.
.
تأخر الوقت.. والضيوف بدأوا يغادرون.. فرانك ما زال يتصرف وكأن المشكلة لا تمت له بصلة.. ويوجين اختفى ولم يعد بعد
كان ايلك الآن يودع اصدقائه أمام البوابة وهو يذكرهم بضرورة التواصل معه بالغد فقال له كيفين مذكرًا
- مهما كان ما تواجهه عليك أن تنام جيدًا فغدًا نخطط للخروج باكرًا سمعت؟
نظر إليه المعني منزعجًا ثم تنهد مقررًا بأنه محق
- حسنًا لكن هل خططتم أين سنذهب؟
أجابه هاكون وهو يحدق نحو كيفين ببسمة متفائلة
- بما أن كيفين أكثر من يعرف المدينة فسيختار هو المكان!
نظر إليه كيفين مفكرًا ثم قال
- هل تريدون أن آخذكم لمكان عتيق لا يزوره ولا يدله أحد؟
حدق به هاكون بجمود ثم نظر نحو ايلك وقال مبتسمًا
- ربما يجب أن تختار أنت المكان يا ايلك
ظل ايلك ينظر إليه صامتًا ثم فتح فمه وقال ببطء
- براين من سيقرر
كان براين على وشك الركوب إلى السيارة وقد بدا منهكًا من أحداث اليوم حين سمع ايلك يقول ذلك فتراجع عن الركوب صائحًا
- ماذا؟!!
ثم جاء مسرعًا إليهم وهو يقول
- لم أنا بالذات؟؟ إنني أشعر بالتعب وسوف أنام فور أن أصل للمنزل ولن استيقظ باكرًا وأنا لا أعرف في هذه المدينة شيئًا وسأحتاج البحث عن مكان جميل فضلًا عن حجز الأماكن
ثم شحب وجهه وهو يركز عيونه في عيون ايلك محاولًا اقناعه
- ربما يجب أن تعيد التفكير يا ايلك
نظر إليه ايلك مفكرًا ثم نقل عينيه للجميع وقال وهو يرفع يده
- من يوافقني في اختيار براين
رفع الجميع ايديهم فكاد براين يبكي، وضعت لافي يدها على كتفه وقالت بأسف
- يجب أن تتقبل قدرك يا براين
تذكر ايلك شيئًا فنظر نحو اندرو وسأله
- ولكن أين ستبيتون الليلة؟
- في منزل كيفين
ثم اضاف مبتسمًا
- وبما أنك تعرف الطريق فعليك أن تأتي إلينا حين تستعد فهذا أسهل من أن نأتي اليك
- ماذا؟ انتظر لحظة؟ أنا لا املك سيارة!
تجاهله اندرو وهو يلج في المقعد الأمامي لسيارة كيفين ثم يغلق الباب بسرعة ناشدًا الدفء
- إلى اللقاء ايلك
قالت لافي ومادلين وانيا ذلك ثم انطلقت السيارة مغادرة بينما يرمقهم ايلك غير مصدق
- لا عليك ايلك، سوف تجد حلًا
قالها هاكون مبتسمًا ثم ودعه ليغادر مع براين في سيارة يقودها لمنزل كيفين، تنهد ايلك بحسرة وقال
- كنتم تدللوني حين كنت مصابًا، أنظر كم أصبحتم قساة
- لا تحاول استدرار عطفي، تعال بسيارة أجرة ولا تفتعل ضوضاء لأجل لا شيء
تنهد ايلك وهو يرافق كيفين نحو سيارته قائلًا
- سيارة الأجرة ستتطلب مني السير حتى الشارع العام، وأنا رجل بأضلاع مصابه، يا لقسوتكم
نظر إليه كيفين صامتًا ثم تنهد وهو يعود محدقًا للأمام
- حسنًا لقد نجحت في استدرار عطفي، سوف آتي بالغد لأخذك
ظهرت البهجة على وجه ايلك فسخر منه كيفين بينما هو يركب في مقعد السائق ثم يغلق الباب، فتح النافذة وقال محذرًا
- إن لم تستيقظ باكرًا فلا تعتقد بأني سأوقظك
رمقه ايلك بملل ثم نظر نحو اندرو حين مال ليحدثه من نافذة كيفين قائلًا
- إلى الغد دوغلاس
لم يستطع أن يكبح ابتسامته حين قال
- اذهب وحسب
ضحك اندرو وهو يعتدل جالسًا مع اغلاق كيفين للنافذة ثم انطلقت السيارة خارج حدود منزل ايلسون بينما يلوح لهم ايلك مبتسمًا
عاد للداخل غير مستعدًا للآتي، وقابل الفريد وراينر في طريقه وقد بدا عليهما التوتر، نظرا إليه حين توقف أمامهما ثم سألاه
- ألا تعرف أين ذهب يوجين يا ايلك؟
هز رأسه نافيًا ثم تنهد
- أخشى بأنني سأكون الوحيد في مواجهة الغوريلا الليلة
ابتسم راينر متعاطفًا في حين ظهر الحقد على وجه ايلك وهو يردف
- فقط كيف يستطيع ذلك الأبله النوم في مثل هذا الوضع المتوتر
أجابه مايك الذي وصل لتوه قائلًا
- لطالما كان فرانك هكذا، أصبح الوضع طبيعيًا
أنظم إليهم ايوان وظلوا في مكانهم يراقبون جيمس وهو يودع الضيوف يهيمن عليهم التوتر، يوجين ما يزال لا يرد على اتصالاتهم وهذا ما جعلهم يتوترون أكثر
أخيرًا ها هو جيمس يودع آخر ضيف تعلو وجهه ابتسامة لطيفه سرعان ما تلاشت حين توارى الضيف عن أنظاره ليظهر الوجه الغورلي جاعلًا الخمسة يرتجفون هلعًا
ظل جيمس يرمقهم بعيونه الغورلية حين نطق بصوت يلفه غضب خامد
- ألم يتأخر الوقت على بقائكم؟
بدا مايك حذرًا حين نطق
- كنا نخطط للسهر هنا
التفت إليه جيمس فلم يستطع مايك منع نفسه من الارتجاف
- لا سهر لليوم، هيا غادروا لمنازلكم وناموا باكرًا
يا إلهي.. سوف يبعدهم عن مسرح الجريمة كي يأكله وفرانك الليلة أكلًا دون شهود
سرت رعدة في جسده حين احتدت عيون جيمس محدقًا إليه بغضب قبل أن يستدير متوجهًا بخطوات واسعة نحو السلم فأجفل الجميع حين أدركوا بأنه ينوي مواجهة فرانك هذه المرة
- آه تبًا حدث ما كنت أخشاه
قالها راينر وهو يراقب ابتعاد جيمس متوترًا في حين نطق مايك بارتباك واضح
- ما العمل الآن؟!
تحرك ايلك فجأة لاحقًا بجيمس لكن يد الفريد التي قبضت على ذراعه منعته من التقدم
- ما الذي تفعله؟ هل تنوي فرض مواجهتك على الغوريلا؟!!
نظر إليه ايلك من فوق كتفه فتوتر الفريد حين رأى تعبير وجهه القلق بينما هو ينطق بصوت مضطرب
- لا أستطيع ترك الأمر هكذا، فرانك قد يغير الحقائق ليتجنب غضب جيمس
ثم أخذ ينظر في افكاره المشتتة وهو يتابع بصوت يرتجف
- على.. على أي حال يجب أن اكون هناك
ثم نظر لالفريد وقال مقطبًا
- أتركني
ظل الفريد ينظر في عينيه طويلًا فظن ايلك بأنه لن يتركه.. ولكن لدهشته فقد تركه الفريد قائلًا
- اذهب، مايك فالتبحث عن جيرارد واستدعيه للأعلى
طرف ايلك بعينيه مقطبًا لكنه سرعان ما أدرك ما يفكر فيه الفريد فنظر لمايك قائلًا
- جيرارد عند جدتي
ثم انطلق لاحقًا بخاله وهو يسمع الفريد يقول للبقية بأن عليهم المغادرة قبل أن يراهم جيمس
كان يصعد الدرجات ثلاثة ثلاثه وأمله ألا يكون جيمس في أوج غضبه الآن، تسارعت ضربات قلبه حين وقعت عينيه على وجه جيمس وهو يفتح باب غرفة فرانك ويدخل متوجهًا لزر الإضاءة كي يفتحه
عندما دخل ايلك كانت الغرفة مضائه وكان جيمس يقف عند زر الضوء يحدق بعيونه المرعبة نحو السرير حيث نهض فرانك محدقًا لأخيه ببرود أخفى خلفه مشاعره الحقيقة
تقدم جيمس بخطوات سريعة نحو أخيه فأسرع ايلك نحوه هاتفًا
- مهلًا خالي جيمس دعني اشرـ
لكن جيمس لم يتمهل بل وسحب فرانك من مقدمة قميصه نحوه وتمتم من بين أسنانه قائلًا
- هل ستخبرني الآن بما حدث أم تجعلني أتصرف معك تصرفًا لا يسرني؟
ظل فرانك هادئًا يحدق إليه بجمود قبل أن يتمتم
- كل ما قاله جايدن كان حقيقة
رعدت عيون جيمس حين ترك قميص أخيه ليسقط على السرير جالسًا ثم يلتفت بجسده نحو ايلك الذي أجفل خائفًا وهو يراقبه بعيون هلعه
- ايلك، هل تعرضت للضرب أمام فرانك؟
ظل ينظر إليه صامتًا وقد تمكن منه التوتر بالكامل.. اختلس النظر لفرانك فكان ينكس رأسه مقطبًا.. عاد ينظر لجيمس حين أجاب بصوت ضعيف
- نعم
توتر كثيرًا حين اشتدت قبضه جيمس قبل أن يتوجه بجسده لفرانك ثم ينحني إليه مسندًا يده على طرف السرير ليصبح في مستوى نظره تمامًا قبل أن يسأله بتركيز شديد
- هل رأيت ايلك يُضرب أمامك يا فرانك؟
كان فرانك يحدق في عيون أخيه ببرود حذر.. حين ببطء أومأ برأسه.. عندها ضاقت عيون جيمس وهو يجوب بها وجه أخيه ثم يسأله مجددًا
- كيف؟
ظل فرانك يحدق بحذر في عيون اخيه القريبة جدًا وهو يجيب ببطء
- كاد أحدهم أن يضربني من الخلف بعصا حين تلقاها ايلك في ظهره بدلًا عني
اتسعت عيون جيمس فشد فرانك قبضته على فراشه محافظًا على وجهه الحذر
- هل.. فقدت أنفاسك؟
أطال فرانك الصمت قبل أن يجيب بأن أومأ برأسه فتفاجئه حركة أخيه السريعة حين أصبح فجأة أمام ايلك فيسحبه من ذراعه بسرعة ليلقيه جالسًا على السرير ثم نزع قميصه بيديه القويتين لينظر في ظهره
حركة جيمس السريعة جعلت أنفاس ايلك تتسارع هلعًا بينما هو ينحني الآن تاركًا جيمس ينظر في ظهره.. كان يفكر بأنه يجب أن يقول شيئًا يبرر فيه موقفه أو على الأقل يشرح الأمر بشكل يجعله يهدأ.. لكنه كان خائفًا من ثورانه.. ومن عدم قدرته على فهم ما يفكر فيه
أطال جيمس النظر إلى ظهر ايلك قبل أن يضع يديه على كتفيه ويرفعه ليجلس باتزان ثم ينحني ليصل لمستوى عينيه ويسأله بصوت جامد
- إن كانت عصا فولاذية فهذا يعني بأن أصابتك خطيره.. أتشعر بالألم؟
عيون جيمس الجادة كانت تخبره بوضوح بأن الكذب غير مغفور هنا لذا توتر قبل أن يجيب قائلًا
- إنها تؤلمني قليلًا فقط.. الرجل الذي ضربني كانت يداه مخدرتان للغاية لذا لم تكن هناك أي قوة في ضربته
رغم أنه كان يقول حقيقة تفيده إلا أن صوته خرج ضعيفًا رغمًا عنه.. وجه جيمس يوتره للغاية
تنفس الصعداء حين ابتعد جيمس واقفًا وهو يلقي بقميصه على وجهه
- ارتدي ملابسك قبل أن يصيبك البرد
تحرك ايلك بسرعة لتلبيه الأمر خوفًا من غضبه.. وفي هذه اللحظة دخل جيرارد بوجه مقتضب.. توقف في مكانه عند الباب ينظر لهم محاولًا فهم الموقف، لكن جيمس ساعده حين نظر إليه قائلًا
- هل يمكنك أن تتصل بالطبيب مارك يا جيرارد
غادر جيرارد لينفذ أمر أخيه من دون أن يسأل شيئًا بينما لم يجرؤ ايلك على قول أي كلمة.. رغم أنه كان يريد أن يقول بأنه بخير
التفت نحو فرانك فرآه ينظر بحقد نحو جيمس.. والذي كان يعبث في هاتفه الان قبل أن يرفعه لأذنه مقطبًا
- لقد حطم جايدن سيارتي
نظر ايلك إليه بوجه شاحب.. لماذا يقول ذلك الآن؟ بسرعة نظر لجميس خوفًا من ردة فعله.. كان جيمس يلتفت إليه ببطء بينما يرخي الهاتف عن أذنه بعد أن فشل في الحصول على رد من المتلقي
توتر ايلك كثيرًا وهو يرى تلك العقدة الفظيعة تظهر في جبين جيمس وهو يستدير بجسده إليهم قائلًا بصوت مرعب
- متى فعل ذلك؟
- لقد فعل ذلك بالأمس، وقد سبق وفعلها ولكن اصدقائي أخفوا الأمر عني، لقد كشفتهم هذه المرة ولم أكن أنوي التراجع عن الانتقام حتى لو استيقظت العمة مارغريت بنفسها وطلبت مني فعل ذلك، لقد كسروا ذراع مايك سابقًا حين كذب علينا قائلًا بأنه مسافر، ومن يدري ما فعلوه أكثر.. كان هذا فقط ما اكتشفته بالأمس ولا أعرف ما إن كان اصدقائي يخفون المزيد
كان صوت فرانك هادئًا جدًا.. واثقًا جدًا.. وجادًا بشكل عميق.. وكان هناك معنى في كلماته لم يفهمه ايلك.. لعل جيمس فهمه
التفت ينظر لجميس.. كان جسده متصلبًا.. يرمق فرانك بصدمة حاول أن يخفيها.. رأى ايلك القلق خافتًا يطل من عينيه.. وحين فتح فمه تسارعت ضربات قلب ايلك خوفًا مما سيسمعه
- وأين يوجين؟
- إن يوجين
هتف بها ايلك مسرعًا قبل أن يسبقه فرانك، وحين نظر إليه جيمس صمت بخوف ثم تابع الحديث بتوتر
- بالأمس تبادلت مع يوجين الهواتف.. لذا حين أرسل راينر الرسالة ليوجين ليمنع فرانك كنت أنا من تلقاها.. وبدلًا من أن أخبر يوجين ذهبت بنفسي إليهم.. لذلك يوجين لم يكن له أي علاقة فيما حدث ذلك اليوم فـ
- أعرف
نطقها جيمس بجمود فتوتر ايلك وهو ينظر إليه يرفع الهاتف مجددًا لأذنه بعد أن طلب رقم يوجين مجددًا.. وفي هذه اللحظة دخل جيرارد بصحبة الطبيب مارك فشرح له جيمس ما حدث لايلك وطلب منه معاينته
سرعان توجه ايلك للطبيب الذي بدأ بعمله بينما التفت جيمس لفرانك وقال بصوت حاد
- وأنتَ كن على استعداد لتقابل وليام بالغد.. ودعني أرى إن كنت ستتجرأ على الاعتراض
لم يجيبه فرانك غير أنه ظل ينظر إليه بحقد، ألقى جيمس نظرة على ايلك ثم قال
- عندما ينهي مارك عمله الحق بي أنتَ وفرانك لمكتبي.. تعرفان ما سيحدث لو تأخرتما دقيقة واحدة
ثم خرج برفقة جيرارد بهدوء زاد الأمر رعبًا.. ابتسم ايلك للطبيب الذي كان يتنهد متعبًا من جنون هذه العائلة ثم التفت لفرانك وسأله بخوف
- ما تظنه سيفعل؟ أخشى أن يلقي غضبه كله على يوجين
نظر إليه فرانك منزعجًا
- بالطبع سيفعل فيوجين سبب كل ما يحدث الان
- كيف تقول هذا وأنتَ الذي دفعت الجميع لتركك تقاتل رغمًا عنهم
- أنتَ مشترك معي في الجريمة أم أنك نسيت من كان الذي اقترح الخطة؟
كاد بروده أن يقتله غيضًا قبل أن يسمع الطبيب يقول بنبرة مرتاحة
- يبدو لي بأن كل شيء بخير يا ايلك.. لا شيء غير ورم صغير سيشفى بعد أيام إن واصلت وضع المرهم الذي سأصرفه لك عليه كل يوم
أجابه مبتسمًا
- شكرًا لك أيها الطبيب
ثم رافقه إلى الخارج وعاد لغرفة فرانك يسحبه معه إلى مكتب جيمس
المفضلات