الصفحة رقم 19 من 20 البدايةالبداية ... 917181920 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 361 الى 380 من 387
  1. #361
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة *Kyuubi Mimi* مشاهدة المشاركة
    .
    .
    .


    3



    2




    1



    "بعد ثلاث سنوات من العناء، نعبُر هنا من الفصل 16 إلى الفصل 17، أخيرًا"

    cry


    وتمهيدًا لليوم المنتظر، إليكم ملخّصًا بالأحداث biggrin :



    ~*~


    بدأ هذا الجزء بإعطاء صورة عامة للأحداث، لا أثر لآيزوكو وأياكو الغائبين منذ 10 سنوات.
    ويبدو أن باكي قد تولى شؤون الحكم في مكانَيهما، بعد أن تنحّى هاتشيرو عن مكانه من قبل.
    إضافة لذلك، لدى عالم الأشباح أميرة جديدة تُدعى آتسوكو، لم تتجاوز الثانية عشر وهي تحمل
    كلاّ من قوى التينشي وقوى إيتسوزوكي.

    كما بدأت علامات عودة آكوما المستوى الأدنى بالظهور في عالم الأشباح، ولكن التينشي
    بقيادة "هيليوس" يقفون لهم بالمرصاد، في المقابل يقوم الآكوما باستعداداتهم لخوض الحرب.
    وآخر ترتيبات كاين كانت تثبيت يوروسيفر في منصبها وتوزيع الفريق السداسي ليكون
    لأربعة منهم دور في جيش الآكوما بينما مُنِح كلّ من تاكيرو ورايمون مهمات تخص
    نطاق الآكوما، وتاكيرو تحديدًا عُيِّن في منصب يوازي يوروسيفر ضمن منظومة الأسياد.
    كما أن الآكوما قد خطفوا "ميتو توشيرو" - السجين إثر الانقلاب الذي قاده ضد حاكم الأشباح
    قبل عشر سنوات - من أجل إعداده لاستلام زعامة المستوى الأدنى.

    أما في عالم الأشباح فقد بدأ التينشي بالانسحاب التدريجي وترك أمر آكوما المستوى الأدنى
    للأشباح وللحارسة الجديدة آتسوكو وزميلها رين، ما تزال الأوضاع مستقرة مما جعل باكي
    ينتقل مؤقتًا إلى عالم البشر برفقة آتسوكو، كنوع من النقاهة وأخذ استراحة بعيدة عن أعباء
    حكم الأشباح وقيادة التينشي، والتقى هناك بهونوكا وإيزومي، والذي سبق وأن كانت آتسوكو
    تراه في أحلامها، وعند اللقاء اكتشفت هي وباكي بأن الفتى شقيقها الأكبر والذي لم يكن أحد
    من الأشباح يعلم عنه شيئًا.
    لم يكن هذا في الحسبان، خصوصًا وأنه اتجه لعالم البشر خصيصًا من أجل إيجاد القلادة المفقودة
    الخاصة بأياكو، وذلك من بعد أن وجد الأشباح أن القلادة الجديدة البديلة كانت أضعف من
    القلائد القديمة بسبب اقتراب وقت حرب التينشي والآكوما.

    وخلال الفصل السادس عشر (16) كانت هونوكا تتعرف إلى ما حصل قبل أكثر من عشر سنوات
    من خلال سردِ باكي، حين سُحِب آيزوكو وأياكو فجأة من عالم البشر وقبل انتهاء مدة تدريب باكي
    الأساسي مع التينشي ليجدوا كاين في استقبالهم بعالم الأشباح، كما استقبلتهم الكثير من الأنباء
    السيئة، فقد فوجئ آيزوكو بوجود حرب قائمة في عالمه، وقد غاب والده عن الساحة وقام
    آل تاكاهاتا بحمايته وإخفائه عن أعين الانقلابيين، فوجد آيزوكو والده فاقدًا للوعي بسبب إصابته،
    كما أن باكي ذكر لهونوكا أن حاكمي الأشباح "آيزوكو وأياكو" أصيبا بدورهما في مواجهة ضد
    كاين ، والذي ألقى بهما إلى مصير غير معلوم.




    ~
    *~




    كونوا على استعداد للغد smoker








    متحمسة للفصل الجديد ! شكرا ميمي على الملخص em_1f629em_1f49e
    Offline for now


  2. ...

  3. #362


    شكرًا على الردّين اللطيفين توتا وسيو تشان e418e418


    في الرد التالي إن شاء الله smoker



    attachment
    Instagram | Say.At.Me | Ask.fm | MyAnimeList
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أعتذر من الجميع لعدم تلبية الدعوات، لكن أقدّر لكُم ذلك *

  4. #363

    ابتسامه الفصل السّابع عشَر: صوَرٌ متناثرة ~


    بسمِ الله الرحمن الرحيمْ
    attachment


    كح كح كح كح المكان مغبّر وغير ملموس منذ 3 سنين و3 أشهر squareeyed
    *تقيم حملة تنظيف شاملة مع كيوبي*
    اه..
    المكان مش بس مغبر إلا مهجور بكل تأكيد laugh
    لكن تذكار الصديق المظلم تساهم في إحيائه بين فترة وأخرى، مكسات لازم يكافئني beard

    /

    نرجو أن يكون الجميع بخير بعد هذه السنوات التي تغير فيها الكثير عندي شخصيا knockedout
    أعتقد أن الأحداث الآن أصبحت أكثر نضجًا بعدما نضجنا نحن مع مسؤولياتنا الحياتية الجديدة xD
    واعذروني على ثرثرتي الزائدة ، اعتبروها طاقة محبوسة كل هالسنين laugh

    للعلم: تاريخ اليوم (22-2) هو يوم ميلاد آتسوكو biggrin

    كنت بقول شي ونسيت...
    ايه تذكرت <~ ذاكرة ميمي اللي تتذكر بمجرد ما تقول نسيت
    المهم ..
    أنا لم ألمس ملف تجهيز الفصل للنشر المكساتي لدرجة أني ضيّعت مكانه لوهلة على حاسوبي laugh
    عيب علي أعلم squareeyed
    مينّا سان... سامحوني على هذا الانقطاع المريع، أشكر لكم صبركم ومحاولات مساعداتكم طوال الفترة السابقة.
    إليكم الفصل الجديد -17- وهو أطول من الفصول السابقة... ربما بصفحة biggrin"

    وقبلها، يمكنكم العودة إلى ملخّص الأحداث المنشور هنا #359
    رابط الفصل السابق: الفَصل السّادس عشر: لقاءُ الغائبينْ


    /


    كما نقتبس التالي من مقدمة الفصل 16 لأن الفكرة نفسها هالفصل laugh :
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة تذكار الصديق المظلم ج2 الفصل 16
    بالنسبة لفصل اليوم، والذي طال انتظاره، أعتقد أنه يعدّ فصلاً جوهريًا
    بما أنه يكشف عدة نقاط مهمّة.. وكملاحظة صغيرة قبل الانتقال إليه:
    هذا الفصل يحتوي الكثير مما يسمى بالـFlashback ، استعدوا ninja.
    وصحيح...
    بما أنه فصل متأخر، فهو أطول بقليل فقط عن الطول المعتاد للفصول السابقة cross-eyed

    attachment
    على اليمين جو -يرفع شعره- في الوسط أياكو، في اليسار كيو



    attachment

  5. #364

    2 ~



    *******

    وقفت آتسوكو تتأمل الغرفة التي قادها شقيقها إليها للتو، مدخلها يقع في النصف الأيسر من مساحتها المستطيلة، مقابلها كانت النوافذ التي انسدلت عليها ستائر معتمة وأخرى شفافة، وعلى يمينها كان سرير واسع ذو تصميم عصريّ بسيط، وهناك جهاز غريب موضوع فوق طاولة خاصة، يذكّرها بأجهزة "جو" ذات الشاشات والأزرار الكثيرة، كان يقع وسط المسافة ما بين السرير والجلسة البسيطة على يسار الغرفة، كاد حماسُها يجعلها تجول في المكان بتلقائية لكنّها تمالكت نفسها، ولأن تقاسيم وجهها كانت سهلة القراءة حدّثها إيزومي بنبرة هادئة لطيفة: يمكنكِ التصرّف كما يحلو لكِ هنا، أسمح بكلّ شيء في الغرفة ما عدا التخريب أو التعارُك!
    أنهى جملته بابتسامة مُداعِبة، ولمح في عينيها امتنانًا، كان في داخله سعيدًا ومترقبًا لكل تحركاتها وخطواتها التالية، فها هو يحظى أخيرًا -وبعد سنين من الانتظار- بفرصة للتعرف إلى أخته الوحيدة عن كثب، بدت أمامه طفلة مفعمة بالحيوية، شغوفة باكتشاف ما حولها، وقد لاحظ أنها تجاهد نفسها لتحافظ على تهذيبها عوضًا عن الانطلاق بحرية لاستكشاف المكان، سارت في البداية بهدوء إلى ذلك الجهاز وأشارت إليه لتسأله: ماذا تسمّون هذا الشيء ؟
    أثار سؤالها تعجّبه: إنه حاسوب عاديّ، غريب، ظننتُ أن الأشباح يملكون شيئًا كهذا وفق ما كنت أسمع؟
    وجد الاهتمام الظاهر على وجهها يتلاشى فورًا، خصوصًا حين قالت باستياء: مجرّد حاسوب؟! شكله مختلف عما أعرفه... هل تقوم أنتَ أيضًا بالأبحاث والنظر مطولاً إلى أرقام وحسابات غير مفهومة مثل جو سان؟
    تساءل إيزومي: جو سان؟ الساغابلازمي [الباحث]؟ ليس تمامًا، أحيانًا أستخدمه لبحوث المدرسة لكنني أحفظ فيه بعض المستندات الخاصّة بالعائلة...
    صمت قليلًا ثم تابع بضحكة صغيرة: حمّلتُ عدة ألعاب أيضًا إلا أنني أفضّل إخفاء ذلك عن هونوكا أوكاسان.. لا تخبريها شيئًا عن الأمر حسنًا ؟
    أومأت آتسوكو فورًا وقد شدّ ذلك اهتمامها: حاضر! لكن كيف تكون تلك الألعاب؟ لم أكن أعرف أنه يمكن فعل شيء كهذا بالحواسيب! هل هي مسلّية؟!
    أربكه ارتفاع الحماس بوضوح في نبرتها فقهقه تبعًا لذلك مجيبًا: هي كذلك، خصوصًا حين يكون اللعب عبر الشبكة مع يويتشي أو إيمي تشان.
    ظهر التساؤل على وجهها: من هؤلاء ؟
    اقترب منها حيث كانت تقف عند الحاسوب، وجذب الكرسيّ المتحرك من مكانه ليجلس عليه، فتح أحد أدراج المكتب والتقط شيئًا منه ودسّه في جيبه، ثم استدار إليها، وأجابها بابتسامة هادئة: أوه، ألم تخبركِ أمّي عنهما ؟ يويتشي هو ابنُ فوميو كوسكي ويوكيكو، والدتُه قريبة لأمّنا، لعلّكِ سمعتِ شيئًا عنها هي على الأقل.
    رفعت يدها إلى ذقنها وهمهمت قائلة بتفكير: أذكر أن باكي أوجيسان أخبرني بشيء كهذا..
    تساءل إيزومي عن جلب سيرة باكي عوضَا عن والدته، أردفت آتسوكو دون أن تسمح له بالتعليق: إذن من تكونُ إيمي تشان ولماذا تناديها بهذا الشكل؟
    أظهرت ابتسامة عابثة وقرّبت وجهها ناظرة في وسط عينيه: أيُعقل أنك تفكّر بخطبتها بعد عامين من الآن مثلا ؟
    فاجأته جملتها الأخيرة فتلعثم قائلاً برفض: بالطبع لا! نحن أصدقاء منذ الطفولة فقط بحكم أن ذوينا كانوا أصدقاء أيضًا من قبل... ما الذي جعلكِ تفكرين بهذا الأمر الآن؟!
    أبعد وجهه وقد بدا أن ذلك أحرجه، بينما تعجبت آتسوكو من ردة فعله، مجيبة: من البديهي أن تفكّر بالأمر، إنّه عُرفٌ قديم للنّبلاء، بما أنك الوريث الحقيقي الآن لعرش الأشباح فقد يلزمونك بالاستعجال في الأمر كما كان يحصل مع باكي أوجيسان حين كان في مثل سنّك.
    أعاد ناظريه إليها فلاحظت الارتباك على وجهه، ظل صامتًا لثوانٍ يحاول جمع كلماته، ثم تحدّث أخيرًا: نعم أعرفُ عن هذا الأمر لكني لم ألقِ له بالاً من قبلُ إطلاقًا ويستحيل أن تكون إيميكو خيارًا على أي حال..
    وأردف مضيفا بتهكُّم: ثم من هم الذين سـ"يُلزمونني"؟ والدانا ؟ إن كان هذا سبب مجيئكما الآن بعد كل هذه السنين فلِمَ لم يأتيا بنفسَيهما ؟
    أصابها كلامه الأخير بتوترٍ شديد، وبان ذلك في وجهها فهي لم تكن ترغب بإخباره بالحقيقة، تابع إيزومي الذي أرابه الأمر: ما زلتُ لم أعرف شيئًا عن أحوالهما، بل أجدكِ تتحدثين عن باكي فقط وكأنه لا وجود لهما في حياتك بالرغم من أنكِ من يعيش معهما... أيمكنني أن أعرف السبب؟
    صمتت لثوانٍ طويلة مما جعله يحتار، دفعت كلماتها من فاهها بتردد: لا... ليس هذا سبب مجيئنا إلى هنا...
    ظل صامتًا، ينتظر منها أن تتابع، زادتها نظراتُه المتسائلة توترًا، فأبعدت عينيها وتابعت بذات النبرة المرتبكة: الحقيقة أن باكي أوجيسان قام بتغيير اسم عائلتي إلى هوكّايدو بدلاً من إيتسوزوكي فصرتُ ابنته بالتبني، ولذلك فأنا ألازمه دائمًا مما جعلنا مقرَّبَين...
    حيّره كلامها أكثر، فعلّق: لستِ بحاجة لمن يتبناكِ في حين أنكِ تنتمين إلى عائلة بالفعل!
    بدأ توتّرها يتلاشى فقد شعرت أنها وصلت في الحوار إلى نقطة لا تجبرها على الحديث عن والديها أمام أخيها، حين شرحت له: قيل لي أنه حصل انقلاب قبل ولادتي ببضع سنوات، بسببه كان على والدينا استلام الحكم كاملاً من جدّي هاتشيرو، أحد أسبابه كان رفض الشعب لأن يحكمهم شخص لا ينتمي لعائلة هوكايدو الحاكمة، ولذلك فحين عاد باكي أوجيسان من فترة تهيئته مع التينشي قرر تغيير اسمي من إيتسوزوكي إلى هوكّايدو بما أني وريثة مستقبلية محتملة.
    بدّد شرحُها الأخير جزءًا من حيرته، فتنهّد مخفضًا عينيه بتفكير وردّ: فهمت، بما أنه تبنّاكِ .. على حدّ قولك، فهذا يعني أن والديّ ما يزالان يحتفظان باسم إيتسوزوكي، لكن لماذا ؟
    هزّت آتسوكو رأسها: نعم، والدي نُصِّب حاكمًا قبل عودة باكي أوجيسان، وتمكن من إيقاف الانقلاب، سمعتُ أنه كان شديد الحزم وكان الجميع يهابُه لذلك لم يتجرأ أحد أن يعترض على اسم إيتسوزوكي الذي يحمله خصوصًا وأنه سليل هوكّايدو بالفعل بعكس جدي هاتشيرو.
    رفع إيزومي عينيه إليها ثانية متسائلاً: إن كان الأمر هكذا فلا أرى سببًا لتغيير اسمكِ إلى هوكّايدو! هل باكي مختطِف لأطفال الآخرين أم ماذا ؟ لطالما كانت تخبرني هونوكا أوكاسان أنه كان ملازمًا لوالدي وأقرب إليه من جدّنا هاتشيرو...
    قطّبت حاجبيها وقالت معترضة: أوجيسان ليس هكذا! كان يرى أن إجراء خطوة تغيير الاسم ستفيد للمستقبل حتى لا يحصل انقلاب مشابه ثانية...
    عقدت ذراعيها وسألته باستنكار: ثمّ كيف تتّهم باكي أوجيسان بتلك التهمة وأنتَ تنادي هونوكا سان بأمّي رغم علمِك بأنها ليست والدتك؟!
    أجابها بنبرة منزعجة: أوليسَ السببُ جليًّا ؟ إنني أقدّرها كثيرًا... اهتمّت بي طوال هذه السنين كما لو أنني ابنُها حقًا فقررتُ أن أناديها بذلك احترامًا وامتنانًا لها!
    نهض من مكانه وابتعد عدة خطوات وأكمل بصوت منخفض بدا فيه الاستياء: وربما كان اهتمامها وحرصها عليّ أكبر مما قدّمتهُ أمي أو حتّى أبي إليّ...
    أبدت آتسوكو اعتراضها على ما يقوله حين ردّت: أفهمُ شعورك ولكنني لا أقبل أن تتحدث عنهما هكذا!!
    أدار إيزومي عينيه إليها ليتبع ردها قائلا: لا أظنكِ تفهمين فعلاً ما أشعرُ به، وحتى لا تسيئي فهمي فإنني لستُ أكره والدَيّ لغيابهما بل إنني ساخط! ساخط لجعلي أنتظر وأنتظر هنا كلّ هذه السنين دون أدنى معرفة عن أيّ أحد وعن أيّ شيء يحصل لهما أو للعالم الذي يفترض أني أنتمي إليه...
    توقف برهةً قبل أن يكمل: كلما حاولتُ الانغماس في محيطي هنا يتوارد إلى ذهني أن هذا العالم الذي ترعرعتُ وكوّنت علاقاتي فيه محض مرحلة مؤقتة، قد تنتهي في أي لحظة وتتغير حياتي جذريا بمجرّد أن يتوجّب عليّ مرافقة والديّ إلى عالم آخر أكونُ أميرًا ووريثًا للعرش فيه.
    ختم بجملة تغلغلت في دواخلِها وأصابت وترًا حساسًا لطالما أخفتهُ عن محيطها، حيث قال شقيقُها: إنني أعيش هنا منذ وُلِدت على أملٍ لا ضمان لتحقُّقِه، من المتعب أن أعيش معلّقًا بالانتظار هكذا.
    بدأت تفقد قدرتها على مسايرته، فانقلبت ملامحها إلى ضيقٍ صاحَبهُ وُجوم، لم تجد ما تقوله فآثرت الصمت، ولأن إيزومي لاحظ الأمر أطلق تنهيدة وأعاد ترتيب أفكاره، شعر أنه بالغ فيما قاله، مما جعله يحدثها مرة أخرى: أنا آسف، لستِ أنتِ فعلا من يفترض أن أوجّه له كلّ هذا الكلام..
    تقدّم وهو يمدّ يده إليها داعيًا إياها لترافقه: سآخذكِ لغرفة والديّ، لديهما عدد من الصور في الألبوم ولربما ترغبين برؤيتها.
    نظرت آتسوكو إليه وقد تسلل الفضول إليها شيئًا فشيئًا، فنهضت لتتبعه دون أن تقول أية كلمة، خرجت خلفه وسارت وإياه إلى أن وصلا لغرفة أخرى موجودة في الطابق نفسه، أخرج إيزومي مفتاحها من أحد جيوبه، وقد سبق أن أخذه من درجه، وبعد أن فتح الغرفة أشعل الأضواء ثم التفت إلى آتسوكو ليجدها غارقة بأفكارها بعينين سارحتين في أرجاء الغرفة، وتحدّث قائلاً: أهلاً بكِ في غرفة والدَينا، كلّ شيء محفوظ في مكانه منذ غابا عن هذا العالم قبل 14 عامًا، وهونوكا أوكاسان تحرص على إبقائها مرتبة وتطلب من الخدم تنظيفها من الغبار بين فترة وأخرى.
    دخلا إلى وسط الغرفة، وتابع إيزومي بقهقهة قصيرة: أظن أنها تقوم بهذا لأنها لا تتحمل فكرة وجود بقعة مغبرّة في البيت...
    همهمت آتسوكو على الرغم من عدم تركيزها حقًا فيما كان يقوله، وقد لاحظ ذلك، لكنه اكتفى بمتابعتها بصمت ثانية، اتجهت إلى إحدى طاولتيّ السرير الجانبيّتين، لناحية إطار صور لفت انتباهها، التقطته وأخذت تتأمل صورة الشخصَين الموجودَين فيها، التفتت إلى إيزومي فجأة وسألته بلهفة: هذان والداي يوم زفافهما صحيح؟
    هزّ رأسه بالإيجاب، وتركها تغرق ثانية في تأملها لصورتهما، بينما اتجه لأحد الخزائن وسحب من الرف السفلي صندوقًا ثقيلا، فتحه ليُخرج من داخله ألبومَين كبيري الحجم، سار بهما لناحية آتسوكو وجلس على السرير بجانبها، وحدّثها حين التفتت إليه مبعدة عينيها عن الصورة: يوجد المزيد هنا، هل انتهيتِ من تأمّل التي بيدك؟
    أعادت الإطار إلى مكانه وبدت متشوّقة للاطلاع على محتويات الألبومين الكبيرَين، فسلّمها شقيقها الأكبر أحدهما، وقد كان مليئًا بصور كلّ من آيزوكو وأياكو أثناء فترة خطبتهما إضافة إلى يوم زفافهما، كان جليًّا على الصغيرة اهتمامها بكل تلك الصور، أخذت هي وشقيقها بالتحدث حولها، الأسئلة الكثيرة التي واصلت طرحها عليه بشأن الصور كانت تؤكّد له شعور الريبة الذي تملّكه منذ بداية مقابلتها هي وباكي، أنهيا الألبوم الأول وانتقلا للثاني الذي كان يغطّي فترة ما بعد زواج والديها وولادة إيزومي، إضافة إلى صور أقارب والدتها وأصدقائها، كان إيزومي صبورًا في إجابته عن كل أسئلتها وتعريفها بأسماء الأشخاص في الصور، وإخبارها ببعض المواقف معهم، ورغم سعادتها بالاطلاع على حياة والديها الموثّقة إلا أن كل تلك الذكريات كانت تنخر في داخلها حتى أعادت كل المشاعر الدفينة إلى السطح.

    توقّفت فجأة عن المشاهدة وطرح الأسئلة، وسرحت بعينيها، وقامت من جانب إيزومي مما جعله يتعجب، استدارت معطية إياه ظهرها لتلقي نظرة أخرى مطوَّلة على أنحاء الغرفة، وظلت واقفة بصمت، شعر إيزومي أن هناك خطبًا ما، فنهض من مكانه مقتربًا منها وسأل بتوجّس: ما الأمر؟
    نبهها سؤاله، فأسرعت بمسح وجهها، انتبه إيزومي لذلك وأدرك أنها كانت تبكي، وقف إلى جانبها ووضع يده على كتفها وسألها: ماذا هناك آتسوكو؟ أأنتِ بخير؟
    التفتت إليه وابتسمت عنوة مخفية حقيقة بكائها، قائلة: بخير بخير، إنني أغبطك فقط لامتلاكك كل هذه الصور، أما في عالم الأشباح فالتقاط الصور ليس بهذه البساطة كما تعلم.
    أجاب إيزومي وهو يستوعب هذه النقطة: أوه... بالحديث عن هذا فمعك حق، غفلت عن هذا الأمر تمامًا.
    هزّت رأسها وهي تواصل ابتسامها ثم تحرّكت ناحية المخرج قائلة: إذن ما الغرفة التالية التي ستريني إياها ؟ أوه صحيح أين كانت غرفة باكي أوجيسان حين عاش هنا لفترة مع والديّ؟
    ظل واقفا بسرحان وكأنما كان يخالجه أمر ما، ثم التفت ناحيتها وتبعها، وهو يجيب: غرفته في الطابق السفلي، تحوّلت إلى غرفة للضيوف لكن لا أذكر أن أحدا استخدمها فعلا.
    ما لم يعرفه الأخوَان أن صاحب الغرفة القديم كان بها بالفعل يرتاح ويستمر بحديثه مع سيدة البيت.
    تحدّثت هونوكا: يا إلهي... أكل ذلك حصل لهاتشيرو؟!
    ردّ باكي: إنني أخبركِ ما أعرفه، لم أعايش هذه الأحداث شخصيًا، على كلٍّ لا تقلقي عليه الآن فمن بعدها صار جسدُه يحتمل طاقة إيتسوزوكي أكثر عن السابق، وأغلب الظن أن سريان طاقة التينشي التي استخدمتها أياكو تشان لعلاجه ساهم في تكيُّف جسدِه هكذا.
    ازدحم ذهن هونوكا بالأفكار، كان الهمّ جليّا على وجهها، ما كان يطمئنها أن كل ما يسرده باكي قد حصل في الماضي ومرّ بالفعل، وقد عاود الأخير الحديث قائلاً: بذكر هاتشيرو، طلب مني أن أبلغكِ أنه مرحَّب بعودتكِ متى ما أردتِ.
    تنهّدت وهي تنظر إليه باستسلام، وأجابت: أهذا كل ما قاله؟ لا أحتاج لإذن منه لكي أعود إلى عالمي بالطبع! ولكنني أقبل اعتذاره هذا على أية حال، وأحتاج وقتًا للتفكير فيما إن كنتُ سأقرر العودة أم ليس بعد.
    همهم باكي وقد كان يأخذ نفسًا عميقًا، عادت هونوكا لتحدثه: وماذا عن.. شينوبو؟ كيف يبلي؟
    ردّ باكي بنبرة جافة وقد سرحت عيناه: أليس وجودُك هنا بسبب انفصالكِ عنه؟ ماذا يهمّك في أمره الآن وقد مضى 17 عامًا ؟
    أجابت بنوع من الغضب المصحوب بالخجل: لا شأن لك في سبب السؤال... أجبني وحسب!
    التفت إليها وأظهر ابتسامة عابثة رغم الإرهاق البادي على وجهه، ليجيب كما طلبت: لا شيء، إنه يواصل حكم القطاع "ب" بتفانٍ كما كان دائمًا... لوحده.
    فوجئت هونوكا: لوحده...؟
    أطلق باكي تنهيدة هذه المرة: لستُ هنا لأصلح مشاكلك العائلية لكن أظنكِ ارتكبتِ خطأً في حقّ شينوبو حين تركتِه وتوقعتِ منه أن يبحث عن غيرك، أعني كان يجدر بكِ أن تعرفي أنه لم يصاحب هاتشيرو عبثًا، كلاهما من النوع المخلص لعائلته.
    استمرت بنفس نبرة الغضب السابقة: أعلم هذا بالتأكيد! ولكنه أحمق... كحاكمين للقطاع كان واجبنا وضعُ مصلحته فوق كل شيء حتى وإن كان هذا ضد رغباتنا الشخصية، أخبرتُه قبل رحيلي أنّ عليه أن يتزوج لكي يصبح للقطاع وريث ما على الأقل!
    تغيرت نبرة باكي إلى اللا مبالاة: لا شأن لي بعلاقتكما ولا بدوافع انفصالكِ عنه، كَوني الحاكم الحالي لعالم الأشباح أمامي مهمة إيجاد وريث للقطاع إن عجز القطاع نفسه عن تحقيق ذلك، كما اختار آيزوكو من سيحكم القطاع ريكا من قبل مثلا.
    أبعدت هونوكا نظرها عن باكي ولم تختفِ تقطيبة حاجبيها، فسألت بانزعاج: وما يكون هذا القطاع المدعو بـ ريكا ؟
    أطلق تنهيدة جديدة: أسئلتك كثيرة وأنا أحتاج للراحة.
    بالرغم من عبارته الأخيرة إلا أنه تابع سرده حين وجهت له هونوكا نظرات مستنكرة...

    attachment

  6. #365

    3 ~



    (( سرحت عيناه الرماديتان في القصر الذي لم يسلم من الفوضى التي حلت بعالمِه، وهو يفكّر بما يمكنه أن يفعله، كان ذهنه ما يزال منشغلاً بوالدِه أيضًا، إلى أن قاطعه صوتٌ مألوف، التفت ليجد كينشين واقفًا خلفه وقد صفّ وراءه عددٌ كبير من الجنود، انحنى مستشار الأشباح إلى أميرهم قائلاً: لم أتمكن من جمع أكثر من ألفين وسبعمئة جنديّ حتى الآن سيدي، فمُعظم جيش القطاع "أ" مفقود أو مصاب، ربما سنحتاج إلى دعم من القطاعات الأخرى على هذه الحال.
    نظر آيزوكو إليهم، وسار بضع خطوات ناحيتهم، وأجاب: هذا أكثر مما كنتُ أحتاج في الحقيقة، سيكفيني نصف العدد في الوقت الحالي، كينشين. لننطلق.
    تعجّب مستشار والدِه من ذلك وحدّثه بعد أن كان قد اعتدل في وقفته: جيش المنقلبين يفوق عدده العشرة آلاف وفق آخر ما وصلني، سيدي، قد يكون عددهم قد ازداد خلال الأسابيع الأخيرة الماضية من غيابنا عن المكان خصوصًا بسقوط قصر القطاع "أ"، أخشى أن هذا يعدّ تهوّرًا.
    حرّك آيزوكو عينيه إلى كينشين لينظر إليه من طرفهما، مجيبًا ثانية: غبتُ ما يكفي عن هذا العالم كينشين، ليس هناك وقتٌ للتأني، كما أنه لن يكون خياري ولا أسلوبي في هذه الحرب لذا عليكَ أن تواكبني فحسب.
    صمت كينشين دون أن يدري بما يجيب سوى الإيماء بالطاعة، كان يشعر أن الغضب ما يزال مستعرًا بداخل أمير الأشباح، والذي كان بالفعل يحدّث نفسه وقتها: "لربما لم يكن كل هذا ليحصل إن كنتُ بقيتُ هنا عوضًا عن التواري بداخل عالم البشر خلال السنوات الماضية، ولربما قد حان أوانُ تولّي مسؤولياتي التي تنتظرني منذ زمن دون إبطاء أكثر".
    ثم تحدّث بصوتٍ مسموع مخاطبًا كينشين: ما يهمّني، هو أن يكون هؤلاء الجند مستعدين لبذل أقصى طاقاتهم في سبيل إعادة النظام لهذا العالم وإيقاف المهزلة القائمة.
    ردّ المعنيّ: إنهم كذلك سيّدي، تأكدتُ من ذلك حين كنتُ أقوم بجمعهم هنا.
    علق آيزوكو سريعًا: جيّد.
    وبدا أنه يتأهب لإعطاء الأوامر بالتحرك لكن قدوم عدد من الأشخاص استوقفه، حيث خاطبه أحد القادمين قائلاً: آيزوكو ساما! انتظر من فضلِك...
    فاجأته رؤية زُمرة من آل تاكاهاتا، ظهرت من بينهم "جين" والدة كلّ من جو وكيو وريو وسارعت الخطى نحوه، كانت نظرات الرجاء والهلع بادية على وجهها حين نطقت متوقفة أمامه: آيزوكو ساما أنجِدني رجاءً! بلغنا قبل قليل أنّ الأشخاص الذين قاموا بأسر ولدَيّ يتأهبون لتجريمهما وإصدار حكم إعدام جائر بحقّهما! لن نتمكّن لوحدنا من إيقاف ذلك فالحراسة حولهما مشددة ولذلك أرجوك بشدة أن تنقذ جو وكيو!!
    شدّ الخبرُ أعصابه أكثر، مما جعله يشدّ على قبضته، مع ذلك رفع يده إلى كتفها مطمئنًا: استعادتُهما كانت من أولوياتي منذ البداية لذلك سأتجه إليهما فورًا، ألديكِ معلومات عن موقعهما ؟
    لم تستطِع تمالُك نفسِها فبدأت تبكي مما منعها من الإجابة، ليتدخّل أحد التاكاهاتا الموجودين مجيبًا نيابة عنها: ليسا بعيدَين سيدي، إنهما في قاعة القضاء الرئيسة للقطاع "أ"، الانقلابيّون قاموا بالسيطرة عليها قبل فترة.
    التفت آيزوكو إليه وغرق في التفكير، لكنه لم يتأخر في الإجابة قائلاً: فهمت.
    استدار إلى كينشين والجُند خلفه وخاطبهم جهرًا: أيها الجنود، نقطة البدء ستكون تحرير التوأم تاكاهاتا لكونهما عنصرَين مهمَّين في إتمام بقية العملية التي أعدّ لها، إليكُم الخطّة الحالية...
    في تلك الأثناء كان التوأم تاكاهاتا المكبَّلَين بالأصفاد يمثُلان أمام المحكمة التي شكّلها الانقلابيّون، تحدّث الناطق فيها مخاطبًا الاثنين: تاكاهاتا جو، ترى المحكمة أن أبحاث المتّهم التي كان يجريها تحت سقف قصر القطاع "أ" وبتستُّر من حاكمه المخلوع هي أبحاث غير قانونية، وتعرّض حياة شعب الأشباح للخطر، بناءً على ذلك، تجدُه المحكمة مذنبًا وتقرر استنادًا إلى ذلك إصدار حكمٍ بالإعدام، يُستأنف تنفيذُه بانقضاء هذه الجلسة.
    فوجئ كيو من ذلك القرار السريع لكنه تعجب من عدم إبداء جو لأي ردة فعل، بل كان عاقدًا حاجبيه محدقًا بالأشباح المتحلّقين أمامه على مقاعدهم، تنبّه إلى أنه كان يتمتم بشيء، فحاول إرهاف سمعه ليلتقط ما يهمس به جو: ثمانية.. متوسط.. ثلاثة.. عالٍ، سبعة، منخفض..
    تلك الكلمات شوّشت كيو أكثر، تابع الناطق باسم المحكمة إصدار الحكم: تاكاهاتا كيو، سيودَع في حبس انفرادي حتى انعقاد الجلسة القادمة... انتهى.
    اقترب اثنان من الأشباح وأمسكا بـ جو من ذراعيه ليقتاداه إلى ساحة المحكمة الخارجية، حيث قام الانقلابيون بتحويلها لساحة إعدام، لم يكن جو يقاوم وهذا ما جعل الضغط النفسيّ أكبر على كيو، هاجت حركتُه وكان يصرخ فيهم ليفكّوا وثاقه وليتوقفوا عن تنفيذ حكم أخيه، ولاضطرابه كانت شرارات الكهرباء تنطلق منه لتسري في اتجاهات عشوائية حوله مما صعّب على آسِريه السيطرة عليه، وحين انفضّ الممسكون به من حوله وتحرر من قبضتهم استوعب فجأة معنى رموز جو، فهدأ ، وصار يبعث شرارات قصيرة المدى حول معصم يديه المكبّلتين، بدأ بثمانية نبضات متوسطة القوة، تبعها بثلاثٍ عالية، وختم بسبع نبضات كهرباء منخفضة، في السابعة انفكّ قيدُ يديه فجأة، فانتابه شعور خاطف بالنصر، ولكنه أدرك أن عليه الإسراع إذ أن جو في الطرف الآخر من المحكمة كان يُقتاد إلى حاوية هي في الأصل إحدى اختراعاته التي كان يجري بداخلها اختباراته، كان وجودها في ذلك المكان صدمة بالنسبة إلى التوأم الأكبر، دفعه الأشباح الممسكون به إلى داخلها بقوة وأغلقوها، وكان هناك شبح ثالث يعدّل إعداداتها ليبدأ بثّ غازٍ قاتل بداخلها، اندفع كيو إلى أخيه مخترقًا الأشباح الذين حاولوا صدّه، وبالرغم من أنه بلغ الحاوية إلا أنه بوغِت بضربة قوية أصابته من الخلف وطرحتهُ أرضًا، ومن داخل تلك الزنزانة الزجاجية صرخ جو وهو لا يزال مقيّد الأطراف: كيو! احذر!!
    نهض شقيقه متألمًا وتنبّه إلى أن الأشباح المحيطين به يحاولون إعادة السيطرة عليه وتكبيله، فاختفى من مكانه وظهر مجددًا إلى جانب الشبح الذي يتولى أمر الحاوية، دفع به محاولاً أن يبعده إلا أنه وقع في قبضة عدد من الأشباح الذين طوقوه من كل الجهات وباغتوه بالهجوم، كان أولئك الأشباح مصرّين على تنفيذ الحكم، لم يكن أيّ منهم مهتمًا حقًا بمصير التوأم المشهود لهما بالإنجازات المهمة لصالح عالم الأشباح، فقد كان الحكم الصادر في حقّهما قادمًا من جهة أعلى من هؤلاء، هي الجهة التي كانت تسيّر كل شيء يحصل.
    ومن داخل الحاوية التي بدأ دخان ما يظهر بداخلها وقف جو مكتوف اليدين يراقب كل ذلك وقد بلغ توتُّره أشدّه وصار مشوشًا وغيرَ واثقٍ من الخيارات المتاحة أمامه لتخليص نفسه من هذا المأزق، حُبِست أنفاسُ كيو في المقابل ولم يكن يعرف كيف يمكنه أن ينقذ نفسه أولاً قبل أن يتمكن من إنقاذ أخيه الذي يوشك أن يموت!
    ظهر أحدُهم فجأة أمام الحاوية القاتلة وأوقف تسريب الغاز بضغط الزر المخصص فورًا، بينما اندفع كيان خاطف ليشطر بنصله المحاط بطاقة زرقاء متوهجة زجاج تلك الحاوية ويحطّمها محررًا بذلك جو قبل أن يتركز الغاز القاتل فيها.
    انتشر في المكان تباعًا مجموعة من أصحاب الشعر الأحمر إضافة إلى أشباح بزيّ جنود قصر القطاع "أ"، رفع الجنود أسلحتهم مهددين كل من في الساحة لكيلا يأتوا بأي حركة، وأسرع عدد منهم بإحاطة كيو وجو لتأمينهم من أي هجوم، ساعد أحدهم كيو على النهوض وقام آخران بإسناد جو وانتشاله من داخل الحاوية ليخرجاه منها.
    أطبق صمت على المكان إثر الدهشة مما حصل ولكنه قَطِع سريعًا بواسطة ثلاثة من الانقلابيين حيث صرخ آمِرُهم: أنت! من تظنّ نفسك؟!
    ردّ المعنيّ بملامح ألقت الرعب في نفس الشبح: إنني سيّدُك يا هذا.
    وجد ذلك الشبح نفسه محاطًا بالجنود ، دفعه أحدهم فجأة وألقاه أرضًا وثبّته بقدمه، بينما وقع بصر كيو وجو على الشخص الذي جاء في اللحظة المناسبة ليحررهما، ونطقا بدهشة: آيزوكو ساما ؟!
    كان آيزوكو يقف بثبات على نصب حجري نُقِش عليه اسم قاعة القضاء، وثب إلى الأرض وتقدم بخطى ثابتة ناحية الشبح الذي ثبّته كينشين، وواصل حديثه: يؤسفني أن أبلغك أنك لم تعد الآمر في هذا المكان، والأجدر بك وبأتباعك أن تستسلموا إن كانت حياتكم تهمّكم.
    حاول الشبح مقاومة كينشين إلا أن الأخير دفع بوجهه إلى التراب وهدّده: أنصت إن أردت الحفاظ على عنقك.
    بعضُ الانقلابيين لم يقبل بالوضع فقاموا بالهجوم إلا أن الجنود المرافقين لآيزوكو تصدّوا لهم مباشرة، حاول عدد منهم التعرّض لآيزوكو أيضًا ولكنه تحرّك من مكانه وهاجمهم بشراسة وقضى عليهم جميعًا، أمر بإبعاد كيو وجو إلى مكان أكثر أمانًا، وأن يقاد رئيسهم إلى سجون القصر لأجل استجوابه، ولإحكامه السيطرة على الوضع أعلن البقية استسلامهم له، وبهذا تمكّن من استرداد ساحة القضاء الرئيسية لتصبح تابعة لقصر الأشباح مجددًا.
    ورغم ذلك وجد آيزوكو قوات الانقلابيين المسيطرة على القطاع تزحف ناحيته حين استشعروا وجود مشكلة في المكان، فخاض مع جيشه معركة حامية ضدهم، حتى قضى على قائدهم العسكري، وتوجّه من فوره إلى وسط المدينة حيث توجد ساحة واسعة اعتاد في الماضي التقاء أبناء شعبه فيها.
    وطأ بقدمه على أرضيّة منصّة موجودة في ساحة القطاع "أ"، وتجمهر السكّان لأول مرة من بعد فوضى الانقلاب ناظرين إليه بأعيُن متسائلة، وقد كثرت همساتُهم وهُم يرون جنود القصر الرئيس يحيطون بتلك المنصّة ويقفون كلٌّ في مكانه بثبات.
    رفع عينيه إليهم ثم تلاها صوته قائلاً بحزم: يا شعب الأشباح، غادرتُكم لأسباب خارجة عن إرادتي منذ عدّة سنوات، والآن عدّتُ لأجد كلّ هذه الفوضى تحلّ بموطني الذي حكمه والدي وأجدادي لسنوات طويلة؟!
    علا صوتُه أكثر من ذلك، كان في داخله منزعجًا حدّ أنه قد يصرعُ أيّ شخصٍ يردّ أو ينطق بكلمة تخالفه، أكمل خطابه في الأشباح: ها أنا، أمير الأشباح، قد عدتُ ولن أسمح باستمرار هذه الفوضى أكثرَ من هذا، سأبيدُها وأتأكّد من اقتلاعها من جذورها!
    هزّهُم صوته الغاضبُ بعنف، فبدؤوا يخافونه، بينما كان لا يزال يتابع: وكلّ من تسوّل له نفسُه أن يعارضني، أو يعترض طريقي، سيكون هو المسؤول الأول والأخير عمّا سيحلّ به!!
    كان سكّان القطاع "أ" في حيرة شديدة، هل عاد أمير عالمهم أخيرًا ؟ أستتوقف الفوضى التي حلت بالعالم بوجوده؟ أما يزال هذا الشخص أميرهم الذي لطالما أحبوه أم أنه تحوّل إلى وحش عليهم أن يخشوه؟
    رغم تلك التساؤلات تعالت هتافات السكّان باسم الأمير آيزوكو، فلطالما كان هذا العالم يكنّ ولاءه له، أكثر حتى من والده.
    ولعلم آيزوكو بهذا، نطق جملة أخيرًا وهو يرفع يده إشارة إلى تلاوة القسم: ابتداءً من اليوم، أنصّب نفسي، أنا المدعو بإيتسوزوكي آيزوكو، حاكمًا للقطاع "أ" ولعالم الأشباح بأكمله! أقسم بحماية هذا العالم من أي شيء، بسيطًا كان أم جللًا، قد يقلق راحته!!
    اشتدت هتافات الأشباح ناطقين باسمه، وترددت عبارة "يحيا الحاكم إيتسوزوكي آيزوكو" لتعمّ الأرجاء ويتردد صداها في أنحاء القطاع "أ" حتى بلغت كل بقعة منه.
    :
    وبعد التأكد من تأمين القطاع كاملاً، حرص آيزوكو على إعادة والده إلى القصر، ثم واصل التقدم بخطته.
    حدّث الشخص الذي كان يجتمع به قائلاً: كيو، أعلم أنك مصاب ببعض الجروح إلا أني أرجو منك متابعة حالة والدي.
    هزّ المعني رأسه: لا تقلق سيّدي، المركز الطبّي التابع للقصر يحتاج وقتًا ليتم إصلاحه، لكنّي وجو نبذل ما بوسعنا لتوفير المعدّات اللازمة لعلاج هاتشيرو ساما.
    دخل جو في تلك اللحظة برفقة امرأة ما، وباشر القول: اعذرني على مقاطعة اجتماعك بـ كيو، آيزوكو ساما، أردت أن أبلغك أن الأشباح قد أتمّوا صنع وإصلاح الأجهزة الطبية التي كانت تنقصنا.
    تحدّثت من كانت معه -وقد كانت إحدى الممرضات-: كيو سينسي، جميع المحاليل الطبية المطلوبة قد أعدّت أيضًا وهي بحوزتنا الآن.
    استمع آيزوكو إلى كل ذلك باهتمام ثم حوّل بصره إلى كيو الذي أجاب: هذا جيد جدًا، سيّدي هذا يعني أنه سيمكنني مباشرة عملي، من بعد إذنك.
    ردّ آيزوكو من فوره: نعم، افعل ذلك رجاءً.
    استدار وسار إلى المخرج، وهو ينادي: كينشين سان، نحتاج لمواصلة عملنا.
    التفت كيو وجو إليه متسائلَين، ظهر كينشين بعد ثوانٍ من ذكر اسمه وانحنى احترامًا، تحدّث كيو مخاطبًا آيزوكو: هل هذا يعني أنك لن تبقى حتى يستيقظ هاتشيرو ساما ؟
    كان آيزوكو يتحرك متجها للمخرج بالفعل وأجاب: أود ذلك، ولكن كل دقيقة تمرّ مهمة في تسريع عملية ردّ النظام إلى عالم الأشباح، حسبما وردني فإن الانقلابيين يتمكنون من ضم المزيد لهم في أنحاء هذا العالم، ازدياد عددهم لن يكون في صالحي.
    تكلم كينشين هذه المرة: هذا صحيح، سموُّك.
    كانت نظرات الإصرار البادية على حاكم الأشباح الجديد جليّة للتوأمين اللذين شهداه يختفي برفقة كينشين.
    بعد مضيّ ساعات وقف الاثنان إلى جانبيّ سرير تمدّد فيه هاتشيرو، وقد قام الطاقم الطبي بإمداد المحاليل العلاجية إلى جسده، أخذ كيو يراجع نتائج التحاليل، التفت إلى أياكو الواقفة في المكان قائلاً لها: بالنظر إلى التحاليل هنا، فحالة هاتشيرو ساما مستقرة بالفعل، أظن أن الفضل في هذا يعود إلى طاقتك أياكو ساما، يمكنني أن أرى قراءات لم تكن لتظهر بدون وجود أثر لطاقة التينشي.
    ارتخت ملامح أياكو القلقة لتظهر الراحة على وجهها، قائلة: الحمد لله، شكرًا لك على هذه الأخبار المطمئنة كيو سان.
    تحدّث جو فشدّ انتباههما: ألن تقوم بمحاولة الإيقاظ؟
    علّقت أياكو: إيقاظ؟ أهذا ممكن؟!
    ردّ كيو وقد بان على وجهه الارتباك: في الحقيقة لستُ واثقًا من نجاح الأمر، قدرتي محدودة في النهاية ولم أجرب هذا من قبل..
    أردف جو: يفترض أن تكون أكثر ثقة بنفسك كيو! أنت الوحيد الذي بوسعه فعل هذا!
    ظهرت إحداهنّ في المكان فجأة: ربما سيمكنني المساعدة، كيو كن.
    التفت الثلاثة الموجودون في المكان إليها، وتساءلت أياكو عن هويّة المرأة ذات الشعر البنيّ التي حضرت للتو، نطق كيو باسمها وقد بدا على وجهه التفاجؤ: مايومي...
    كما فوجئت أياكو بأن المدعوّة مايومي أسرعت خطاها ناحية كيو وطوّقته بيديها تحتضنه، ثم بدا وكأنها تعاتبه أثناء ذلك فالتفتت إلى جو الواقف إلى جانبها ووجدته يبتسم مانعًا نفسه من الضحك، مما زاد حيرتها، عقدت حاجبيها ونقرت كتفه سائلة: من تكون مايومي؟
    نظر جو إليها وأجابها بعفوية: إنها أختي.
    تحوّلت نظراتها إلى الدهشة، وكانت ملامحها تصرخ بالتساؤلات فاستدرك جو قائلاً: أوه، أعني مايومي هي زوجة كيو، لا بدّ وأنها كانت قلقة عليه.
    وبالفعل لفتهما صوتها وهي تقول لكيو الذي احمرّ وجهه ارتباكًا وخجلاً: الحمد لله أنك بخير، لا تعلم كم كنت قلقة عليك، تركتُ ميو مع والديّ وجئتُ إلى هنا مسرعة فور علمي بمكانك.
    ردّ كيو وهو يبتسم بارتباك: يسرني أنكِ وميو على ما يرام أيضًا، دعينا نباشر العمل إذن.
    التفت جو مجددًا إلى أياكو ليحدّثها: أياكو ساما، دعينا ننتظر في خارج الغرفة لكيلا نعرقل عملهما.
    أومأت أياكو بالإيجاب، وجدت عددًا من الممرضين يدخلون بينما كانت تتجه برفقة جو إلى خارج الغرفة، وبمجرد أن خرجت ظهر أمامها ساي وانحنى من فوره قائلاً: أياكو ساما، أُمِرتُ بأن أكون رهن إشارتكِ فيما يخص أمن القطاع ما دام السيد الحاكم غائبًا عنه، وأردتُ إبلاغكِ بأن الجنود في مواقعهم حول القصر وعلى حدود القطاع استعدادًا لأي طارئ.
    نظرت أياكو إليه لوهلة ثم ابتسمت بارتباك: شكرًا لإبلاغي ساي سان، لا أعلم إن كانت اللهجة والنداءات الرسمية ضرورية لهذه الدرجة، هذه المعاملة تبدو غريبة علي.
    ظهرت ريو بعده وتحدّثت بحزم: بالطبع ضرورية! هل نسيتِ فترة تأهيلكما أنتِ وآيزوكو ساما خلال سنوات خطبتكما ؟ ليس عليكِ القلق، ستعتادين الأمر مع مرور الوقت.
    لم تختفِ ابتسامة أياكو المرتبكة وهي تنقل بصرها إلى ريو، وقد ظلت في داخلها متوتّرة من الفكرة، عادت ريو للتحدث قائلة: كيف حالُ هاتشيرو ساما ؟
    أثناء ذلك كان كلّ من كيو ومايومي يستعدّان لعملهما، شدّت الأخيرة قفازاتها الطبية إلى يديها، ثم أمسكت بإحدى يدي هاتشيرو ورفعتها، عقدت حاجبيها مما دل على تركيزها ثم تحدّثت: هناك تذبذب بسيط في الطاقة لكنه لن يعرقل المهمة، نحتاج إلى الأجهزة الطبية للقياس الدقيق.
    التفتت إلى الممرضين فأومؤوا بالإيجاب ثم همّوا بتهيئة الأجهزة والمعدات الطبية وإيصالها بجسد هاتشيرو.
    وفور انتهائهم ظهر على شاشة إحدى الأجهزة رقم يشير إلى النبض والتنفس، ورسم بياني لمعدل دقات القلب وطيف الطاقة، إضافة إلى عُقَد معدنية وُزِّعت بشكل مدروس على أنحاء جسمه، كان كيو في وضع الاستعداد يجلس ويراقبهم إلى أن انتهت كل هذه الخطوات، ثم نهض من مكانه وتقدّم إلى هاتشيرو، كانت مايومي تنهي تثبيت مستشعرات على جبين هاتشيرو وتنظر إلى قراءات الشاشة، وحدّثت كيو فور أن صار بقربها: دعنا نستهدف الدماغ ونقاط الطاقة بشكل متزامن، لنكون في مأمن من أي أعراض جانبية غير مرغوب بها.
    كان ينظر إليها، ثم تحرّك ليقف إلى جانب هاتشيرو وأعاد عينيه إلى مايومي: عُلِم، أعتمدُ عليكِ في إرشادي.
    هزّت رأسها إيجابًا، ثم تحدّثت: سأذكر المناطق المطلوبة بالترتيب لكنك الأدرى بمقدار القوة اللازمة للتحفيز.
    كان ينظر في عينيها، ثم نقل بصره إلى هاتشيرو الممدد أمامه، تنهّد ثم ردّ بهدوء: لنبدأ.
    بدأت فورًا بإعطاء التعليمات: سي - الجذع السفلي... بي 3، بي 9 - الجذع العلوي، ...
    كان كيو يقوم بإرسال شحنات خفيفة لكل المناطق المذكورة، وقد كانت مايومي تعطيه الإرشادات بالطريقة التي ذكرتها، بحيث تحدد المنطقة الدماغية ثم منطقة الطاقة المرتبطة بها، ويرسل كيو ذبذبات إلى الدماغ ثم تيارات كهربائية إلى العقد المعدنية الموضوعة تمامًا فوق نقاط الطاقة، وبعد كل مرحلة يتأكد الفريق الطبي من أن العملية تسير بشكل جيد وأن وضع هاتشيرو مستقر.
    أكملت مايومي بعد عدد من الإرشادات: حسنًا، أظن أن الاستجابة جيدة، يبدو لي أن المناطق كانت تعاني ضررًا ولكني أعتقد أن طاقة التينشي استطاعت تقليله إلى حد كبير مما يثير الإعجاب.
    أطلق كيو ضحكة قصيرة لينفّس قليلًا عن توتّره وردّ: يجب أن يكون مشروعي التالي دراسة هذه الطاقة إذن.


    attachment
    اخر تعديل كان بواسطة » *Kyuubi Mimi* في يوم » 22-02-2022 عند الساعة » 04:44

  7. #366

    4 ~




    ابتسمت وأكملت: أتفق معك، أما الآن علينا الانتباه أكثر كيو، سننتقل إلى العمق قليلاً.
    هزّ رأسه لها فتابعت: تي 2 - الرأس ، فوق المهاد ، المنطقة 6، الرقبة...
    بالرغم من تطبيق كيو للإرشاد الأول ومروره بسلام، إلا أنه توقّف عند الإرشاد الأخير ولم يقم به، مما جعل مايومي ترفع بصرها إليه متسائلة: لـ.. لِمَ توقّفت؟
    التفت إليها: إنها منطقة المشاعر... ومن ضمنها الألم مايومي، عليّ أن أكون حريصًا.
    كانت تنظر إليه وقد بدا التوتر على وجهها، ثم أجابته: نعم، أدرك ذلك، دعنا نتوقف إن حصلت أي مضاعفات بعدها.
    التفتت إلى الطاقم المحيط بهم: استعدوا للتخدير.
    أومأ الجميع بالإيجاب، ثم تابع كيو بعد أن مرّن أصابعه قليلاً وأطلق زفرة أخرى، وبمجرّد أن أطبق ذبذبات كهربائية ضعيفة أصدر هاتشيرو صوتًا متألّمًا، كان يعلم كيو ردة الفعل هذه لكنه لم يكن واثقًا من التأثير الصحيح، فأعاد عينيه إلى مايومي وقد اعتراه التوتر إلا أنها كانت تتمعّن في الشاشة ثم حدّثته دون أن تغير اتجاه رؤيتها: لا بأس، مجددًا!
    فوجئ من طلبها ولكنه أطبق المطلوب ثانية، تألم هاتشيرو مجددًا ثم هدأ ، فأطلقت مايومي تنهيدة: أظن أن هذا يكفي الآن، لا داعي للتخدير.
    عقد كيو حاجبيه وقد بدا في صوته التذمّر: كنت أستخدم أقلّ قدر ممكن حتى لا أؤلمه، أفزعتِني بطلبك!
    رفعت حاجبًا واحدًا وأجابته: لا بأس بقليل من الألم في سبيل إعادة وعيه بالتدريج، لا تجادل رئيس وحدة الطب في القطاع "ب" المتخصص في الدماغ الشبحي...
    أرسل إليها نظرات تعجّب، وكان يتمتم: زوجكِ يعتبر تقريبًا رئيس أطباء عالم الأشباح إلا قليلاً...
    كان الممرضون حولهم يستمعون بارتباك إلى هذا الحوار دون أن يتدخلوا، وعلى الرغم من عملهم مع زوج غريب من الأطباء إلا أنهم كانوا يثقون في الإجراءات العلاجية المتبعة.
    واصلت مايومي: استعدّوا، إنّها آخر مرحلة من الإيقاظ.

    أخذ كيو نفسًا عميقًا، وتحدّث: وصلنا إلى الداينوو إذن، اتركي هذا الأمر عليّ.
    أومأت زوجته بالإيجاب ثم علّقت: كان هناك استجابة واضحة على الشاشة لكل الضوضاء التي أصدرناها لذلك أعتقد أنه جاهز للإيقاظ، منطقة المهاد الجانبيّ المركزي حساسة لذلك كن حريصًا كيو.
    صمت كيو، كان بداخله يفكّر: "المهاد المركزي لا يحتمل الكثير من النبضات، عليّ أن أرسل ترددًا بقيمة مناسبة..."
    وضع يديه على جانبي رأس هاتشيرو، أغمض عينيه، تردد صوت واحد في ذهنه: خمسون هرتزًا.
    بدأت شرارات كهرباء تظهر بين أصابعه، وقد عرّض هاتشيرو لها لمدة ثانيتين، لاحظ أن الشبح الممدد أمامه يعقد حاجبيه وكأنه يفيق، مرّت خمس ثوانٍ.. لكنه لم يُفِق، بدا التوتر على وجه مايومي، والتي تمتمت: يفترض أن يفتح عينيه في وقت أقصر من هذا...
    شُدّت أعصاب كيو ونطق بقلق: هاتشيرو ساما استيقِظ!
    اختفت مايومي فجأة من المكان لكنها لم تطل غيابها، عادت ومعها أياكو التي لم تفهم ما يجري، وحدّثتها: أياكو ساما، نحتاجُ إلى طاقتكِ!
    تنبّهت أياكو وعلى الفور أظهرت طاقة التينشي خاصتها، أمسكت مايومي بيديها وجعلتها تضعهما على يدي هاتشيرو، وطلبت منها أمرًا ما مجددًا: ناديه باسمه!
    ارتبكت أياكو لكنها أومأت بالإيجاب ثم نادته: هـ.. هاتشيرو ساما!
    حرّك رأسه قليلًا وازداد انعقاد حاجبيه، رصّ كيو على أسنانه وقد توقّف عند بلوغ الثانية العاشرة: إرسال الشحنات لوقت أطول من هذا قد يكون مؤذيا!
    عادت أياكو تنطق باسمه ثانية بصوت قلق ونبرة أعلى من السابقة: هاتشيرو...!
    فتح عينيه أخيرًا قبل أن تكمل، كانت رؤيته مشوشة، وخرج صوتُه مبحوحًا: ر.. ري..كا..؟
    التفت الجميع إليه ونطقت مايومي بشيء من القلق: هاتشيرو ساما...
    تقدّمت إليه ونزعت بعض العقد المعدنية الموصلة به، تفحّصت وجهه قليلا بالنظر فقط وكذلك كان ينظر كيو إلى الشاشة، كل شيء بدا بخير...
    أغلق هاتشيرو عينيه بتعب فتكلمت أياكو بعد أن زالت ملامح طاقة التينشي عنها: لا! استيقظ أرجوك!!
    كان يتنفّس بإنهاك، تحدّث كيو: انتظري أياكو ساما...
    التفتت إليه بتساؤل، ثم عادت مايومي إلى تفحًّص هاتشيرو، وسألت سؤالاً أثار تعجّب أياكو: هل أنت بخير؟
    أطبق الصوت إلا من صوت أنفاسه لثوانٍ معدودة، ثم حرّك شفتيه: لا أعلم...
    التفتت إلى كيو: ساعِده على الجلوس.
    أومأ المعني إيجابًا وقام بمساعدة من الممرضين بإجلاس هاتشيرو.
    كانت أياكو ترفع يدها إلى صدرها وهي تنظر إلى ما يجري حولها بقلق: هـ.. هل استيقظ حقًا ؟
    جلست مايومي على نفس السرير الذي استلقى فيه هاتشيرو، وأخذت تواصل متابعة حالته ببدء الكلام معه، بينما اقترب كيو من أياكو ليحدّثها: لا تقلقي أياكو ساما، مايومي تعرف ما عليها فعله، إنها تتأكد الآن من مدى وعيه.
    طرحت مايومي سؤالها إليه وقد كان يسند رأسه إلى يده وبالكاد يفتح عينيه: هل تعرف اسمك؟
    هزّ رأسه، كانت يده ترتجف، ونطق: ها.. هاتشيرو.
    تابعت: جيد، هاتشيرو ساما، اسمح لي أن أتفحّص أطرافك، وأخبرني إن كنت تشعر بها.
    بينما كانت تتأكد مايومي من استجابته العصبية الحسيّة سُمِع طرقٌ للباب، وجاء صوت جو من خارج الغرفة: كيو، أيمكنني الدخول؟
    اتجه كيو للباب وفتحه، وجد كلاً من جو وريو وساي عند عتبته وقد بدا على الأخيرين القلق، سأل جو وهو يبتسم: أظن أنكم نجحتم في إيقاظه، لكن على رسلكم فمن سحبتموها للتو كانت حاكمة الأشباح!
    رفع كيو حاجبيه مستوعبًا، ثم التفت إلى أياكو وقال مبتسمًا بارتباك: تقبّلي فائق اعتذاراتي على إقحامك المفاجئ بالعملية أياكو ساما! مايومي تهتم بإنهاء عملها على أتمّ وجه دون تفكير في الرسميات وغيرها...
    أظهرت أياكو ابتسامة وقد بدت مرتاحة أكثر بعد أن زال توتّرها: لا عليك كيو سان، قمتم بعمل رائع، يسرّني أن أكون جزءًا من نجاح العملية.
    جاء صوت مايومي مخاطبًا: كيو لا تشغل أياكو ساما، ما زلتُ بحاجتها.
    التفتت أياكو إليها بينما ظهر الارتباك على كيو، سارت أياكو ناحية مايومي وهاتشيرو، نهضت الطبيبة وجعلت حاكمة الأشباح الجديدة تقف بقرب هاتشيرو وسألته: سيدي، أشرت إليها باسم ريكا قبل قليل، صحيح؟

    رفع هاتشيرو عينيه إلى أياكو، كان التعب واضحًا عليه، حاول إمعان النظر، ثم أجاب: أخطأت... ريكا توفيت منذ زمن، لكن... طاقتكِ تشبه طاقتها.
    تساءلت أياكو وكذلك مايومي، وبعد لحظات من الصمت تحدّثت الطبيبة: أيعني تشبهها بسبب المظهر أم...
    مدّ هاتشيرو يده إلى أياكو يدعوها لتقترب منه، وقد بدا أنه يواجه صعوبة في التعرف إليها، أسرعت بمدّ يدها أيضًا لتمسك براحته، جلست عنده وهي تنظر له بعينين قلقتين، رفع يده بصعوبة إلى وجهها وربّت على خدها، انزلق اصبعه الإبهام أسفل عينها ثم تحدّث: هذه النظرات... أياكو؟
    أصدرت أياكو شهقة خفيفة وقد تأثرت لكونه تعرّف إليها أخيرًا، ابتسم رغم تعب وجهه قائلاً: لم تتغيّري كثيرًا... اهدئي يا ابنتي، هل عدتِ حقًا ؟
    تنهّدت وهي تبتسم وقد تجمّعت دموعها في عيونها، رفعت يديها إلى يده الممسكة بوجهها وقبضت عليها، أخفضتها وقبّلت ظهرها قائلة: لقد عدت، أوتوساما.
    وقبل أن يسأل بنفسه استدركت وقالت له: آيزوكو هنا أيضًا وقد كان متلهّفًا لرؤيتك، لكنه منشغل ببعض الأمور.
    تساءل هاتشيرو، وعلى مقربة منهما كانت مايومي تراقب ما يجري، بدا أن هاتشيرو تذكّر أمرًا ما: صحيح... فقدتُ وعيي.. خلال الانقلاب!
    رغم أنه بدأ يقلق إلا أن ردة فعله كانت أقرب للهدوء بسبب إرهاق جسده، طمأنته أياكو وهي تحضّه على العودة للاستلقاء: لا تقلق بشأنه، آيزوكو تولّى زمام الأمور وهو يسيطر على الوضع شيئًا فشيئًا.
    عند تلك النقطة كانت مايومي قد ابتعدت عنهما واتجهت نحو الخارج حيث جلس كيو ليستريح بعد عمله برفقة كل من ريو وساي، أما جو فقد كان مشغولا بالحديث مع الممرضين بداخل الغرفة لأمور تتعلق بالأجهزة وصحة هاتشيرو.
    التفت الثلاثة ناحية مايومي فور خروجها، ونهض كل من ساي وريو وقد تحدّثت الأخيرة قائلة: كيف هو هاتشيرو ساما الآن مايومي؟
    أطلقت زفرة وصمتت، مما أثار القلق في نفس ريو لوهلة، لكنها سرعان ما أظهرت ابتسامة ورفعت إبهامها مشيرة بأن الأمور على ما يرام وقالت: أفضل مما توقعت، ظننته في البداية تحدث عن هيئة أياكو ساما حين استخدمت طاقة التينشي لكنه استطاع التعرّف على الطاقة نفسها، فكما تعلمون فإن أياكو ساما تعامُد لريكا ساما مما جعله يذكر اسمها، لقد استعاد وعيه بلا شكّ، وحواسه كلها سليمة أيضًا.
    ابتسمت ريو وهي تزفر براحة: الحمد لله، لقد أبليتِ جيدًا مايومي سان.. (صمتت لوهلة ثم تابعت) كما تسرني رؤيتكِ هنا.
    رفعت مايومي يدها إلى خلف رأسها وابتسمت بخجل: أوه، صحيح نحن لم نلتقِ منذ مدة، تسرني رؤيتكِ بخير أيضًا ريو ني-سان.
    انحنى ساي بهدوء فجأة وقال: أشكركِ على اهتمامكِ بصحّة هاتشيرو ساما، تاكاهاتا مايومي سينسي، ممتنون لتعاوُنكِ مع القطاع "أ".
    حرّكت يديها إلى جانبيها وردّت بامتعاض: بربّك ساي دونو، هاتشيرو ساما كان حاكم عالمنا بأكمله كما أنه في الأصل من الأسرة الحاكمة السابقة للقطاع "ب" الذي أنتمي إليه، فلا داعي للشكر.
    والتفتت إلى كيو الذي كان يدلّك ما بين عينيه ليبعد شيئًا من التعب: كما أن العمل الصعب كان من نصيب كيو كن، توجيهي له لم يكن ضروريًا حقًا كما لم يكن دوري مخططا له فعلا.
    انتبه إلى كلامها ووجدها تقترب وتجلس إلى جانبه ثم تحتضن ذراعه وتسند رأسها على كتفه، حدّثها معلّقًا: بل لحسن حظّي أنكِ جئتِ، وجودكِ عزز ثقتي بسير العملية بشكل سليم، وقد مر كل شيء بسلاسة الآن والحمد لله.
    كان كل من ريو وساي ينظران نحوهما بتعجب، ثم استأذن الأخير: عن إذنكم، سنذهب للاطمئنان على هاتشيرو ساما.
    وقبل أن يتحرّكا خاطبهما كيو قائلاً: احرصا على أن يحظى ببعض الراحة والهدوء، غير مسموح له بأي مقابلات حاليًا، إذ أنه لا يزال يتعافى ويحتاج وقتًا حتى يعود إلى طبيعته بشكل كامل من بعد استيقاظه من الغيبوبة، كما سنحتاج لمتابعته دوريًا أنا ومايومي إلى أن يتحسن تمامًا.
    أومأ كلاهما بالإيجاب واتجها إلى داخل الغرفة التي بدأت تخلو من الممرضين ولم يبقَ فيها سوى موظفو القصر وأياكو.
    تحدّثت مايومي مخاطبة زوجها: ما رأيك أن تأخذ قسطًا من الراحة الآن عزيزي؟ أنت أيضًا مررت بالكثير ولا شكّ أنك متعب.
    نهض وإياها موافقًا وهو يقول: نعم، اشتقت لرؤية ميو أيضًا، أخشى أنها تبكي الآن لغيابكِ عنها.
    ابتسمت مايومي ولم تعلق، واختفى الاثنان قاصدين مكان طفلتهما ذات العام الواحد، بينما في الغرفة التي يستلقي فيها هاتشيرو كانت أياكو ما تزال تجلس بجانبه على السرير، وجو يقف في الجهة المقابلة لمكان جلوسها، تقدّم كلّ من ساي وريو خلفه إلى هاتشيرو وانحنيا تباعًا.

    تحدّث ساي: هاتشيرو ساما، نحن مسرورون برؤيتك على ما يرام، حمدًا لله على سلامتك.
    رد هاتشيرو: شكرًا لك، ساي سان، أظنني سببت لكم وقتًا عصيبًا، المعذرة.
    قامت ريو بالرد هذه المرة: لا تقل هذا سيّدي! ليس عليك الاعتذار، فسلامتك تهمّنا جميعًا.
    لم يعلّق، فحلّ الصمت في المكان للحظات، تحدّثت أياكو قائلة: هل نتركك لتستريح الآن أوتوساما ؟ (استدارت إلى ريو لتسأل) هل أنهى الخدم تجهيز الطابق الرابع ريو سان؟
    كادت ريو أن تردّ بالإيجاب إلا أن هاتشيرو قاطع حوارهما: لا، هل آيزوكو بخير حقًّا ؟ لا أعرف كم بقيتُ فاقدًا لوعيي ولا شكّ أن جيش الانقلابيين ازداد عددًا.
    تدّخل جو هنا: كينشين يرافقه سيدي، كما أنه السبب في كوننا أنا وكيو هنا الآن، فقد حرّرَنا منهم.
    أكّدت ريو على قوله: صحيح سيّدي، كنا سنرافقه لكنه أصرّ على أن نبقى برفقتك، أظنه يعلم ما يفعله ولديه خطة ما يسير عليها، كما أني أثق أن كينشين سان سيحسن إرشاده.
    تحدّث ساي بنبرته الثابتة المعتادة: لقد ترك معي رسالة إليك، هل لي أن أخبرك بها، هاتشيرو ساما ؟
    رفع هاتشيرو عينيه إلى ساي، كما تنبّهت أياكو فنظرت إليه متسائلة، وتحدّث كبير الخدم: "إلى الحاكم الوالد، نأمل أن تكونوا بصحة جيدة حين تستمعون إلى رسالتنا هذه، بينما ننجز بعض المهمات المتعلقة بسلامة عالمنا نترككم تحت عناية السيدة الأولى، حاكمة شعب الأشباح..."
    وقبل أن يكمل ساي كانت معالم التفاجؤ تظهر على وجه أياكو وكذلك هاتشيرو، بينما يتابع ساي: "... نرجو أن تقضوا وقتكم بكامل الراحة، ونتطلع بشوق إلى فراغنا من مهمتنا لرؤيتكم بخير... من ابنكم المخلص، حاكم عالم الأشباح إيتسوزوكي آيزوكو".
    صمت ساي، وانحنى احترامًا لثوانٍ ثم اعتدل بالوقوف، عقدت أياكو حاجبيها وتنهّدت بيأس: بربّك آيزوكو...
    كانت ريو أيضًا تهمس بشيء من القلق والعتاب لساي: ألم يكن من الأفضل أن تنتظر قليلاً قبل إيصال شيء كهذا إلى هاتشيرو ساما ؟! أفاق للتو فلا تصدمه بحقيقة أنه لم يعد بمنصبه!
    أطلق هاتشيرو ضحكة بان فيها التعب فالتفت جميع من في الغرفة إليه، ثم تحدّث وهو يبتسم: ذاك المتهوّر يبدو متحمّسًا لعمله، يسرّني أنه استلم منصبه أخيرًا بهذه الهمّة، ولو أني وددت أن يبدأها تحت ظروف أفضل من هذه، أرجو أن يظل بخير فقط.
    فابتسم الجميع تباعًا رغم وضوح تعاطفهم معه على وجوههم، ودون لفتٍ لانتباههم التفت ساي إلى ريو وردّ دون أن تتغير ملامحه الباردة: إنّي محضُ كبيرٍ للخدم ينفّذ ما يطلبه منه سيّده.
    رمقته بعتاب وعدم رضىً، فتغيّرت ملامحه إلى التساؤل: ماذا ؟ إنني أعرف هاتشيرو ساما جيّدًا، لولا غياب آيزوكو ساما لكان قد سلّمه منصب الحاكم منذ زمن، الأمر كان مسألة وقت بالنسبة له.
    تنهّدت واكتفت بقول "لا يهمّ الآن"، وتحرّكت إلى القرب من هاتشيرو قائلة: سيّدي، هل تحبّ أن ترتاح في غرفتك ما دامت معدّة الآن؟
    ردّ: نعم، هذه الغرفة توحي بجوّ المستشفيات وسأفضّل أن أرتاح في غرفتي المعتادة.
    انحنى ساي وهو يردّ هذه المرة: عُلِم، سنجهّز لنقلك سيّدي.
    عاد هاتشيرو للحديث مخاطبًا أياكو هذه المرّة: أيمكنكِ أن تساعديني على النهوض أياكو؟
    أومأت إيجابًا، قامت من مكانها وأمسكت بيده، اختفى جو ليظهر بجانبها ويساعد هاتشيرو في إنزال ساقيه إلى الأرض وأسنده إلى أن تمكّن من استعادة توازنه.
    وتحدّث جو: ما دام كيو يرتاح فقد طلب مني أن أتابعك قليلاً لأنك ما تزال بحاجة إلى المحاليل لبعض الوقت، دعني أستدعي الممرضين ليساعدوك في التحرّك دون نزعها.
    تولّت أياكو إسناد هاتشيرو عن جو وحدّثته: شكرًا لك جو سان، أرجو منك أن تذهب أنت أيضًا لترتاح بما أنك ما تزال مصابًا، سنتولى أنا وريو وساي الباقي.
    أجابها بابتسامة: لا عليكِ أوجو سان، تعافيتُ من أثر الغاز منذ مدة، وما بقي مجرد جروح سطحية.
    بعد ذلك الحوار اتجه كلّ إلى عمله، وقد تمّ نقل هاتشيرو إلى غرفته، لزمت أياكو جانبه وظلّ ساي يراقب الأوضاع الخارجية ويبلغها بأي مستجدّات.
    وبعد مضيّ مدة من الزمن كان كيو عند هاتشيرو ليتابع حالته، وبعد فحص روتينيّ أطلق تنهيدة مرتاحة قائلاً: حسنًا، أظن أن كل شيء بخير الآن، ليس علينا القلق من شيء.
    ابتسمت أياكو براحة: الحمد لله، هذا مطمئن.
    نهض هاتشيرو من مقعده وأخذ يمرّن قبضته قليلًا، تحدّث وهو ينظر إليها: إنني أشعر بالتحسن منذ اليوم الذي لم أعد بحاجة فيه إلى المحاليل. وقد مرت ثلاثة أيام بالفعل.
    سار قليلاً في المكان، اتجهت عيناه إلى مخرج زجاجي يؤدي إلى شرفة كبيرة متصلة بغرفته، وعاد للحديث: في الحقيقة أشعر أني أفضل من أي وقت مضى، أريد تجريب طاقتي.
    اختفى وظهر في الجانب الآخر من الجدار الزجاجي الفاصل بين الغرفة والشرفة فبان الارتباك على وجوه الأربعة الموجودين في الغرفة، خطا كيو ناحيته ناطقًا بتوتّر: مـ مهلا هاتشيرو ساما...!
    لحق به بينما أنزل ساي صينية معدنية صغيرة كان يحمل عليها كوب الشاي الخاص بهاتشيرو واختفى ليلحق بهما، في ذات الوقت حُبِست أنفاس أياكو وريو وهما تنظران إلى هاتشيرو من داخل الغرفة وقد ظهرت هالة واضحة من الطاقة حوله رافعة خصلات شعره، كانت تلك الطاقة تبعث وهجًا وتيارات رياح خفيفة تحرّكت على إثرها أغصان الشجيرات المزروعة في أصائص بيضاء موزّعة في أنحاء الشرفة، استمرّت لثوانٍ قبل أن يوقفها بعد رجاء مستمرّ من كيو، والذي عاتبه بعدها: بربّك هاتشيرو ساما أنا لم أعطِك موافقتي لاستخدام طاقتك العادية فكيف لك أن تستخدم الطاقة التي تسببت في حالتك السيئة تلك!!!
    تجاهله هاتشيرو تمامًا وقد كان يحدّث نفسه بصوت مسموع: أوه هذه أول مرة أستخدم بها طاقتي هذه دون أن أشعر بالتعب منها... هذا الشعور رائع حقًا.
    تحدّث ساي من خلفه وقد خبّأ أنصال التخدير خاصته تحت سترته قائلاً: يسرّني هذا سيّدي، ما رأيك أن نعود للداخل ما دام كيو سان لم يمنح الإذن باستخدام الطاقة بعد؟
    استدار هاتشيرو له: لكنني بخير حقًّا، ما بكم قلقَين هكذا ؟
    ردّ كيو بيأس: حسنًا اسمعني جيّدا هاتشيرو ساما، إنني بالفعل لا أستشعر أي ضرر من استخدامك لها الآن لكن من الأفضل ألا تصدم جسدك باستخدام مفاجئ للطاقة هكذا، عليك أن تنتظر على الأقل لأسبوعين!! وعلى الأمر أن يتم تحت مراقبة طبية وبوجود معدّات قياس للعلامات الحيوية...
    التفت هاتشيرو له، ودون أن يظهر أية تعبيرات مهتمة أجابه: حاضر، كما تريد كيو كن.
    من داخل الغرفة ابتسمت ريو وأطلقت ضحكة مرتبكة قائلة: إلهي، لا أذكر أن هاتشيرو ساما كان متهوّرًا هكذا لكني أستطيع أن أرى من أين جاء تهوّر آيزوكو ساما الآن.
    كانت أياكو تبتسم لكن ريو استشعرت أنها ليست على ما يرام منذ فترة، فالتفتت إليها لتسأل: أأنتِ بخير، أياكو ساما ؟
    هزّت رأسها بابتسامة سريعة وعاد وجهها للوجوم، استدارت وابتعدت قاصدة الخروج من المكان بعد أن اطمأنت على هاتشيرو الذي عاد إلى الغرفة برفقة ساي وكيو، انحنت ريو مستأذنة منهم ولحقت بأياكو، بمجرد أن أغلقت بوابة جناح هاتشيرو الخاص واستدارت لتهبط السلالم فوجئت بأياكو مستندة إلى قضبان السلّم وهي تبكي بصمت، وقفت للحظات دون أن تعلم كيف تتصرف، انتبهت أياكو إلى وجودها فمسحت وجهها والتفتت إليها قائلة: المعذرة، خرجتُ فجأة من عندكم.
    هزّت ريو رأسها مجيبة: لا عليكِ، أأنتِ بخير سيّدتي؟
    صمتت أياكو وأخفضت عينيها وبدا عليها السرحان في أفكارها المتلاطمة، استجمعت قواها لترد مانعة نفسها من البكاء: مضى على مجيئي إلى هنا أسبوع ونصف، صحيح؟





    attachment

  8. #367

    Final ~



    أومأت ريو بالإيجاب وهي لا تزال لا تفهم ما ترمي إليه أياكو، والتي تابعت بعد أن رفعت رأسها وتجمّعت الدموع في عينيها: أشعرُ وكأنني تركتُ قلبي هناك، ريو سان.
    جعلتها تحتارُ أكثر، لكنها آثرت الصمت إذ شعرت أن أياكو لا تودّ البوح بما يجول في داخلها بعد.
    من مكان آخر جلس آيزوكو يستريح على صخرة برفقة جيشه في منطقة حيادية فارغة بين القطاعين "ج" و "د"، وسرح بعينيه في البساط الأخضر الممتد حوله من كل الجهات وقد تلاعبت رياح خفيفة به.
    كان يفكّر في نفسه: "لا أعلم أيّهما أشدّ وطءًا، أهي محاربة بني جنسي لاستعادة وحدة صفوفنا والوضع العام هنا، أم كوني وأياكو قد انتُزِعنا عنوة من صغيرنا الذي بقي في عالمٍ ليس بعالمه، أرجو أن هونوكا أوباسان تتعامل مع الأمر بصبر إلى أن نجد مجالاً للعودة إليها".
    اقترب منه كينشين ليقاطع سرحانه قائلاً: سيّدي، هناك مبعوث من القصر يريد أن يلقاك، لديه أخبار متعلّقة بهاتشيرو ساما.
    سمح له كينشين بالتقدّم إلى آيزوكو فانحنى الشبح المبعوث احترامًا، حدّثه آيزوكو بلهفة: أخبرني، كيف صار والدي؟
    استقام الشبح وأجاب: السيدة الحاكمة ترسل لك تحيّاتها وتبلغك بأن هاتشيرو ساما قد تخطّى مرحلة الخطر تمامًا، ويتمتّع بصحة جيدة بعد استعادته لوعيه.
    صمت آيزوكو وقد أثار ذلك استغراب كلّ من المبعوث وكينشين، إلا أن صمته لم يطل فقد تنهّد مبتسمًا وردّ: حمدًا لله، لقد كنت قلقًا حقًّا.
    وأردف مباشرة: يبدو لي من كلامك أنه استيقظ منذ مدة، لِمَ لم أعلم حتى الآن؟
    ارتبك الشبح المعني وأجاب: آه.. كان من الصعب إيصال هذه الأخبار أثناء قتال جيش الأشباح خلال الأيام السابقة سيّدي، وقد استعاد هاتشيرو ساما وعيه قبل خمسة أيام فقط.
    همهم آيزوكو ثم سمح للشبح بالانصراف بعد أن كافأه وحمّله رسالة إلى القصر تفيد بالتقدّم الذي حققه جيش الأشباح حتى الآن، ففي اليومين الأخيرين تمكّن آيزوكو من تأمين كامل حدود القطاع "ب" بالتعاوُنِ مع حاكمه وزوج عمّته السابق المدعو بـ هونشو شينوبو، وقد ارتفع الخطر عن القطاع ليصبح محصّنًا إلى جانب القطاع "أ"، وبات آيزوكو الآن أشدّ عزيمة لمواصلة مهمته بعد تلقّي الأخبار المطمئنة حيال والده.
    نهض "حاكم الأشباح" الشاب من مكانه وهو يخاطب كينشين: حسنًا، لنتّجه إلى القطاع "ج" الآن كينشين سان، سأترك القطاع "د" للنهاية فهناك الكثير مما يخصه في جعبتي.
    ردّ كينشين مُبديًا احترامه: عُلِم سيّدي، لكن اسمح لي بإحداث تغيير بسيط قبل مواصلة التقدّم بما أننا سندخل في مرحلة أكثر خطرًا ما دام القطاع "ج" متأثرًا أكثر من "ب".
    كان آيزوكو يهمّ بالتحرك إلا أن كلام كينشين استوقفه فالتفت إليه متسائلاً، أشار كينشين إلى مجموعة من الأشباح الذين اصطفّوا على مسافة منهما، وقد كانوا في وضع الاستعداد للانطلاق.
    ثم وضّح: سيكون أشباح المقدّمة العشرة هؤلاء مرافقيك وأول من يقتحم حصون العدوّ لتأمين المكان، إضافة إلى تأهّبهم الدائم لحمايتك قبل أي شيء، بمعنى آخر إنهم حرّاس لك لذا أرجو منك أن تلزم الوسط ولا تتقدمنا كما كانت العادة إلى الآن.
    رفع آيزوكو حاجبيه وتحدّث: عشرة؟ هذا يعيد لي الذكريات.
    ابتسم وعاود السير إلى الجهة التي كان يقصدها متابعًا حديثه: فهمت... كان يكفيني في الماضي حارسٌ واحد، يبدو أنه كان يوازي عشرة أشخاص، من المضحك أن حارسي هذا بات أعلى رتبة مني الآن ولا يمكنني أمره بشيء لكنني في كل الأحوال لن أستفيد منه إلى حين عودته.
    ظل كينشين واقفًا للحظات في مكانه يبتسم مما سمعه وهو ينظر إلى آيزوكو الذي أخذ بالابتعاد وإلقاء أمر على الجيش بالتحرك معه، سار بعدها وراء سيّده وهو يفكّر في نفسه: "إن كنتَ هنا الآن فلربما نظرت إلى آيزوكو ساما بعين الفخر، فها هو إرشادك الدائم له قد آتى ثماره، باكي ساما".))

    قوطِعَت ذكرياتُه من قِبَل صوتٍ أنثويّ حملت لهجته شيئًا من العتاب والرجاء: شيكيمورا دونو، أين سرحت بافكارك الآن؟ أرجوك ركّز معي قليلاً وأجبني...
    التفت ببصره إليها بعد أن كان سارحًا في الفراغ، وأجابها فورًا: أعتذر إليكِ آنسة تاكاهاتا، مراجعة قائمة أسماء المحاربين من متدربي القطاع "ج" و"د" ذكّرني ببعض الأمور القديمة... أخبريني بما تحبين أن أجيبك؟
    تنهّدت ثم ردّت: كما أخبرتك، والدي ينتظر عودتي بعدد محاربي معهد الأشباح الذين سيشاركون في عمليات حرب آكوما المستوى الأدنى حتى يجهز الكمية اللازمة للمضاد، وجو أوجيسان طلب كذلك عددًا من المتطوعين للقيام ببحث من أجل مشروع جديد، فهل يمكنك توفير هذا كينشين دونو؟
    - إنني أقوم بمراجعة الأسماء في القوائم من كل القطاعات لأجل المطلوب الأول تحديدًا وأنا على وشك الانتهاء من حصر العدد، وثانيًا، سيكون على جو سان الانتظار حتى نعمم طلبه على المتدربين الراغبين بالتطوع معه، ألديكِ تفاصيل المشروع ميو تشان؟
    - نعم، يعمل عمّي على جهاز مكثّف للطاقة، يهدف لرفع طاقة الشبح من المستوى المتوسط إلى ما يقارب مستوى بيترا ليتسنّى له هكذا التصدي لأية آكوما خطِرين دون اللجوء إلى انتظار التينشي.
    - عمّكِ لا يفشل في إدهاشي بأفكاره هذه، أستغرب طرحه لها الآن رغم ضيق الوقت والانشغال بالاستعدادات للحرب.
    - قد خطرت الفكرة مؤخرًا ببال جو أوجيسان ولأنها قد تفيد في الحرب القادمة فهو يرغب باستقبال المتطوعين بشكل مستعجل.
    أغلق كينشين ملفًّا كان يقلّب فيه، وأمسك بالقلم ليكتب على ورقة ما وهو يجيبها: فهمت، ربما سيمكنني توفير هذا خلال يومين إن كنتم تملكون هذا الوقت.
    ردّت ميو ريثما تنتظر انتهاءه من الورقة: أظن أنه لا بأس بذلك لكني سأتأكد من جو أوجيسان أولاً.
    سلّمها تلك الورقة بعد أن طواها ودسّها بمظروف ما، فشكرته وكادت تغادر إلا أن صوت الطرق على الباب استوقفها، سمح له كينشين بالدخول، واستدارت ميو إلى خلفها متسائلة عن هويّة الطارق، وبمجرّد أن فتِح الباب تعجّب الاثنان ممن تجلّى على عتبته.
    نهض كينشين من مكانه واعتدلت ميو في وقفتها وهي تضم المظروف إليها بذراعيها، وتحدّث القادم قائلا: أعتذر منكما إن كان وقت زيارتي غير ملائم، هناك ما أودّ الحديث عنه للضرورة من بعد إذنكما، وأظنني محظوظًا لإيجادكما معًا في الوقت نفسه.
    ورغم حيرة وتساؤل الاثنين إلا أن كينشين أجابه من فوره: بالطبع، أهلاً بك سورا دونو.
    ظلّت ميو تراقب تينشي النخبة المبتسم الذي لطالما حيّرتها ابتسامته الهادئة، وهالة السكون التي تحيط به، وهو يخطو بخفّة إلى داخل الغرفة، تراءى لها أنه ينظر إليها، مما أربكها وجعلها تنتظر ما أراد قوله بتوتّر.




    ××× نهاية الفصل ×××



    attachment


    *كائن متشبث بأرض زاويته بنواجذه ومخالبه*
    فلتطيري إلى المريخ ميمي، لن أسامحكِ على طول المدة التي قضيتها وأنا أنتظر العودة إلى زاويتي العزيزة ogresleeping

    كونيتشيوااااا مينا سااااان أوهيساشيبوريييي asian
    [ نترجم قول كيوبي المحروس لكم: مرحبًا جميعًا مضى وقت طويل ]


    بداية وقبل أن يطير هذا عن دماغي إلى المريخ قبل ميمي beard
    أوجّه هذا الكلام لمن يرغب:
    يمكنكم العودة إلى الفصول التالية: الخامس والثامن والثالث عشر
    لأجل ربط أفضل بين الأحداث glasses

    /

    كما أوجه بالغ الشكر إلى [ هدوء الملاك ] على مساعدتها في تجهيز الملخّص، كل الامتنان لكِ يختشي embarrassedcry
    أيضًا، أشكر طاقم الحرق المستعد لكل الحروقات الميمية على مراجعاتهم وآرائهم laugh

    هل لدينا شيء آخر لزاوية الكيوبي؟ paranoid


    آه نعم ، عارفين ميمي تحب خبصات العلوم وتبهّر بها الفصول بالغصب biggrin
    سواء فيزياء أو أحياء أو إلى آخره، المشكلة الحين معظم قرّائي باتوا أطباء
    الله يبارك ما نقدر نتفلسف عليهم laugh


    ولكن الإجراء الذي حصل في الفصل لأجل إيقاظ هاتشيرو مبني على تجربة حقيقية
    هنا رابطها لمن يرغب بالاطلاع beard

    كذلك، المناطق الدماغية رمّزتها بناءً على هذه الصورة ، وهذه الصورة أيضًا ، إنجوي laugh


    وللتذكير بـ ميو و"بيترا" وخرابيط الأشباح المشابهة zlick، يمكنكم العودة إلى #109 و #165


    سنعفيكم من باقي جنون ميمي، لذا لننتقل إلى الأسئلة biggrin



    × × ×


    attachment



    1- ما انطباعكم عن الشخصية الجديدة التي ظهرت (مايومي) ؟ biggrin
    2- رأيكم بـ آيزوكو النسخة الحاكمة cross-eyed
    3- عموم تعليقاتكم وتوقعاتكم للقصة.



    × × ×


    ننتظركم، لا تتأخروا مثلنا ninja laugh"


    attachment

  9. #368
    ميميميمييمي
    ايش بداية الفصل الكيوتة دي الي تبرد القلب embarrassed :قلوب كثيرة: لقاء اتسوكو وايزومي كيووووتت … ظهر جانب ايزومي الحنون كأخ أكبرررر embarrassed

    حمّلتُ عدة ألعاب أيضًا إلا أنني أفضّل إخفاء ذلك عن هونوكا أوكاسان.. لا تخبريها شيئًا عن الأمر حسنًا ؟
    توءتوءتوء يا ايزومي يا مشاكس وين عمتك عنك laugh

    ولو انه بعدين صار قاسي وياها ما عجبني :| ياخي تسحب منها المعلومات سحب من البداية تو شفتك اختك شوي شوي عليها cross-eyed

    هل باكي مختطِف لأطفال الآخرين أم ماذا ؟
    يناسبه laugh لازم يعترف ان طموحه الحقيقية يسوي حضانة او روضة معي بلاش مكابرة smoker

    وشسمه اتسوكو حزنتني كيوتة وهي تشوف صور ماماتها وباباتها انحرمت منهم ومن وجود صورهم cry كسرت قلبي بنتي

    وللحين ما فهمتتت ايش هونوكا انفصلتتت وليش اعتذار وليش ابي اعرف تفاصييييل paranoid بس شكلها مكابرة وتحبه ليش تسأل عن أحواله devious ضحكني باكي وهو كل شوي يقول مالي شغل بالمشاكل العائلية xDD


    بالنسبة للفلاش باك اظهر جوانب عديدة غامضة لكن خساررررررة اريد كنتي تكملي وش صار لايزوكو واياكو cry cry
    هذا مقطع مشوق جدا بالرواية خصوصا سالفة كيو وجو مرعبب كانوا ع وشك الموت ") ايزوكو بططططل 3>

    عجبتنييييييي هيبة ايزوكو للحق embarrassed طلع كفو هالولد smoker وهاتشي وضعه مرة محزن *^* …كويس انه لسه عايش لسه ونجا *^* طبعا التركيز مليون وانا اقرا سالفة علاجه حسيت الوضع كأنه بالطوارئ cheeky مستشعرات الجبين كأنه بمعمل فحص النوم zlick وبدل ما يسوون صدمة كهربائية للقلب وقت توقفه يسووون للدماغ مع الاشباح ؟ طب الاشباح هذا مثير glasses

    بس شي مافهمته ليش يسوو له تخدير مو هو المفروض يرجع لوعيه ويحاولوا فيه paranoid ؟ الدماغ الشبحي ده غريييب paranoid

    وصح بخصوص وانك اهتميتي بمعرفة اجزاء الدماغ وكذا بزاوية كيوبي… يسرني اهتمامك بهذه التفاصيل embarrassed
    بس مايومي خربت الجو المتوتر وضحكتني laugh وقته يا بنتي الرومانسية وقته ؟ laugh وجو كمان يستخف دمه بعدين اعترفوا انها زوزته D: +واضضضح كيو انحرج laugh

    بعدين هاتشي ايش فيه صار زي كبار السن الي يكابرون يبي يستخدم طاقته وتحمس :| الله يهديه هالجد :|


    أشعرُ وكأنني تركتُ قلبي هناك، ريو سان
    .

    cry الله يسامحك ميمي هنا تأثرتتتتت جدا خصوصا وانها ما رجعت شافت ولدها frown frown مرررة المقطع زعلنيييي

    -
    عودة للحاضر بعد ما بنتنا ميو كبرت وصارت تساعدهم glasses بنت بارة ربي يحفظها glasses هاللقطة الي خلت فضولللللي يزدادددد وش صاير ليش جا سوراااǿ وكمان الماضي لسسسسه ماخلص ابيييي اعرف وش بيصييييير …. لا تتأخري علينا ميميميميميي cry

    كما أوجه بالغ الشكر إلى [ هدوء الملاك ] على مساعدتها في تجهيز الملخّص، كل الامتنان لكِ يختشي
    الي يحبني ويبي يشكرني ما يتأخر بالفصل الي بعدو zlick امزح امزح ولو ما بيننا تذكار احطها بعيونيييي المهم اشوف تكملتها :قلوب كثيرة: 3>
    اخر تعديل كان بواسطة » هدوء الملاك في يوم » 22-02-2022 عند الساعة » 23:28

    attachment
    شكرا غاليتي White Musk ع التوقيع الجميل asian embarrassed 3>
    ask me
    ممتنة لكل دعوات قراءة الروايات لكن اعتذر عن تلبيتها في الوقت الحالي em_1f495

  10. #369
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اهلا وسهلا بعودتك ^^ اتمنى ان يأتي الفصل 18 في مدة قصيرة مو نفس الفصل 17 المسكين em_1f606

    كالعادة ميمي تشان ترتيب في الاحداث والقصة وكأن الثلاث سنوات لم تمر ! ما شاء الله عليك فعلاً e424

    ننتقل للأسئلة :

    1- ما انطباعكم عن الشخصية الجديدة التي ظهرت (مايومي) ؟ biggrin

    شخصية ذكية وجذابة تليق بشخصية شريكها كيو كثيراً و اضافة مميزة للقصة

    2- رأيكم بـ آيزوكو النسخة الحاكمة cross-eyed

    كما هو متوقع من شخصيته منذ الجزء الاول وهو بالغ التفكير .. في الحقيقة اشعر بالفخر قليلاً em_1f606

    3- عموم تعليقاتكم وتوقعاتكم للقصة.

    متحمسة لرؤية الاحداث القادمة وما هو سر اختفاء ايزوكو واياكو .. ومتعاطفة مع ايزومي والخوف والقلق اللذي يلازمه بأنه قد تتغير حياته في اي لحظة e403 وكان من المنعش رؤية الاخوين جو وكيو مرة اخرى اشتقت لهما فهما يلعبان دوراً مهما في القصة دائماً e415 وايضاً كيف حصل الانقلاب وما السبب الحقيقي ورائه ؟؟ كل هذه الاسئلة سأحتاج لاجابتها في الفصول القادمة em_1f62c
    في الحقيقة اعاتبك ميمي كان من المفترض ان يكون الفصل 7 صفحات على الاقل em_1f608 ولكن ليست مشكلة قليل دائم خير من كثير منقطع xD

    بانتظار الفصل القادم على احر من الجمر em_1f624e20ce20c ونشكر كل مساعدة مقدمة لكي في سبيل انزال الفصل في الوقت المحدد e41f

    في حفظ الرحمن للفصل القادم ~

  11. #370



    السلام عليكم ورحمة الله
    اوهايو ميمي سان، كيف الحال؟ embarrassed
    اخيرًا خلصت المناقشة وصار عندي وقت للقراءة والنقاش على الفصل cry وأنا سعيدة لعودة الرواية واجتماعنا هنا مرة أخرى :قلب:

    بداية الفصل جميلة جدًا، احب ايزومي وتقلب شخصيته المراهقة، اراه احيانًا ذكي ومتفهم ومستعد لكل العقبات، ويبدو احيان اخرى كمراهق ثائر!!
    متحمسة جدًا جدًا لصدامه مع باكي، اشعر انه يملك ضغينة ضده وهذا ممتع نوعًا ما laugh، سيبدو الامر مقارب لما كان عليه ايزوكو في صغره laugh

    الحديث عن الذكريات كان لطيف ومؤثر، كل واحد منهم مفتقد أهله بطريقة مختلفة ويحسد الاخر، لكن للاسف كلاهما عاشا بدون ايزوكو واياكو :قلب مكسور:
    احببت تعرف اتسوكو على حياة اخيها xD الكثير من الفضول لمعرفة كل الامور الغريبة والناس في حياته embarrassed اتخيل انها كانت مشتاقة لشخص مقارب بالعمر cry ، واتخيل ايضًا ردة فعل ايزومي عندما يذهب الى عالم الاشباح ويكون دوره هذه المرة ليسأل!! مع اني اعتقد انه سيكون مستعد وان هونوكا قد شرحت له الكثير !!!


    ذكريات الأشباح كان مثيرة جدًا للاهتمام وحماسية!! احببت مشهد المحاكمة، كان التوتر في اقصاه ونحن نشاهد تعرضهم للظلم والحكم المباشر!!!! وخاصة ان الاعدام بنفس الادوات الي كانوا يساعدوا بها عالم الاشباح!!! hurt
    مشهد محاولة كيو لانقاذ جو كان مؤثر cry واخيرًا وصول ايزوكو كان جدًا حماااااااس!!! :قلب:

    تمنيت لو كان هناك تركيز اكبر على مشاعر كيو لخسارة اخيه، لكنك تعوضين هذه المشاعر بالكلمات التحفيزية، مثلاً خطاب ايزوكو عندما اعتلى الحكم كان رهيب!!! ومشهد محمس حتى لنا كقراء فكيف بالجمهور الي هناك embarrassed

    واخيرًا مشهد استيقاظ هاتشي، اتذكر اني اخبرتك اني معجبة بكيفية تجميعك للمعلومات وانك تتعبي فيها وما تكتبي شيء سهوًا الا بعد التأكد embarrassed بحيث اني عندما اقرأ شي من كتاباتك فأنا اعرف ان جزء كبير منه موضع ثقة وحقيقي!!
    المشهد باكمله كان مكتوب باحترافية، عاشت ايدك عليها بجدية متعوب عليه :قلب:


    1- ما انطباعكم عن الشخصية الجديدة التي ظهرت (مايومي) ؟
    احببتها، تبدو لطيفة وذكية جدًا ومناسبة لاحد التوأم العبقري!! كذلك عندها كياسة تعادل تصرفات التاكاهاتا المتهورة laugh واخيرًا حبيت ايضًا الحوار بينها وبين زوجها تفاهمهم اعجبني embarrassed


    2- رأيكم بـ آيزوكو النسخة الحاكمة؟
    رهيبببب جدًا !!! اتطلع لقراءة الكثير من احداث الماضي عنه وكيف احدث تغييرات بعالم الاشباح، احب شخصيته القوية الرزينة!!


    3- عموم تعليقاتكم وتوقعاتكم للقصة.
    امممم انا اعرف القليل من الحرق لكن نسيت التسلسل الزمني له، لذا ما عندي فكرة عما سيحدث في الفصل القادم، اتمنى نسمع المزيد عن الاكوما والتنشي احس اشتقت لهم :قلب:


    بأحر الانتظار للفصل القادم ميمي سان ❤❤ عاشت الايادي وبورك قلمك :وردة:



    بِآلإستغفآرِ .. ♥
    ستسعدُون ، ستنَعمون , ستُرزقون من حيثَ لآ تعلمون
    [ أستغفرُ الله آلعظيمَ وأتوب إليه ]

    ♥ رابط روايتي على الواتباد ♥

  12. #371


    هدوء الملاك


    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة هدوء الملاك مشاهدة المشاركة
    ميميميمييمي
    ايش بداية الفصل الكيوتة دي الي تبرد القلب embarrassed :قلوب كثيرة: لقاء اتسوكو وايزومي كيووووتت … ظهر جانب ايزومي الحنون كأخ أكبرررر embarrassed



    توءتوءتوء يا ايزومي يا مشاكس وين عمتك عنك laugh

    ولو انه بعدين صار قاسي وياها ما عجبني :| ياخي تسحب منها المعلومات سحب من البداية تو شفتك اختك شوي شوي عليها cross-eyed
    laugh
    احم ترا بنقول آتسوكو صغيرة يعني 12 بس إيزومي 16 مو صغير ممنوع تذوبي عليه e201

    همم المسكين ما سوى شي للحق عمته متشددة laugh
    يا بنتي لو حطيتي نفسك مكانه أظن معه حق يحاول يفهم وش صار laugh


    يناسبه laugh لازم يعترف ان طموحه الحقيقية يسوي حضانة او روضة معي بلاش مكابرة smoker

    وشسمه اتسوكو حزنتني كيوتة وهي تشوف صور ماماتها وباباتها انحرمت منهم ومن وجود صورهم cry كسرت قلبي بنتي

    وللحين ما فهمتتت ايش هونوكا انفصلتتت وليش اعتذار وليش ابي اعرف تفاصييييل paranoid بس شكلها مكابرة وتحبه ليش تسأل عن أحواله devious ضحكني باكي وهو كل شوي يقول مالي شغل بالمشاكل العائلية xDD
    تعالي اقنعيه laugh بالأحرى اقنعي التينشي يتركوه لهالطموح لأن شكله مستعد للشغلة e201

    عندهم بعالم الأشباح صور لكن مش صور صور إنما رسمات.

    laugh


    بالنسبة للفلاش باك اظهر جوانب عديدة غامضة لكن خساررررررة اريد كنتي تكملي وش صار لايزوكو واياكو cry cry
    هذا مقطع مشوق جدا بالرواية خصوصا سالفة كيو وجو مرعبب كانوا ع وشك الموت ") ايزوكو بططططل 3>

    عجبتنييييييي هيبة ايزوكو للحق embarrassed طلع كفو هالولد smoker وهاتشي وضعه مرة محزن *^* …كويس انه لسه عايش لسه ونجا *^* طبعا التركيز مليون وانا اقرا سالفة علاجه حسيت الوضع كأنه بالطوارئ cheeky مستشعرات الجبين كأنه بمعمل فحص النوم zlick وبدل ما يسوون صدمة كهربائية للقلب وقت توقفه يسووون للدماغ مع الاشباح ؟ طب الاشباح هذا مثير glasses

    بس شي مافهمته ليش يسوو له تخدير مو هو المفروض يرجع لوعيه ويحاولوا فيه paranoid ؟ الدماغ الشبحي ده غريييب paranoid

    وصح بخصوص وانك اهتميتي بمعرفة اجزاء الدماغ وكذا بزاوية كيوبي… يسرني اهتمامك بهذه التفاصيل embarrassed
    بس مايومي خربت الجو المتوتر وضحكتني laugh وقته يا بنتي الرومانسية وقته ؟ laugh وجو كمان يستخف دمه بعدين اعترفوا انها زوزته D: +واضضضح كيو انحرج laugh

    بعدين هاتشي ايش فيه صار زي كبار السن الي يكابرون يبي يستخدم طاقته وتحمس :| الله يهديه هالجد :|
    بيكمل الفلاش باك في الفصل الجاي المفروض دونت ووري :يمشي: يمكن ينتهي عموم هذا الفلاش باك في الفصل الجاي كمان xD"
    شعبية آيزوكو كانت أوريدي كويسة وبعد أحداث الانقلاب ارتفعت أكثر laugh

    كككككك مشكلة انتو الدكاترة الواحد صار يخاف يكتب شي طبي laugh
    يا بنتي الصدمة الكهربائية مش للقلب لأنه مش متوقف، من الأساس هي عملية إيقاظ يعني يحاولون يصحّونه من غيبوبة، والمسؤول عن الوعي مين؟ glasses الدماغ glasses xD

    بالنسبة للتخدير فهو لأنهم حفّزوا منطقة المشاعر واللي من ضمنها الألم، والتخدير كان المقصود به تسكين الألم، يعطوه حاجة زي البنج الموضعي ربما :يمشي:

    سانكيو embarrassed
    ههههههه أصلاً مش من شخصيتها أبدًا لكنها كانت مفتقدة زوزها بس عشان من زمان ما شافته laugh بعدين لازم تلطّف الجو عشان الأوضاع ما كانت بأفضل حال مؤخرًا خخخ
    في الحقيقة جو ما كان يستخف دمه، هي "أخته في القانون" بس غلطته انه ما كمل جملته فقط laugh


    .

    cry الله يسامحك ميمي هنا تأثرتتتتت جدا خصوصا وانها ما رجعت شافت ولدها frown frown مرررة المقطع زعلنيييي

    -
    عودة للحاضر بعد ما بنتنا ميو كبرت وصارت تساعدهم glasses بنت بارة ربي يحفظها glasses هاللقطة الي خلت فضولللللي يزدادددد وش صاير ليش جا سوراااا ؟ وكمان الماضي لسسسسه ماخلص ابيييي اعرف وش بيصييييير …. لا تتأخري علينا ميميميميميي cry



    الي يحبني ويبي يشكرني ما يتأخر بالفصل الي بعدو zlick امزح امزح ولو ما بيننا تذكار احطها بعيونيييي المهم اشوف تكملتها :قلوب كثيرة: 3>
    وه معلش cry نسيت ان عندي متابعين حساسين لهالنقطة laugh"
    بس بغيت أوصّل ان أياكو كانت متحاملة كثير على نفسها وحريصة ما تحكي عن إيزومي عشان سلامته رغم أنها مشتاقة له وكذا :يمشي:
    ولا تقلقي سالفة سورا و وش يبي من ميو بتكمل في الفصل الجاي أكيد إن شاء الله laugh
    دعواتك يخلص بسلام لأني مش عارفة ألقى له وقت زي الناس... :فيس مقلوب وقلب مكسور:

    وش هذا laugh كككك ربي يحفظك يا بنتي وتسلمي لي :قلوووب:
    وشكرًا على الرد biggrin


    × × ×

    S!Yuu


    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة â™ھ S!Yuu مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اهلا وسهلا بعودتك ^^ اتمنى ان يأتي الفصل 18 في مدة قصيرة مو نفس الفصل 17 المسكين em_1f606

    كالعادة ميمي تشان ترتيب في الاحداث والقصة وكأن الثلاث سنوات لم تمر ! ما شاء الله عليك فعلاً e424

    ننتقل للأسئلة :

    1- ما انطباعكم عن الشخصية الجديدة التي ظهرت (مايومي) ؟ biggrin

    شخصية ذكية وجذابة تليق بشخصية شريكها كيو كثيراً و اضافة مميزة للقصة

    2- رأيكم بـ آيزوكو النسخة الحاكمة cross-eyed

    كما هو متوقع من شخصيته منذ الجزء الاول وهو بالغ التفكير .. في الحقيقة اشعر بالفخر قليلاً em_1f606

    3- عموم تعليقاتكم وتوقعاتكم للقصة.

    متحمسة لرؤية الاحداث القادمة وما هو سر اختفاء ايزوكو واياكو .. ومتعاطفة مع ايزومي والخوف والقلق اللذي يلازمه بأنه قد تتغير حياته في اي لحظة e403 وكان من المنعش رؤية الاخوين جو وكيو مرة اخرى اشتقت لهما فهما يلعبان دوراً مهما في القصة دائماً e415 وايضاً كيف حصل الانقلاب وما السبب الحقيقي ورائه ؟؟ كل هذه الاسئلة سأحتاج لاجابتها في الفصول القادمة em_1f62c

    في الحقيقة اعاتبك ميمي كان من المفترض ان يكون الفصل 7 صفحات على الاقل em_1f608 ولكن ليست مشكلة قليل دائم خير من كثير منقطع xD

    بانتظار الفصل القادم على احر من الجمر em_1f624e20ce20c ونشكر كل مساعدة مقدمة لكي في سبيل انزال الفصل في الوقت المحدد e41f

    في حفظ الرحمن للفصل القادم ~
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أهلاً بكِ سيو تشان 3> ، إن شاء الله سيأتي cry laugh"

    شكرًا لكِ embarrassed

    حسنًا ~

    1- جميل جدا شكرًا لكِ على الإجابة biggrin

    2- ههههه يسرني هذا laugh

    3- امم بالنسبة لسر اختفائهما قد يأخذ وقتًا ليظهر كله لكنه لن يستغرق الكثير من الفصول، بل بات قريبًا xD
    فعلاً وضع إيزومي يدعو للتعاطف، وفعلاً أتفق معكِ استمتعت جدًا بكتابة المقطع الذي احتوى كيو وجو laugh افتقدتهما حقًا xD
    أما الانقلاب فأظنه سيذكر كله خلال الفصل القادم إن شاء الله biggrin

    هههههه الفصل أظنه 17 صفحة وقلت بأنه أكثر بصفحة واحدة عن المعتاد :تهرب: شكرًا على تفهّمك laugh

    شكرًا لكِ على الرد اللطيف سيو تشان embarrassed دعواتك أن أتمكن من إنهائه قريبًا :")


  13. #372
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Śummєя مشاهدة المشاركة



    السلام عليكم ورحمة الله
    اوهايو ميمي سان، كيف الحال؟ embarrassed
    اخيرًا خلصت المناقشة وصار عندي وقت للقراءة والنقاش على الفصل cry وأنا سعيدة لعودة الرواية واجتماعنا هنا مرة أخرى :قلب:

    بداية الفصل جميلة جدًا، احب ايزومي وتقلب شخصيته المراهقة، اراه احيانًا ذكي ومتفهم ومستعد لكل العقبات، ويبدو احيان اخرى كمراهق ثائر!!
    متحمسة جدًا جدًا لصدامه مع باكي، اشعر انه يملك ضغينة ضده وهذا ممتع نوعًا ما laugh، سيبدو الامر مقارب لما كان عليه ايزوكو في صغره laugh

    الحديث عن الذكريات كان لطيف ومؤثر، كل واحد منهم مفتقد أهله بطريقة مختلفة ويحسد الاخر، لكن للاسف كلاهما عاشا بدون ايزوكو واياكو :قلب مكسور:
    احببت تعرف اتسوكو على حياة اخيها xD الكثير من الفضول لمعرفة كل الامور الغريبة والناس في حياته embarrassed اتخيل انها كانت مشتاقة لشخص مقارب بالعمر cry ، واتخيل ايضًا ردة فعل ايزومي عندما يذهب الى عالم الاشباح ويكون دوره هذه المرة ليسأل!! مع اني اعتقد انه سيكون مستعد وان هونوكا قد شرحت له الكثير !!!


    ذكريات الأشباح كان مثيرة جدًا للاهتمام وحماسية!! احببت مشهد المحاكمة، كان التوتر في اقصاه ونحن نشاهد تعرضهم للظلم والحكم المباشر!!!! وخاصة ان الاعدام بنفس الادوات الي كانوا يساعدوا بها عالم الاشباح!!! hurt
    مشهد محاولة كيو لانقاذ جو كان مؤثر cry واخيرًا وصول ايزوكو كان جدًا حماااااااس!!! :قلب:

    تمنيت لو كان هناك تركيز اكبر على مشاعر كيو لخسارة اخيه، لكنك تعوضين هذه المشاعر بالكلمات التحفيزية، مثلاً خطاب ايزوكو عندما اعتلى الحكم كان رهيب!!! ومشهد محمس حتى لنا كقراء فكيف بالجمهور الي هناك embarrassed

    واخيرًا مشهد استيقاظ هاتشي، اتذكر اني اخبرتك اني معجبة بكيفية تجميعك للمعلومات وانك تتعبي فيها وما تكتبي شيء سهوًا الا بعد التأكد embarrassed بحيث اني عندما اقرأ شي من كتاباتك فأنا اعرف ان جزء كبير منه موضع ثقة وحقيقي!!
    المشهد باكمله كان مكتوب باحترافية، عاشت ايدك عليها بجدية متعوب عليه :قلب:


    1- ما انطباعكم عن الشخصية الجديدة التي ظهرت (مايومي) ؟
    احببتها، تبدو لطيفة وذكية جدًا ومناسبة لاحد التوأم العبقري!! كذلك عندها كياسة تعادل تصرفات التاكاهاتا المتهورة laugh واخيرًا حبيت ايضًا الحوار بينها وبين زوجها تفاهمهم اعجبني embarrassed


    2- رأيكم بـ آيزوكو النسخة الحاكمة؟
    رهيبببب جدًا !!! اتطلع لقراءة الكثير من احداث الماضي عنه وكيف احدث تغييرات بعالم الاشباح، احب شخصيته القوية الرزينة!!


    3- عموم تعليقاتكم وتوقعاتكم للقصة.
    امممم انا اعرف القليل من الحرق لكن نسيت التسلسل الزمني له، لذا ما عندي فكرة عما سيحدث في الفصل القادم، اتمنى نسمع المزيد عن الاكوما والتنشي احس اشتقت لهم :قلب:


    بأحر الانتظار للفصل القادم ميمي سان â‌¤â‌¤ عاشت الايادي وبورك قلمك :وردة:




    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أوهايوو سمغوو سان، الحمد لله بخير ونرجو أن تكوني بخير xD
    ومبارك الخلاص من المناقشة laugh ونعم الحمد لله، يا رب بس أقدر أكمل كتابتي بسلام e201

    ويل، إيزومي أخذ حكمة من ترباية عمته له عليها، لكن مراهقته لسه تطغى laugh
    ممم للحق مدري وش بيكون وضعه مع باكي لكني مبدئيًا أتصوره مختلف عن تعامل آيزوكو، آيزوكو كان يحب باكي رغم كل شيء أما إيزومي مش مرتبط به عاطفيًا أبدًا بحكم أنه لم يكبر معه xD

    يس يس cry
    هممم صح ان هونوكا شرحت لإيزومي الكثير لكن أظن الوضع يختلف من مجرد كونه كلام نظري عن التطبيق والتجربة بنفسه xD

    مادري ما احتجت أركّز على مشاعر كيو لخسارة أخيه عشانه ما خسره في النهاية laugh
    ويل، الخطاب مكتوب من أيام كنت أجيد كتابة الحوارات الحين أشعر اني فقدت المهارة تمامًا hurthurthurt

    سانكيوو embarrassedembarrassed

    1- كويس كويس xD

    2- مدري لو رزانته هذي منطقية بالنسبة لكم خصوصًا بعدما عرفتموه في الجزء الأول كمراهق عصبي laugh لكنه عاش 3 سنين من التدريب والتهيئة الصارمة مع الكائن الجامد هاتشيرو laugh لذلك أظن تحول شخصيته منطقي صح؟ cross-eyed

    3- بالنسبة للتينشي فتقريبًا أول الفصل الجاي كله عنهم وتحديدًا سورا xD الآكوما لا أعلم ما إن سيكون لهم ظهور أم لا بس حتى أنا افتقدتهم laughninja


    شكرًا على الرد الجميل كالعادة سمغوو embarrassed ممتنة جدا 3>


  14. #373


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    احم احم...


    Good News:
    1. الموضوع واصل الصفحة الثانية من القسم، مما يعني أن هناك تفاعلاً مكساتيًا بشكل أو بآخر، وهذا جيد
    2. أحاول شد حيلي في الكتابة مؤخرًا لكني قررت التوبة عن النشر المتقطع والتوقفات التعيسة ولذلك، لن أنشر قبل أن أجمع كمية كافية من الفصول المكتوبة ninja


    Bad News:
    1. آخر فصل نزل قبل سنتين e107e107e107 < مدري من ايش متفاجئة tired
    2. ما زال المنتدى ميتًا، وتذكار فقدت 80% من قرائها على الأقل e413



    لكن لا بأس ، ما زلنا عازمين على إنهاء ما بدأناه ومهما كان الثمن pirate
    < كف


    نراكم في الفصل القادم والذي سأحاول بذل جهدي ليُنشر متزامنًا مع العيد ربما :هرب:

    اخر تعديل كان بواسطة » *Kyuubi Mimi* في يوم » 06-03-2024 عند الساعة » 09:16

  15. #374

    ابتسامه الفصل الثامن عشَر: حاكم الأشباح آيزوكو ~


    بسمِ الله الرحمن الرحيمْ
    attachment


    *تتسلل إلى هنا*
    *تنظر يمينًا ويسارًا وتتأكد ألا أحد يراها*
    - باكا ميمي أشكّ أنه يوجد أحد هنا حتى يراكِ، فيما عدا الكائنات المسكينة التي تجرّينها إلى هنا يعني tired
    - باكا كيوبي اخرس فقط وانحشر في زاويتك إلى حين وقتها ogre
    - ..... tired
    - ..... ogre
    - ..... cheeky
    ....
    *أصوات عنف ومشاهد محجوبة*
    sleeping

    مرحبًا مينّا سان، عادت إليكم ميمي المصرّة على النشر المكساتي مهما دارت الأزمان واندثرت المعالم
    وظهرت البقاع الجديدة وتلاشت الكثبان ومدري ايش كمان beard
    عقدة إخلاص ووفاء اسم الله عليّ embarrassed كما يقولون قديمك نديمك وكذا cheeky < يكفي ثرثرة tired


    نقتبس ما قلناه سابقًا nervous
    كنت بقول شي ونسيت...
    ايه تذكرت <~ ذاكرة ميمي اللي تتذكر بمجرد ما تقول نسيت
    المهم ..
    أنا لم ألمس ملف تجهيز الفصل للنشر المكساتي لدرجة أني ضيّعت مكانه لوهلة على حاسوبي laugh
    عيب علي أعلم squareeyed
    مينّا سان... سامحوني على هذا الانقطاع المريع، أشكر لكم صبركم ومحاولات مساعداتكم طوال الفترة السابقة.
    ثم نشرنا ملخّص أحداث تجدونه هنا #359
    وهنا رابط الفصل السابق: الفصل السّابع عشَر: صوَرٌ متناثرة ~
    أو لو صعدتم حبتين رح تلقوه فوق biggrin


    /

    قبل أن نبدأ: هذا الفصل سيواصل الفلاش باك الخاص بأحداث انقلاب الأشباح لكنني سأختمها فيه، إضافة إلى ذلك فهناك تحركات تينشاوية تحصل من خلف باكي cheeky
    حيث انتهى الفصل السابق هنا:
    سلّمها تلك الورقة بعد أن طواها ودسّها بمظروف ما، فشكرته وكادت تغادر إلا أن صوت الطرق على الباب استوقفها، سمح له كينشين بالدخول، واستدارت ميو إلى خلفها متسائلة عن هويّة الطارق، وبمجرّد أن فتِح الباب تعجّب الاثنان ممن تجلّى على عتبته.
    نهض كينشين من مكانه واعتدلت ميو في وقفتها وهي تضم المظروف إليها بذراعيها، وتحدّث القادم قائلا: أعتذر منكما إن كان وقت زيارتي غير ملائم، هناك ما أودّ الحديث عنه للضرورة من بعد إذنكما، وأظنني محظوظًا لإيجادكما معًا في الوقت نفسه.
    ورغم حيرة وتساؤل الاثنين إلا أن كينشين أجابه من فوره: بالطبع، أهلاً بك سورا دونو.
    ظلّت ميو تراقب تينشي النخبة المبتسم الذي لطالما حيّرتها ابتسامته الهادئة، وهالة السكون التي تحيط به، وهو يخطو بخفّة إلى داخل الغرفة، تراءى لها أنه ينظر إليها، مما أربكها وجعلها تنتظر ما أراد قوله بتوتّر.


    وبعد هذا كله يأتي الفصل الثامن عشر أخيرا laugh
    لحسن حظّكم أحداثُه أجبرتني على جعله طويلاً laugh
    وكما اتفقنا فهو عيدية لكم ، وكل عام وأنتم بخير asian


    إلى الفصل smoker


    .
    .

    attachment
    منوّر الأدلت آيزوكو في البوستر واللي خلص من شهور قبلما يخلص الفصل نفسه beard



    attachment

  16. #375

    2 ~



    *******

    قبل ساعات، وفي الجانب المضيء من الطبقة العليا، وقف كلّ من أودا وهيرومو بصمت يراقبان تينشي النخبة الموجود بصحبتهما، وقد كان "سورا" يسير هائمًا في أفكاره إلى جانب رفوف المكتبة الخاصة بالتينشي، وتحدّث بسرحان: بما أننا وجدنا أثرًا لعائلة تورياما، سيتبقّى عليّ أن أتواصل مع أحد سُلّانِه.
    علّق أودا -كونه رئيس وحدة التدوين الذي ساعد سورا في بحثه- مقاطعًا سرحان تينشي النخبة: أتساءل ما الذي جعل هيليوس ساما يبحث عن سليل لميّانو ساما في هذا الوقت؟
    توقّف سورا عن سيره ورفع ناظريه إلى محدّثه: أوه، هذه لم تكن مهمة من عند هيليوس، بل أردتُ البحث عن آل تورياما شخصيًا.
    تعجّب فردا التينشي برفقته لعلمه بأن سورا لا يقرر أشياء كهذه من غير سبب واضح، وبالأخصّ إن كان دون علم القائد، فقال هيرومو: ليس هذا من عادتك سورا سينباي.
    ابتسم المعنيّ وأجاب: قد نحتاج إلى ضمّ المزيد من الأشباح إلينا أثناء الحرب، عددنا ليس كبيرًا، وبالرغم من أن على الآكوما الالتزام بنفس العدد لأجل التكافؤ في القوى إلا أننا نتعامل مع شخص خبيث كـ كوروسيفر، وهو كما تعلمان يهوى مخالفة قوانين الطبقة العليا لكونه منيعًا ضدّ عواقبها بشكل ما، وبما أن خيار ازدياد عدد التينشي تلقائيًا بانضمام أفراد من الهوكايدو لم يعد متاحًا فعلينا فعل ذلك بأنفسنا، ولذلك سنبحث عن أصحاب القوى المميزة قدر الإمكان منذ الآن.
    أجاب هيرومو: أوه.. صحيح، زيادة عدد التينشي لا تشترط معرفة القائد بالأمر دائمًا ما دام الأمر بيد النخبة، فهمت الآن.
    ردّ سورا: نعم، لكن الأمر مبكر بعض الشيء، لذلك أرجو أن تبقيا هذا بيننا إلى أن يحين الوقت المناسب.
    أومأ الاثنان بالطاعة، وقبل أن يغادر محدثهما ختم قائلاً: عليّ شكرُ كومو لاحقًا لحصره هذه الكتب التي ساعدتني في إتمام ما أردت فعله، أرجو منكما متابعة البحث عن أصحاب القوى المميزة في كافة الأقسام الأخرى برفقة بقية أعضاء وحدة البحث والتدوين من فضلكما، أودا سان وهيرومو سان.
    انحنى الاثنان بينما يبتعد سورا قائلين بصوت متناغم: علم.
    تلاشى من أمام ناظريهما، إذ كان قاصدًا "سليل تورياما" الذي تمكّن من التوصّل إليه بعد البحث الدقيق في الكتب الخاصة بعهد كاغيليوس وميراليوس، الكثير دار بباله فقد حدّث نفسه: "ما دام هيليوس يواصل تحرّكاته الخاصّة بعيدًا عن تعليماتنا، فيجب عليّ أن أكون معتدًّا لأي ثغرات أو مستجدّات".
    توارد إلى ذهنه موقف قديم يعود زمنه إلى ما يتجاوز عقدًا من الزمان بقليل، وقد كان ذلك بداخل غرفة حاكم الأشباح الواسعة:
    حيث وقف باكي حينها ناظرًا ناحية النوافذ متأملاً الأفق خلفها، كان عاقدًا ذراعيه، وصامتًا رغم زحام أفكاره، وعلى أحد مقاعد الغرفة جلس هاتشيرو الذي لفّتهُ هالة من الهم والحزن إثر تلقّي خبر "فقدان عالم الأشباح لحاكمَيه" قبل وقت قصير، ظلّ مخفضًا بصره وهادئًا لا يُقدمُ على حركة، وبقرب مدخل الغرفة كان يقف ساي وإلى جانبه ريو يراقبان بصمت، تحدّث: لا أعلم كيف كانت الأمور وقت تولّى آيزوكو الحكم، لكن بغيابه الآن يجب أن يوضع حاكم بديل حتى لا تتعقد الأمور.
    بقي هاتشيرو على وضعه، ولم ينطق بأي حرف، بينما التفت إليه باكي وتابع الكلام: عليك التأهّب للعودة إلى موقعك هاتشيرو.
    توقّع منه جوابًا يكسر صمته، لكن حاكم الأشباح المكلوم أبى تحريك شفتيه، تساءل الثلاثة في المكان عن صمته فناداه باكي ثانيةً: هاتشيرو؟
    - لن أعود لذلك الموقع مجددًا.
    - ما الذي تقوله؟ أنت الوحيد الذي يمكنه تولي الأمر!
    - قلتُ لن أعود إليه.
    صمت باكي واحتار من أمر محدّثه، تحرّك من أمام النافذة الكبيرة وصار يقترب من الشبح الجالس دون أن يغير وضعيته، وسط تساؤل كبير الخدم وزوجته، وقبل أن يصل قائد التينشي إلى المقعد نهض هاتشيرو واستدار ليقف مواجهًا باكي، وعاد للكلام: عليك البحث عن شخصٍ غيري.
    ردّة فعل هاتشيرو جعلت التينشي أمامه مشوّشًا، إذ لم يتوقع أبدًا أن يصدر شيء كهذا من زوج أخته الراحلة والذي قام بمهام الحاكم بإخلاص مدة طويلة، استجمع كلماته وردّ مستنكرًا: أنت بلا شكّ تمزح! حُكم القطاع "أ" محصورٌ لآل هوكّايدو، وصحيح أنك لست منهم لكنك...
    قاطعه هاتشيرو: قلتها بنفسك، أنا لستُ منهم، وهذا لم يعد مكاني.
    انفعل باكي وأمسك بهاتشيرو من تلابيبه وارتفع صوته وهو يعقد حاجبيه: هذا كلام فارغ!! لا تتصرف كالأطفال وأنت بهذه السنّ!
    لم يقاومه الشبح بل اكتفى بأن يرمقه بعينيه التي انطفأ بها بصيص الأمل، رغم ذلك ردّ قائلاً: لا يمكنك فرضُ الأمر عليّ، حتى وإن كنتَ قائد التينشي.
    تركه باكي وهو ما يزال مشوشًا، تابع هاتشيرو دون أن تتغير نبرته الهادئة: لم يكن ذلك الموقع لي منذ البداية، إنه يخصّك، وقد استلمتُه من قبلُ لأحفظه لك، أتذكُر؟
    ظل باكي يتأمل ملامح هاتشيرو التي اتضحت التجاعيد فيها بحيرة، وضاع بين أفكاره بعد الذي سمعه...

    .
    انقطعت ذكرى سورا هنا وسرعان ما انتقلت به إلى حوار قديم آخر، حين كان باكي مجتمعًا باثنين من ثلاثيّ النخبة، وقد بدا الاضطراب عليه حينها: لا أعرف ما يمكنني فعله، إنني مشوش حقًا الآن. إعادة آيزوكو وأياكو غير ممكنة، وهاتشيرو ينتظر مني أن أتولى زمام الأمور مكانهما. أهذا ممكن أصلǿ
    وقد كان سورا من أجابه: ليس حقًا، قائد التينشي ليس مسؤولا عن الأمور الإدارية لعالم الأشباح ولا سياساته وقوانينه، ولكن اختيار حاكم الأشباح من الأمور التي يمكنك التدخل فيها، هيليوس، إن لم تكن ترى خيارًا بديلاً سوى استلامك لمهمات الحكم بنفسك فلن أمنعك.
    كان جوابه مفاجئًا لباكي الذي ردّ: حقǿ ظننتك أول من سيعترض.
    تدخّل كومو في الحوار قائلاً: لا أعلم إن كان استلامك للحكم خيارًا سديدًا، سورا سينباي متراخٍ دائمًا معك هيليوس ساما، إن أردتَ رأيي ربما يمكنك أن تعود إلى هاتشيرو دونو وتفاوضه مجددًا أو تبلغه أن يقوم بإجراء اللازم لترشيح حاكم بديل، ألم يكن آل إينادا مثلاً أقارب بعيدين للهوكايدو؟
    التفت باكي إليه وقد بيّن هذه المرّة ما يجول بباله: لم يمضِ وقت طويل جدًا على استلام آيزوكو للحكم يا كومو، فهمت من ذلك الحوار القصير مع هاتشيرو أن عالم الأشباح دخل في فوضى مدة من الزمان ولم يوقفها إلا وجود آيزوكو، عالم الأشباح معرّض مجددًا لهذه الفوضى بغياب حاكمه عنه وواجبنا كتينشي منعُ حصول ذلك.
    استشعر الاثنان في كلامه ارتباكه بوضوح، وقد تجلّى ذلك حين تابع: إنني أعرف الخيارات المتاحة جيّدا، لا يوجد بديلٌ لآيزوكو حاليا سوى والده، وأنا...
    رصّ على قبضته: آه سحقًا! قمتُ بكل ما يمكنني فعلهُ للمحافظة على حياة آيزوكو وأياكو ومع ذلك... أقفُ الآن عاجزًا لا أملك حلًّا يضمن لي استعادتهما.
    صمت لوهلة قبل أن يتابع: ختمُ عقدِ الدم كان طريقة شيطانية أعادتني من قبل باستخدام تضحية معيّنة، وكوني هيليوس الآن لا يسمح لي بتلويث اسم قائد التينشي بهذه الطريقة، كلّ ما أملكه الآن هو جثّتان قد تقضيان بقية حياتهما في سبات أبديّ هنا داخل حقل التينشي وإلى أن أجد طريقة ما لإعادتهما.
    تحدّث سورا بنبرة وضّحت قلقه على وضع قائده: اهدأ هيليوس، أتفهّم ما تقوله ولذلك أخبرتك أن استلام الحكم أمر عائد إليك إن كان هذا الخيار الذي سيريحك من كل هذا التفكير.
    والتفت إلى كومو قائلا له بتوبيخ: لم يكن كلامي نابعًا من تراخيَّ مع هيليوس، كومو، بل إنني أظنه محقًّا في حيرته، استقرار عالم الأشباح مهمّة التينشي الأسمى في النهاية.
    صمت كومو للحظات، ثم ردّ: حسنًا، أنتما أدرى بشؤون النبلاء أكثر منّي، ولكنني أبديتُ رفضي لأني أرى أن استلام مسؤوليتين ثقيلتين كقيادة التينشي وحكم الأشباح في آن واحد ضرب من الجنون، والمعركة التي تنتظرنا نحن التينشي ليست مزحة ولا أمرًا هيّنًا وأخشى أن تشتيت هيليوس بما ليس من مسؤوليته لن يكون في صالحنا.
    كان باكي وقتها يحاول استعادة هدوئه وتسكين اضطرابه والثبات على قرار أخير، أطلق زفرة طويلة ثم عاد ليحدّث ثنائيّ النخبة الواقفَين حوله: إنكّ على حقّ كومو، ولكنني سأحاول بذل جهدي حتى أوازن بين مهامّ المنصبين.
    التفت الاثنان إليه، فحدّثه سورا: أفهم من كلامك أنك تستقرّ على قرار استلام الحكم؟
    أجابه المعنيّ: نعم، بعد تفكير في الأمر أجده قراري النهائي خصوصًا وأن هذا الموقع كان في الأساس مخصصا لي فيما مضى، والآن مهمّة التينشي الأسمى هي استقرار عالم الأشباح كما قلت قبل قليل، كما أنني أودّ إحداث التغيير بيديّ، أودّ أن أشهده بنفسي.
    بدت نظرات متسائلة على ثنائي النخبة حول ما يعنيه باكي، تابع مزيحًا عنهما تساؤلهما: وجود التينشي في عالم الأشباح كان أمرًا طبيعيًّا إلى أن مرّوا بمرحلة الضعف الأخيرة، أريد لهذا أن ينتهي في عصري، يكفي عالم الأشباح فقدانه لعائلته الحاكمة الأصلية.
    تحوّلت تلك النظرات على وجهَي كومو وسورا إلى أخرى راضية، اختفى "هيليوس" من بينهما متجها لهاتشيرو حتى يبلغه بقراره، وفي اللحظة ذاتها ظهرت آمي واقتربت من زميلَيها قائلة: إذن فقد رسا هيليوس على تولّي حكم عالم الأشباح؟ لِمَ أملك شعورًا بأنه قد قرر ذلك قبل أن يحدّثكما الآن؟
    ابتسم سورا واطلق ضحكة قصيرة ليجيب: هذا صحيح، لقد كان في الحقيقة يتأكّد من أننا لن نمنعه فقط، لم يكن بحاجة إلى رأينا ليتّخذ قراره النهائي.
    عبس كومو وتحدّث: إذن لِمَ توبّخني على ما يفترض أن تقلق أنت أيضًا بشأنه؟ ما يحصل الآن سيجعله يتمرّد أكثر مستقبلاً.
    تحوّلت ابتسامة سورا إلى أخرى مرتبكة، لم يكن هو من أجاب زميله بل آمي حيث قالت: هنا يأتي دورنا كومو كن، هيليوس عنيد لذلك من الأفضل أن نسايره بما يجعله لا يشعر بأننا نضيق الخناق عليه ويتيح لنا في الوقت ذاته أن نحكم السيطرة على الوضع.
    كلام آمي الأخير أوقف تلك الذكريات البعيدة وانتقل بسورا مجددًا إلى ذكرىً أخرى لحوار حصل في وقت أقرب، خاضه مع كومو وآمي قُبَيلَ أن يُلزِموا قائدهم بالانسحاب التدريجي من شؤون الأشباح...
    حيث تحدّثت تينشي النخبة الأنثى قائلة: لقد سمحنا له من قبلُ بأن يقرّر ما سيفعله حيال مسألة حكم الأشباح، وقد اختار حمل مسؤوليتهم رغم أنه غير ملزم بها، أشعر أننا لم نعد نملك حقّ الاعتراض على إصراره على الاستمرار.
    أجاب سورا: معكِ حقّ، آمي سان، المشكلة أن بقاءه لمدة طويلة في هذا العالم وانخراطُه في أمور الأشباح بات يلغي كيانه كـ "هيليوس"، ويمحوه ليعود "باكي" للظهور، لا أملك تصوّرًا لكيفية تأثير هذا على الأحداث مستقبلاً.
    بدا شيء من الامتعاض على وجه كومو والذي علّق قائلاً: قل كلامًا غير هذا رجاءً سورا سينباي، ظننتك حين سمحت له باستلام دفة حكم الأشباح قد حسبت حسابًا لكل شيء، لكن إن كان الأمر هكذا فأظنني أستطيع إصلاح الوضع بمساعدة بسيطة منكما.
    وظهر التساؤل على وجه سورا قائلاً: ما الذي تنوي فعله؟
    ابتسمت آمي بقلة حيلة: إن كنت تقصد إصلاح الوضع بالقوة فانسَ هذا الأمر كومو، سينتهي الأمر بنا أنا وسورا بإيقاف شجار أطفال مزعج فقط.
    تنهّد المعنيّ مجيبًا رغم انزعاجه: سيكفيني أن أفرّغ شيئًا من غيظي حتى أجعل منه قائدًا جيّدا بدلاً من هذه المهزلة...
    تبسّم سورا من كلام كومو، ولكنه غيّر اتجاه الحديث حين قال: أظن أننا إن أردنا أن نحلّ الأمر بشكل جذري فلا بد أن نفكر بجدّية أكبر فيمن يمكنه أن يحل محل هيليوس في حكم الأشباح.
    التفت كومو إليه وأخذ يفكّر: سبق وأن قلتُ أن علينا إقناع هاتشيرو دونو بذلك وربما يقبل الآن ما دام رضي بتسلم الأمر مؤقتًا في الفترة الأخيرة، أو ربما اختيار أحدٍ من آل إينادا، ولكن هيليوس لم يكن متقبّلاً للفكرة، فمن عسانا أن نختار هكذا يا سورǿ
    أجابه وقد كان يفكّر مليًّا أيضًا: ما زلنا نملك خيار استعادة الحاكمين السابقين رغم عدم وضوح كيفية الأمر، أو...
    صمت وقتها، دون أن يعلم كلٌّ من آمي أو كومو ما كان يجول فعلاً في باله،
    انقطعت هذه الذكرى عند هذا الحد، وحين توقّف عند مقربة من معهد الأشباح الذي كان يتجه إليه تبادر تساؤلٌ ما إلى ذهنه، لم يسبق أن أفصح لأحد عنه: "أتساءل إن كان هيليوس قد التقى به الآن..."
    توقّف عن الحركة حين استوعب أمرًا: "أكانت أحلام آتسوكو تشان تشير إليه أيضًا...؟ أحلام البشر أمرٌ عجيب".
    أزاح كل ما يتعلق بهذا الأمر من ذهنه وتقدّم ليكمل ما جاء لفعله، وبعد الدخول إلى مكتب كينشين واستهلال الأمر، حدّث ميو التي كانت تنظر إليه وقد تسلل إليها التوتّر: هل ذكر لكِ جو سان شيئًا عن صخرة الميكا من بعد لقائنا الأخير؟
    هزّت رأسها وقد أثار سؤاله تعجُّبها مما أزاح توتّرها: نعم، أخبرني أنها تمرّ بفترة الضعف الحالية بسبب حرب التينشي والآكوما.
    عاود السؤال: ألم يذكر لكِ شيئًا آخر عنهǿ
    كان كينشين ينصت إلى حوارهما باهتمام دون أن يتدخل، بينما تجيب ميو: أممم.. إن كنت تقصد أمر كيفية وصولها إلى الأشباح فنعم قد ذكر بشكل سريع أن التينشي من جلبوها بطريقة ما.
    ابتسم سورا: بالضبط، اسمحا لي الآن أن أطلب منكما أن تتعاونا مع التينشي لأجل استعادة هذه القدرة التي مكّنت التينشي من نقل الصخرة إلى هنا.
    كان الاثنان في حيرة من طلب سورا، فأخذا ينظران إلى بعضهما بعضًا، أكمل سورا ليزيل تلك الحيرة عنهما: قمنا ببحث موسَّع للوصول إلى كل شخص قد يحمل قدرة التينشي الذي تمكّن من نقلها، ووجدنا أن كينشين سان يملك قرابة بعيدة به.
    ارتفع حاجبا كينشين بتعجّب، ولكنه لم يعلق، وترك المجال للتينشي ليتابع كلامه: لكن هناك قرابة مباشرة بين الآنسة ميو وميّانو التينشي.
    ظهرت الدهشة على وجهها، بينما أطلق كينشين ضحكة إثر تفاجُئه: هل كلامك يعني أنني والثلاثيّ تاكاهاتا كنّا أقارب كل هذا الوقت؟
    التفت سورا إليه وأجابه بابتسامة: ليس تمامًا، بل القرابة من جهة والدة ميو سان، السيدة مايومي.
    طرحت ميو تساؤلها: وهل كان التينشي ميانو من عائلة تاكيموتو مثل والدتي؟
    أجابها التينشي: لا، وهذا ما جعل التوصل إلى ما كنا نبحث عنه صعبًا، ميّانو كان ينتمي إلى عائلة تورياما التي اندثرت، كان له شقيق توأم، لا أدري بالضبط إن كان أختًا أم أخاً، لكن سلالة هذا الشقيق تحوّلت في نقطة من الزمان إلى اسم تاكيموتو.
    وقبل أن ينطق أحدهما بشيء تابع سورا: رغم وجود عدد من الأشخاص الذين تربطهم صلة قرابة بتورياما ميّانو الآن، إلا أن اختياري وقع على ميو سان تحديدًا لتتمرّن على قدرة نقل الأشياء البعيدة لكونها متصلة بشكل مباشر كما أسلفتُ القول، ولأنها تاكاهاتا أيضًا.
    تساءلت ميو ثانية: هاه؟ وكيف لهذا أن يفيد؟
    رد قائلاً: آلُ تاكاهاتا يتقنون التحكم بالعناصر، أتصوّر أن "التحكم" بالأشياء لنقلها سيكون سهلاً ما دام الأمر يعتمد على المبدأ نفسه، أذكر أن عنصركِ كان الرياح، أليس هذا صحيحًǿ
    أومأت بالإيجاب، فتابع: هذا العنصر يعتمد على الحركة، مما سيعزز لكِ كسب المهارة كما أظن.
    ظلّت لوهلة تفكّر، وقد شدّت ما بيدها إليها، التفت سورا هنا إلى كينشين وحدّثه: دورُك هنا سيّد كينشين هو أن تساعد ميو سان على التدرّب حتى تتقن المهارة جيّدًا، أعتقد أنك أفضل من يدرّبها خصوصًا وأنك قد تملك ذات القدرة ولو بشكل طفيف، لا يمكنني أن أعطيكما توقيتًا أو حيثيات معيّنة لاستخدامها فما أزال لا أعلم شخصيًا وربما يجب علي العودة لتدوينات ميّانو للبحث أكثر، ولكنني أقترح على ميو سان أن تتعرف إلى الطاقات المحيطة بها وتدرسها جيّدًا حتى تستطيع تطبيق النقل عليها، وربما تكون صخرة الميكا خيارًا جيّدًا للتدرّب عليه فمن يدري لربما احتجنا إلى الحصول على واحدة أخرى...
    انحنى كينشين قائلاً: عُلِم، سورا دونو.

    attachment

  17. #376

    3 ~


    بدا سورا راضيًا، ثم التفت إلى ميو التي ما زالت تقلّب الأمر في رأسها، فسألها: وماذا عنكِ ميو سان؟ هل تقبلين طلب التعاون هذا ؟
    رفعت عينيها إليه وأجابت بتردد: هذا الطلب واختياري للقيام به شرف كبير لي في الحقيقة، ولقد فاجأني، ليس الأمر أني أرفضه ولكنّي أخشى ألا أرقى إلى توقّعاتك سورا دونو.
    همهم سورا قبل أن يرد: لا تقلقي، في الحقيقة لا أعلم فعلاً إن كانت هذه القدرة وُرِّثت إليكم أم لا، إنني أعتمد حاليًا على الحظ بشكل بحت، وأرى أنه لا ضير من المحاولة.
    رفعت حاجبيها تساؤلاً، وكذلك كان كينشين، فسألت: ماذا تقصد؟
    ردّ: قدرة ميّانو نجمت عن التعامد، شرطُ القدرات المكتسبة عبر التعامد هو أن يولد الشخص في نفس لحظة ظهور تينشي جديد، وكونُ توأم ميّانو وُلِد غالبًا في وقت مختلف فلربما لا يكون حاملاً لها، ولكن هناك فرصة ضئيلة بأنه قد كسبها، وإنني أراهن عليها.
    اقترب قليلاً منها وانحنى ليكون في مستواها وقد ابتسم لها بلطف قائلاً: لذا لا تقلقي بشأن توقّعاتي، إن لم ينجح الأمر فهو لن يكون خطأكِ بل سوء تقدير منّي، حتى وإن كانت القدرة موجودة في مكانٍ ما بداخلكِ ولم تتمكّني من إتقانها فلن ألومكِ على ذلك أيضًا، لا أحد يعلم كيف تعلّمها ميّانو ما دامت قدرة طبيعية نمَت معه منذ الولادة، (اعتدل في وقفته) لا أظنكِ ستعجزين عن إتقانها رغم ذلك، أعلمُ أنكِ لمّاحة وذكيّة وستتمكنين من تنفيذها بمساعدة من كينشين سان.
    فاجأتها جملته الأخيرة فاحمرّت وجنتاها خجلاً وانحنت بارتباك: أ-أشكركَ على ثنائك هذا لي سورا دونو، أرجو أن أكون عند حسن ظنّك، أعدك أني سأبذل جهدي.
    أطلق سورا ضحكة قصيرة وتحدّث: بل دعيني أشكركِ على قبولِ طلبي هذا.
    التفت إلى كينشين: وكذلك أنت كينشين سان، سألاقيكما بين فترة وأخرى للاطلاع على المستجدات بخصوص هذا الموضوع، واعذراني إن كنتُ أسبّب أي إزعاج، كما أستميحكما العذر للمغادرة.
    انحنى كينشين ثانية: على الرحب، ولا عليكَ سورا دونو، مرحّب بك في أي وقت.
    كانت ميو تنحني احترامًا أيضًا، وقد استدار سورا للخروج، إلا أنه توقّف حين تذكّر شيئًا فعاد ليحدّثهما: آه، أرجو أن تبقيا كل هذا بما فيهِ التدريب سرًّا عن الجميع دون استثناءٍ من فضلكما، خصوصًا وأن الأمر قائم على الاحتمال.
    أومأ الاثنان بالإيجاب، فاختفى سورا من أمامهما بعد أن خطا بضعة خطوات، استدارت ميو بعد اختفائه لكينشين وتحدّثت: كان ذلك مفاجئًا حقًّا، أجد الأمر مدهشًا أن عوائلنا تتقاطع عند نقطة ما، كما لم أتوقع أن يسدي التينشي أيّة مهمة لي بشكل مباشر هكذا...
    قعد كينشين على كرسيّ مكتبه، وأغمض عينيه وابتسم ليجيبها: كلّ شيء ممكن في هذه الحياة أيّتها الشابة، أظن أن عليكِ الآن أن تذهبي لإكمال عملك حتى لا تتأخري أكثر، وسأنتظرُ منكِ أن تعطيني الوقت الذي يناسبكِ لبدء التدريب.
    تنبّهت إلى كلامه لتخرج من سرحانها فيما جرى، وردّت: إن فرغتُ اليوم مما لديّ فربّما يمكنني البدء في الغد، إن كان هذا يناسبك شيكيمورا دونو.
    كان كينشين يرتّب مكتبه، وأجابها أثناء ذلك: يمكنني تدبُّر أمري للبدء في أي وقت، فلا تقلقي.
    انحنت شاكرة له، واستدارت قاصدة الخروج، وهي تواصل سرحانها بما حصل وتحدّث نفسها بصوتٍ مسموع دون أن تدرك ذلك: كنتُ مخطئة في حكمي على سورا دونو، ظننتُه شخصًا مخيفًا ولكنّه لطيف حقًا، لا أفهم لِمَ تقول عنه آتسوكو هيمي أنه مخيف...
    ابتسم كينشين وهو يستمع إلى تلك الكلمات التي أخذ صوتها يبتعد بينما كان يدوّن بعض الأشياء، حرّك عينيه إلى أحد ملفّات القطاع "د"، ووقعت عيناه على جملة: صاحب الجلالة "كيوشو كوسين"، وتوقيعه، فسرحَ بعيدًا...

    (( كان كوسين يجلس بقلة حيلة يفكّر بطريقة تخلّصه مما هو فيه، التفت إلى ابنه الذي لكم الجدار بقبضته ورصّ على أسنانه، ورفع رأسه لتظهر تعابيره المستشيطة غضبًا حين قال: من يظنّ توشيرو نفسه ليفعل هذا بنا ؟!!
    أخفض كوسين عينيه، وعلّق: اهدأ ، كيتاي، إنني أشدّ غيظًا منك، لكن هذا لن يفيدنا الآن.
    التفت المدعوّ كيتاي إلى والده، بدا محبطًا ويائسًا، لكنه استمع إلى والده الذي تحدّث ثانية: لسنا ضعفاء وهذا صحيح، ولكنّ توشيرو غدر بنا، كنا نظنّه عونًا لا عدوًّا.
    ظلّ كيتاي صامتًا وهو مقطّبٌ حاجبيه، تنهّد ثم رفع يده التي جُرِحت إثر اللكمة ليغطي بها وجهه وهو يفكر بقلق: نحنُ هنا منذ ستة أشهر، ولا أعلم ما حلّ بوالدتي ولا زوجتي أو مارينا، أخشى أن مكروهًا حصل لهنّ...
    نهض كوسين من مكانه قائلاً: هذه الزنزانة مصممة لتمنعني من الخروج، لسوء الحظ توشيرو يعلم تمامًا ما هي نقاط ضعفي، إننا بحاجة إلى أية فرصة متاحة خارجها ليتسنى لنا الإفلات من هذا الأسر.
    ما كاد ينهي جملته حتى شعر الاثنان باهتزاز عنيف قريب منهما رجّ المكان بما فيه، تساقطت الأتربة والحصى مما جعلهما يرفعان أذرعهما محتميين منها، ثم نظرا ناحية البوابة التي كانت تيارات الكهرباء تسري على قضبانها، متسائلين عمّا حصل.
    وبعد سماعهما لقليل من الضوضاء القادمة من الرواق، فوجئا باقتراب كيان مضيء بخُفوت حتى أنه أنار النفق المظلم بالوهج الذي أحاط به، كان يتحدّث إلى أحدهم وهو يدير رأسه ناحيته بحيث لم يظهر وجهه جيدًا لكلّ من كوسين وابنه.. سمعاه يقول: سأتدبّر أمري كينشين، حافظ على الطوق الأمنيّ حول المكان ريثما أنتهي.
    أدار رأسه بعدها إلى الأمام وهنا بانت للأسيرَين ملامح القادم الذي ارتسم الجِدّ على كل قسمة من وجهه، عيناه كانت تومضان وكأنهما قُرصانِ من الفضّة الخالصة، وخصلات شعره كانت ترتفع إثر الطاقة المحيطة به، توقّف أمام الزنزانة فسأل كيتاي بتوتّر: مـ.. من؟
    احتدّ بصر كوسين وتمتم: إنها طاقة إيتسوزوكي...
    سحب القادم سيفه من غمده ولوّح به بسرعة خاطفة وحركة انسيابية وقد تضاعفت الطاقة حول نصله وتصادمت بعنف مع بوابة الزنزانة، سارع كوسين بسحب ابنه ليبعده عن البوابة وانخفض به إلى خلف صخرة ما، انفجرت البوابة بعد أن قطعها ذلك القادم ليحدث بها منفذاً يسع لخروج الشبحين من داخل الزنزانة.
    أعاد سيفه إلى غمده وهو يزفر، وتلاشت مع زفرته تلك الطاقة من حوله، ووسط الغبار الذي استثارته الضربة نهض كلّ من كيتاي وكوسين ونظرا ناحية الشخص الذي تخطّى البوابة بحذر ثم وقف بقربهما وانحنى: آسف لجعلكما تنتظران هنا طويلاً، جيش القطاع "د" كان صعبًا قليلاً ودفاعاته كانت منيعة، وقد استغرق الأمر منّي وقتًا لتحديد موقعكما حتى أخلّصكما من أسركما لتعاوناني في كسر هذه الدفاعات ما دمتما المسؤولين عن هذا القطاع.
    عاد ليستقيم ويعتدل في وقفته بهدوء، تلاقت عيناهما بعينيه اللتين اشتعل التصميم فيهما، تفاجآ لرؤيته وانحنى كيتاي فورًا: آيزوكو ساما!!
    وكذلك انحنى كوسين بتحية سريعة، وابتسم براحة: آيزوكو-أوجي [الأمير آيزوكو]، أهلاً بعودتك، أشكرك على تخليصنا من هذا الأسر.
    عاد ليستقيم في وقفته: لم أكن أعلم أنك تجيد استخدام طاقة عائلة إيتسوزوكي كوالدك، وبالحديث عنه، هل هو من أرسلك إلينا ؟ لِمَ تأخر وصول المساعدة كل هذا الوقت؟
    رفع آيزوكو يده داعيًا إياهما للخروج معه من المكان، فتبعاه بينما كان يجيب: بدأتُ أستخدمها مؤخرًا فقط، كنت أتدرب عليها خلال فترة غيابي، أما والدي فلا شكّ يرسل تحيّاته إليكما، إلا أنه لم يرسلني إلى هنا، جئت من تلقاء نفسي.
    سأل كيتاي: اعذرني، ولكن، هل سبب تأخر مجيء المساعدة متعلق بما يحصل في القطاع "د"؟
    أجاب آيزوكو: بما أني لا أعلم بالضبط كيف بدأ كل شيء، لكن الجواب هو نعم على الأغلب، هذا الانقلاب تمدّد ليطال جميع القطاعات وقد تضرر القطاع "أ" منه أيضًا.
    أخفض كوسين عينيه وردّ بأسف: كان عليّ أن أتيقّظ أكثر لتصرفات السيد ميتو، ولكنّه غافلني، أعتذر لكون القطاع "د" فشل في احتواء هذه الأحداث.
    بلغ آيزوكو بقية جُندِه برفقة الاثنين، وعلّق: هذا لا يهمّ الآن، إنني هنا منذ ثلاثة أشهر وأودّ لكل هذا أن ينتهي في أسرع وقت ممكن، ولهذا فإنني أحتاج إلى مساعدتكما، هذه المساعدة تبدأ من عند إجاباتكما فتحمّلا استجوابي رجاءً.
    ارتاب كلّ من كوسين وكيتاي من ذكر الاستجواب، ووجدا نفسيهما محاطَين بجنودٍ من أشباح القطاع "أ"، ظهر كينشين بعد ذلك واقترب من آيزوكو لينحني قائلاً: سموُّك، تم تأمين هذه المنطقة، يمكننا أن نلبث فيها لليلة.

    ظهر جندي آخر بجانب كينشين واقترب من آيزوكو وانحنى باحترام فائق، قائلاً: سيدي حاكم الأشباح، حددنا موقع ميتو توشيرو ونحاول حاليًا معرفة نمط تحرّكاته لنتنبّأ بوجهته التالية في حال تغيّر موقعه.
    هزّ آيزوكو رأسه برضىً وقال بنبرة هادئة بدت مخيفة لاقترانها بنظراته الباردة: جيّد، تابعوا المراقبة من بعيد، سأصدر تعليماتي حين يحين الوقت المناسب للهجوم.
    التفت بعدها إلى ناحية كوسين وابنه، وجد على وجهيهما علامات التفاجġ ونطق كوسين: هل تسلّمت منصب الحاكم حقًّا ؟؟ أوالدك بخير؟!
    أغمض آيزوكو عينيه وابتسم: نعم، إنه بخير، أشكرك على اهتمامك.
    صمت كوسين، ثم ركع ومعه ابنه أمام آيزوكو، قائلاً: اعذر لي سوء أدبي إذن، فلم أعلم إلا الآن، سموُّك.
    نظر آيزوكو إليهما، وابتسم ثانية بهدوء: لا تهتمّ، ما يهمّني الآن هو أن أعرف منكما ما حصل بالضبط.
    أخذ كوسين وابنُه يحكيان لآيزوكو تفاصيل بدء الانقلاب الذي انطلقت شرارته الأولى من قعر قطاعهما، كان غرضُ آيزوكو من استجوابهما هو التأكُّد من أنهما لا يشاركان المدعوّ "ميتو توشيرو" تلك المآرب التي أدت إلى الانقلاب، حتى برغم إخراجهما من أسرِ هذا الشبح، لا شيء يضمن له أن الأمر لم يكن سلسلة من الخيانات.
    كما كان لا بدّ له من أن يفهم كل الدوافع التي بدأ منها كل هذا ومن الأشخاص الذين شهدوه مباشرة، حتى يرتب أوراقه ويتّخذ خطواته التالية بشكل مدروس.
    :
    وفي عالم البشر كان إينوي يجلس مقابل هونوكا التي بدا عليها الضيق والهمّ، كلاهما ينظران ناحية إيزومي وإيميكو اللذين بلغا وقتها أقل من ثلاث سنين من العمر بقليل، وقد كانت هارومي تتابعهما وتلاعبهما بين فترة وأخرى، التفت إينوي إلى هونوكا وشدّ انتباهها حين قال: أرى أن إيزومي-كن بات أكثر تقبّلاً للوضع الحاليّ وأكثر هدوءًا عن السابق، ومع ذلك سنحرص على أن نكرر زياراتنا لكي يتسلى باللعب مع إيمي-تشان، كما سنحب أن تأتي لزيارتنا بصحبته كنوع من التغيير هونوكا-دونو.
    نظرت إليه وأجابت متنهدة: أشكرك على هذا بنيّ، يريحني أيضًا أنه هدأ الآن وتقبّل الوضع الجديد لكني ما أزال قلقة حيال غياب والديه، مرّت ثلاثة أشهر وأدرك أن حاجز التينشي يصعّب عودتهما لكن هناك أشباح تركهم باكي ليمكّنهم من المجيء إلى هذا العالم ولا أدري ما الذي يؤخرهم عن الاستعانة بهم، أفعلاً لم يتمكنّا من التوصل إلى أولئك الأشباح أم أن هناك مانعًا آخر؟
    ابتسم وأجاب محاولاً تخفيف قلقها: أظنهما بخير، لا تنسي أنهما تغلبا على زعيم الآكوما وهما أصغر سنًا وأضعف من مستواهما الحاليّ، لذلك حتى وإن قلنا أن الشبح الذي جرّهما إلى عالم الأشباح حمل طاقة الآكوما فلا أظنهما واجها وقتًا عصيبًا ضده، إنني بالكاد فرغتُ من إصلاح مساحة التدريب في معملي من أثر تدريبات آيزوكو بها قبل غيابه بقليل.
    أنهى جملته بضحكة قصيرة، ابتسمت على أثرها هونوكا بابتسامة باهتة، وعادت بعدها لملامحها المتضايقة حين قالت: لم أدخل من قبل في معارك مباشرة مع آكوما المستوى الأدنى لكني شعرتُ بأن طاقة الآكوما تلك لم تكن عادية، بل يمكنني أن أجزم لك أنها للمستوى الأعلى إذ يستحيل على المستوى الأدنى أن يلامس طاقة قائد التينشي أو أن يعبث بختم التينشي هكذا.
    تسلل شيء من قلقها بعد كلامها الأخير إلى إينوي، خصوصًا بذكر أمر المستوى الأعلى الذي لا يعرف عنه الكثير أيضًا، ولكنه لا يملك أدنى شكّ في كونهم أقوى من جميع الآكوما الذين سمع بهم والتقاهم.
    عادت هونوكا للحديث: إضافة لذلك لا أعلم حقًا كيف لي أن أشرح عجزي هذا عن معرفة أي شيء عنهما لوالدة أياكو، حالتها تفطر قلبي ويؤسفني أني لا أستطيع أن أريح بالها على ابنتها.
    بدا التفكير على ملامح إينوي، وأجاب: التقيتُ مؤخرًا بجاكي، أكّد أنه يبذل ما بوسعه لطمأنتها وتشتيتها عن التفكير، وهارومي تحاول أن تكون موجودة حولها لتقديم الدعم النفسي والصحي بما أن صحتها تأثرت، وفي كل الأحوال ليس عليكِ تحمّل عبء التفكير بهذا الأمر هونوكا دونو فالخطأ ليس خطأكِ، ورغم المعطيات القليلة التي نملكها لكني أظن أن كل شيء سيكون على ما يرام، علينا أن نصبر فقط.
    أومأت له بالموافقة على كلامه، ثم أغمضت عينيها مخرجة زفرة وهي تقول: ليس أمامي سوى الدعاء بأن يكون جميعهم بخير، آه... لن أسامح ذلك الأحمق باكي على هذا الوقت العصيب الذي نمرّ به إن طال الأمر لحين عودته.))

    حلّ الصمت الثقيل بينهما لدقائق، تحدّثت هونوكا بعدها: بينما كنا ننتظر على أعصابنا، كان آيزوكو يخوض حروبًا ضارية لاستعادة توازن عالم الأشباح، لا عجب أنه لم يتمكن من التوصل إلى الأشباح الناقلة، متى انتهت تلك الحرب تحديدًا ؟
    أجابها باكي وقد أغمض عينيه ليريحهما: وفق معرفتي فإن الوصول لرأسِ الانقلاب لم يكن سهلاً فقد كان ينساب من يديه كلما حاول مواجهته، وقد استغرق إيقافه النهائي سنة وشهرين من وقت وصوله لعالم الأشباح، لكنه كان قد خاض أهمّ المعارك واستعاد 90% من سيطرته عليه خلال الشهور الستة الأولى.
    ارتفع حاجباها بشيء من التفاجؤ: هذه مدّة طويلة! من كان يعلم أن المدعو توشيرو مراوغ لهذه الدرجة...
    فتح عينيه وقد بدا عليه السرحان في الأفكار، أجابها: لا يوجد دليل صريح من الأقوال التي سمعتُها، لكني أعتقد أن آكوما المستوى الأعلى كانوا يدعمون تحرّكاته، أو ربما يساعدونه على الافلات بشكل ما.
    سألته هونوكا: وكيف تمكّن آيزوكو من التغلب عليه هكذا إذن؟
    احتدت عينا باكي وحرّكهما إلى هونوكا وقد أرهبتها نظرتُه، رد بهدوء: لعلّ خبرة آيزوكو في الحرب ضد آكوما المستوى الأدنى جعلتهُ يضع تكتيكًا مناسبًا، كما أن لحصوله لفترة من حياته على ختم منهم دورًا.
    تساءلت: هاه؟ كيف ذلك؟
    أجابها: التحوُّل...

    (( كان المقرّ الذي يتخذه توشيرو لإدارة عملياته الحربية مكانًا يقع في ضواحي القطاع "د" الشرقية ، تعتبر تلك منطقة نائية رغم وقوعها بين قطاعين هما "د" و "ج" ، لكنها بعيدة تمامًا عن قصرَي هذه القطاعات، فقصر كوسين يقع أقصى غرب القطاع "د"، وفي الجهة المعاكسة كان قصر القطاع الآخر المحكوم من قِبَل آل شيكوكو، كما أن المنطقة كانت ذات تضاريس تخبئها جيدًا من مثل التعرجات الجبلية والأشجار العالية، سار فيها توشيرو وخلفه ثلاثة من أتباعه المقرّبين، بدا على عجلة من أمره، ورغم استخدامه لنبرة هادئة إلا أنه تحدّث بشيء من الغيظ قائلاً: هذا العالم مليء بالأغبياء المنساقين وراء جهلهم وعبوديّتهم، لمجرّد أنهم رأوا أن ابن إيتسوزوكي ذاك قادرٌ على إلقاء الخطابات المهددة تراجعوا فورًا عائدين إلى صفّه، كان الأجدر بهم أن يفتحوا أعينهم ويرفضوا حكم شخصٍ يتبع أساليب الطغاة فأمثاله لا يصلح لأن يستمر في المُلك...
    علّق أحد أتباعه: إنني واثق أنك ستتمكن منه سيدي، هذا الانقلاب تضرر لعدم اتفاق جميع أطرافه على أهدافه، علينا أن نعزز الفِكر الذي نقاتل لأجله فقط بحيث نريهم إيجابياته.
    دخلت المجموعة إلى قاعة اجتماعات، وتحدّث خلالها آخر: صحيح، هناك من كان في الأصل يوافق فكرة الانقلاب لمجرد نزع إيتسوزوكي هاتشيرو من مكانه، وعدد كبير كان يرتقب تنصيب آيزوكو كونه سليلاً لهوكّايدو وبما أن ذلك قد حصل فقد اكتفوا به.
    وقف كلّ منهم في موقعه حول الطاولة، ضرب توشيرو كفّيه بسطحها مبديًا انزعاجه وقد قال: بسبب سياسة الحكم الوراثيّ هذه غدونا لعبة في يد آل هوكّايدو، يحركوننا كيفما شاؤوا!
    زمجر بشيء من القهر حين تبادر إلى ذهنه أمر ما، وأفصح عنه: تمنّيتُ لو أن كوسين وضع يده بيدي، إنه لا يقلّ قوة عن إيتسوزوكي هاتشيرو، وبإمكانه مجاراة كل تلك القوى الخارقة التي يحملونها في القطاع أ بفضل كل التدريبات العسكرية التي خضع لها بفترة شبابه، ولطالما لم يكن على وفاق كبير مع هاتشيرو أو شينوبو، لا أدري لِمَ لم يتشجع لفكرة الانفصال وتشكيل حكم مستقل جديد وفضّل أن يكون تابعًا للهوكّايدو فقط كالبقية...
    جلس على مقعده المخصص وكذلك فعل أتباعه من بعده، حلّ الصمتُ فقد كانت المجموعة المكوّنة من أربعة أشخاص بانتظار فرد خامسٍ كانوا على موعد معه، لم يُطِل حتى ظهر لهم من العدم على مسافة من الطاولة كظلّ أسود بانت ملامحه حين اقترب بخطاه منهم.
    فتح عينيه ليظهر بريقهما الأحمر، ووقع ناظراه على توشيرو الذي نهض فور أن رآه، قائلاً: هيروما دونو! كنت بانتظارك.
    ابتسم المعنيّ لتظهر أنيابُه، وردّ قائلاً: أأعتبر ترحيبك هذا جوابًا حاسمًا بخصوص ما تحدّثنا عنه سابقًا ؟
    كان بقية أتباع توشيرو يقفون في أماكنهم كذلك، على عكس توشيرو المحافظ على هدوء أعصابه كان الثلاثة الآخرون يرتجفون توتّرًا فهُم على علم أنهم بحضرة شيطان من المستوى الأعلى.
    أجاب توشيرو وقد بدا الحماس في نبرته: بالطبع! وكيف لي أن أرفض عرضًا مغريًا كالذي قدّمته، هيروما دونو؟
    أطلق الذي يشيرون إليه بـ "هيروما" ضحكة قصيرة وهو يغمض عينيه وقد أظهر ملامح راضية، وقال: أنت محقّ...
    بعد لحظة من الصمت أكمل كلامه: تخيّل أن تحكم مملكة تخلو من حروب آكوما المستوى الأدنى وتجاور مملكة أخرى تعاني لوحدها من تلك الحروب بينما تتغنى بماضيها الذي بدأ يتلاشى، إنني أعجبُ حقًّا من عدم اتفاق بقية العالم معك بعدما اندثر جميع سليلي هوكّايدو الذين حموه لقرون، ولم يتبقّ منهم إلا ما يُعدّ على أصابع اليد الواحدة، كان على الأشباح أن يستسلموا فحسب.
    أظهر توشيرو ابتسامة خبيثة واثقة، وأجاب: إن تحقق هذا، فإن السلام الذي ستحظى به هذه المملكة المستقلّة سيجذب البقية، وهكذا تزدادُ بأسًا وقوّة إلى أن ينهار حكم هوكّايدو بأكمله!
    تحرّك "هيروما" لناحية طاولة الاجتماع أكثر، كانت عيون الموجودين تتبع خطواته البطيئة الثابتة، حدّثه توشيرو مرة أخرى محاولاً الحصول على التأكيد: إرشاداتك لنا كان لها الفضل فيما وصلنا إليه، لكن بربّك هيروما دونو فلتُكثِر من زياراتك هذه، أم أنك غير راضٍ عمّا نفعله...؟ أرجو أنك لن تتخلّى عنّا بسبب الأوضاع الراهنة أو تقرر إلغاء هذا الاتفاق.


    attachment

  18. #377

    4 ~




    جلس المعني ساندًا وجهه على راحة يده التي ثبّتها بذراعه على الطاولة، ردّ بصوت أبدى استمتاعه رغم أن ملامحه ظهرت مسترخية قائلاً: قلتُ لك منذ أول لقاء توشيرو، أن المستوى الأعلى لا يهتم بما يجري بهذا العالم، فأولويتنا، وأولوية سيّدنا الأكبر التأهب لحرب التينشي، لذلك أؤكد لك أننا لن نتدخل في أيٍّ مما يخصّ إجراءات هذا العالم، لا الآن ولا حتى لاحقًا فكل ما يخص هذه الطبقة ليس من شأننا وأعتقد أن جميع الأشباح على علم بذلك كون فرصة لقاء بني جنسنا نادرة.
    فتح عينيه موجّهًا نظرات حادّة ناحية توشيرو، جعلته يتوتّر لأول مرة منذ ظهوره، حيث قال له بنبرة حملت لهجة التهديد: كما لا تطلب منّي التواجد هنا كثيرًا، لدى الطبقة العليا قوانينُها ولا أرغب بخرقها والندم على ما سيصيبني إن أكثرتُ زياراتي إلى هنا.
    نهض من مكانه بعد ذلك وسار بذات الخطى البطيئة ذات الوقع الذي تلاه الصدى في تلك القاعة ليلتف حول الطاولة ويصبح واقفًا مباشرة خلف توشيرو، والذي ما كاد أن يلتفت إليه حتى أوقفه كلام الآكوما: ما يمكنني أن أفعله الآن أن أقدّم لك إرشادًا جديدًا: توخَّ الحذر من حاكم العالم الجديد، فالسيد إيتسوزوكي يبدو ذا عقلٍ متيقّظ ويدرس خطواته جيدًّا، هذا إلى جانب مهاراته القتالية، إن قوّاته تحيط بهذا المكان منذ عدّة أيام وتراقبه إضافة إلى بقية مخابئك المعتادة، لذلك أرجو أنك تملك خطّة مضادة.
    استسلم توشيرو عن فكرة الالتفات إليه فقد واصل "هيروما" سيره ووثب إلى الطاولة جالسًا فوقها إلى جانب محدّثه مباشرة، معطيًا ظهره للأتباع الثلاثة الذين كانوا في الجهة المقابلة، ردّ توشيرو: لديّ قدرتي على التمويه، كما أني أترقّب اللحظة المناسبة للظهور وإيقافه عن ملاحقتي.
    أظهر الآكوما ابتسامة ذات مغزى، كان صمتُه الذي ينمّ عن شيء ما يدور في رأسه يثير قلق الشبح بجانبه إلا أنه ظل يتجاهل شعوره فحسب، تحدّث "هيروما" أخيرًا: لقد حذّرتُك، والأمر عائد إليك فأنا لن أخسر أي شيء هنا.
    احتار توشيرو من كلامه، إلا أنه لم يجد فرصة للاستفسار فقد اختفى الآكوما من المكان بمجرد أن أنهى كلامه.
    لم يعلم هؤلاء الانقلابيون وقائدهم أن الطرف الذي وضعوا ثقتهم به كان يعبث بهم لمجرد إشعال نار الحرب بين الأشباح، فقد لعب دورًا محوريًّا في تمكُّن آيزوكو أخيرًا من اختراق ثكنة توشيرو التي يتحصّن بها.
    حيث كان المدعو "هيروما" يتعمّد الظهور وسط جنود الأشباح ويلتقي بأقلّهم رُتَبًا ليسرّب إليهم بعض المعلومات عن تحرّكات توشيرو دون أن يلفت انتباه آيزوكو أو كينشين إلى وجوده، ثم يراقب تحرّكات الأشباح من بعيد.
    كانت تظهر على وجهه ابتسامة منتشية حيال الفوضى التي يُحدِثها بيديه، ويعود بعدها إلى الطبقة العليا ليوافي سيّده بما يحصل:
    - أولئك الأشباح حمقى فعلاً، رغم إدراكهم أن الآكوما أعداء طبيعيّون لهم إلا أنهم يصرّون على الاستعانة بنا لأجل مآربهم الأنانية ظنًّا منهم أنهم يُحسنون صنعًا.
    كان سيّدُه يعطيه ظهره حيث كان همّ بتدوين شيء في أوراق مخططاته الكثيرة المنتشرة فوق طاولة صخرية، لم يلتفت إليه بل أظهر ابتسامة راضية وردّ أخيراً: أعُدت تاكيرو؟ كيف سرى الأمر؟
    تقدّم الآكوما صغير السنّ نسبيًا من سيّده وقد بدا عليه الاهتمام بما يفعله، وتابع الحديث إليه: كل البيادق في أماكنها الآن كوروسيفر سينسي، حاكم الأشباح الجديدُ كان يتأهب لعملية اختراق مقر ميتو توشيرو، إن نجح فهذا سيساعد باستقرار عالم الأشباح ثانية لبعض الوقت لنسمح له بالتقاط أنفاسه قليلاً قبل أن نعاود التوغّل فيه لاحقًا، وأما إن فشل فلا يوجد ما نخسره.
    رفع كاين رأسه وأخذ يرتب حزمة الأوراق التي أنهى عمله عليها، ثم نادى بكلمة واحدة: غورين...
    ظهر كيان ما لآكوما يبدو كبيرًا في السن بقرب كاين، انحنى بتوقير قائلاً: هاي، كوروسيفر ساما.
    تسلّم الأوراق من سيّده وأخذ يجمع الباقي المنتشر على الطاولة، بينما استدار كاين وتحرّك تاكيرو معه وقد كان يحدّثه: ما دمتَ أنهيت مهمتك المتعلقة بعالم الأشباح فتعال معي لنقيّم أداء الوشم على ذراعك ونعمل على صيانته.
    أظهر تاكيرو ابتسامة حماس متّقد وأجاب: هل كنتَ تُجري تحسينات على وشم ذراعي؟! يسعدني اهتمامك هذا، سينسي!
    رد كاين وقد كان يسير بخطى ثابتة على يساره، دون أن يلتفت إليه أو أن يزيل ابتسامته الواثقة عن وجهه: بالطبع، تاكي-كن، وشمُك هذا من أفضل الأختام التي صممتُها بمساعدة بعض الأسياد مستندين إلى مخطوطات قديمة تابعة للسيفر السابقين، لكن لكونه معقّدًا بسبب تكوّنه من أختام متراكبة فإني أخشى فقط أن تضعف الروابط التي تُحكِم جمع أجزائه وينكسر عند نقطة ما خصوصًا بعد تدريباتك المكثفة الأخيرة.
    رفع تاكيرو ذراعه وأخذ ينظر إلى وشمه الذي يشغل حيّزًا صغيرًا منها قائلاً بتساؤل: همم أيمكن حقًّا أن يتكسّر؟ لم أشعر بشيء كهذا حتى الآن بل أجده يعمل بشكل جيد.
    خرج الاثنان من قلعة الآكوما متجهين إلى إحدى ساحات التدريب العامة، بينما كانت عينان حمراوان تراقبهما من نافذة أحد أبراج القلعة، كانت تلك العينان التي ظهر ندب عرضيّ بثلاث غُرَز تحت إحداهما منعقدتين تنظران ناحية كاين وتاكيرو بانزعاج، ثم التفتت إلى جهة مدخل المكان حين قدِمَ أحدُهم وبادرَ قائلاً: يوروسيفر هيمي! هل تحبين أن نخوض تدريبًا سريعًا معا ؟
    وثبتْ من حافة النافذة المرتفعة لتحطّ بأرجلها على الأرض بخفّة وسارت بانزعاج وهي ترد مغمضة عينيها: لا يمكننا ذلك الآن رايمون، يبدو أن ساحة التدريب العامة ستكون مشغولة حاليًا.
    ظهر التعجب على وجهه: أوه، من يستخدمها الآن؟
    مرّت من جانبه قاصدة الخروج وهي لا تزال عاقدة حاجبيها وأجابته: كوروسيفر متجه إليها وبرفقته ذلك المتعجرف، يبدو أنه يمرّنه مجددًا على استخدام وشمه، أرجو له أن يموت وهو يستخدمه هذه المرة ما دام لم يقتله كغيره يوم وقع الاختيار عليه ليحمله!
    أنهت جملتها وهي ترص على أسنانها وقد انزاحت خصلات من شعرها إثر سيرها السريع لتغطي عينها اليسرى مُخفية إياها والندب الذي يقع أسفلها، لم تُبعِد تلك الخصلات بل خرجت من الغرفة بخطواتها الغاضبة ولحق بها رايمون قائلاً: تمهّلي! علينا نحن أن نمرّن أنفسنا أيضًا فلِمَ لا نتّجه إلى ساحات التدريب الخاصة بك؟
    .
    .
    وبالعودة لعالم الأشباح، كان توشيرو يواصل عمله على مخططاته، وحين توقف لأخذ استراحة قصيرة مع أتباعه، تقدّم أحد مقرّبيه إليه وخاطبه: سيدي، أيمكنني التحدث معك على انفراد لبعض الوقت؟
    رد الآخر دون أن يحرّك ساكنًا وهو ينظر إلى مخططاته، وبنبرة بدا فيها عدم الاهتمام: ماذا هناك؟
    ولأنهما كانا ما يزالان في الباحة وسط المكان الذي يتواجد به أتباع توشيرو، فقد أجاب الأول بإصرار: ما زلت أفضّل الحديث بانفراد سيدي.
    همهم توشيرو قبل أن يتحرك مستجيبًا لطلب تابعه الذي استغربه: حسنًا، اتبعني.
    تحرّك الاثنان حتى استقرّا بداخل إحدى قاعات المخبأ الفارغة، والتي تضيئها شعلات جدارية، وتحدّث توشيرو: إذن، ماذا لديك، كوجيرو؟
    أجاب التابع دون أية مقدّمات: كنتُ أتساءل مؤخرًا فقط هل ما نفعله سينجح، بالأخص بوجود مقاومة وتراجُع لتمدّدنا بسبب عودة حاكم الأشباح للساحة؟
    ابتسم توشيرو رغم حيرته من السؤال: ما الذي يدعوك للتشكيك بالنتيجة هكذا ؟ فليفرح حاكم الأشباح بسيطرته المؤقتة، ما زلتُ أستعد لأضرب ضربتي.
    فأجاب الآخر: بما أنك كنت تعمل في بلاط القطاع "د" فلا شك قد مر عليك نموذجان ممّن اتبعوا النهج نفسه من قبل.
    ارتفع حاجبا توشيرو، ورغم هدوئه إلا أن تابعه فهم من إيماءات وجهه أنه يريد منه الشرح.
    فتابع المدعو كوجيرو: حاكم القطاع "ج" السابق، كان صغيرًا في السّن مندفعًا، وقد انتهج فكرة التحالف مع الآكوما، لكنه خسر معركته ضد حارسَي البوابة وقُضي عليه، ومن قبله كان حاكم عالم الأشباح الأخير من السلالة الحاكمة، هوكايدو سايتو، يستعين بعقد السلام مع آكوما المستوى الأعلى لإيقاف معارك الآكوما ضد الأشباح إلا أنهم غدروا به في النهاية لأنه لم يحسب لهم حسابًا كافيا واستهان بهم مما استفزهم وجعلهم يصفّونه وحسب، لذلك أتساءل ما إن كان من السليم أن نحذو حذوهم بما أنه لا يبدو أن السابقين نجحوا بفعل شيء رغم الاستعانة بالنهج ذاته.
    ظل توشيرو صامتا ينظر ناحية تابعه بتفكير، وقد أكمل كوجيرو: لم أشأ أن أزعزع نفوس البقية بتساؤلاتي هذه لذا فضلت الانفراد.
    بان شيء من الانزعاج في ملامح توشيرو لكنه أجاب: أشكرك لوضعك هذا في الحسبان، رغم أني لا أرى داعيًا للقلق.
    عقد ذراعيه خلف ظهره وأخذ يتحرك في المكان، وتابع: إينادا يوشيدا كان يافعا ومتهورا كما قلت، ولم ينجح في مسيرته لأنه اختار التحالف مع المخربين من الآكوما، مع المستوى الأدنى الذي لا يختلف اثنان في كونهم منبوذين في عالم الأشباح، مما يجعل فرصة معاداتهم والحرب ضدهم كبيرة، يوشيدا غذّي بالحقد لمآرب شخصية وليس من دافع أفضل كالحرص على مصير عالمه. أما بالنسبة للسيد سايتو فقد قلتها بنفسك، يجب الحذر في التعامل مع المستوى الأعلى كما يجب توقيرهم بمثل قدر توقير التينشي، ففي النهاية هذان الطرفان هما ما يحدد بشكل متكافئ مصير الطبقة الوسطى التي نعيش نحن الأشباح بها.
    تحدّث كوجيرو معلّقًا: أفهم نظرتك لآكوما المستوى الأعلى وكونهم مختلفين في التصرّف الظاهر عن المستوى الأدنى إلا أنهم يظلون السبب الأساسي وراء وجود ذاك المستوى المسبب للفوضى بعالم الأشباح لذلك لا أفهم لماذا نثق بهم هكذا.
    وردّ سيده: ذلك لأنهم أمر واقع بلا شك، وقوتهم أمر لا يختلف عليه اثنان، وبما أنهم من صنّاع القرار في مصير هذا العالم والطرف الذي ترجح كفته حاليا، فلا أرى ما يمنعني من وضع يدي بيدهم، نحن الأشباح وضعنا شبيه بهم إن فكرت بالأشباح الذين يسكنون عالم البشر.
    ظهر الاستفهام على وجه كوجيرو وكأنه يطالب بالمزيد من الشرح، مما جعل توشيرو يواصل: كما تعلم فإن الأشباح الماكثين في عالم البشر لا يتبعون قوانين الأشباح بالضرورة، بعضهم يخرب في ذلك العالم ويسبب الذعر لساكنيه كما يفعل آكوما المستوى الأدنى هنا بالأشباح، ولذلك لا أرى أي اختلاف أو فرق بيننا وبينهم.
    صمت كوجيرو، بدا أنه يقلّب ما سمعه في رأسه، وانتبه إلى سيده وهو يسير ناحية المخرج قائلاً: ما لم يكن لديك استفسارات أخرى فإني سأغادر الآن لموقعي الآخر برفقة بعض الفِرق قبل أن يتمكن حاكم الأشباح ذاك من اختراق هذا الموقع.
    بدا أن كوجيرو متردد في قبول ما سمعه، فأسرع بالقول بنوع من الارتباك: صـ .. صحيح! لقد قام أحد أتباع إيتسوزوكي آيزوكو بإبلاغ أحد عناصرنا قبل ساعات بأنه يطلب التفاوض وقد كدت أنسى إخبارك بهذا بسبب حديثنا سيدي، فما قولك؟
    نظر توشيرو إليه مقطّبًا حاجبيه: التفاوض؟ تأخر الوقت على طلب هذا الآن ولا أجد في بالي ما يمكن التفاوض حوله، أبلِغه بالرفض وأن الأجدر بهم أن يستسلموا.
    أظهر كوجيرو ابتسامة مفاجئة: بل أظنك من تأخر.
    وقبل أن يستوعب توشيرو ردّ فعلِه هذا وإجابته، وجد شبحًا آخر يدخل إلى المكان مما جعله يلتفت إليه لتبدو آثار الدهشة عليه، كان القادمُ كبيرًا نسبيًا في السن وذا شعرٍ أبيض.
    بان الغضب أكثر في ملامح توشيرو، والتفت إلى تابعه يستفسر: لم تخبرني أنك سمحت له بالدخول بالفعل! أيّها الخائن!!!
    حافظ تابعه على ابتسامته، ولم يجبه، بينما تحدّث الشبح الداخل مقاطعًا: أعتذر لدخولي بلا استئذان سيّد ميتو ولكنك أجبرتنا على ذلك، أما زلت غير راغب بالتفاوض؟ لدينا الكثير لنتفاوض حوله.
    صرخ المعنيّ: أيها الحرَس!!
    عقد "كينشين" حاجبيه قائلاً بحزم: انسَ الأمر، الحرسُ المحيطون بهذه القاعة قد شُلّوا عن الحركة، وإنّ جنودنا يتعاملون معهم الآن، لِمَ لا تستجيب لطلب التفاوض؟ يمكننا أن نتفق على أن لا نتعرّض لك مقابل أن توقف أعمال الانقلاب مثلاً.
    تراجع خطوتين للخلف وقد كان تابعه الخائن على يمينه وكينشين إلى يساره، نظر ناحية كوجيرو وحدّثه بعصبية: سأتصرّف حيالك لاحقًا...!!

    وجد نظرات كوجيرو تنقلب إلى الحزم وقد تشرّبها الانزعاج، وفجأة تبدّلت ملامح ذلك التابع إلى وجه آخر، لرجل ذي عينين رماديتين، وقد حلّت الصدمة على توشيرو: كيف هذا ؟! آيزوكو؟!!
    عاد الشبح للابتسام ليستفزّه وحدّث مرافقه: دعنا نعلّق خيار التفاوض معه كينشين، لا يبدو أنه يريد تغيير موقفه من بعد حواري معه، ولذلك فإنني أعلنه مجرمًا مطلوبًا لعالم الأشباح.
    أطلق كينشين تنهيدة مستسلمة وأجاب: عُلِم، سيدي.
    لم تكن تظهر أية تعابير واضحة على وجه توشيرو، وسرعان ما ابتسم بسخرية حين أجاب: هذه مزحة جيّدة، لقد بذلتُ الكثير ولن أتوقّف هنا لمجرّد تهديد سخيف ممّن ولّى عهدُه، أتسمعان؟!!
    اختفى فجأة من المكان بطرفة عين، وعاود الظهور خارج القاعة التي كانوا بها، ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه قبيل اهتزاز المكان بعنف نتيجة لاندفاع صواعد كثيرة من أعمدة الطاقة بداخل القاعة التي يقف فيها آيزوكو وكينشين، كادت تسحقهما لولا أنهما اختفيا في اللحظة المناسبة ليتمكنا من الإفلات من تلك القاعة التي امتلأت بالأعمدة عشوائيًا مما تسبب بسقوط الشعلات الجدارية بداخلها واشتعال المكان بالكامل.
    ظهر آيزوكو خلف توشيرو الذي استدار فور شعوره به، وجد الشبح الحاكم مندفعًا نحوه يهاجمه بتلويحة دائرية من سيفه فتراجع بسرعة وهو يحرّك يده وكأنه يرفع شيئًا من الأرض، اندفع عمود طاقة جديد بشكل خاطف وكاد يصيب آيزوكو إلا أن كينشين ظهر فجأة ودفع به ليرتمي الاثنان بعيدًا ويتدحرجان على الأرض مما أثار الغبار حولهما، عاودا النهوض بسرعة واضطرّا للوثب إلى الخلف في جهتين مختلفتين لأن توشيرو لم يترك لهما مجالاً لالتقاط أنفاسهما فقد هاجمهما مجددًا بتلك الأعمدة التي تباغتهما من أسفلهما أينما حطّا بأقدامهما.
    رصّ آيزوكو على أسنانه وهو ينظر بحنق ناحية توشيرو المبتسم بتعالٍ، كان يفكر: "لا يمكنني حتى أن أقف لثانية في مكاني دون أن أتعرض لصواعد الطاقة هذه، قدرته هذه مزعجة حقًّا ولو كنتُ أمتلك أجنحة كالتينشي لربما تمكنّتُ من الحركة بأريحية أكبر!!"
    أدار عينيه إلى كينشين ووجده بوضع مشابه، رفع مرافقه عينيه ناظرًا إليه وقد أشار له بشيء، ثم اختفى كينشين فجأة وظهر ببقعة أقرب لتوشيرو وتمكّن من تثبيته أخيرًا!
    زمجر توشيرو بانزعاج شديد وهو ينظر لناحية كينشين، وأما آيزوكو فاستغلّ هذه الفرصة واختفى بدوره ليظهر مباشرة فوق رأس توشيرو وقد أظهر طاقة إيتسوزوكي الخاصة به والتي برقَت في المكان لتضفي له نورًا يميل للزرقة، انقضّ بسيفه على توشيرو الذي رفع رأسه وقد اتسعت عيناه بتوتّر، أطبق آيزوكو بسيفه بقوة على عدوّه إلا أنه فوجئ بنصل طاقة آخر بين يدي توشيرو الذي صدّه بقوة! حوّل نظره بسرعة ناحية كينشين غير مستوعب لكيفية عودة توشيرو للحركة فوجد أن خصمه قد قام بإصابة كينشين بالفعل بأحد أعمدة الطاقة خاصته لترميه بعيدًا!!
    ثم عاد ينظر لتوشيرو الذي لا يزال نصلُ طاقته يحتكّ بعنف بسيف آيزوكو وقد أخذ الشرر يتطاير منهما، ضغط آيزوكو بقوة أكبر ثم استخدم ذلك الضغط ليقفز عاليا فوق خصمه ويغيّر طريقة حمله للسيف بحيث وجّهه بشكل عمودي قاصدًا طعنه مندفعًا ناحيته بسرعة البرق.. انسحب توشيرو من أسفل الشبح المنقض عليه بسرعة إلى الخلف وقد تناثر الغبار ثانية نتيجة احتكاك قدميه بالأرض التي انفجرت بمجرد أن حطّ آيزوكو غارسًا نصله فيها، ليُحدِث سحابة أكبر من الغبار والحصى المتطاير ويتسبب باهتزاز المكان ثانية!!
    رفع ذو العينين الفضّيتين رأسه ناظرًا ناحية عدوّه، ووثب بسرعة ليختفي ويظهر إلى جانب كينشين الملقى على الأرض، حطّ على قدميه وتلاشت آثار طاقة إيتسوزوكي عنه وقد بدأ مرافقه ينهض شيئًا فشيئًا بصعوبة، كان آيزوكو ما يزال يراقب توشيرو الذي كان يوجّه بصره ناحيتهم وهو يتنفّس بتعب، لم يكن وحده من أُجهِد بل كذلك آيزوكو إثر معركتهم الضارية.
    رفع توشيرو صوته قائلاً لهما: لا فائدة من المتابعة، بوسعي أن أسحقكما معًا إن واصلتما لذلك استسلما وحسب.
    مدّ آيزوكو يده إلى كينشين ليساعده على الوقوف، وقد كان الأخير يمسح نزف فمه، متحدّثًا إلى سيّده بهمس: سحقًا له... حتى وإن قمتُ بإحضار الدعم فإني أعرفُ مهاراته هذه، طاقته تسري من قدميه عبر الأرض وتصعد بمجرد أن تتصادف مع ما يلامسها من كيانات أخرى من ذوات الطاقة، ولهذا يمكنه قتال أي عدد من الأشخاص الذين يكونون في مجال قدرته الممتدة لعدة أمتار.
    احتدّت عينا آيزوكو وهو ينظر لناحية توشيرو الذي أخذ يستعيد عافيته ويُظهِر ابتسامته الماكرة على مسافة منهما، وتحدّث: النقطة التي يقف بها هي بقعته العمياء كينشين، لا بدّ وأن هناك طريقةً ما...


    attachment

  19. #378

    5 ~




    رفع توشيرو يده وشهد كلّ من كينشين وآيزوكو انتقال الطاقة المتوهجة منها عبر الأرض متجهة بسرعة جنونية ناحيتهما في خطوط عدّة، أدركا أنهما على وشك أن يصابا بأعمدة طاقة جديدة وكانت ردّة فعلهما أبطأ من سرعة تلك الخطوط، وبلمح البصر حطّ شخصٌ ما بقبضته على الأرض ليخترقها بخطّ من الطاقة امتدّ منها وقام بإحداث شقّ عرضيّ على مسافة متر وحيد أمام آيزوكو وكينشين ليساهم بخلق حاجز أبيض امتدّ إلى الأعلى في الهواء وإلى الأسفل عميقًا في الأرض لتصطدم به خطوط توشيرو وتتصاعد أعمدته هكذا لتنفجر بالحاجز دون أن تصيب الاثنين اللذين غطّيا وجهيههما بذراعيهما اتّقاءً للأتربة...
    فوجئ توشيرو باختفاء الكيان الذي أوقف هجومه، لم يكن واضح الملامح له لكن ما كان متأكدًا منه أن ذلك الكيان كان يتوهّج بطاقة بيضاء، ظهر ذلك الشخص ثانية على مقربة منه وقد كان ذا جسدٍ ضئيل يصعُب التعرّف على ملامحه بسبب ملابسه البيضاء الطويلة ذات القلنسوة التي تغطي رأسه والنصف العلوي من وجهه، سار بهدوء ناحية توشيرو الذي أخذ يراقبه بتوتّر، فهو يشعر بأن من ظهر الآن ليس شبحًا عاديًا، أخذ هذا الشخص يكشف عن رأسه نازعًا قلنسوته عنه فتناثرت خصلات شعره التي أخذت تتبدل من لونها البني إلى الذهبي وبرزت ملامحه أخيرًا، اتّسعت حدقتا توشيرو الذي وجد نفسه مثبّتًا ثانية حين التقت عيناه بزوج الأعين الزرقاء التي تنظران مباشرة إليه، لم يتمكّن من النطق بشيء فقد عجز عن الكلام صدمة برؤية التينشي أمامه.
    تحرّكت شفتاها ليُسمع صوتُها الأنثوي في المكان: أحدثت ما يكفي من الدمار سيّد ميتو، هلاّ وضعنا حدًّا لكل هذا الآن؟
    نطق كينشين بتفاجؤ خفيف: أ- أياكو ساما...
    كان القلق باديًا على وجه آيزوكو الذي علا صوتُه محذّرًا: التثبيتُ لا يمنعه من استخدام طاقته أياكو! ابتعدي عنه!!
    عاد جسدها للتوهّج بطاقة بيضاء ساكنة، وردّت عليه دون أن تلتفت إليه وقد كانت ترفع يمناها لتوجّه كفّها لناحية توشيرو: فات الأوانُ بالنسبة له لفعل أيّ شيء عند هذه النقطة، آيزوكو.
    رمش بارتياب وهو يراقبها، بدأ توشيرو يتألم وقت صارت تُحفَر على جبينه خطوط متوهّجة لختم ما، كانت الخطوط تتشابك ليتتابع صُنع الختم بسلاسة مع كل خطوة تخطوها أياكو نحوه، وحين باتت واقفة مقابل توشيرو الذي تصاعدت صرخات ألمه اكتمل ختمُها، نقرت أياكو بطرف إصبعها على جبينه وسط الختم تمامًا فانهار على الأرض فاقدًا وعيَه.
    زفرت بعدها وهي تنظر إليه، قائلة: لن يشكّل هكذا تهديدًا لأحد ولفترة من الزمان.
    ثم ابتسمت واستدارت ناظرة إلى آيزوكو وهي تشير بإصبعيها بعلامة النصر: وها هي الحارسة الثانية تصل في الوقت المناسب، أليس كذلك؟
    تلاشت طاقة التينشي عنها لتعود لطبيعتها، كان آيزوكو يتنهد مظهرًا ابتسامة مستسلمة، اختفى من مكانه ليظهر عندها ويتلقّفها فقد انهارت ثانية بمجرد أن زالت طاقتها تلك.
    نظر إلى من كانت بين ذراعيه وحدّثها بتأنيب: يبدو أنكِ افتقدتِ الأيام الخوالي، لكن ما كان عليكِ المجيء إلى هنا أياكو، كنتُ سأتدبر أمري رغم أني لم أكن واثقًا من كيفية إيقافه دون أن أضطر لقتله.
    فتحت عينيها بتعب وهي تبتسم له قائلة: لقد كنت قلقة عليك حين علمتُ من مبعوثك أنك على وشك مواجهة الرأس المدبّر لكل هذه الفوضى، خصوصًا بعد أن أخبرني هاتشيرو ساما عن قدراته هذه فهي ما أطاح به من قبل.
    كان يتحرّك مبتعدًا وهي ما تزال بين ذراعيه مواصلا الحديث إليها: دعينا نعُد إليه إذن لأخبره بأن الحارسة البشرية هي من تمكّنت من مسبب انقلابات عالم الأشباح فيما لم نتمكن أنا ولا هو من مجاراته.
    أطلقت ضحكة قائلة: بل تينشي يا آيزو، تينشي!
    أثناء ذلك كان كينشين خلفهما ينتهي من تقييد توشيرو، ومن ثم نهض ناظرًا ناحيتهما وأطلق تنهيدة مصحوبة بابتسامة متمتمًا: آه.. يبدو أن عالم الأشباح سيكون بخير بيد الزوجَين الشابّين هذين.
    بعد ذلك تم اقتياد توشيرو وأتباعه إلى الحجز في قصر القطاع "أ"، ومن فوره قام آيزوكو بعقد اجتماع طارئ يضمّ جميع حكّام القطاعات، إضافة إلى مجلس الاستشارة الذي لم يكن له دور فعّال في الحرب نتيجة لقيام الانقلابيين بإيقاع أفراده بالأسر كما فعلوا بكوسين، وقد كان الهدف من ذلك الاجتماع البتّ بمصير الانقلابيين الذين تم إيقافهم أخيرًا.
    كان آيزوكو يجلس في رأس قاعة الاجتماع، في ذات المكان الذي كان يشغله والده في العادة، وإلى جانبه الأيمن جلست أياكو، وقد أُحضِر توشيرو إلى القاعة وهو مقيّد بالأصفاد داخل زنزانة طوليّة ذات قضبان تحت حراسة مشددة، وبعد استهلال الاجتماع بعدة حوارات قصيرة بينه وبين الحضور تحدّث قائلاً بصوت جهور حازم، وهو ينظر ناحية هاتشيرو الموجود في المكان: ما جعلني لا أقدم على القضاء عليه هو أنّي لم أجد لنفسي الحقّ في تقرير مصيره، ولذلك فإنني أترك حرية القرار بشأن توشيرو لك، والدي. أفعالُه آذتك ولذلك فأنت الأحق في اتخاذ القرار، سمِّه فقط وسأكون رهن إشارتك.
    حرّك هاتشيرو عينيه من ابنه وقد بدا تفاجؤ طفيف عليه مما سمعه، وتوقّف بصره على توشيرو الذي تم تخديره مسبقًا لكيلا يحدث أي ضجة تعرقل الاجتماع، لم يجد في نفسه قدرة على النظر إلى وجهه، كان ساخطًا جدًّا، وهو يستعيد شريط ذاكرته حول أحداث الانقلاب منذ اندلع أول مرة، وكيف أطاح به هذا الانقلاب رغم كونه قد حرص حرصًا شديدًا على الحفاظ على عرش الأشباح إخلاصًا لعالمه، ولريكا أيضًا والتي كان يفترض أن تكون رفيقة دربه في الحكم، لم يكن ما حصل له خلال تلك الفترة هيّنًا على نفسه، وقد أثّر الأمر به عميقًا، ونتيجة لسخطه أدار وجهه مغيّرًا اتجاه بصره عن توشيرو، ثم تحدّث: أبعده عني وحسب، آيزوكو، إنك الآن حاكم هذا العالم وسأقبل بأيّ قرار تتخذه في حقه ما دمتُ لن أرى وجهه ثانية.
    ردّ آيزوكو بصوت وملامح ثابتة، بدت للعيان مخيفة من شدة جدّيتها: حسنًا، ما دمت ترى ذلك، فإني أقول بأنّ جريمة الخيانة من الدرجة الأولى كالتي أقدم عليها تستحقّ عقوبة الإعدام، وسأباشر بتنفيذها بعد هذا الاجتماع.
    بان التوتر في وجوه الحاضرين، التفتت أياكو فور سماعها جملته تلك إليه، وكانت أكثرهم قلقًا، فزوجُها بات يتصرف بجفاء شديد كلما جاء الأمر إلى قراراته كحاكم، مدّت يدها بتلقائية واضعة إياها على يده، فتنبّه إلى ذلك وارتخت ملامحه ثم أدار وجهه إليها، لاحظ قلقها وتساءل حياله، وقبل أن يقول أيّهما شيئًا عاود هاتشيرو الحديث لافتًا انتباه الجميع: كلا، آيزوكو، هذا ليس قرارًا سديدًا إن أردت الأخذ بنصيحتي، بصفتي سلفَك في الحُكم.
    ظل آيزوكو ينظر إليه مستفهمًا، وكذلك كان ينظر والده إليه بعينين ثابتتين، أطلق زفرة وتابع شارحًا: ما زلت في بداية طريقك في الحكم بنيّ، ولا شكّ ما زال هناك من يحمل فِكر المدعو توشيرو، وإلى أن تضمن تقلُّص أعدادهم وتلاشيهم أولا لا تقدم على قتله لكيلا تثيرهم ضدك وتؤكد لهم أقوالهم حولك وتعود إلى نقطة الصفر.
    كان آيزوكو ينظر إلى والده وهو يفكر بكلامه، ثم نطق: إذن...
    تدخّل كوسين في الحوار: اسمح لي، إيتسوزوكي ساما.
    التفت من في القاعة إليه، بينما كان يتابع: سأقترح هذا بصفتي حاكم القطاع الذي بدأ كل شيء منه، وأرجو أن تستمع إليّ.
    أومأ آيزوكو إليه حتى يواصل الكلام، ففعل قائلاً: ما دام الحاكم السابق يشير إلى عدم اللجوء إلى الإعدام، رغم إني أجد في نفسي الموافقة على قرارك هذا، فإنني أقترح معاملة شبيهة بما حلّ من قبل بـ إينادا يوشيو، وعوضًا عن النفي إلى منزل معزول، فإننا سنبقيه في سجون القطاع "د" بالحبس مدى الحياة.
    تهامس الحضور فيما بينهم، وظل آيزوكو صامتًا يقلّب الأمر في رأسه، وتحدث ميساكي -رئيس مجلس الاستشارة- طارحًا رأيه: إن مجلس الاستشارة يستحسن مقترح السيد كيوشو، ونحن على استعداد تام بتطبيق هذه العقوبة.
    حرّك آيزوكو عينيه إليه، وأجاب وهو يغمض عينيه وينهض من مكانه: فليكُن هذا إذن، إنني أسدي إليك هذه المهمة سيّد سوتا وأعتمد عليك في تطبيقها.
    قام جميع من في القاعة تباعًا خلفه، ثم التفت إلى كوسين ليحدّثه: فليتم الأمر تحت إشرافك سيّد كيوشو، وسأقوم بزيارة لاحقة للقطاع "د" لأتأكد من سير الأمر كما ينبغي له أن يكون.
    انحنى المعنيّون جميعهم إليه بتوقير، ثم انفضّ الاجتماع.
    خرج آيزوكو برفقة أياكو من القاعة وسارا معًا متّجهين إلى غرفة أخرى كان هاتشيرو قد سبقهما إليها، ووجدها تحدّثه قائلة: ألا تظنّ أنك تتصرف بجفاء مخيف منذ نصّبت نفسك بموقع الحاكم، آيزوكو؟ إنني أخشى عليك أحيانًا فأنا لم أعهدك هكذا.
    كان ينظر إليها، ثم تنهّد: آه، لم أجد خيارًا آخر متاحًا أمامي أياكو، كان حجم الفوضى كبيرًا وقد صُدِمتُ بهذا كله منذ مجيئنا إلى هنا، وكان لا بدّ لي من تثبيت صورتي أمام كلّ من تسوّله نفسه بمواصلة التخريب.
    توقّف عن سيره، فاستغربت أياكو ذلك وتوقّفت معه ناظرة إليه، واصل كلامه: حديثي يوم الاقتحام مع توشيرو جعلني أدرك أن العدوّ قد لا يكون مخلوقًا دائمًا، بل فكرة... فكرةً ذات أساس يبدو منطقيًا لكنه منطق مبني على الأوهام.
    رفع رأسه وقد بدت عيناه سارحتين وهو يكمل: إنني أريد مقابلها بثّ فكرة واحدة لجميع شعبي، وهي أن هناك دائمًا حقيقة واحدة في هذا العالم حول ما هو صواب وما هو خطأ ، والتعامل مع الآكوما كان وما يزال أحد أسوأ الأخطاء.
    عاد لينظر إليها وأمسك بيدها وضغط برفق عليها، تابع سيره وختم كلامه قائلا: أعدكِ، سأحاول الانتباه لأفعالي مستقبلاً بما لا يجعل هذا العالم يخافني، أريد له أن يؤيدني لأنه يرغب بذلك، ويشدّ على يدي فقط، كما تفعلين أنتِ.
    كانت تبادله النظر، وهي تتأمل كلامه، ثم ارتسمت ابتسامة هادئة راضية على وجهها، قبل أن يدخل كلاهما إلى القاعة الأخرى حيث ينتظرهما هاتشيرو وعدد من أشباح القصر.))

    وجدت هونوكا نفسها تبتسم تلقائيًا، وعلّقت: يسرّني أن التدريب الدؤوب الذي خضع له آيزوكو خلال وجوده هنا قد أتى بثماره وساهم بمساعدته في إرجاع الأمور إلى مجراها في عالمنا، هذا يجعلني فخورة به، كما يجعلني أفخر أني من كان له شرف تدريبه على طاقة عائلتنا.
    كان باكي يطيل النظر إليها، لكنه لم يجد في نفسه القوة للرد فقد كانت حاجته للراحة تزداد مع كل لحظة، اكتفى بالاستماع لها، حين قالت متنهدة: من المحزن التفكير بأنه لم يبقَ في مقعد الحكم سوى بضع سنوات قبل اختفائه.
    صمتت غارقة في أفكارها، ثم عاودت الحديث قائلة: لحظة، لم أفهم بعدُ ما علاقة هذا بالقطاع المسمّى بـ ريكا، كما أن هناك عدّة نقاط لا أجد لها جوابًا في قصصك هذه.
    ردّ بيأس: أنا أتفهّم أن لديكِ الكثير من الأسئلة لكني لا أقوى حقًّا على الكلام!
    بدا الحزن على محياها فاعتذرت: أنا آسفة، سمحتُ لنفسي بإغراقك بالأسئلة والانجراف مع هذه القصص رغم تعبك هذا.
    تنهّد وأجابها: سأحاول الاختصار هذه المرة فلا تطلبي التفاصيل رجاءً. القطاعُ ريكا نشأ بعد اقتطاع جزء من القطاع "د" وضمّه إلى جزء آخر أصغر من القطاع "ج"، أيّ أنه منطقة مشتركة بين القطاعَين، وقد فصله آيزوكو إداريًّا لأنه وجد أن حجم القطاع "د" متراميَ الأطراف، وكونه أكبر قطاعات عالم الأشباح، يعزز إمكانية فقدَ السيطرة عليه مجددًا فقام بهذه الخطوة منعًا لأي مشاكل مستقبلية، كان كوسين متعاونًا ولم يستطع مجادلة قصر القطاع "أ" على هذا الإجراء كنوع من الإقرار بفشل القطاع على احتواء أزمة الانقلاب.
    أخذ نفسًا، وتابع: أسماهُ ريكا، لأنه أدرك لاحقًا تواجُد الآكوما في المنطقة، أياكو تمكّنت من التنبّه إلى آثار طاقة المستوى الأعلى في المكان، ولذلك وقع اختيار الاسم على اسم واحدة من التينشي، وكما ترين فاسمُ ريكا مثاليّ بالنسبة لآيزوكو الذي أراد تخليد ذكرى والدته في وجه الآكوما الذين كبر على كراهيتهم، وقد ظهر لاحقًا أنه كان يخطط لهذه الخطوة منذ اليوم الأول لحربه، إذ أنه حين وعد إينادا تاماكي بإقحامه في خططه، كان يشير إلى نيّته في وضعه بموقع حكم القطاع، ونظرًا لكون الفتى صغيرًا في السن حينها فقد ظل القطاع "ريكا" تحت إدارة مشتركة بين شيكوكو تايتشي و كيوشو كوسين إلى أن كبر تاماكي وبلغ العشرين، وقد سلّمتُه مقاليد حكم قطاع ريكا قبل ستّ سنوات بنفسي، وكما أراد آيزوكو.
    نظر إليها ثم سأل بانزعاج: هل من أسئلة أخرى؟ أم أنكِ ستعتقينني؟
    أرسلت له نظرات جانبية قائلة له: بل اعفِني أنت من لسانك هذا.
    نهضت من مكانها متنهدة، واستدارت قائلة له: رغم ذلك فإنني ممتنة لإخبارك لي بكل هذا ولصبرك على أسئلتي.
    أخفضت رأسها وقالت بنبرة حزينة: ما زلتُ أستوعب فكرة أن آيزوكو وأياكو ليسا حقًّا في عالم الأشباح كما ظننت، لا أدري حقًّا كيف سيكون شعور صغيري إيزومي حين يعلم بهذا.
    صمتت وقد ظهر على وجهها الضيق، وظلت صامتة لثوانٍ قبل أن تلتفت إليه وتتابع: أتركك الآن لترتاح وربما أتابع الحديث معك حين تشعر بالتحسن.
    تنبّهت لصوت أنفاسه الهادئة، كان يغطّ في النوم بالفعل، تأملت قسمات وجهه المتعب الذي أخذ يسترخي شيئًا فشيئًا، ملامحه بدت وديعة لها، كان يدهشها كيف أن للتينشي هالة من نور خافت تتضح أكثر عند سُباتهم، تضفي إلى ملامحهم حُسنًا آسرًا.
    تحرّكت ناحيته، ومدّت يدها إلى جبينه، تحسسته وأراحها أن الحمى تراجعت عنه، كانت تفكّر دون أن تعي ذلك: "ريكا، أثق بأنّكِ ترقدين مطمئنة الآن فخرًا بباكي، وبآيزوكو."
    .
    خرجت هونوكا من الغرفة تاركة باكي يستريح فيها، أغلقت الباب خلفها واستندت عليه مطأطئة الهامة، كل حدَث حكاه لها تلاطَمَ داخل رأسها، أغمضت عينيها مطلقة تنهيدة لتنفّس قليلا عن ذلك الضغط، إلى أن نبهها صوت مألوف: أوكاسان؟ أأنتِ بخير؟
    رفعت عينيها إليه ووجدت إيزومي يقف في منتصف الطريق المؤدي إلى باب الخروج الواقع على بُعد أمتار قليلة منها، وقد توقفت آتسوكو على مقربة منه، ابتسمت مُخفية كل مشاعرها المتضاربة، وأجابته: إنني بخير، كان وقتي مع باكي صعبًا قليلا فقط، وقد تركته الآن ليرتاح.
    قفزت آتسوكو تسألها: ايييه، ماذا فعل باكي أوجيسان؟ وهل هو بخير الآن؟
    سارت هونوكا مقتربة منهما، وأجابت: لا تقلقي، لسانه السليط يعني أنه بخير لكنه كان بأمسّ الحاجة للراحة وعلينا ألا نزعجه ما دام قد غطّ في النوم.
    بدا امتعاض طفيف على وجه الصغيرة، فسألت: هل كنتما تكرهان بعضكما هكذا دائما ؟
    أطلقت هونوكا ضحكة: لا أعلم إن كان يفترض أن أسميها كراهية، إني أعرف خالكِ هذا منذ كان صغيرا مثيرا للمشاكل، ذلك كان يستفز شخصا يحب النظام مثلي وهذا ما لا يجعلنا نتفق، لكن أظننا ورغم هذه المهاترات نملك شيئا من الاحترام المتبادل.
    تحدث إيزومي بتصميم: سأراقبه، أعلم على الأقل أنكِ صادقة في كلامك هونوكا أوكاسان، فلطالما كان حديثك عنه إيجابيًا، ولكنني لا أعلم ماهية طريقة تفاعله الحقيقية معكِ ولن أسمح له أن يتطاول عليكِ.
    التفتت آتسوكو إليه مبينة عدم اتفاقها مع قوله: إيزومييي!!
    ارتبكت هونوكا فتدخلت بينهما قائلة بتوبيخ: توقفا كلاكما، لا تتدخلا في شأنينا إن كان ذلك سيجعلكما تتشاجران! بربكما لقد التقيتما للتو ولا أصدق أن الشجار الطبيعي بين الإخوة يمكن أن يبدأ بهذه السرعة!!
    سكت الاثنان ناظرين إليها بارتباك، ثم اعتذرا لها، تنهدت وهي ترفع يدها إلى جبينها: إلهي... (نظرت إليهما) بعيدا عن هذا كله، أجد أنكما كنتما متجهين للخارج، إلى أين ستذهبان؟
    آثرت آتسوكو الصمت ناظرة إلى شقيقها وكأنما تتيح له المجال للرد، فتحدث إيزومي: فكرتُ بأخذ آتسوكو لمنزل جدتي لتتعرف إليها وإلى جاكي أوجيسان، كما أود لها أن ترى المكان الذي كبرت فيه أمي.
    أخذت هونوكا وهلة لتفكّر، ثم أجابت: لا أجد مانعًا من ذلك لكن عليك وضعُ صحة جدتك في الحسبان لأنها قد لا تحتمل أي صدمات جديدة.
    التفتت ناظرة لآتسوكو وكأنما توجه كلامها إليها أيضًا، فهمت آتسوكو ما تقصده وأبعدت عينيها وقد ظهر فيهما شيء من الأسى، أما إيزومي فلم يكن ينظر ناحيتها ولم ينتبه لذلك بل تعجب: هممم يفترض أن تسعد جدتي بلقاء حفيدتها الثانية ولكنني سأحاول تمهيد اللقاء، قد أستعين بخالي جاكي مثلا.
    همهمت هونوكا برضىً، ولم تعطّلهما أكثر، فخرج الأخوان متجهين إلى منزل أسرة والدتهما.

    attachment

  20. #379

    Final ~





    attachment


    *يجر نفسه وهو مليء بالتجبيرات والضمادات*
    ماذا فعلتُ لأستحق هذااااا cry
    أنا أستقيييل من البيت ده!!! ogre *بلهجة مصرية درامية*


    احم... لولا أني أحب زاويتي لكنت تركتُها منذ زمن بسبب الأخت ميمي sleeping


    مرحبًا مينّا سان ، كل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعتكم وثبّت أجركم beard


    تذكار تواجه الكثير من التذبذب بسبب طول الانقطاعات بين فترات الكتابة وتجاهد لتكتمل hurt لحسن الحظ هناك مخطط مكتوب منذ سنين
    يجعل القصة تتقدم رغم ارتجاف خطاها وإن ميمي تبذل جهدها حتى تحافظ على تجانس سرد الأحداث knockedout

    لنرى ما لدينا لهذا الفصل beard

    /

    [ مصير آيزوكو وأياكو باختصار ]

    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة تذكار الصديق المظلم، الجزء الأول، الفصل 40
    تقدّم قائد التينشي منه، وضع يده على كتف آيزوكو ثم تحدّث إليه: دعنا من هذا كلّه ولنعُد إلى الداخل.
    دفعه من ظهره بلطف ليجعله يتحرّك، ولم يقاوم آيزوكو فسار إلى جانب خاله ومن خلفهم تينشي النخبة، عند عتبة الباب رفع باكي يده الأخرى إلى أياكو فانضمّت إليهما، لم تدرك لحظتها أن قسماً جديداً من حلمها يتحقق، فقد توقّفت آمي وقد بدا تعجّب طفيف على وجهها هي وسورا وكومو، لاحظ الثلاثة أن باكي كان يمدّ جسدَي آيزوكو وأياكو بطاقة ما جعلت لوناً ذهبياً يسري في جسديهما بادئاً من خصلات شعرهما، منتقلاً إلى عينيهما اللتين ومضتا بلون أزرق لثانية واحدة، وتلاشى بسرعة بمجرد أن عبر جسديهما، علِم التينشي أن ذلك الجزء من الطاقة يؤدّي الغرض نفسه الذي سبق وأن قامت به "راليوس"، وهو أن يحمي الاثنين من أي ضربة مميتة تصيبهما مستقبلاً.
    +

    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة تذكار الصديق المظلم، الجزء الثاني، الفصل 7
    أرخى يديه من حول جسدِ آيزوكو، وهُو يمدّده بهدوء إلى جانب أياكو، وعلى ملامحه نظرَة ضيق، ثمّ تركهُما وابتعدَ ليظهر من خلفِه اثنان من التينشي، انحنيا ولامسَا بأصابعهما جبين كلّ من "حاكم الأشباح" وزوجته، ثمّ اختفيا بهِما.
    كان باكي يتقدّم من صاحبِ تلك القوّة المعاكسَة لقوّته، وعيناه مثبّتتان عليه، تحدّث بصوتٍ تغلغل فيه الغضب: سأجعلك تدفع الثّمن غاليًا، ثق بهذا!
    ومن شدّة انفعاله لكمَ الحاجز الشفاف الفاصل بينَ نطاق طاقَة النّور -التينشي-، والنطاق المجاور لها، ذي الطاقة المظلمَة -الآكوما-، ليُحدث توتّرًا عاليًا في سطحِه، تسبب في اهتزاز المكانِ الواسِع الذي لم يظهَر منهُ إلا جسرٌ طويل ممتدّ فوق اللا شيء ، وعلى طرفيه يقع النطاقان المتعاكسان، وإثر تلك الاهتزازات سُمِع في عالم الأشباح دوي صوتٍ قويّ، خشيَ الجميعُ منه، حيثُ لم يعنِ إلا شيئًا واحدًا، هوَ أن أمرًا سيّئًا قد حلّ.
    +

    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة تذكار الصديق المظلم، الجزء الثاني، الفصل 18
    استشعر الاثنان في كلامه ارتباكه بوضوح، وقد تجلّى ذلك حين تابع: إنني أعرف الخيارات المتاحة جيّدا، لا يوجد بديلٌ لآيزوكو حاليا سوى والده، وأنا... آه سحقًا! قمتُ بكل ما يمكنني فعلهُ للمحافظة على حياة آيزوكو وأياكو ومع ذلك... أقفُ الآن عاجزًا لا أملك حلًّا يضمن لي استعادتهما.
    صمت لوهلة ورصّ على أسنانه ثم واصل مجددًا: ختمُ عقدِ الدم كان طريقة شيطانية أعادتني من قبل باستخدام تضحية معيّنة، وكوني هيليوس الآن لا يسمح لي بتلويث اسم قائد التينشي بهذه الطريقة، كلّ ما أملكه الآن هو جثّتان قد تقضيان بقية حياتهما في سبات أبديّ هنا داخل حقل التينشي وإلى أن أجد طريقة ما لإعادتهما.

    واضح؟ cheeky
    واضح. beard


    /


    [ تفصيل لمجموعات التينشي ووحداتهم ]


    تكرر في القصة عدة مرات بعض أسماء التينشي وجانب من أدوارهم، وإليكم تفصيلاً أكثر لتقسيماتهم:

    1- مجموعات تحت إشراف فرد النخبة: سورا.






    × × ×


    2- مجموعات تحت إشراف فرد النخبة: آمي.






    × × ×


    3- مجموعات تحت إشراف فرد النخبة: كومو.







    × × ×


    هذا كان تقريرًا طويلاً تعبت وأنا أرتبه knockedout وغالبًا سيضيّعكم وقد تسحبون عليه لكثرة الأسماء فيه laugh
    لكنه سيفيد المهتمين بأخذ الملاحظات لفهم القصة أكثر glasses
    لا أخفيكم أن المحروسة ميمي تضيع بنفسها بينهم وما زالت تحتاج للعودة إلى ملاحظاتها حين تكتب عنهم laugh



    لننتقل إلى الأسئلة biggrin



    × × ×


    attachment



    1- السؤال المعتاد: عموم تعليقاتكم وتوقعاتكم للقصة؟ beard
    2- أمور فاجأتكم أو صدمتكم من أحداث الفصل؟ biggrin
    3- أية أمور أخرى تمنيتُم أن يشرحها الفلاش باك أو أن يستعرضها ؟



    × × ×

    ملاحظة:
    أنا لا أضمن نشرًا قريبًا للفصل القادم لكني سأحاول ألا تتجاوز المسافة بين فصل وآخر الأربعة أشهر على الأكثر ninjaninjaninja

    مع ذلك سنتجرّأ ونقول أننا ننتظر ردودكم، فلا تتأخروا مثلنا laugh"


    attachment
    اخر تعديل كان بواسطة » *Kyuubi Mimi* في يوم » 09-04-2024 عند الساعة » 22:20

  21. #380

    رائع

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    من كان يتخيل بأني سأعود للمشاركة والتعليق في منتديات مكسات
    هذا يعيد إلي الحنين والذكريات الحلوة
    يا ليت الشباب يعود يوما e411

    نعود للتعليق على بعض المقاطع من الرواية

    سيكفيني أن أفرّغ شيئًا من غيظي حتى أجعل منه قائدًا جيّدا بدلاً من هذه المهزلة…








    😂😂😂


    كنتُ مخطئة في حكمي على سورا دونو، ظننتُه شخصًا مخيفًا ولكنّه لطيف حقًا، لا أفهم لِمَ تقول عنه آتسوكو هيمي أنه مخيف…



    ايش المخيف فيه ملامحه كلها لطيفة ظريفة احسه زي ذاك الاستاذ لي حتى لو صرخ في وجهك ما راح تخافي منه 😳😂😂


    توتّرًا فهُم على علم أنهم بحضرة شيطان من المستوى الأعلى

    متعاونين مع شيطان ويسمون حاكم الاشباح بالدكتاتوري
    متناقضين السادة الكرام 😂


    أحدثت ما يكفي من الدمار سيّد ميتو، هلاّ وضعنا حدًّا لكل هذا الآن؟

    الدخول الاسطووووري كنت انتظر واحد من التينشي ليتدخل 👏👏👏


    أطلقت ضحكة قائلة: بل تينشي يا آيزو، تينشي!
    أثناء ذلك كان كينشين خلفهما ينتهي من تقييد توشيرو،

    ويتحسر لانه ما تزوج للحين em_1f606


    يستعيد شريط ذاكرته حول أحداث الانقلاب منذ اندلع أول مرة، وكيف أطاح به هذا الانقلاب رغم كونه قد حرص حرصًا شديدًا على الحفاظ على عرش الأشباح إخلاصًا لعالمه، ولريكا أيضًا والتي كان يفترض أن تكون رفيقة دربه في الحكم، لم يكن ما حصل له خلال تلك الفترة هيّنًا على نفسه، وقد أثّر الأمر به عميقًا، ونتيجة لسخطه أدار وجهه مغيّرًا اتجاه بصره عن توشيرو، ثم تحدّث: أبعده عني وحسب، آيزوكو، إنك الآن حاكم هذا العالم وسأقبل بأيّ قرار تتخذه في حقه ما دمتُ لن أرى وجهه ثانية

    حسيت فيه وفي مشاعره مدري ليش em_1f615


    التفتت أياكو فور سماعها جملته تلك إليه، وكانت أكثرهم قلقًا، فزوجُها بات يتصرف بجفاء شديد كلما جاء الأمر إلى قراراته كحاكم،

    نعم الجفاء ونعم القرارات أياكو لازم تضل بالبيت وتعتني بأولادها ولااا تتدخل في الحكم 😌
    حتى لو بالنظرات


    بس ابوه ذكي ومحنك عرف لو قتل رأس الفتنة راح تقوم فتنة ثانية
    بس احييهم حكمهم جيد جيدا مو زي حالة الغربيين هو مسوي البلاوي ولأ لازم ادلة ومحكمة تستمر لسنوات 😂😂🤦‍♀️


    وكان لا بدّ لي من تثبيت صورتي أمام كلّ من تسوّله نفسه بمواصلة التخريب.

    ايووووة هذا هو لازم العصى لمن عصى


    الاقتحام مع توشيرو جعلني أدرك أن العدوّ قد لا يكون مخلوقًا دائمًا، بل فكرة... فكرةً ذات أساس يبدو منطقيًا لكنه منطق مبني على الأوهام.

    حببهمبخبخبخبخخبخبخبخبخبهبمبخبخبخبهبخبخبخخبخ
    والفكرة لا تموت 👌👌👏👏👏
    الا بموت صاحبها 😂😂😂😂
    أحلى جمممملللة وأحلى فكرة واحلى كل شي e106e106e106e106e106e106e106e106


    أعدكِ، سأحاول الانتباه لأفعالي مستقبلاً بما لا يجعل هذا العالم يخافني، أريد له أن يؤيدني لأنه يرغب بذلك، ويشدّ على يدي فقط، كما تفعلين أنتِ

    تؤتؤتؤ أحسن قرار تقرره انك تبعد زوجتك عشان متأثر عليك بنظراتها 🫣


    لا أعلم إن كان يفترض أن أسميها كراهية، إني أعرف خالكِ هذا منذ كان صغيرا مثيرا للمشاكل، ذلك كان يستفز شخصا يحب النظام مثلي وهذا ما لا يجعلنا نتفق، لكن أظننا ورغم هذه المهاترات نملك شيئا من الاحترام المتبادل.

    ❤️❤️❤️❤️❤️✨


    عموم تعليقاتكم وتوقعاتكم للقصة؟

    حبيت تشابك الاحداث وبالاخص فكرة الانقلاب والتخطيط له والمكيدة التي كانت تحاك في الخفاء. القرارات المتنوعة وتفاعل كل شخصية على حدا هذا اعطانا ملاحظات عن كل الشخصيات مثلا سورا الذي يحاول ترقيع أمور في الخفاء دون أن يعلم أحد مثلا قرار باكي بتولي الحكم قبل حتى ان يعلم التينشي النخبة وتفاعل كل واحد على قراره زي كومو لي اظهر كانه معترض بشكل من الاشكال وهو ليس كذلك 😂😂 كمان قرار آيزوكو بالاعدام وحكمة وحنكة حاكم التينشي السابق بعدم قتل قائد الانقلاب لتجنب فتنة أكبر وآياكو الحساسة لي لعبت شوي بمشاعر زوجها ونعمتها شوي 😂😂 كل هذا يخلق شخصيات متنوعة واقرب للواقع ومنه احداث مؤثرة وجذب كبير للقارئ أحييك ميمو على هذا الحبك الرائع
    + تقسيم التينشي حرفيا رتب افكاري واتوقع لو كان مخطط راح يكون أسهل لتذكره للقارئ
    وعن الشخصيات ونسيانها معك انسانة نقطة وتنسى أسماء أهم الشخصيات في روايتها 😂😂😂


    بالنسبة للتوقعات ما عندي توقعات واضحة أحس الفصول ما زالت من ناحية التعريف واستذكار الماضي وما زالت الاطراف تحشد وتنظم وتحيك المكائد فهذا لي اتوقعه في الغصل القادم 🤔🤔


    أمور فاجأتكم أو صدمتكم من أحداث الفصل؟

    نوم باكي في جزء من الثانية 😂😂😂😂 امزح ككك


    أية أمور أخرى تمنيتُم أن يشرحها الفلاش باك أو أن يستعرضها ؟



    اتوقع انه واضح ما ينقصه شي 🤔 - المرجع ذاكرة السمك حقتي😌-
    ننتظر الفصول القادمة ولا ارغب في ازعاجك بسرعة كتابتها ولكن هذا احسن شي لكي لا ننسى الاحداث -زي حالتي ومتلازمة ذاكرة السمكة- أكيد الاحداث راح تشتعل اكثر في المستقبل هذا ما اتوقعه ✨

    دمتم بود

    e418

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter