ذات ليلة كانت مرحة للغاية وكنت سعيد وضاحك وكلي أمل في الحياة , أنهيت جلسة عمل في مركز التصليحات الأجهزة الألكترونية , لم يرحمني قائدي منها عندما علم اني درست وتعلمت فن صيانة الأجهزة الالكترونية فكلفني بتصليح أى شئ وكل شئ أجده لا يعمل , ففعلت وبرعت فيه ولكن ذلك العمل كان عملي الجانبي فعملي الأساسي كان الحراسة للوقود المخزن بداخل عربات مخصصة له كثيرة وكبيرة , كانت الساعة في ذلك الوقت الثانية عشر صباحاً , منتصف الليل هو موعد إنابتي وحراستي في ذلك المكان الذي لطالما أخبرني عنه الكثيرون أنه وقر للعفاريت و مسكن الأرواح المقتولة و مجمع للجن , لم أكن ابالي حينها وكان يقيني في الله كبير و لم أكن أشعر بالخوف لمجرد أنهم قالوا ذلك بل كان كل تفكيري أنهم يريدون تخويفي كما فعلت أنا من قبل مع اناس كثيرون , صعدت في موعدي وأخذت السلاح ووقفت صامد بكل قوة وعزيمة , كان المكان شبه مظلم غير مصباح مُعلق فوق عمود كهربائي طويل يعطي ضوء برتقالي ضعيف , و إضائه خارج حدود مكان حراستي ضعيفة للغاية , إن أتي شخص من أمامي فلن أراه ومن خلفي أيضاً فلابد أن يقترب مني ويكون بيني وبينه بضع خطوات لأتمكن من رؤيته بوضوح , بدأت أسمع أصوات تحدث أشخاص من خلفي فلم أهتم ثم بدء الصياح والنداء
على أسمي فلم أهتم ثم بدء صوت الصراخ و النباح والعواء , ذئب مرة وكلب أخرى و صرخات نساء مرات عديدة لم أكن أهتم بكل ذلك غير صوت الصراخ هو الذي أزعج قلبي شعرت بالخوف شيئاً قليلاً فبدأت أقراء ما أحفظ من القرأن بصوت عالً
لقد أراحني القرأن كثيراً ومر الوقت و أصبحت الثانية بعد منتصف الليل وجاء من خلفي وأخذ السلاح ليستلم إنابة حراسته
لم أخبره بشئ لأني لم أرغب في تخويفه , ذهبت للمبنى الذي أمامي و انا أحمل غطائي , عبارة عن (ملايه زرقاء وبطانية خضراء خشنة ) تحيرت أين انام .؟. فأمامي ينام الأخرون ملتسقون ببعضهم البعض وفي مكاني لا يوجد أحد , فأنا واقف بين المبنى الطويل وبين مني أخر صغير لايوجد إضائة والمكان مظلم للغاية ولكن الهواء شديد ومنعش , لم أفكر في الذي حدث وبدأت في فرش البطانية على الأرض ثم وضعت الملايه فوقها , جلست عليهم وخلعت حذائي الذي أرتديه لأكثر من ستة عشر ساعة ثم قمت بوضعه تحت بداية الفراش الذي أعددته كأنه خداديه نوم لي ,
جلست بتفاني وهدوء بين الهواء الشديد الرائع , أشعلت سيجارة بيضاء وأخذت أنفث فيها تعب اليوم وأفرغ فيها غضبه
وما ان انهيتها حتى أفرضت جسدي فوق الفراش لأتمكن من نوم لا يتجاوز الأربع ساعات ليتم إعادة اليوم من جديد
سحبت الملايه وأفرضتها فوق جسدي لتحميني من غزو الناموش و ألم قرصاته الدامية , تقلبت على جنبي الأيمن وأخذت الغطاء فوق وجهي , لم تمر لحظات حتى سمعت خطوات شخص يمر بجانبي فلم أهتم , ولكن الأمر بدى وكأنه
واقف ويخطوا بجانبي وهو كذلك , صوت الخطوات لم تبتعد بل صداها كصدى أول خطوة , أستغربت الوضع فكشفت عن وجهي واخذت أنظر يمينا ويسارً فلم أجد أحد .؟..أسدلت الستار على وجهي مرة أخرى و أنا أقول لنفسي لابد أن هناك من مر وذهب ولكن الغريب في الأمر أن ذلك الصوت قد عاد مرة أخرى فصحت وأنا مستلقً على ظهري والغطاء على وجهي ...إن كان هناك من يمزح معي فأرجوا أن ينتهي لاني أريد أن أنام ...ولكن لم يجيبني أجد ولم يتوقف الصوت , أعتدلت جالسً و أسندت ظهري للمبني ثم أشعلت سيجارة أخرى و أنا أهم على مراقبة الأجواء لرؤية ذلك الشخص الرزيل و أمساكه كان الوقت حينها 2:15 , ظللت جالس حتى الثانية والنصف ولم أرى شخص ولم أجد أحد
