الصفحة رقم 13 من 21 البدايةالبداية ... 31112131415 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 241 الى 260 من 416
  1. #241

    .
    .
    .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالك پورنيما ؟ آمل أن تكوني بخير
    حسنًا ياللروعه أرى البعض من توقعاتي قد صابت هنا(
    اقصد ولا واحده ربما لن تظهر الان 017) بينما يوجد ما هو أثار استغرابي knockedout .. أرى بعض الغموض هنا والأسرار ازدادت تعقيدًا بدلًا من أن تتضح ><"
    الفصل رائع بشكل عام بالنسبه لتلك القطه deadاود ركلها بالرغم من انني احب القطط ولاكن هذه افسدت لحظه مهم >>
    اشك ان عدوى اثارت الغموض والمشكلات خاصتك قد انتقلت اليها cheeky
    شيزون المسكين ماقصت مع كلمت .انا. >>> ربما يستخدمها لاغاضت يوكا لاغيرbiggrin
    المسكينان002 لااظن ان خطتهما لـ استجواب يوكا ستنجح >>
    بالنسبه للاسم اعجبني لذ ساعتمده smoker
    والذكرى الأخيرة.. ذاك الشخص ذو الشعر البني..؟ ربما يكون اوزوتا..035
    شيينويا شقيق السيد شين ...021>>
    اتعلمين لدي مشكله مع بعض الاسماء هناbored >> لقد توقعت شيئا كهذا....smoker رائع وجميل شينويا االزعيم الحالي لـ القبيله ماصلت قرابته لـ التؤام
    هل كان شين يقصد شينويا عندما قال لكيرون " صديق والدك " لاكن كيف لم يتعرف شينويا على ابن صديقه كما يقول شينtired
    شيئ ما يحيرني في جملة شين " ليتك تعرف من يكون " فكري كله يدور حول كيرون والتؤام.. 008مع بعض االتوقعات المجنونه لاداعي لذكرها...biggrin
    ايضا... لدي مشكله معك هنا ..ogre.اين ذهبت تلك التلميحات الثلاث فوق الصور >>
    كانت بنفس لون الخلفيه وبخط صغير ايضا هذا للدقه فقطtired>> فرحت عندما رأيتها اول مرة ..ولاكن بعد عودتي من تلك الامتحاناتangry
    دُهشت حقاً.. لم اجدها وصرخت.. كيف ينتهي الجزء لم اجد تلك التلميحات بعد .. لا بد أني لم ارها cross-eyed ...اعدت القراءة
    وطبعاً لم أجد كان هذا محبطا جداً disappointed
    cry
    على كلُ ارجو ان ينال هذا الرد اعجابك افرغت كل طاقتي به 037>>>
    بالمناسبه كيف هوالرد طويل جدا اتعب عينيك ..026
    اسفه لانه لايحوي من التوقعات الكثير ..كل هذا بسببك ازلتي التلميحات بسرعهogre >>> براااlaugh
    مع كل بارت تزداد مهارتك في حبك الاحداث .. ويزداد معها حماسنا
    واثقة بأن توقعاتي لن تخيب في البارت القادم فعجلي به من فضلك embarrassed

    في حفظ الباري
    اخر تعديل كان بواسطة » ڤلفت في يوم » 31-01-2017 عند الساعة » 08:44
    سبحٍآن آلُلُہ، آلُحٍمدِ لُلُہ،لُآ إلُہ إلُآ آلُلُہ، آلُلُہ أگبرٍ
    ••••
    0


  2. ...

  3. #242

    رد: ڤلفت

    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ع¤لفت مشاهدة المشاركة

    .
    .
    .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالك پورنيما ؟ آمل أن تكوني بخير
    وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته..
    بخير والحمد لله smile


    حسنًا ياللروعه أرى البعض من توقعاتي قد صابت هنا( اقصد ولا واحده ربما لن تظهر الان 017) بينما يوجد ما هو أثار استغرابي knockedout .. أرى بعض الغموض هنا والأسرار ازدادت تعقيدًا بدلًا من أن تتضح ><"

    laugh من الجيد جداً أن يحصل شيء لا يتوقعه أحد cheeky
    laugh laugh قريباً في الفصل بعد الخامس سيكون هناك.. بووووم.. مفاجأة biggrin
    قد يصيب بعض توقعاتك فيه ..

    الفصل رائع بشكل عام بالنسبه لتلك القطه deadاود ركلها بالرغم من انني احب القطط ولاكن هذه افسدت لحظه مهم >>
    اشك ان عدوى اثارت الغموض والمشكلات خاصتك قد انتقلت اليها cheeky

    شكراً asian
    مسكينة تلك القطة اللطيفة صار الجميع يريد قتلها laugh
    ربما، بما انني من وضعت القطة في الرواية cheeky

    شيزون المسكين ماقصت مع كلمت .انا. >>> ربما يستخدمها لاغاضت يوكا لاغيرbiggrin
    المسكينان002 لااظن ان خطتهما لـ استجواب يوكا ستنجح >>
    بالنسبه للاسم اعجبني لذ ساعتمده smoker
    laugh هذا لأن الأنا يزيد من الشهرة كما يقول laugh
    لكنه اعتاد عليها ولا يستطيع تركها الآن smoker
    فعلا
    002 اووه اعجبك الاسم.. ماذا سيكون ردة فعل هيرو يا ترى؟ cheeky

    والذكرى الأخيرة.. ذاك الشخص ذو الشعر البني..؟ ربما يكون اوزوتا..035
    شيينويا شقيق السيد شين ...021>>
    اتعلمين لدي مشكله مع بعض الاسماء هناbored >> لقد توقعت شيئا كهذا....smoker رائع وجميل شينويا االزعيم الحالي لـ القبيله ماصلت قرابته لـ التؤام

    ربما تكونين محقة، الفصل القادم سيوضح الامر biggrin
    laugh لا عليك حتى انا نسيت بعض اسماء الشخصيات لذا ساختار لها اسماء جديدة 002
    امم.. صلة قرابته؟ ذلك سيتضح لاحقاً

    هل كان شين يقصد شينويا عندما قال لكيرون " صديق والدك " لاكن كيف لم يتعرف شينويا على ابن صديقه كما يقول شينtired
    شيئ ما يحيرني في جملة شين " ليتك تعرف من يكون " فكري كله يدور حول كيرون والتؤام.. 008مع بعض االتوقعات المجنونه لاداعي لذكرها...biggrin
    على الأرجح biggrin كيف لم يتعرف شينويا على ابن صديقه؟
    هذا هو السؤال والقصة المعقدة التي لم ولن ادع احداً يكتشفها smoker
    laugh حسناً


    ايضا... لدي مشكله معك هنا ..ogre.اين ذهبت تلك التلميحات الثلاث فوق الصور >>
    كانت بنفس لون الخلفيه وبخط صغير ايضا هذا للدقه فقطtired>> فرحت عندما رأيتها اول مرة ..ولاكن بعد عودتي من تلك الامتحاناتangry
    دُهشت حقاً.. لم اجدها وصرخت.. كيف ينتهي الجزء لم اجد تلك التلميحات بعد .. لا بد أني لم ارها cross-eyed ...اعدت القراءة
    وطبعاً لم أجد كان هذا محبطا جداً disappointed
    cry

    laugh laugh laugh ما هذا؟ 002
    ظننتِ انه تلميحات للرواية؟!! ليس عليكِ ان تشعري بالإحباط لأنها لم تكن تخص الرواية إطلاقاً
    كنت فقط ألعب لعبة الألغاز مع أحدهم ووضعت التلميحات هنا cheeky


    على كلُ ارجو ان ينال هذا الرد اعجابك افرغت كل طاقتي به 037>>>
    بالمناسبه كيف هوالرد طويل جدا اتعب عينيك ..026
    اسفه لانه لايحوي من التوقعات الكثير ..كل هذا بسببك ازلتي التلميحات بسرعهogre >>> براااlaugh

    جداً اعجبني واستمتعت بقراءته biggrin شكراً على الردّ..
    لا tired لم تتعب عيني laugh
    لا بأس فكما قلت لم تكن تلميحات تخص الرواية ><

    مع كل بارت تزداد مهارتك في حبك الاحداث .. ويزداد معها حماسنا
    واثقة بأن توقعاتي لن تخيب في البارت القادم فعجلي به من فضلك embarrassed

    في حفظ الباري
    شكراًasianاسعدتني بقول ذلك embarrassed
    بإذن الله لن يخيب، أتمنى ان تجدي إحدى توقعات هناك biggrin
    امم.. تغير موعد الفصل ><

    في حفظ الرحمن ~


    attachment

    { لا تدع مرّات سقوطك تمنعك عن النهوض! }



    0

  4. #243




    ســــــــــــــــــــلام..

    *
    *

    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ~پورنيما~ مشاهدة المشاركة


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته~

    كيمون اسو توموورا ؟
    laugh
    كنت أقصد كيف حالكم جميعا tongue

    قررت ان اعلمم بموعد الفصل الجديد ألا وهو الفصل الخامس
    والذّي سيكون بعنوان: شبيه من بعد آخر !

    وسيكون موعد نزوله غداً بإذن الله إن لم تمنعني الظروف smile

    و..
    رجاءً لمن قرأ الفصل الرابع ولم يرد ان يرد >< إن كان متفرغاً طبعا
    لا اعرف لمَ لكن لا ارتاح حين يسود الهدوء هنا tongue
    على أية حال كونوا على استعداد فالفصل فيه كبت انفاس laugh

    أرجو انكم كنتم ولا زلتم في انتظار الفصل..
    وشكراً asian
    امم.. كيف اقولها.. disappointed >> ما هذا الوجه المحبط؟!
    لا الأمر ليس هكذا، لكن اردت ان اخبركم بأن موعد الفصل الخامس قد تغيير..
    كنت انوي وضعه اليوم لكن بعض الظروف ستمنعني disappointed
    إنه عمل مهم يجب ان انهيه اليوم لذا فأني لن استطيع الدخول اليوم مجدداً
    غداً صباحا >> وقتي لدخول مكسات << سأبدأ بإنزال الفصل بإذن الله
    هذه المرة وعد ::برافو::
    وأعتذر لأنيي قد خيبت ظنكم cry

    على اية حال اردت ان تنتهي هذه الصفحة كي اضع الفصل الجديد في صفحة أخرى >> مصالح شخصية laugh
    لا اريد ان يكون نصف الفصل هنا والنصف الآخر هنا لأنني اعتمد على 40 رد في الصفحة الواحد
    >>>>> متأكدة انها ستنتهي وسط الفصل tired
    لكن يبدو ان بعض المتابعين قد اختفوا ><

    على أية حال ارجو ان تنتظروا يوماً واحدا، ليس طويلاً أليس كذلك cheeky
    وكل شيء جاهز لذا لن يطول..

    إلى اللقاء غداً
    0

  5. #244

    الفصْل الخَامس

    attachment
    attachment


    لِمَ لا تكون
    أنتَ شبيهي.. أكره أن أكون شبيه شخص مثلك !

    شبيه
    مختلف مِن قَعرِ الظّلام القرْمزي
    ..~



    attachment






    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 01-02-2017 عند الساعة » 10:35
    0

  6. #245

    attachment

    السّماء زرقاء صافية كأنما هي لوحة زيتية، لطِّخت بزرقة فاتحة الدرجة؛ إنها توحى بالسلام الأبدي، والسعادة الخالدة، والانشراح اللامحدود.
    مع أنه لم يشأ أحد أن يرفع رأسه لرؤيتها، لأن سطوع أشعة الشمس ستعكر صفو الجو المسالم الذي يعيشه.
    ولم يكن لأحد الوقت لذلك حتّى، المدرجات مكتظّة بحشود الجماهير
    وكأن الناس قد أتوا أفواجاً كزمرة من النمل حين تكوّن كوكبة بتجمعاتها،
    وهتافات الجماهير وصراخ المعلّق الذي يتحدّث من الأعلى والصّخب العالي يبدو كدويّ النحل
    الذي يصمّ الآذان بصوته المزعج ويشق عنان السّماء..!

    إنها آخر ثلاث دقائق من المباراة.. الفريقان متعادلان..
    على أرض مسرح اللعب كانت الكرة تتدحرج على الأرض العشبية أمام ذاك اللاعب
    الذّي لم يقدر أحد على سلب الكرة منه، هنا لاعبان يحاولان مضايقته لأخذ الكرة لكن بلا جدوى
    وآخر ينزلق على الأرض مصوباً الهدف على الكرة التي بين قدمي اللاعب ليأخذها
    لكن الأخير يقفز بالكرة ليتخطّاه، وهناك من يحاول المراوغة ليأخذها لكن المحاولات باءت بالفشل..


    ـ وأخيراً هو أمام المرمى.. ترى هل سيسدد الهدف الأخير لينتصر فريقه؟
    ماذا يفعل لاعبي فريق نيروپانا ؟! هل سيخسر في النهائيات بعدما ابهرنا بمهاراته؟

    لاح الرّقم عشرة على ظهر قميصه وهو يجري مسرعاً نحو خصمه قبل ان يسدد،
    لن يدع خصومه يفوزون عليه وهو اللاعب الملقب بـ أمير الكرة،
    إنه البطل الذّي يلتف على ذراعه شعار كابتن الفريق قد تألّق على أرض الملعب..

    ـ يا إلهي إنه اللاعب رقم عشرة.. أمير الكرة.. رويل شيرو !!

    نظرات العزم والإصرار تنطلق من عينيه كالشهب الثاقبة نحو خصومه،
    رغم أن اللعب الطويل قد انهك جسده الهزيل إلّا أن الحماس لا يزال يشتعل في داخله
    وهو قادر على دفعه للأمام رغم قطرات عرقه المنساب التي تتطاير مع كل خطوة يتقدمها للأمام
    ومع كل نفس يخرج من رئتيه بصعوبة مبيناً إرهاقه الشديد،
    ويتمايل خصلاته الشّقراء مع كل خطوة يمضي بها نحو الهدف، سيصل قبل فوات الأوان
    وسينقذ فريقه ويقوده للانتصار..


    ـ لقد ظهر بطل فريق نيروپانا.. ترى ما الذي سيفعله؟ هل سيبهرنا بالمفاجآت الجديدة..
    إنه لا يزال بعيدا.. هل سيصل إلى خصمه قبل فوات الآوان..
    بقيت دقيقتان وتنتهي المباراة !

    كان يقف أمام المرمى وهو يرفع قدمه ناوياً التسديد وتسجيل الهدف الأخير
    وابتسامة الانتصار الواثقة تتجلى على محياه،
    ما إن كاد يسدد حتى فاجئه ظهور النجم اللامع على أرض الملعب أمامه.. إنه رويل..


    ـ ها قد وصل إلى خصمه.. لقد سبق الوقت بسرعته وبراعته في آخر دقيقة..
    يجب ان ينقذ فريقه بعدما بذل هذا الجهد..

    وقف أمام الخصم وهو يصوب تلك النظرة الحادّة عليه كأنما يضمن له الخسارة المحتمة،
    رغم أن الكرة ليست معه إلّا انه وبحيلة ذكية سلب الكرة منه،
    لكن مع ذلك هو متورط بسبب خصمه الذّي لم يسمح له بالمرور وبقي يقلّد أي حركة يقوم بها كي لا يتخطّاه،
    ظلّ رويل يحاول مراوغته والتخلّص منه بإصرار قبل ان تنتهي الدقيقة الأخيرة.

    توجّه نحو اليسار وكأنه سيعبره من تلك الجهة لكن هذه لم تكن سوى حيلة انطلت على خصمه
    الذّي حاكى حركته، ما هي إلّا ثوانٍ حتى اكتشف انها لم تكن سوى مراوغة حين مرر الكرة بين قدميه
    وتخطّاه من يمينه ليختفي في سرعة البرق مسابقاً الوقت نحو هدف فريقه..


    ـ يا إلهي ما هذا ؟ لقد خسر الفريق الخصم الكرة بكل سهولة بواسطة رويل!
    إنه يتجه نحو مرمى فريقه لكن.. هل سيواصل وحده وهؤلاء يحيطون به من كل جهة؟!

    توقف في منتصف الملعب حين حاصره لاعبي فريق الخصم من كلّ جهة،
    لا يمكنه المواصلة الآن..
    بدأت نظراته تحول إلى حيرة وقلق وهو يزم شفاهه ناظراً هنا وهناك باحثاً عن ثغرة يخرج منها،
    هناك لاعبي فريقه يطلبون منه تمرير الكرة لكن.. يبدو انه وقع بين براثن الذئاب..


    ـ إنه في خطر.. لا يمكنه المواصلة.. هل سيمرر الكرة؟!
    لكن لا يمكنه ذلك أيضاً، ماذا سيفعل الوقت يمر؟ بقيت ثلاثون ثانية على صافرة النهاية!

