السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري إن كانت قصة أم لا أم ما هي بالضبط
ولكنني كتبتها وانتهى الأمر!
هي نتاج ساعة من الملل ×.×
"
الصبي وكيل السعادة...
قلقٌ كبندول ساعة وكدفتر مذكراتٍ لمراهقة ممتلئ بالذكريات
أخذ الهوس أكبر مساحة من تفكيره والأفكار تتضارب في عقله الذي بات أشبه بخلية نحل
مازال شاباً في الخامسة والعشرين من عمره يستقبل العالم بوجه كهل
وبعينين غائرتين كبئر وبشفتين أذهبت نصفهما أسنانه وبأنف بات أشبه بمدخنة قطار
وبصدر ينخره الفقد كما تنخر دابة الأرض الخشب
وبتفكير شارد تماماً عن إطار العالم الذي يعيش فيه
يشعر بنبض قلبه في أذنيه تك... تك... تك,,,
كعقارب ساعة تنذره أن ثمة شخص ينتظره في نهاية هذا الطريق اسمه: "موت"
وهو على كل حال لم يعد يهتم لذلك البته
كان يعلم تماماً أنه يعاني من أمراض نفسية عدة منذ زمن طويل
لذا تعلم كيف يتعايش مع أفكاره وتلك الأصوات المتصارعة في رأسه
ولذات السبب أيضاً لم يكن يهتم بتجاهل الناس له وعدم رغبتهم في التحدث معه
ووشوشتهم فيما بينهم كلما سمعوا قرع نعاله
جلس في إحدى المرات على مقعد رصيف ينفث سجائره الرديئة
ويتحدث مع نفسه كالعادة قبل أن يقطع حبال تفكيره صوت صبي
لم يعرف متى جلس على المقعد بجواره
قال الصبي وقد أخذت ابتسامة ساحرة نصف وجهه وبصوت بشوش: مرحباً
نظر إليه الرجل باستغراب تام ولم يدري ماذا يقول كان الخجل ينتفض في داخله
والعرق يتصبب من جسده، لملم بعضه وتنحنح وَجِلاً ثم قال:
من الأفضل لك أن لا تتحدث معي من المبكر جداً أن تصاب بالكآبة!
الصبي: لا بأس فأنا أحب التحدث مع الجميع!
الرجل: ألم يخبرك والداك أن لا تتحدث مع الغرباء!
رفع الصبي يده وأشار بإصبعه السبابة ثم قال:
أولئك الذين يتحدثون هناك، انظر كم هم سعداء
أعلم أنك فقير ولكن الكلام بالمجان!
أكل الذهول وجه الرجل وامتلأ صدره بالحسرة قبل أن يتنهد قائلاً:
ولكن الكلام معي باهظ الثمن كما يبدو،
ليتك تُعَلِم أولئك الذين يتحدثون هناك أنه بالمجان!
الصبي وقد أخذت نصف وجهه الآخر ضحكة أكثر سحراً:
بالمناسبة أين تسكن؟
أراك تجلس هنا دائماً لا تقل لي أنك تسكن فوق هذا المقعد!
كانت ابتسامة عريضة تلك التي ارتسمت على وجه الرجل
الذي صمت لبرهة ثم قال بعد أن امتلأ صدره بالحسرة من جديد:
أتعلم نحن الذين عشنا حياتنا بلا عناوين تدلنا وبلا عناوين تدل علينا
سيُكتب عنواننا الأول والأخير على حجر اسمه: "شاهد قبر"
ولن يزورنا أحد!
انتظر الرجل الرد ولكنه لم يسمع شيئاً، تلفت يميناً ويساراً،
كان الصبي يلوح له من رصيف الطريق الآخر
عادت الابتسامة إلى وجهه من جديد ثم قال في نفسه:
سيكون من الجيد إن لم يكن قد سمع كلامي الأخير!
أشعل سيجارة ونظر إلى السماء وراح يفكر متى آخر مرة ابتسم بها من كل قبله
ولكنه لم يتذكر....
"
"تمت"
هذه ثاني قصة أكتبها "إن كانت قصة"
يبدو أنني أفرطت في التشبيهات أيضاً
أرحب بالنقد البناء والهدام لا بأس
المفضلات