في ليلة باردة.. ذات ظلمة حالكة ..
خيم على المنزل سكون مخيف.. صوت الساعة يعلن عن منتصف الليل..
أتقلب على السرير يمينا ويسار.. لعل النوم يغلبني لكن محاولاتي بائت بالفشل..
حتى غفت عيني قليلا.. قضيت دقائق في نوم مزعج..
أحلام وكوابيس.. عالم أسود وأبيض..
صرخات وفزعات.. و قشعريرة تسري في أنحاء الجسد..
فتحت عيناي مفزعة.. أردت أن أصرخ فلم أستطع..
أردت أن أحرك يداي.. فلم تستطع الحراك..
أحسست أن الله أرسل ملك الموت ليقبض روحي..
حركت لساني لأنطق بالشهادة لكني لم أستطع..
تذكرت أمي واخواتي..أردت أن أصرخ بأسمائهم فلم أقدر..
دموعي تملأ خدي من الخوف والرهبة..
أحسست أني مخنوقة..و الغرفة ضيقة تقبض على صدري..
أردت أن أثبت لنفسي أني ما زلت حية.. فلا تزال الأيام تنتظرني.. والحياة من أمامي طويلة..
ولكن ليس هناك برهان على ذلك..
تمر حياتي أما عيني فلم أجد فيها ما يسر..
صلاة كأنها نقر الطير على طعامه.. أغني وأشرطة موسيقية.. مرح ولهو ولعب..
كيف لي أن أقابل ربي بهذه الأعمال؟..
سمعت صوت أذان الفجر.. الله أكبر .. الله أكبر..
هناك صرخة مكتومة في أعماقي فإذا بها تنطلق..
حركت يداي فإذا بها تعود من جديد..
نهضت من سريري .. أسرعت إلى الصلاة.. بدأت بالسنة وانتهيت بتلاوة القرآن..
ومن بعدها تغيرت حياتي.. بل قلبت رأسا على عقب..
أكتشفت أن حياتي كانت خالية من روح الإيمان..
كنت أحس دائما أن هناك ما ينقصني..
علمت أنني لم أسعد يوما برضى الله .. إلا الآن..
اعتبرت هذا تحذير من الله لي.. حتى أدرك نفسي..
فإن الله يحبني.. نعم إنه يحبني..
المفضلات