( عبَث )
-" وتِباعًا لِجَمِيع ما سبَق.. أنتَ مَطلُوب "
ابتسامة عابِثَة ارتسمَت على ثغرِه ذُو اللِّحاء الخفيف , بصَق شَيئًا مِن لُعابِه , لم تمُرّ سِوى ثوانٍ سَرِيعة استطاعَ فِيها تَحرِير مِعصَمَيهِ من ضَابِط الأمن بضربِهِما أسفَل ذقْنِه .
تأوَّه الضَّابِط بألَمٍ بينما البَقِيَّة سارَعُوا باللَّحاقِ بِه بعد أن هَرَب مِن تَطْوِيق الأصفادِ على مِعصَمِه , ولِنحالَةِ جسَدِ الأخير استطاع وبِرشاقة عبُورأزِقَّةٍ ضَيِّقة !
قفَز بخِفَّة مُتَخطِّيًا برامِيل النَّبيذ الَّتي صُفَّت بِعِناية في أحَد تِلكَ الأزِقَّة , بينمَا تدحرَج أحدُ البرامِيل وقَد انحلَّت سدَّادتهُ.. ليُسكَب نبيذُ التُّفاحِ مُعيقًا طرِيق الضُّباطِ !
فاجأَهُ ظهُورُ أحدِ هؤلاءِ الأمنِيِّين أمامَهُ , راوغَهُ بحركاتِه السَّرِيعة , وأدرَك ببديهَة مِفتاحَ سيَّارَةِ الأمنيّ المُعلَّق في جَيبِه , استلمَهُ ولكِن ولسُوءِ حظِّه عُلِّمَت كدمة زرقاء على كتِفهِ كان قد سبَّبها الضَّابِط بمرفقِه أثناء مُحاولتِه سرِقة المِفتاح !
ركَلَهُ بقَدمِه بِقُوَّة أسفَل معِدَتِه ليسقُط الضَّابِط مُتألِّمًا , وبعَيْنَيهِ بحَث عن سيَّارَةٍ أمنِيَّة مركُونة في الجِوار , ما إن وجدَها حتى جرى لها فاتِحًا قُفلَ السَّيارة .
صعَد بِها وأدار المِفتاح.. وبمهارَةٍ قِيادِيَّة مجنُونة عبَر الشَّارِع الفرعِيّ وصُولًا للطَّريق الرَّئيسيّ , رفَع ناظِرَيهِ لمرآةِ السَّيارة فإذا بِعِدَّةِ سيَّاراتِ مُضاءَة تتبعُه مُتربِّصَةً بِه !
استنشَق الجَوّ , وقرقع أصابِعَهُ مُستعِدًّا لخُطْوَتِه التَّالِية , أدار السَّيارة بِقُوَّةٍ فجأة ليُصبِح مُعاكِسًا لحرَكَةِ السَّير !
فاجأ بهذِه الحركَة الضُّباط الَّذِين يتْبَعُونه , وأثناء هذهِ المُدَّة القصِيرة التي تفصِلُه عن الاصطِدام بِهِم حطَّم ناقِل الحركَة الذي كان قَد أسندَ يدَهُ عليهِ.. وثبَّتَهُ على الوقُود , بينمَا استقام وأخرج جسدَهُ من النَّافِذة بحرَكةٍ جُنونِيَّة !
ابتسامة ساخِرة أخِيرة ألقاها لهُم وقفَز بصُورةٍ انتحارِيَّة ليتدحرج على الرًّصِيف , ثُمَّ دَوى صخَبُ اصطدامِ السَّيارة التي كان يقُودها ببقِيَّةِ السَّيارات .
دقيقة استصعَب فيها رَفْع جسَدِه عن الأرضِيَّة المُتَّسِخَة , إذْ أنَّهُ قد تعرَّض لإصابَةٍ جرَّاء القفزة إضافة إلى الكدمَةِ السَّابِقة !
رفَع ثُقلَه بصعُوبَةٍ.. وعرَجَ في اتِّجاهٍ مُعاكِس للحادِث الَّذي سبَّبَهُ , هارِبًا بِجُرمِه دونما اكتِراثْ .
- تمَّت -
* لُطفًا عدَم الرَّد .
المفضلات