مشاهدة النتائج 1 الى 3 من 3
  1. #1

    تحقيق أو نبذه او قصه الحياةُ صفقة فَسلِّم تستلم



    attachment


    الحياةُ صَفقة ,, فَسَلِّم تَستَلِم


    *
    *
    *




    قالَ تعالى << إنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنِ المُؤمِنينَ أنفُسَهُم وَأَموالَهُم بأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقــاتلونَ فِي سبيلِ الله فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وعداً عَلَيهِ حقاً فيِ التوراةِ والإنجيلِ والقُرءَانِ ومن أَوفى بعهدِهِ من الله فاستَبشِروا بِبيعِكُم الَّذي بايعتُم بِهِ وَذَلكَ هو الفوزُ العَظِيمُ >>



    فلتتأمل بجمال هذه الصورة البديعة والتمثيل الرائع ,, صورة العقد الذي عقده ربُّ العزة جل جلالُه بنفسه ,,
    وجعل ثمنه ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خَطَر على قلب بشر ,, وسجل كلماته بحروف من نور الكتب السماوية الثلاثة ,,
    وما أشرفه من صك وتوثيق ,, ووعداً ألزمَ الله به نفسه وجعله حقاً عليه مبالغة في الفضل منه والكرم , وإيناساً لعباده ولطفاً بهم ,,
    ولا أحد أوفى من صاحب هذا الوعد ,, فالوعد الغائب من الربِّ الغائب أفضلُ من بضاعة كل عبيد حاضرة.



    لكن ماذا تساوي نفوسنا المعيبة – وإن طهُرت – حتى يشتريها الله منا بكل هذا الثمن ! ,, لذا قال الحسن البصري وقتادة :

    " بايعهم الله فأغلى ثمنهم "

    وهو ما دفع محمد بن الحنفية أن يحثك على تزكية نفسك وتطييبها بالعمل الصالح والطاعات والقربات مبرراً ذلك بقوله :

    " إن الله عز وجل جعل الجنة ثمناً لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها "

    **

    أثامِــن بالنفـس النفيــسة ربَّــها _ وليــسَ لــها في الخلـق كُلِّـــهمُ ثَمَنْ
    بها تُمـلك الاخرى فإن أنا بعتُها _ بشيءٍ من الــدُّنــيا فــذاك هو الغَـــبَنْ
    لَئِنْ ذَهَبَت نفسي بدنيا أَصـيبها _ لقد ذَهَبَتْ نفسي وقد ذَهب الثَّمنْ


    **

    أنت إذاً غالً جداً عند الله , يحبك ويريد أن يكرمك غاية الإكرام , لذا اشترك بجنة عرضها السماوات والأرض ,

    جنة لا تُقَدَّرُ بمال , فأنت والله أغلى عنده من الدنيا بأسرها ,,
    فكيف بعت هذه النفس الثمينة بشهوة تنقضي في لحظة ؟! وبلذة لا تبقى سوى ساعة ؟! وَهبْها بقيت أياماً أو
    أعواماً فماذا تساوي بجوار لذّة الخلد ؟! بل وبعتها لمن ؟! لأعدى أعدائك : شيطانك !!

    وهذا ما دفع ابن القيم أن يتعجب منك في إحدى فوائده قائلاً :
    " إنما أبعدنا إبليس إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك , فوا عجباً كيف صالحته وتركتنا !! "

    ***

    إنها البيعة المعلقة في عنق كل مسلم عرف أم لم يعرف , ولابدَّ من الوفاء , فالله وحده هو المستحق أن يُطاع ويُحب , ويُعبد لذاته حتى لو لم يُثب عباده شيئاً لا أن يمنحهم الجنة لأنه هو الذي خلق وهدى ورزق ,,

    إخوتاه .. البائع لا يستحق الثمن إذا امتنع عن تسليم ما باعه , فكذلك لا يستحق العبدُ الجنة إلا بعد تسليم النفس والمال إلى المشتري , فمن قعد أو فرَّط فغيرُ مستحقٍ للجنة , فهل سَلَّمت ما عليك لتستلم ما اشتهيت ؟!

    فهل من باع نفسه وعلى استعداد أن يقدمها للذبح إرضاء لربه لا يقوى على ما هو أهون من الذبح بكثير ؟! من غضِّ بصرٍ أو الاستيقاظ فجراً لصلاةٍ أو الصبر عن لقمة حرام تُعرض عليه رشوة أو شبهة ؟!!
    وإذا لم يقو على هذا " الأسهل " فهل مثله باع فعلاً ! أم أنه يطمع في نيل أغلى سلعة بأبخس ثمن !!

    ***

    • وإن كنت ممن سيبايع فهل تعلم ما بعد إبرام البيعة !!
    الجواب في قوله تعالى:
    << فمَن نَكَثَ فإنَّمـا ينكُثُ على نفسِهِ ومن أَوفى بما عاهَدَ عَليهِ الله فسيؤتيهِ أجرَاً عَظيماً >>


    أخي .. كلما لمست من نفسك فتوراً أو انشغالاً بالعاجلة أو إيثاراً للفانية ,, اسأل نفسك : هل بعتُ ؟! هل اشتريتُ الجنة حقاً وبعت نفسي ومالي في سبيلها ؟! وما الدليل على ذلك ؟! هل صمت وصليت وصبرت ؟! وأي عقل يدفعك للتأخر عن صفقة كهذه؟! أو الانشغال بغيرها !

    وختاماً تذكر بأنَّ من وهب نفسه اليوم لربه فقد اشتراها , ومن باع فليبادر , ولا يجزع مما يحاذر .

    فلتتفكر :’)





    المصدر :
    كتاب ليلى بين الجنَّة والنار
    للدكتور خالد أبو شادي ~





    اخر تعديل كان بواسطة » ice-fiori في يوم » 25-03-2016 عند الساعة » 11:30 السبب: موضوع مميز

    رُبَّ نَسمةٍ من رُوح , مَرَّت فَرَوت ثُمَّ وَلّت وقد خَلَّفت مِسكاً يفوح ~



    Nona | Perle Mont | ♥ ستار الليل ♥


  2. ...

  3. #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    الله يرزقك الجنة التي يطمح بها كل مسلم
    لكن هيهات
    هيهات ان يترككم ابليس و جندة أخزاهم الله


    اسئل
    الله بكرمه و عطفه ان لا يحرمنا جنّته ولا يجعلنا فاتنين أو مفتونين


    وفقك الله اختي
    سمايل وجعلك من عبادة المخلصين

    في أمان
    الله...

    attachment
    ربي يسعدكم إدارة التون على التوقيع الحلو embarrassed





    شكراً للخرندعية، الهولمزية، الجميلة، الزعيمة دارك شادو انها عاقبتني بصفتي (مفيش مني) من 2017 الى الآن 2020biggrin


  4. #3
    شكرا من اعماق قلبي للدعوة
    لي عودة ان شاء الله....

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter