السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
ها هي أيام الشهر الفضيل تمضي بنا سريعاً نحو انقضاء ثلثه الثاني، فما أسرع مرور الأيام وتعاقب الأزمان، وإنها لآية للمعتبرين، وذكرى للذاكرين، وها هي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك تتراءى في الأفق مئذنة برحيل شهر انتظرناه، فكم كنا بلهفة واشتياق لاستقباله والأُنس بأيامه ولياليه، عقدنا الآمال فيه لزيادة الطاعات والقربات، ومحو الذنوب والسيئات، فيا سعادة من فاز بالقرب من ربه بكثرة الطاعات والقربات، ويا خسارة من تعلق بحبل الآمال وترك شريف الأعمال، وانشغل بالملهيات عن خير الليالي والأيام.
أيام عشرة أو أقل هي خاتمة هذا الشهر المبارك، فالضيف العزيز الذي طالما انتظرناه بدأ يلملم أيامه ولياليه استعداداً للرحيل، ولكن فضل الله عظيم، فما زال في ما بقي خير كثير لمن جدد النية وعقد العزم لاستغلال ما بقي من أيامه الغر ولياليه المباركات، فلعل هذه العشر الأخيرة من رمضان تشحذ الهمم وتسمو بالنفوس.
هالله هالله في العشر الأواخر ويابخت من فاز بـ ليلة القدر ^^
لندخل في الموضوع
▄
أحد كبار السن عندنا يقول " السفيه اذا تحاكى وكثر في السباب ....... اتركه عسى الليالي تدور وتسحله "
وهذا موضوع حوارنا هذا ،،
السفيه آفة في المجتمع وعالة عليه لأنه لا يعرف متى يجب أن يتكلم ومتى يجب أن يسكت، والسفيه يتطفل على كل شيء ويتكلم ويهرف في كل شيء وهو الرويبضة الذي يتكلم في أمر العامة وينصب نفسه ندا لذوي العلم والاختصاص ويسبق طيشه عقله وغضبه حلمه وغفلته يقظته وأما السفيه في الأخلاق فدواؤه السكوت ومتاركته بلا جواب أشد عليه من الجواب في الغالب سفيه الخلق إذا رددت عليه فرجت عنه وإذا خليته فإنه يموت كمداً.
كلمات اقتبستها من الشيخ سعود الشريم "حفظه الله ورفع شأنه في الدارين"
ومن المعلوم أحبائي أن السفيه كالضرع إن حلبته در .. وإن تركته قر !! فهو مثال للمعركة الخاسرة
وقد كان عُمير ابن حبيبٍ ممن أدرك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان يقول لبنيه " بنيَّ إياكم والسفهاء فإن مجالستهم داء من يحلم عن السفيه يُسرّ ومن يجيبه يندم ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى بالكثير " ولاخير في عقلٍ إذا العلمُ غايبٌ ولاخير في علمٍ يكون بلا عقلِ ،، فلا بد من علمٍ وعقلٍ كلاهما يصدانِ عنا ذا السفاهةِ والجهلِ
▄
بعد هذه المقدمة الطويلة نوعاً ما فعلينا الحذر الشديد من السفهاء
فـ هم كما اسلفت بالذكر الدخول معهم في نقاش او حوار او مناظره .. معركة خسارة بكل المعايير والمقاييس
يقول الشافعي رحمه الله : يخاطبني السفيه بكل قبح .. فأكره أن أكون له مجيباً يزيد سفاهة فأزيد حلماً
* * *
فكيف تتعامل مع السفهاء اذا كان زميل لك في الدراسه أو العمل او جار لك أو حتى شخص قريب لك ؟
وهل تستطيع ان تكظم غيظك لو ان هنالك سفيه يأتيك ويتحدث معك ويدخل في نقاش معك وانت تحاول ان تتهرب ولكن لافائده
بأنتظاركم ^^
المفضلات