~ نهاية الحياة تأتي كل يوم فهل مستعد؟!
قبل ما يقارب العامين من اليوم الذي ينتصف العشر الاخوار من الشهر الفضيل.
حيث كان في ذاك البيت الام الذي كادت تبلغ سنها الثمانون مع ابنتيها المتزوجتان واحفادها الاطفال مع ابنائها الثالث الذي يبلغ احدهم سنه التاسعة والعشرين والاخرين متزوجين ولهما ما اعطاهما الله من العمر..
كانت تلك الأم الاعز على قلب اخوتها وابنائهم..
كانت ما احلاها من ام واخت وعمة وخالة وجدة..
كانت سيدة قديرة عظبمة لدى الجميع وخير عبدة رايتها في حياتي..
كنت اقدرها كثيراً حتى كدت يوما أن اقبل يداها على قدر العظمة التي اتمنى ان اكون مثلها..
كانت تلك السيدة مجعدة الوجه عيناها عسليتان مائلتان للسواد مغرورقتان بالحمرة لضعف النظر وكثرة القراءة ذات الشفتان الجافتان القاحلتان من اي ماء او اي زرع..
كانت تلك السيدة وما أقواها من سيدة تملك قلباً على قدر عظمته الا انه كان ضعيفاً مريضاً جريحاً..
أخبرت ان قلبها لا يتحمل تلك العملية الصعبة عملية القلب المفتوح فلن تتحمل الامر..
على اذان المغرب وقت الافطار حيث كان حولها كلاً من ابنائها واحفادها..
كانت تلك السيدة تقع بسبات قد يطول ليومين لضعف حيلتها فقد اعتاد ابنائها هذا الامر ينقلوها للمشفى لاجل العلاج..
لكن ذاك اسبات الذي وقعت به لم يكن كاي سبات اخر وقعت يا ليتها لم تقع فيه..
اوقذت اكثر من مرة نادوها حاولوا ايقاذها هذه المرة لم تزر المشفى بل المشفى زارها اتاها الطبيب ليتفحص قلبها ضعيف النطق..
قالها في حلقه مئة غصة انها رحلت وما بعد رحيلها الا الالم الذي يجتاح القلوب الصغيرة..
الاحفاد لم يفهموا شيئاً مما يحددث ولكن ماذا عن مصيبة ابنائها وبناتهǿ؟
ماذا عن ابنها الذي لا يزال اعزباً لم يبلغ الا التاسعة والعشرين من العمر..
نودي الأخوة والأخوات من كل انحاء العاصمة عمان..
نوديوا من كل مكان اتاها اخوتها مع اقرانهم واكبر ابنائهم بكوا الفتيات حتى كدن ان يغشى عليهن..
اما انا لا علم لي بما يحدث الهو والعب مع صديقاتي في المركز ونفطر ونغني ونتسلى معاً..
مضى الوقت من دون أن اشعر هاتفت الوالدة فقالت: عليك اليوم ان تعودي للمنزل وحدك فانا واباكي واخاك في العزاء..
حينها صمت بتذمر ولم اسال اي عزاء هذا فقد اعتدت ان يخرج والداي للكثير من العزاءات فالموت اصبح شيء متكرر لدينا..
تذمرت وحزنت حيث انني اخاف السير وحيدة في الشارع وسط الظلام..
وفي وقت متاخر كان الوقت ما يقارب العاشرة ومسافة العودة تساوي ما يقارب الكيلو مترين او اقل..
عدت للمنزل وقدماي يكادان يتقطعان من كثرة السير وانا لا اعلم شيئاً عن عزاء من او كيف ولماذǿ؟...
ما ان دخلت المنزل حتى قالت لي اختي عن الفجيعة ان كبرى عماتي قد توفيت لم استطع تصديقها ولم اتحمل الامر..
فقلت لها انك كاذبة كعادتك وذهبت لاستحم حتى اريح قدماي ولم استطع التماسك حتى ذرفت الكثير من الدموع على فقدها..
اعظم نساء كن في حياتي من بعد الوالدة..
وتوفيت وتوفي معها الكثير من القلوب وتقطعت معها الكثير من العيون لكثرة البكاء..
نهاية وما أجملها من امرأة انهت حياتها بالصبر وباجمل العبادات عند الله تعالى..
وانا لله وانا اليه لراجعون..
المفضلات