نيويورك/11-9-2001
تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية صباح الثلاثاء 11-9-2001 لسلسلة من الهجمات، وتركزت في كل من واشنطن ونيويورك وبنسلفانيا.
وبدأت هذه الهجمات باصطدام طائرتين من طراز بوينج بمركز التجارة العالمي -أعلى مبنى في العالم- بحي مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية الثلاثاء 11-9-2001؛ وهو ما أدى إلى نشوب حريق هائل في الطوابق العليا للمركز المكون من برجين، ثم انهار البرجان بعد ذلك، في مشهد بثته تلفزيونات العالم على الهواء مباشرة.
وقال مكتب التحقيقات الاتحادية الأمريكي "إف.بي.آي": إن الطائرتين اختُطفتا قبل اصطدامها بالمركز. وأكدت محطات التلفزيون الأمريكية أن الطائرتين اصطدمتا بالمبنى بفارق 18 دقيقة وفق الصور التي بثتها محطات التلفزيون الأمريكية مباشرة.
وقالت مصادر بشركة "أمريكان إيرلاينز" المالكة للطائرتين اللتين انفجرتا ببرجي مركز التجارة العالمي: إنهما كانتا تقلان ما مجموعه 156 راكبا وملاحا. وأضافت أن واحدة منهما كانت من نوع بوينغ 767 وكانت متجهة من بوسطن إلى لوس أنجلوس وعليها 81 راكبا، وتسعة مضيفين وطياران. أما الطائرة الثانية فكانت من نوع بوينغ 757، وكان على متنها 58 راكبا، وأربعة مضيفين وطياران، وكانت متجهة من مطار واشنطن دالاس إلى لوس أنجلوس أيضا.
وفي أثناء حدوث اصطدام الطائرتين بمبنى التجارة العالمي سقطت طائرة على مبنى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون في العاصمة واشنطن، وتسبب ذلك في انفجار كبير وتدمير كامل للمبني. وقال شهود عيان: إن الطائرة ارتطمت بالأرض بالقرب من مهبط لطائرات الهليكوبتر في وزارة الدفاع التي تحوي مقر قيادة القوات المسلحة الأمريكية ومكتب وزير الدفاع.
وبعد دقائق من تدمير البنتاجون قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية: إن هناك انفجارات متفرقة وقعت في وزارة الخارجية والكونجرس. في غضون ذلك قالت وكالة "فرانس برس": إن طائرة ركاب أخرى من طراز بوينج تحطمت في مدينة بتسبرج بولاية بنسلفانيا. وتقول مصادر: إن هذه الطائرة كانت تقل حوالي 80 راكبا.. ولم تتوفر بعد تفاصيل عن هذا الحادث.
وذكرت أنباء أن مباني البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخزانة الأمريكية تم إخلاؤها من جميع الموظفين، وبدأت عملية كبيرة لإخلاء كل المباني الحكومية في العاصمة، كما أخلت سلطات مدينة شيكاغو المباني الإدارية الشاهقة والشركات، ومبنى بورصتي الأسهم والسلع. كما أعلنت شركة خطوط السكك الحديد الأمريكية "أمتراك" تعليق الرحلات في شمال شرق الولايات المتحدة بين مدينتي واشنطن وبوسطن اللتين تبلغ المسافة بينهما حوالي 700 كم، ويمر الخط بنيويورك.
وقد تم إغلاق بورصة نيويورك "وورد ستريت"، كما أخليت سوق نيويورك التجارية "نايمكس"، وبورصة السلع الأولية "نايبوت" مجلس نيويورك التجاري، بعد الانفجارين اللذين هزا مركز التجارة العالمي الذي يضم نايبوت، ويقع بجوار مبنى نايمكس.
وفي لوس أنجلوس، تم إخلاء جميع قاعات الوصول في مطار لوس أنجلوس الدولي. وقالت المتحدثة باسم المطارات في كاليفورنيا "غيل غادي": إن "الشرطة تقوم بإخلاء جميع قاعات الوصول، كما تم وقف حركة مرور السيارات حول جميع قاعات المسافرين".
وفي نيويورك، دعا رئيس بلدية نيويورك "رودولف غويلياني" عبر شبكة التلفزيون الأمريكية "سي إن إن" الحرس الوطني إلى تعزيز فرق الإغاثة، والعمل على المحافظة على الأمن في المدينة.
وقد أصدرت هيئة الطيران المدني الأمريكية أمرا بإيقاف كل الرحلات الجوية داخل الولايات المتحدة، كما تقرر إلغاء جميع الرحلات الدولية القادمة للولايات المتحدة وكندا.
وقدرت مصادر أمريكية لشبكة "سي إن إن" ضحايا مركز التجارة العالمي وحده بأكثر من عشرة آلاف شخص، بينما قالت مصادر أخرى: إن عدد ضحايا حوادث الانفجارات المختلفة سيصل إلى أكثر من مائة ألف شخص.
في هذه الأثناء زعمت وسائل إعلام غربية مسؤولية جماعة فلسطينية عن الهجمات التي وقعت على مركز التجارة العالمي بنيويورك، إلا أن معظم الجماعات الفلسطينية سارعت بإعلان عدم مسؤوليتها عن أي من هذه الحوادث. كما أدانت حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان الهجمات، وأنكرت ضلوع أسامة بن لادن فيها.
من جهته أعرب الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن حادث اصطدام الطائرتين بمبنى التجارة العالمي في نيويورك عمل متعمّد وليس حادثا عرضيا.
وقال الرئيس الأمريكي في كلمة وجهها للشعب الأمريكي بعد حادث الانفجار: إنه وجّه تعليماته إلى حاكم نيويورك من أجل بذل كل الجهود للسيطرة على الحريق. وأضاف أنه أمر بالقيام بالتحقيقات والتحريات العاجلة من أجل الوصول إلى الجناة الذين ارتكبوا هذا العمل.
تأهب وإغلاق سفارات
على صعيد آخر قال مسؤولون أمريكيون لوكالة فرانس برس مساء الثلاثاء 11-9-2001: إن الأسطول الأمريكي في المحيط الأطلسي أرسل حاملات طائرات إلى واشنطن ونيويورك؛ لتوفير دفاعات جوية للعاصمتين السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة، كما تم وضع الأسطول البحري الأمريكي –الذي مقره نورفولك بولاية فرجينيا- في أقصى درجات التأهب العسكرية.. "الحالة دلتا".
من جهة أخرى وضعت الولايات المتحدة قواتها ومنشآتها في منطقة الخليج العربية في أقصى درجات التأهب. كما تم رفع الحالة الأمنية حول معسكر الدوحة، حيث ينتشر مئات الجنود الأمريكيين، وكذا المعدات العسكرية الثقيلة إلى "الحالة دلتا". وكذلك كان الحال في القواعد الجوية الكويتية، حيث توجد طائرات وموظفون بريطانيون وأمريكيون.
وأصدرت السفارة الأمريكية تحذيرا للأمريكيين المقيمين في الكويت -وعددهم ثمانية آلاف-بعدم لفت الأنظار، ولكنها قالت: "ليست لدينا معلومات تشير إلى تهديد معين في الكويت". وقال مصدر دفاعي غربي رفيع لوكالات الأنباء: إن التقديرات الأولية تشير إلى أنه "لا يوجد تهديد إقليمي". ولم يكن للأسطول الخامس الأمريكي الموجود في البحرين أي تعليق على إجراءاته الأمنية.
أما السفارات الأمريكية في الخليج فقالت: إنها تعتزم إغلاق أبوابها الأربعاء 12-9-2001 كإجراء احترازي.
وقالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في الكويت: إن السفارة ستغلق الأربعاء 12-9-2001 وحتى إشعار آخر؛ بسبب هذه الهجمات، وإنه تم اتخاذ هذا القرار محليا وسيُراجع في وقت لاحق من الأسبوع.
كما قال مسؤول في السفارة الأمريكية في الإمارات العربية المتحدة: إن السفارة الموجودة في أبو ظبي والقنصلية في دبي ستغلقان أبوابهما الأربعاء 12-9-2001.
![الصورة الرمزية الخاصة بـ ][ابوخالد][](customavatars/avatar80_3.gif "الصورة الرمزية الخاصة بـ ][ابوخالد]["){kind=avatar}
المفضلات