الصفحة رقم 48 من 53 البدايةالبداية ... 384647484950 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 941 الى 960 من 1048
  1. #941
    السلام عليكم asian
    كيف حالك سمايلي036
    واخيرا استطيع الرد 017
    في الحقيقة عانيت وقتا عصيبا من اجل قراءة هذا الفصل003 كون اخي اخذ الجهاز معه وأنا هاتفي معطل squareeyed
    منذ قرابة الخمسة او ستة اشهر لا اتذكر فعلياknockedout كوني لا اهتم به كاهتمامي بالحاسوب 031, رغم انه لأخي لكن يبقى معي اكثر منه026 ولكن عند رؤيتي لفصلين سعادتي لا توصفasian
    لنبدأ بالردbiggrin
    هناك الكثير من التساؤلات بدأت في عقلي عن عائلة فرانس والد ايلك هل سيظهر احدهم ام انه وحيد عائلته او انه كان يتيما cheeky , او شخصا ترك عائلته وعائلته لم تهتم له , ام انه شخص مجهول الهوية استبعد الاحتمال الاخيرknockedout ...
    بعد تصرف يوجين واهتمامه بايلك توقعت ان يحسن ذلك الاخير التصرف معه ولكن ما فاجأني هو ردة عند اخذه لساعة

    - لماذا تعطيني قمامتك؟! e412e412
    ظننته سيشكره لكن ردا كهذا حسنا لابأس e412 من قِدم الساعة اظنها شيء ثمين بالنسبة لوجين ربما هديه او لها ذكرى خاصه 035

    عند سؤاله عن الانتقام لجاك بدأ ان ايلك يجيب على نفسه اكثر من اجابته لوجين sleeping
    حتى الان عند تذكري لموته الشنيع ينتابني احساس غريب لا استطيع وصفهdisappointed
    .....
    فرانك وري
    اكثري من حوارتهما ارجوكe412 هنالك متعه لا تنتهي فيها
    لكن اخباره ان النوم تشاجر معه فعلا رهيبe412
    اوه ايدين انت فقط تصعب الامور عليه اكثرdisappointed
    بالرغم من الامر يصب في مصلحه ايلك لكن يبقى مؤلما disappointed
    لهذا تشاجر مع اندرو اعني اندرو لم تعجبه فكره ترك ايلك لكن ايدين اصر عليها كيفين لربما وافق على مضض كونه علم بأنه
    يحتاج للتعرف عليهم اكثر والاندماج معهم ولن يحصل هذا سوى بإبتعادهم عنه لفتره

    يوجين وتنمره على ري e412

    الاستاذ ذاك اظنه استحق ضرب يوجين لكن ما الذي فعله ؟

    - لقد منعت من هذا
    رفع يوجين رأسه لوالدته باستغراب, ووجد في عينيها نظرة جاده, فابتسم وهو يرخي عينيه لفنجانه ويرتشف منه بهدوء

    الى اين كان سيذهب ولما قامت والدته بمنعه؟

    رمش ري ببراءة وقال
    - إذن لماذا بقيتَ مستيقظًا لسنوات طويله ؟
    رفع فرانك رأسه ورمق ري بعينين مظلمتين, بينما نظرت السيدة ميشيل ليوجين وقالت بغير رضى
    - هل أنتَ من أخبره بهذا يوجين؟
    اتسعت عيون المعني ونظر لفرانك الذي قال رامقًا إياه ببرود
    - لماذا تخبر الأطفال قصص كاذبة يوجين !
    اتسعت عينا يوجين أكثر بينما التفت فرانك نحو ايلك وقال
    - صحح له تلك الأفكار الخاطئة

    وكأنه ليس المسؤول عن هذه الافكار
    e412e412e412
    يوجين اشفقت عليه e412 لكن اذا فكرت بالامر اجده كأنه انتقام لما فعله له على الفطور بالرغم من ان ري لم يقصد إتهام يوجينe412e412e412
    فرانك بالفعل شخص غير معقول الى هذه الدرجة يجهل بالهواتف e412 ,
    لم اظن ان ذاك البارد يملك جانب مظلما كذاك اطلاقا knockedout
    ............................

    الصين
    العنوان يلفت cheeky
    .
    .
    .

    - إنني أخبرك للمرة المليون بأنه تسلل إلى منزلي برفقة
    نسخة أخيه ذاك
    نسخه اخيه e412e412 يستحق كل ما جرى له احسنت صنعا فرانك الان بالفعل جعل عقله يعملbiggrin و انكشف لنا جانب اخر من شخصيته الغريبة التي يزداد حبي لها يوما بعد يومasian
    جيمس بدأ يثير استفزازي e414 اعليه ان يصب جام غضبه على يوجين وما زاد الطين بله ان ايلك خرج مع فرانك وفرانك صدمت سيارة وممن من السيد يقطينه هو موقف مرعب لكن ليتحكم بإعصابه قليلا 022


    - سيكون الأوان قد فات حين تستيقظ من غفلتك يا أخي, لقد مللتُ من نصحك ولم تستمع يومًا للنصيحة

    راودني بعض الشك هنا اتمنى ان يكون خيرا paranoid


    - ما علاقتي أنا بغوريلتكم؟!
    ايلك صار من القائمةe412e412

    وقف ايلك أمام المنزل وقال بابتسامة ميته
    - يا الله .. كم هي الصين مذهله

    بالفعل مذهلة 014 ظننتها الصين حقا em_1f605 وصف حالي ايلكem_1f605

    بدا على يوجين الارهاق وهو يتذكر كيف جمعوا دمائهم وعرقهم ودموعهم لأجل أن يتمكنوا من جمع المبلغ
    جيمس فقط لو يعلم انهما من اشترياهe412

    مد يده والتقطها ثم راح يتأملها بغيرة واضحه
    - يعطني قمامته ويرتدي أفخم الساعات

    اتته عقدة من الساعةe412
    ........

    عائلة اندرو لقد اشتقت اليهم كثيرا لا اخفي عنك ان عيني ادمعت عند ظهورهم , لكن ظهورهم هذه المره ليس كالمعتاد بل انه حزين 003
    براين ليس كعادته بل انهم جميعا على غير طبيعتهم متشوقة لعودة ايلك لهم ولعودة الصف الخاص مثل ما كانوا003

    ضحك اندرو مستسلمًا حين قال
    - إنه حقًا أمر مثير للسخرية, ألا ترون بأننا نقلق عليه من عائلته؟ نحن نتحدث عن أشخاص تجري دمائهم بداخل ايلك
    اخذ هاكون يطرف بعينيه مفكرًا بكلام اندرو قبل أن ينطق فجأة
    - أنا فجأة أرغب بمقابلتهم بشدة

    نظر إليه الأخيران بتساؤل ولكنهما لسبب ما فهما شعوره حاليًا لذلك لم يكن منهما إلا أن ابتسما بغرابة
    اعتقد ان السبب هو كما قال ايدين013 فايلك شخص فريد من نوعه وان كان كذلك فكيف سيكونوا افراد عائلته 014
    ............

    - اسمع, من الأفضل لك أن لا تحضر صفوفه, قد يعود لمحاولة اهانتك مرة أخرى وأنا لا أريد أن أجد نفسي اطير لألكمه مجددًا
    بماذا اهانه confused

    فتح عينيه مصدومًا لذلك الصوت الذي تسلل لأذنيه, إنه متوجه للمطار
    هل هو كيفين ؟


    آآه متى بالضبط سيتعلم من دروسه الكثيرة التي لم يكف هذا العابث أمامه من تلقينه بها ؟! .. كم مرة يجب أن يخدع منه كي يحفظ الدرس .!
    لقد خدعت مع ديمون squareeyed
    ...
    حديث ايدين وديمون عن نتائج العقار يبعث على الراحة لكن الى الان لم استطع فهم الغاية من صنعه. او لماذا ؟هل هناك مصلحه حقا ,ام فقط تعذيب لضحايا العقار؟
    اعذريني ان لم افهم الامر انا اعتذر حقا واسفه جدا knockedout
    الفصل جميل جدا جعلني سعيدة اعني الكثير من الشخصيات المحببة الى قلبي قد ظهرت , باتريك ديمون يوجين وفرانك وايــلك ايدين اندرو وبرايــــن هاكون
    واخيرا اكثر عائلة احبها عائلة السيد سبنسر شكرا لك سمايلasian لكن فقط ينقصه ري اللطيف tongue

    بانتظار الفصل القادم بشوق embarrassed
    واعذريني على تأخريhurt
    دمت في رعاية الله
    اخر تعديل كان بواسطة » Beeshou2016 في يوم » 25-02-2018 عند الساعة » 18:43
    عموما. هناك شيء جميل سيأتي ذات يوم e415


  2. ...

  3. #942
    أهلا هايرو ��âپ¦â‌¤ï¸ڈâپ©
    رغم اني لم ارد لفترة طويلة للغاية قد نسيتها الآن ولكن لم أفوت نزول أي فصل من الفصول وأعود كثيرًا لأعيد قراءتهم مرة أخرى
    وخصوصًا الفصل الأخير
    يا إلهي كم أحببت فرانك ويوجين حقًا مشاهدة تصرفاتهما وقراءة محادثاتهما حقا ممتعة
    الفصل بأكمله كان ممتع وظريف أحسنتِ embarrassed
    أرجو فقط أن تدرك الغوريـ.. أقصد جيمس خطأه قبل أن يمل يوجين منه ويذهب بعيدا âپ¦frown
    بالفعل لا يمكننا الحكم على الكتاب من عنوانه
    وهذا هو القانون الذي تعلمه إيلك من التوأم وسيسير عليه من الآن
    وأيضًا كنت أظن أن الصوت الذي سمعه إيلك هو لإيدين ولكن بما أنه مع ديمون وذاهبان لأحد المطاعم وليس للمطار إذا فليس هو ... إذا من؟! جده؟! لا أعتقد أنه سيكون متحمسًا لرؤيته لتلك الدرجة .. هل لاو؟! اممم لا أعرف
    الرد مشتت ومبعثر في كل اتجاه أعرف .. وإن عدت لأقرأه مرة أخرى متأكدة أني سأعدله بأكمله إن لم أحذفه تماما ��
    ولكن لي عذري ف الحُمّى والجامعة لا يجتمعان إلا ويجعلا عقلي في حالة غريبة لا أعرف وصفها
    لنكتفي بالرد إلى هنا لكي لا أزيد في تخريفي ��
    بانتظار الفصل القادم بفااارغ الصبرâپ¦â‌¤ï¸ڈâپ©
    في أمان الله ..
    اشتقت لمكسات القديم cry

  4. #943

    حــجـــز 003asian
    قد لا تكونُ جميع أيامنا جيدة و جميلة ؛ لكن حتماً هناك شيء جميل في كُل يوم نعيـشه

  5. #944

    attachment

    (61)

    || الباقي الوحيد ||

    .
    .


    دخل عبر بوابة المطار مشتتًا عيونه الزرقاء هنا وهناك, اندفع راكضًا باتجاه ذلك الصوت فلاح لعينيه صاحبه المتوشح بالسواد واقف بجانب أخيه الصغير
    صر على اسنانه حين أنقض عليه ليجره من تلابيب قميصه ناقطًا من بين أسنانه

    - كيف لك أن تفعل ذلك؟ كيف لك أن تغادر بصمت هكذا من دون أن تخبرني ؟!

    كانت الصدمة واضحة في عيون كيفين لظهور ايلك أمامه في هذا المكان, أفاق من صدمته حين بدأ خناق ايلك يكتم انفاسه فقال له بهدوء

    - هل يمكنك أن تتركني لأتنفس؟

    ارتخت يدا ايلك عن قميصه .. وببطء تركه ليبتعد عنه .. وصمت يحدق إليه وهو يرتب هندامه ثم يرفع عينيه إليه مردفًا

    - هل أنتَ بخير؟ لماذا تركض وكاحلك لم يشفى بعد

    - لم اسابق نبضات قلبي راكضًا إلى هنا لأسمع منك هذه الكلمات كيفين

    تنهد كيفين بضيق وقال مشيحًا بوجهه

    - بربك يا ايلك, فقط اسرع وانهي هذه المأساة

    قطب ايلك على أثر قوله وظل ينظر إليه ينتظره أن يقول شيئًا آخر, لكن كيفين بقي مشيحًا وجهه المكتئب عنه حتى طالت اللحظة عليه
    لماذا يقول له هذا الكلام؟ أليس لديه شيء آخر ليخبره به ؟ ما الذي يتوقع منه أن يجيبه؟
    إنه يبدو بأسًا .. آآه حقًا .. كيف يتوقع منه أن يلومه وهو يظهر له هذا الوجه؟ .. هذا ليس عادلًا أبدًا
    عندما يفكر في الأمر .. ألم يكن قد ركض إلى هنا ليمنعه من الذهاب؟ كيف فكر في منعه وهو الذي لا يملك عذرًا لذلك ؟!
    أجل هو يعلم بأنه لا يستطيع أن يطلب منه البقاء هكذا لمجرد نزوه .. إنه يجهل موقفه الحالي .. يجهل مستقبله ومشاعره .. كيف يطلب منه البقاء وهو بهذا الحال؟ وإلى متى ؟!
    هو يريد أن يهرب من هذا الجهل .. يريد أن يهرب مما هو عليه الآن ولذلك ..
    لعله .. فقط .. يريد أن يعود معه

    فتح فمه ليقول شيئًا .. ولكن عيونه وقعت فجأة على توم .. لقد كان يحدق إليه بوجه قلق

    عض على شفته السفلية واستدار بسرعة ليعود من حيث أتى فامتدت يد كيفين لتوقفه ممسكة بكتفه, نظر ايلك إليه من فوق كتفه متسائلًا
    كان كيفين قد نزع السوار عن معصمه وانحنى ليعيده إلى مسكنه العتيق .. حيث اعتاد ايلك أن يتحسسه دومًا

    - هذا .. ظننتُ أني فقدته

    همس بها محدقًا بالسوار, فابتسم كيفين بيأس وقال

    - هل نسيتَ هذا أيضًا ؟ لقد تركته معي قبل أن تغادر قائلًا بأنك تخشى أن تفقده

    ابتسم ايلك وهو يتأمل السوار بعيون تحرقه

    - لقد تذكرت, لقد افتقدته بشده

    انتبه فجأة على نفسه ورفع عينيه لكيفين, كان يحدق إليه بهدوء, قطب قليلًا ونظر لساعده ينتظر من كيفين أن يتركه, لكن الأخير شد بيده حول معصمه وقال بصوت جاد

    - أريد بأن أطلب منك أن تسرع, لكن الأجدر أن تنصت لقلبك جيدًا حتى لو تطلب الأمر منك وقتًا

    قطب بعدم فهم بينما ابتسم كيفين وهو يترك يده ثم يلتفت محدثًا توم

    - هيا بنا

    . .

    حين خرج من بوابة المطار وجد يوجين ينتظره مستندًا على سيارته, لقد ظل يرمقه بهدوء حتى وصل إليه فاعتقد ايلك بأنه غاضب وتوقف أمامه منتظرًا منه أن يوبخه
    لكن يوجين استدار ليفتح باب السيارة وقال بينما هو يجلس خلف المقود

    - اصعد, سنعود إلى المنزل

    ثم أغلق الباب وشغل المحرك
    ظل ايلك يحدق إليه عبر زجاج النافذة متعجبًا ثم اسرع ليركب السيارة التي سرعان ما صارت تنزلق في الطريق نحو منزل ايلسون
    كان الصمت هو المهيمن طوال الطريق, وكان ايلك يفكر شاردًا بينما هو يتأمل السوار حول ساعده بجانب ساعة يوجين الباليه
    مالذي كان يقصده كيفين حين طلب منه أن ينهي هذه المأساة, وهل الأمر بيده ليفعل؟ لو كان الأمر بيده لما لبث ثانية واحده ..
    تنهد وهو يلتفت محدقًا بيوجين فأجفل حين وجده ينظر إليه, بان ارتباكه على وجهه ولكنه ابتسم رغم ذلك وقال وهو يشيح بعينيه لسواره

    - يآآه كنتُ أظن بأني فقدت سواري, من حسن حظي أنني تركته عند كيفين

    لم يعلق يوجين على ما قاله فنظر ايلك إليه خلسة, لقد كان يقود محدقًا للطريق بهدوء, نكس عينيه وسأله بتردد

    - هل أنتَ غاضب لأني خرجت من الصين دون أن أجيبك ؟

    ومجددًا لم يجب عليه, فنظر إليه بحذر, إن وجهه هادئ يصعب قراءته, تنهد بإحباط وعاد يحدق إلى سواره

    - ذلك السوار

    رفع ايلك رأسه بسرعة لينظر إليه مترقبًا ما إن نطق, كان يوجين لا يزال يحدق أمامه حين أوقف السيارة في المربض, ولكنه التفت لينظر إليه حين تابع

    - لقد كنتَ تؤمن دائمًا بأن سوارك هذا يمدك بالشجاعة أليس كذلك؟

    أومأ ايلك موافقًا على كلامه, فسأله بصوت هادئ وعيونه الزرقاء تنظر إليه بتمعن

    - إذن, لماذا تركته عند صديقك قبل أن تغادر منزله ؟

    بقي ايلك ينظر إليه بصمت .. وانتظره يوجين بوجه هادئ .. لاذ ايلك ببسمة باهته وهو يرخي عينيه متحاشيًا النظر إليه

    - لقد كنتُ قد خرجت نحو هدفي وقد تركت خلفي أعز شخص على قلبي, اصدقائي, وشخصيتي السعيدة هناك, ثم ارتديت ثيابًا ليست بثيابي, ثياب الوحوش الضارية, من أجل أن أدخل إلى أدنس مكان على وجه الأرض

    وصمت قليلًا دون أن يرفع عينيه

    - شيء .. عزيز كسواري .. لم أكن أريد أن ادنسه بتلك الشخصية التي اكتسيتها

    ماذا الان, لقد بدأ صوته يختنق, ليس هذا الوقت المناسب للبكاء حقًا, ليس أمام هذا الرجل على الاقل
    كان ينكس رأسه بشدة خشية أن يتضح تعبير وجهه المحرج ليوجين, مرت عليه لحظة طويلة وهو بهذا الحال حتى شعر بيد يوجين تربت على رأسه, ثم بصوته الهادئ حين نطق

    - هيا لننزل

    ثم سمع صوت الباب يفتح, فرفع رأسه ونظر لانعكاس وجهه في المرآة الجانبية محرجًا, اخذ نفسًا عميقًا ليستجمع نفسه ثم نزل بسرعة ليحلق بيوجين

    دخل إلى البهو ثم استدار إلى اليسار حيث الممر المؤدي إلى الصالة الجانبية, كان يوجين ينحني ليقبل جبين والدته وهو يقول بصوته الرقيق

    - صباح الخير حسنائي, هل نمتي جيدًا بالأمس؟

    أجابته مقطبه

    - لقد كنتُ قلقه, جيمس غاضب منك بشدة لأنك لم تكن ترد على اتصالاته

    ابتسم بيأس متوقعًا ذلك, بينما نظرت السيدة ميشيل خلفه حيث وقف ايلك يحدق إليهما بفضول, وحين انتبه أنها تنظر إليه اقترب منها ليقبل يدها ويحييها

    - صباح الخير .. جدتي

    ابتسمت إليه بحنان

    - صباح الخير حبيبي, هل تناولت طعام الفطور؟

    أومأ مبتسمًا

    - أجل

    ثم اعتذر قائلًا بأنه سيبدل ملابسه واسرع ليخرج من الصالة ليمر عبر البهو باتجاه السلم, صعد بسرعة ثم تخطى الصالة قاطعًا الممر نحو غرفته, لكنه توقف وهو يسمع الخادمة تتحدث عبر الهاتف

    - سيدي لقد عاد السيد يوجين بصحبة السيد ايلك قبل دقائق .. أجل إنهما بخير .. حاضر .. حاضر

    قطب بقلق ثم تنهد وهو يدخل إلى غرفته مفكرًا في ما سيقوله لجيمس, وبعد مرور نصف ساعة صار ايلك ينزل السلم مسرعًا بقلق وهو يسمع خطوات جيمس تعبر باب المنزل, اتسعت عيناه حين رآه يدخل مندفعًا نحو الصالة الجانبية إلى درجه أنه لم ينتبه إليه
    دخل الصالة غاضبًا لتقع عينيه على يوجين الذي ما إن رآه حتى وقف وهو يضع فنجانه على الطاولة

    - أوه جيمس لقد عدت باكرًا

    قال ذلك مبتسمًا بتوتر, لكن جيمس لم يمهله الوقت ليقول المزيد, اندفع نحوه وصفعه صفعة أدارت وجهه لشدتها

    - عدتَ باكرًا !! أهذا ما لديك لتقوله بعد فعلتك؟! هل تعلم كيف كدتُ أجن قلقًا وأنا اتلقى تجاهلك لاتصالاتي؟! أليس لديك حس بالمسؤولية؟ اذهبت لتجد فرانك ثم تغلق هاتفك ولا ترد على اتصالاتي بدلًا عن اعادة ايلك إلى المنزل؟

    كان يبدو ثائرًا جدًا, ولم يبدو أن تلك الصفعة قد شفت الغليل في قلبه, كان قد اندفع نحو يوجين ينوي جره من تلابيب قميصه, لكن شخصًا لم يكن بالحسبان تدخل ليوقفه دافعًا إياه بصرامة بعيدًا عن يوجين وهو يصرخ غير مصدق

    - كيف لك أن تصفعه, كيف تجرؤ لتهينه مرة أخرى؟!

    سحبه يوجين من الخلف بسرعة عن جيمس وهمس له من بين أسنانه

    - تعلم كيف تتحكم بأعصابك

    اتسعت عيونه حين نفض ايلك يده عنه بعنف وهو يصيح معترضًا

    - لا

    وعاد ينظر نحو جيمس حين تابع دفاعه

    - لقد كنتُ أنا من طلب من فرانك أن يصحبني معه, لقد كنتُ اختنق هنا من الملل, هل تريد مني أن أحبس نفسي في هذا المنزل دومًا؟ سوف أموت من كثرة التفكير والملل, لا يمكنك أن تكون لئيمًا هكذا

    كان جيمس يرمقه بدهشة, لم يتوقع بأن هذا كله سيخرج من فمه ! دهشته بدت واضحة جدًا في وجهه لدرجة صدمت يوجين

    عرك جبينه بتوتر, ثم قال وهو يحاول أن يكون لطيفًا

    - أنا لم أكن أقصد أن احبسك هنا يا ايلك, كان عليك أن تأتي وتصارحني بما تشعر وعندها سوف آخذك إلى حيث تريد

    رمقه ايلك بحده

    - ولكني أرغب بالخروج مع فرانك!

    رده الصريح صدم يوجين, بينما ابتسم جيمس على أثره بسمة عبثًا حاول كبحها

    - حسنًا لا بأس بذلك, ولكن أيضًا كان عليك أن تخبرني أولًا وعندها سوف اتحدث إلى فرانك من اجلك

    صمت ايلك يرمقه مقطبًا ثم قال بنبرة ساخرة

    - هل أحتاج لحجز من أجل أن اخرج معه!

    أنهار صمود يوجين عند هذه النقطة واستدار بسرعة معطيًا جيمس ظهره ليغرق في الضحك المكتوم

    - لماذا تعقد الأمر؟ إنني فقط رجل يرغب بالخروج مع خاله, هل يجب أن يعلم كبير العائلة بذلك؟

    طرف جيمس بعينيه متفاجئًا, ثم قال وهو يحاول كبح ابتسامته

    - ليس الأمر كما تفكر, هناك ظروف خاصة هنا, أولها هو أنك ما تزال بحاجة إلى الراحة, وثانيها هو أن فرانك هو المشكلة هنا

    رفع ايلك أحد حاجبيه وقال

    - وماهي مشكلته؟

    - مشكلته هو أننا لا نستطيع الاتصال به, أي أنك ستكون خارج تغطيتنا إن كنتَ بصحبته !

    صمت ايلك يرمقه بتفكير, ثم سأل باستنكار واضح

    - هل نحن في مخيم عسكري ! لماذا أكون تحت تغطيتكم ! بالأحرى أنا بصحبة واحد منكم, ليس الأمر وكأنني ذاهب لوكر الأعداء بصحبة شخص لا تستطيعون الاتصال به, يمكنك أن تتصل بي أنا

    أومأ جيمس مبتسمًا

    - ما قلته صحيح, ولكنك لا تملك هاتف بعد !

    اخرج ايلك هاتفه من جيبه وعرضه أمامه قائلًا

    - بلا إني املك واحدًا, لقد اشتراه لي ايدين قبل أن يذهب, والان يمكنك أن تخبرني برقم هاتفك !

    أملاه جيمس عليه وهو يعرك جبينه مبتسمًا, واتصل به ايلك ما إن كتبه, وحين رن الهاتف في جيبه ظهرت بسمة واسعة على وجه ايلك

    - والان لم يعد هناك سبب لتوبخ فرانك ويوجين من أجله

    نكس جيمس رأسه وهو يعض على شفته, ثم رفع عينيه إليه وقال

    - حسنًا كما تعلم, إن المشكلة ليست أنتَ وحسب

    - ماذا أيضًا؟ إن الجميع يملك مشاكل كما تعلم

    أومأ جيمس بطولة بال ثم قال

    - إنك لا تعرف فرانك كما يجب, فهو شخص يفعل الكثير من الأشياء المجنونة والتي لا تبدو في نظره شيء يذكر

    أومأ ايلك بثقه

    - أعلم هذا, لقد قضيتُ معه يومًا كاملًا وأنا اعرفه كما يجب, إن جنونه الذي لا يعجبك هو ما يرغبني أكثر بالبقاء بصحبته, إنه شخص ممتع

    - أجل أنتَ تفكر بأن جنونه ممتع, لكن لا يمكن أن تنكر بأن جنونه خطير

    أومأ ايلك متفهمًا

    - وهذا ما يعجبني, لقد ولدتُ وترعرعتُ في بيئة يحيط بي الخطر فيها من كل اتجاه, أنا منيع ضد الخطر, إنني طالب في الصف الخاص بعد كل شيء, إنني فقط ابحث عن متعتي, هل هذه جريمه؟

    رفع جيمس عينيه ليوجين, ثم عاد ينظر نحو ايلك ليقول مبتسمًا

    - قد تكون محقًا, ولكن بصفتي خالك الأكبر احتاج أن اضمن سلامتك من الخطر مهما كانت مناعتك !