فنمت ولكن الغطاء تركته بعيداً عن وجهي حتى أتمكن من كشف مهما يكن الذي يفعل ذلك و كنت قد بدأت أشعر بالغضب وكنت أهم على ضربه وتهزيقه بطريقة مؤلمة , ولكن الغريب أن الصوت قد عاد ولكني لا أرى أحد يمر البتة ,
أنتفضت من مكاني مسرعاً وأخذت أبحث يميناً ويسارً عن أى شخص يتحرك بجاني فلم أري , ذهبت للشخص الذي واقف يحرس مكاني فسألته إن كان قد مر شخص من هنا الأن ولكنه أخبرني أنه لم يرى أى احد البتة وسألني ماالذي يحدث .؟. فأخبرته أنه لا يحدث شئ حتى لا أصيبه بالقلق ,,ذهبت إلى الفراش مرة أخرى وأغمضت عيني ووضعت الغطاء على رأسي , فبدأت أسمع أحدهم يصيح على من بعيد ينادي بأسمي ندائات متتالية , علمت حينها أن هناك شخص يمزح معي ولا يريدني الحصول على قسط من النوم , فلم أعد أهتم بما يحدث حولي وهممت وعزمت النوم مهما كان ولكن عزيمتي هبطت عندما حدث الذي حدث !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
........................................
................................
..............
......
...
..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كان الغطاء مشدوداً مابين رأسي وقدمي فرأيته يهبط عند منطقة الصدر و كأن أحدهم يجلس فوقه .؟؟؟؟؟؟؟
أستغربت الأمر للغاية و قمت مسرعاً أرى من ذلك الثقيل البارد للغاية !!! فلم أجد أحد .؟؟؟ بدء الشك يأخذني وعقلي يذهب بعيداً ولكن كل ما كان يدور بعقلي أن هناك شخص يمزح معي ............نمت مرة أخرى في نفس الوضعية السابقة فحدث نفس ما حدث , أرى بعيني الغطاء يهبط شيئاً فشيئاً , فتحدثت بجدية وحزم : أبتعد أيها اللعين ودعني أنام بهدوء لأني أقسم لو أمسكتك ستكون نهايتك معي ........ولكن لم يحدث شئ ويبدو أنه لم يستجب لتحذيري
فكشفت عن وجهي مسرعاً بغضب ولكني لم أرى شئ ولم أجد أحد .؟.... في الحقيقة بدء الخوف يتسلل لقلبي
و أخذ عقلي يفكر مرة أخرى و قد تبدد تيقني أنه شخص وتحول أن هناك شئ في ذلك المكان ,,, إما روح لشخص مقتول أو جن يعبث معى أو عفريت يراذلني بغتاته ,,,,, فأعتدلت على جنبي الأيمن وبدأت في تلاوة أذكار قبل النوم
وقراءة القران بصوت عالً و أنا تحت الغطاء ...فأصبح كل شئ هادئ للغاية , فحمدت الله كثيراً بداخلي ثم تقلبت للوضعية الأولى وهى الأستلقاء على ظهري و الغطاء مشدود مابين رأسي و قدمي , فجائني الصوت الذي قلب الموازين من حيث لا أدري ...............................
صوت غليظ مرعب يهمهم همهمه مرعبه تخلع القلوب من صدورها ....يردد بنفس الطريقة
....هممممممم,,,هممممممممم,هممممممم لقد تغلغل الصوت بداخلي بطريقة مخيفة فأنتفضت من مكاني وجمعت أغراضي و أخذت أجري و أجري وأجري بدون توقف ....... حتى أبتعدت كثيراً عن هذا المكان المخيف ....
.........
ومن الغريب أنه في الصباح جائني صديق لي يقص على نفس ما حدث معي بالتفصيل الممل ويقول أنه حدث معه فى نفس الليلة ونفس المكان .......
كان موقف مرعب للغاية ومضحك في الوقت ذاته ....
المفضلات