    أخذ يفكّر بعمق مظهراً للجميع حيرته، ربما هذه أيضاً كانت مكيدة ليس إلّا،
    إنه بالفعل يعلم ماذا يفعل لكن تمثيله البارع له فائدته، أخذ يراوغ بالكرة كي لا يفقدها
    وهو يتفقّد وجوه خموصه المجتمعين وكأنما يبحث عن الوقت المناسب والوحيد قبل النهاية..


    ـ "ها هي فرصتي الأخيرة"

    ارتسمت على محياه ابتسامة منتصرة شقت ثغره، والتي حيرت خصومه الذين لم يعرفوا نواياه،
    هذه الابتسامة لا تعني سوى شيء واحد.. الانتصار..

    ركل الكرة للأعلى بشكل عامودي ليقفز هو بعدها مباشرة نحوها،
    تقلّب في الهواء ليقوم بتسديد الكرة نحو مرمى فريقه بكلّ براعة وسط دهشة فريق الخصم
    والجماهير والمعلّق نفسه الذّي صرخ بأعلى صوته:
    يا إلهي.. لقد أطلق الأمير سهمه المسموم
    الذي سيخرق شباك خصمه! لقد قام بها رغم صعوبة الحركة بسبب خصومه ومن وسط الملعب؟!
    الكرة تتجه نحو المرمى.. هل يمكن لتلك الكرة تسجيل الهدف أم أن أحدا سيوقفها ؟!

    استقر على الأرض وابتسامته تتسع على شفتاه وتلك النظرة العازمة تتجه نحو أحد لاعبي فريقه
    الذي كان يلاحق الكرة التي لم تنزل على الأرض بعد، في حين تفرّق خصومه مسرعين
    نحو الكرة قبل ان تدخل الهدف..


    ـ سجّل هدفاً يا هورين.. أنت هدّاف الفريق..!

    كان هذا صوت رويل الذي صرخ بأعلى صوته من وسط الملعب والذّي قد زرع أملاً في نفوس مشجعي
    فريقه فتعالت هتافهم باسم الفريق..

    ما إن كادت الكرة تلامس الأرض أمام المرمى إلّا وقد أوقها ذاك اللاعب الذي نادى رويل باسمه،
    ثم رفعها للأعلى بقدمه وهو يصّوب نظرات إصرار على حارس المرمى المتأهب لاستقبال الكرة في أحضانه،
    سدد الكرة برأسه نحو الهدف بآخر قوة أمل في داخله..

    ما إن تعالت صافرة النهاية إلّا والكرة قد استقرت في أحضان شباك المرمى
    ليصدر الحكم صافرة أخرى مبينناً أنه الهدف..

    تعالت صرخات لاعبي الفريق وهم يركضون باتّجاه رويل ليجتمعو في مكان واحد
    وكأنما تتفجّر قلوبهم سعادة وفرحاً بعد نضال طويل من أجل الفوز،
    وها قد وجدوا حصاد ما زرعوه بعد تعب وجهد وعناء
    وكأنما كل قطرة عرق تصببت منهم لم تذهب سدى..

    وهتف لهم الجهور بأعلى صوتهم ليضجّ المكان بصدى صياحهم من جديد وصوت المعلّق
    ـالمزعج كما يصفه البعض ـ تغطرس على كل الأصوات حين قال صارخاً:
    لقد انتصر أخيراً..
    الثنائي الرائع أمير الكرة رويل شيرو الذّي قاد فريقه للفوز بسهمه المسموم
    وساعده هدّاف الفريق هورين.. أحسنتما صنعاً.. لقد وصل
    نيروپانا للنهائيات الوطنية..!

    جلس على أرض الملعب ملقياً بجسده المتهالك بتعبٍ وإنهاك والابتسامة لم تمحو عن محياه
    بل لا تزال تتسع بسعادة وهو يمسح عرق جبينه،
    اقترب منه ذاك الشخص ذو الشّعر الأشقر الذّي يصل إلى مستوى كتفيه ليرتمي جالساً بجانبه
    وهو يقول مبتسماً بهدوء:
    تبدو منهكاً يا رويل..
    ـ وماذا تريد غير ذلك؟.. احتاج لعام كامل حتى استرجع قواي
    قالها مازحاً بصوته المتعب ليردّ عليه الأخير ضاحكاً بلطف: وأنا كذلك، لستُ قادراً على الحركة..
    أغمض عينيه قائلاً بابتسامة ماكرة: جيد، لستُ أنا الوحيد إذن
    شعر بحركة بجانبه ففتح عينيه ليراه يمدّ يده إليه، تعجّب قليلاً محدّقاً به ثم ابتسم ابتسامة عريضة
    وهو يمسك بيده لينهض عن الأرض..



    **********
    attachment


    تقلّب على الأريكة التّي ينام عليها بانزعاج شديد حتّى سقطت الملاءة التّي كانت عليه على الأرض،
    بسبب الصخب الذي يصدره جهاز التلفاز المشتغل ويبدو انه لم يغلقه قبل نومه،
    فتح عينيه بتثاقل وكسل بل شعر بأنّه ليس قادراً على فتحهما،
    لكن ما إن وقعت عيناه على شاشة التلفاز المضيء حتى قفز جالساً وعيناه المهتزتان تحدّقان
    بالشّاشة التي تعرض نهاية مباراة كرة القدم، هرع إلى شاشة التلفاز وهو يصرخ:
    مستحيل!!
    لقد انتهت المباراة..!!

    جلس على الأرض محبطاً يندب حظّه التعيس وهو يعبث بشعره ويصرخ: لا أصدق..
    لقد نمت لا إرادياً بعد الملل الذي أصابني عند الانتظار، في النهاية لم استيقظ إلا بعدما انتهت..
    لا.. لن يتم عرضه إلا بعد يوم.. كنت انتظر هذه المباراة.. يا لك من احمق يا شيزون !

    ضرب رأسه بحسرة ثم قام عن الأرض واتجه نحو دورة المياة..
    خرج بعد ثوان ووجهه يتصبب من الماء الذي قام بتجفيفه بمنشفة بسرعة
    ثم ارتدى سترة زرقاء على قميصه الأبيض وخرج من شقّته ليتجول في الخارج..




    **********
    attachment

    خرج من غرفته بكسل مغلقاً الباب خلفه وهو يتحدّث مع نفسه بصوت ناعس: هايو.. لِمَ لَم توقظيني باكراً؟
    رغم أنه لا يعلم إن كانت هنا أم لا لكنّه قالها فقط لأنها أراد قولها،
    التفت إلى جهة الممر الذّي سيوصله إلى السلم لينزل إلى الأسفل إلّا أنه سمع من خلفه صوتاً ما،
    كان آتياً من غرفة على اليسار في نهاية الممر وهذه الغرفة كمستودع للأثاث فلا أحد يستخدمها،
    لذا استغرب حين سمع صوتاً من هناك ورأى الباب مفتوحاً أيضاً.

    كاد يتّجه إلى هناك إلّا أنه رأى هايو تخرج منها وهي تضرب يديها ببعضها وكأنها تنفض الغبار عنهما،
    تعجّب من وجودها هناك، فسألها حين انحنت للداخل قليلاً وهي واقفة عند بابها
    وكأنها تفعل شيئاً ما:
    ماذا تفعلين هناك؟

    لم تردّ في البداية وإنما بقيت على وضعيتها للحظات ثم بدت وكأنها تسحب شيئاً ما من الدّاخل،
    التفتت إليه حينها وهي تقول مجيبة:
    من حسن الحظّ انه توجد منضدة أخرى هنا غير التّي حطّمتها البارحة..
    قالتها وهي تسحب منضدة خارج الغرفة، ويبدو أنها كانت منشغلة بتنظيفها وإزالة الغبار عنها
    لإخراجها قبل قليل.

    ابتسم هيرو ثم أطلق ضحكة خافتة وهو يقرّب يده من فمه ليقول بعدها:
    جيد إذن.. سأخرج قليلاً..
    ثم استدار مغادراً لولا ان استوقفته هايو بسؤالها: وماذا عن الفطور؟
    التفتت إليها ليرمقها بنظرة معاتبة قائلاً ببرود: لقد مضى وقته، كان عليكِ ان توقظيني باكراً..
    ـ وماذا تظنني كنتُ أفعل؟
    لم يتهم لجملتها وإنما أخذ بالسير مدخلاً يديه في جيوبه وهو يقول: لا يهم..

    ثم ذهب من هناك في حين تنهّدت هايو وهي تحدّق به بملل ثمّ باشرت بإكمال ما كانت تفعله.




    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 09:03
    0

  7. #246


    attachment

    أخفض رأسه حتّى انسدلت خصلاته الشقراء لتغطّي عينيه فأنزل جسده للأسفل قليلاً وهو يتنهّد بقوة،
    مدّ يديه ليحمل آخر صندوق من تلك الصناديق الثقيلة عن الأرض بصعوبة حتّى ان عضلات ذراعيه قد بانت
    وأخذ يتصبب عرقاً وهو رفعها ليضعها على كتفه ويبدأ بالسير بها نحو شاحنة تفتح صندوقها الخلفي،
    وأدخل ما كان يحمله في صندوق الشّاحنة المركونة بجانب الطّريق..

    أرجع خصلاته التي انسدلت على وجهه للخلف ثم مسح عرق جبينه بمعصمه وهو يزفّر،
    كاد يغادر من هناك لو لم يستوقفه ذاك الصّوت الصّارم: إلى اين انت ذاهب؟ هناك بعد الصناديق التي لم يتم نقلها،
    اعمل بجد وإلا لن تحصل على اجرك..


    قطّب حاجبيه حين سمع هذا الصّوت السّاخر الذّي غادر صاحبها بعدما قالها،
    ضرب الأرض بقدمه متذمراً بغضب وهو يتمتم في نفسه متشمّتاً:
    من قال انني اريد اجراً منك،
    أفضّل ان أبحث عن عمل آخر على ان ابقى هنا..

    استسلم للأمر الواقع متنهّداً وكأنما دافعاً يدفعه لتحمّل هذا رغم أنّه ليس من النوع الصّبور،
    اتّجه إلى المكان الذّي يقف فيه ذاك الرّجل وأمامه عدة صناديق أخرجها من داخل ذاك المبنى وراح يستأنف عمله..
    انهى عمله الشّاق الذي لا زال يتحمّله رغم غضبه ويصبر عليه من أجل ذاك الشخص الذّي لا يريد فراقه فقط.

    مدّ ذاك الرجل يده التّي تحمل نقود ورقيّة نحوه قائلاً:
    خذ راتبك على العمل.. كن أكثر نشاطاً كي نزيد من اجرك..
    سحب المبلغ من يده بتعجرف ثم استدار وهو يتمتم: وكأنني كسول مثلك..
    بصق على الأرض باشمئزاز ثم غارد من هناك..


    فتح الباب بهدوء ليغلقه بعدما دخل إلى منزله وهو يكاد يسقط في أية لحظة من الإجهاد،
    إلّا أنه حاول إخفاء تعبه حين وجد تلك المرأة الشّابة التي قد أنهكتها المرض وظهرت هالات سوداء حول عينيها
    رغم أنها لا تزال في الثلاثينات،
    ما إن رأته يدخل حتى تركت ما كان بيدها من أدوات الخياطة واتجهت إليه بعدما قامت عن الأريكة التّي تجلس عليها
    قائلة بقلق:
    أين كنت يا اوزو؟ لا تقل بأنك ذهبت لتعمل مجدداً..
    ـ وماذا سأفعل غير ذلك؟ تحتاجين إلى علاج ولن نحصل عليه ما دمنا لا نملك المال الكافي..
    قالها كابتاً انزعاجه مغمضاً عينيه مشيحاً بوجهه وهو يمدّ يده التي تحمل المبلغ الذّي حصل عليه من العمل،
    نظرت إلى يده قائلة بحزن:
    لماذا أتعبت نفسك يا بني؟ لست بحاجة إلى المال،
    علاجي هو الرّاحة الكافية من العمل ولا يحتاج هذا العلاج إلى مال..

    فتح عينيه لينظر إليها بغضب ثم سحب يده وأدخل المبلغ إلى جيبه قائلاً بنفاد صبر: حسناً حسناً لا تحتاجين إلى المال..
    لكنني احتاج إليه لكي أكمل دراستي..
    حدّقت به قليلاً ثمّ ضحكت على غضب ابنها الذّي لا يستطيع ان يكبت غضبه أكثر من دقائق معدودة منذ صغره..

    دخلا إلى غرفة الجلوس والصمت يسود بينهما للحظات ليقطعه صوتها القلق:
    لم تتناول فطورك بسبب خروجك
    من الصباح..
    ـ أعلم فأنا جائع..
    قاطعها بجملته وهو يرمي نفسه على الأريكة بينما هي لم تستطع ان تمنع ضحكتها من الخروج،
    فاستدارت متجهة إلى المطبخ وهي تقول ضاحكة بمرح:
    فطورك جاهز.


    قام عن الكرسي بعدما انهى طعامه ثم استدار نحو الباب وخرج منها بينما والدته أخذت الأواني إلى المطبخ
    لتخرج بعدها خلفه حين رأته يتجه إلى باب المنزل، حدقت به متعجبة لتقول متسائلة:
    إلى أين أنت ذاهب؟
    ردّ عليها مدخلاً يديه في جيوبه دون ان يكلّف نفسه عناء النظر إليها: سأخرج لأتجول قليلاً..
    استغربت للوهلة الأولى وهي تنظر إلى هيئته وملابسه لكنها سرعان ما عادت إلى الدّاخل
    وهي تخاطبه:
    بدّل ملابسك المتسخة أولاً
    التفت اوزوتا إليها بوجه ممتعضٍ وهو ينفخ خدّيه بطفولية كابتاً غضبه حين شعر بأنها لا زالت تعامله كطفل صغير.



    **********
    attachment

    الشارعّ خالٍ تماماً من السيارات والمارّة من البشر ما عدا السيّارات المركونة في الجوانب
    مما جعل الهدوء يسود ويطغى على الأجواء، لم تكن أشعة الشمس قوية جداً،
    كما أن النسيم كان يتحرك ببطء شديد، لقد ساعده ذلك على المشي في الطرقات بهدوء واسترخاء.

    أشجار الخريف المصفرة على جوانب الطريق لا زالت تحمل بعض الوريقات الخضراء،
    أخذ يستمع لذاك التغريد هناك، وتلك الزقزقة؛ لقد كانت تتردد على أذنيه في تناغم مستمر،
    وكأنها لحن موسيقي يداعب خطواته مردداً إيقاعاً ناعماً، خطواته كانت الأغنية؛
    هي ليست أغنية يفهمها العقل، فهي أغنية خالية من الكلمات، ولكن قلبه فهمها جيداً؛
    فقد كانت تلك الأصوات ما هي إلا ترداد لحديثه الصامت.

    وضع أول خطواته أمامه ليقطع طريقه و يبتر ألحان الأغنية التّي كان يستمع إليها،
    رفع رأسه الذّي كان مطرقاً باتجاه الأرض لينظر إليه، إنه هو مجدداً.. اوزوتا !

    ـ أهلاً أيها الـ هيرو..
    تلك النبرة نفسها والطريقة نفسها في استقباله مطابق تماماً كما كان في تلك الذّكرى،
    أصابع يديه مغروزة بين خصلاته الشقراء التّي يتلاعب بها بغرور والابتسامة المتباهية والسّاخرة نفسها
    ترتسم على محيّاه والنظرة المتكبّرة نفسها أيضاً تنبثق من عينيه الرّماديتين..

    رغماً عنه بادله تلك الابتسامة السّاخرة حين تذّكر الذكرى التي عادت إليه بالصدفة أمساً ليكشف له هوية الشخص
    الذّي يقف أمامه، ردّ عليه مبتسماً:
    اهلاً.. ما الأمر؟
    حكّ رأسه بهدوء وهو ينظر للأعلى كأنما يمثّل دور المفكّر ليجيب على سؤاله: لا شيء.. رأيتك شارداً فأردت إيقاظك..
    ـ هكذا.. حسناً شكراً لك..
    قالها مبتسماً بتهكّم وهو يغمض عينيه، ثمّ أدخل إحدى يديه في جيب بنطاله الأسود
    وكاد يغادر لولا جملة اوزوتا الذي استوقفه:
    أتساءل إن كنت تذكّرت الآن يا ذا عينا القطّ..

