجب تخطي عقبتين: أولاً الدور نصف النهائي يوم 15 ديسمبر/كانون الأول، حيث سيواجه الفائز في المباراة بين تشونبك الكوري، بطل آسيا، وأمريكا المكسيكي، ملك (كونكاكاف). وإذا فازوا سيلعبون المباراة النهائية بعد ثلاثة أيام. أكد ناتشو قائلاً: "نحن ريال مدريد ونريد اللقب بأي ثمن."

اليابان، حيث تألق راؤول، تنتظر هذين اللاعبين بفارغ الصبر


منقول
مصدر