, /
تتهافتُ صيْحَاتُ الحُبورِ إثْرَ المِيلادْ ,
تتبدّى البسَماتُ وتتوالى تباشيرُ الإسعَادْ
إلا الحبّ
فإنّه يُؤَذّنُ عليه بالرِثــاء فوْرَ الميعَادْ
فالمَشَاعِرُ فُصُولٌ آخِرُها سقطَةُ شِتاءٍ تدفِنُ أزهارَها ببيَاض رِمَالِها -
. . |¬»
تحتمي من فيْح خَلجاتِها بدفئِه
وبردُ أجفانِها لاتُلهِبُه إلاّ إيقاعَاتُ نشيدِ الوِدّ بنبراتِه
تتأرجَح معها أوتارُ فؤادِها الذي يستقي
صخبَ النبض , فتترنّح المعقوليةُ فلا يُؤخَذُ لها قوْلْ .
خطيئَتُها ثمَالةٌ في بَحرِ هَواه
وجُنونها غُصَصُ تطرُفٍّ عن كل النواقِص .
وفي مَطلع الإشراق مدٌّ وجزرٌ لأمواج الاشتياقْ
تدفع عن شواطئها قرصنةُ صمتٍ كادَت أن تُكبّل العُشّاقْ
فلم تكتمل رُخصة الإبحار في وجدِه ,
ولا الفضُول ارتوى بالاغتراف من روحِه
وقد أظلمَت الأعمَاق
في لحظَة غُروبٍ بلا تأنٍّ
غطّت الآفاقْ.
. . |¬»
فِي أعمَاقِهَا تغَاريدُ أنِينٍ وبيْن كفّيها بقايا حنِينٍ
ذابِل
تُطوّقُها أكالِيلُ الأمَلِ المُغتَال ,
وبستَانٌ مِن حِيرةٍ غرسَت فيهِ قدميْها النحيلتَيْن
فرَسَت فِي توجُّسٍ مِن ذكريَاتٍ لازال عبَقهُا القاتِلُ يتقفّاها
تُغلِق بَحريّةَ أحداقِها برجفَةٍ
عَن أفُقٍ غطّتْهُ ديَمُ المَدامِع ممّا قد تُخبِّئهُ أيَامُها.
صَحوَةٌ بلا مُنتَهَى
وغفوَاتٌ بطعم الخفقَانِ يتغنّى
لتتراقَص النظراتُ بجنُونٍ وتحتَضُن الذراعُ الأخرى
مِن برَدٍ قارِصٍ فِي أوجِ الربِيعِ
تتمايَلُ مِنْهُ تُويجَاتُ الوَرْدِ فِي زَهريّة العُمْرِ.
. . |¬»
شتاؤهَا مُثقلٌ تُعثِّرُ فيهِ الذِكرى خُطاهَا
كالمُعاق
وصلتْ إلى منتصفِ الليلِ
إلى الضِفّافِ حيثُ غدَرها الوِفَاق
لم يكن للنومِ أيّ احتضانٍ بين سَاعاتها
لاذت لتُغطّي أقاصِي السمَاءِ همُومها
فتنسى في خِضَم الظلامِ فجْرَ العِناق
مُبلّلةً برائحةِ المطرَ يُطوّقها البُرود
حتى رجفتْ أوصالُها من سَقمِ الشِقاقْ
بَياضُ ثلجٍ يتساقط على سوَادِ وشاحِها
ألقى بالأمنيات في جُرفِ الفِراقْ.
, /
ارمَدّت مِن حكايات الفُصُول تفاصِيل اللوحَةِ
وتبعثَرت الرُوح بَيْن صدى أنينِها وظِلالِ البَسَمات
لاتدرِي هَل فصُولُ العُمْر تتغيّرُ
أم أنّ حظُوظها تعشَقُ عِنَادَ طقُوسِ الحيَاة.
المفضلات