    افلت من بين شفتيه ضحكة متشمّتة من غير إرادته حين سمع ذاك اللّقب الذّي أطلقه عليه بسبب عينيه الزرقاوتين،
    وذلك منذ أن التقيا أول مرّة وهما صغيرين، أخفى هيرو ضحكته حين قال بنبرة تهكّميه غير واضحة تماماً
    بسبب ابتسامته الهادئة
    : لا داعي لتذكيري فقد سبق وأن تذكّرتك بالصّدفة.. كان اسمك اوزوتا إذن..
    ـ أفضّل ان تدعوني بـ كالو أيها البطل هيرو.. كنتُ أتوق لمعرفة اسمك وقتها..
    ـ لو أنك أخبرتني باسمك لكنت اخبرتك باسمي أيضاً..



    كان يقف بتعالي وهو يدخل يديه في جيبه قائلاً بسخرية: ما اسمك يا هذا ؟
    فردّ الأخير بنبرة يخالطها تهكّم خفيّ وهو يبتسم بهدوء: لِمَ لا تخبرني أنت اولاً لأخبرك؟..
    ـ لن أخبرك حتى تخبرني
    ـ وأنا مثلك..
    وأشاح كلّ منهما وجهه عن الآخر إلى جهةٍ أخرى بامتعاض.




    ـ كنتَ عنيداً ولا زلتَ..
    ـ ربما.. وأنتَ كذلك..
    نطق هيرو بتلك الجملة وظلّ صامتاً يحدّق بـ اوزوتا و الريّاح تهبّ من بينهما ليصاحبها صوت اوزوتا
    الذي قال بلهجته المعتادة:
    إذن.. ماذا عن وعدك لي؟ لا أظنّك نسيت ذلك..
    كان يرمق هيرو منتظراً منه الإجابة بلهفة لا يظهر عليه بينما هيرو قد لزِم الصمت بملامح جامدة لا يدلّ على شيء،
    لكنّه في داخله يخفي حقيقة أنه لا يذكر شيئاً، لا يتذكّر أي وعد وعده أو شيئاً من هذا القبيل،
    وكيف يتذكّر كلّ لحظة من ماضيه وهو فاقد لذاكرته، حملق به هيرو بنفاد صبر حين شعر بأنه يتجاهله،
    رغم أن هيرو لم يجد ما يقوله إلّا أنه أراد التخلّص من اوزوتا فقط.

    وبعد سكون دامت في الدقائق الفائتة ردّ بهدوء:
    بلى.. لكن لديّ عمل الآن..
    شعر اوزوتا بإهانة موجّهة إليه، فقد ضاق ذرعاً من تهرّب هيرو الدائم،
    عزم هذه المرّة على ألّا يتركه حتّى يجعله يفي بوعده فقال بصرامة:
    أتساءل متى كنت متفرغاً حتى..
    هذه المرّة ستفي بوعدك شئت أم أبيت.. لن تذهب قبل ذلك..
    قال آخر جملة وهو يقف أمامه متأهباً راسماً ابتسامة الماكرة، رمقه ببرود وكأنه لا يبالي بما يقوله بل لا يهمه ذلك.

    لكن سرعان ما أسرع إليه اوزوتا وهو يشدّ على قبضة يده وكأنه يستعد لبدء القتال ليوجّه قبضة يده
    نحو وجه هيرو مباشرة، حدّق بقبضة اوزوتا التّي أمام عينيه المهتزّتان مباشرة حين كادت تلامس وجه وتهشّمه
    إلّا انه قفز متراجعاً للخلف وهو يحدّق بيد اوزوتا ليتفاداه،
    لم يستطع أن يثبت على الأرض حينما زلّت قدماه قليلاً مما جعله ينزلق نحو الخلف
    وهو يضع إحدى يديه على الأرض محاولاً التّوقف، استقرّ على الأرض وهو يزمّ شفاهه بحَيرةٍ محدّقاً به
    بتلكما العينان المرتعبتان، الأمر ليس عادياً كما يظنّ اوزوتا، إنه أكبر وأخطر مما قد يتوقّعه
    بل هو بالنسبة لـ هيرو شيء لا يقدر على فعله.. هو أشبه بقتل شخص بريء،
    حينها حدّث هيرو نفسه بغير تصديق:
    "مستحيل.. لا يمكن انني وعدته بمنازلته..
    محال أن أعده بشيء كهذا فإن أخطأت قليلاً قد انهي حياته.. أو ربما فعلا وعدته فعلا..
    لم أكن أعلم بحجم القوّة التي امتلكها.. إنها ورطة.. سحقاً"

    أخذ اوزوتا يقترب منه بخطوات متجبّرة وهو يقول مبتسماً باستهزاء: ما لي أراك خائفاً ترتجف هكذا ؟
    يجب ان تفي بوعدك وأنت راضٍ يا هذا.. هيّا قم..
    صوب هيرو ناظريه نحو عينا اوزوتا اللتان تحملان نظرات إصرار تخالطها خبث،
    رغم ان لديه رغبة في انهاء الأمر معه بنزالٍ شرس كما يريد إلّا انه لا يزال خائفاً على الأقدام بشيء كهذا،
    خطأ يسير منه قد يجعل من اوزوتا ضحية القوة التي يمتلكها، لو كان الأمر بيده لقبل بطلبه بكلّ سرور
    لكن بهذه الحالة لا يمكنه ذلك.

    أغمض عينيه بحسرة وهو يعضّ على شفته السفليّة بحنق، ثم وقف على قدميه مدخلاً يديه في جيوبه
    قائلاً بحدّة:
    أخبرتك سابقاً.. لا أريد أن أستخدم القوّة معك لأنك ستندم.. لذا لا تجبرني..
    ـ أحبّ أن أرى نفسي نادماً..
    قالها بسخرية مماً جعل هيرو يسأم منه، رمقه بنظرة باردة قبل أن يبدأ بالسّير ليعبره
    في نفس الوقت الذّي سُمع صوت اصطكاك أسنان اوزوتا ببعضها من شدّة غيظه وحنقه..

    لم يكد يصل إلى نهاية الشّارع إلّا وقد ظهر اوزوتا أمامه وفي عينيه نظرة مرعبة ليوجّه إليه لكمة أطاحت به أرضاً
    بعدما اصطدم بجذع شجرة تساقطت أوراقها الخريفيّة الصفراء، رغم ذلك قام بهدوء وهو ينفض الغبار عن ملابسه،
    لم يبدُ على ملامحه علامات ألم أو تأوه بل وكأنه لم يتألم حتّى،
    نظر إلى اوزوتا بجمود هاتفاً ببلادة:
    إنّك مملٌ حقاً..
    هذه المرّة اهتاج اوزوتا وانفعل وكأنما برودة هيرو اشغلت لهيبه، جرى باتجاهه بسرعة البرق
    وهو يصرخ بغضن:
    هذه المرّة ستجبرني على ان اجعلك تفي بوعدك..

    وما إن وصل حتّى وجّه إليه لكمة أخرى إلا أن هيرو قد تفاداه وتجنّبه بسهولة حين تنحّى جانباً،
    لكن اوزوتا استدار ناحيته في حين سهوةٍ من هيرو وضرب صدره بركبته ليسقط هيرو أرضاً على ركبتيه وهو يسعل بقوّة،
    بقي هكذا واوزوتا يقف أمامه يحدّق به لاهثاً بعينان متعطّشتان قائلاً بصوت غاضب متأجج:
    ما رأيك؟ ألن تغيّر رأيك الآن؟

    من مكان قريب وخلف إحدى المباني، كان هناك شخص يراقب الحدث ساتراً نفسه بخائط المبنى
    بعينان خائفتان تهتزان قلقاً وهو يحدّق بهما، عضّ على شفته قائلاً في نفسه:
    "يا إلهي.. ذلك الـ اوزوتا لا ينوي تركه..
    لن يتمكّن هيرو من منازلته بسبب قوّته.. لا يزال يحاول الحفاظ على هدوءه كي لا يفقد سيطرته على نفسه..
    لكن إن بقي هكذا فسوف سيصاب بمكروه... يا له من مأزق"

    بقي يراقب بتوجّس ما سيحدث الآن في نفس الوقت الذّي رفع فيه هيرو رأسه نحو اوزوتا
    وقد رُسم خطّ أحمر من دمائه على ذقنه، زمّ شفاهه وتقطّب حاجباه وهو يحاول ان يجد مخرجاً من هذه المهزلة،
    فأخذ يقول في قرارة نفسه:
    "ليس بيدي حيلة سوى أن أقبل طلبه وأفي بوعدي السخيف هذا..
    لا أملك شيئاً سوى ان أدافع عن نفسي فقط وإلا سيحصل مالا يحمد عقابه"
    أغمض عينيه بقلّة حيلة ثم قام عن الأرض مصوبا عيناه على اوزوتا وهو يمسح الدماء بمعصمه
    مبتسماً بسخرية:
    حسناً.. رغم أنك لست ندًّا لي إلا أنني سأقبل طلبك لأجل خاطرك..
    أصدر اوزوتا همهمة ساخرة ثم استطرد قائلاً: يا لك من مغفّل..
    قالها وهو يتأهب للبدء من جديد، ثمّ جرى نحو هيرو ليوجّه إليه ضربة لكنه لا يبدو جادا هذه المرة،
    حيث بدى انه لم يفعل هذا إلّا ليقول جملته تلك ساخراً وهو يكشّر أنيابه:
    يبدو أنّك شبيهي من بعد آخر..

    تفادى هيرو ضربته متراجعاً للخلف في حين تمايلت خصلاته السوداء لتنسدل على عينيه وقت وقفزه للخلف
    وهو يرسم ابتسامة هادئة قائلاً:
    ولِمَ لا تكون انت شبيهي؟.. أكره أن أكون شبيه شخص مثلك..
    ـ أحمق..
    قالها وهو يقترب منه راكضاً ليبدأ هجوماً بضرباته إلّا ان هيرو بقي يتفاداه دون أن يردّ عليه أضعافاً،
    بقي هكذا حتّى شعر اوزوتا بأنه يتجنّب مقاتلته، إنه فقط يدافع عن نفسه بتفاديه،
    شعر بإهانة موجّةٍ إليه فتقطّب حاجبيه وصرّ على أسنانه ليصرخ حينها:
    لِمَ لا تقاتل؟ لا زلت تتجنّب مواجهتي..
    لست ذبابة أيها المغفل..

    قفز هيرو من على الشجرة التي كان يقف عليها وقد صعدها متفاديا ضربة اوزوتا الأخيرة
    ليقول:
    جيد انّك عرفت ذلك.. أخبرتك بأنك ستندم لذا لست ارغب بالرّدّ عليك..
    ـ لن أدعك تهينني هكذا.. سأريك من سيندم..
    أقبل عليه بكل ما لديه من قوة وهو يحاول أن يصيبه ليفرغ غضبه إلّا أنه لم يستطع أن يمسّه حتى،
    تراجع هيرو للخلف قافزاً حين انهال عليه اوزوتا بالضّربات ليتفاداه،
    ثبت على إحدى ركبتيه بعدما تجنّب تلك الركلة التّي كان ستطيح به لو لم يخفض جسده ويتراجع سريعا
    إلا انه لم ينبته للمكان الذّي وصل إليه..

    كان مستقراً وسط الشّارع الذّي يمرّ منه السيارات وقد كان خالياً وقتها،
    لكن ما لبث أن تقدّم سيّارة تجري بكلّ سرعتها نحو هيرو..

    اتّسعت عينا اوزوتا حين رأى السيّارة تقترب من هيرو وهو يفغّر فاهه برعبٍ
    تماماً كـ شيزون الذّي يشاهد من بعيد بذعر وهو يبلع ريقه كأنما قد جفّ حلقه من الخوف
    وبقي واقفاً يرتعد بلا حيلة وهو يتمتم:
    يـ.. يوكا !

    للوهلة الأولى لم يعرف سبب ذعر اوزوتا وملامحه التي تغيرت تماماُ
    إلّا بعدما التفت إلى يساره حيث السيّارة تكاد تصدمه لتجحظ عيناه المهتزّان بقوّة وهما تحدّقان بالسيّارة
    التّي قد أظلّت عليه وهو متصلّب مكتوف اليدين لا يمكنه الحركة وكأنما قدماه قد غرقا في وحلٍ ثخين..


    ـ ابتعد أيها المغفل !

    attachment


    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 13:06
    0

  8. #247


    attachment


    فتحت علبة المشروب الغازي وهي واقفة أمام مكتبها، وضعت العلبة على الطاولة وسحبت الكرسي للخلف
    لتتمكّن من الجلوس عليه،
    ثم فتحت الدّرج لتخرج دفتراً وقلماً وضعتهما على الطاولة وأخذت تبعد الأغراض التّي تملاً الدّرج
    وهي تنظر بمعّنٍ وكأنها تبحث عن شيء ما، حالما حصلت عليه حتى ابتسمت بسعادة وأخرجته..

    تلك الصورة نفسها في إطار خشبي مزخرف والتّي تُظهر شاباً وسيماً يبدو في العشرينات بشعر أسود
    يقف بابتسامة هادئة وبجانبه شّابة تقاربه في العمر كما تبدو،
    جميلة الملامح ومما يزيد من ذلك هو انسدال شعرها الحريري الطويل على كتفيها،
    ولون لسابها الأحمر يضيف لها رونقها وهي تضع يديها على كتفي تلك الطفلة أمامها بوجهٍ ملائكي
    ترسم ابتسامة واسعة تشقّ ثغرها وتنمّ عن السعادة والبهجة التّي تعيش بينها،
    وبجانبها طفل مطابق لها في الملامح والشعر الأسود النّاعم الذّي يداعب وجهه،
    على شفتاه ترتعش ابتسامة باهتة بالكاد يمكن معرفة أنها ابتسامة،
    وعيناه الرماديّتان المائلتان للبنفسج تنبثق منهما دفء مرهف يحرّك أحاسيس القلب بأعذوبة،
    يبدوان وكأنهما نسخة من صورة واحدة، المختلف انها فتاة وهو صبي..

    بقيت تنظر إلى الصّورة بابتسامة وكأنها أعادت لها ذكريات جميلة بدلاً من الذكريات المؤلمة،
    ويبدو أن ذكرياتها تأتي حسب مزاجها، فشعورها بالرحة اليوم أدّى إلى استرجاعها وعيشها بين ذكريات جميلة،
    وضعت الصورة أمامها وفتحت الدفتر لتبدأ بالكتابة، ما إن كادت رأس القلم تلامس الورقة حتى توقفت فجأة،
    وتوقف عن الحراك وكأنها مخدّرة بالخوف..

    تركت ما في يدها واتجهت نحو نافذة الغرفة فوراً بعدما هدأت من روعها رغم انها
    وفي نفسها تود ان تصرخ باسمه: "هيرو"



    **********


    كان لتوه خرج من إحدى دورات المياه وأخذ يسير بهدوء متخطياً البشر الموجودين هنا بكثرة والذّي لم يكن سوى كيرون،
    كان يتمنّى لو يستطيع الطيران من فوقهم ليرتاح من الزّحام الذّي يضيق أنفاسه ويجعله يختنق،
    للتّو فقط هرب من الصحفيين الذّين اعتادوا على التجمّع حوله وأتى إلى دورة المياه ليفعل ما يفعله بعدما ينهي مباراةً ما،
    ويبدو أن الصحفيون لحقوا به إلى هنا باحثين عنه لكن بالطّبع لن يتكمّن أحدٌ من معرفته الآن..
    لذا فهو يبدو مرتاحاً الآن ويمكنه السّير دون أن يلاحقه المغناطيس كما يسمّيهم..

    ما إن خرج ووصل إلى المدّرجات التّي فرغت الآن من الجماهير حتّى رأى صاحب الشعر الأشقر الطويل،
    كان يبدو وكأنما ينتظر أو يبحث أحداً بين المحتشدين أمام دورة المياه،
    حاول تجنّبه حين وضع يده على شعره حاولاً إخفاء وجهه لكن الأخير اقترب منه
    قائلاً بلطف:
    إذا سمحت.. هل رأيت اللاعب رويل هنا ؟

    بطريقة ما كان خائفاً من أن يكتشف أمره لذا قال محاولاً إخفاء تردده: لقد خرج للتو من هنا..
    ـ حقاً؟ كيف لم اشاهده وأنا واقف هنا انتظره منذ مدّة.
    قالها بحسرة وهو يلفت للخلف لعله يجده من بين الذّين يخرجون لكنه لم يعلّق أملاً على هذه الفكرة،
    عاد بناظره نحوه ليقول متسائلاً:
    هل أنت متأكد من أنه خرج؟
    سؤاله زاد من ارتباكه فقال متردداً وهو ينظر إلى جهةٍ أخرى: ا.. أجل، لابد انه يحاول تجنبك لذا لم تره..

    استدار الأخير وهو يتنهّد مغمضاً عينيه ليرفع كتفيه للأعلى قليلاً بلا حيلة قائلاً: يا له من مزعج..
    لقد استطاع هرب مجدداً..
    إلّا أنّه بدى مشككاً في أمر كيرون الذّي كان مرتبكاً جداً ويشعرك بأنه يخفي شيئاً ما،
    فالتفت إليه ذاك الشخص قائلاً:
    أنت بلا شك تـ...
    اتسعت عيناه قليلاً بتعجّب وقطع جملته حين لم يجده خلفه، اختفى من هناك!
    أخذ ينظر حوله لكن لم يره فاستسلم من البحث عنه.

    أما من جهة أخرى..
    كان يسير بهدوء وهو يمسك بحزام حقيبته مع معطفه الذّي وضعهما على خلف ظهره
    بينما يدخل يده الأخرى في جيبه مخفضاً رأسه محاولاً إخفاء تلك الابتسامة البهيجة،
    وكأنما يشعر بالرّاحة بعدما وصل إلى نهاية ذاك الممر المظلم ليظهر أمامه فجوة ضوء ساطع ألا وهو المخرج،
    التفت إلى الخلف حينها ليقول لنبرة غامضة: أنا لم أكذب عليه.. فهو قد خرج من أمامه دون أن يلحظ..
    أخرج يده من جيبه ليعيد خصلاته السوداء المنسدلة للخلف هاتفاً:
    من الأفضل ألّا يعرف انه هو نفسه كيرون !

    attachment




    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 13:08
    0

  9. #248
    attachment

    حرّك أصابع يديه ببطء رغم انه يشعر بأنه صار ثقيلاً ولا يمكنه الحركة بحرية، شعر بأن يده ثقيلةً كالحديدً..
    لكن لا زال بإمكانه الحركة بصعوبةً رغم أنه لم يستطع فتح عينيه،
    كان يتساءل.. كيف؟ إنه يستطيع التحرك.. ويشعر بأنه مستلقٍ على أرضٍ صلبة قاسية..
    ويشعر بشيء ثقيل على جسده.. ويحسّ بالهواء العليل تمّر وهي تلامس وجهه كأنما يمسح عليه بحنان..
    ورغم أن عيناه مغمضتان إلا أنه يستطيع تخيّل السماء الصافي فوقه ! ألا زال حيّǿ لم يمت بعد؟!

    فتح عينيه بوهن شديد لتلتقي عيناه بالسماء التّي بدت له في بداية الأمر ضبابياً،
    حدّق بها بعينين ضيّقين ثم رفع يده المخدّرة أمام وجهه ليحدّق بها محاولاً تذكّر ما حدث..

    ـ سيّارة.. أجل.. كانت هناك سيارة تتجه نحوي بسرعة..
    قالها بتفكّر دليلاً على انه لم يعرف ما حدث بالضبط..
    ـ لكن.. لماذا أنا هنǿ ألست ميتاً !
    تمتم بها بهدوء وكأنه يحاول ترتيب الأحداث..
    ـ كيف؟ لا زلت حيًّǿ! .. اوزو..

    صرخ بها حينما تذكّر كل شيءٍ وكاد يرفع جسده فوراً لكنه وجد اوزوتا مرمي على جسده،
    اتسعت عيناه بصدمة وهو يتساءل في نفسه:
    "هل أنقذني؟.. مستحيل"
    أخذ يحرّكه بعنف دون أن يعي ذلك، وربما هذا بسبب قلقه عليه رغم أنهما متخاصمان،
    أخذ يردد اسمه منادياً حتّى فتح الأخير عينيه، ظلّت عيناه تحدّقان بالأرض لكن ما لبث ان اتسعتا
    حين تذّكر المكان الذّي هو فيه، ونهض بذعر ليجد هيرو امامه.

    على الفور غير ملامحه القلقة لتحلّ محلها علامات ساخرة قائلاً بابتسامة:
    ااه.. جيد لم تمت إذن أيها المغفل
    ذو عينا القط..
    ثم انتصب واقفاً إلّا انه أفلت من فمه آهة متألمة حين اتكأ على أحد قدميه وكأنما التوت كاحله،
    في حين نظر هيرو الى قدمه وكأنه علم بأن هناك خطب ما، ربما أصيب بقدمه،
    لم يهتم لذلك لأنه لن يخبره إذا سأل فلا جدوى من ذلك وإنما نظر إليه قائلاً بهدوء:
    لمَ فعلت هذǿ

    ارتفعت إحدى حاجبيه باستغراب لكنه سرعان ما أغمض عينيه بغرور راسماً بابتسامته المعتادة
    بعدما وضع يد على خصره قائلاً يتباهي:
    ااه يا مغفل من تظنني؟
    لم أنقذك إلّا لأنك لن تموت قبل ان اهزمك يا عبقري، لستُ أحبك بهذه الدرجة حتّى انقذك..

    قال جملته الأخيرة وهو يفتح عينيه ليرمقه باستنكار مما جعل هيرو الذي لا يزال جالسا على الارض
    يبادله ابتسامته الساخرة قائلاً:
    هكذا إذن.. منذ متى كانت نواياك صالحة.. يا لأفعالك التي تناقض ناويا قلبك..
    كنت سأفضّل الموت على ان تنقذني لسبب تافه.
    ـ حقاً.. إذن يمكنني قتلك..

    ـ سيشرفني ذلك إن كنت قادراً على أية حال
    قالها بنفس النبرة التي يتكلم بها اوزوتا متماشياً مع هذا الوضع، لكن اوزوتا لم يقل شيئاً وبقي يحدّق بالأرض لوهلة
    حتّى قال هيرو مبتسماً ابتسامة غير مبالية:
    شكرا لك، على أية حال هل أنت بخير؟
    مجدداً همهم اوزوتا بسخرية دون ان ينظر إليه: لست بحاجة لشكرك.. ولا لقلقك أيضا..

    في نفس الوقت ومن خلف حائط المنزل ذاك..
    ارخى شيزون جسده وانزلق ظهره على الجدار ليجلس على الأرض مرتاحاً،
    تنهّد بعمق وهو يضع يداه على وجهه ليغطيه قائلاً برعب:
    كاد قلبي ان يتوقف..

    ـ مرحباً..
    افزعه ذاك الصّوت المفاجئ مما جعله يلصق ظهره بالحائط خلفه
    واخذ يتلفت يميناً وشمالاً باحثاً عن المتكلّم لكن ذاك الشخص قفز من شجرة قريبة منه
    ليقف امامه قائلاً:
    ما بك ترتجف هكذǿ
    صرخ بذعر من رؤيته فجأة إلا انه زفّر وهو يقول باستسلام: ايراكو.. لا ترعبني هكذا..
    أما هو فلم يكن يستمع له وإنّما كان يحدّق بـ اوزوتا و هيرو اللذان يبعدان عنهما مسافة ليست بقليلة،
    سمع صوت شيزون يقول متسائلاً:
    رأيتَ ما حدث؟

    نظر إليه وهو ينهض عن الأرض وينفض الغبار الذّي علق بملابسه ليردّ: أجل.. لم أتوقع منه ان ينقذه..
    ـ ولا أنا.. برأيك لمَ أنقذه رغم ان كرهه لـ يوكا جليّ تماما..
    لم يقل ايراكو شيئاً دليلاً على عدم معرفته بالأمر،
    لكن فجأة وثب شيزون عليه ممسكاً إيّاه من تلابيب قميصيه ليدفعه إلى جذع الشجرة مقترباً منه ناظراً إليه
    بعينان حادّتان ثاقبتان ليقول بحزم:
    انت تعرف علاقتهما أليس كذلك؟
    لقد قال اوزوتا من قبل عن ظنونه انه قد رآك من قبل، وعلى الأرجح ان هيرو قد تذكره كما بدى
    ولابد انك تذكرته أيضاً..

    ظلّ ايراكو يحدّق به مستغرباً من انفعاله المفاجئ لكنه سرعان ما ابتسم مغمضاً عينيه
    ليقول:
    أجل بالطبع.. تذكرته..
    ابتعد شيزون قليلاً ثم تركه وتراجع منتظراً تكملة ايراكو الذّي قال بعدها: إنه مفتعل المشاكل الذّي لم نكن نعرفف اسمه من قبل..
    ـ ماذǿ
    هتف بها شيزون وكأنه لم يستوعب الأمر، فالتفت إليه ايراكو ليقول مكملاً: لقد تعرفنا عليه عندما كنّا في قريةة شيماهين،
    كان مزعجاً جداً وكنت اكرهه بسبب المشاكل التي يسببها، وكما يقول هو زعيم عصابة صبيان كانوا معه،
    ودائماً يشاجر هيرو ويقول انه نزال الرّجال..

    قال جملته الأخيرة وهو يضرب رأسه بإحباط عند تذكّره للماضي، بينما افلت شيزون ضحكة قصيرة
    ليقول بعدها:
    وماذا تعني انك لم تكن تعرف اسمه..
    ـ أجل.. كانا يتشاجران على من يقول اسمه اولاً.. حيث انه لم يخبرنا باسمه لأن هيرو لم يخبره باسمه أيضاً..
    أخذ ايراكو يضحك وهو يقول: في كلّ الأحوال كانا طفلين وقتها..
    وضع شيزون يده تحت ذقنه وهو ينظر للأعلى مفكراً محدثاً نفسه: يوكا.. طفل..
    لا يمكن تخيّل وجهه البارد بشكل صغير.. إنه يتحول إلى وجه قرد..
    انفجر ايراكو ضاحكاً بهسترية بسبب الجملة التّي قالها شيزون، أخذ يضرب الحائط بقبضة يده
    بينما الأخرى على معدته من شدّة الضحك الذّي لم يتمكّن من إيقافه،
    ظلّ شيزون يحدّق به باستغراب متسائلاً عن سبب جنونه المفاجơ وضع يده خلف رأسه ببلاهةٍ
    وأخذ يضحك بارتباك بسب ضحك ايراكو.


    عند اوزوتا..

    صوّب ناظريه نحو هيرو ثم اشاح بهما باتّجاه الأرض، اقترب قليلا وانحنى للأسفل ماداً يده
    والتقط شيئاً من الأرض ليرفعها أمامه قائلاً بتهكّم:
    ما هذǿ يبدو ان هذا الظرف سقط منك.. رسالة؟ ممن؟
    لنرى..

    للوهلة الأولى لم يبالي هيرو بالأمر لكنه تذكّر الرسالة التي اوصلها شيزون له البارحة،
    وعلى الفور أدخل يده في جيبه ليتفقّده لكنه لم يجد الرسالة التي كان قد وضعها في جيبه حين لم يجد وقتاً لقراءتها
    ثمّ نسي أمرها فيما بعد، اتّسعت عيناه وهو ينظر إلى اوزوتا الذي اخذ يفتح الرّسالة
    قائلاً في داخله بحيرة:
    "يا إلهي.. لم أقرأ الرسالة بعد ولا اعلم ما قد يحمله من معلومات،
    القائد شينويا لم يرسل لي رسالة إلّا وقد احتوى شيئاً مهماً في غاية السرّية، يجب ألّا ادع اوزوتا يقرأها"

    حينها قام عن الأرض وانتصب واقفاً أمامه ليقول لأوزوتا ببرود: هلّا أعدت الرّسالة بما انها ليست لك..
    ثمّ مدّ يده منتظراً منه ان يعيد الرسالة إليه بعينان مصوبتان نحوه لا تحمل أية مشاعر،
    في نفس الوقت الذّي كان اوزوتا ينظر إلى داخل الظّرف بتعجّب،
    ثم أمسك به أمام هيرو ليحركها في الهواء بلا مبالاة قائلاً:
    لا ادري لماذا تناضل من أجل ظرف فارغ؟!
    ـ فارغ؟!
    استغرب هيرو وجذب الظّرف من يده ليتفحّص ما بداخله لكن يبدو ان اوزوتا كان محقاً فالظرف فارغ!

    ـ "غير معقول.. هل يمكن أن..؟"
    لم يكمل تساؤلاته كي لا يضيّع وقته هباءً واستدار على الفور ناوياً المغادرة
    لكن يد اوزوتا أمسك به بمعصمه بقوّة قبل ان يتمكّن من الذّهاب،
    التفت ليجد عينا اوزوتا مصوبتان نحو عيناه وهو يقول بجمود:
    سأدعك تذهب هذه المرّة أيضاً..
    لكنها ستكون الأخيرة..


    ثم ترك يده واستدار ليبدأ بالسير مغادراً بينما ظلّ هيرو يحدّق به للحظة ثم نظر إلى قدمه ـوالذّي كان مصاباًـ
    وذلك واضح من مشيته المتعرّجة التّي يحاول إخفاءها،
    ابتسم بامتنان وهو ينظر إليه ليقول في داخله:
    "شكراً.. أنا مدين لك بحياتي رغم كلّ شيء"

    واستدار بدوره مغادراً من هناك والرّياح تطاير الأوراق خلفه.



    0

  10. #249


    كانت لا تزال واقفة عند نافذة غرفتها تنظر للأسفل وهواء عليل تداعب وجنتيها
    حين كانت تحدّق بالأفق البعيد حيث كانت السّماء تعانق الأرض،
    سمعت صوتاً في الأسفل فأشاحت بناظريها إلى حديقة المنزل لتلمح وجود رجل عند سور الحديقة،
    حدّقت به قليلاً لتظهر لها بانّه ساعي بريد والذّي وضع ظرفاً في صندوق البريد خاصتهم،
    لم تبدِ أي ردّة فعل وإنما انتظرت حتّى غادر الرّجل، فخرجت من غرفتها ثمّ من المنزل لتأخذ الرسالة من الصندوق..

    أخذت تسير عائدة إلى المنزل وهي تقلّب الظرف لترى اسم المرسل، اتسعت عيناها حين رأت اسم اوزوتا
    فأسرعت إلى الدّاخل وصعدت إلى غرفتها لتفتح الرّسالة وحاجباها مقطّبان باستياء،
    جلست على سريها واخرجت الورقة المطوية في الداخل لتفتحها وترى التالي..

    | تعال إلى شارع پوران خلف المبنى المهجور عند الحديقة المحظورة هناك وسنلتقي، إيّاك أن تحضر أحداً معك|

    رمت الورقة بجانبها على السرير وهي تقول بضيق:
    ذاك المزعج.. ما الذّي يريده من هيرو في شارع مهجور؟
    ظلّت صامتة لبرهة وهي تتكأ بيديها على السرير محدّقة بالأعلى،
    ما لبثت أن أبعدت يديها عن السرير واستقامت قائلة:
    سأريه كيف يكفّ عن التدخّل في شؤون الآخرين..

    قامت عن سريها واتجهت نحو خزانة الملابس لتُخرج سترة وترتديه فوق ملابسها
    لتحتمي من الرّياح الخريفيّة الباردة، وهي تحدّث نفسها قائلة:
    "يجب ألّا يعرف هيرو بالأمر.."
    ثم خرجت من الغرفة وهي تنوي الذّهاب إلى اوزوتا وكأنما ستلقّنه درساً لن ينساه..

    خرجت من المنزل لتتجه نحو اليسار حيث الطريق الذّي سيقودها إلى مقصدها،
    ما إن سارت بعض خطوات حتَى رأت هيرو امامها قد انعطف لتوّ إلى هذا الشّارع وكأنه عائد للمنزل،
    ويبدو من ملامحه الجامحة أنه يفكّر في شيء ما بعمق،
    اتّسعت عيناها بخوف من أن يلاحظها فهي لا تريده ان يعرف بالأمر،
    لكنها وفي الوقت المناسب وقبل ان يرفع هيرو رأسه إليها حين يشعر بها وضعت قبعة سترتها على رأسها
    لتغطي بها نصف ملامحها، ومرّت بجانبه دون ان يميّزها هيرو الذّي كان قد نظر إليها نظرة خاطفه.

    زفّرت هايو بارتياح حالما تخطّته لكن هيرو كان قد التفت إليه محدقاً بها لوهلة متسائلاً،
    لكنه ما لبث ان طرد اسئلته ودخل إلى المنزل..

    ما إن كادت هايو تصل إلى منعطف لتدخله حتّى سمعت صوت هيرو الصارخ آتٍ من الخلف: هايو..
    تصلّبت في مكانها وكاد قلبها يتوقف لكنها سرعان ما دخلت إلى الممر والصقت ظهرها بحائطٍ
    وهي تتنهد مرتاحة حين عرفت انه لم يلحق بها وإنما يطلب منها فتح باب المنزل
    ظناًّ منه أنها في الداخل حين قال بصوتٍ عالٍ:
    افتحي الباب بسرعة..

    وضعت يدها على فمها وكأنها تذكّرت شيئاً ما لتقول بصوت خافت: يا إلهى لقد أقفلت الباب..
    لم تكترث للأمر كثيراً وإنما استدارت لتبدأ سيرها وهي تقول في داخلها بعدما لمعت على عينيها
    ومضة ماكرة:
    "جِد طريقة للدخول"
    وأطلقت ضحكة صامتة وهي تسير مغادرة من هناك.

    attachment
    **********



    وقف أمام المنزل يطرق الباب ويرن الجرس دون ان يجد مجيباً له،
    ضرب الباب بقبضة يده بقوة بينما يده الأخرى تشدّ على ذاك الظّرف الفارغ
    ليتمتم غاضباً:
    تباً.. حين أكون بحاجة إلى احد لا أجده.. ما هذا ؟!

