مشاهدة النتائج 1 الى 13 من 13
  1. #1
    Never Mind vF7v7e
    الصورة الرمزية الخاصة بـ الصوت الحالم









    مقالات المدونة
    2

    أفضل وصف - مسابقة مداد أفضل وصف - مسابقة مداد
    نجم القصص والروايات 2016 نجم القصص والروايات 2016
    مسابقة من المتحدث؟ مسابقة من المتحدث؟
    مشاهدة البقية

    زائر الظلام (أقصوصة)



    زائـــــر الظـــــلام

    وقع أقدام يتبعه صدى وقع أقدام أخرى، كلما تقدم انغمس في الظلمات أكثر
    في ذلك الدهليز الطويل الذي استوطنت فيه عتمة حالكة من شدتها لا تكاد تتبين السواد فيها،
    كان تماماً كمن يتعمق في كهف معلق بحيث لن يخطر ببال من يسير في هذا الممر -و لو لوهلة-
    أنه يتربع الدور الثاني من منزل كبير تحتضنه الشمس كل صباح كما تحتضن الأم وليدها،
    و لن يخيل إليه مطلقا أن الساعة تشير إلى الثانية ظهرا.

    رفع الزائر تلك الشعلة المستحية التي تتمايل بغنج من فتيل شمعة يحملها،
    و قربها من وجهه لعله يتبين الطريق بينما سار مرشده أمامه بكل ثقة و كأن مصباحه
    عينيه،
    و لا عجب فقد حفظت قدماه هذا المسار عن ظهر قلب.

    كل الستائر داكنة اللون مسدلة على النوافذ لتوهمك بأنها ساعة من ليل ليس بها قمر؛
    أو لتجعلك ترتاب في وجودها أوربما تحذر الضوء بأن لا يقترب.

    توقف الدليل أمام الغرفة المنبوذة في زاوية ذلك الممر و وقف الزائر خلفه سائلا: أهذه هي؟

    أومأ له و فتح بابها الواسع بحذر بعد طرقه مرتين.
    أحس حبيس الغرفة بأن زائره اليومي ليس وحده فبادر بالسؤال بنبرة لا تكاد تحمل أي تعبير: من معك؟
    شد الزائر ذراع مرشده بلطف في إشارة له بأن ينصرف و أجاب عوضا عنه: إنه أنا!
    كانت النبرة كفيلة بالتعريف عن هوية هذا الضيف الذي لم يتقدم حيث استأسد الظلام على ضوء شمعته الأليف
    و ابتلعه؛ لكنه استطاع أن يدرك بأنه في غرفة واسعة بها كل شيء ربما عدا النوافذ، و على سريرها الأبيض
    المناقض لجوها الكئيب يقبع جسد طيف بشري.
    - ما الذي جاء بك؟
    بطريقة مستظرفة أجاب: من المستحسن أن ترشدني إلى مقعد هنا لأعرف أين أجلس و كيف أتحدث.
    اقترب منه الحبيس و أخذ بيده و أجلسه إلى جواره، ليبتسم الأخير متهكما: هذا جنون!
    تفادى الحبيس ذلك التعليق الساخر بسؤاله: أجئت لتسمعني هذا؟
    -لا
    -فإذن؟
    - جئتُ لأرى كم أكل منك الظلام و كم أبقى
    -أوجز
    -أنت جبان
    -هذا ليس من شأنك
    أردف الزائر: تخشى أن يراك النور لئلا يحرقك، و لا تدرك أن النور ليس بالضرورة أن يكون نارا.
    انتفض الحبيس صارخا و كأنه خاف أن يصدق ذلك: إخرس.
    -ما أتيت إلى هنا لأخرس، قل لي مم تهرب؟
    -لست بهارب
    -صحيح! أنت -بتعبير أدق- فأر يختبئ في جحره لأنه مرعوب يائس.
    لم ينتبه الزائر وسط الظلام لليد التي انقضت عليه و أحكمت قبضتها على عنقه وسط هيجان الحبيس
    الذي علا صوته بتتابع: لا شأن لك بي... دعني... أخرج من هنا... اخرج.
    لكن إصرار الزائر العنيد تزايد و تابع في صوت متقطع هو يحاول دفع يدي الحبيس عن عنقه:
    أنت ضعيف لدرجة أنك لا تقوى على سماع حديثي، أكلك الخوف و تآكل الإصرار في جسدك فاهترأ
    ...صدقني ليس كل وهج نارا، و لن تعي هذا حتى تخرج إليه بنفسك.
    أبعد الحبيس يده المرتجفة عن رقبة زائره و وضع يديه على أذنيه و هو يهز رأسه مذعورا
    : لا أريد أن أسمع شيئا، توقف أرجوك.
    -الصراخ لن يجدي لأن جدرانك المسودة هذه تمتصه
    سأله في حالة من الإنهاك: ماذا تريد مني؟
    -أريد أن أعرف لمَ يرعبك النور؟
    -هو لا يرعبني
    -إذن لم تهرب منه؟ استجمع شجاعتك و واجهه.
    -لا أستطيع
    -كم مرة حاولت؟
    دفع بجسده إلى الخلف و ضم إليه رجليه و قال بنبرة يائسة: لا أجرؤ... قد حاولت مرة و فشلت
    - ستنجح؛ ليس بالضرورة أن تكون نار الأمس هي نور اليوم
    هز رأسه نفيا، فوقف الزائر و مد يده في اتجاه ذلك الجسد المتكور و هو يحثه: حاول معي... ماذا ستخسر؟
    -قد أفقد بذور الأمل التي أعيش عليها
    -وجودك هنا يقتل هذا الأمل، و محاولتك سترويه ليثمر
    -لكن... ماذا لو...
    قاطعه بحسم و في نبرة ثابتة: ستنجح و لا مجال لـ لماذا أو لو.
    ثم أومأ له و حضه على الإستجابة: ثق بي.
    رفع الحبيس يده في تردد و التقطها الزائر بحب و شد عليها.
    تقدما إلى الباب و الزائر يتحسس الطريق. سارا في الديجور حتى وصلا إلى منفذ الضوء المربع؛
    فشد الحبيس قبضته في هلع و أغمض عينيه بشدة ليمارس الهرب في أضعف صوره.

    بينما رفع
    الزائر بإحدى يديه الستار متحديا و هو يمسك بالأخرى ذراع رفيقه؛ ليسارع النور بالدخول
    و يطيح بالظلام، و يعانق جسد الحبيس مداعبا بشعاعه وجهه. فتح عينيه ببطء شديد،
    و أغلقهما بسرعة في استجابة للوهج المفاجئ، و عاود المحاولة حتى التقى بالنور...


    تمت




    أول إصدار لي في جرير وفيرجن
    attachment


  2. ...

  3. #2
    Never Mind vF7v7e
    الصورة الرمزية الخاصة بـ الصوت الحالم









    مقالات المدونة
    2

    أفضل وصف - مسابقة مداد أفضل وصف - مسابقة مداد
    نجم القصص والروايات 2016 نجم القصص والروايات 2016
    مسابقة من المتحدث؟ مسابقة من المتحدث؟
    مشاهدة البقية



    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    عدتُ بتجربة مختلفة بعض الشيء و هي استخدام الرمز و توصيل فكرة ذات أبعاد أكبر مما توحي به الأسطر
    مهما يكن أحببتُ مشاركتكم بها رغم أنني لستُ على يقين بأنني فعلت ما أردت فعله أو نجحت فيه
    و لأتأكد من ذلك فلدي طريقة واحدة و هي معرفة أرائكم و الإطلاع على نقدكم


    و لكم جزيل الشكر



  4. #3

    مقعد أول ، ما يُرجى يأتي سريعًا و لله الحمدُ و المنة ^_^
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Silent Breaths مشاهدة المشاركة
    17-7
    كل سنة واحنا طيبين وبأبهى الحلل رغم كل الظروف e40a
    attachment

    e40ae20c



  5. #4
    حجز smile



    اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
    ،واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ♥"
    الحمدلله كثيرًا *)
    القرآن كامل *

  6. #5


    em_1f627
    قبل قليل،كنتُ أكتب ردًّا لقصتكِ وزر قديم ، فمُسح..
    و الآن أجد لكِ قصة جديدة..
    حجزzlick
    attachment

    شكرًا ƛ Լ Ɩ Ƈ Є
    ..

  7. #6
    رائعه بحق اعجبني اسلوبك الجميل و بلاغتك !
    انا في انتظار ابداع اناملك

    7e7d999bb320c49bcd9ff10c301d97de 4e473b6b275807f2114af5ebcf049fce
    DRAW

  8. #7

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    كنت أعلم أنها ستعجبني
    لسبب - أخالكِ تعرفينه - وثقت من جمال الأسلوب

    عند وصولي لآخر كلمة .. أدركت أن هذه القطعة الفنية
    عبارة عن قصة رمزية .. وهذا يعني بالنسبة لي أنك وصلتِ
    ونجحتِ فيما أردت إيصاله

    أتمنى أن أرى المزيد من إبداعك يزين جدران القلعة

    * مرت فترة لم ألمح فيها اسمك في القسم .. عسى أن يكون المانع خير
    وموفقة أيا ما أشغلك

    دمتِ بخير ..

  9. #8
    قصة جميله بحق احببتها بكل ماتحويه
    اسلوبك رائع حقاً
    آمل ان اقرأ لك شيء آخر عما قريب

  10. #9
    Never Mind vF7v7e
    الصورة الرمزية الخاصة بـ الصوت الحالم









    مقالات المدونة
    2

    أفضل وصف - مسابقة مداد أفضل وصف - مسابقة مداد
    نجم القصص والروايات 2016 نجم القصص والروايات 2016
    مسابقة من المتحدث؟ مسابقة من المتحدث؟
    مشاهدة البقية
    محبي إيتاشي

    لكم أنا ممتنة لتشجيعك الدائم
    جزاك الله خيرا و أنا بالانتظار ^^

    لافينيا
    بانتظار فك الحجز << أرجو أنا لم تنسي

    ريحانتي
    حاجزة المقاعد e404
    أنتظر ردكِ في أكثر من موضع

    فانيلا
    شكراً جزيلاً لكرمكِ

    جثمان ابتسامة
    و عليكم السلام و رحمة الله
    يسعدني حضوركِ بل و يبهجني
    كلماتكِ مشجعة و تدعمني بقوة
    و بمجرد أن قلت أن الفكرة وصلت فقد رفعت من معنوياتي

    أما بالنسبة لتغيبي أو انقطاعي فبسبب العمل و مع ذلك مهما تغيبت أجدني أعود إلى هنا و كل لهفة
    شكرا لكِ بحجم ما منحني حضوركِ و كلماتكِ
    جزاكِ الله خيرا

    أسيرة الماضي
    حياكِ الله أختي
    أتمنى أن أنهي الرواية التي أعمل عليها لأضعها بين أيديكم
    و كلي رجاء بأن لا يخيب أملكم

  11. #10
    رائعه ..
    اعتقد انكى قد وفقت فيما اردت كتابه ...
    فلقد استمتعت بكل كلمه..
    لا سيما النهايه ..
    "وعاود المحاوله حتى التقى بالنور "
    حبذا لو اقرأ لكى المزيد ..
    فى أمان الله

    بواسطة تطبيق منتديات مكسات
    فى عيونى ارى العالم اليوم..مختلفا عن الامس..وأراك ايضا تختفى عن نظراتى..رغم اصرارك انك مازلت هنا *

  12. #11

  13. #12
    هاقد عدت
    بالنسبة اليي ليس أي نوع من القصص الرمزية يروق لي
    أفضل تلك المليئه بالوصف تلك التي تدخلني في فحوى الرمز المقصود
    راقت لي كثيراا بالأضافه أنها ألهمتني بالكثير
    فالأخير أتمنى لو أرى لك قصه رمزيه أخرى
    بنتظار جديدك
    دمتِ بود

  14. #13
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    قرأتُ قصتكِ تلك ، وإذا بهذه أكثر جمالًا
    ما شاء الله
    ممتعة جدًا


    وصف المكان جميل
    أجدتِه دون تكرار الكلمات رغم أنكِ كنتِ تصفين ظلامًا في ظلام!

    استأسد الظلام على ضوء شمعته الأليف
    و ابتلعه

    وصفٌ فريد embarrassed


    الحوار.. أكثر جزءٍ أحببته واستمتعتُ بقراءته e20c
    كأسلوب.. بدت فيه فصاحةُ لغتكِ وكلماتكِ
    كمعنى.. جميلٌ ومُبهِر! أحببتُ تتابع الردود بينهما وردات الفعل


    رفع الزائر تلك الشعلة المستحية
    ممم.. لستُ متأكدة ولكن استغربتُ كلمة "مستحية"
    أليست عامية؟



    نهاية القصة
    لا أدري لماذا تذكرتُ شيئين:
    * معلومة تقول بأن البحَّار حين يغطي إحدى عينيه (كما يظهر القراصنة في الأفلام) ، فليس السبب أنه فقد تلك العين أو أنها مصابة
    بل من أجل أن يُبدل الغطاء من إحدى العينين إلى الأخرى حين ينتقل من مكان مظلم إلى مكان مضيء في السفين
    حيث تكون العين المغطاة "جاهزة" للظلام!!
    * المعلومة الثانية تقول بأن الإنسان يحتاج إلى ثوانٍ بسيطة كي تعتاد عليناه على الضوء بعد الظلام ، والعكس صحيح!

    أعني.. كل تلك الحكاية الطويلة العريضة التي كان يقوم بها البحَّارة في الماضي ليس لها داعٍ!


    بعيدًا عن ثرثرتي الخارجية.. أحببتُ تشبيهاتك.. أو رموزكِ
    وصفتِ الشخص المختبئ بأنه "حبيس"!
    الكلمة تعطي انطباعًا بوجود سَجين وسجّان
    هنا السجين والسجان هما شخصٌ واحد!

    لقد حرم هذا الإنسان نفسه من النور

    ما أزال سارحةً في هذا الرمز
    أحاول تعداد الأشياء التي يمكن أن نحرم أنفسنا منها خوفًا من الأذى رغم أننا لا نستطيع أن نحيا دونها كالضوء sleeping



    بوركتِ
    في أمان الله
    اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد

    sigpic348259_3

    أسباب في غاية القصر والبساطة للكتابة للمؤلف أحمد مشرف:
    https://drive.google.com/file/d/0B-LfJc_YRsHobjVQcTh1UHl3dkE/view

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter