مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2
  1. #1

    شيء من فلسفة الحيـاة .. !!



    143264059442


    attachment

    ثمة معاني مثار لمداد من الأسئلة التي لا تنتهي ، يحار المرء فيها ومنها ، ومن تلك المعاني التي كانت أكثر الأسئلة طرحاً من قبل الإنسان هي _ الحياة _
    منذ اللحظة التي أدركنا فيها بحقيقة الوجود ، رافقتنا العديد من التساؤلات ، من نحن ؟ لماذا نعيش ؟ ما هي الحياة ؟


    حين كنا صغاراً كانت الحياة تبدو في أنظارنا مجرد دمية ، وقطعة حلوى .. !!
    وعلاقتنا بأمهاتنا وآبائنا إضافة لمعلمة الصف هي محور كل حياتنا .. !!

    حين كبرنا أكثر وخضنا عواصف مرحلة المراهقة ، كنا نعتقد أن الحياة هي أن نثبت أنفسنا للعالم ، أننا كبار ، أحرار ، وقادرون على اتخاذ القرار بأنفسنا .. !!
    نكبر أكثر ، فنسافر مع طموحنا لأرض الأحلام ، حيث الدراسة و الوظيفة والحياة العلمية والعملية تأخذ منا أقصى اهتماماتنا ..
    وماذا بعد ؟
    تستمرعجلة الزمن في المضي فنرغب في الارتباط بشريك الحياة ، وإنجاب الأطفال وتكوين عائلة ، وبذلك نحقق الاستقرار العائلي والاجتماعي ..

    يتواصل شريط حياتنا بالتقدم ، يمتلئ المنزل بالأحفاد في يوم الجمعة ، يقبلون رؤوسنا ، يثيرون الجلبة هنا وهناك ، ونبدأ في إشهار عصاتنا أمام وجوههم التي تبتسم بشغب طفولي
    وخلال مراحل حياتنا هذه كلها ، تهاجمنا الهموم و المصاعب بين فينة وأخرى ، فنتبرأ منالحياة كأن لا خير فيها ، وعندما نرزق بالأخبار السعيدة ويطرق أبوابنا الفرح نقبل على الحياة بحب كأن لا شر فيها .. !!

    وبين كل ذلك تأخذ أفكارنا ومعتقداتنا ومشاعرنا حيزاً كبيراً في فهم وممارسة الحياة ، فالمعتقدات الدينية لها النصيب الأكبر في ذلك ، إضافة إلى أنها دليل إرشادات في كيفية التعامل مع هذه الرحلة القصيرة فهي غذاء الروح وذلك ما تؤمن به الأديان قاطبة ..

    1432640850381


    ولكن السؤال الأهم الذي يطرح وجوده ؟!
    هل هذه هي الحياة حقاً ؟ بهذا التسلسل الروتيني الذي أورثته لنا مكتسباتنا الثقافية والاجتماعية ؟!
    أيمكن أن نفهم من هذا كله أن الحياة هي مجرد احتياجات ترافق كل مرحلة عمرية ؟!
    وأن علينا تلبية هذه الاحتياجات لنشعر أننا على قيد الحياة ؟!

    لطالما نظرت إلى الحياة ، على أنها شيء أكبر من احتياجاتنا ، نظراتنا ، سلوكياتنا ،مشاعرنا وأفكارنا ..
    هذه الحياة أكبر منا جميعاً ونحن أمامها صغار جداً _ بحجم حبة البازلاء _ !!
    نحن بالفعل نمتلك نظرة ضيقة تجاه الحياة ، لأننا نحاول في كل مرحلة عمرية حشر مفاهيمنا وتطلعاتنا فيها باسم الحياة ، إننا نلصق عنوة أفكارنا ومشاعرنا على حائط الحياة لنقول لنا وللعالم أجمع أن هذه هي الحياة رغم أنها بريئة من كل ذلك براءة الذئب من دم يوسف .. !!

    ما يعشعش في أذهان الناس ، أن الحياة هي إطار زمني ومكاني مؤقت وأنهم جزء من هذا الإطار فقط، غير أن ما أظنه أنا هو أن الحياة في حقيقة أمرها جزء منا أيضاً ، بل هي كلنا وأن الحياة هي ما تعيش فينا ، في قالبنا نحن .. وأن كل الحيثيات المكانية والزمانية التي أتيحت لك هي مسار تتفاعل فيه حياتك مع حيوات الآخرين ، ولكي تسمح للحياة التي في داخلك أن تعيش وفق هذه الحيثيات ..
    أو ربما ما أنا متيقنة منه على الأقل أن الحياة انتصفت لتعيش فينا ونعيش فيها وأننا والحياة وجهان لعملة واحدة .. !!


    ولربما هذا يتعارض مع فكرة أن الحياة أكبر منا رغم أنها في الحقيقة _ نحن _ الذين نستم ردائماً في هجائها وعتابها ، ربما تبدو أفكاري مشوشة ولكن ما أريد إيصاله أنه بالرغم من محاولاتنا الحثيثة في فهم جوهر الحياة الكبيرة أمام ضآلة حجمنا والتعاطي معها إلا أن ذلك لا ينفي أن جزء من الحياة يقبع بداخلنا وإن كان أكبر من مساحة إدراكنا له ..


    1432640594331



    هذه الحياة ليست صديقة دائماً ، ليست عدوة دائماً ، إن هذه الحياة لعوبة جداً تحب أن تتقمص كل الأدوار لتلعب فيك أو عليك ، أنت المسرح الآن ، لذا عليك أن تتقبل الحياة بكل أشكالها ، الشريرة منها والطيبة ..
    بالمناسبة ، ثمة لعبة أخرى تمارسها الحياة وهي تبديل الأدوار معك ، فقد تتحول هي لمسرح وتتحول أنت إلى البطل الذي يلعب على أرضها..

    ومتى مافهمت ذلك ، عرفت أن _ المطاطية _ في التعامل مع الحياة هي أفضل الحلول كي تعيش ،إنها لعبة ، علينا أن نفهم ذلك .. هذه الحياة لعبة ولكننا دائماً ما نستمر في أخذها بجدية مقيتة .. تستنزف قوانا وطاقتنا .. !!

    وهنا تتجلى فكرة أن الحياة هي أنت ، فبرأيي في كثير من الأحيان تتجسد الحياة على أنها ورقة بيضاء أو سوداء وأنت من تلونها بنظرتك لها .. إن الحياة صفحة محايدة على الأغلب ، وأنت الكاتب ، بالطبع لن تكون الكاتب الوحيد ستجد الكثير من خربشات الآخرين وتواقيعهم تفسد أو تزين صفحة حياتك ، لكن ما يجعل لك التفوق والريادة في تقرير مصير حياتك هو أن بحوزتك " الممحاة " .

    لذلك فلنتوقف عن هجاء الحياة وإلقاء اللوم عليها ، يجب أن نوسع أطر نظرتنا للحياة بعيداً عن المفاهيم التي يصوغها المجتمع ، أن نخترع أفكاراً جديدة تجعلنا نوظف الأسباب التي نعيش من أجلها في ميادين التطبيق بـ رؤى أكثر إثارة وإبداع ..!!

    اخر تعديل كان بواسطة » The Lord of Dark في يوم » 31-12-2015 عند الساعة » 18:45 السبب: إضافة وسام موضوع مميز.


  2. ...

  3. #2


    1432641291381


    ما يهمني في طرحي هذا ، أن نكسر الافتراضات الجامدة التي أُلصِقت باسم الحياة وفق تسلسل زمني معين وأن على كل إنسان أن يؤدي هذه الافتراضات كي يصبح " كائن حي "!!
    لا أقصد أن أحارب الفطرة التي جبلنا عليها ، ولكن تكريس بعض المفاهيم على أنها هذه الحياة فقط هو ما لا أطيقه .. !!

    إنني أؤمن أن الله لم يخلقنا لعلة واحدة .. !!

    أؤمن أن الله خلقنا لنعيش هذه الحياة بكل ما فيها من أدوات ومكتسبات ..
    لماذا دائماً نحصر أسباب وجودنا وحياتنا على _ أشخاص ، أشياء ، أفكار ، معتقدات ومشاعر _فإذا ما تعرضت للزوال أو الفناء شعرنا أنه ما من سبب لنبقى على قيد الحياة .. !!

    لماذا نعلق رقابنا في أيدي السببية ؟! فإذا ما فقدنا السبب حكمنا على أنفسنا بالإعدام ..!!

    إنه من المهم أن نعرف ، أن الله خلقنا لأكبر عدد ممكن من الأسباب ، الله لم يخلقك لعبادته فقط ، ولو أراد ذلك لحصر حياتك في نطاق العبادة دون غيرها ..

    ولو أنك عشت الحياة لأجل ذلك فقط ، فلربما عليك تخيل نفسك إذا ما وقعت في اختبار إلهي يمتحن قوة إيمانك وابتليت في دينك هل كنت ستنهي حياتك حينها بافتراضية أن الله لن يغفر ذنبك ، أو أنه ما من سبب لتعيش لأنك وقعت في التشكيك بدينك ؟!
    على الأغلب أننا رأينا الكثير ممن كان لهم التطرف في العيش لسبب واحد حتى _ العبادة _كيف تحولوا فجأة أمام أول مطب يمتحنهم إلى إنهاء حياتهم أو الرغبة في الانتحار أوعلى أحسن الأحوال انقلبوا إلى التطرف المعاكس ، من الإفراط إلى التفريط ومن الغلو إلى التقصير ومن المحبة إلى الكراهية ..

    عندما تعيش الحياة لأكثر من سبب ، ستجد أن هناك الكثير من الفرص لتعوض ما خسرته في حياتك ، ستعيش حياة متكاملة في كل الزوايا الحياتية ، لن تفكر في عدم جدوى حياتك إذا مافقدت سبباً واحداً لأن بجعبتك الكثير من الأسباب التي تجعلك ترغب بالحياة ، ولربما تكون لك فرصة لاستعادة ما خسرت ..

    لا يكفيك لتحيا أن تملك أسباب العيش .. !!

    فالأسباب تهرئ ، تضعف وتتعرض لعوامل التعرية ، طالما أنها لا تُعاش بطريقة تضمن لها التجدد و الاستمرارية .. !!

    إنني أفكر دائماً ما الضير في أن نعيش لمشاهدة شروق الشمس كل صباح ؟!

    ما العيب أن نعيش لنسمع صوت المذياع ؟


    أو نشاهد مباراة كرة القدم على التلفاز ؟


    أو نعيش لأجل أن نلحق على الباص قبل أن يغادر ويتركنا خلفه ؟


    أو نعيش لنشتري الكثير من الملابس ؟

    أو لنأكل ألذ الأطعمة ؟

    أو لنكتب خاطرة أو رواية أو قصة ؟

    أو لننظر لأنفسنا في المرآة بحب ؟

    أو لنرقص أو نغني أو نتشاجر ؟

    لماذا لا نعيش لأجل غسيل الصحون أو حل الواجبات ؟

    قد تراها أسباباً تافهة وسطحية ، ولكنها تستحوذ معظم أوقات حياتنا ، نحن نؤديها حين نؤديها بملل شديد وروتين قاتل .. !!
    إننا لانشعر بأننا أحياء حين نمارس الأشياء التقليدية ، ماذا لو أضفنا المزيد من الحياة إلى هذه التفاصيل الصغيرة ، قليل من المشاعر ، حفنة من التفكير والتأمل قادرة على أن تحيى الموتى الذين يعيشون بداخلنا .. !!

    1432641586061


    في النهاية أنا أرى أن الحياة ليست سيئة كما نتصور ، نعم هي بغيضة ، مزعجة ، مؤلمة وحقودة في كثير من الأحيان ، وتملك رأساً صلباً وترد الصاع صاعين .. ونعم لم تكن لي فيها بعض اللحظات الحلوة التي تنسيني كل ألم عشته ولكنها كانت لغيري .. ،
    فلا يمكنني أن أنكر فضلها فلقد كانت خير معلم ومرشد وصديق ، يكفيني أنها تجعلني أشعر بأني شخص مميز لأني أمتلك الحياة كإنسان ، إنها شرف وأن تملكها يعني أن تتحمل مسؤولية هذه النبضات وهذه الأنفاس التي تبقيك على قيدها ..
    وبالتأكيد هي صعبة وهذا ما يجعلها في نظري جميلة،
    إنها تقول لنا بابتسامة مشاكسة في كل مرة نخوض فيها تحدياً معها _ حاول الفوز بي إن استطعت .. !!

    _ انتهى_

    اخر تعديل كان بواسطة » ألحان الحياة في يوم » 26-05-2015 عند الساعة » 12:19

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter