كان بإمكاني سماع كل حرفٍ من مكاني هنا وسط ضجة ميريكال وغاتس اللذان يخططا لأمرٍ ما و لايا الجالسة بهدوءٍ تام بجانب خالتها الغائبة عن الوعي والمقيدة بحكمة في ذلك الكرسي .
وبسبب آذان الثعلب التي أمتلكها فكان بإمكاني سماع حديث سايو و يوساي من مكاني هذا ، كنتُ أعلمُ بأن ساي لن يوافق على إنضمام هيروكي إلينا ، ولكنني لم أتحدث ، فأنا أثقُ به ثقةً عمياء ، ولكن هيروكي رقيقة المشاعر وتهتم بالحيوانات ، لذا أظن أنه لو حكينا لها عن مطالبنا و إننا نود أخذ آساي من أجل التطورات التي سنقوم بها لحماية الناس المختلفين منهم ، فأظن بأنها ستنضم لنا ، ولكن ومع هذا سأطيع ساي هذه المرة ، بعد أن أحدثه بهدوءٍ عن ما أرمي إليه ..
وقفتُ متجهةً نحو لايا التي غلبها النعاس ، فحملتها متوجهةً بها إلى غرفتي ، واضعةً إياها على ذلك السرير المهترئ ، غطيتها جيداً وتأكدتُ من إغلاق النافذة وخرجتُ مغلقةً الباب بهدوءٍ من خلفي .
جلستُ أرضاً بجانبِ الدرج التي تؤدي إلى الأسفل ، يمكنني من هنا رؤية أخي و يوساي .
من كان ليغتقد بأنني سأرى يوساي بعد كل هذه السنين ؟ عندما أتيت إلى هنا ولم أره ظننتُ بأنه قد قضى نحبه ، ويبدو بأن أخي قد كان يظن هذا أيضاً .
رفعتُ نظري لميريكال التي تكتبُ بطبشورٍ على السبورةِ أمامها ، وتشرحُ لغاتس أمرٌ حول خطةٍ ما لم تناقشنا نحن الثلاثة بها وكأنها ستفرض رأيها علينا ، إبتسمتُ إبتسامةً هادئةً وطأطأتُ رأسي مصغيةً لكلام ساي و يوساي :
- كيف كانتْ حياتكَ بعد إفتراقنا يو ؟
- عادية ، إعتدتُ البقاء وحدي ، ويوسيل كانتْ تخفف من وحدتي ، ماذا عنكَ ؟ من كان يعد لكَ الطعام بعد إختفائي أنا و زوبـا ؟
- إنها أكبر مشكلة أضطررتُ إلى أكل الطعام محروقاً ، محاولاً الطبخ !
- لا طالما أخبرتكَ بأن الطبخ أمرٌ أساسي ويجب عليك تعلمه ولكنك لم تكن تصغي !
إبتسمتُ على ماقاله يوساي ، ورفعتُ ناظري لوجه أخي العبوس وحاجبيه المقطبين ، وقفتُ ونزلتُ من الدرجِ ورميتُ نفسي متربعةً بحانبِ أخي .
حلّ الصمتُ ، فقلتُ في محاولةٍ لكسره :
- تغيرتَ يا يوساي كثيراً خلال هاتين السنتين ! صرتَ أكثر نضجاً !
- يــــاه ! لم أتوقع بأنكِ لازلتِ تذكرينه من موقفكِ قبل قليل ، فلقد بدوتِ كمن نسي تماماً.
إبتسمتُ بهدوء تبعتها ضحكةٌ صادقة لم تخرج مني منذ سنين !
كان بإمكاني تخيل ملامح وجهيهما المستغربة ، فنطقتُ من بين ضحكاتي ، وأنا أرمي نفسي للوراء لأتمدد :
- ومن ينسى يوساي الذي يضحكُ على أذناي الثعلبيتين ويقول بأنه سمع عن أذنا الذئب وبأنني امتلكُ خطئاً بسبب لون شعري البرتقالي ، فتقوم أنت بضربه بعدما قمتُ ذات مرة بصبغ شعري للون التوت الأسود !
سمعتُ ضحكتهما ، ثم يوساي الذي قال :
- أصبحت وقتها تشبهين سايوتو كثيراً ! لون الشعر يغير الكثير !
أخذنا نضحكُ مجدداً ونحن نذكر بعض الأشياء عن الماضي أيام المعسكر .
.
.
.
كانت محتجزةً بتلك الغرفة التي تعزل قواها بطريقة عجيبة ، هي لم تكترث بشيءٍ إلا ، أختها فهي تعلم بأنه مهما طال الزمن فهي ستستطيع الخروج من هنا آجلاً ام عاجلاً ولكنها كانتْ خائفةً على أختها التي لا حول لها ولا قوة !
جلستْ آساي بهدوءٍ على ذلك الكرسي تفكرُ بطريقةٍ للخروج من هنا فتمتمتْ :
- آخر ما أو إستعماله هو أنتَ دراكو ولكن ...
أكملو
المفضلات