(( الدمــــــوع المقدســــــة ))
(( إهداء ))
إلى كل من سأل عن (( الفتى )) فترة غيابه..
إلى كل من أحب (( الفتى )) وقرأ له..
إلى كل من تمنى عودته..
(( أتألم )) هذه المشاهد!!
المشهد الأول:
فتى وفتاة.. ينظران إلى بعضهما في ذهول..
وقفا أمام بعضهما في صمت.. فتوقفت ساعة الزمن.. وصمت الكون !!
لقد أزف (( الرحيل )) واقتربت (( النهاية ))!!
و حان الفراق!!
ما أقصره من حلم!!
يتساءل الفتى (( بصمت )) : "أوَ هكذا هي الدنيا كما قالوا.. "لقاء ففراق"؟!! ليتهم أكملوها فقالوا: وفراق فلقاء!!"
وتتساءل الفتاة (( بصمت )) : "لماذا يا ترى يبقى الفراق دوما (( الحلقة الأخيرة ))؟!"
أيام ليست كالأيام قضاها الفتى والفتاة.. كان عنوانها (( الجمال )) و شعارها (( الحب )).. وسطورها (( الوفاء )).. ولكنها انقضت وحانت (( ساعة صفرها ))!!
لقد خنقتها مخالب (( الفراق ))..
ينظر الفتى إلى الفتاة.. وتنظر الفتاة إلى الفتى.. ليرسما سويا لوحة فنية حية اتفقا (( بصمت )) على تسميتها (( اللقاء الأخير ))..
الفتى صامت..
والفتاة صامتة..
والكل صامت..
إلا الدموع!!
المشهد الثاني:
أم في وداع ابنها الوحيد.. سيسافر بعيدا .. بعيدا جدا.. وسيطول السفر ..
تنظر إليه وهي تعاني ألم الفراق قبل أن تعيشه .. وتتجرع علقم (( البعد )) قبل موعده المقرر!!
تنظر إلى جسده الذي طالما حملته صغيرا وعانقته كبيرا..
تنظر إلى وجهه الذي طالما صبحها صبحا.. ومساها مساء..
تنظر إلى شفتيه التي طالما قبلت جبينها..
تقف الأم أمام ابنها مستسلمة لـ (( وحش الفراق )) ينهش أطراف قلبها اللين بلا رحمة.. ويعبث بعرض مشاعرها..ولا رقيب!!
تودع ابنها بصمت..
الأم صامتة..
والابن صامت..
والكل صامت..
إلا الدموع!!
المشهد الثالث:
في المطار.. أمام بوابة المغادرة.. أخت تقف مع أختها التي ستغادر أرض الوطن في رحلة علاج..
ينظران إلى بعضهما نظرات ليست كالنظرات ..
نظرات ..لن ينساها أبدا كل من حضر المشهد..
نظرات.. كأنما خلقت (( فقط )) لتنظر بها هاتان الأختان إلى بعضهما.. و في تلك اللحظة!!
ينظران إلى بعضهما وكأنما تستعرض كل أخت (( شريط ذكرياتها )) في وجه الأخرى..
لقد لعبا سويا..
لقد ضحكا سويا..
لقد أكلا سويا .. وشربا سويا..
لقد تشاركا في كل شيء.. كل شيء..
حتى الروح..
فلم يكونا سوى روح واحدة تسري في جسدين!!
وها قد حان الموعد..
موعد الفراق..
المشهد صامت..
والكل صامت..
إلا الدموع!!
* * *
في مشهد (( الفتى والفتاة )) وفي مشهد (( الأم وابنها )) وفي مشهد (( الأخت وأختها )).. في جميع هذه المشاهد.. أحكم (( الصمت )) قبضته على كل شيء..على كل شيء..إلا الدموع!!
لقد تمردت الدموع (( بقدسيتها )) على الصمت.. وأبت إلا أن تكون لها في (( مشهد الوداع )) كلمة!
لم يكن للفتى والفتاة لغة في ذلك المشهد إلا الدموع!!
ولم يكن للأم وابنها لغة في ذلك المشهد إلا الدموع!!
ولم يكن للأخت وأختها لغة في ذلك المشهد إلا الدموع!!
لم تتحدث إلا الدموع!!
لقد كانت الدموع لغة الصامتين..
وأشجع الناطقين..
لقد صمت الجميع..ونطقت الدموع..
لتحكي لنا قصة عنوانها (( الدموع المقدسة ))..
الفتى محمد
المفضلات