    رفع ايلك احد حاجبيه باستنكار

    - هل تقول بأنك ستمنعني من الاقتراب من خالي الأصغر لأنه خطر علي ؟!

    اهتزت اكتاف السيدة ميشيل وكاد صوتها يفلت من بين يديها وهي تضغط بهما على شفتيها ضاحكة, بينما اسرع يوجين ليتدارك الموقف ساحبًا ايلك من ذراعه وهو يقول

    - لقد اتصل جيرارد قبل قليل, يجب أن تعود إلى غرفتك الان

    ولم يعطيه فرصة ليعترض بل سحبه معه ليخرجه من الغرفة وهو يتمتم

    - إنك مجنون حقًا, هيا اسرع واذهب إلى غرفتك سيصل جيرارد خلال لحظات

    ثم تركه ليسبقه إلى الأعلى متجهًا إلى غرفته

  6. #945

    attachment

    .
    .

    ظل ايلك في مكانه يفكر منكسًا رأسه حتى دخل عليه جيرارد وقد عاد لتوه إلى المنزل, ابتسم ما إن رآه أمامه وقال يحدثه

    - أوه ايلك جيد أني وجدتك هنا, هيا اسرع واجلب معطفك سوف اخذك إلى الطبيب جورج في المشفى لعمل بعض الفحوصات الضرورية

    رمقه ايلك مفكرًا بشرود

    - هل من الطبيعي في عائلتكم أن يضرب الكبير أخوه الأصغر دون أدنى تردد؟

    عقد جيرارد حاجبيه دون فهم, بينما عبس ايلك ليستدير صاعدًا السلم, ناداه جيرارد متفاجئًا فأجابه دون أن يتوقف

    - سوف اعود

    تنهد جيرارد وهو يتساءل ما خطبه, ثم تحرك متوجهًا للصالة الجانبية, وهناك تفاجئ بجيمس ووالدته غارقون في الضحك إلى درجه أن وجوههم صارت حمراء بالكامل, هز رأسه وخرج لينتظر ايلك

    والذي كان يقف أمام غرفة يوجين يفكر مقطبًا قبل أن يطرق الباب, دخل حين سمع صوت الإذن وأغلق الباب من خلفه, كان يوجين يعمل على حاسبه المحمول وقد غير ملابسه بأخرى مريحه, ظل ايلك ينظر إليه مقطبًا بصمت إلى حين سأله وهو يقف عن السرير متوجهًا نحو أحد الادراج

    - ما الأمر ؟

    راقبه ايلك وهو يفتش عن شيء وسط أدراجه, ثم قال بتردد

    - ألستَ غاضبًا ؟

    توقف يوجين عن البحث ورفع عينيه إليه, كان ايلك يبدو منزعجًا بشدة حين عاد يسأله

    - هل هو شيء اعتاد جيمس فعله هنا وهناك من دون أن يجد من يردعه؟

    ارتفع حاجبيه قليلًا ثم ابتسم وهو يستقيم في وقفته متوجهًا بجسده نحوه وقال وهو يتكئ على الأدراج مفكرًا

    - همم لنرى, إنها المرة الأولى التي يصفعني فيها مع خدي الأيمن, ولكن حين أحسب المرة التي صفعني فيها مع خدي الأيسر فهذه ستكون الثانية

    طرف ايلك بعينيه مقطبًا, بينما تابع يوجين محدقًا إليه ببسمة هادئه

    - في المرة الأولى كانت بسبب أنني أمرت فرانك أن يصعد فوق سطح المنزل ليجلب الكره, ووقع فرانك يومها وكُسرت قدمه

    قطب ايلك بقلق في حين تابع الآخر

    - وفي المرة الثانية كان لأنه طلب مني أن أعيدكما أنتَ وفرانك إلى المنزل, لكني بدلًا عن ذلك قمتُ بتجاهل اتصالاته وجعلته يقلق عليكما بشده !

    - أنا لا أفهم, لماذا يقلق؟

    - ألم تتعرضا لحادث سير في صباح الأمس ؟

    اتسعت عيون ايلك حين استوعب الأمر, لكنه سرعان ما شعر بالحيرة من أمر يوجين

    - إن كنتَ تعلم ذلك لماذا قمت بتجاهل اتصالاته؟

    صمت المعني يرمق الحيرة في وجهه بهدوء ثم قال

    - لأنه سيطلب منا العوده

    لم تخبو الحيرة من وجهه فأضاف يوجين ببسمة ذات معنى

    - لقد نمتَ جيدًا بالأمس ألم تفعل؟

    اتسعت عيونه تفاجئًا ولم يستطع أن يجيب, كان يوجين يواصل النظر إليه مبتسمًا بشكل وتره, حتى انقذه صوت جيرارد وهو يناديه من الأسفل

    - أوه لقد تأخرت على جيرارد, أراك لاحقًا

    ثم اختفى خلف الباب بلمح البصر, ما جعل يوجين يبتسم متسليًا وهو يعود للبحث في أدراجه

    - لقد هرب

    . .

    اعتذر ايلك من جيرارد لجعله ينتظر, لكن الأخير قابله بالابتسام وهو يخبره أن كل شيء بخير
    أثناء الطريق كان ايلك يفكر مقطبًا طوال الوقت, أولًا في ما قاله يوجين ثم بما فعله لجيمس

    - يجب أن اعتذر منه

    التفت إليه جيرارد بتعجب

    - تعتذر ؟

    ارتبك ايلك واشار بيده بلا شيء

    - أوه لا شيء, كنت اتحدث إلى نفسي

    ابتسم جيرارد وهو يعود ليركز على الطريق

    - نوبة الضحك تلك كنتَ أنتَ وراءها

    نظر إليه ايلك بعدم فهم فابتسم إليه جيرارد ولم يعلق, وبعد خمس دقائق من الصمت تململ ايلك في جلسته وقال بتردد

    - خالي جيرارد

    ابتسم جيرارد وهو ينظر نحوه, بينما كاد هو أن يموت حرجًا, تبًا هو لم يعتد على هذه الكلمة بعد

    - ماذا ؟

    - في الواقع, لقد صفع خالي جيمس يوجين قبل قليل, ولقد قمتُ بدفعه عن يوجين وقلتُ له كلامًا وقحًا, أرغب بالاعتذار منه, كيف أفعل ذلك؟

    وضع جيرارد يده أمام وجه مقطبًا

    - انتظر لحظة, هل تقول أن جيمس صفع يوجين؟

    - أجل

    - قبل قليل, أمام أمي ؟

    - هذا صحيح

    - ما الذي حدث بعدها !

    - لقد دفعتُ خالي جيمس ثم قلتُ كلامًا وقحًا

    - وعندها ؟

    - كانت هناك محادثة قصيرة بيني وبين خالي جيمس ثم سحبني يوجين خارجًا

    - هل كان جيمس غاضبًا ؟

    - همم لا, لقد كان يبتسم

    - ماذا عن والدتي؟

    - لقد ضحكت أظن

    - هذا مذهل

    قال جيرارد ذلك بدهشة كبيرة, فنظر إليه ايلك متسائلًا, ماهو المذهل بالضبط !

    - لكني قلت كلامًا وقحًا !

    ابتسم جيرارد وهو يأخذ منعطفًا آخر

    - لقد استطعت اطفاء غضب جيمس بالكامل, بالأحرى غيرت مزاجه كليًا

    طرف ايلك بعينيه, لماذا انحرف عن الموضوع الرئيسي !

    - خالي, أنا لا افهم ما الذي تعني بالضبط, ألن تخبرني كيف اعتذر؟

    ابتسم المعني وقال

    - همم, يمكنك فقط أن تقدم له فنجان من القهوة اعتذارًا له, ألستَ تحب القهوة؟ اعطه شيئًا تحبه ثم اعتذر

    بدا القلق على وجهه حين سأل

    - هل سيتقبل اعتذاري مباشرة؟

    - بالتأكيد, لا تقلق بشأن ذلك

    أومأ مفكرًا بينما أعلن جيرارد وهو يوقف السيارة

    - لقد وصلنا

    . .

    تلبدت الغيوم السوداء في سماء اسكوتلندا منذرة عن ليلة ماطرة على وشك البدء, ولم يمضي الكثير من الوقت حتى تسابقت قطرات المطر أيها يصل إلى الأرض أولًا
    لاذ الناس عنها أسفل مظلاتهم, واظلمت المدينة بعد أن حجبت الغيوم خيوط الشمس خلفها

    في هذه الأثناء كان ايلك يجلس في السيارة بجانب جيرارد الذي يجلس خلف المقود في طريقهم إلى العودة للمنزل, ورغم أن الطبيب قال بأن الفحوصات تظهر نتيجة مطمئنة, إلا أن السعادة وبشكل تعجب منه جيرارد لم تظهر اطلاقًا في وجه ايلك
    كان يسند ذقنه على يده ويحدق عبر النافذة إلى الشوارع والبنيان بشرود, بعد يومان سيبدأ الدوام المدرسي, وسيعود الجميع إلى لندن, لكن أحدهم لن يتمكن من العوده

    ابتسم وهو ينظر لجيرارد حين قال له

    - أنا لا املك مظلة لذا اركض إلى الداخل بسرعة كي لا تتبلل

    رغم أن ملامح القلق كانت واضحة على وجه جيرارد إلا أن ايلك لم ينتبه له, بل أومأ بهدوء ثم نزل مراقبًا خاله الذي اطلق العنان لقدميه وهو يضع يديه على رأسه متحاشيًا المطر حتى دخل المنزل متواريًا عن أنظاره
    ورغم أنه كان يفترض به أن يلحق به إلا أن قدميه توقفت في منتصف الطريق غير راغب في مواصلة السير, وسرعان ما بلل المطر شعره وملابسه حتى التصقت به وسرقت الدفء من جسده
    بخمول حرك يده .. وأخرج هاتفه ليقرأ رسالة كيفين التي وصلته اثناء انتظاره للدخول عند الطبيب

    " أردتُ أن اخبرك بشيء ظننتُ أنك نسيته, أنا لم أعد سوى من أجل الدراسة فقط, توم قرر أن يعيش معي في لندن لذا توجب علي الذهاب باكرًا من أجل دراسته, لا أنا ولا اندرو نرغب بالعودة لو كان الأمر بيدنا, الجميع قلقون عليك يا ايلك فلا تجعل الأمر يطول "

    . .

    في تلك الأثناء كان جيرارد قد خرج للتو من غرفته, قابله يوجين الذي كان على وشك النزول, حدق جيرارد بخده المحمر ثم تنهد بضيق
    لطالما كره سرعة الغضب في أخيه الأكبر, دائمًا يفعل أمورًا لا يفكر بوقع أثرها على الاخرين, تقدم ليكمل سيره للأسفل وهو يقول

    - هل عاد فرانك إلى المنزل؟

    - ليس بعد, هل كان ايلك بصحبتك؟

    - أجل, سوف احتسي القهوة مع أمي انظم إلينا

    أومأ له يوجين ثم توقف حين وصلا إلى نهاية السلم وطلب من أخيه أن يسبقه ثم أخرج هاتفه من جيبه ليتعقب مكان فرانك

    - ذلك الأحمق

    قال ذلك مقطبًا, ثم اسرع ليخرج وهو يفتح مظلته متجهًا إلى سيارته, لكنه توقف وهو يلمح ايلك يقف وسط الحديقة من دون مظلة, قطب وهو يقترب منه ثم قال وهو يقف أمامه

    - ما الذي تفعله أسفل المطر ؟

    نظر إليه ايلك ثم ابتسم ليقول

    - كنتُ أفكر فقط, هل ستخرج ؟

    ارخى يوجين عينيه محدقًا بالهاتف الذي كان يمسك به ايلك بيده, ثم عاد ينظر إليه قائلًا

    - ادخل وخذ حمامًا دافئ, هل تريد أن تمرض!

    ثم تحرك نحو سيارته لينطلق بها شاقًا طريقه مبتعدًا عن المنزل

    دخل ايلك المنزل وركض إلى الأعلى قبل أن يراه أحد, دخل إلى غرفته وغير ملابسه وجفف شعره ثم نزل متوجهًا إلى الصالة الجانبيه
    كان جيرارد هناك مع والدته والتي ابتسمت له فور أن رأته

    - إني لا أرى خالي جيمس هنا !

    ابتسم جيرارد حين فهم ما يدور في ذهنه

    - ستجده في مكتبه, اطلب من الخادمة أن تدلك عليه

    أومأ ايلك ثم استدار ليسير متخطيًا السلم نحو الممر خلفه متوجهًا إلى المطبخ, صنع فنجانًا من القهوة ثم خرج ليسير عبر البهو وينعطف يسارًا, كان هناك باب خشبي كبير يقابله جدار زجاجي يطل على الحديقة, توقف ايلك أمامه واخذ نفسا عميقا ليهيئ نفسه
    رفع يده وطرق الباب ثم دخل حين أتاه الاذن, فور أن دخل رفع جيمس عينيه عن الأوراق وحدق به بتعجب, ثم ترك ما بيده وابتسم يوليه انتباهه, فازدرق ايلك ريقه وهو يغلق الباب خلفه ثم يتقدم نحو المكتب, اشار له جيمس على الكرسي الذي أمامه عبر الطاولة

    - اجلس

    اقترب ايلك ووضع الفنجان على المكتب أمام جيمس الذي ظل يراقبه وهو يجلس مرتبكًا بعيون متعجبه

    - لقد اتيت لأعتذر عن التصرف الوقح الذي قمت به هذا الصباح, آه صنعت لك فنجانًا من القهوة تعبيرًا عن اعتذاري, آمل أن تعجبك

    ونظر إليه بتوتر, كان جيمس يحدق في الفنجان بوجه غير مقروء, ذلك زاد من توتر ايلك الذي عاد يقول

    - لقد اخبرني يوجين بأنك كنتَ قلقًا فشعرتُ بأني كنت وقحًا للغايه, أنا أعتذر حقًا

    - يوجين فعل ؟

    سأله محدقًا إليه باستغراب فأجابه متوترًا

    - أجل

    ارتاح ايلك كثيرًا حين ابتسم جيمس أخيرًا وقال

    - أنتَ شخص جيد يا ايلك, ما قمتَ به حين اعترفت بخطئك واعتذرت هو شيء لا يقوم به أولئك الاشخاص السيئون والمتسمون بالوقاحه

    وازدادت ابتسامة جيمس لطفًا حين أشرقت تلك الابتسامة الجميلة في وجه ابن اخته

    - حسنًا ربما كنتُ منفعلًا وصفعتُ يوجين في لحظة غضب, لكن اندفاعك نحوي حين صفعته هو شيء يدل على خوفك عليه من أن يتأذى وذلك أيضًا أمر تُشكر عليه

    طرف ايلك بعينيه متمتمًا

    - خوفي !

    وحين نظر إليه جيمس متسائلًا ابتسم بسرعة وقال

    - أجل أنتَ محق, ما يهم هو أنك راضي عني

    - بالتأكيد, شكرًا لك على القهوة, كنتُ بحاجة إليها

  7. #946
    [CENTER]

    attachment

    .
    .

    خرج ايلك من مكتبة جيمس شاعرًا بالحمل الثقيل ينزاح عنه, رفع عينيه حيث الجدار الزجاجي المطل على الحديقة متنبهًا لصوت ما, ولاحظ سيارة فرانك تعبر بوابة المنزل لتتوقف في المربض ثم ينزل صاحبها وهو يرفع قبعته على رأسه ويركض باتجاه الباب قبل أن يبلله المطر
    تحرك ايلك متوجهًا نحو البهو حيث وجد فرانك يقف وهو ينثر الماء عن ملابسه, انتبه الأخير لاقترابه فنظر إليه ببرود وسأله

    - هل كنتَ عند جيمس ؟

    وضاقت عيونه قليلًا فأجابه ايلك باستغراب

    - هذا صحيح!

    نكس رأسه مفكرًا, ثم نظر إليه وسأله ببرود

    - هل تلقيت توبيخًا ما ؟

    - لقد تلقى يوجين غضب جيمس بالكامل لدرجة أنه لم يبقى فيه غضب يهجم علي به حين كلمته بوقاحه

    أومأ فرانك متمتمًا

    - كان يوجين محق

    - محق !

    رفع فرانك عينيه إليه وقال

    - لقد أتى إلي قبل قليل وأمرني أن أعود إلى المنزل قائلًا بأني في أمان, يوجين محترف في تلقي غضب الغوريلا ولكن من النادر أن يقدر على اخماده بهذه السرعة

    - ربما لأن جيمس صفعه بشده

    قال ايلك ذلك مفكرًا, لكنه أجفل حين تصلب فرانك وسأله مصدومًا

    - هل صفعه جيمس ؟

    - آه نعم

    نكس فرانك رأسه وقد عاد لبروده, ثم تحرك متجهًا نحو الصالة الجانبية فلحق به ايلك, جلس فرانك بجانب جيرارد الذي كان يتحدث مع والدته بينما جلس ايلك على الاريكة المقابله
    كان مشغولًا بالرد على رسالة كيفين فلم ينتبه على النظرة التي رشق بها فرانك أخيه الأكبر حين دخل إلى الصالة وجلس بجانب والدته من الجهة الأخرى

    - لماذا تضرب يوجين مرة أخرى؟

    رفع ايلك رأسه بسرعة حين قال فرانك ذلك محدقًا لجيمس بعيون مظلمة, التفت ايلك نحو جيمس فكان ينظر لفرانك بتعجب

    - هل تنوي تجاهله لشهر كما فعلت معه سابقًا أيضًا ؟!

    ابتلع ايلك ريقه وهو ينتظر رد جيمس بتوتر, ولكنه لاحظ باستغراب كيف كان جيرارد يحدق نحو فرانك مبتسمًا لنظرته المظلمة التي يرمق بها جيمس وكأنها تعجبه !

    - لماذا شخص شاركه في الخطأ يأتي ليدافع عنه؟ يفترض بك أن تبرر خطأك بدلًا عن ذلك !

    - أنا لم أخطئ, بل أنتَ الذي تحشر أنفك في أمورنا

    - يكفي فرانك

    كانت تلك السيدة ميشيل التي نظرت لابنها الأصغر بعتب وأضافت

    - من غير اللائق أن تتحدث مع أخوك الأكبر بهذه النبره

    نظر إليها فرانك ببرود

    - هل أنتِ فخورة بابنك الأكبر وهو يستعرض عضلاته على اخوته الصغار ؟

    - فرانك

    التفت فرانك نحو جيرارد حين نهره مقطبًا

    - ما خطبك اليوم؟ ليست تلك عادتك

    ابتسم جيمس لتساءل أخيه وأجابه

    - بلا كانت تلك عادته فقد سبق وأن رمقني بتلك الأعين حين ضربتُ يوجين في الماضي, كنتُ اتوقع بأنه قد يهجم علي لو لم تكن قدمه مصابه في ذلك الوقت

    - استمر على عادتك في صراخك حين تغضب, لكن إياك أن تفكر في أن تمد يدك, ليس لأن يوجين دائمًا يتلقى غضبك بهدوء دون أن يناقشك فهذا يعني أن تغضب عليه كما يحلو لك, هناك حدود لصبرنا نحن أيضًا

    - ما الذي تعنيه بصبركم؟! المخطئ دائمًا يتوقع عقابًا لكنكم تتوقعون مني التفهم! فكروا دائمًا قبل أن تخطون خطوه لعصيان أوامري إن كنتم تريدون تجنب غضبي

    قال جيمس ذلك وهو يرمقه بحده, فأجابه المعني متهكمًا بكل برود

    - أوه أخي الأكبر هل يعقل أنني اغضبتك ؟

    رمقه جيمس بحده وظل فرانك يبادله نظرة باردة قبل أن يقف قائلًا

    - تذكرتُ أمرًا علي اتمامه

    ابتسم جيرارد متتبعًا أثره حتى توارى عن عينيه فوضع يده على ذقنه مفكرًا حين قال

    - لم اتوقع تدخل فرانك في غياب يوجين, لقد فاجأني

    نظر نحو والدته وقال بتعجب

    - ألم يكن دائمًا يتعمد القاء اخطاءه على يوجين وينعم بالهدوء في حين يتلقى يوجين التوبيخ, ما خطبه اليوم؟

    ابتسمت امه حين قالت

    - هو يكره أن يتعرض يوجين للأذى وحسب

    تنهد جيمس وهو يعرك جبينه بتعب

    - أنا واثق بأني سأموت من ارتفاع ضغط دمي بسبب هذان الاثنان


    وقف ايلك فجأة بصدمة فنظر إليه الجميع بتعجب, ابتسم بارتباك حين انتبه للفته الانتباه

    - أوه .. أعني .. أنا أيضًا تذكرتُ أمرًا علي اتمامه .. في غرفتي أجل

    ثم اسرع ليخرج من الصالة عابرًا البهو ليخرج من المنزل فتقع عينيه على فرانك وهو يقف مبتعدًا عن سيارة جيمس بعد أن أنهى انتقامه

    - فرانك!

    التفت المعني نحوه ونظر إليه ببرود, فقال ايلك وهو يبتسم بارتباك

    - ما الذي فعلته !

    ظل فرانك يفكر وهو يحدق إليه ببرود, ثم قال فجأة وقد خطرت الفكرة في ذهنه

    - أنتَ مشترك معي في الجريمة, إن تحدثتَ فسوف يُحكم عليك بالإعدام من قبل الغوريلا

    بقي ايلك يحدق فيه مستنكرًا في حين تحرك فرانك وتخطاه عائدًا إلى الداخل, تنهد ايلك وهو يضع يده على وجهه, من الأفضل أن يتظاهر بأنه لا يعلم شيئًا, يشعر بأنه سوف يصل لحافة الجنون أن بقي في هذا المنزل اكثر


    . . .

    في صباح اليوم التالي
    استيقظ ايلك على صوت قطرات المطر على زجاج نافذته, رغم أنه يكره المطر إلا أنه يحب هذا الصوت الذي يثير مشاعر دافئة في نفسه
    خرج إلى غرفة الطعام حيث الجميع هناك باستثناء السيدة ميشيل, جلس على كرسيه وهو يحيي الجميع بتحية الصباح ثم سأل عن جدته فأجابه يوجين

    - إنها متعبة اليوم, ستتناول الطعام في غرفتها

    أومأ ايلك مفكرًا, ثم رفع عينيه لجيمس حين سأل فرانك مقطبًا

    - أنتَ بخير ؟

    أجابه فرانك بخمول

    - يبدو أني على وشك المرض

    مد جيمس يده ليتحسس جبينه ثم أكمل طعامه وهو يقول

    - يوجين خذه إلى المستشفى قبل ذهابك للجامعه

    - حسنًا

    - فرانك لا تذهب إلى الجامعة اليوم وأبقى في المنزل

    أومأ فرانك بخمول وراقبه جيرارد مقطبًا بقلق قبل أن يسأله

    - هل خرجتَ أسفل المطر بالأمس ؟

    اختنق ايلك في لقمته وأخذ يسعل برعب فرمقه فرانك بنظرة نارية مليئة بالتهديد, نكس رأسه وتظاهر بالانشغال بالأكل بسرعه
    أنهى جيمس فطوره سريعًا ونهض قائلًا بأن عليه الذهاب للعمل باكرًا اليوم, ولم يمضي الكثير على خروجه حتى عاد بوجه مكفهر ليسأل بصوت خرج من عمق حنجرته

    - من خرق إطارات السيارة ؟

    يوجين كان ينظر نحو جيمس بتعجب, لكنه سرعان ما أدرك الفاعل ووضع يده على وجهه متنهدًا بيأس, بينما حملق جيمس نحو فرانك الذي كان يأكل ببرود وسأله

    - أنتَ من فعل ذلك أليس كذلك ؟

    رفع فرانك عينيه الباردتين إليه وقال

    - لماذا تتهم شخصًا مريضًا !

    حملق به جيمس بغضب وقال

    - متى ستتوقف عن هذه التصرفات الصبيانية فرانك؟ كم مرة علي أن اعاقبك لتفهم ؟

    ثم مد يده وقال

    - هات مفتاح سيارتك, أنتَ محروم منها لأسبوع كامل

    نظر إليه فرانك بعيونه المظلمة وقد بدا عليه الانزعاج الشديد, ببطء حرك يده ليخرج مفتاح سيارته ومدها لجيمس الذي سرعان ما اختطفها منه واستدار خارجًا, كان جيرارد يضحك عليه حين علق

    - تعلم بأنه سيعاقبك فلماذا قمتَ بفعل يغضبه منذ البداية!

    نكس فرانك عينيه وقال

    - لقد اكتشفني بسرعة

    علق يوجين بيأس

    - لقد فضحك المرض تمامًا

    ضحك جيرارد مجددًا بينما حاول ايلك كتم ضحكته, من الأفضل له تجنب إغضاب فرانك إن أراد أن يضمن لنفسه حياة مديدة

    . . .

    بعد الانتهاء من وجبة الفطور ذهب كل إلى حاجته, فرانك غادر مع يوجين إلى المستشفى وجيرارد توجه لعمله بينما ذهب ايلك ليطمئن على جدته في غرفتها
    دخل بعد أن أذنت له بالدخول, وابتسم وهو يقترب منها ويسمعها وهي تمطره بعبارات الترحيب, كان شكلها محزن وهي ممددة على السرير والمغذي موصول بيدها, رغم ذلك كان وجهها يبدو في غاية الحيوية, جلس ايلك على الكرسي بجوار سريرها وراح يصغي لها مستمتعًا وهي تحدثه عن طفولة أبناءها وكيف كانوا في صغرهم

    - لقد كانوا هكذا منذ الأزل, يوجين وفرانك يبدعون في الوسائل والأفعال التي تغضب جيمس, وجيرارد دائمًا يأخذ موقفًا محايدًا لذلك تجده محبوبًا من الطرفين

    كان ايلك يضحك بشدة على وصف السيدة ميشيل لطفولة أبناءها, تنهدت السيدة حين قالت بحسرة

    - لأنني كنت مريضة دائمًا لم اكن قريبة منهم كما يجب, يحزنني دائمًا أن يوجين وفرانك كبرا دون رعايتي بخلاف جيمس وجيرارد الذين كنت بصحة جيدة في صغرهم, لذلك تجد جيمس يشعر بمسؤولية كبيرة تجاههم فلقد حملته المسؤولية منذ صغره

    - معك حق, لقد صدمتُ حين علمت بأن خالي جيمس ما يزال في عمره الخامسة والثلاثين, لقد بدا لي أكبر بكثير بسبب شخصيته

    - لقد كان مرحًا بطبيعته في طفولته

    فكرت قليلًا ثم قالت مبتسمه

    - يوجد البوم صور في أحد رفوف الصالة العلوية يحوي الكثير من الصور الجميلة لذكرى قدميه, يمكنك الاطلاع عليه متى شئت

    أومأ ايلك وقد اعجبته الفكره, وطلب من جدته أن تحكي له مزيدًا من القصص القديمة, إلى حين شعر بأنها بحاجة إلى الراحة فاستأذن منها بعد أن طلب منها أن تنام وترتاح
    خرج إلى البهو ليجد فرانك أمامه يصعد السلم بخمول وبيده يمسك كيس للأدوية, قطب ايلك يراقبه بقلق, هل سيكون بخير وحده؟ إنه بالكاد يسير, ما خطب هذه العائلة الغريبه؟ الأخ الأصغر متعب إلى درجة سيره مترنحًا واخوته منشغلون بحاجاتهم دون أدنى اكتراث بالمسكين الذي يعاني, إنهم حقًا قساة القلب, المسكين فرانك لو كانت والدته بصحتها لما عانى بهذا الشكل
    انزلق فرانك وكاد أن يسقط لولم يمسك بالسياج في آخر لحظه, وعند هذه النقطة لم يحتمل ايلك تجاهل الأمر وركض بسرعة ليسنده ويساعده للوصول إلى غرفته, ساعده على الاستلقاء ثم قال وهو يراقبه يندس اسفل الغطاء استعدادًا للنوم

    - لقد ازدادت صحتك سوءا, هل ستكون بخير ؟

    أجابه بصوت متعب

    - فقط اخرج واطفئ الضوء

    كشر ايلك بعبوس

    - يجدر بك أن تكون شاكرًا لوجود شخص لطيف مثلي بين اخوتك عديمون الضمير

    - هل لديك مشكلة مع اخوتي !

    سأله ذلك وهو يرمقه ببرود, فأجابه ايلك بضيق

    - لم يخطر في بال أحدهم أن يتغيب عن عمله لأجلك !

    - من أجل أن يرقبوني وأنا نائم !

    قطب ايلك مفكرًا, بينما أردف فرانك وهو ينقلب على جنبه

    - قد تكون كونت فكرة خاطئة عن العائلة بما أنك لم تجربها, ليكن في علمك بأن ليس جميع الأخوة مثل ايدين, والان اخرج واطفئ الضوء

    حتى في مرضه لا يملك أي ذوق, من الأفضل أن يخرج قبل أن يسمعه مزيدًا من الاهانات
    توجه نحو الصالة العلوية وألقى بنفسه على أحد الأرائك بملل

    لماذا عليه أن يُحبس في المنزل هكذا؟ لقد اصبح بخير حقًا, يجب أن يقنع جيمس بذلك, من الأفضل له أن يهتم بفرانك بدلًا عنه, صدقًا ذلك الجيمس لا يستطيع أن يميز من بالضبط بحاجة إلى العناية
    ظل ايلك يفكر ويفكر حتى داهمه النعاس ونام في مكانه, وحين فتح عينيه وجد نفسه وسط غرفة معتمة وقد فرد احدهم غطاء دافئًا عليه
    جلس بكسل وهو يتساءل عن الوقت, نظر للساعة البالية حول معصمه ليشهق بفزع, يا الهي إنها الثانية بعد منتصف الليل, كيف نام كل هذا الوقت !
    وقف وهو يشتم نفسه, وسار بسرعة متوجهًا لغرفته, لكنه توقف قبل دخوله وهو يسمع صوت حركة في الجوار, كان الصوت قادمًا من غرفة فرانك, تتبعه ايلك بخفة ووقف أمام الباب مطلًا, فرأى جيمس يقف بالقرب من سرير فرانك الذي يغط في النوم, ينحني ويرفعه ليجلسه وهو يهمس كي لا يفزعه

    - فرانك تناول دواءك

    همهم فرانك بانزعاج وحاول أن يعود ويستلقي, لكن جيمس امسكه وقرب الدواء من فمه

    - تناوله ثم عد إلى النوم

    فتح فرانك فمه ليعطيه جيمس الدواء ثم ساعده على شرب الماء, وضع كأس الماء على الطاولة بينما عاد فرانك ليستلقي بنعاس, دثره جيمس بالغطاء وقال هامسًا

    - هيا عد إلى النوم

    وعلى الفور نام فرانك, بينما سحب جيمس كرسيًا وجلس على مقربة منه, ثم اخرج كتابًا وبدأ يقرأه على نور الضوء الخافت الذي صدر من فتح باب الغرفه

    بهدوء تحرك ايلك نحو غرفته

    . . .

    في حفظ الباري embarrassed

  8. #947

  9. #948
    كيف حالك هايرو ؟ 🌝💙
    واخيرا نزل البارت ما تعرفي سعادتي لحظة ما شفته لما فتحت الصفحة للمرة العاشرة وانا فاقدة الامل ينزل اليوم 😍😍
    || الباقي الوحيد || عنوان حزين نوعا ما😿

    { كان كيفين قد نزع السوار عن معصمه وانحنى ليعيده إلى مسكنه العتيق .. حيث اعتاد ايلك أن يتحسسه دومًا
    - هذا .. ظننتُ أني فقدته
    همس بها محدقًا بالسوار, فابتسم كيفين بيأس وقال
    - هل نسيتَ هذا أيضًا ؟ لقد تركته معي قبل أن تغادر قائلًا بأنك تخشى أن تفقده
    ابتسم ايلك وهو يتأمل السوار بعيون تحرقه
    - لقد تذكرت, لقد افتقدته بشده }
    رجع لمكانه الصحيح ☺💖💖

    { لم يعلق يوجين على ما قاله فنظر ايلك إليه خلسة, لقد كان يقود محدقًا للطريق بهدوء, نكس عينيه وسأله بتردد
    - هل أنتَ غاضب لأني خرجت من الصين دون أن أجيبك ؟
    ومجددًا لم يجب عليه, فنظر إليه بحذر, إن وجهه هادئ يصعب قراءته, تنهد بإحباط وعاد يحدق إلى سواره }
    لو اني مكان ايلك كان انجلطت من برود يوجين وتجاهله 😑💢

    { ماذا الان, لقد بدأ صوته يختنق, ليس هذا الوقت المناسب للبكاء حقًا, ليس أمام هذا الرجل على الاقل
    كان ينكس رأسه بشدة خشية أن يتضح تعبير وجهه المحرج ليوجين, مرت عليه لحظة طويلة وهو بهذا الحال حتى شعر بيد يوجين تربت على رأسه, ثم بصوته الهادئ حين نطق
    - هيا لننزل }
    لطيف😫💘💘

    { أنهار صمود يوجين عند هذه النقطة واستدار بسرعة معطيًا جيمس ظهره ليغرق في الضحك المكتوم }
    يوجين فايق ورايق ولا كأن في شي صاير 😂😂😂😂😂😂✋🚶

    { اخرج ايلك هاتفه من جيبه وعرضه أمامه قائلًا
    - بلا إني املك واحدًا, لقد اشتراه لي ايدين قبل أن يذهب, والان يمكنك أن تخبرني برقم هاتفك !
    أملاه جيمس عليه وهو يعرك جبينه مبتسمًا, واتصل به ايلك ما إن كتبه, وحين رن الهاتف في جيبه ظهرت بسمة واسعة على وجه ايلك
    - والان لم يعد هناك سبب لتوبخ فرانك ويوجين من أجله }
    اختصر المشكلة ع السريع😂😂😂👏

    { تنهد جيرارد وهو يتساءل ما خطبه, ثم تحرك متوجهًا للصالة الجانبية, وهناك تفاجئ بجيمس ووالدته غارقون في الضحك إلى درجه أن وجوههم صارت حمراء بالكامل, هز رأسه وخرج لينتظر ايلك }
    عائلة عجيبة من كبيرهم لصغيرهم الظاهر مافي غير جيرارد العاقل بينهم الا ان كان في وراه سوالف هو الثاني😂😂😂😂😂

    { هل هو شيء اعتاد جيمس فعله هنا وهناك من دون أن يجد من يردعه؟ }
    يا ابني خليك بحالك انت ولا تتدخل في خصوصياتهم 🌚🚶

    { في المرة الأولى كانت بسبب أنني أمرت فرانك أن يصعد فوق سطح المنزل ليجلب الكره, ووقع فرانك يومها وكُسرت قدمه }
    تستاهل عشان تبطلوه شغل القرود انت واياه🐒🐒😂😂😂

    { الجميع قلقون عليك يا ايلك فلا تجعل الأمر يطول }
    ايلك يكسر الخاطر خليه يرجع لحياته واصحابه حرام 😩💔💔 اذا على عيلته يقدر يجيلهم بالاجازات ونفس الشي هم ماله داعي ينحبس عندهم لين ما يتعود عليهم بالزور 😩

    { لقد أتى إلي قبل قليل وأمرني أن أعود إلى المنزل قائلًا بأني في أمان, يوجين محترف في تلقي غضب الغوريلا ولكن من النادر أن يقدر على اخماده بهذه السرعة }
    حسيتهم بمعركة ورايحين يستطلعوا وكر العدو 😂😂😂😂😂😂🔥

    { - ربما لأن جيمس صفعه بشده
    قال ايلك ذلك مفكرًا, لكنه أجفل حين تصلب فرانك وسأله مصدومًا
    - هل صفعه جيمس ؟
    - آه نعم }
    خلاص عاد ما خلى احد كل ما شافه واحد قاله جيمس عطاه كف باقي يطلع بنشرة الاخبار 😂😂😂😂😂😂

    { لاحظ باستغراب كيف كان جيرارد يحدق نحو فرانك مبتسمًا لنظرته المظلمة التي يرمق بها جيمس وكأنها تعجبه }
    الظاهر جيرارد من الاشخاص الحياديين الي يحبوا يتابعوا الشجارات ويستمتعوا فيها 😂😂😂😂👌

    { استمر على عادتك في صراخك حين تغضب, لكن إياك أن تفكر في أن تمد يدك, ليس لأن يوجين دائمًا يتلقى غضبك بهدوء دون أن يناقشك فهذا يعني أن تغضب عليه كما يحلو لك, هناك حدود لصبرنا نحن أيضًا }
    لطيف كلامه 😢💖💘✨✨✨

    { وقف ايلك فجأة بصدمة فنظر إليه الجميع بتعجب, ابتسم بارتباك حين انتبه للفته الانتباه
    - أوه .. أعني .. أنا أيضًا تذكرتُ أمرًا علي اتمامه .. في غرفتي أجل }
    اشين لحظة 🙆🙆😂😂😂😂😂😂😂💔💔💔

    { اسرع ليخرج من الصالة عابرًا البهو ليخرج من المنزل فتقع عينيه على فرانك وهو يقف مبتعدًا عن سيارة جيمس بعد أن أنهى انتقامه }
    لااااا فرانك ايش سويت يالمجنون بس ما يكون كسر السيارة 😬😆😂😂😂😂😂💔💔💔💔

    { ظل فرانك يفكر وهو يحدق إليه ببرود, ثم قال فجأة وقد خطرت الفكرة في ذهنه
    - أنتَ مشترك معي في الجريمة, إن تحدثتَ فسوف يُحكم عليك بالإعدام من قبل الغوريلا
    بقي ايلك يحدق فيه مستنكرًا في حين تحرك فرانك وتخطاه عائدًا إلى الداخل, تنهد ايلك وهو يضع يده على وجهه, من الأفضل أن يتظاهر بأنه لا يعلم شيئًا, يشعر بأنه سوف يصل لحافة الجنون أن بقي في هذا المنزل اكثر }
    رهيب هالبني ادم والله 👏👏✨✨😂😂😂😂😂😂😂😂

    { اختنق ايلك في لقمته وأخذ يسعل برعب فرمقه فرانك بنظرة نارية مليئة بالتهديد, نكس رأسه وتظاهر بالانشغال بالأكل بسرعه }
    مسكين ايلك تورط 😂😂😂😂😂🙆💔

    { لماذا تتهم شخصًا مريضًا }
    بريء اسم الله عليك 😂😂😂😂😂😂😂✋👼

    { وجيرارد دائمًا يأخذ موقفًا محايدًا لذلك تجده محبوبًا من الطرفين }
    مأمن على نفسه منهم 😂😂👌✨

    { لقد صدمتُ حين علمت بأن خالي جيمس ما يزال في عمره الخامسة والثلاثين, لقد بدا لي أكبر بكثير بسبب شخصيته }
    كنت حاطة فيه على اقل تقدير بالاربعينات 😂

    { الأخ الأصغر متعب إلى درجة سيره مترنحًا واخوته منشغلون بحاجاتهم دون أدنى اكتراث بالمسكين الذي يعاني, إنهم حقًا قساة القلب }
    نسى يوم تركه لما وقع ليوجين وراح😂🚶

    { - يجدر بك أن تكون شاكرًا لوجود شخص لطيف مثلي بين اخوتك عديمون الضمير
    - هل لديك مشكلة مع اخوتي ! }
    كلمة ثانية عليهم وممكن ياكله فرانك 😂😂😂😂😬💔

    { فرأى جيمس يقف بالقرب من سرير فرانك الذي يغط في النوم, ينحني ويرفعه ليجلسه وهو يهمس كي لا يفزعه
    - فرانك تناول دواءك
    همهم فرانك بانزعاج وحاول أن يعود ويستلقي, لكن جيمس امسكه وقرب الدواء من فمه
    - تناوله ثم عد إلى النوم
    فتح فرانك فمه ليعطيه جيمس الدواء ثم ساعده على شرب الماء, وضع كأس الماء على الطاولة بينما عاد فرانك ليستلقي بنعاس, دثره جيمس بالغطاء وقال هامسًا
    - هيا عد إلى النوم
    وعلى الفور نام فرانك, بينما سحب جيمس كرسيًا وجلس على مقربة منه, ثم اخرج كتابًا وبدأ يقرأه على نور الضوء الخافت الذي صدر من فتح باب الغرفه }
    جييممسسسس كيوووووتتتتت لطييييفف 😩😩😩😩💘💘💘💘💕💕💖👼👼

    مع ان البارت قصير بس لطيف وجميل 💕🌸
    صحيح متحمسة للأحداث القادمة لكن وجود يوميات الاخوة العجيبين وافلامهم مصبرتني لبين ما تبدا بالظهور 😂👏✨✨

    بإنتظار القادم 🐸🌷

  10. #949
    السلام عليكم

    كيف الحال عزيزتي ؟ ارجو ان تكوني باتم الصحه والعافيه
    اعتذر عن التأخير الفضيع في الرد تعلمين الامتحانات وظروفها


    في البداية لا بد من الرد على الفصول التي لم تخلو من الابداع
    و ساقدم رايي المتواضع بشكل عام و ارجو ان يفي حق جهودك
    و ابداع ما اختطته اناملك


    و ساحاول الرد ان شاء الله على الفصول التي منعتني متطلبات الدراسة من الرد عليها


    و الان نبدا بالفصل الاخير و الذي هو من اكثر الفصول التي استهوتني
    و التي لم يتسنى لي ان لا احبها ففي البداية زال الغموض عن
    خروج ايلك المفاجىء من ( الصين ) و الذي اثار حيرتي بعض الشيء
    و لكي اصدقك القول اعجبني اتشاح كيفين باللون الاسود لانه عندي لون الفخامة


    ( لم اسابق نبضات قلبي راكضا الى هنا لاسمع منك هذه الكلمات كيفين )
    صراحة هذه جملة اعجبتني لايضاحها مدى تاثر ايلك بابتعاده عن اصدقائه
    و دعوة كيفين لغياب ايلك عنهم بالماساة تعبر عن مدى اشتياقهم الى ايلك
    و حبهم له




    عندما ساله يوجين عن سبب تركه لسواره عند كيفين عند ذهابه الى
    المنظمة في الحقيقة ظننت انه قد اربك ايلك بهذا السؤال لكن بعد ان اكملت
    جواب ايلك تبين لي وجهة نظر ايلك من تركه للسوار و الذي تبين في جوابه
    ( لقد كنت قد خرجت نحو هدفي و قد تركت خلفي اعز شخص على قلبي و اصدقائي و شخصيتي السعيدة هناك ثم ارتديت ثيابا ليست بثيابي ثياب الوحوش الضارية من اجل
    ان ادخل الى ادنس مكان على وجه الارض )


    ( و هل احتاج الى حجز لكي اخرج معه )
    انا عن نفسي صراحة لا الوم يوجين على انهيار صموده امام هذه الجملة
    تجلت فيها شجاعة لا ارادية من ايلك لمواجهة جيمس او الغوريلا كما يسمونه








    ( تنهد جيرارد و هو يتسائل ما خطبه ثم تحرك نحو الصالة و هناك تفاجىء
    بجيمس و والدته غارقون في الضحك الى درجة ان وجوههم اصبحت حمراء بالكامل هز راسه و خرج ينتظر ايلك )
    في هذا المقطع اظن ان جيمس و جدة ايلك لهم الحق في كل هذا الضحك
    اذ انني دخلت في عالم الضحك عند قراءتي لهذه المشادة الكلامية بين ايلك و خاله
    كما اعتقد ان جيرارد هو الوحيد الذي يمتلك العقل السليم و الحكيم من بين افراد هذه العائلة الغريبة






    ( هذا مذهل
    قال جيرارد ذلك بدهشة كبيرة
    فنظر اليه ايلك متسائلا
    ما هو المذهل بالضبط ؟
    لكني قلت كلاما وقحا
    ابتسم جيرارد و هو ياخذ منعطفا اخر
    لقد اطفات غضب جيمس بالكامل بالاحرى غيرت مزاجه كليا )
    واضح ان جيمس لم يرهم غير نار الغضب المشتعلة من الاخطاء حتى لو كانت صغيرة
    لكن باعتقادي ان يوجين و فرانك و قد اضيف اليهما ايلك لا يمكن ان يرتكبوا الاخطاء الصغيرة اخطاءهم كلها كبيرة و فيها مخاطرة كما اظن ان غضب جيمس المستمر منهم
    دليل على حرصه اللامتناهي عليهم باعتباره الاخ الاكبر و المسؤولية كلها على كاهله








    ( انت مشترك معي في الجريمة ان تحدثت فسوف يحكم عليك بالاعدام من قبل الغوريلا )
    اعتقد ان جيمس قد حدد اخوته الصغار و ابن اخته الذي سينضم الى القائمة عاجلا او اجلا بين احد الخيارين :
    اما العيش بسلام
    او
    الموت بالاعدام






    ( رفع عينيه لجيمس حين سال فرانك مقطبا
    هل انت بخير ؟
    اجابه فرانك بخمول
    يبدو اني على وشك المرض )
    اثبت الجاني ادانته بالجريمة اما المجني عليه






    ( فرأى جيمس يقف بالقرب من سرير فرانك الذي يغط في النوم, ينحني ويرفعه ليجلسه وهو يهمس كي لا يفزعه


    - فرانك تناول دواءك


    همهم فرانك بانزعاج وحاول أن يعود ويستلقي, لكن جيمس امسكه وقرب الدواء من فمه


    - تناوله ثم عد إلى النوم


    فتح فرانك فمه ليعطيه جيمس الدواء ثم ساعده على شرب الماء, وضع كأس الماء على الطاولة بينما عاد فرانك ليستلقي بنعاس, دثره جيمس بالغطاء وقال هامسًا


    - هيا عد إلى النوم )


    تلمست في هذا المقطع مدى الحنان المشع من جيمس الذي يخفيه على الرغم من انه ظاهر في غضبه التي هدفها مصلحة عائلته و الذي يظهره في الخفاء هذه خصلة تعجبني في جيمس اذ بفضلها اصبح شخصا رزينا على الاقل امام اخوته على الرغم من انه قد يكون مكروها في نظرهم






    هكذا اكون قد انهيت ردي المتواضع املة بان ينال اعجابك
    و ارجو مرة اخرى ان تعذريني على عدم ردي على الفصول التي لا تصفها كلمة رائعة بل هي اكثر من ذلك و ارجو ان تعذري اخواتي ايضا فهم ايضا بالتاكيد لهم مشاغلهم


    في حفظ الباري
    اللّهُمََّ ارفَعْ الغُمََّه عَنْ هذِه الأمّه

  11. #950

    attachment

    ( 62 )

    || وازدادت الروح ثمنًا ||

    .
    .

    كان يستلقي على سريره بعد تناول وجبة الفطور, هكذا مثل أي قطعة أخرى من قطع الأثاث في غرفته, يشعر كما لو أن الفراغ سيلتهمه مع مرور الوقت
    لم يكن يفعل شيئًا غير التحديق في ذراعه التي يرفعها أمام وجهه متأملًا في سواره بينما يدور الإحباط حوله محاصرًا إياه من كل جهة
    لا شك في أن الهواجس التي تهاجمه في المساء وقت النوم تظل هي الأشد صعوبة عليه, لكنه لا يستطيع أن ينكر كيف أن هذا الوقت من الصباح حين يغادر الجميع لمشاغلهم بهمة ونشاط بينما هو باقي هنا بلا فائدة يُعتبر أيضًا محبطًا جدًا بالنسبة إليه
    اهتز الهاتف فوق الطاولة بجانب السرير فدعاه ليتحرر من جموده أخيرًا ملتفتًا له, كان اهتزاز هاتفه في الفترة الأخيرة قد أصبح مصدرًا آخر من مصادر رعبه, فهو يخاف من شعور الأمل الذي يغمره كلما توقع مكاملة مستحيلة من ايدين .. ويخاف من شعور الخيبة الذي يهبط به من عالي السماء لقاع الأرض حين يخيب توقعه
    يخاف من احتمال اتصال أحد أصدقائه وسؤالهم عن حاله وعن وقت عودته .. ويخاف من عدم اتصالهم
    يخاف من صوت اهتزازه ويخاف من صمته الطويل

    لم تكن مرحلة النظر لرقم المتصل مبهجة له مثل أي شيء يحدث له هذه الفترة
    لقد أصبح الهاتف في يده الآن بعد أن اعتدل جالسًا وحمله ثم ألقى نظرة خاملة على الرقم, ظل لثواني يحدق فيه هادئًا, ثم رفع الهاتف إلى إذنه وصمت ينتظر سماع صوت الطرف الآخر

    - صباح الخير ايلك, هل كنتَ مستيقظ ؟

    - هنا وجبة الفطور أساسية, لا يمكنني تفويتها والاستغراق في النوم

    - فهمت

    الصمت الذي حل بعد ذلك جعل ايلك يقطب حاجبية بينما هو ينكس عينيه لسواره وقد بان ضيق شديد فيهما

    - كيف حال أصابتك؟

    أجاب مقطبًا

    - على خير ما يرام

    - هذا جيد

    وحل الصمت مجددًا فازدادت عقدة حاجبيه شدة

    - هل بدأتَ تعتاد عائلتك؟ الجميـ

    - كيفين

    صمت كيفين حين قاطعة ايلك بصوته الحاد ثم أردف بغضب حاول كبته

    - لم لا تدخل في صلب الموضوع؟ ما الذي اتصلت بي لأجله بعد أن أريتني ذلك الوجه قبل رحيلك؟

    وصمت ينتظر رد كيفين لكن انتظاره طال مما جعله يصر على أسنانه, متعب له جدًا أن ترتفع آماله بهذا الاتصال ثم ما تبرح أن تهبط لسافل الأرض

    - حسنًا, كما تعلم .. , من المحرج قولها بلساني

    تلاشى الغضب من وجهه حين نطق كيفين بصوت خافت مُحرَج, قطب قليلًا وقال من دون فهم

    - محرج !

    صمت كيفين قليلًا وأخذ يتمتم منزعجًا بما لا معنى له ثم أخيرًا قال بصوت لا يشبهه

    - لا أملك سببًا لاتصالي, فقط أردتُ أن أكلمك

    لم يجب ايلك, كان مبهورًا بعض الشيء للحظة اعتراف كيفين النادرة مما جعل الأخير يشعر بشيء من الضيق دعاه ليقول

    - اسمع, كان عليك أن ترد على رسالتي برد أكثر كرمًا إن أردتَ مني أن أتبع أوامر ايدين بعدم الاتصال بك لفترة, لقد احتوت رسالتي على تسع وأربعين كلمة بينما ردك علي كان بكلمة واحدة, هل تعتقد أن هذا يسمى عدلًا ؟!

    كان ايلك حقًا لا يملك أدنى فكرة عما يتفوه به كيفين في هذه اللحظة, ظل يقطب حاجبيه مستغربًا دون أن يجد ما يرد به عليه
    أما كيفين, فقد كان غارقًا في احراجه الآن, هو نفسه لا يعرف معنى للذي تفوه به لذلك قرر أن يكف عن الترهات ويتكلم بما يمكن فهمه

    - حسنًا أنا آسف, أعرف بأني أناور عن حقيقة أنني أدين لك باعتذار, وربما بتفسير مقنع, جعلتك تمر بوقت عصيب ظنًا مني بأني قادر على ذلك لكنني أعلن خسارتي, الحقيقة أنني لم أحاول بتاتًا منع نفسي من الاتصال بك قبل أن أفعل رغم أني سبق واتخذتُ قراري, لعلني حتى كنتُ لأعود لغلاسيكو لولم يكن توم يراقبني عن كثب

    - قرارك ؟

    سأله ايلك باهتمام بان في صوته فأجابه كيفين

    - عندما أمرني ايدين بعدم زيارتك مجددًا كنتُ أنوي أن اعطيه رفضًا قاطعًا

    - لكنك لم تفعل, على الأقل ليس كما فعل اندرو

    - نعم, لقد تذكرتُ كلماتك في تلك اللحظة

    - كلماتي !

    - أنا لا اعرف ايدين, ولكنك تعرفه, تعرفه جيدًا وأنا أعلم ذلك, كنتَ قد كتبتَ في ذلك الدفتر شيئًا حيرني عن ايدين, بأنك وحتى لو أمرك بأن تقفز لوسط النار لقفزت, ذلك لأنك لو قفزت فتلك النار لن تحرقك, لأن ايدين لم يكن ليأمرك بالقفز إلى نار قد تؤذيك

    ارتجفت يد ايلك في حين تابع كيفين بصوت بان فيه الضيق

    - لقد تساءلت في نفسي حين أمرني ايدين عن السبب الذي يدفعه لفعل هذا بك, لا شك في أن هذا سيكون صعبًا عليك, هذا سيؤذيك أليس كذلك؟ ولكن .. ايدين لا يمكن أن يأمرك أن تقفز إلى نار قد تؤذيك .. آه بلا .. تلك النار التي أراه يأمرك بالقفز بها لن تؤذيك .. التفكير بذلك جعلني استسلم لأوامره خارج رغبتي بكل إذعان

    صمت كيفين ينتظر اجابة ايلك, لكن ايلك لم يجيب

    - ايلك, ما الذي تراه؟ أكانت تلك نار قد أذتك ؟

    بإرهاق رفع ايلك يده المرتجفة إلى جبينه, وضغط عليه قابضًا على شفتيه

    - أنا فقط أقف عند منعطف جديد من منعطفات حياتي, أنا فقط لا أجد مكاني, إنني اقف وقوفًا مؤقتًا, ولكن إلى متى سيطول وقوفي ؟

    - هل تريد أن تتمرد على أوامر ايدين ؟

    قطب ايلك وقال بضيق

    - ماذا ؟

    - اعطني الإشارة فقط ولن أدع شيئًا يقف في طريقي

    لقد كانت هناك نبرة منخفضة جدًا من الرجاء في صوت كيفين, كما لو أنه كان يرجوه أن ينقذه هو لا أن يعرض عليه المساعدة, تلك النبرة اطمئن إليها ايلك كثيرًا, أدرك بأنه كان يبتسم فضحك بخفوت وقال

    - ما الذي تقوله؟ ألم تقل بأنك اتخذتَ قرارك في اتباع أوامر ايدين

    - ألم أقل لك؟ أنا لم أنفذ أوامر ايدين بل آمنت بكلماتك فقط

    ابتسم ايلك مجددًا ورغبة البكاء تجتاحه

    - لا تفعل كيفين, أبقى حيث أنت, أنا آسف

    صمت كيفين للحظة ثم سأله

    - هل قررتَ تنفيذ أوامر ايدين ؟

    بدا صوت ايلك ساخرًا حين اجاب

    - ما الذي تقوله؟ ايدين لم يأمرني بأي شيء !

    قطب كيفين قليلًا بينما تابع ايلك

    - تلك الكلمات التي كتبتها لم تكن بتلك البساطة, أنا ما زلتُ سأقفز وسط النار إن امرني ايدين, ولكن ايدين لم يأمرني ولهذا أنا أقف بحيرة في مكاني, ما كنتُ لأكون محتارًا بشأن وجهتي لو أن ايدين وجهني, ما كنتُ لأكون هكذا

    حلت لحظة من الصمت قبل أن يسأله كيفين

    - اذن ما قرارك؟ فالتعلم بأنني في صفك دائمًا أيًا كان ما تريده, فقط أخبرني ولن يردعني شيء

    ابتسم ايلك وقال مختنقًا

    - لن أشك في هذه الحقيقة بعد الان

    ثم أردف ناكسًا عينيه

    - أتعرف, انطباعي الأول عن الجميع هنا خاطئ بشكل رهيب, أنا لا أعرفهم أبدًا, ولا أعرف متى بدأتُ أشعر بالفضول .. ربما بالأمس قبل أن أنام صرحت لنفسي عن حقيقة حاجتي لمعرفة الجميع

    وصمت يتذكر يوم الأمس في حين نطق كيفين بصوت عدائي

    - تعرف الجميع! لا يمكنني سوى أن اكون مرتابًا من خالك الذي يشبهك

    ضحك ايلك وهو يتذكر لقائهم الأول ثم قال

    - لقد وصلتُ للنقطة التي تأكدتُ فيها بأن الجميع يريدون لي الخير وذلك الذي لا أجد شكًا فيه

    - إلى أي نقطة تريد الوصول ؟

    صمت ايلك قليلًا مترددًا في التصريح ثم اعترف ببطء

    - اريد أن أعرف الفرق بين العائلة وايدين

    صمت كيفين الذي تلى ذلك جعله يشعر بالإحراج فعاد يقول محدقًا في ساعده حيث اسقر سواره وساعة يوجين الباليه

    - لقد عرفتُ بأني أريد الذهاب لايدين لأتحدث معه كما يجب, لكني ما زلتُ أشعر بالتردد بسبب خوفي من أن أكون عبئًا, لهذا لن أذهب إليه قبل أن أتمكن من الوقوف هنا بنفسي من دون مساعدته, أريد أن أعرف إلى أي مدى يمكنني الاستغناء عن طلب حاجتي منه, أريد أن اصبح كفئًا بالقدر الذي يمكنني أن أخبره بأنني لن اتخلى عنه بثقتي التامة دون أن يرن تأنيب الضمير بداخلي, أن اصبح بالقرب منه دون أن اخشى عليه من عبئي

    بدا صوت كيفين باسمًا حين قال

    - لقد فكرتَ بعمق, يمكنني أن أشعر بعزيمتك ايلك, سوف تُصبح ما تريد بالتأكيد, لدي الثقة بذلك

    ابتسم وهو يشعر بالكآبة تنقشع عن قلبه

    - شكرًا لك كيفين, أنا سعيد لأنك أتصلت بي

    كانت البسمة قد زينت وجه ايلك حين أنهى مكالمته مع كيفين, ولم يكن يشبه أبدًا ذلك الشخص المحبط الذي كانه قبل تلقيه المكالمة
    إنه كذلك دائمًا يشعر بأنه قادر على تحقيق ما يصبوا إليه حين يتحدث عنه مع اصدقائه, كما لو أن كلماتهم الداعمة تحقن اهدافه بقوة خارقة تجعلها قابلة للتحقيق
    كان قد نهض عن سريره متوجهًا نحو النافذة, أزاح الستارة بيده ونظر عبر الزجاج إلى الحديقة التي ارتدت حلة بيضاء أخفت معالمها, رأى البستاني يزيح الثلج المتراكم أمام المنزل بهمة ونشاط فابتسم وفكرة تخطر في باله استدار على أثرها متوجهًا نحو معطفه

    . . .

    " نحن في غرفة النقاش , تعال بسرعة "

    تعجب كيفين وهو يقرأ الورقة الملصقة فوق طاولته بخط براين, ترك غرفة الصف واتجه لغرفة النقاش حيث وجد الجميع بما فيهم اندرو !
    كانوا يجلسون فوق الطاولة ملمومين على شكل حلقة وقد بدا الجد في اعينهم

    - أسرع وأجلس سنبدأ

    قال اندرو ذلك منزعجًا فسأله كيفين بتعجب

    - ما الذي تفعلونه ؟

    - أجلس بسرعه

    قال براين ذلك جادًا فصعد كيفين فوق الطاولة وجلس بين اندرو ومادلين, ثم نظر في أعينهم متسائلًا

    - والآن هلا اخبرتموني ما الذي يحدث؟

    - لقد تحدث لايلك أليس كذلك؟

    سأله اندرو بوجه جاد فأومأ له موافقًا ثم راقبه وهو يتنهد ليهيئ نفسه قبل أن يعود ويسأله

    - كيف وجدته؟

    - لقد بدا أفضل حالًا لكنه ما زال يحتاج لبعض الوقت

    - إذن هو ما يزال يريد منا عدم التدخل

    - أظن ذلك

    بدا الضيق على الجميع, لكن مادلين رفعت رأسها وقالت عازمة

    - من يكترث, سوف نبقي على المهلة التي قررناها, دعونا نفكر بشكل أناني, إن قتلنا الشوق سنذهب لرؤيته, من يكترث لأوامر ايدين

    نظر إليها كيفين وقال بجديه

    - ولكنه قال بأن كلمات ايدين ليست بتلك البساطة

    بدا التوتر عليها حين التحمت عينا كيفين بعينيها فنكستها مسرعة

    - ماذا تعني ؟

    قالت لافي ذلك مقطبة فنظر إليها كيفين مجيبًا

    - قال بأنه يريد أن يعرف عائلته بشكل أكبر, لذا يتحتم عليه البقاء مزيدًا من الوقت على هذه الحال

    نكس اندرو رأسه مقطبًا وهو يتذكر كلمات ايلك, ثم رفع عينيه نحو براين الذي تمتم ناكسًا رأسه ومصرًا على اسنانه

    - لم بحق يتركه ايدين بهذه الحال, لو أنه بقي معه لما قتلني القلق هكذا, لو أنه سمح لاندرو وكيفين بالبقاء معه لكان الأمر مختلفًا

    - لابد وأن يكون هناك سبب ما

    جذب هاكون انتباههم حين قال ذلك مبتسمًا, ثم تابع وهو ينقل عينيه بينهم

    - ربما ايلك يجهله ولكن هناك سبب ما بالتأكيد

    - إذن ماذا, هل سنبقى هنا حتى يفرج عليه ؟

    قالت انيا ذلك بضيق شديد, فنكس الجميع رؤوسهم مقطبين .. رفع براين عينيه لاندرو ثم نقلها لكيفين فوجده يحدق إليه كما لو أنه عرف ما يفكر فيه, ارتبك حين ابتسم له كيفين ثم نقل عينيه بين الجميع حين قال

    - بترك أوامر ايدين جانبًا, إن كان من بينكم من يملك الثقة في قدرته على التحدث لايلك عبر الهاتف من دون أن يذكر موضوع قرار عودته أو ما شابه فلا يتردد أبدًا في الاتصال به ولو في كل ساعة إن شاء

    وابتسم كابحًا ضحكته بينما نظر الجميع إليه مقطبين, لماذا يضحك !
    عاد كيفين ينظر مبتسمًا لبراين فارتجف براين قليلًا ثم قال مدافعًا عن نفسه

    - لقد كنتُ عاطفيًا ذلك الوقت ولم أكن في وعيي الكامل, بالطبع لن اجلب هذا الموضوع مجددًا لو تحدثت إليه

    أومأ له كيفين حين قال ببسمة ضاحكة

    - أنا متأكد بأنك لن تفعل

    كانت بسمة كيفين مريحة للغاية, تساءل الجميع وهم ينظرون إليه إن كانت مكالمته مع ايلك هي ما قد جعلته هكذا, ثم سرعان ما غمرتهم رغبة ساحقة في التحدث لايلك
    لكن طبعًا .. عليهم أن يعدوا أنفسهم جيدًا قبل التحدث إليه في ظل الشرط الذي ذكره كيفين

    ابتسم وهو يقرأ ملامح وجوههم بينما يفكر كل واحد منهم مختليًا بنفسه, وحين توقفت عيونه الرمادية على هاكون رأى شيئًا في وجهه أكثر تعقيدًا من الآخرين
    لقد قرأ هاكون وصية ايلك, ولعل هذا ما سيجعله يواجه صعوبة في الأمر أكثر من الآخرين

    . . . .

    كان جيمس قد عاد إلى المنزل ليحضر بعض الأوراق المهمة التي نسي أن يأخذها معه, ترك سيارته خارج المنزل كي لا تستيقظ والدته على صوت محركها فتقلقها عودته مبكرًا وسار على قدميه في طريقه مشغول البال
    انتبه إلى البستاني الذي يقف قلقًا أمام البوابة يحدق بشيء ما بحاجبين معقودين, نظر جيمس حيث ينظر فاتسعت عيناه دهشة
    كان ايلك قد ازاح كل الثلج المتراكم في الفناء عن الطريق والقى بالمجرفة بعيدًا ثم ركض ضاحكًا ليقفز على كومة الثلج التي جمعها على جوانب الحديقة, كانت السعادة بادية عليه وهو يقف مبتعدًا ويحدق في الأثر الذي تركه على الثلج ثم يغرق في الضحك

    - أنا آسف يا سيدي, لقد حاولتُ أن أمنعه ولكنه أصر على تنظيف الحديقة بنفسه اليوم طالبًا مني أن احتسي فنجانًا من القهوة وارتاح متنعمًا بالصباح !

    نظر جيمس إلى البستاني الذي قال ذلك متوترًا, ثم عاد ينظر نحو ايلك الذي كان يقف معطيًا إياهم ظهره دون أن يتحرك وقد هدأت ضحكاته, قطب جيمس متوجسًا من هدوئه المفاجئ, لكن لم يدم قلقه حتى استدار ايلك محدقًا به وقد ظهرت بسمة خبيثة على وجهه
    قطب جيمس مستغربًا بسمته, واتسعت عيناه حين انتبه لكرة الثلج التي كانت بيده, والتي اصبحت الان تطير في الهواء بعد أن قذفها ايلك نحوه لترتطم بجبينه فترتفع ضحكات ايلك من جديد
    تصلب جيمس في مكانه بينما أجفل البستاني محدقًا إليه برعب وكأنه ينظر لموته, حرك جيمس يده ببطء ليبعد بقايا الثلج عن اكتافه بثبات, ثم نظر لايلك الذي توقف عن الضحك أخيرًا وتنهد بينما يرفع عينيه إليه
    انتبه أخيرًا إلى نظرات جيمس الجامدة فأجفل وهو يتذكر من يكون ذلك الشخص الذي قذفه بالثلج للتو
    اقترب بسرعة وهو يفكر برعب, لقد عبث مع الغوريلا للتو, هل ستكون نهايته ؟

    - خالي جيمس .. أنا آسف لم استطع أن أقاوم رغبتي .. هل أنتَ بخير ؟

    قال ايلك ذلك مرتبكًا بينما وقف تاركًا بينه وبين جيمس مسافه آمنه تسمح له بالهرب قبل أن تصل له تلك الايادي الغوريليه

    - تبدو مستمتعًا ايلك, لماذا تتعب نفسك بتنظيف الحديقة بينما يوجد من يقوم بذلك ؟

    أمعن ايلك النظر بملامح خاله متفحصًا إياه, ثم ابتسم وقد شعر بالأمان وقال

    - لا بأس أنا احب فعل ذلك, لقد كانت مهمتي عندما كنتُ صغيرًا, أنا ماهر فيها

    ابتسم جيمس وهو يرخي عينيه لملابس ايلك المبتلة تمامًا من أثر لعبه في الثلج

    - ليس عليك أن تفعل ذلك الان فذلك خطر عليك, انظر لملابسك إنها مبتلة والجو بارد وقد تلتقط بردًا لا يخرج بسهولة من جسدك

    - انا لا املك شيئًا لأفعله على أي حال, لا بأس فأنا لا امرض بسهوله

    قطب جيمس وهو يتأمله بينما تمر كلماته الغاضبة في ذهنه
    " لقد كنتُ اختنق هنا من الملل, هل تريد مني أن احبس نفسي في هذا المنزل دومًا؟ سوف أموت من كثرة التفكير والملل, لا يمكنك أن تكون لئيمًا هكذا"

    ليس من الغريب أن يشعر فتى بمثل عمره بالملل بينما هو محبوس في المنزل دومًا, لعله غفل عن نقطة مهمه, قد تعرضه العزلة للاكتئاب وهذا ليس جيدًا أبدًا, ربما عليه أن يعيد التفكير بهذا الشأن

    رفع ايلك أحد حاجبيه متعجبًا من نظرته الشاردة نحوه

    - خالي جيمس ؟!

    فاق جيمس من شرود ونظر إليه مبتسما

    - ماذا؟

    - آه لا, لا شيء, لماذا عدتَ من العمل باكرًا ؟

    - لقد جئتُ لأخذ بعض الأوراق وسأعود للعمل مجددًا

    ظهر شيء من الخيبة على وجه ايلك قبل أن يسأله مبتسمًا

    - هل تريد أن أجلبها لك؟ أظن بأني أخرتك بما يكفي

    ابتسم جيمس ممتنًا

    - شكرًا لك ايلك, ستجدها على مكتبي بداخل ملف أسود

    - يمكنك أن تنتظرني في سيارتك

    وانطلق إلى الداخل مسرعًا بينما اختفت الابتسامة عن وجه جيمس ونكس رأسه مقطبًا وهو يستدير عائدًا لسيارته

  12. #951

    attachment

    .
    .

    دخل ايلك إلى مكتبة جيمس واسرع نحو المكتب يتفقد الأشياء فوقه, ابتسم وهو ينتبه إلى الملف المطلوب وسط مجموعة ملفات وسحبه مسرعًا فسقطت بعض الملفات على الأرض, قطب وهو يشتم نفسه وجلس بسرعة ليجمع الاوراق المتناثرة

    تبًا, لقد اختلطت اوراق الملفات ببعضها, سيستغرق ترتيبها وقتًا, من الأفضل أن يأخذ الملف لجيمس ثم يعود لتنظيفها

    حمل الملف الاسود وركض ليعطيه لخاله الذي شكره وذكره بلطف أن يغير ملابسه قبل أن يصيبه البرد ثم انطلق عائدًا للعمل بينما عاد ايلك إلى المكتبة ليرتب تلك الأوراق

    جلس متربعًا على الأرض وبدأ بقراءة عناوين الملفات ليعرف طريقة ترتيبها, ثم وضعها جانبًا وانتقل إلى الأوراق, بدأ يقرأها واحدة واحدة ثم يضع الأوراق التي تحمل نفس الموضوع في ملف واحد
    لفتت انتباهه مجموعة أوراق كانت الوحيدة المكتوبة بخط اليد خلاف البقيه, مد يده إليها ثم بدأ يقرأها بدافع الفضول, لكن الفضول كان يتلاشى شيئًا فشيئًا مع ارتفاع الرعب في عينيه, ما .. ما هذا؟

    كانت مجموعة تلك الأوراق تتحدث عنه .. كانت في البداية معلومات مفصلة عنه .. بداية من المعلومات الأساسية نهاية بتفاصيل لا أهمية لها, كطعامه المفضل, اصدقاءه والأماكن التي زارها, درجاته في المدرسة وحتى اهتماماته
    كل ذلك كان معقولًا مقارنة ببقية المعلومات, لقد كتب جيمس كل الأحداث التي تعرض لها ايلك أثناء خوضه في ذلك العالم المدنس, بل وكتب كل ايماءه وتقطيبه وتمتمة له طيلة فترة نومه هنا قبل أن يعثر عليه ايدين, لقد كان يدرس كل ايماءه له ويفسر كل كلمة قالها أثناء نومه ليحاول أن يصل إلى النقطة التي تهمه, وهي إن كان ايلك سيفيق أم لا

    وضع الأوراق جانبًا وظل لدقائق على نفس حاله دون أن يتحرك, بينما حلت الحيرة على وجهه
    هو لم يتوقع أن جيمس قد يفعل ذلك, ليس إلى هذا الحد على الأقل

    كانت صدمته بحقيقة أن يوجين عرض نفسه للخطر من أجل ان ينقذه تكفي لتجعله يدرك بأن يوجين لا يريده أن يموت, حتى لو قال أنه يفعل ذلك لأجل متعته هو يدرك بأن جزء من الحقيقة يكمن في كون يوجين لا يريد له أن يموت على الأقل, وكان ذلك ما جعله يشعر بالراحة تجاهه, ففكرة أن يوجين انخرط معه في ذلك العالم المدنس وكان معه في كل خطوة خطاها يعني بأنه يفهم مشاعره تجاه واقعه ذاك, فهو خاض تجربته معه, هو هكذا ظن في البدايه

    ولكن .. أن يكون جيمس أيضًا قد وقف معه في كل خطوة وبهذه الدقة ...
    رغم أنه يبدو ذلك النوع من الرجال الغير مهتمين بالتفاصيل, هذه الأوراق مجنونة بالتفاصيل بشكل يرعبه


    خرج من مكتب جيمس وقد ازدحم عقله بالأفكار, هو لا يفهم, لماذا يعرضون انفسهم لذلك الازعاج من أجله, من يستحق كل هذا ! هل هم مهتمين بغرابته؟ هل يجدونه شيء مثير للاهتمام؟
    تنهد بضيق وهو ينثر شعره, كان من الجيد لو أن جدته بخير اليوم, على الأقل لتحدث إليها بشأن ذلك, ربما تساعده في توضيح الأمور, لكن يوجين قد أعلن اليوم بأنها متعبه وأن رؤيتها ممنوعه, كان يستطيع الشعور بعيونه المليئة بالتهديد موجهة نحوه وهو يعلن حاجتها للراحة, سحقًا لم يكن بحاجة ليقول ذلك للجميع فمن غيره سيكون في المنزل معها

    خرج إلى الحديقة مجددًا وألقى نفسه على كومة الثلج التي جمعها وراح يحدق في السماء مفكرًا بعمق, يشعر برغبة شديدة بالتحدث إلى شخص ما, يشعر بأنه سيجن من كثرة تزاحم أفكاره, اخرج هاتفه من جيبه وضغط عدة أرقام, ثم رفعه إلى اذنه وراح يتأمل السماء منتظرًا الإجابة

    - ماذا تريد؟ ألا تدرك بأنني في الجامعة الآن ؟

    - لقد أجبت بسرعة بالنسبة لشخص مشغول عن هاتفه !

    - هل كان علي تجاهل اتصالك ؟

    ضحك ايلك ثم قال

    - هيا يا رجل, إني اسمع ضجيجًا حولك, ليس لديك محاضرة الان صحيح, يمكنك أن تستمع إلي, أفعل ذلك بينما تحتسي فنجانًا قهوة

    - انني اشرب قهوتي بالفعل, ماذا لديك ؟

    تنهد ايلك مقطبًا ثم قال

    - هل تعلم, أنا غالبًا ما كنتُ افهم الاشخاص حولي, اقصد أن انطباعي الأول عنهم غالبًا ما يصح

    - أعلم ذلك

    - ولكنني فجأة قابلتُ عائلة, لقد كان انطباعي الأول عنهم جميعًا خاطئًا, هل تعرف كم كان ذلك مربكًا بالنسبة لي؟

    ظهر الغباء على يوجين, ثم قال معلقًا

    - مشكلتك أنك تعتمد بشكل كبير على حدسك ولذلك تُصدم, عليك أن تنظر حولك وتوازن بين حدسك وحكمك

    - أعلم ذلك ولكن ليس هذا هو المهم, كما تعلم, رغم أن تلك العائلة انقذتني من الموت ولكنني لم أكن أراه شيئًا غريبًا بشكل ضخم, إنما كان لسبب بالتأكيد, ولقد وضعتُ سببًا كما يجب, والدتهم كانت تحب ابنتها, هي ربما كانت تشتاق إليها, ووجود ابن تلك الابنة قريبًا من الأم سيجعلها مرتاحة أليس كذلك؟ لأن الابن سيذكرها بابنتها

    وضع يوجين يده على وجهه متنهدًا, اي نوع من الوصف ذاك

    - حسنًا, لنقل بأنك أصبت, ما الذي يربكك في هذا ؟

    فكر ايلك مقطبًا بينما يتأمل السماء

    - بالتأكيد تلك الأم هي من أمرت بإنقاذي, ولكن الابناء هم من انقذوني, مجرد محاولة بسيطة تكفي, فقط ليجعلوا والدتهم مرتاحة

    - إذن ؟

    - لم يكن الأمر كذلك, كان الأمر ميؤوس منه, لكن الأبناء أيضا كانوا مهتمين, مهتمين نعم, مهتمين بشكل عميق لا يُصدق, بشكل عميق للغاية لدرجة الرعب, أحدهم مجنون وقد عرض نفسه للموت والقى بنفسه في وكر الضباء لينقذني, وقلتُ لنفسي هو يفعل ذلك لأجل متعته بالطبع ولكن يظل ذلك خطرًا, إذن هو فعل ذلك لأجل والدته ولأن جنونه كان يساعده

    ظهر الحنق في وجه يوجين, هل هو يهينه بشكل مكشوف !! .. أكمل ايلك كلامه الفوضوي دون هوادة

    - ولكن يظل ذلك مقبولًا, لقد استطعتُ أن أراه منطقيًا لا ادري كيف ولكنه كان منطقيًا في نظري في البداية, ولكن عندها, كان هناك الأخ الآخر, كان مهتمًا لدرجة مرعبة, يدرس اشياءً معقدة, يدرسها بجد بشكل مضحك, رغم أنه جدي للغاية ولا يعرف المزاح ولكنه درس ذلك بجدية, يدرس أشياء سخيفة بجديه هل تدرك ما أقصده ؟

    - وذلك الاكتشاف جعلك مرتبكًا ؟!

    - لا أعلم, انطباعي الأول عنه كان خاطئًا بشكل مثير للشفقة, لكن ما اكتشفته صدمني للغاية, لو كان يفعل ذلك من أجل والدته كان يستطيع فعلها بشكل أسهل وأقل تعقيدًا, كان يملك أعذارًا مقنعة في حال لم يتمكن من انقاذي, ولكنه لم يفعل, كان يضع ايمانه كله في تلك الدراسة, أي انسان يرى ايمانه ذلك كان ليضحك, لأنه كان يدرس أمرًا ميؤوس منه, لم أكن أعلم ذلك لقد كان مهتمًا من أجل نفسه وليس من أجل والدته

    صمت وهو يفكر مقطبًا .. ثم نطق بصوت مختنق

    - كان ذلك صادمًا لي, نوعًا ما أرعبني, لم يفعلون ذلك؟ أحدهم يترك حياته ويسافر ليبقى قريبًا مني, والآخر يعرض نفسه للخطر دون تردد من أجل أن ينقذني, بينما الأخير يفعل أمورًا غير منطقية وهو المعروف بمنطقه, لقد شعرتُ بالخوف, هل أنا لا أفهم ما يحدث حولي جيدًا؟ هل هناك أمر غفلتُ عنه؟ هل يوجد ما أعطيه بالمقابل؟ ألهذا تم انقاذي؟ لا أحد يفعل ذلك لأجل أحد دون مقابل فلماذا أنا الغريب يفعلون ذلك لأجلي؟ لقد تحدوا ايدين اندرسون وكان يمكن أن يتهموا بالكثير من التهم مع ذلك مضوا في الأمر, هل علي أن أعطي شيئًا بالمقابل؟ أنا لن أعرف مالم تخبروني

    كان صوته يرتجف للغاية بينما هو يفكر تائهًا لا يدري أين يقف الآن, هو لم يعتد على ذلك, كونه لا يفهم يكفي ليهز الرعب أرجاءه, ما الذي غفل عنه بالضبط ؟ ربما هو كان مشغولًا بتعاسته فلم ينتبه لكونه بحاجة لرد الدين, ولكنه لا يملك شيئًا يعطيه, حتى ايدين لا يملكه الان

    - هل أنتَ أحمق ؟

    جاءه صوت يوجين هادئًا فَجَرَه جرًا عنيفًا من ثقب أفكاره السوداء ثم سأله بنفس الصوت الهادئ

    - من قد يفعل ذلك لغريب ؟

    قطب ايلك بعدم فهم

    - ما الذ

    - من قد يفعل ذلك لغريب ؟

    أعاد يوجين سؤاله مؤكدًا, فقال ايلك عاقدًا حاجبيه

    - لا أحد

    - بالضبط, لقد كان ذلك ما توصلتَ إليه منذ البداية, لا أحد يفعل ذلك لغريب, إذن ما الذي تراه مخيفًا؟

    - هل تمزح معي؟ لا أحد يفعل ذلك لغريب رغم ذلك أنتم فعلتم ذلك لي, لا أعرف ما يدور في أذهانـ

    قطع ايلك كلامه وقد اتسعت عيناه بعد أن استوعب, بينما ابتسم يوجين وقال بصوته الهادئ

    - لقد تركت خوفك يعرضك لموقف مخجل, حتى أنك نسيتَ بأنك فهمت الأمر منذ البداية, يالحماقتك

    جلس ايلك ببطء وظل يفكر في كلماته مشدوهًا ثم قال بتردد خشية أن يكون قد أساء الظن

    - أنا لن أعرف مالم تخبرني, لكن .. إن كنتَ تقصد ذلك .. فهل هذا سبب كافي يدفع البشر لتلك التصرفات المجنونه؟

    صمت يوجين مفكرًا, ثم نطق ببساطة

    - هناك الكثير من الاختلافات باختلاف الأشخاص, لكن في حالتنا نحن, فهذا سبب كافي, دمائك سبب كافي

    كانت مشاعر جديدة عليه .. لم يعرف لها أسمًا ولا وصفًا .. كما لو أن روحه قد ازداد ثمنها .. رغم أن ايدين لطالما أبقاها ثمينة .. إلا أنها بدت الآن أغلى ثمنًا .. شعر بضيق في حنجرته فعرف بأنه بدأ يبكي .. وأخذ يمسح دموعه مسرعًا في حين يصغي ليوجين الذي قال بصوت هادئ

    - مع أنني في الواقع لم أكن أكترث بذلك

    - لم تكن تكترث بأبن اختك ؟

    قال ايلك ذلك بصوت باكي, فضحك يوجين بخفوت

    - هذا صحيح, لم أكن أريد أن أرى روز مجددًا, ليس في وجهك حتى, لكن جيرارد أرسل لنا الكثير من المعلومات عنك, بالأحرى تلك كانت مهمته

    صمت للحظات بينما قطب ايلك ينتظره أن يكمل

    - لم أكن أهتم لإنقاذك بنفسي بتاتًا, ولكنني رأيتُ صورتك بالصدفة مع أمي, لقد كانت صدمة لي

    - لم أكن اشبهها ..

    - لقد كنتَ شبه والدك تمامًا

    نبض قلبه وشعر به يتسع بشدة لسبب لم يعرفه .. لا يعرف لماذا .. ولكنه شعر بالإطراء .. هو يشبه والده !

    - لقد شعرتُ بالفضول نحوك, ربما تكون تحمل صوته أيضًا وربما ورثتَ طباعه وأفكاره, ذلك الفضول قادني لأتنصت عليك, ثم قررتُ أن انقذك, ذلك كل شيء

    ضحك ايلك وقال

    - إذن كنتُ لأموت لو كنت أشبهها

    - لم يكن ايدين وجيمس ليتركانك لا تقلق

    تنهد ايلك وهو يعود ليستلقي على ظهره متأملًا السماء مبتسمًا

    - هل تبدد ارتباكك الان ؟

    ضحك ايلك

    - أجل, والفضل يعود لك


    . . . . .

    عاد جميس من العمل باكرًا على غير عادته اليوم, كان ذهنه مشغولًا فلم يتركه قادرًا على العمل بشكل جيد مما اضطره لتأجيل مواعيده والخروج باكرًا
    عندما دخل إلى الصالة وجد أمه هناك فتبسم وهو يقترب منها وينحني ليقبل يدها ثم قال وهو يجلس بجانبها

    - لم أنتِ جالسة هنا لوحدك؟ ظننتك متعبة اليوم !

    ابتسمت أمه برقة وقالت وهي تنظر نحو ايلك الذي دخل لتوه يحمل صينية بيديه

    - وجدتُ نفسي نشيطة حين استيقظت فآثرت الخروج من غرفتي وحين رآني ايلك مستيقظة دعاني لاحتساء القهوة معه

    التفت جميس محدقًا بايلك الذي وضع الصينية على الطاولة وسط الارائك وبدأ بسكب القهوة في الفناجين

    - أأنت من صنعها يا ايلك ؟

    ابتسم إليه المعني وقال وهو يحمل فنجانين ليضع أحدها أمام جدته والأخر أمام خاله

    - أجل, سعيد لأنك خرجتَ باكرًا لتشاركنا

    تناول جيمس فنجانه محدقًا نحو ايلك بتمعن مما أربك الأخير !

    - رغم أني أجد قهوتك لذيذة المذاق ولكن ليس من الجيد أن تقوم بأعمال الخدم هنا, غير أن جراحك لم تشفى بعد

    تنهد ايلك خائبًا وهو يجلس حاملًا فنجانه, أنتبه على أنه تنهد بصوت مسموع لفت أنظار الجالسين معه فقال مرتبكًا

    - لا بأس إن هذه الأعمال لا تتعبني, كما أني أردتُ شرب القهوة التي أعتدت عليها, في المرة المقبلة سأطلب من الخادمة اعدادها

    ضاقت عينا جيمس بنظرة مربكة وهو يحدق به غارقًا في التفكير, أراد ايلك تغيير دفة الحديث فقال مبتسمًا

    - إنها المرة الأولى التي تخرج فيها باكرًا, هل أنتَ بخير خالي جيمس ؟

    التفتت الأم ناحية أبنها وقالت مقطبة

    - إنه محق, رغم أنك تبدو بخير, ما الأمر الذي دعاك لفعلٍ نادرًا ما تفعله ؟!

    أرخى جيمس ظهره على ظهر الأريكة وقال مبتسمًا

    - لا شيء يقلق يا أمي, هل عاد فرانك من الجامعة ؟

    - أجل, وقد نام من فوره, ولكن يوجين لم يعد بعد !

    قال ايلك ذلك مستغربًا فأجابه جيمس وهو يرتشف من قهوته

    - يوجين لديه محاضرة مسائية اليوم, سيعود بعد ساعة

    ثم رفع عينيه لايلك وقال متسائلًا

    - كيف بدا فرانك ؟

    طرف ايلك بعينيه دون فهم ثم قال

    - كما العادة !

    - ما الخطب جيمس ؟

    التفت جميس لوالدته التي قالت ذلك مقطبة وأجابها مبتسمًا

    - ما من خطب يا أمي, لقد أردتُ منه البقاء في المنزل اليوم ولكنه أصر على الذهاب

    فكر ايلك متذكرًا فرانك حين عودته, لقد بدا بخير تمامًا حتى أنه شتم جيمس أثناء صعوده لغرفته بسبب أنه اضطره للتعامل مع سيارات الأجرة طيلة اليوم !

    - لقد بدا بخير تمامًا

    أكد ايلك لجميس ذلك فنظر إليه ذاك الأخير ثم قال مبتسمًا

    - هذا جيد

    من الواضح بأن جيمس يقلق زيادة عن اللزوم, فكر ايلك بذلك وهو يرمقه مقطبًا, ثم ابتسم وهو يتذكر ما قالته له جدته عن تحمل جيمس مسؤولية عائلته منذ صغره

    وضع فنجانه على الطاولة ثم وقف قائلًا

    - سأغير ملابسي, أين ري ؟

    عض ايلك على شفته مترددًا في الإجابة ولكن جدته أنهت الأمر بعد أن قالت مقطبه

    - لم يخرج من غرفته أبدًا, رغم أنه مستيقظ منذ مدة

    قطب جميس متوجسًا

    - سأذهب لأراه

    ثم خرج من الصالة فوضع ايلك فنجانه ووقف فجأة مما فاجئ جدته, ابتسم إليها مرتبكًا ثم قال

    - تذكرت شيئًا

  13. #952

    attachment

    .
    .

    ركض منطلقًا عبر البهو ليخرج من المنزل ثم انعطف ملتفًا حوله نحو الفناء الخلفي, وقف أسفل أحدى الشرف العلوية ثم وضع يديه حول فمه وصاح بصوت أخفضه بقدر ما يستطيع

    - ري .. ري

    عض على شفتيه متوترًا وهو ينظر حوله, لفت نظره ذلك السلم الخشبي المسند إلى الشجرة, ولم يفكر كثيرًا حتى ركض إليه ليسحبه نحو الشرفة واسنده إلى أسفل سياجها بالكاد ثم بدأ يصعده بتهور
    وصل للشرفة أخيرًا وصار يقف على سياجها فاستطاع أن يرى ري أمامه عبر النافذة, كان يقف أمام الباب الذي يطرق محدقًا إليه بخوف وفي يديه يحمل قطة بيضاء لا يفترض بها أن تكون هناك
    تحرك ايلك مسرعًا ليتجاوز السياج ويحط على أرض الشرفة الثلجية بسلام ولكن السلم انزلق وسقط على الأرض بفعل حركته, لم يبدو مهتمًا بالأمر حين تحرك ليطرق زجاج النافذة بخفة ويبتسم لري الذي استدار محدقًا نحوه بفزع
    لكنه ما لبث إلا واسترخت ملامحه وركض بقدميه الصغيرتين نحوه حاملًا تلك القطة بين يديه, فتح الباب الزجاجي فجلس ايلك على ركبته أمامه وقال وهو يمد يديه إليه هامسًا

    - أعطني القطة بسرعة ثم أغلق النافذة والستائر وافتح الباب لوالدك, لن يعلم بأن القطة كانت هنا لا تقلق

    أومأ له ري بعينين عازمتين وأسرع ليدخل مغلقًا النافذة والستائر بإحكام, فابتسم ايلك لذكائه قبل أن يستدير ليقفز من الشرفة هابطًا على أرض الفناء الخلفي والقطة بأمان بين يديه
    ركض بها نحو بوابة المنزل ثم وضعها على الأرض وابتسم حين نظرت إليه ومائت, داعبها بيديه قائلًا

    - يالك من جميلة, لا تقلقي أنت بأمان, لقد توقف الثلج ويمكنك العودة إلى أمك

    مائت له القطة ثم تحركت مبتعدة, ظل يرمقها حتى توارت عن عينيه فوقف واستدار عائدًا إلى الداخل, أغلق الباب بهدوء شديد خلفه ثم استدار ليكمل سيره لكنه أجفل حين وقعت عينيه على فرانك الذي كان يقف مقابله عبر البهو محدقًا نحوه ببرود, أرخى عينيه محدقًا في بنطاله المبتل

    - ما الذي كنت تفعله ؟

    ابتلع ريقه متوترًا ثم رفع عينيه الفزعتين نحو جيمس الذي نزل للتو وتوقف مستغربًا وقوفهما في الردهة

    - ما خطبكما !

    أسرع ايلك قائلًا قبل أن يسبقه فرانك

    - هل وجدت ري ؟

    - أجل, لقد كان يستحم, سوف ينزل بعد أن يجفف شعره

    واو, ذلك الري ليس سهلًا لقد صنع له عذرًا لتأخره في فتح الباب خلال وقت وجيز!
    تابع جميس سيره نحو الصالة فتنفس ايلك مرتاحًا ثم التفت نحو فرانك وإذا به ما يزال يحدق إليه بذات الأعين الباردة

    - لقد بدوتَ معجبًا لاستحمام ري !!

    أجفل ايلك فزعًا, لا مهلًا يجب عليه أن يتلبس الثقة, تذكر موقفًا مشابهًا بينه وبين فرانك فمالت شفتيه بابتسامة عابثة وقال

    - أنتَ مشترك معي في الجريمة, إن تحدثت فسوف يُحكم عليك بالإعدام من قبل الغوريلا !

    ثم تجاوزه صاعدًا نحو الأعلى بثقه, توقف أمام باب غرفة جيمس وطرقه ثم دخل محدقًا بري الذي كان يرتدي حذاءه مستعدًا للنزول, ما إن رآه الأخير حتى أسرع إليه قائلًا بتوتر

    - لم يكتشف بابا الأمر, لقد غسلتُ شعري وأخبرته بأني كنت استحم

    كتم ايلك ضحكته وهو ينحني محتضنًا إياه

    - لقد كنت رائعًا ري

    ثم ابتعد محدقًا لوجهه فإذا بعيونه اللامعة منكوسة بحزن

    - لا أحب أن أكذب على بابا, ولكني أحب القطط وأريد أن ألعب معها

    ابتسم ايلك وهو يمسح على رأس الصغير قائلًا بلطف

    - أنت لم تكذب عليه يا ري فلقد كنتَ تستحم بالفعل, لم تكن أنتَ من قام بالفعل السيء, الستُ أنا من أدخل القطة لهذه الغرفة ومن أخرجها أيضًا ؟

    نظر إليه ري حزينًا

    - هل حقًا لستُ طفلًا سيئًا ؟

    - بكل تأكيد, والآن دعنا ننزل فقد تأخرنا

    أومأ ري مبتسمًا وقد أشرقت عيناه سعادة ثم سار مع ايلك متوجهين نحو الأسفل حيث الصالة الجانبية

    رفع فرانك عينيه لايلك حين دخل مع ري الذي ركض مرتميًا بين يدي والده وهو يهتف عاليًا

    - بابا

    تلقاه جميس ووضعه فوق قدميه مبتسمًا ثم راح يتلمس شعره ليتأكد من جفافه كارهًا أن يصيبه ما أصاب فرانك

    جلس ايلك على الأريكة المقابلة لفرانك وتناول الفنجان الذي مدته له جدته متشكرًا, ثم رفع عينيه نحو فرانك فأجفل فزعًا من نظراته
    منذ متى كان يحدق إليه بجمود هكذا؟ ابتسم له ثم عبس في وجهه فلم تتغير نظرته الباردة مطلقًا, ما الذي يفعله بحق الله؟ لم يحدق به هكذا إنه يرعبه !
    تنهد وهو يأمل أن يحرره من تلك النظرات حين يدخل يوجين, والذي دخل بعد دقيقتين ووقف في مكانه يحدق نحو والدته مقطبًا, اقترب منها وانحنى ليقبل يدها ثم قال وهو يجلس عند قدميها

    - لم خرجتي من غرفتك, كيف تشعرين الآن؟

    ابتسمت إليه وقالت بوقار

    - إنني أشعر بالنشاط يا بني, ألم تخبرني بلسانك بأني سأستيقظ نشيطة بعد أن أرتاح لسويعات؟

    تنهد قلقًا ثم قال

    - ولكني كنتُ أفضل أن تنتظري وصولي لأشرف على خروجك بنفسي

    - لقد كان ايلك يعتني بي جيدًا, قام بنفسه بتقطيع الفواكه لي قبل أن يصنع لي ألذ قهوة

    التفت يوجين نحو ايلك ثم نقل عينيه إلى فنجان القهوة أمام والدته وعاد ينظر إليها وهو يسألها عن يومها ثم يستمع إليها مبتسمًا بينما هو يمسك بيدها متلمسًا ساعدها ليتحسس نبضات قلبها

    - ستكون حسنائي بخير حتى الغد كما أرى

    ردت إليه ابتسامته فوقف متلفتًا حوله ثم جلس بجانب ايلك ونظر رافعًا أحد حاجبيه لفرانك الذي لم يزل يحتسي قهوته محدقًا نحو ايلك دون أن يزحزح عينيه عنه

    - فرانك !

    تنفس ايلك الصعداء حين انحرفت حدقة عيناه نحو يوجين محررة إياه من ذلك الليزر الجليدي

    - أنت لم تنسى وعد اليوم صحيح !

    قطب فرانك وقد بدا أنه نسي بالفعل, لكن ملامح وجهه سرعان ما عادت لبرودها حين قال

    - آه, حسنًا متى قلت ؟

    تنهد يوجين وقد توقع ذلك

    - ألم أخبرك بأننا سنذهب بعد عودتي من الجامعة ؟

    - لقد نمتُ وفقدتُ معلوماتي

    حلت هالة من الغباء على الغرفة أسرع يوجين بتبديدها حين وقف وقال متنهدًا

    - دعنا نذهب فقط

    - إلى أين ذاهبان ؟

    التفت يوجين نحو جيمس الذي سأله ذلك وشيء يدور في ذهنه, حدق إليه للحظات قبل أن يجيب ببطء

    - للتسوق

    أومأ جيمس رأسه وقال مبتسمًا

    - هذا جميل

    والتفت لايلك قائلًا

    - لم لا تذهب معهما يا ايلك؟ لابد وأن الكثير لا يزال ينقصك, إنها فرصة جميلة

    ظل يوجين يرمق جميس بعيون ضيقه, إنه يدبر أمرًا ذلك واضح ! التفت محدقًا نحو ايلك فوجده ينظر نحو جيمس متوترًا قبل أن يلتفت نحوه ويرمقه بنظرة استئذان, فأومأ له قائلًا

    - إن أردت المجيء يمكنك ذلك

    كان من الواضح ليوجين بأن ايلك أيضًا شعر بغاية خفية خلف طلب جيمس, ألم يكن يعارض خروجه وهو الذي لم تشفى جراحه بعد؟ ما الذي تغير !

    ولكن على أي حال
    ها هو ايلك يقف داخل أحد متاجر مركز التسوق أمام رفوف الأحذية ينتقي له حذاءً رياضيًا, تجمد في مكانه حين وصله صوت بارد قربه ينطق ببطء

    - لا يمكنني أن أشاركك في جريمة لا أعرف ما هي كما تعلم !

    نظر إليه ايلك, كان يقف ملتصقًا به ويحدق فيه بعيون جادة لا تليق به, تنهد قائلًا وهو يعود محدقًا برف الأحذية

    - لقد ساعدتُ ري في تهريب قطة إلى المنزل

    - وهل علم جيمس بذلك؟

    التفت الاثنان نحو يوجين الذي قال ذلك مقطبًا وهو يقف بقربهم وأجابه ايلك بقلق

    - لقد اخرجتها من شرفة غرفته قبل أن يدخل إليها ليتفقد ري

    أومأ يوجين وقال وهو يحمل أحد الأحذية ويتأمله مقيمًا

    - على الأقل ري حصل على فرصته في مداعبة القطط

    - أرى أن من الظلم أن يحرم أبنه من شيء يحبه فقط لأنه يكرهه !

    قال ايلك ذلك مقطبًا بانزعاج, فنظر إليه يوجين مفكرًا قبل أن يقول

    - أنتَ محق, لكنك لا تستطيع لوم جيمس أيضًا

    - لماذا ؟

    - جيمس يكره القطط لأنها تذكره بوفاة زوجته

    قطب ايلك قليلًا ثم توجه بجسده نحوه يوجين وقال بجديه

    - أرغب بسماع القصة كامله

    نظر إليه يوجين صامتًا فأردف ايلك عاقدًا حاجبيه

    - أليس من حق جميع أفراد العائلة معرفة القصة !

    ظهرت بسمة عابرة على وجهه قبل أن ينقل عينيه إلى الأمام قائلًا

    - لقد حدث ذلك أثناء سفره مع زوجته إلى الصين للسياحة, انحرفت سيارة ما لتجاوز قطة عبرت الشارع فجأة فأصبحت زوجته هي الضحية بدل القطة, لقد رآها تموت بين يديه غارقة في دمائها

    حل الصمت فالتفت محدقًا لايلك, وابتسم لذلك الوجه المنكوس حزنًا, رفع رأسه إليه وقال بحزن

    - هو لم يتجاوز صدمته بفقدانها بعد أليس كذلك؟ القطط والصين ..

    قال جملته الأخيرة هامسًا

    - يوجين سآخذ هذه

    كان هذا فرانك الذي نطق بعد فترة الصمت الطويلة رافعًا أحد الأحذية من الرف

    - لا بأس

    قالها يوجين مومئًا برأسه فأخذ ايلك يحدق إليهم مستغربًا, لم يأخذ إذن أخيه !

    - هل أنتما معتادان على التسوق معًا دومًا ؟

    نظر إليه فرانك بعيونه الباردة قبل أن يقول وشيء من الانزعاج يحمل صوته

    - نملك ذوقًا مماثلًا, سيكون من السخف أن نلبس أشياء متشابه

    طرف ايلك بعينيه وهو يستوعب كلامه ثم ابتسم ابتسامة كتم بها ضحكته قائلًا

    - إذن تسوقكما معًا ضرورة لتجنب ذلك

    بدا على يوجين المرض وهو يتذكر ذلك اليوم الذي ارتديا فيه هو وفرانك ذات الملابس في الجامعة دون أن ينتبهان, لقد كانت صدمة له حين تقابلا في الكافيتريا ليجدون أنهما مرتديان ذات القميص وذات الحقيبة والحذاء, كان يومًا فضيعًا .!

    - سوف أذهب لأحاسب عن هذه

    قال فرانك ذلك مشيرًا للحذاء فأومأ له يوجين

    - سننتظرك في الخارج

    توجه فرانك ليحاسب بينما خرج يوجين وايلك ووقفا أمام المتجر بانتظاره, تذكر ايلك أمرًا فالتفت ليوجين الذي كان يعبث في هاتفه وسأله بشك

    - هل لاحظت تصرفات جيمس المريبة ؟

    رفع يوجين عينيه عن هاتفه ونظر إليه مفكرًا

    - لقد بدا وكأنه يريد التخلص منك

    حملق به ايلك منزعجًا

    - لم يبدو كذلك لي

    ثم تنهد متعبًا وأردف

    - لقد طلب مني الخروج معكما رغم أنه كان يعارض خروجي دومًا

    - ربما غير رأيه, لقد بدوتَ له ستموت من الفراغ

    تنهد ايلك وهالة من الكآبة تحوم حوله

    - لقد كنت كذلك بالفعل, إنني أحمل هم ما سأفعله بنفسي صباحًا قبل أن أخلد إلى النوم حتى

    نظر إليه يوجين مفكرًا ثم قال

    - ما الذي كنت تفعله في أوقات فراغك قبل أن تعيش في لندن ؟

    فكر ايلك متأملًا في نافورة الماء أمامه ثم قال

    - لقد كنتُ منشغلًا في الاهتمام بالخيول, كانت هناك أوقات لم أكن استطيع فيها الخروج من غرفتي فكنتُ اشغل نفسي بالقراءة, لستُ متأكدًا ولكني لا أتذكر بأني شعرت بالفراغ يومًا لدرجة أن أبدأ بالتفكير في أمور عميقه

    خرج فرانك في هذه اللحظة ورمقهما ببرود وقال

    - أرغب بتناول شيء حلو

    قال ايلك بابتسامة واسعة

    - رأيتُ مقهى يمتدحون الكريب الذي يصنعه قبل قليل, دعونا نذهب إليه

    رمقه فرانك بطرف عينيه قائلًا

    - قل إنك تشتهي قهوته وسنذهب معك لا تقلق

    ضحك ايلك مرتبكًا, ولكنهم في النهاية ذهبوا دون تذمر

  14. #953

    attachment

    .
    .

    كان مقهى صغيرًا كلاسيكيًا يطل على جزء من النافورة الضخمة التي تتوسط المركز, جلس الثلاثة ينتظرون طلبهم حول طاولة دائرية حين رفع يوجين عينيه عن هاتفه وقال محدقًا بفرانك

    - أليست لديك مباراة اليوم ؟

    نظر إليه المعني وأجابه ببرود

    - بلا, لكن الوقت والمكان لم يحدد بعد

    - مباراة ماذا ؟

    سألهم ايلك بفضول, ونظر إليه فرانك ببرود بينما تكفل يوجين بالإجابة

    - إنها لعبة البقاء

    - البقاء !

    قال ايلك ذلك مستنكرًا فنظر إليه يوجين من فوق هاتفه وشرح له

    - إنها لعبة حربيه يتنافس فيها فريقين مسلحين ويفوز الفريق الذي يبقى على قيد الحياة في النهايه

    التمعت عيون ايلك حماسًا

    - أووه تبدو لعبة مسلية

    وضع يوجين هاتفه على الطاولة وقال مفكرًا

    - رغم أنني لستُ أدمنها كفرانك ولكنها واقعية تمامًا, لا يمكنني إنكار الخوف الذي أشعر به حين يقنصني أحدهم

    ضحك ايلك وهو يتخيل الأمر بينما تابع يوجين مبتسمًا

    - فرانك ماهر في القنص, وهو أيضًا يجيد التخفي والتحرك بحرية دون أن يشعر به أحد, لقد كان يمارسها منذ صغره

    نظر ايلك متعجبًا نحو فرانك الذي كان يرمقه ببرود, ألهذا يصعب عليه سماع خطواته !

    - لهذا أنت تجيد التسلل, بدوتَ لي في البداية مجرد جسد هزيل لا طاقة فيه لكنني صدمت بمرونة جسدك

    قال ذلك مبتسمًا لفرانك الذي أجابه ببرود

    - بالحديث عن الجسد, هل قدمك بخير ؟

    توتر ايلك وحرك قدمه إلى الخلف دون شعور, ثم التفت نحو يوجين الذي نطق بملل محدقًا بالنادل الذي كان يضع الأطباق فوق الطاولة

    - كان من الأفضل أن تتركه حتى ينهار ويعترف بنفسه ليحفظ الدرس !

    ابتسم وهو يبتلع ريقه بتوتر, كيف لهم أن ينتبهوا له وقد كان حريصًا على السير بشكل سليم !! أجفل حين رفع يوجين عينيه إليه قائلًا

    - لماذا تقفز من الشرفة وأنتَ تدرك بأن قدمك لم تشفى بشكل كلي بعد !

    - ربما أدمن الإصابات

    قال فرانك ذلك وهو يلتهم قطعة من الكريب فتنهد ايلك مستسلمًا

    - لقد كنتُ في عجلة من أمري فعلتُ ذلك دون شعور !

    رفع فرانك عينيه إليه وقال وبسمة خبيثة تظهر بين تقاسيم وجهه الباردة

    - ما رأيك لو علم جيمس بذلك

    - لا أرجوك, سيجبرني على استخدام الكرسي مجددًا

    كان الفزع واضح في وجهه ما جعل فرانك يضحك من أنفه ساخرًا فانفجرت شياطين ايلك

    - لا تضحك من أنفك أيها الأحمق لقد فعلت ذلك دون شعور, كان الوقت متأخرًا حين استوعبت ما فعله جسدي !

    رشف من قهوته وهو يحاول اطفاء غضبه ثم رفع عينيه نحو يوجين الذي قال وهو يكتب شيئًا ما في هاتفه

    - تحمل مسؤولية أخطائك وأذهب مع فرانك للمستشفى بعد شرب القهوة

    نظر إليه ايلك قائلًا بعبوس

    - ماذا عنك !

    - لدي عمل ما علي إنجازه

    - هل سمحت لك الغوريلا بتركه معي وحدنا ؟

    سأله فرانك محدقًا إليه فرفع يوجين عينيه إليه وقال مقطبًا

    - فقط تظاهر بأني معكما لو أتصل بايلك, لا تذهبا للطبيب جورج فهو سيخبر الغوريلا فورًا وإياكما والعودة من دوني, سوف أتصل بكم فور انتهائي


    صمت فرانك للحظة ثم أومأ ببطء, وهي لحظات فقط حتى غادر يوجين, تتبع ايلك صوته مقطبًا ثم نظر نحو فرانك وسأله بفضول

    - ما هو هذا العمل المهم الذي طرأ عليه فجأة ؟

    بدا البرود أعمق في فرانك بينما يلتهم قطعة من الكريب ويفكر, ثم أخرى ويفكر, وانتهى بأن رشف من قهوته ثم نظر نحو ايلك قائلًا ببرود

    - لقد بدأ عقلي يؤلمني والحق عليك, لا تسألني عن هذا فأنا أشك بأنه عمل بالفعل

    طرف ايلك بعينيه ثم قال باهتمام واضح

    - إن لم يكن عمل فماذا عساه أن يكون !

    نظر إليه فرانك بصمت, قطب قليلًا ثم قال ببطء

    - إنه يُظهر انفعال مبالغ فيه حين يطرأ ذلك العمل عليه

    اتسعت عيون ايلك ثم أومأ مسرعًا وهو يقول

    - أجل لقد تسارعت نبضات قلبه لثواني رغم أنها كانت منتظمة

    بقي فرانك يرمقه للحظة مما أربكه, ابتسم بارتباك وقال

    - ماذا ؟

    - هذا .. مثير للاهتمام !

    اتسعت عيون ايلك وقال

    - هذا نادر, هل أثار ذلك اهتمامك !

    أومأ فرانك ببطء ثم أظلمت عينيه قائلًا وهالة من الشر تحوم حوله

    - قد نتمكن من كشف سره إن تعاونا !

    شعر ايلك بالبرد فجأة وقال مرتبكًا

    - هل يمكنك أن تخفف من الضغط في الجو لو سمحت؟

    نظر إليه فرانك ببرود ثم قال

    - لكن الأمر لن يكون سهلًا, يوجين حذر جدًا

    تقدم ايلك واضعًا ذراعيه على الطاولة وقال بحماس

    - بل إن الأمر في غاية السهولة, لو أننا لحقنا به فور خروجه لتمكنا من معرفة سره

    - لكن يوجين يدرك بأمر سمعك كما تعلم !

    - لن يتوقع منا أن نلحق به

    قال ايلك ذلك بحماس شديد فظل فرانك يرمق عينيه اللامعتين ببرود ثم مال بجسده مقتربًا من ايلك وقال هامسًا

    - سوف ننصب له كمينًا

    بدا الاهتمام الشديد في عيني ايلك وهو يومئ برأسه

    - وكيف نفعل ذلك ؟

    - سوف نطلب منه أن يرافقنا يومًا بطوله, وفور أن يطرأ عليه العمل سنتظاهر بتوديعه ثم سنلحق به

    تحرك ايلك بحماس شديد فاصطدمت قدمه في قدم الكرسي وقبض الألم وجهه, تراجع فرانك وهو يرمقه ببرود ثم قال بعد صمت

    - قبل ذلك, يجدر بك أن تجد حلًا لقدمك

    تنهد ايلك مستسلمًا ثم وقفًا بعد أن دفع فرانك الفاتورة وخرجا ليستقلا سيارة أجره نحو المستشفى

    . . . . . .


    كان الان يمدد قدمه فوق السرير الأبيض, يحدق لها والانزعاج في عينيه, تمتم منزعجًا حين غادر الطبيب بعد أن أنهى عمله

    - حتى متى سأبقى بهذا الجسد السقيم

    - لو أنك كنت حريصًا عليه لما زلت بهذه الحال حتى الآن

    رفع عينيه لفرانك الذي قال ذلك وهو يتأمل ببرود تلك الغرفة المليئة بالأسرة والمرضى, نزل عن السرير ثم ارتدى حذاءه وقال

    - هيا بنا

    وما إن أستعدل قائمًا حتى شهق بفزع, نظر إليه فرانك ببرود وقال بعد أن أطال النظر

    - ما خطبك وكأنك تسمع صوت ملك الموت !

    تقدم ايلك ببطء ثم وضع يديه على كتفي فرانك وراح يهزه قائلًا برعب

    - إنها الغوريلا, لقد نزل من السيارة, سوف يدخل المستشفى

    شحب وجه فرانك رغم بروده

    - تبًا لك, دعنا نخرج من هنا

    ابتلع ايلك ريقه وبدا المرض عليه, فرمقه فرانك بهدوء ثم قال

    - ما الخطب ؟

    - لـ لن نستطيع الخروج دون أن نقابله, لقد قابل المريض الذي أراد زيارته عند البوابة ولن يبرح مكانه لمده

    قال ذلك وهو يضحك يائسًا فنكس فرانك عينيه وبدا عليه التفكير ثم رفع عينيه نحو ايلك وقال

    - اتبعني

    لحق به ايلك من دون أن يهمس ببنت شفه, كان فرانك يسير في طريقه بكل برود وكأن حياته ليست مهددة من قبل غوريلا
    حين أقبلا على البوابة كان جيمس هناك وكان يقابلهم تمامًا, بل وها هي عينيه تقابل عيني ايلك, أجفل ذاك الأخير حين ظهرت عقدة بين حاجبي جيمس وهو ينقل عينيه بينه وبين فرانك
    التفت ليعتذر من صاحبه قليلًا ثم دنى منهم وقال وهو يتوقف أمامهم

    - لم أنتما هنا ؟ هل أنتما بخير ؟

    كان فرانك يرمقه ببرود دون أن يجيب فنظر جيمس نحو ايلك يتفحص جسده, ولحسن الحظ كان ايلك يرتدي حذاءً طويل الرقبة أخفى دليل ادانتهم !!

    - لقد كنتُ أزور صديقي !

    تنفس ايلك الصعداء حين انصرفت عينا جيمس نحو فرانك الذي قال ذلك بكل هدوء

    - صديقك ؟

    - جوليان, هل نسيت !

    قطب جيمس

    - جوليان ؟ هل تعرض لإصابة ما ؟

    - لا, لكنه مضطر لمرافقة والدته خلال فحصها الدوري الذي سيستغرق عدة أيام فجئتُ لأعطيه بعض الأمور التي طلبها مني

    أومأ جيمس وقد غرق في تفكيره ثم قال

    - وكيف كان فحص والدته ؟

    - لا شيء جديد, لكنهم أبقوها للاحتياط فقط

    - ذلك الفتى كم هو قوي, كان الله في عونه وعون والدته

    كان ايلك ينقل عينيه بين هذا الأثنان دون أن يعيي شيئًا, لكن ما تمكن من فهمه بشكل واضح هو أن فرانك استطاع أن يبعد جيمس عن فكرة أنه أصيب وهذا جيد

    - هل انتهيتم من التسوق, أين يوجين ؟

    بقي فرانك يرمقه ببرود دون أن يجيب فقطب جيمس ثم نظر نحو ايلك الذي ابتسم له فورًا وقال

    - لم ننهي التسوق بعد, أراد فرانك رؤية صديقه أولًا فلم يشأ يوجين مرافقتنا وهو ينتظرنا الآن في المقهى

    ثم نظر نحو ساعته ليكمل حبكته مردفًا

    - لقد تأخرنا بالفعل, قال بأنه سيأتي إن تأخرنا خمس دقائق

    أومأ جيمس متفهمًا ثم ابتسم إليه وقال

    - استمتعوا إذن, أراكما لاحقًا

    ثم غادر عائدًا لصديقه فتنفس ايلك الصعداء والتفت محدقًا نحو فرانك قائلًا بغضب

    - كيف لك أن تتحول إلى تمثال في وقت حرج كهذا ؟ كان ذلك وشيكًا

    أكمل فرانك سيره وهو يقول

    - نسيتُ أن أجهز كذبة اختفاء يوجين, لكنك قمتَ بعمل جيد !

    - يبدو أن من عادتك أن تتحول لتمثال صامت حين تقع في ورطه


    نظر فرانك نحوه ببرود وأطال النظر, ثم نقل عينيه محدقًا في طريقه وقال

    - جيمس لا يعرف هذا عني لذا أستطيع الخروج من المشكلة بشكل ما

    دفع ايلك الفاتورة ثم عاد مسرعًا نحو فرانك الذي ينتظره خارج المستشفى وتابعا السير بينما يسأله ايلك

    - ما قصة صديقك .. جوليان أظن !

    - إنها حقيقيه, لكن الواقع هو أني زرته قبل الأمس وليس اليوم

    همهم ايلك مفكرًا ثم أخرج هاتفه من جيبه وراح يكتب رسالة ما وهو يقول

    - يجدر بي أن أشتري شيئًا أدخل به أمام جيمس لتكتمل الكذبة

    وفي لحظة لم يستوعبها شعر بسائل بارد ينسكب على كتفه فشهق مفزوعًا وهو يتراجع محدقًا برجل أمامه كان يحمل كوب في يده ونصف السائل قد انسكب على قميصه
    نظر نحوه بنظره مرعبه وقال وهو يتقدم نحوه بغضب

    - أنت أيها الصبي الأهوج, كان خطأك حين تسير منشغلًا في هاتفك دون أن تنتبه إلى طريقك, هل تدرك كم يبلغ سعر قميصي هذا ؟ يجدر بك أن تعوضني

    ظل ايلك يرمقه متعجبًا وسرعان ما حل السكون على عينيه حين أدرك مبتغى هذا الرجل .. لقد كان يستمع لوتيرة وقع الأقدام حوله كما يجب, هذا الرجل هو من تحرك بشكل متعمد ليصطدم به

    - لقد كنتُ أسير في طريق واضح, أنت من تعمد الاصطدام بي

    قال ذلك محدقًا به ببرود فزجر ذلك الرجل وهو يقبض على مقدمة قميصه ويجره نحوه حتى التصق به متمتمًا

    - أطفال هذه الأيام لا يعرفون شيئًا عن الأدب, هيا استدعي والدك إلى هنا ودعني أتصرف معه

    صر ايلك على أسنانه بغضب, تبًا العديد من المارة وقفوا يراقبون الموقف دون أن يفعلوا شيئًا مفيدًا

    - فـ فرانك !

    تبًا إنه بالكاد يتنفس, سوف يختنق ولكن أين فرانك ؟ حاول أن يلتفت مبعدًا يد ذلك الرجل بيديه ففوجئ بفرانك يقف خلفه دون أن يحرك ساكنًا, كان ينكس رأسه فلم تكن ملامحه واضحه
    لم لا يتحرك ويفعل شيئًا !!

    في حفظ الباري embarrassed

  15. #954

  16. #955
    واخيرا البارت e32d
    حولتي يومي ليوم جميل e106
    e32c

    || وازدادت الروح ثمنًا ||
    ما عندي شي اقوله ع العنوان بس عجبني e413e32a

    { لا أملك سببًا لاتصالي, فقط أردتُ أن أكلمك }
    لطيف e412e412em_1f496em_1f496

    { أنا لا اعرف ايدين, ولكنك تعرفه, تعرفه جيدًا وأنا أعلم ذلك, كنتَ قد كتبتَ في ذلك الدفتر شيئًا حيرني عن ايدين, بأنك وحتى لو أمرك بأن تقفز لوسط النار لقفزت, ذلك لأنك لو قفزت فتلك النار لن تحرقك, لأن ايدين لم يكن ليأمرك بالقفز إلى نار قد تؤذيك }
    كلامه مؤثرem_1f629em_1f495

    { هل تريد أن تتمرد على أوامر ايدين ؟
    قطب ايلك وقال بضيق
    - ماذا ؟
    - اعطني الإشارة فقط ولن أدع شيئًا يقف في طريقي }
    حبيت دعمه e106e412e412em_1f496em_1f496
    { اريد أن أعرف الفرق بين العائلة وايدين }
    جملته مؤلمة نوعا ما e407e023

    { بدا الضيق على الجميع, لكن مادلين رفعت رأسها وقالت عازمة
    - من يكترث, سوف نبقي على المهلة التي قررناها, دعونا نفكر بشكل أناني, إن قتلنا الشوق سنذهب لرؤيته, من يكترث لأوامر ايدين }
    احب جماعة هالمتمردين لما يتفقوا عشان يخالفوا e402e412e412e412e412e022e022e329

    { ايلك قد ازاح كل الثلج المتراكم في الفناء عن الطريق والقى بالمجرفة بعيدًا ثم ركض ضاحكًا ليقفز على كومة الثلج التي جمعها على جوانب الحديقة, كانت السعادة بادية عليه وهو يقف مبتعدًا ويحدق في الأثر الذي تركه على الثلج ثم يغرق في الضحك }
    المسكين احسه انهبل من كثر القعدة بالبيت e412e412e412e023

    { استدار ايلك محدقًا به وقد ظهرت بسمة خبيثة على وجهه
    قطب جيمس مستغربًا بسمته, واتسعت عيناه حين انتبه لكرة الثلج التي كانت بيده, والتي اصبحت الان تطير في الهواء بعد أن قذفها ايلك نحوه لترتطم بجبينه فترتفع ضحكات ايلك من جديد
    تصلب جيمس في مكانه بينما أجفل البستاني محدقًا إليه برعب وكأنه ينظر لموته, حرك جيمس يده ببطء ليبعد بقايا الثلج عن اكتافه بثبات, ثم نظر لايلك الذي توقف عن الضحك أخيرًا وتنهد بينما يرفع عينيه إليه
    انتبه أخيرًا إلى نظرات جيمس الجامدة فأجفل وهو يتذكر من يكون ذلك الشخص الذي قذفه بالثلج للتو
    اقترب بسرعة وهو يفكر برعب, لقد عبث مع الغوريلا للتو, هل ستكون نهايته ؟ }
    اختار الشخص الخطأ ليلعب معه e412e412e412e023e115e115

    { ولكنني فجأة قابلتُ عائلة, لقد كان انطباعي الأول عنهم جميعًا خاطئًا, هل تعرف كم كان ذلك مربكًا بالنسبة لي؟ }
    الي يضحك بالسالفة انه الي يكلمه عنهم هو يوجين نفسه e412e412

    { أحدهم يترك حياته ويسافر ليبقى قريبًا مني, والآخر يعرض نفسه للخطر دون تردد من أجل أن ينقذني, بينما الأخير يفعل أمورًا غير منطقية وهو المعروف بمنطقه }
    اخوة عجيبين e412e412e412e329

    { أجفل ايلك فزعًا, لا مهلًا يجب عليه أن يتلبس الثقة, تذكر موقفًا مشابهًا بينه وبين فرانك فمالت شفتيه بابتسامة عابثة وقال
    - أنتَ مشترك معي في الجريمة, إن تحدثت فسوف يُحكم عليك بالإعدام من قبل الغوريلا ! }
    استغل الوضع تمام ليردها له e412 e41fe412e41f

    { ردت إليه ابتسامته فوقف متلفتًا حوله ثم جلس بجانب ايلك ونظر رافعًا أحد حاجبيه لفرانك الذي لم يزل يحتسي قهوته محدقًا نحو ايلك دون أن يزحزح عينيه عنه }
    فرانك فيه عرق نذالة شرير شكله بستقعد لايلك المسكين e412e412e412e420e023

    { لقد نمتُ وفقدتُ معلوماتي }
    فورمات على غفلة e412e412

    { تجمد في مكانه حين وصله صوت بارد قربه ينطق ببطء
    - لا يمكنني أن أشاركك في جريمة لا أعرف ما هي كما تعلم !
    نظر إليه ايلك, كان يقف ملتصقًا به ويحدق فيه بعيون جادة لا تليق به }
    احسه ناوي يستغل الموقف ويقلبه عليه ما ينحزره شي هالفرانك e412

    { بدا على يوجين المرض وهو يتذكر ذلك اليوم الذي ارتديا فيه هو وفرانك ذات الملابس في الجامعة دون أن ينتبهان, لقد كانت صدمة له حين تقابلا في الكافيتريا ليجدون أنهما مرتديان ذات القميص وذات الحقيبة والحذاء, كان يومًا فضيعًا .! }
    اتخيل وجيههم يومها e412e412e412e412e32a

    { أومأ فرانك ببطء ثم أظلمت عينيه قائلًا وهالة من الشر تحوم حوله
    - قد نتمكن من كشف سره إن تعاونا ! }
    متحمسة لهالتعاون ايش بطلع منه e402e402e420e32e

    { وما إن أستعدل قائمًا حتى شهق بفزع, نظر إليه فرانك ببرود وقال بعد أن أطال النظر
    - ما خطبك وكأنك تسمع صوت ملك الموت !
    تقدم ايلك ببطء ثم وضع يديه على كتفي فرانك وراح يهزه قائلًا برعب
    - إنها الغوريلا, لقد نزل من السيارة, سوف يدخل المستشفى
    شحب وجه فرانك رغم بروده
    - تبًا لك, دعنا نخرج من هنا }
    ردات فعلهم الرهيبة كل ما انذكر جيمس بتقتلني e41fe41fe412e412e412

    { حاول أن يلتفت مبعدًا يد ذلك الرجل بيديه ففوجئ بفرانك يقف خلفه دون أن يحرك ساكنًا, كان ينكس رأسه فلم تكن ملامحه واضحه
    لم لا يتحرك ويفعل شيئًا !! }
    اتوقع فرانك قاعد يتحضر للهجمة القاضية ما اظنه بقعد يتفرج عليهم وبس em_1f63ce00dem_1f4a5
    وفي الختام ،،
    البارتات الاخيرة صايرة ممتعة بعد ما بدا ايلك يتأقلم ع جوهم مع الوقت e030
    إجتماع الاصدقاء وتخطيطهم لشن تمرد على ايدين واوامره حبيته انتظر هاللحظة الي بدرعموا فيها ع بيت ايلك بلا مقدمات ضاربين اوامر ايدين واداب الزيارة عرض الحائط مستسلمين لشوقهم لصديقهم على احر من الجمر em_1f606e412e00d
    فرانك ويوجين هالاخين مختلفين وبنفس الوقت متشابهين من نواحي كثيرة مع انه يوجين كان المفضل عندي لكن غرابة اطوار فرانك خلته يحتل المركز الاول بجدارة e106 جديا استمتع بمقاطعه كل شوي شكل e412e022
    يوجين حاولت اخمن واحط توقعات لايش ممكن بكون سره الي محد يعرف عنه شي حتى فرانك نفسه وهو توأمه ، يمكن يكون متورط مع ناس مو كويسين او له صديق في مشكلة او بسبب تجربته للعقار صار عنده اثار جانبية او ما شابه او الاحتمال الاخير وهو انه على علاقة بالطرف الرابع الي بدخلوا الأحداث ومن بينهم غالبا كلير وعازف الكمان والاثنين الي هاجموا ايلك مرة em_1f617em_1f617
    جيمس لطيف اهتمامه بالجميع em_1f495em_1f31d قصته حزينة كيف ماتت زوجته بين ايديه بس استغربت ليش يوجين وفرانك مختارين الصين بالذات عشان يطلقوا هالاسم ع مخبأهم مع انهم يعرفوا عقدة اخوهم من الصين بعد الي صار معه em_1f610em_1f610e201e023
    هالبارت افتقدت فيه لجيرارد ما شفناه e403e412e201

    بإنتظار القادم e32a

  17. #956
    يا سمايلي
    البارد رااااااااااااائع رجاااااااء نريييييد بارت اخر في اقرب وقت ارجوووووووك

  18. #957

    attachment

    (63)

    || عزيز عليه ||

    .
    .

    رغم أنه لم يكن يريد أن يجلب المشاكل لجيمس ولكن لا خيار, رفع قبضته ناويًا تسديد لكمة قوية في وجه هذا المتعجرف ولكن ..

    - أكل شيء على ما يرام ؟

    رفع ايلك عينيه نحو المتحدث ورآه واقفًا على مقربة منهم, كانت هناك بسمة واثقة تعلو ملامح وجهه إضافة لعينين جريئتين بانت من خلف زجاج نظارته الشمسية

    - هذا الطفل الوقح ظل يسير محدقًا بهاتفه مما جعله يصطدم بي مفسدًا قميصي الغالي

    قالها المتعجرف دون أن يفلت ايلك رغم أن نبرة عدم الثقة بانت في صوته, وسرعان ما بدأ التوتر يظهر عليه حين أخذ محدثه يرمقه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه بنظرة مقيمة أنهاها بأن لوى فمه في ابتسامة ساخرة وقال

    - هل تقصد بكلامك هذا القميص الذي لا يكاد ثمنه يعادل كوب القهوة الذي تحمله ؟

    أفلت المتعجرف قميص ايلك من فوره وتوجه بجسده نحو محدثه قائلًا بتوتر

    - مـ ماذا قلت ؟

    ابتسم المعني بتملق ثم رفع هاتفه وقال متسائلًا

    - هل علي الاستعانة بالشرطة !

    أرتد المتعجرف على عقبيه فورًا وغادر وهو يلقي بالشتائم, وراقب ايلك ابتعاده بينما هو يرتب هندامه مزفرًا ببطء, لحسن الحظ لم يضطره الموقف لاستخدام العنف, رفع عينيه لصاحب الفضل في ذلك وقال له مبتسمًا

    - أعتقد بأني سبق ورأيتك في مكان ما !

    وحين ابتسم إليه المعني أردف متسائلًا

    - أنت العازف صاحب الكمان أليس كذلك ؟

    ضحك الرجل بشقاوة وقال وهو يغمز بعينه

    - هذا صحيح, هل راقت لك تلك المقطوعة ؟

    ارتبك ايلك بشكل واضح ما جعل محدثه يضحك قبل أن يقول مربتًا على رأسه

    - رغم أني أعرف أنك لم تكن تستطيع سماع شيء, أغفر لي فقط كنتُ أعبث معك

    نظر إليه ايلك مقطبًا

    - كيف عرفت ذلك ؟

    أبتسم قائلًا بأسف

    - كنتُ أتظاهر بالعزف ذلك اليوم والواقع أنني لم أكن أعزف شيئًا !

    وحين ظهرت الصدمة في عيون ايلك أضاف مفسرًا

    - لقد كان ذلك معروفًا طلبه مني جيرارد ليتأكد من صحة شكوكه

    - شكوكه !!

    كان وجه ايلك يسأله عن مزيد من التفاصيل فأخذ يتأمله لحظة قبل أن يبتسم بلطف شديد ويقول

    - في الواقع لقد كان جيرارد يسير خلفك ذلك اليوم قبل أن تهجم على صديقك ذاك .. لقد كان يناديك قبل ذلك ولم تسمعه رغم قربه الشديد منك لهذا أراد أن يتأكد

    بالتفكير بذلك .. لقد كانت هناك صورة على مكتبه

    - لقد كنتَ في الصورة على مكتبه !

    قالها ايلك متذكرًا فلم تتغير بسمة المعني وهو يمد يده نحوه معرفًا بنفسه

    - اسمي وليام كندي, سعدتُ بلقائك ايلك

    صافحه ايلك متوترًا, رغم أنه يبدو رجلًا خبيثًا يخفي مكره خلف ابتسامته المتملقة إلا أنه ليس خطيرًا بالتأكيد .. فهو صديق جيرارد بعد كل شيء !

    ودعه السيد وليام قائلًا بأنه كان في عجلة من أمره ولكنه توقف في طريقه حين رآه وقد ميزه وأدرك بأنه في مشكله!

    ظل ايلك واقفًا في مكانه يتبع أثر وليام بينما يفكر بعمق إلى حين تذكر فرانك واستدار باحثًا عنه, قطب حين لم يجده هناك وتحرك ليتلفت حوله مناديًا

    - فرانك أين ذهبت ؟

    - إن كنت تقصد الرجل الذي كان بصحبتك فقد ذهب من هنا

    نظر لتلك الفتاة التي قالت ذلك متوترة, لقد كانت واحدة من المتفرجين الصامتين, الأرجح بأنها تشعر بالذنب لمراقبتها الموقف دون أن تفعل شيئًا, أبتسم إليها فردت ابتسامته ثم تحرك مسرعًا حيث أشارت
    كان زقاق مظلم بجانب أحد المحلات التجارية, وكان فرانك هناك يجلس على الأرض مستندًا على الحائط وينكس رأسه وقد وضع كلتا يديه على عنقه, دنى منه ايلك ثم جلس القرفصاء بجواره قائلًا بانزعاج

    - كيف لك أن تتركني أواجه ذلك الرجل لوحدي؟ لقد ناديتك ألم تسمعني ؟

    - لـ لحسن الحظ رآك وليام

    كانت أنفاسه سريعة حين تمتم بتلك الكلمات, قطب ايلك وهو يلاحظ شدة تعرقه, وضع يده على رأسه الأسود وأدراه نحوه قائلًا بقلق

    - ما خطبك, هل عادت لك الحمى؟

    نظر إليه فرانك بوجه شاحب ثم أبعد يده عن رأسه وقال وهو يقف منزعجًا

    - تبًا لهذا اليوم, فقط اتصل بيوجين ودعنا نعود إلى المنزل

    رغم أن ايلك ذكره بأن عليهم العودة لشراء شيء ما لكن فرانك لم يلقي للأمر بال, وهكذا قابلا يوجين قبل أن يدخلوا إلى المنزل مع غروب الشمس
    بالنسبة لفرانك فقد صعد من فوره بينما توقف ايلك مع يوجين في ردهة المنزل ليخبره عن الكذبة التي أخبروها جيمس

    - لكن فرانك رفض أن نعود إلى مركز التسوق وقال بأنه يريد العودة للمنزل

    - لا بأس, لقد مللنا لذلك قررنا تأجيل التسوق, ليس الأمر بالشيء الكبير, لكن لم تخبرني ما خطب هذه البقعة على كتفك ؟

    عبس ايلك وهو يجيبه متقدمًا نحو السلم

    - لقد اصطدم بي متعجرف وسكب قهوته على قميصي

    تغير وجه يوجين وشحب وهو يلاحق ايلك بعينيه, لكن ذلك الأخير لم يكن قد انتبه إليه حين تابع صعوده نحو غرفته, استحم وغير ملابسه ثم خرج من غرفته فقابل فرانك الذي كان قد خرج من غرفته للتو هو الآخر وكان قد غير ملابسه

    - هل ستذهب لتلعب لعبة البقاء ؟

    رمقه فرانك بحدة ثم قال وهو يكمل سيره

    - لن أذهب

    رفع ايلك حاجبه مستنكرًا من حدة جوابه ثم لحق به وهو يسأله

    - لماذا ؟

    - لستُ في مزاج لذلك !

    فجأة ظهر السرور على وجه ايلك حين قال

    - يبدو وأن هناك ضيف !

    لم يلقي فرانك إليه بالًا وأكمل سيره بشرود دون أن يجيب, وحين دخلا إلى الصالة ارتعش فرانك وهو يسمع ذلك الصوت المتملق ينطق

    - مضى وقت طويل ري, لقد أصبحتَ أكثر جمالًا

    استدار ببطء وفي نيته أن يهرب, قبل أن ينطلق ذلك الصوت الموسيقي

    - أوه فرانك عزيزي, ألن تلقي التحية ؟

    تعجب ايلك وهو يراقب فرانك الذي بدا وكأنه قطة تشعر بالخطر, حتى أن شعره أنتثر وأصابع يده تشنجت وهو يستدير مجددًا ليرمق ذلك المتملق ببرود حذر

    - مـ مضى وقت طويل ... وليام !

    كان الجميع هنا في الصالة, السيدة ميشيل وبجانبها يجلس يوجين يقابله جيمس على الأريكة المنفردة وفي الأريكة الأخرى جيرارد وري الذي كان يجلس بجانبه وليام ! والذي ابتسم بعذوبة وهو يجيب فرانك بصوته الموسيقي قائلًا

    - حقًا ؟ رغم أنني شعرتُ بأني رأيتك اليوم !

    ازداد انتثار شعر فرانك وازدادت تشنجات أصابعه, كان جيمس يرمق فرانك من فوق فنجانه بنظرة غريبة استطاع ايلك لمحها ! قال وهو يرتشف من فنجانه مغمض عينيه بوقار

    - لم لا تجلسان !

    تحرك الأثنان ليجلسا معًا على ذات الأريكة التي تقابل جيرارد ووليام, وكان ذاك الأخير لا ينفك يبتسم لفرانك ابتسامته العذبة المليئة باللطف, بينما فرانك يرمقه متيقظًا ولم ينفك يطبق على شفتيه منذ دخل

    - كيف كان يومكم ؟

    قال جيرارد ذلك محاولًا تغير الجو المتوتر فابتسم إليه ايلك مرتبكًا وقد شعر بالضغط الغريب في الجو وهالة من الكره تنبعث من فرانك بينما تقابلها هالة مليئة بالورود من وليام !!

    - لقد .. كان في غاية المتعة !

    ثم حل الصمت .. نظر ايلك نحو يوجين نظرة متسائلة ففهم الآخر مقصده وأشار إليه بأن يتصرف وكأن هذان الأثنان لا وجود لهما !

    ابتسم ايلك متكلفًا وقال يحدق بجيمس

    - خالي ما الذي كنت تفعله اليوم في المستشفى ؟!

    رمقه جيمس بصمت , لقد كان سؤالًا غبيًا , فجيمس بالتأكيد يدرك بأن ايلك استطاع سماع محادثته مع صديقه المريض ذاك ويعرف القصة بشكل كلي , ولكنه جاراه في سؤاله الذي أدرك من خلاله مقدار توتر ايلك الذي لم يعتاد على هذا الجو بعد !

    - كنتُ أزور أحد الأصدقاء !

    - أوه كم هذا جميل , كانت الزهور التي تحملها في غاية الجمال , ماذا عنكَ خالي جيرارد , كيف كان يومك ؟

    كان يوجين يريد أن يضحك ولكنه يفعل ما في وسعه كي لا يفعل , بينما كانت جدته ترمقه بحب وهي تلاحظ عمله الجاد في محاولة تبديد الجو المربك , بينما جيرارد قد ابتسم إليه وقال

    - كان متعبًا لكن الأمور مضت على خير

    - كم هذا مطمئن

    قالها ضاحكًا , ثم اختلس النظر للجالس بجانبه فكان ما يزال يرمق وليام متيقظًا بينما الآخر يرسل له الابتسامات !!
    عاد ايلك ينظر نحو يوجين متوترًا فأشار إليه الآخر بأن يتحدث لفرانك , ابتلع ايلك ريقه ثم نظر نحو فرانك وقال

    - لقد كنتَ متحمسًا للعبة اليوم فلماذا غيرت رأيك ؟

    ثم مرت دقيقه , ثم دقيقتين , ولم يحصل ايلك على إجابه , وفي واقع الأمر يوجين كان يدرك بأن فرانك لا يستطيع التحدث في هذا الوضع اطلاقًا , لكنه أراد أن يتسلى !!

    - عزيزي فرانك تبدو متعبًا اليوم !

    أجفل ايلك حين تمتم صاحب الهالة الوردية بتلك الكلمات وبصوته العذب الموسيقي , فازداد انتثار شعر فرانك وازدادت تشنجات يده

    - إنني .. بخير !

    بعد ذلك بدأ الجميع يتصرف بطبيعية , يوجين كان مستغرق في حديثه مع والدته , وجيمس كان يتحدث مع جيرارد عن أمور تخص عمله , حتى ري انشغل في اللعب بجهازه , بينما لم تزل تلك الهالتان تقابل بعضها , وايلك يراقبهما متوجسًا

    وفي لحظة ما , حرر وليام فرانك من نظراته أخيرًا وهو يلتفت محدقًا بجيمس بعد أن جذبه حديثه مع جيرارد , وكأن فرانك أستغل الفرصة فقد سحب نفسًا عميقًا ثم التفت محدقًا نحو ايلك بوجه مرهق وكأنه كان يقاتل قبل قليل

    - أفعل شيئًا يخرجنا من هنا

    طرف ايلك بعينيه وقال

    - ماذا أفعل ؟

    - أي عذر, بسرعة

    - اخرج لوحدك لستَ بحاجة لعذر !

    - وهل تظنني كنتُ لأطلب منك لو أنني استطيع فعل ذلك لوحدي ؟

    رمقه ايلك بحدة , يا للوقاحة !

    - سيد فرانك

    التفت الجميع محدقين بالخادمة التي كانت تقف عند الباب تحمل ورقة في يدها

    - هذه لك

    وقف فرانك مسرعًا واختطف الورقة منها , ثم قال وقد برقت عيناه الباردتين

    - أوه , إنه راينر , أظن أن علي أن أخرج

    قالها حتى دون أن يكلف نفسه عناء النظر إليهم ثم أطلق ساقيه للريح .. احتاج ايلك لعدة دقائق ليتمكن من ابعاد عينيه المتعجبتين عن الباب ثم يلتفت محدقًا بالجميع وقد سيطرت ملامح الغباء على وجهه .. لقد عاد الجو طبيعيًا وكأن شيئًا لم يحدث
    وليام تغير تمامًا ومضى يتحدث مع جيرارد بأكثر الأصوات طبيعية ! صار الجو طبيعيًا تمامًا حتى كاد ايلك يقسم بأنه كان هكذا منذ البداية !!
    وقف من مكانه وجلس بجانب يوجين ثم دنى منه وقال مقطبًا

    - هي , أخبرني مالذي حدث للتو بحق الله !

    نظر إليه يوجين بهدوء ثم قال وهو يرفع مقدمة شعره بيده

    - ماذا تقصد ؟

    شعر ايلك بالغباء واحتاج لبضع ثواني ليتجاوز حالته ويقول بانزعاج

    - لقد كان الجو غريبًا للتو ما خطب هذان الأثنان؟

    - وليام طبيب وقد كان فرانك أحد مرضاه ولهذا يكرهه

    طرف ايلك بعينيه ثم قطب قائلًا

    - لم أفهم !

    - لا أحد يفهم لذا تأقلم مع الجو وحسب

    اعتدل ايلك في جلسته ومضى يفكر دون ان تختفي تلك العقدة بين حاجبيه

    - بالنسبة لحادثة القهوة, هل كان كل شيء بخير ؟

    - ماذا ؟

    قال ايلك ذلك بملل دون أن يلتفت عليه , فبقي يوجين يتأمل تعابير وجهه ثم قال وهو ينقل عينيه لهاتفه

    - لا شيء

  19. #958

    attachment


    .
    .

    أخرج هاتفه حين اهتز في جيبه وابتسم وهو يقرأ رقم لافي على الشاشة, اعتذر من الجميع ثم خرج إلى الحديقة وجلس على أحد الكراسي حول الطاولة ثم أجاب قائلًا

    - مرحبًا لافي

    - مـ مرحبًا ايلك , كيف حالك , كيف حـ حال اصاباتك ؟

    لم صوتها مختنق هكذا ؟! أهي تبكي !

    - أنا بخير يا لافي , إنني أتماثل للشفاء بشكل يسير

    - حقًا ؟ إن هذا مـ مطمئن جدًا , يجب عليك أن

    ثم أخذت تلتقط أنفاسها قليلًا بينما ينتظرها ايلك مقطبًا

    - يجب أن ترسل لنا صورًا لك بين الحين والآخر, طوال فترة غيابك ..

    ثم أخذت تلتقط أنفاسها مجددًا فبدأ ايلك يشعر بالقلق الذي دعاه ليسألها

    - ما خطبك؟ لم صوتك متقطع هكذا ؟

    أخذت تضحك قليلًا ثم اعترفت قائلة

    - في الواقع لقد تشاجرت مع أنيا قبل لحظات, كيفين قال بأننا نستطيع أن نتحدث معك كل ساعة إن أردنا ولكني في الواقع لا أزال أجد ذلك صعبًا, وحيث أن أنيا كانت مترددة مثلي أقمت معها منافسة والفائزة هي من تتصل أولًا

    اتسعت ابتسامته وهو يسألها

    - وما الذي حدث

    - لقد خسرت ولكني لم استسلم, سرقتُ هاتف أنيا وهربت وهي الآن تبحث عني

    أخذ ايلك يضحك من أعماق قلبه ما جعل لافي تبتسم وهي تتابع كلامها

    - ما كنتُ أقوله نعم, أريدك أن ترسل لي بعض الصور لك, لقد اكتشفت بأنني لا أملك لك أي واحدة , تخيل كم سيكون محزنًا لو نسيتُ كيف يبدو شكلك ؟ ذاكرتي ليست طويلة الأمد كما تعلم

    ضحك ايلك مجددًا ثم قال

    - لقد كنتُ أفكر في نفس الشيء في ذلك الوقت , أنا لا أملك صورًا لك أيضًا !

    ضحكت لافي لتجاوبه معها وقالت

    - لا تقلق أنا جيدة جدًا في التقاط الصور, سوف أرسل لك الكثير, آه نعم أريد أن أرى عائلتك أيضًا, كيفين واندرو لم يحدثانا كثيرًا عنهم

    أخذ ايلك يفكر مقطبًا

    - لا أعتقد بأنهم عرفوهم بشكل جيد

    - وماذا عنك ؟

    فاجأه تغير صوتها لآخر جاد وهادئ, فكر في سؤالها ثم ابتسم قائلًا

    - أنا أعرفهم بالطبع, ليس بشكل كامل, سأكون مغرورًا لو قلت ذلك

    صمتت لافي للحظة ثم عادت تقول بنفس الصوت الهادئ

    - هل تحدثني قليلًا عنهم ؟

    كان يعرف من خلال سماعه صوت أنفاسها بأنها تسير دون توقف, ومن خلال الأصوات حولها عرف بأنها تسير خارجًا في شارع جانبي لا تكثر فيه السيارات
    لافي تخاف من الذهاب إلى المتجر وحدها في المساء عادة, كانت دومًا ما تطلب منهم الذهاب معها, وحين لا تجد من يرافقها كانت تتخلى عن الذهاب
    شعر بالامتنان الشديد لها حين تخيلها تسير في الشارع المظلم وحدها من أجل أن تتحدث إليه , ووجد نفسه يبدأ بالحديث عن عائلته حتى سمع صوت صراخ أنيا المحقون بالغضب آتي من بعيد

    - لافي السافلة سوف تموتين اليوم

    فجأة أصبح يسمع ضوضاء ثم جاءه صوت لافي لاهثًا

    - ايلك سوف أنجو بحياتي لا تقلق

    ثم انقطع الخط بينما غرق ايلك في الضحك حتى اختنقت أنفاسه


    وحين وقف ليدخل إلى الداخل جاء صوت فرانك ليلفت انتباهه , رفع رأسه إلى البوابة فرأى فرانك يدخل وهو يحتضن نفسه ويردد بأن الجو بارد, ظل ايلك يرمقه بتعجب حتى انتبه إليه ذاك الأخير

    - ما الذي تفعله هنا ؟

    - كنت اتحدث على الهاتف

    ظهر شيء من الانزعاج بين ملامح وجهه البارد حين سأل بتوجس

    - هل ما يزال ذلك الرجل هنا ؟

    ضاقت عيون ايلك وقال بشك

    - لماذا عدتَ باكرًا ! ألم يكن راينر قد دعاك

    ظل فرانك ينظر إليه ببرود قبل أن يقول وهو يكمل سيره

    - كانت كذبه, تلك الورقة كانت رسالة طلبت من الخادمة سابقًا أن تجدها لي !

    لحق به مسرعًا وهو يضحك عليه

    - لماذا أردت الهرب لهذه الدرجة؟

    كان بالفعل يريد أن يعرف ولكن فرانك التفت إليه ورد بصوت حاد

    - لا تضحك وإلا جعلتك تندم

    ثم تابع سيره إلى الأعلى ليلوذ إلى غرفته, ما هذا المزاج الحاد !! إنه بحاجة لدروس في اللباقة بجدية, ربما عليه أن ينصح جيرارد بتعليمه بعض الأصول قبل أن تتطور وقاحته لوضع لا يحتمل

    تحرك عابسًا نحو الصالة فوجد في طريقه السيد وليام وقد كان يستند على الحائط الزجاجي ويلاحقه بعينيه راسمًا ابتسامة الأمير على وجهه
    توقف ايلك عن السير وظل يرمقه رافعًا أحدى حاجبيه باستنكار, وحين طال وقوفه ولم يجد منه ردة فعل تجاهله مكملًا سيره

    - ايلك دوغلاس, هل اعتدت على عائلتك الجديدة ؟

    توقف ايلك عن السير ونظر إليه مفكرًا, لم يعتد على اسمه الجديد بعد

    - إنني في طور ذلك

    - هل بدأت تحب يوجين وفرانك ؟

    - إننا نحاول تقبل بعضنا

    قال ذلك مفكرًا دون أن يفهم المغزى من السؤال

    - لكن الأمر لا يبدو لي كذلك

    قطب ايلك بعدم فهم

    - ماذا تعني ؟

    تقدم وليام نحوه وهو يقول

    - إن المرء لا يشعر بقدر الآخرين عنده حتى يبدأ بفقدانهم !

    قطب ايلك متوجسًا بينما سأله وليام

    - هل تجيد القتال ؟

    ثم وقف أمامه وبدأ يتلمس عضلات جسده بشكل مفاجئ جعل ايلك يتراجع صائحًا

    - ماذا تفعل أيها المنـ

    تحرك وليام بشكل مفاجئ فعرف ايلك بأنه سيهاجمه وتراجع بجسده إلى الوراء ليتفادى لكمته متوترًا بينما هو يدفع ذراعه بعيدًا عن وجهه في حركة دفاعية بسيطة ووقف متوترًا على استعداد للدفاع بينما هو يرمقه باستنكار

    - مـ ما خبطك جحيمًا !

    ابتسم وليام واسترخى واقفًا باعتدال ثم قال محدقًا إليه

    - إن أردت التسكع مع فرانك فعليك أن تكون قادرًا على الدفاع عن نفسك !

    أخذ ايلك يطرف بعينيه مقطبًا وهو يحدق إليه بعدم فهم

    - أنت غريب الأطوار ! ما خطب سلوكك مع فرانك أيضًا ؟

    ابتسم بتملق فأقشعر جسد ايلك وتراجع ناويًا الهرب, كان يعرف بأن بهذا الرجل مشكلة ما منذ رآه, إنه يتحول لشيء آخر مختلف تمامًا عن ما هو عليه مع الآخرين, رغم أنه معه أكثر طبيعية مقارنة بما يكونه مع فرانك إلا أنه لا يزال يسبب له القشعريرة, عليه أن يتجنبه منذ الآن فصاعدًا


    - كيف سأستدعيه الآن !

    قطب حين وصله صوت فرانك المليء بالانزعاج, نظر نحو وليام فكان يحدق به مستغربًا من تحول تعابير وجهه

    - سأذهب لأرى ما مشكلة فرانك

    قال ذلك ثم استدار متجاهلًا ملامح عدم الفهم في وجه وليام وصعد السلم ثم طرق باب غرفة فرانك

    - سوف أدخل

    ثم دخل محدقًا بفرانك الذي نظر إليه

    - ما الخطب؟ هل تعاني من مشكلة ؟ من تريد أن تستدعي؟

    ظل فرانك يحدق إليه ببرود ثم أظلمت عيناه حين قال

    - لقد سمعتَ ما قلته !

    رفع ايلك حاجبيه مستنكرًا

    - ألستَ تعلم بأنني استطيع سماع الأصوات البعيدة ؟

    أظلمت ملامح فرانك حين تمتم محدقًا نحوه

    - كنتُ أحدث نفسي بصوت هامس ولكن كان هناك طرف ثالث يتنصت , أنتَ خطر على المجتمع !

    رمقه ايلك بحدة, يا للوقاحة!

    - يجدر بك أن تتعلم حسن الخلق من جيرارد, لقد ظننتُ أنك في مشكلة وجئتُ لأساعدك فياله من شكر !

    وما إن أنهى حديثه حتى شحب وجهه لتلك الأصوات التي يسمعها وأخذ يتمتم مقطبًا

    - ضيف ؟ .. لا إنه يتسلل .. لص .. هناك لص !

    ثم بدأ يتراجع محدقًا نحو النافذة بفزع

    - إنه .. النافذة

    كان فرانك يرمقه ببرود وكأنه يحدق نحو حشرة تحتضر

    - هل جننت ؟ ما الذي تتمتم به بحق الله !

    ثم التفت نحو النافذة حين سمع صوت طرق ما, ووقف بكل برود العالم متقدمًا منها فصرخ ايلك

    - لا تفعل , سوف يقتلك

    مد فرانك يده نحو النافذة غير مكترث فارتفع الفزع في وجه ايلك وركض مسرعًا نحوه وهو يرى القفل يفتح بحركة بطيئة ثم تتبعه النافذة تدريجيًا
    وفي اللحظة التي دخل فيها شخص ما من النافذة قفز ايلك فوق فرانك ليسقطه على الأرض بشدة
    نهض من فوق فرانك وجلس بقربه وهو يسأله متفحصًا إياه بفزع

    - أأنت بخير ؟

    ثم التفت مسرعًا نحو النافذة لتقع عينيه على رجل وسيم ذا شعر متناثر بلون العسل, وكان يرمقه متعجبًا بعيون زيتيه نقلها منه إلى فرانك حين سأله

    - أأنت بخير ؟!

    قطب ايلك مستنكرًا ثم نظر نحو فرانك وأجفل وهو ينتبه لارتجافه وهو يجلس ببطء ثم يرفع رأسه لتظهر عيونه المظلمة التي رمقه بها بنظرة قاتله

    - أنت .. سأقتلك

    أجفل ايلك و تراجع مبتسمًا بخوف وهو يشعر بنية قتل ساحقة, طرف بعينيه مبهورًا حين جلس فرانك متزنًا ورفع بيده مقدمة شعره إلى الخلف فبدا لوهلة قصيرة يشبه يوجين بشدة

    - لم أجد سيارتك فظننتُ أنك خرجت وكنتُ سأضع الرسالة وأغادر لولا أني سمعت أصواتًا بالداخل, ماذا حدث لسيارتك !

    تنهد فرانك وهو يرفع عينيه لصديقه مجيبًا

    - لقد صادرتها الغوريلا

    ارتفع حاجبي صديقه للحظة قبل أن يومئ برأسه مهمهمًا ثم قال رافعًا أحد حاجبيه باستنكار

    - تبدو بائسًا ولا يبدو السبب سيارتك كما من المفترض أن يحدث! هل حدث شيء أسوأ من مصادرة الغوريلا لسيارتك ؟!

    ظهر المرض على وجه فرانك حين قال بصوت الأموات

    - وليام هنا !

    أجفل الآخر وبدا أنه أقشعر تقززًا

    - هل تقابلتم؟

    - أجل, وبفضل ذلك أنا مريض الآن

    ظل ايلك يرمق ذلك الرجل متوجسًا, أيعقل أن يكون هذا الشخص صديق لفرانك !! إنه النقيض منه تمامًا, هذا الرجل يحمل هاتفًا محمولًا في يده, كما أن ساعته التي يرتديها حول معصمه من النوع الالكتروني المتطور

    - لقد جئتُ لأخبرك عن إلغاء اللعبة بسبب برودة الطقس لكن يبدو بأنك لم تكن تنوي الحضور منذ أنك رأيت وليام !

    - نعم, كما أنني لا أشعر بأني بخير اليوم

    بدا القلق لسبب ما على وجه ذلك الرجل, كان فرانك قد التفت محدقًا نحو ايلك فتعجب صديقه وقال

    - هل تقصد هذا الذي يشبه يوجين! من يكون ؟

    ما الذي يعنيه بهل تقصد ! لقد بدأ ايلك يشعر بأن هناك كلمات تفوته في محادثتهم, المجانين دومًا يثيرون شكوكه كما هو متوقع

    - أنا ايلك ابن فرانس دوغلاس

    قالها عابسًا ليعلن رغبته في دخول هذه المحادثة المشفرة فبدا الاهتمام في وجه ذلك الرجل

    - أووه أنتَ هو إذن, لا عجب في أن يوجين أراد إنقاذك

    - لكنك لم تعرف على نفسك بعد!

    قالها ايلك حانقًا فنظر إليه المعني طارفًا بعينيه بتعجب ثم ضحك وقال

    - أوه المعذرة, أنا راينر, كنتُ متحمسًا للقائك يا ايلك رغم أني نسيتُ هذا !

    رمقه ايلك بغباء ثم اغتصب ابتسامة رسمها على شفته وقال

    - لقد سمعتُ عنك أيضًا وكنتُ متحمسًا للقائك لولا أنني صدمت !

    - صدمت !

    رددها راينر مستغربًا فأجابه ايلك بانزعاج

    - بالطبع, هل يوجد رجل طبيعي يدخل من خلال النافذة دون علم أصحاب المنزل !

    قهقه راينر قبل أن يقول

    - في الواقع أعرف رجل يفعل ذلك لكنه ليس طبيعيًا كما قلت, الحقيقة بأن لكل منا طريقته في التواصل مع فرانك وعادتي أن اضع له الملاحظات في سيارته, ولكني حين لم أجد سيارته وحيث أنه لم يكن موجودًا في أي من الأماكن التي يفترض به أن يكون فيها حين يخرج من المنزل اضطررت لاستخدام طريقة صديقي ذاك وتسلقتُ السلم الذي كان قد وضعه هنا لأجل هذا, وحيث أني سمعت صوت فرانك في الداخل فكرتُ في سؤاله عن سر اختفاء سيارته, هذا كل شيء

    كان ايلك ما يزال يحدق إليه عابسًا لكنه التفت نحو فرانك حين حدثه منزعجًا بنبرته الباردة

    - يجدر بك أن تنظر لنفسك قبل أن تتحدث عن الآخرين, هل تظن نفسك مختلفًا عن مايك؟ إنك رجل يقفز من نوافذ الطابق الثاني من أجل قطة إن كنت نسيت !

    أرتبك ايلك حين تذكر ذلك, الآن تذكر بأن أصدقائه كانوا كثيرًا ما يقولون ذلك, بأنه يقدر على فعل اشياء لا يقدرون على فعلها وبأنه غريب الأطوار, آه ربما لهذا هو تمكن من الانسجام مع يوجين وفرانك بهذه السرعة! حتى أن جيرارد كان مستغربًا من أنهم راقوا له, بالطبع فالمجانين يفهون بعضهم !!!

    - يبدو أني كنتُ مجنونًا منذ البداية دون أن أشعر

    تمتم بها خائبًا وهو يتنهد فضحك راينر بينما بدا الرضى على فرانك

  20. #959

    attachment
    .
    .
    بعد يومان .. في الصباح .. وبعد تناول وجبة الفطور
    اجتمع ايلك مع فرانك في اجتماع سري للتخطيط لكشف سر يوجين الذي يحتمل أن يكون متعلقًا بفتاة, واتفق الأثنان على أن يتقابلان في الجامعة بعد انتهاء محاضرات فرانك حيث أن ايلك سمع يوجين وهو يتحدث عبر الهاتف يعد الطرف الآخر بزيارته بعد انتهاء دوامه !

    - حسنًا وكيف سأجدك حين أصل ؟

    - جد لك طريقة فهذه ليست مشكلتي

    - كيف لها أن لا تكون مشكلتك وأنت من لديه عقدة غريبة تجاه الهواتف هنا !!

    رمقه فرانك ببرود قبل أن يقول

    - إن للجميع طرقهم الخاصة في ايجادي تلك لم تكن يومًا مشكلتي , من واجبك أن تجد لك طريقة كما فعل الجميع !

    - هذا لأن الجميع يعرفونك جيدًا وهم على علم بروتين يومك أما أنا فلا !

    وقف فرانك وقال يرمقه ببرود

    - على أي حال الحل بيديك لذا لا علاقة لي

    حملق به المعني بحدة ثم وقف وهو يتنهد قائلًا

    - لديك موهبة إلصاق مشاكلك بالآخرين

    - إن تأخرتَ في المجيء كما في الموعد فلا تتوقع مني أن أنتظرك

    سخر ايلك في وجهه ثم تجاهله خارجًا من الصالة متوجهًا نحو السلم, وهناك قابل جيمس الذي نزل للتو فتوقف أمامه وقال

    - خالي جيمس سوف أخرج اليوم مع فرانك بعد انتهاء دوامه !

    ظل جيمس يحدق فيه مفكرًا فقطب ايلك متوجسًا من تأخر اجابته, لكن جيمس ابتسم وهو يمد يده ليبعثر شعره قائلًا

    - حسنًا, لكن كن حريصًا على سلامتك فأنتَ لم تشفى تمامًا بعد

    أراد ايلك قتل نفسه حين باغته شعور بالخجل أثر معاملة جيمس له, إنه يعامله كالأطفال .. تمامًا كري !
    يجدر به أن يفعل شيئًا ليثبت له بأن الفرق بينه وبين فرانك ويوجين مجرد خمس سنوات !
    كان ايلك يفكر بذلك وهو يتابع جيمس حتى توارى عن عينيه ثم تحرك صاعدًا للطابق الثاني
    اهتز هاتفه برقم هاكون فابتسم وهو يتحرك نحو الصالة العلوية ليجلس على الأريكة قرب النافذة ويجيب بصوت حيوي


    - مرحبًا هاكون

    - مرحبًا, كيف حالك ايلك ؟ وكيف هو شعورك وأنتَ تتغيب عن الدراسة وتلهو في الأرجاء؟

    أجابه ضاحكًا

    - هل تشعر بالغيرة مني ؟ أصدقك القول بأني بدأت أمل الجلوس دون فعل شيء, ربما بدأت أحب تلك الدروس التي كانت تبدو لي مملة

    - ستكون هذه الفائدة الوحيدة التي جنيتها من تكاسلك عن الدراسة

    ثم راحا يضحكان معًا

    - كيف حال اصاباتك ؟

    - على خير ما يرام, إنني أتحسن بشكل ملحوظ, لكنني قبل يومان ساعدتُ ري في تهريب قطة للمنزل واضطررت للقفز فازداد سوء حالة كاحلي

    - كم أنتَ عديم المسؤولية

    أجابه ايلك ضاحكًا

    - لا تكن قلقًا عدا كاحلي كل شيء بخير, حتى الحروق في يدي لم يعد أثرها شنيعًا, هل توجد أخبار أفضل من هذه ؟

    - في الواقع نعم !

    ثم صمت للحظه قبل أن يقول بصوت بانت فيه الراحة الشديدة

    - صوتك يبدو في غاية الحيوية ايلك, لقد بعث لي الأمل

    صمت ايلك للحظة وقد شعر بشعور غريب يجتاحه

    - إن الأمور تصبح أفضل بكثير يا هاكون, حتى الثقب البارد الذي كنت أشعر به في قلبي بات أصغر بكثير مما عهدته

    - ألم تعد تشعر بالغربة ؟

    - لقد خف هذا الشعور كثيرًا .. لأصدقك القول شعور الغربة لم يعد يتجرأ على الاقتراب من عتبة مشاعري, حتى في المساء حين أكون وحدي لم يعد هذا الشعور يتملكني كما كان

    بدا على صوت هاكون التأثر الشديد حين قال

    - هل تدرك كم أنا سعيد لسماعي هذا ؟

    ابتسم ايلك وشعور الرغبة بالبكاء يجتاحه

    - هاكون, أنا سعيد لاتصالك بي, لابد وأن تحذيرات ايدين جعلت الاتصال أكثر ثقلًا مما هو عليه

    - من يكترث لايدين !! صدقني لم يكن شيء ليمنعني من المجيء لرؤيتك لولا أنها رغبتك أنت بالبقاء وحيدًا مع أسرتك لبعض الوقت

    - أقدر لك ذلك يا صديقي

    مرت لحظة صمت قبل أن يقول هاكون بصوت متردد

    - ايلك

    استغرب ايلك تردده حين أجابه

    - ما الأمر ؟

    صمت هاكون للحظة ثم قال

    - أنا اسف جدًا على الأوقات العصيبة التي سببتها لك في الماضي, كانت أنانية مني

    - ما الذي تقوله ؟

    صمت قليلًا ثم أردف مبتسمًا باستسلام

    - لقد كنتَ تعلم بأنني أهلك نفسي صحيح ؟ كنتَ تعلم بأني أمر بوقت عصيب, وكنتَ غاضبًا لأني لم أطلب منك المساعدة, فكيف لك أن تعتذر لشيء كهذا ؟!

    كانت مشاعر التأثر قد هيمنت عليهما فطغى الصمت للحظات قبل أن يقول ايلك

    - منذ متى كنتَ تشك بأمري ؟

    ضحك هاكون مستسلمًا ثم قال

    - منذ حادثة انتقال براين !

    أخرست الصدمة ايلك بينما تابع هاكون

    - لقد بدت لي تصرفاتك غريبة, حين سمعتُ من اندرو كلماتك التي قلتها لعمي أدركت فورًا بأن تلك الكلمات لم تكن موجهة لعمي في واقع الأمر, كان واضح لي بأنك تعاني من أمر ما لم تكن قادرًا على نطقه, مشاعرك المتضاربة تجاهنا كانت تلفت نظري دائمًا, كنتَ تبدو لي دومًا بحاجة لنا رغم ذلك كنت تحاول جاهدًا تجنبنًا راسمًا جدار عريض بيننا, كنتُ الاحظ الأوقات التي تضعف فيها وتتغلب رغبتك الأنانية على حذرك حين تطلب منا بيأس أن نلتقي, رسالتك تلك الليلة كانت واضحة المعاني في عيني وضوح الشمس في الأفق " اشتقت لنفسي معكم " لقد قرأت المعاني الخفية بين هذه الكلمات, كنتَ تكره نفسك, لكنك تحبها حين نكون بقربك, ثم جاءت صدمتي بالفوضى التي كانت تعم منزلك لتقطع شكي باليقين, لقد رأيتُ علبة الإسعافات الأولية ملقاة على الأرض والأقراص متناثرة حولها, كنتُ أول من أنتبه عليها فأعدتها لمكانها فورًا, لقد أصبتُ بقلق فضيع وظللتُ أفكر وأفكر بالسبب الذي جعلك تلتهم كل تلك الأدوية مع بعضها, لم أجد سببًا غير أنك كنتَ تنوي الانتحار بلا ريب, لقد اصبتُ بهلع شديد ولا أدري كيف تمكنت من ضبط نفسي حقًا, لكن بكائك في ذلك اليوم بدا لي جليًا دليل قاطع على معاناتك

    وصمت قليلًا ثم تابع

    - في الواقع كنتُ أكبح نفسي دائمًا عن السؤال, حين تمرض خلال توقيت مريب يخيفني, حين ألاحظ ظهور جانبك الشارد الغريب كما لو أنك تسبح في عالم آخر لا أراه ولا أسمعه, حين تغيب عن المدرسة دون أن تخبرنا, وحين تعود مصابًا وتظن بأنك أفلحت في إخفاء الأمر, لقد أدركتُ بأن ما تخفيه أكبر من أن تقدر على الإفصاح عنه بسهولة, ولكن حادثة شكك بي جعلتني أفقد ضبط نفسي, لم أكن متضايقًا باندفاعك نحوي وقد رأيتُ بوضوح تلك اللحظة كم كنتَ دائمًا تعيش في ترقب وهلع فكيف لي أن الومك؟ ولكني رأيتُ حاجتك للمساعدة أكبر مما كانت عليه, ولم أعد أملك تحكمًا في ضبط نفسي, في النهاية عرفتُ بأنني أضعف من أن أستمر بالضغط عليك فأنت كنتَ تحاول حمايتنا بطريقتك الخاصة, عنادك جعلني استسلم متعايشًا مع قلقي الدائم عليك بلا حيله

    لم يكن يتوقع كل ذلك, كيف أنه كان واضحًا في عيني صديقه منذ البداية, كيف أن هاكون كان يحمل قلق قديم دائم تجاهه هكذا, وكيف أنه كان يهتم به كل ذلك الاهتمام, عض على نواجذه حين شعر برغبة عنيفة من البكاء تجتاحه

    - يالك من خبيث, كيف كنت تدرك كل هذا دون علم مني

    قالها بصوت مختنق فضحك هاكون عليه وقال

    - من هو الخبيث هنا ؟ لقد كنتُ أعيش دومًا على خوف من فقدانك .. ثم في ذروة قلقي وترقبي عليك .. أتقلى رسالة منك تنقل لي خبر موتك ...

    صمت ايلك وقد باغته هاكون بما قاله, لقد نسي أمر تلك الوصايا التي كتبها وهو في قمة بؤسه, فتح فمه ليقول شيئًا ولكنه لم يجد شيئًا يقوله
    لكن هاكون كان هو من تحدث

    - تلك الوصايا لم تصل لغيري يا ايلك, لقد عزمت على الاحتفاظ بها إلى حين أتأكد من حقيقة ما كتب فيها, إنني أتحرق شوقًا لتمزيقها وإتلافها إربًا إربًا منذ استلمتها وقرأتُ ما فيها

    كان صوته يرتجف غضبًا أو حزنًا لم يقدر ايلك على تمييزه, كان يريد أن يقول شيئًا يهدئ قليلًا من روع صديقه ولكن الكلمات فرت منه, وتابع هاكون حديثه بصوت أكثر اتزانًا

    - أخبرني يا ايلك .. ما حال الحرب التي بينك وبين رغبة الموت ؟ هل انتصرت عليها مثلما انتصرتَ على أعدائك ؟

    تسارعت ضربات قلبه وتجمعت الدموع في عينيه حين نكس وجهه وأخذ يحاول تثبيت صوته ثم قال

    - نعم, لقد شفيتُ منها إلى الأبد

    زفر هاكون مرتاحًا بصوت منخفض جدًا .. لكن ايلك استطاع سماعه جيدًا .. وذلك لم يساعده في التوقف عن البكاء

    - هاكون .. أنا حقًا آسف

    - ألم تقل بأن الاعتذار لا يفيد ؟

    - ما زلتُ آسف فلا تتجرأ على الاعتراض

    قالها بصوته المختنق, فضحك هاكون وأطال الضحك ثم قال بصوتٍ باسم

    - أنا لا أريد اعتذارك يا ايلك, كل ما أردته كان بقائك على قيد الحياة, ولقد وهبتني ما أردته بالفعل ولم يبقى غير رؤيتك بكامل حيويتك, نحن جميعًا في شوق للقائك لكننا نقدر وضعك الآن لذا سوف نضغط على انفسنا ونحتمل, ولكن إياك أن تتردد في الاتصال بنا حين تشعر برغبة في رؤيتنا, كنتَ دومًا بحاجة لنا وكنا دومًا لا نقدر على التخلي عنك, أنت تعرف جيدًا ما عليك فعله حين ترغب برؤيتنا, صدقني لن يقدر شيء على منعنا حين تطلب منا المجيئ حتى ايدين اندرسون نفسه

    قال جملته الأخيرة بشيء من الكره فضحك عليه ايلك ثم قال بامتنان

    - أقدر لك ذلك حقًا, لن انسى كلماتك أعدك بذلك, أرجوك أن تبلغ الجميع تحياتي وتخبرهم بأن كل شيء صار بخير الآن ولم يعد هناك أي داعي للقلق

    - لك ذلك, سوف نكون على اتصال معك, إذن إلى اللقاء

    - إلى اللقاء


    وضع هاتفه على منضدة الزينة .. ثم حمل تلك الأوراق التي كانت عليها .. وعاد يقرأها مرة أخرى
    رغم أنه قرأها لمرات لا تحصى حتى اهترأ الورق وتمزقت أطرافه
    لقد سبق وقرأها بمشاعر عديدة .. قرأها بصدمة وقرأها بقلق .. قرأها بغضب وقرأها بحزن
    لكنها كانت المرة الأولى التي يقرأها براحة مع بسمة منتصرة علت تقاسيم وجهه .. كما لو أنه يسخر في وجه تلك الكلمات المصفوفة ويتباهى بانتصاره عليها

    " بوصول هذه الرسالة إلى يديك أكون قد فارقتُ الحياة على الأغلب
    يا لها من كلمات أستفتح بها رسالتي ! .. ولكني لا أعرف كيف أمهد لموتي فاعذرني
    سوف تجد التفاصيل مع اندرو وكيفين .. إنني حقًا أعتمد عليهما في ذلك
    هاكون
    هل تتذكر يوم أن رجوتني أن لا أحاول الانتحار؟
    أريدك أن تصدق بأني لم أكسر رجاءك مطلقًا .. لقد حاربتُ رغبة الموت في داخلي والتي لم تكن رغبة ولدتُ بها .. حاربتها بكل ما أملك
    ولكن الموت يا صاحبي لم يكن دومًا خياري .. كان يكون لزامًا علي أحيانًا .. وهو أقوى من قدرتي على الصمود أمامه

    هل تعلم يا صديقي العزيز .. الحقيقة التي أنا عليها في الغالب ليست بالصورة التي تبدو لك
    صورتي .. ليست نظيفة كما تبدو لك
    أنا ملوث .. وأكذب كثيرًا لأخفي تلوثي .. أنا في الغالب مملوء بالأكاذيب .. وكنتُ خائف جدًا من أن تكتشفوا حقيقتي الملوثة فتنبذوني
    لكني عند لحظة ما .. قبل أن أدرك .. وجدتُ أني لم أعد أخاف نبذكم لي .. لا أعرف متى بدأت أثق بأنكم أنقى بكثير من أن تنبذوا ملوثًا مثلي
    لقد بدأ خوف جديد بي .. خفتُ أن تدركوا بما يتربص بي فتتأذوا .. وتغير السبب واستمر الكذب
    حياتي معكم .. كانت قائمة على الكذب
    أنا أحيانًا لا أسمعكم يا هاكون .. وأمثل أنني أسمعكم
    وأحيانا أسمعكم .. وأمثل أني لستُ كذلك

    أتعرف ماذا ؟ .. إنني نادم الآن كثيرًا لأني أخفيتُ عنك ألمي
    لطالما كنتَ في انتظاري لأطلب المساعدة .. وأنا الآن أريدك أن تساعدني .. بعد فوات الأوان
    أعرف أنني غير عادل .. كيف أطلب منك مساعدتي بينما لم يعد لي وجود؟
    رغم أني مدرك تمامًا بأنك ستتألم بقراءة كتابي هذا .. ولكني مع ذلك أريد أن أخبرك
    أن أخبرك بأني متعب جدًا يا هاكون .. بأن حياتي كانت كالجحيم الذي يوهمني بأنني في الفردوس
    بأنني عشت أجمل أيام عمري قربكم .. بأني مهما ازددتُ قربًا منكم .. أظل وحيدًا وبعيدًا

    أنا لا أكتب لك لأعتذر .. فبما يفيد الاعتذار ؟
    ولستُ أكتب لك لأشكرك يا هاكون .. الشكر يؤلم حين يصبح الكلمة الأخيرة
    ولستُ أكتب لك لأخبرك عن مقدار حبي لكم .. الحب أيضًا يؤلم في نهايته

    عندما جلستُ هكذا مع نفسي وفكرت .. أدركت بأني لا أملك أي صورة تجمعني بكم .. لا أملك أي شيء ملموس يثبت بأني كنتُ يومًا بينكم
    لا شيء سوى قطع في ذكريات الناس .. سرعان ما ستندثر مع مرور الوقت
    الناس ستنسى في يوم من الأيام أسم ايلك واتسون الذي كان بينكم .. وبعد قليل من الوقت سينسى الناس كيف أبدو .. ثم سرعان ما سأختفي من تلك القطع في ذاكرتهم دون أن يدركوا ذلك
    لهذا
    أنا .. أريدك أن تتذكرني يا هاكون

    العالم على الأرجح .. لن يفتقد شخصًا مثلي
    العالم غالبًا لن يدرك حتى بأن شخصًا مختلفًا مثلي كان قد عاش هنا
    البشر الكثيرون الذين مرت أصواتهم مرورًا على سمعي أحدًا منهم لم يدرك حتى بوجودي
    أنا .. شهدتُ على مئات البشر يا هاكون .. شهدتُ على وجود مئات البشر يا هاكون
    وقليلون جدًا من شهدوا على وجودي

    لهذا أريدك أن تتذكرني .. حتى بعد مائة عام .. حتى حين يتقدم العالم .. وتمر السنين .. وتتغير
    تذكرني يا هاكون .. مثلما اعدتني عادة

    عندما تمر السنين وتلتقون مجددًا في ضجة الأيام .. قد كبرتم وتغيرتم وربما تحملون أطفالكم .. أنا لن أكون هناك في أي مكان .. لن أكون موجودًا حتى في الأماكن المظلمة .. أنا لن أكون موجودًا سوى في قلوبكم .. مثلما اعتدتموني عادة

    لهذا .. أرجوك .. تذكرني "

    أصبحت الأوراق التي حملت تلك الكلمات, مجموعة من القطع المتمزقة على يد هاكون وقد انتثرت بعض قطعها الصغيرة متسللة من بين يديه إلى الأرض
    رسالة تلو الرسالة .. حتى لم تعد هناك أي رسالة مشؤومة يحتفظ بها
    حملها إلى علبة من الصفيح المعدني في حديقة السكن وأشعل فيها النار .. ثم راقب النار وهي تخمد شيئًا فشيئًا لتترك بقايا تلك الرسائل وقد صارت رمادا

    اتسعت بسمته وهو يشعر بالراحة بعد أن أحرق مشاعر الرعب التي دبت في نفسه يوم قرأ هذه الرسالة .. رفع عينيه لبراين الذي وقف يلهث مستندًا على بوابة السكن, ثم اعتدل واقفًا وسأله باستنكار

    - ماذا تفعل ؟ لقد تأخرت رغم أنك قلت بأنك ستلحق بي سريعًا, الدرس سيبدأ !

    اتسعت ابتسامة هاكون واستدار لينحني نحو حقيبته التي كانت على الأرض ويحملها على كتفه, ثم سار نحو براين بخطوات هادئة ليجيبه حين صارا يسيران معًا نحو المدرسة

    - لقد كنتُ أتحدث مع ايلك

    تلألأت عيون براين وظهر السرور على وجهه وهو يربط الراحة في وجه هاكون بحال ايلك

    - مع ايلك ؟ كيف حاله ؟

    . .

    مضت عشر دقائق منذ أنهى اتصاله مع هاكون ورغم ذلك لم يتحرك من مكانه
    كان يتأمل هاتفه وهو يتنعم بتلك المشاعر الجياشة التي تهب بداخله, كيف له أن يكون محظوظًا ليقابل أفضل البشر على وجهه الأرض؟
    رغم أنه كان مجرد نكره إلى أنه تعرف على ايدين ثم اصدقاءه, لو ظل يشكر الله على هذه النعمة طوال عمره لما شعر بأنه أكتفى

    وقف عن الأريكة وتحرك نحو غرفته, دخلها ثم ألقى بنفسه على سريره متنهدًا, بالأمس لم ينم جيدًا بسبب كابوس راوده عن ايدين
    كان الحلم سيئًا, فقد كان ايدين يسير مبتعدًا عنه ورغم أنه أراد أن يمسك بيده إلى أنه لم يتحرك ولم يطلب منه ذلك, فقط ظل يحدق في ظهره وهو يبتعد حتى اختفى عن ناظره

    استلقى على ظهره ورفع هاتفه محدقًا فيه بضيق, ايدين لم يتصل به منذ آخر مرة, كم هذا محبط ومثير للغضب, أليس مهتمًا بأخبار صحته؟! حتى اندرو ليس هنا ليأخذ أخباره منه

    راح يكتب رقمًا في هاتفه بملامح مقتضبة, ثم وضع الهاتف على أذنه وظل يستمع لتلك الرنات حتى رُفع الخط وجاءه ذلك الصوت الوقور

    - مرحبًا, هنا منزل اندرسون !

    ابتسم ايلك مختنقًا بعبرته وفزع حين شعر بالدموع تتسلل من بين محاجر عينيه, جلس مسرعًا وهو يمسح دموعه قبل أن تنساب على وجهه, تبًا لم يتوقع أن يعصف الشوق مشاعره لهذه الدرجة, اسم اندرسون, وذلك الصوت !

    - كيف حالك رالف؟ اشتقت اليك كثيرًا

    - سيدي الصغير ؟ أوه سيدي كم كنتُ قلقًا عليك, كيف أنت ؟ هل تجري الأمور على خير مع عائلتك ؟

    ضحك ايلك وهو يستمر في مسح دموعه

    - هل أخبرك ايدين بكل شيء؟ أنني بخير يا رالف وأفراد عائلتي جميعهم لطفاء, الشخص الوحيد الغير لطيف هنا هو سيدك الغبي

    صمت رالف للحظات ثم قال

    - هل تقصد ايدين ؟

    ثم تحول صوته لهمس حين أضاف

    - في واقع الأمر لقد استغربت حين عاد للمنزل في وقت أسرع مما ظننت, وحين سألته لم يجب علي فضلًا عن كونه متهجمًا على مدار اليوم في هذه الفترة, ظننت بأنه تشاجر معك !

    قطب ايلك منزعجًا وقال

    - لم نتشاجر, لقد تركني وحدي منذ أول يوم وطلب من رفاقي بأن يتركوني أيضًا, إنه قاس تمامًا ألست تتفق معي ؟

    - لماذا فعل ذلك ؟ هذا غريب

    عبس ايلك وقال من غير شعور

    - لابد وأنه أراد التحرر مني في أسرع وقت ممكن بعد أن ألقاني على عائلتي

    - كيف لك أن تفكر بهذا الشكل؟ لو أنه فعل ذلك لهذا السبب لما بدا متهجمًا, إنه قلق بشأنك طوال الوقت

    - هذا واضح, الدليل بأنه لم يتصل بي منذ رحل !

    همهم رالف بشيء على أن كلام ايلك لم يعجبه ثم قال

    - يجدر بك أن تتصل به وتسأله بنفسك

    - لن أفعل, لقد كانت نواياه من رميي هنا واضحة فكيف لي أن أتصل به

    - ايلك, توقف عن التصرف بصبيانية, إنك تفهم سيدي ايدين جيدًا هو لن يفعل شيء كرميك بعيدًا عنه !

    قالها رالف غاضبًا فصمت ايلك للحظة ثم تنهد وقال

    - لم أعد أفهم ايدين يا رالف

    - هذا لأنك بدأت تتصرف بشكل طفولي, فكر كشخص ناضج وستجد الأسباب واضحة لك !

    - لماذا وقفت ضدي أنت أيضًا ؟

    - عليك أن تتوقف عن اطلاق افتراضات لا صحة لها واتصل بسيدي لتفهم منه أسبابه

    - لن أفعل, لن أفعل أبدًا

    قالها بعناد واضح فتنهد رالف منزعجًا وقال

    - افعل ما تشاء فانت من سيندم في النهاية

    عبس ايلك منزعجًا

    - حسنًا حسنًا بالتأكيد أنا من سيندم ومن يكترث؟ أشعر بالتعب سأنام الان, إلى اللقاء

    - حسنًا, نومًا هنيئًا!

    ظل ايلك بعد هذه المكالمة يتقلب في سريره ويتذمر حتى غلب عليه النعاس فنام طويلًا حتى كاد يفوت موعد لقائه مع فرانك


    اخر تعديل كان بواسطة » H A I R O في يوم » 06-05-2018 عند الساعة » 21:41

  21. #960
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته^^"
    كيف حالكم جميعًا ؟ آمل أن تكونوا بخير
    لقد بدأت مؤخرًا أعمل على مراجعة نهاية الرواية وتنقحيها
    ويبدو لي أنها ستنتهي قبل أن تبلغ الثمانينات cry
    أجد نفسي كلما أبدأ في مراجعة النهاية أحاول اختلاق مشكلة جديدة لأمد من عمر خسر الطغاة laugh
    مشاعري اليوم غريبة بعض الشيء رغم أني استمر بتذكير نفسي بأنه لا يزال أمامي أثنا عشر فصلا قبل أن أبدأ بالحزن cry
    إنني أشعر كما لو أننا قد وصلنا إلى النهاية cry ربما لأني قرأت النهاية بالفعل قبل لحظات zlick
    آه مهما يكن ><" أرجوا أن أرى تفاعلكم معي حتى نهاية الرواية أعزائي embarrassed
    في حفظ الباري
    في حفظ الباري embarrassed
    اخر تعديل كان بواسطة » H A I R O في يوم » 06-05-2018 عند الساعة » 21:42

الصفحة رقم 48 من 53 البدايةالبداية ... 384647484950 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter