أفول القمر
في ليلة ماطرة تلبدت سمائها بالغيوم السوداء ..
رحلت وتركني غروبك أغالب الأشباح وحدي .. وسط الظلام .
وفي ليل بهيم كنت بدره الوضاء ..
.. رحلت .. أبي ..
فسال دمعي يرسم كآبتي .
والتفت الوحشة حولي تهدئ روعي..
وتبعدني عنك وعن ذكراك ..
لكن كيف أنساك .. ومخيلتي تقلب صفحات ذكرياتنا .. ليل نهار ..؟
وكيف .. أنسى حضنك الذي رعى برائة طفولتي .. ؟
أبي ...
إن كنت رحلت عن دنياي المرعبة ..
.. فإن عطرك لا يزال نسيما عليلا أستنشقه بين الخمائل .
وهمسك في أذني .. لا زالت تردد صداه جوارحي . . .
وبشاشة .. وجنتيك تراقص شفتاي لإبتسامات خالدة .
ما أجمل ذكرياتك الحريرية ..
..التي تشرق بشمس الآمال على نفسي . .
فأنا اليوم أراك في تلك الزهرة الربيعية الحسناء .. وتشكلك لي الرياح على الرمال .. يا أبي ...
وترسم ملامحك على تلك الجداول المنسابة بين الصخور ..
أنت في كل شيئ .. بل أنت كل شيئ في هذا الكون .. يا أبي .. . بالنسبة لي .
كيف لا وأنت من شكل تضاريس حياتي .. وروى براعم أحلامي برحيق جبينه . . ودفعني لإقتحام أسوار مستقبلي فاتحا إياه .
أبي ..
سأضل أذكرك مهما تزينت البساتين بألوان الورود في الإشراق .. ومهما تراقصت أمامي الحوريات الفاتنات ..
وأمطرت لي السماء اللؤلؤ الثمين .
وسأضل .. أبكيك حتى تخضر الصحاري القاحلات .. من أنهار دمعي .. ودمي .. وحتى أراك بدرا تضيء حياتي من جديد .
يا أبي . .
محمد علي مهدلي .
المفضلات