عيون لا حصر لها ، دموع الخيبة واليأس والسقوط
الحزن والمأساة والتصدع . رأيت دموع الوجد
والتوسل . الرفض الكسيح والغضب المهيض
الجناح . دموع الندم والتعب . الاشتياق والجوع
والحب .
ولكنها أبدًا أبدًا لم تكن مثل دموع أم سعد : لقد
جاءت مثلما تتفجر الأرض بالنبع مثل أول الأبد،
مثلما يستل السيف من غمده الصامت ، ووقفت
هناك على بعد لحظة واحدة من بريق العين
الصامدة . عمري كله لم أرَ كيف يبكي الإنسان
مثلما بكت أم سعد . تفجر البكاء من مسام جلدها
كله . أخذت كفاها اليابستان تنشجان بصوت
مسموع . كان شعرها يقطر دموعاً . شفتاها ،
عنقها ، مزق ثوبها المنهك ، جبهتها العالية ، وتلك
الشامة المعلقة على ذقنها كالراية، ولكن ليس
عينيها
المفضلات