    نزل الدّرجات الثلاث وتراجع للخلف قليلاً لينظر إلى نافذة غرفة هايو وكأنه يتفقّد وجود أحد،
    ثم ذهب إلى جهة أخرى في الحديقة حيث وقف تحت شرفة غرفته لوهلة قائلاً:
    هذه هي الطريقة الوحيدةة المجدية..
    قفز إلى الشرفة ثم فتح الباب ليدخل إلى غرفته وخرج منها إلى ليسير في الممر متجهاً للسلّم
    وينزل للأسفل مسرعاً..

    وقف أمام المنضدة الصغيرة التّي وضعت عليها الهاتف وأخرج الظّرف من جيبه
    حيث كان رقماً هاتفياًّ مكتوباً مع الاسم في الخلف، وقد خمن انه قد يكون رقم القائد شينويا،
    أدخل الرّقم للهاتف وانتظر حتّى يَجري الاتصال، وبعد دقائق سمع صوتاً أنثوياً مألوفاً
    من الطرف الآخر:
    مرحباً.. من يتكلّم؟
    ـ اهلا.. أنا هيرويـ..

    وما كاد يكمل اسمه حتّى سمع صوتها الذّي ينمّ عن دهشة يخالطها بهجة
    وكأنها قد تهللت فرحاً حين قالت:
    هيرو؟ أنت هيرو أليس كذلك؟
    ارتبك قليلاً وهو يرّد متعجباً من سعادتها المفاجئة هذه: ا.. أجل.. سيدة رينا..
    كانت دموعها تترقرق في عينيها الداكنتين وكادت تنهمر فرحاً لولا انها قد مسحتها قبل ذلك
    لتسأله:
    كيف هي أحوالك؟ وكيف هايو؟ ارجو أنكما بخير..
    ـ نحن كذلك..

    عندها تغيّرت نبرتها لنبرة معاتبة حين قطّبت حاجبيها قائلة: أيّها الطّفل الضائع
    لا تعلم كم بحثنا عنك وعن هايو، تستحقان عقاباً قاسياً على هربكما.. لقد مرّت سنين طويلة..
    لابد ان ايراكو أوصل لك الرّسالة التّي تحمل الرّقم.. لا تنسى شكره..

    ابتسم هيرو ببلاهة فقد توقّع منها ان تلقي عليها محاضرة طويلة،
    لكنّه تفهّم الأمر فقد تهور حينما فعل ما فعل في السّابق، فقال بهدوء مختصراً الكلام:
    أنا آسف لذلك..
    أعلم أنني كنتُ مخطئاً لكنني لم أرد أن اثقل على أحد..
    استغربت من جملته ولم تقل شيئاً للوهلة الأولى، في حين سمعت من خلفها صوت فتح الباب
    وكأنما أحداً قد دخل الغرفة لكنها لم تهتم وقالت بأسى:
    هل جننت يا هيرو؟.. أنتما لستما ثقلاً..
    تهورك قد يزيد من المشاكل يا هيرو.. لا تريد ان تفقد ذاكرتك مجدداً...

    وقبل أن تضيف حرفاً واحداً سمعت صوتاً من خلفها يقول بدهشة: هـ.. هل قلتِ هيرو؟
    التفتت إليه لتردّ عليه إلّا انه لم يمهلها وقتاً حيث أخذ منها السماعة وقال بابتسامة: مرحباً..
    هيرو هل وصلتك الرّسالة؟

    انتظر ردًّا لكنه لم يجده ويبدو ان شيئاً ما قد حدث لـ هيرو الذّي كان يطرق برأسه للأسفل
    وخصلات شعره تغطي عيناه بالكامل وهو يغضّ على شفته السفلية بحنقٍ شديد لم يعرف سببها،
    فقد كان غارقاً في عالم آخر والقائد شينويا يناديه مراراً وتكراراً..

    ـ هيرو.. هيرو أتسمعني؟ ما الذّي حصل؟.. هيرو..

    حينها فقط استيقظ من غفلته على صوت القائد شينويا ليردّ مرتبكاً: ا.. أجل اسمعك
    رغم انّه قد شكّ في بداية الأمر لكن ما لديه شيء اهمّ من سؤاله عمّا حدث،
    حيث أعاد سؤاله الأول مجدداً:
    هل رأيت الرّسالة؟
    ـ صحيح.. كنت قد اتصلت لأجل هذا الأمر، كنت أتساءل إن كنت تمزح معي أم ماذǿ

    قالها بصوت باردٍ جداً مما بدى للقائد شينويا أنّه لم يطّلع على الرّسالة وإلّا لما كان متبلداً هكذا اتجاه الأمر،
    فقد جعل القائد شينويا يفهم مغزى هذا الصّوت اللا مبالي،
    كان يقول في نفسه أنه صورةٌ طبق الأصل عن والده لكن لم يكن لديه وقتٌ لقول هذا
    وإنما قال متعجباً:
    ولِمَ قد أمزح؟! هل هناك خطبٌ مǿ
    ـ إنه ظرف فارغ، أي مزاح قد يكون أتفه من إرسال ظرف فارغ؟

    جملته الأخيرة أثارت ضحكه الجنوني، إنّه فعلاً يشبه والده الذّي كان صديق شينويا منذ الطفولة،
    لم يستوعب القائد الأمر إلّا بعدما أعاد النظر في جملة هيرو ليصرخ حينها بصدمة:
    مـــــــــــــــــــــاذا قلت؟!
    تلك الصرخة كادت تصم أذنا هيرو الذّي ابعد السّماعة عن أذنه فوراً،
    ثم بعد لحظات وضعها على اذنه ليقول:
    قلت ان الظرف فارغ ولا توجد ورقة داخلها..
    ـ مـ.. مستحيل..

    ـ ماذا تقصد؟
    ـ لا تقل بأنه.. هل تمت سرقتهǿ! أيها الأحمق كيف تسمح لرسالة مهمة أن تُسرق؟
    إذا وصلت لأيدي العصابة فقد انتهينا..
    قالها بلهجة صارمة غاضباً في حين اتسعت عينا هيرو حين تمتم بدهشة: إذن..
    كنت قد أرسلت شيئاً عن العصابة.
    ـ أجل.. وربما قد سرقها رجال العصابة لأنني مراقَبٌ أينما ذهبت ويبدو انهم علموا بالأمر،
    عليك أن تكون حذراً يا هيرو.. إذا علموا بأنني اعلم شيئاً كالذي كنت قد ارسلته لك فأننا سنكون في خطر مميت..
    قد يحاولون قتلك مجدداً..

    وضع هيرو يده على رأسه غارزاً أصابعه بين خصلاته المنسدلة قائلاً ببرود: يا إلهي تلك الأشياء المملة مجدداً..
    لا تقلق.. أتحرّق شوقاً لألقن أحدهم درساً..
    ـ لا تغتر بنفسك فقد استطاعوا قتل والدك..
    ضربت تلك الكلمات طبلة أذنه بقوة ما إن وصلت إليهما ولم يستطع النطق بكلمة،
    قطّب حاجبيه بعدها دون ان يقول شيئاً، كاد جو صامت يسود بينهما لولا ان القائد شينويا
    قال متباهياً:
    على أية حال عليك أن تشكرني لأنني كدت اموت وانا ابحث عنك حتّى حصلت على رقم هاتفك..
    ـ لن أشكرك..

    قالها ببرود جامد ليكمل بالنبرة نفسها: من يحب ان تلاحقني طوال الوقت..
    ـ اغرب عن وجهي أيها المزعج..
    افلت رنّة ابتسامة ساخرة من فمه ليقول: سأفعل..
    وكاد يضع السماعة لولا انه سمع صوت القائد شينويا الصارخ: لحظة.. انتظر..
    وضع السماعة مجدداً على اذنه منتظراً حتى قال القائد شينويا بابتسامة باهتة: كن حذراً.. إلى اللقاء..
    ـ وانت كذلك.. إلى اللقاء..

    أعاد السّماعة في مكانها ثم اتجه إلى اريكة ورمى نفسه عليها ناظراً للأعلى، حدّق في الفراغ
    وكأنما يرى طيف ذاك الشخص الذّي اشتاق إليه كثيراً وتاقت نفسه إلى لقاءه مجدداً وافتقد وجوده،
    همس بصوته المتلهّف:
    أبي.. أمي

    لبث دقائق قليلة على حالته تلك ثم نهض وانتصب واقفاً ومرّ على غرفة الطّعام والمطبخ
    قبل أن يتجه للطابق العلوي صاعداً درجات السّلم، وقف أمام غرفة هايو وأخذ يطرق الباب
    قائلاً:
    هايو.. سأدخل..
    لكن لم يجد مجيباً، استغرب قليلاً لكنه يعرف عادتها حينما تكون غاضبة فهي من المستحيل ان تردّ على أحد،
    توقع انها ربما تكون منزعجة لذا لم ينتظر أكثر ووضع يده على المقبض ليفتح الباب بهدوء لكن..
    لم تكن موجودة في الدّاخل!

    attachment

    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 09:04
    0

  11. #250

    attachment

    في ذاك الشّارع الخالي الذّي يلفه سكون مرعب، وما يزيد من ذلك هو ألوان الغروب المنعكسة عليه بلون دموي صاخب،
    وقفت خلف حائط مخبئة نفسها مترقّبة بحذرٍ تنتظر ذهاب الرجلين اللذان كانا يقفان في الجهة الأخرى،
    كان احدهما يوجّه مسدساً على رجل يقف عاجزاً عن الهرب فأمامه ذاك الذّي يوجه مسدّسه وخلفه الآخر،
    ما لبث الرّجل حتّى أطلق النّار على الفريسة التي امسكاها ليسقط على الأرض مضرجاً بدمائه،
    قرّب فوّهة المسدس من فمه لينفخ الدخان الذّي خرج منه ثم أدخله في جيب سترته
    في الوقت الذّي شهقت فيه هايو بقوّة وهي تشيح بوجهها للأمام بعدما رأت ما رأته،
    استدار ارّجل مغادراً ليلحق به الأخير قائلاً بابتسامة لا مبالية:
    أحمق.. فشل في اتفه مهمّة..
    على أية حال ألم تقل بأن ذاك الطّفل سيأتي؟
    ـ أجل.. اصبر قليلاً حتّى يقع في الفخ..

    قالها مبتسماً بخبث ثم غادرا من هناك، تنهّدت هايو بارتياح أخيراً بعد ذهابهما
    رغم أن كلامهما قد أدخلتها في دائرة الحيرة، لكن سرعان ما خرجت من مخبئها
    واقتربت من ذاك الرجل المرمي على الأرض والذّي ينزف بشدّة، حركته قليلاً قائلة:
    أيها العم.. هل أنت بخير؟
    فتح عينيه بصعوبة وتثاقل ليقول غاضباً رغم معاناته وصوته الذّي بالكاد يخرج: خونة.. إنهم مجرمين..
    ـ ماذا كنت تفعل معهم؟
    أخذ ينطق كلماته المقطّعة بصعوبة: لـ.. لقد عرضوا عليّ.. مبلغاً كبيراً.. مقابل..

    ـ يا إلهي.. يبدو أن فرستنا الثانية ستكون فتاة جميلة..
    اتسعت عينيها وقطّبت حاجبيها بحنقٍ بعدما سمعت ذاك الصّوت السّاخر وشعرت بالمسدس على رأسها من الخلف،
    لم تكترث للأمر وكادت تلتف إليهما إلّا أنه اوقفها قائلاً بتهديد:
    من الأفضل ألّا تتحركي يا صغيرة ..
    شعرت بنيران الحقد تشتعل في داخلها حين استفزّها جملته،
    وقد أخذت حاجبيها تتقطّب أكثر حتّى شعرت بأنها على فوهة بركان
    حين أتى الآخر ليجلس أمامها على إحدى ركبتيه ويرفع رأسها نحوه قائلاً بضحكة ساخرة:
    ما هذǿ..
    إنها نسخته.. يبدو ان ذاك الطفل المزعج أرسل توأم روحه بدل من أن يأتي بنفسه.. لنتخلّص منها..
    رد عليه الأخير وهو يضغط على الزّناد: اشعر بالأسف عليه سوف نقتل فلذة كبده.. مسكين..

    ما إن كادت الرّصاصة تنطلق بعدما ضغط على الزّناد حتّى تحرّكت هايو التّي ذاقت ذرعاً من استفزازهما
    وأخفضت جسدها في نفس الوقت الذّي عرقلت فيه الرّجل الذّي خلفها فسقط على الأرض
    وطار المسدس من يده بعدما انطلقت الرصاصة نحو الأرض،
    ثم وقفت على الفور وركلت الرّجل الذّي أمامها لتجعله يطير بعيداً هو الآخر وهي تستشيط غطباً.

    كاد الرجل الأول يحاول النهوض والامساك بها إلا أنها انتبهت إليه ولم تمهله وقتاً لفعل نواياه،
    حيث اقتربت منه بخطوات هائجة سريعة كالبرق لتنقضّ عليه ممسكةً رقبته بقبضة يدها
    ودفعته لتضربه بالأرض بغيظ،
    وأخذت تشدّ قبضتها على عنقه حتّى كادت تخنقها بينما الأخير يحاول أن يبعد يديها جاهداً
    وهو يتصبب عرقاً ويرتجف خوفاً من أن يقتلها، كان النّظر إلى عينييها المتوهّجتين بحدّ ذاته يثير الرّعب،
    لم تبالي هي بما يشعر به إطلاقاً بل بدت بمشاعر جامدةٍ حين سألته بصوت حاقد:
    أخبرني من طلب منك هذا..
    أيّها المجرم..


    **********



    كان مستغرباً من عدم وجودها في غرفتها، بل لم تكن موجودة في المنزل حتى،
    سار باتّجاه مكتبها ووقفت أمامه لتجد تلك الصّورة داخل إطار جميل على الطاولة،
    أمسك بها ليرفعها أمامه بابتسامة باهتة تشقّ ثغره وهو يحدّق بصورة والديه وصورتهما وهما صغيرين..

    وبينما هو كذلك انتبهت عيناه لوجود ظرف على الطاولة، أعاد الصورة لمكانها وأمسك الظّرف مقطباً حاجبيه
    ثمّ جلس على سريرها مقلّباً الظرف، اتسعت عيناه قليلاً حين رأى أن اوزوتا هو المرسل،
    تساءل عن سبب الرّسالة ولمَ ارسلها حتّى؟..
    وضع يده التّي تمسك الظّرف على السرير لكنه شعر بورقة أخرى تلامس يده،
    ابعد يده ونظر إليها لتبدو له وكأنها الرسالة التّي كانت في الظّرف، نظر إليها بانتباه مقطباً حاجبيه
    وهو يرفعها أمامه وأخذ يقرأ تلك الكلمات بدهشة..

    |تعال إلى شارع پوران خلف المبنى المهجور عند الحديقة المحظورة هناك سنلتقي، إيّاك أن تحضر أحداً معك|

    حدّق بها بعينان مهتزّتان وهو يهمس بدهشةٍ:
    ذاك الشّارع؟!.. أليست.. هذه لي؟! لابدّ أنها قرأت الرّسالة..
    هل يمكن أنها ذهبت بدلاً منّي؟..
    نهض من السرير كي يذهب تاركاً الورقة لكنه انتبه لشيء غريب في تلك الرّسالة،
    التفت إليها مجدداً متأملاً قليلاً ثم أمسكها ممعنناً النظر إليها متسائلاً في داخله:
    "ألم أكن معه اليوم؟
    إذن لمَ قد يريدني مجدداً؟ ثمّ إنه قد أصيب في تلك الحادثة.. من المستحيل ان يرسل هذه الرسالة..
    متى كان لديه وقت لكتابتها وإيصالها حتّى؟!"

    وضع يده تحت ذقنه مفكّراً ومتروّيا قبل ذهابه حتّى اتسعت عيناه بصدمة
    حين تمتم بقلق:
    إنـ.. إنها خطّة مدبّرة.. هايو..
    نطق اسمها بخوف لكن سرعان ما اختفت الدهشة من ملامح وجهه حين قطب حاجباه ليزمّ شفاهه
    وعلى الفور خرج من الغرفة جرياً ناوياً الوصول قبل ان يصيبها مكروه..

    attachment


    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 13:11
    0

  12. #251

    لا زالت على وضعيتها السّابقة تشدّ قبضة يدها على رقبة ذاك القاتل وكأنها ستقتله قريباً من شدّة الغضب
    الذّي جعلت عيناها تتوهجان بطريقة غريبة أدخلت الرّعب في قلب ذاك الرّجل الذّي انعقد لسانه
    ولم يعد يستطيع ان ينطق بحرف، أعادت هي سؤاله مجدداً حين نفد صبرها:
    لا اظنّك تريد الموت يا هذا..
    إذن أخبرني.. من دبّر هذه الخطّة لقتل هيرو؟ هيّا

    تبعثرت كلماته من الذّعر الذّي أصابه حتّى شعر برعشة قوية تسري فوق جسده وكأنما يقف في مكانٍ عالٍ،
    تلعثم في كلامه حين قال مرتجفاً:
    ا.. أرجوكِ لا تقتليني.. أرجوك..
    إجابته التّي هي ليست إجابة سؤالها جعلتها تزداد انفعالاً وقد امتعضت وجهها وكأنما لم تعد هي،
    بدت كشخصٍ مختلفٍ تماماً حين تجهمت ملامحها وهي تقول بصوت ملتهب:
    أظن ان هذه ليست إجابة سؤالي..
    هل تذكر سؤالي ام اعيده؟ لا أحب إجابات غبية التّي لا توافق سؤالي..

    لكن فجأة ظهر على الرّجل ابتسامة راضية رغم أنه تصبب عرقاً تنمّ عن وأمل طفيف قد نبع في داخله،
    لكنها لم تعرف السبب الذّي جعله يشعر بالرّاحة، لكنّ السبب خلف هذا هو مرافقه الذّي نسيت هايو أمره،
    اتسعت ابتسامة الرّجل أكثر حين رأى مرافقه يقترب منها من الخلف مصوباً مسدسه عليها في حين غفلة منها،
    فقال بابتسامة منتصرة حين تأكّد أن مرافقه مستعدّ ليطلق النّار عليها ويقتلها:
    للأسف.. لن تحصلي على إجابة..

    اتسعت عيناها بدهشةٍ من قوله، علمت بأن هناك شيء ما خلف هذا بل شعرت بأن هناك شخص ما خلفها،
    ما إن كادت تلتفت حتّى كان الرّجل قد ضغط على الزّناد ليدوى صوت الإطلاق في المكان..
    فات الأوان !

    فتحت عيناها المغمضتان بقوة وخوف لتجد أنها لا تزال كما هي في مكانها،
    ارتفعت حاجبيها باستغراب ورفعت رأسها قليلاً لتجد المسدس يتدحرج على الأرض،
    رمشت أجقانها متعجّبة ثم التفتت خلفها لتجد ذاك الشخص الذّي لطالما أنقذها قد أتى لينقذها هذه المرّة أيضاً..

    لقد كان ذاك هيرو يقف خلف الرّجل الذّي أخطأ الهدف بسببه حين ظهر في الوقت المناسب
    وتخلّص من المسدّس،
    أمسك معصمه ولوى ذراعه خلف ظهره بقوة وكأنها سيكسره بينما الرّجل يتأوه ألماً،
    لم يبالي به حين رسم ابتسامة هادئة تتناقض مع نظرة عينياه المتوهجتان بزرقة فاتحة
    قائلاً بصوت مرعب:
    إلى من تمد يدك القذرة يا هذا ؟ من أين تملك الجرأة لفعل ذلك؟

    ثم رفعه بكلّ سهولة مقلّباً إياه في الهواء ورماه على الأرض أمامه حتى كاد يحطّم عظامه،
    حدّقت هايو به باستغراب وكادت تقوم عن الأرض إلّا أنها لم تنتبه للرجل الذّي كانت تمسك به،
    حيث نهض حين ابتعدت عنه قليلاً ودفعها بقوة حتّى كادت تسقط للخلف لولا أن هيرو كان خلفها وأمسك بها،
    ثمّ لحق بالرّجل الذّي كان يستغل الوقت للهرب سريعاً..

    أمسكه من تلابيب ملابسه بقوّة ليرفعه للأعلى وضربه بالحائطٍ حتى الصقه به،
    حملق به قليلاً بنظرة هادئة لكنّها كانت مرعبة رغم ذلك، فهي لا تدلّ إلّا على غضبه،
    حينها قال مبتسماً:
    من حسن حظّك أن مزاجي جيد اليوم..

    ثم تركه ليسقط على الأرض وسار بهدوء مدخلاً يداه في جيوبه تاركاً إيّاه خلفه،
    أخرج هاتفه من جيبه واتصل على رقمٍ ما وعلى الأرجح انّه قد اتّصل بالشرطة والاسعاف
    كي يأخذوا الرّجل المصاب، بعد دقائق أعاد الهاتف ليجيبه ليتقدّم من هايو ليسألها ببرود:
    هل أنتِ بخير؟
    ـ أجل..
    صوب عيناه على عينيها ليقول بجمود: حمقاء.. كدتِ على وشك الموت بسبب تهورك.
    أخرجت لسانها بطفولية وابتسامة صغيرة قائلة: لم أرد أن تأتي إلى هنا وتقابل اوزوتا،
    اعلم أنّك لا زلت تحاولل السيطرة على غضبك، اخشى ان تفقدها قريباً..

    نظر إليها بطرف عينيه قائلاً باستنكار: حقاً؟ ومن كادت ان تفقد سيطرتها على نفسها وتقتل ذاك المسكين؟!
    رمقته بغضب مصطنع ثم أشاحت بناظريها لتقول بلا اهتمام: على أية حال لم أتوقع انها مجرد خطة مدبّرة
    ضحك عليها بصوت خافت بجملته: لقد تمّ خداعك من قِبَل أوغاد، لقد كنت مع اوزوتا حين وصلتكِ الرسالة،
    كان من السّهل معرفة انها حيلة..

    صمت لبرهةٍ ليكمل بعدها بسؤال: هل عرفته؟
    ـ من تقصد؟
    ـ اوزوتا طبعاً.. ألم تتذكريه؟
    قالها متعجباً لتفغّر هايو فاهها وتقول بدهشة: هل نعرفه من قبل؟
    ـ أجل..
    ـ من هو؟
    ابتسم هيرو بمكرٍ ثمّ استدار قائلاً: أرني ذكائكِ واكتشفي من هو..

    وكاد يغادر لولا أنها لحقت به وهي تلحّ عليه قائلة: مهلاً انتظر.. هذا ليس عدلاً..
    لقد أخبرك هو بذلك
    التفت إليها راسماً ابتسامة عريضة هاتفاً: كلا.. لقد عرفته بنفسي..
    ـ مــاذا ؟! سترى بأنني أذكى منك..
    قالت ذلك بغضب طفولي وهي تمكث في مكانها متوقّفة عن السير بينما هو قد مضى مغادراً،
    فلحقت به وأخذا يسيران في طريقهما إلى المنزل جنباً إلى جنب تاركين أولئك الأشخاص
    حين سمعا صوت دوي صوت سيّارات الشرطة والاسعاف تقترب من المكان.



    **********
    attachment

    فُتح باب الغرفة لتدخل فتاة بشعرٍ بنّي منسدل على كتفيها وهي تضع منشفة على رأسها وتمسح شعرها المبلل،
    جلست على سريها الوثير بعدما أخذت هاتفها من على المكتب لتُدخل رقماً وتتصل عليه،
    انتظرت لعدة دقائق حتّى ردّ الطرف الآخر قائلاً:
    اهلاً هانامي..
    ابتسمت على الفور لتقول بمرح: مرحباً.. لم تنسي موعد خروجنا للتسوّق أليس كذلك؟
    ـ أجل..
    ـ إذن هل آتي لاصطحابك معي؟
    ربما لم تنتبه لجملتها التّي قالته في حين صمتت هايو قليلاً لتردف بعدها باستنكار: أجل إذا كنتِ تعرفين منزلي..
    وضعت يدها على فمها وهي تنفخ خديها مخفيةً ضحكة على نفسها لتقول بارتباك: نسيت ذلك.. هـ..
    بترت هايو جملتها التّي كانت ستقوله لتبادر قائلة وكأنها تعلم ما تنوي قوله: أجل أجل انه قريب جداً..
    سيري في طريق مستقيم وانعطفي للممر الثالث من منزلك وبعدها سيري بطريق مستقيم
    ثم انعطفي للممر الأول وتجدين منزلنا على اليسار.. سأكون بانتظارك..

    كانت هانامي تفغّر فاهها بدهشة لتقول بعدها: أنتِ مرعبة هايو..
    ـ حقاً؟.. إذن تعالي بسرعة قبل ان يترككِ الشخصٍ المرعب ويغادر..
    وأغلقت الهاتف في وجه هانامي التّي أغمضت إحدى عينيها حين سمعت صوتها المنفعل
    وهي تخرج لسانها بطفولية وتبعد الهاتف عن أذنها، حكّت شعرها بارتباك قائلة:
    غضبت..

    نهضت عن سريرها واتّجهت لخزانة الملابس الذّي زُخرِفَ بابها بنقوش معقّدة وجميلة،
    فتحته وأخذ تمر بناظريها على الملابس بأشكالها وألوانها وهي محتارة،
    بالنسبة لها اختيار الملابس شيء صعب بل أصعب مهمة..

    ظهرت على ملامحها علامات الإحباط وهي تنظر لملابسها الكثيرة لا تعلم أيّها تختار،
    لكن بعد وهلة قالت مبتسمة بمكرٍ لتلتمع عيناها وكأنها قد وجدت حلاً:
    سأحاول ان أخمّن ما اللون الذّي سترتديهه هايو..
    على الأرجح.. لونها المفضّل..

    ضحكت بصمت مع نفسها ثمّ أخرجت ما سترتديه واتّجهت لدورة المياه.

    خرجت من الغرفة وهي تغلق الباب بهدوء خلفها، ثمّ أخذت تسير بحذر بخطوات مترقّبة وعينان متيقّظتان
    وكأنها تهرب من شيء ما،
    فجأة سمعت صوت اختها الصغرى وهي تحادث شيزون في الرواق ثم رأتها يدخلان إلى هذا الممر،
    على الفور فتحت باب غرفتها ودخلته بسرعة لتسند ظهرها للباب المغلق
    وتتنهّد قائلة:
    يجب ألّا تراني وإلّا قتلتني لأخذها معي..

    بعد أن سمعت صوتهما وهما يبتعدان شيئاً فشيئاً فتحت الباب وأطلّت برأسها لتجوب ببصرها في الرواق قليلاً،
    وعندما رأت بأنه خالٍ خرجت من الغرفة وركضت مسرعة لتتجه إلى السّلم وتنزل للأسفل،
    أخذت تسير بحذرٍ ولم تنتبه لذاك الشخص أمامها حين كانت تتلفّت يميناً وشمالاً،
    لكن حين نظرت أمامها رأت تلك المرأة التّي تملك شعراً بنياً داكناً مثلها تماماً تقف محدّقة بها باستغراب،
    توقف عن السير بارتباك وهي تقول متفاجئة:
    أمي..
    ـ ااه.. هانامي هل أنتِ خارجة؟..

    نزلت قطرات العرق على وجهها وابتسمت ببلاهة حين سمعت صوتها العالي
    لتقول مراوغة:
    لا لا كنت فقط سأذهب للحديقة..
    ثمّ تلفتت حولها قليلاً لتتأكد من عدم وجود أحد ثم تنظر إلى والدتها وهي تضع اصبعها على فمها
    قائلة بصوت خافت:
    سأذهب للتسوق مع هيوري.. لا اريد ان تعرف شيولي بالأمر لأنها سترغب بالخروج
    ارتفعت حاجبا والدتها باستغراب لكنها قالت بسعادة بابتسامة زيّت وجهها: هيوري؟!..
    كيف هي أحوالها لقد مضى وقت طويل..

    أصدرت هانامي صفيراً خافتاً بارتباك لتقول: اخفضي صوتكِ أمي.. إنها بخير..
    ضحكت والدتها بخفوت ثم قالت وهي تتخطّاها متجهة إلى السّلّم: حسناً.. أتمنّى لكما وقتاً ممتعاً..
    ضرب هانامي رأسها وهي تقول بإحباط: اخفضي صوتكِ يا أمي..

    خرجت من المنزل لترى الظلام قد حلّ وأخذت أعمدة الإنارة هي التّي تنير المكان،
    سارت في الحديقة مرتاحة لكن فجأة سمعت صوت أختها مجدداً في الحديقة الخلفية
    وأخذ صوت وقع خطوات الأقدام على العشب يقترب شيئاً فشيئاً لتجفل في مكانها،
    جرت لتختبئ خلف شجرة كبيرة قريب من البوابة راجية ألا تراها
    وهي تمتم بتعجب:
    ما بهما متواجدان في كلّ مكان؟!

    أطلّت برأسها قليلاً ملتفتة للخلف لترى شيزون يحملها على كتفيه ويركض بها في الحديقة وهي تضحك مستمتعة،
    ابتسمت حين رأتهما بهذه السعادة التّي تغمرهما، لكنها شعرت بحزن على شيزون..
    شعرت بأن القصة التّي تعرفها عنه ليست مكتلة، هناك شيء ما مفقود في ماضيه..

    لكن ما إن دخل الاثنان حتّى خرجت من بوابة الحديقة للخارج وهي تزفّر،
    ثمّ ابتسمت لتأخذ بالسّير في الطريق الذّي وصفته لها هايو.

    attachment


    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 09:02
    0

  13. #252


    خرجت من غرفتها لتسير بخطىً سريعة في الممر وتنزل درجات السلّم،
    وجدت هيرو يجلس في غرفة الجلوس يحدّق بها مطولاً لكنها كانت مستعجلة لذا مرّت بجانبه،
    كادت تتجه إلى باب المنزل إلّا أن نظرات هيرو كانت مزعجة بالنسبة لها
    فالتفتت إليه لتقول بانزعاج:
    ما قصتك؟
    كان لا يزال يحملق بها وهو يردّ ببرود: كنت أتساءل إن كنتِ ستظلّين ترتدين هذه الألوان الكئيبة طوال حياتك؟
    أشحات بوجهها عنه مغمضة عينيها وهي تعض يدها على خصرها قائلة بزهوٍ: إنها تعجبني..

    سمعت صوت خطوات تقترب منها، فتحت عينيها لتجد هيرو يقف أمامها وهو يصوّب عيناه الهادئتان
    نحو عينيها الزرقاوتين، ثم قال بابتسامة باهتة:
    لكنها تناسبك..
    حدّقت به متعجّبة وسرعان ما تورّدت وجنتيها فاستدارت سريعاً وهي تقول باختيال: أعلم أعلم..

    رن جرس المنزل عدّة مرّات فأسرعت هايو لتفتح الباب وهي تعلم من يكون بانتظارها،
    فتحت الباب ورأت هانامي تقول بمرح:
    مرحباً.. هيوري
    نظرت إليها هايو إلّا انه لم يشدّ شيء انتباهها سوى ملابسها، إنها نفس ما ترتديه هي وبنفس الألوان،
    فستان أسود وسترة حمراء مع بنطال بلون الفستان، وتحمل حقيبة صغيرة على كتفها..

    نظرت هانامي لملابس هايو أيضاً لتقول ضاحكة
    وهي تضرب قبضة يدها براحة يدها الأخرى:
    وفقتُ في التخمين..
    هتفت هايو بتعجّب: تخمين؟ أنتِ تقصدين ذلك إذن؟ سأذهب لأغيّر ملابسي..
    واستدارت لتذهب لولا ان هانامي قفز عليها لتلف ذراعيها حول عنقها من الخلف لتمنعها قائلة برجاء: أرجوكِ..
    هذه المرّة فقط..
    التفتت هايو لتنظر إليها بطرف عينيها، تنهّدت مغمضة عينيها لتقول: لا فائدة.. حسناً..

    في تلك اللحظة تقدّم هيرو منهما وهو يضحك بصوت خافت في حين نظر الاثنتان إليه
    وظلّا يراقبانه حتّى وقف أمامهما قائلاً بابتسامة لهانامي:
    اهلاً..
    تركت هايو بهدوء واخفضت عينيها للأرض قائلة بخجل طفيف: مـ.. مرحباً..
    أشاح عينيه إلى هايو ليسألها قائلاً: لم تخبريني إلى أين أنتِ ذاهبة؟
    ـ وهل يجب أن تعرف؟

    قالتها ببرود مصطنع وهي تشيح بوجهها لتردّ هانامي بالنيابة عنها: اتفقت معها مسبقاً بأن نذهب إلى السّوق..
    ـ هكذا..
    ثمّ نظر إلى هايو التّي رمقت هانامي بحدّة حين أجابت دون إذنها،
    خاطبها بضحكة صامتة:
    انني اتضور جوعاً.. أرجو أن تحضري معك عشاءً من المطعم..
    ابتعد بضع خطوات وهي تتجه للخارج قائلة: حسنا..
    وما إن كادت تنزل درجات السّلم مع هانامي حتّى أوقفها مجدداً قائلاً: وبالمناسبة لا تتأخري
    لأنني سأخرج مع شيزون وايراكو أيضاً عند السابعة او الثامنة تقريباً لذا عودي سريعاً..
    ـ فهمت.. إلى اللقاء..

    كادت تغادر من هناك إلا أنه اوقفها للمرة ثالثة حين ناداها باسمها،
    التفتت إليه وفي عينيها نظرة متململة لتمتم:
    ما الأمر؟
    لم يكترث لنظراتها المنزعجة وإنما قال بابتسامة: كوني حذرة..
    تعجّبت من جملته إلا أنها أشاحت بوجهها للأمام وهي تلّوح بيدها له مغادرة
    في حين كانت هانامي تحدّق بها باستغراب من أطوارها الغريب.

    عاد للداخل وهو يغلق الباب بعد ذهابها، جلس على الأريكة في غرفة الجلوس غارقاً بين طيّات أفكاره المتلاعبة،
    أخذ يفكّر متأملاً بعمق مقطباً حاجبيه محدثاً نفسه:
    " غريب.. كدت على وشك الموت اليوم..
    وأنقذني اوزوتا.. وكادت هايو على وشك ان تقتل أيضاً.. لكنني وصلت قبل فوات الأوان..
    هناك شيء ما ناقص.. شيء مهم مفقود اليوم.. ما هو؟!"


    أخفض رأسه للأسفل مبعثراً بيده بحَيرة وكأنه يشعر بانقباض في قلبه ووخز في داخله بسبب نسيانه
    لذلك الشيء المهم الذّي لم يعد يستطيع تذكّره.

    attachment
    **********



    مرّت ساعة كاملة تقريباً.. سارا بجانب بعضهما وهما يحملان كيساً في يديهما،
    وكأنهما يحملان ما اشترياه طوال هذا الوقت، كانتا تتبادلان أطراف الحديث
    إلّا أن هانامي قطعت موضوع حديثهما وهي تنظر إلى إحدى المحلّات قائلة:
    ما رأيك أن نلقي نظرة هنǿ
    نظرت هايو باتجاه المحل ثم أشاحت بصرها لـ هانامي قائلة ببرود: تلقين نظرة؟
    لن تخرجي إلّا وفي يدكِ تذكاراً من المحل..
    حكّت خدها وهي تخرج لسانها بطفولية ثمّ قالت وهي تمسك يد هايو: لا يهم..

    وبدأت في السير ممسكة بيد هايو لتدخل إلى المحلّ وتلحقها الأخيرة إلى الدّاخل،
    بقيت واقفة تحدّق بـ هانامي وهي تشتري ما تريديه وتحاور البائع حول السعر وما إلى ذلك..
    فجأة رنّت هاتفها الذّي في داخل حقيبتها الصغيرة، أخرجت الهاتف لترى ان هيرو هو المتصل،
    ضغطت زر الردّ واضعة الهاتف عند أذنها لتسمع صوت هيرو يقول:
    أين وصلتِ في تسوقكِ؟
    لقد حان الوقت لأخرج..

    ـ لقد انتهيت.. أعني سأنتهي الآن..
    ـ اسرعي..
    ـ حاضر..
    وأغلقت الهاتف وهي تنتظر هانامي فليس لديها ما تشتريه،
    بعد لحظات عادت هانامي وعلى وجهها ابتسامة مبتهجة وهي تقول:
    انتهيت.. هل نعود؟
    ـ سنذهب للمطعم أولاً..
    ـ حسناً..

    أخذا يسيران على رصيف الشارع المزدحم بالسيارات المكتظة وصوت أبواقها تكاد تصمّ الأذان،
    بدآ بتبادل أطراف الحديث حين قالت هانامي:
    لم أعلم أن منزلكِ بهذا القرب من منزلنا..
    لمَ لم تخبريني من قبل؟
    ـ لستُ أعلم..
    ـ شعرت بأنكِ كنتِ غاضبة جداً ولا اعلم لماذا.. لكن من الجيد انني قد حصلت على رقمك وإلا لما كنّا هنا اليوم..
    التفتت إليها لتحدّق بها وهي تبتسم بسعادة، عادت بناظريها للطريق امامها محدّقة به تفكّر فيها قالته هانامي،
    لكنها قالت بعدها بهدوء:
    أظنّ أن شيزون كان يعرف..

    ـ ماذا ؟ حقاً؟ّ
    ـ أجل.. أظن أن هيرو وشيزون متصلان ببعضهما منذ زمن،
    وأيضاً أذكر أن هيرو كان يخرج كلّ يوم ولا اعلم أين، ربما كان يخرج مع شيزون..
    استغربت هانامي مما قالته وأخذت تتذكّر ملامح شيزون حين التقى بـ هيرو في المدرسة،
    احست بأن هذا غير ممكن فالتفتت إلى هايو قائلة:
    لا أظن أنهما كانا على اتّصال.. فقد كان شيزون مـ..

    وقبل أن تكمل بترت كلامها صوت رنين هاتف هايو، أخرجت الهاتف لتتجهّم ملامحها عند رؤية اسم هيرو مجدداً،
    ضغطت على زرّ الردّ قائلة:
    في طريقي إلى المطعم..
    وأغلقت الهاتف، استغربت هانامي من ذلك في حين قالت هايو: مزعج..
    ضحكت هانامي بخفوت في حين وقفت هايو عن السّير، توقفا أمام المطعم ثم دخلاه
    وذكرت هايو طلبها للنادل الذّي عاد سريعاً إلى الدّاخل ليجهّز طلبها،
    بقيتا تنتظران حتّى رنّ هاتف هايو التّي تقطّبت حاجباها فوراً، تعلم مسبقاً أنه هيرو،
    ردّت عليه قائلة:
    ألا تملّ؟.. إنني في المطعم الآن..

    ثم أغلقت الهاتف وهي تتمتم بانزعاج في حين لم تستطع هانامي منع ضحكتها من الخروج
    وهي تقول:
    رغم أنكما تتشاجران كثيراً ولا يمكنكما الاتفاق إلّا أنني لا اظنكما تكرهان بعضكما..
    رمقتها هايو بطرف عينها قائلة:
    بل أكرهه..
    ضحكت هانامي مجدداً بتقول مازحة وهي تحرّك يدها في الهواء: أجل تكرهينه لأنكِ لا تستطيعين إظهار حبّك له..
    هذه المرّة رمقتها بحدّة لتقول بحنق: لا مشكلة في أن أقتله..
    ـ أتطلع لذلك..

    أشاحت هايو بوجهها إلى جهةٍ في حين قالت هانامي وهي تتأمل: كم أتمنى ان يكون لي توأماً، لكن هذا مستحيل..
    قالها وهي تحكّ شعرها قليلاص بينما نظر إليها هايو من غير ان تظهر أية ردّة فعل،
    حينها قالت هانامي مجدداً:
    أليس من الممتع انه لديك أخ توأم؟ إنه أفضل من الف اخوة اصغر اوو اكبرمنك..
    تعجّبت من سؤالها وأشاحت بوجهها للأرض قائلة: لا أعلم..

    في هذا الوقت رنّ هاتف هايو من جديد، حينما رأت اسم هيرو قررت ألّا تردّ وظلّ الهاتف يرنّ لمدّة
    حتّى ان من كانوا في المطعم اخذوا ينظرون إليها، حينها قالت هانامي بخفوت
    وهي تنظر حولها:
    لا تكوني قاسية.. ربما هناك شيء مهم..
    ما إن نظرت إلى هايو حتّى رأتها تحدّق بشاشة الهاتف وهي تقول بتذمّر: أيها اللحوح..
    ردّت على الاتصال وقربت الهاتف من أذنها قائلة: نعم..

    لم تسمع رداً في أول لحظة وإنما كان هناك صوت لهاثٍ قوي تلاها صوته المتهالك: هيو.. ري.. أرجوكِ..
    ولم يتمكّن من إكمال جملته حين باغته السعال المميت وظلّ يسعل بقوة
    وكأنما مع كلّ سعلة تخرج جزء من روحه،
    اتسعت عينا هايو وظلّتا تهتزّان بقوة وصدمة حين سمعته يناديها بالاسم الذّي لم يعد يناديها به
    بعد تلك الحادثة التّي أصبحت من الماضي، سعاله المرعب كان كافياً لإدخال القلق والخوف إلى قلبها..

    سمعت صوته الهامس مجدداً برجائهِ المتقطع وكأنه شخص على مشارف الموت
    يتوق إلى رؤية شخص عزيز على قلبه قبل أن يفارقه:
    أرجوكِ.. عودي.. هيوري..
    وصلت إلى مسامعها صوت رنّة ابتسامة هادئة تلاها صوت سقوط شيء معدني على الأرض..
    وانقطعت الأصوات.. لم تعد تسمع صوتاً ولا سعالاً ولا لهاثاً.. بل لم تعد تسمع صوت أنفاسه حتّى..
    لم تعد تسمع همساً..

    اتّسعت عسناها إلى أقصى انبلاج لهما بخوف وقلق وكأنما هاجساً من أعماقها يخبرها أنّه في خطر،
    انسابت قطرات العرق على وجهها، وفجأة صرخت باسمه وهي تشدّ قبضتها على هاتفها
    في حين أخذ كلّ من في المطعم ينظر إليها:
    هيرو.. هيرو.. ردّ أرجوك.. ما الذّي حدث؟..

    لكن.. لا حياة لمن تنادي.. همست باسمه باستسلام وعينياها تهتزّان خوفاً،
    أخذ الهاتف ينزلق من يدها وهي جامدة في مكانها كتمثال حجري ليسقط الهاتف على الأرض مصطدماً بها،
    حدّقت هانامي باستغراب وهي تسألها بقلق:
    مـ.. ما الذّي حدث؟
    في هذا الوقت عاد النادل ومعه طلبها إلّا أن هايو خرجت من المطعم مسرعة،
    ما إن كادت هانامي تلحق بها حتّى استوقفها النادل قائلاً:
    يا آنسة.. طلبها..
    التفتت إليه عائدة لتأخذ الكيس من يده وأخذت الأكياس الأخرى التّي تركتها هايو
    حين غادرت وهاتفها أيضاً ثمّ خرجت..

    سارت ببطء بأكياسها الكثيرة التّي تحملها حتّى وصلت إلى منزل هايو،
    وجدتها تقف عند الباب وتطرقه طالباً من هيرو فتح الباب لكن لم يكن هناك مجيب،
    وضعت هانامي الأغراض في الحديقة واسرعت إليها،
    أخذت هايو تبحث عن المفتاح في حقيبتها لكن يبدو انها لم تحضره،
    غضّت على شفتها بحيرة في حين اقتربت هانامي من الخلف وكادت تقول شيئاً ما
    إلّا ان هايو التفتت إليها وبادرتها بالسؤال بعجلة:
    هل معكِ مشبك شعر؟
    ـ أجل..
    اجابتها وعلى الفور خلعت مشبك شعر من شعرها لمدّته إلى هايو التّي اخذته شاكرةً
    لتدخله إلى القفل وتحركها قليلا ببطءً، ما هي إلا ثوان وانفتح القفل ففتحت الباب ودخلت على الفور
    في حين لحقت بها هانامي وكلاهما قلقان عليه من أن يكون قد أصابه مكروه ما.


    attachment




    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 13:13
    0

  14. #253

    attachment

    كانا واقفان في الشارع الخالي عند باب حديقة المنزل وشيزون ينظر إلى ساعة يده بين الفينة والأخرى
    ثم نظر إلى الطريق وكأنه ينتظر أحدهم، سأله ايراكو والذّي كان واقفاً قربه:
    لقد تأخّر كثيراً
    التفت إليه شيزون قائلاً: فعلاً.. هل نذهب إليه؟
    ـ هيا بنا..

    وبدآ بالسير في طريقهما إلى منزل هيرو وشيزون يقول مفكّراً: أشعر بأن هناك شيء ما قد حدث..
    ـ وأنا كذلك.. ليس من عادته التأخر إلا إن كان لديه ظرف يمنعه..
    قالها وهو يحدّق بالأمام فنظر شيزون باتجاهه قائلاً: تعرف عنه الكثير لأنك عشت معه طويلاً..
    لكنني سأعرف قريباً..

    ـ تبدو مستمتعاً..
    ـ بالتأكيد.. إنه ممتع كـ متعة أن تأكل طعاماً لذيذاً لوحدك دون ان يزعجك أحد..
    ضحك ايراكو على جملته تلك قائلاً: بالطّبع.. لكنه خاصً فقط بالسيد برميل..
    ظهر الاستياء على ملامح شيزون الذّي قال منزعجاً: مـ.. ماذا ؟.. من تقصد بالبرميل؟
    ـ شخص ما يسير بجانبي الآن..
    نظر إليه شيزون باستنكار وقائلاً بتهكّم: وماذا يفترض بهذا أن يعني؟
    التفت ايراكو إلى جهة أخرى محاولاً إخفاء ضحكاته التّي بدأت تفلت منه والذّي أكّد لـ شيزون أن ايراكو يقصده بكلامه،
    فوقف أمامه لويقف سيره وأخذ يتفحّص عينيه قائلاً:
    لابدّ أنك سترتدي نظّارة طبية قريباً..
    لم يقل شيئاً وظل يحاول ألا يضحك في حين رفع شيزون قبضة يده صارخاً بانزعاج: هل أصبتَ بالعمى؟
    أتراني سميناً إلى تلك الدرجة أيها البغيض..

    كاد يركله لولا أنه ايراكو أخذ في الهرب وهو يقول ضاحكاً: لا لا كنتُ أقصد أنك معدتك فيه متسع
    ليخزن طعام بمتّسع البرميل..
    ثم أخذ يضحك دون توقّف مبتعداً بينما قال شيزون صارخاً بغضب: لا تشبهني بالبرميل أيها البغيض..
    ـ لم أقل بأنك برميل.. قلت إنها معدتك فأنا أعرف أنك هيكل عظمي متصلّب كـ عود أسنان..
    ـ لا تشبهني بـ هيكلٍ عظمي يا غبي..

    ضحك مجدداً متوقفاً أمام ممر قائلاً: لكن جسدك مبني بعظام الهيكل العظمي يا ذكي..
    ثم دخل إلى الممر بينما أسرع شيزون ليلحق به قائلاً بانزعاج: انتظر.. قلت لك لا تشبهني بالهيكل العظمي..
    ـ لا لا.. قلت إنك عود أسنان..
    تبعه شيزون بسرعة وهو يصرخ بإحباط: ما قصتك مع التشبيهات اليوم، كف عن هذا
    ـ حسناً حسناً أنت لا شيء..
    قالها وهو يقف ليلتقط أنفاسه واضعاً يداه على ركبتيه بعدما وصل إلى منزل هيرو، وصل إليه شيزون وهو يلهث بقوّة
    ويسير مترنحاً وكأنما قد خارت قواه ليقول:
    سأقتلك..

    بعدما استعادا قوتهما اتجها إلى بوابة الحديقة لكنهما وقفا أمامه مستغربين ومتسائلين من الباب مفتوح على مصراعيه
    والأكياس كثيرة في حديقة المنزل..
    قال شيزون متعجباً:
    ما الأمر؟
    ـ لستُ أعلم..

    دخلا إلى المنزل لتصادفهما هانامي عند المدخل والتّي كانت ستخرج لولا دخولهما، صرخت مقطّبة حاجبيها
    حين رأتهما:
    سيارة أجرة بسرعة..
    حدّق الاثنان بملامحها الجادّة بتعجّب وهما يتقدّمان للأمام حين تنحّت هانامي قليلاً،
    وهما يقولان متسائلين:
    ما الذّي يجري؟
    ـ هيرو..

    استعت عيناهما بخوفٍ وظهرت على ملامحهما علامات القلق حينما استطاعا رؤية هيرو الذّي كان مرمياً على الأرض
    بلا حراك كجثّةٍ هامدة وكأنّه جسدٌ بلا روح، وقد سالت خطٌ من الدماء على ذقنه كما كانت إحدى يديه ملطّخة بالدماء،
    صرخ شيزون قائلاً وهو يلتفت إلى هانامي:
    ما الذّي حدث له؟
    ـ لا أعلم.. أطلب منك أن تحضر سيّارة أجرة لنأخذه إلى المشفى يا غبي..

    بسرعة استدار شيزون عائداً للخارج ليحضر سيارة كما طلبت بينما توجه ايراكو إلى الدّاخل مسرعاً
    ليجلس على ركبتيه بجانب هيرو، حركه قليلاً وهو يناديه ثمّ وضع رأسه على صدره وكأنها يتفقّد دقّات قلبه الفاترة،
    رفع رأسه متنهّداً بهدوء مقطباً حاجبيه وهو يحدّق بوجهه متسائلاً عن سبب ما حدث،
    ملامحه الجامحة والعرق الذّي جعل وجهه يلمع تبرهن أنّه يصارع شيئاً ما بشدّة.

    نظر نحو هايو التّي كانت جالسة بجانبه وتبدو أكثر قلقاً منه عليه ليقول مبتسماً محاولاً تهدئتها:
    لا تقلقي.. سيكون بخير..
    ابتسمت رغماً عنها وهي تومئ دون ان تبعد عيناها المليئتان بالدموع التّي تحاول إخفائها عن هيرو.

    عاد شيزون مسرعاً إلى الدّاخل وهو يقول:
    السيارة في الخارج..
    ساعد الاثنان في حمل هيرو وأخذاه للسيارة وركب الجميع معهما طالبين من السائق إيصالهم إلى أقرب مشفى.

    **********

    attachment

    شارع مظلم لا يجتمع فيه سوى القطط المشرّدة كان يقف متكأً على جدار بيده
    وخلفة بعض الأشخاص الذّين كانوا ملقين على الأرض وأجسادهم مغطّاة بكدمات وجروح وكأنما دارت حرب شرسة هنا.
    ومقابله يقف ذاك الفتى الذّي أمامه متباهياً ومعقداً ساعداه على صدره وخلفه اثنان أيضاً
    ليقول بسخرية:
    هل انتهيت أم لا زلت تملك بعض القوة يا كالو؟
    تلك الجملة جعلته يستشيط غضباً وينسي تعبه، وعلى الفور ركض نحوه إلّا انه شعر بألم في قدمه
    مما جعله يعرج في مشيته بينما صرخ احدهم خلفه قائلاً: أرجوك لا تفعل..

    لم يبالي برجائهم ورغم ذلك اقترب منه وهو يقطّب حاجبيه غاضباً ليقف أمامه ويوجّه إليه لكمه
    قائلاً:
    كيف تجرؤ على فعل ذلك يا هذا ؟
    إلا انه تفاداه وركله ليسقط على الأرض، وقف مجدداً ووجه إليه ضربة لم يتمكّن من تجنّبها فأصابته في وجهه،
    ابتسم بغرور وهو يمسح وجهه قائلاً باستهزاء:
    تملك جرأة لتفعل ذلك؟
    اقترب منه وركله بقوة سقط على الأرض جراء ذلك.

    تقدّم منه مبتسماً بـ شرٍّ ودهس على قدمه ليصرخ الأخير بأعلى صوته متألماً،فقال ساخراً: كما توقعت..
    يبدو أنّك مصاب مسبقاً في قدمك.. سأحوله إلى كسر كي لا يرتفع على غيرك مجدداً..
    ودهسه عليه بقوة أكبر حتّى انطلقت صرخات متألّمة من أعماقه بينما صرخ أحد رفاقه بقلق: كالو..
    ـ ساي ابقى بعيداً

    لكنّه رغم طلب كالو والذّي هو نفسه اوزوتا قام عن الأرض واقترب من ذاك المتبجّح ليحاول لكمه
    إلا أنه تراجع للخلف، لم يهمه ذلك وإنما جلس بجانب كالو بخوف ليرفعه قليلاً
    في حين قال اوزوتا بغضب بصوته المتعب:
    قلت لك ابقى بعيداً..

    اتّسعت الابتسامة على وجه ذاك الفتى حين جاب ببصره وجوهم ورأى ملامحهم القلقة والخائفة،
    وكأنما كان متعطشاً لذلك من البداية، نظر إلى اوزوتا مجدداً قائلاً:
    في المرّة القادمة لا تأتي
    وأنت في أشدّ حالة ضعفك.. مشتوق إلى إلحاق الهزيمة ببقية أفراد عصابتك الذّين لم يأتوا..
    حتّى الآن أنت أول من صمد في وجهي لذا أرغب برؤية الباقي..

    ثم أطلق ضحكة ساخرة وهو يرمقه بازدراء بينما الأخير يتفجّر غيظاً وهو يعض على شفته بقوّة
    كما كان يفعل ساي تماماً، فذاك الشخص يجعلك تشتعل غضباً بسخريته المهينة،
    والذّي قد استدار مغادراً من هناك قائلاً:
    سأرحمكم هذه المرّة.. هيا بنا..
    لحق به الاثنان الآخران وابتعد من هناك..

    ظلّ ساي يحملق به بحقدِ حتّى التهمه الظّلام واختفى من أمامه،
    شعر برخو جسد اوزوتا ويده التي هوت باتّجاه الأرض، نظر إليه ليراه يغمض عينيه مستسلماً للإنهاك
    فصرخ باسمه وأخذ يحركه بعنفٍ إلا أنه لم يحرّك ساكناً..
    التفت للخلف حيث يوجد اثنان يبدوان منهكين تماماً والكدمات تغطي أجسادهم،
    لكنّه قال بغضب وانفعال:
    ما الذي تنتظرونه؟ يجب أن نأخذه للمشفى..
    ـ حاضر..
    واقترب البقية منه ليساعدوه في حمله ونقله من هنا ليبتعدوا ويغرقوا في الظلام.

    من جهة أخرى.. كان يقف على سطح ذاك المنزل المهجور وهو يدخل كلتا يديه في جيب سترته السوداء القاتمة
    قائلاً بابتسامة خبيثة:
    قريباً ستعود.. تيرو..
    هبّت الرّياح الشّمالية محرّكة خصلات شعره الأحمر الذّي بدى داكناً بسبب الظّلام الدامس،
    وتلاعب بالوشاح البنّي الذّي يلتفّ حول عنقه وهو واقفيراقب المدينة من الأعلى متأملاً بأضوائها،
    وقد رسم ابتسامة خبيثة على محيّاه منتظراً الغد ليبدأ بالبحث عن ذاك الشخص الذّي سيكون موجوداً
    في مكان ما من هذه المدينة وفي بيتٍ من بيوتها،
    إنّه الشخص الوحيد الذّي وثق به ثقة عمياء وتيقّن أنّه يستحقّ لقب.. وحش بثلاثة عشر روحاً !

    attachment

    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 13:20
    0

  15. #254


    attachment

    غرفة مظلمة تماماً في عمتة الليل مما جلعها تبدو غارقة في الظلمات، النوافذ مغلقة والأنوار مطفأة،
    هناك باب الشرفة مفتوحة قليلاً يدخل من خلال الفتحة هواء عليل تحرّك الستّائر بلطف،
    وكل ما ينير الغرفة هو جهاز حاسوب شخصي على طاولة يجلس أمامها ذاك الشخص
    الذّي تجلّت ملامحه بفضل ضوء الجهاز الساطع الذّي يكاد يخرق عينيه،
    بينما غرقت بقية أجزائه في الظلام الذّي التهمه، صورة شاشة الحاسوب كانت منعكسة على عينيه الرماديتين المتيقّظتين،
    وحاجباه مقطبان بانتباه وحذرٍ وهو ينقر على لوحة المفاتيح ويدخل كتابات ما إلى الحاسوب.

    ما إن أنهى ذلك حتّى ضغط على زر الموافقة وفُتحت له صفحة سوداء غريبة على الجهاز،
    أخذ يكمل عمله على حاسوبه بترقّب، ربما ذلك لسرّية المعلومات التّي يتفحصها والبيانات التّي يدخلها الآن ..

    ومن مكان قريب، خارج منزله كان يقف ذاك الشّاب الذّي يهاتف شخصاً ما بالهاتف
    قائلاً:
    أجل.. أنا هنا لتنفيذ المهمّة..
    ـ حسناً.. يبدو انه قد فتح الموقع في هذا الوقت كعادته، لذا لا تنسى ان تمنعه من إغلاقه بأية طريقة..
    يجب ان نحصل عليه.. وتأكد من قتله..
    ـ حاضر..
    ـ إيّاك ان تفشل.. تعرف مصيرك جيداً أليس كذلك..؟
    ارتبك قليلاً وتعرّق وجهه بخوف لكنه ابتسم مشجعاً نفسه قائلاً: أجل.. لن أفشل
    ـ أعتمد عليك..
    وقطع الاتصال بينما الشّاب قد أدخل الهاتف في جيبه ثمّ نظر إلى نافذة تلك الغرفة مقطباً حاجبيه
    قائلاً في نفسه:
    " كيرون إذن"

    أدخل آخر حروف إلى الحاسوب ثم أخذ ينظر إلى الشّاشة بتمعّن ليتأكد من البيانات،
    ضغط على رز الموافقة وهو ينتهد بارتياح وكأنه سيتنفّس أخيراً ويتحرر من سجن القلق..

    لكن فجأة سمع صوت وثب إلى داخل الغرفة من الشرفة المفتوحة خلفه يصاحبه صوت مهدِّد يقول:
    لا تتحرك..
    انصاع للأمر وبقي صامتاً ولم يحرك ساكناً إلّا انه حاول النظر خلفه من طرف عينيه حين سمع صوت
    خطوات أقدامه تقترب ويسمع معها صوت حركة شيء معدني،
    لم يشك أبداً في أنّه مسدس ينوي قتله به،
    أغمض عينيه بهدوء وهو يسمع صوت الضغط على الزّناد،

    قطّب حاجبيه وهو لا يزال يغمض عينيه وكأنّه يحاول التركيز على كلّ حركة يقوم بها،
    وكأنه يستعد للقيام بشيء ما دون ان ينتبه القاتل..

    ما إن أطلق النّار حتّى قفز كيرون من كرسيه الذّي يجلس عليه،
    وبدلاً من أن يحاول الدّفاع عن نفسه بإبعاد القاتل بأية طريقة قام بركل حاسوبه المفتوح متعمداً ليسقط على الأرض
    ويتناثر زجاج شاشته في حين تراجع القاتل للخلف مسافة مناسبة،

    استقر كيرون على الأرض والتفت إليه بابتسامة منتصرة ليقابله وجهاً لوجه، بادله القاتل الابتسامة نفسها
    قائلاً بسخرية وهو لا يزال يصوب المسدس عليه:
    يا لذكائك..
    ـ تعلم بهذا مسبقاً إذن..
    ربما جملته هذه جعله يقطب حاجبيه متجهماً ليقول بغضب: يا لك مغرور..
    ـ أحبّ نفسي هكذا أكثر..

    عبارة كيرون جعله يطلق همهمة ساخرة وهو يستعد لطلقة جديدة، لم يهتم كيرون له وظلّ ينتظر
    فأطلق القاتل طلقة ثمّ ولّى هارباً من الشرفة،
    رغم هذا كان الهدف خاطئ حيث لم تصب كيرون الطلقة،
    استغرب من فعلته فتوجه نحو الشرفة وتفقّد وجوده
    لكن يبدو أنه هرب فعلا لفم يكن هناك شيء يدلّ على وجوده،
    بقي يحدّق بالأسفل قائلاً بملل:
    هذه ليست مزحة سخيفة؟!

    عاد إلى الدّاخل وهو يحرّك كفتيه بلا اكتراث واتّجه إلى حاسوبه الملقي على الأرض،
    انحنى قليلاً ليحمله لكن فجأة انطلق صوت دوي اختلط بصوت تكسّر زجاج النافذة لتتناثر على الأرض
    وهي تلتمع على ضوءٍ خافت كالألماس،
    نظر باتّجاه النافذة وهو يتراجع للخلف ليحمي نفسه من الزجاج المتطاير لكنه تعثّر وسقط أرضاً
    في نفس الوقت الذّي قفز فيه القاتل باتجاهه
    ليضغط على زّناد المسدّس المصوّب نحوه
    فانطلقت الرّصاصة باتجاه رأسه مباشرة بسرعة البرق

    ودوى صوت إطلاق الّنار مع صوت صرخة تردد صداها في أركان الغرفة..

    attachment


    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 08-04-2017 عند الساعة » 13:22
    0

  16. #255

    attachment


    الســــــــــــــــــــــــــلام..
    laugh كيف أحوالكم بعد قراءة الفصل؟ laugh
    احتاج لأخذ نفس عميــــــــــــــــــــــــق sleeping

    هذا الفصل أطول من المعتاد، ففي العادة أضع 10 صفحات من الوورد لكن هذه المرة زدت 3 او 4 صفحات nervous
    بل ازدادت لوحدها بسبب كثرة الأحداث >> كف laugh

    ليس لدي الكثير من الثرثرة اليوم فأنا اشعر بالكسل hurt >>> انقلعي برآآآ laugh
    المهم.. لن انسى سؤالي هذا: ما رأيكم بالفصل؟ cheeky
    كبت أنفاس كما قلت أم مختلف؟ zlick

    امم.. سؤال مهم جدا ..
    توقعاتكم حول ما حصل او سيحصل لـ هيرو + كيرون + اوزوتا ؟ laugh
    مساكين شيزون وايراكو فاتتهم النزهة بسبب هيرو tongue
    أيضاً يبدو أنك هناك شخصية جديدة ستظهر، من تكون يا ترى؟
    و....
    فعلا أشعر بالكسل tired لا رغبة لدي لكتابة ثرثرة أطول..
    لكن لا تنسوا انتم ان تثرثروا حسنا ؟ laugh

    أرجو لكن الاستمتاع بالقراءة..
    ولا تنسوا الردود الطويلة التي تعمي عينيّ laugh

    إلى اللقاء في فصل آخر..
    في أمان الله~



    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 02-02-2017 عند الساعة » 04:49
    0

  17. #256
    eekeek بشش.. يالطووول الصفحات
    هـل هذه هدية لنا لتأخر الفصل!!
    لا ألومـك على تعبك
    023
    تنفسي الصعداء cheeky
    حجز~ biggrin
    أمّـا عَلِمـتَ كيــفَ خَبُـتَ الضِياء؟
    وَوَهـنَ النبــضُ بعدَ
    الرَحيــل..



    0

  18. #257
    لم انهي قرائة الروآية بعد
    و لكني لا اكاد اصدق ان فتاة في الرابعة عشر من عمرها تكتب كل هذا
    بهذا القدر من الاتقان و الجمال
    حتا طريقتك في طرحها رائعة
    و الصور اضافت الكثير للرواية
    لي عودة لانهيها ان شاء الله
    sigpic593526_4
    0

  19. #258
    0

  20. #259

    رد: هيكارو تشان & صمت كاكاشي & Kurapika korota



    هيكارو تشان


    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة هيكارو تشان مشاهدة المشاركة
    eekeek بشش.. يالطووول الصفحات
    هـل هذه هدية لنا لتأخر الفصل!!
    لا ألومـك على تعبك
    023
    تنفسي الصعداء cheeky
    حجز~ biggrin
    eek؟!!
    طول الصفحات = هدية؟ tired
    ظننت انها ستكون متعبة لكن laugh
    أجل أجل أنا لا أًلام حقا ؟ cheeky
    بانتظارك biggrin قراءة ممتعة.





    صمت كاكاشي


    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة صمت كاكاشي مشاهدة المشاركة
    لم انهي قرائة الروآية بعد
    و لكني لا اكاد اصدق ان فتاة في الرابعة عشر من عمرها تكتب كل هذا
    بهذا القدر من الاتقان و الجمال
    حتا طريقتك في طرحها رائعة
    و الصور اضافت الكثير للرواية
    لي عودة لانهيها ان شاء الله
    em_1f605 هناك من هم في عمري يكتبون أفضل منّي ><
    ثم انني اشعر دائما ان كتاباتي تحتاج للمزيد من التعديلات لذا ابقى اعدل حتى تنتهي مهملة التعديل laugh
    شكراً على مديحك embarrassed اسعدتني smile
    بانتظار عودتكِ
    قراءة ممتuة gooood







    Kurapika korota


    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Kurapika korota مشاهدة المشاركة
    لي عودة باذن الله e417laugh انتظريني
    laugh بالتأكيد سأكون بانتظار عودتك ..
    قراءة ممتعة embarrassed
    اخر تعديل كان بواسطة » ~پورنيما~ في يوم » 02-02-2017 عند الساعة » 05:04
    0

  21. #260
    السلام عليكم
    كيف حالك بورنيما
    أتمنى أن تكوني في أحسن حال
    أولا وقبل أن أبدأ، أود الاعتذار منك لأنني لم أتمكن من الرد على البارت السابق ، لم أجد وقتا لذلك، أرجو أن تعذريني
    ثانيا، بما أن البارت من العيار الثقيل ويبدوا وجبة شهية ، أحتاج بعض الوقت لقراءته وتذوق أحداثه جيدا حتى اعطيك رأيي
    لذا سأحجز الآن وأعود لاحقا، بما أنني لم اقرأءه بعد
    اعدك بالعودة
    انتظريني
    تحياتي لك. ..♡
    0

الصفحة رقم 13 من 21 البدايةالبداية ... 31112131415 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter