الصفحة رقم 1 من 10 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 198
  1. #1

    العَجلة الدّوّارة.

    attachment




    بسم الله الرحمان الرحيم .


    01




    سبّابة نحيلة ليد معروقة شاحبة،تعبث بحبل طويل خرج من طرف ياقة السترة الثقيلة التي غاص فيها جسد الشاب النحيل،كل نظره كان مركزا على يده هذه.الهواء بارد،رغم كل ذاك الصراخ والغضب الذي ينبعث من محدثه، ذلك الرجل الواقف على مقربة منه،بدا الشاب صامتا،لا يشعر بشيء،لكن الحقيقة أن الخوف والقلق من الداخل كانا ينهشانه.
    هدأت نبرة الرجل أخيرا،غير أن عيناه وملامح وجهه المتجعدة لم يزدادا إلا غضبا واتقادا،
    عقدarrow-10x10 ساعديه وتكلم :
    - هكذا إذا،لا تودّ أن تفتح فمك بكلمة أيها المراهق ؟
    تناثر صوته في الهواء كشفرات حادة صغيرة،لكن الشاب لم يحرك ساكنا.تأمله الرجل لثوان،ثم انقلبت سحنته وأظلم وجهه القمحي أكثر :
    - حسنا،عرفت منذ البداية أن الكلام لن يجدي معك شيئا.
    صرخ ملتفتا نحو الباب :
    - كلارك،ائتني بالأدوات،لقد حان إعداد السلطة.
    انقبض شيء في صدر الشاب،ضم قبضته وأدخلها خلف السترة وقاوم ابتلاع ريقه
    "لن تتكلم يا يمان،لن تفعل هذا،أنت تعرف أنه مهما بلغت وحشية أدواته فلن تفوق وحشية الأخ،أبدا "
    أخذ نفسا عميقا،إنه رغم خوفه لا يريد أي بادرة للاستسلام تبدو عليه،سيتحمل ولن يجعل هذا الضابط يتغلب عليه،لقد كان يعلم منذ البداية أن هذا ماسيحصل أخيرا،سيقع بين أيديهم،وكان يعلم أيضا أن إدراكه هذا لن يغير شيئا،وإن كان من ملامة فلن يلوم أحدا غيره،لقد رضي بأن يركض نحو العجلة ويركب فوقها،وستسمر العجلة بالدوران حتى تكسر الريح أضلاعها.




    -


    - سكر ؟
    سألت المرأة بهدوء يعكس مزاجها الرائق،ومضت عدة ثوانٍ ومازال سؤالها يسبح في الهواء،رفعت حاجبها المرسوم متعجبة،وحركت أناملها قليلا فاصطدمت الملعقة اللامعة الصغيرة بطرف الكوب،وأخيرا،خرجت الفتاة من شرودها،وتنحنحت ثم رفعت عينيها المحمّرتين بعض الشيء إلى المرأة التي استرخت بجلستها :
    - أعتذر إليكِ نِهال،تعرفين أنّي أرقتُ بالأمس ولم أستطع النوم حتى الآن،انتباهي يتسرب ببطء.
    أمسكت بالكوب ورفعته إلى فمها ولم تكد تأخذ رشفة حتى تغضّن وجهها المليح فأعادته بسرعة إلى الطاولة،ومدت يدها وأضافت إليه السكر ،بينما كانت المرأة تضحك بمرح وتقول :
    - كنت أعرف أنكِ يستحيل أن تشربي الشاي بدون سكر إضافي،لكنني تعمدت سؤالك قبل وضعه حتى تخرجي من هذا الشرود الفظيع،لا أحتمل رؤيتك هكذا حتى ولو كنتِ متعبة صغيرتي.
    ابتسمت بسخرية :
    - لا صغيرتكِ ولا شيء،أنانية كالعادة سيدة نهلة.
    عقدت نهلة ساعديها وأسندت ظهرها أكثر ولم تفكر بالكلام،لربما هذا بسبب التعب فقط،وإلا فإن آماليا لم تكن مزاجية بهذا الشكل الذي يفقدها أعصابها لو لم تصبر،تنهدت بخفة وأمسكت بكوبها وعاودت الشرب،لقد شردت آماليا مرة أخرى على كل حال،هاهي تجلس صالبة ظهرها وزرقة عيناها صامتة كأعماق المحيط.هذا ما بدا لنهلة،لكن الحقيقة،أن الرعب يعجن بيده السوداء قلب آماليا،وصوت الخوف يصرخ في كل أفكارها المستعرة
    " هل سيكون شيء غير الموت أمامنا لو استسلم يمان ؟ "
    ليس هينا ذلك الأمر الذي أرّقها بالأمس،ليس هيّنا أبدا.


    -


    الردهة الوحيدة المظلمة. قدمان قويتان تخطوان على أرضيتها الباهتة بتأن.عينا الرجل الذي يمشي تنظر إلى الباب البعيد في مؤخرة الردهة نظرة رجل يعرف ماسيفعله، إنهما هادئتان،حادتان وباردتان، بلونهما الداكن الذي بالكاد يظهر في هذا النور الضعيف.
    توقف على بعد خطوة من الباب.طرق طرقة واحدة وخاطفة ثم دفعه.ودلف إلى الداخل.
    الضوء خافت، تعدّى الباب الجانبي الموجود في الجدار على يمينه بعيدا عن الباب الرئيسي بقليل،على السرير الواقع في وسط الغرفة الرحبة والمطابق لأسرّة المشافي،تستلقي امرأة ما إن تقع العين عليها حتى تدرك المرض العضال الذي يعض بمخالبه جسدها كله.لكن هذا لم يمنع العجوز اليقظة من أن تلتفت فورا لترى الداخل الذي لم يلقي كلمة واحدة حتى اﻵن.تفحصته العجوز بحدقتيها الرماديتين الفاتحتين :
    - اﻵن يبدو لي بأنهم لم يخطئوا بوضعي هاهنا في هذه الغرفة المنبوذة.
    لم تثني هذه الكراهية عزيمة الرجل الذي تقدم أكثر بعد أن أغلق الباب وراءه.ابتسم،وتكلمت العجوز مرة أخرى بصوتها الخشن :
    - بالتأكيد لم تأت إلى هنا أنك اشتقت إلى عمتك المنبوذة يا أسود.
    اتسعت ابتسامته أكثر.ثم انخسفت تماما تحت وطئة الحقد البارد الذي سقط على وجهه :
    - لم أتوقع أن عجوزا مثلك ستذكر اسمي.
    مسحت العجوز بكفها النحيلة ككبريت على طرف الفراش اﻷبيض :
    - ياللأسف إن ذاكرتي قوية.
    وضع أسود يده في جيب بنطاله،وقبض على شيء ما في عمقه :
    - جيد،سيخدمنا هذا بشكل لن تتوقعيه يا عجوز.فإني لم آت إلا من أجل الذاكرة.
    أخرج الشيء الذي في جيبه إلى النور،ولم تكد العجوز تراه حتى شهقت شهقة قوية أجبرتها على رفع رأسها عن الوسادة،لقد كان الشيء الذي أخرجه إسورة قديمة جدا من حليها،لكن لوجودها الآن هاهنا في يده،معنى ساحق قد يودي بحياتها المتبقية إلى الجحيم،كيف استطاع الحصول عليها هذا الخبيث ؟
    إنها عاجزة حتى عن التفكير والنطق من الصدمة.
    - ألم تسمعي بالمعمعة التي حصلت في هذا القصر قبل عدة أيام ؟
    سألها أسود،عينيه تبدوان كما لو أنهما شعلتا نار سوداء متقدة،بالطبع لم تستطع العجوز أن تجيب،احتّدت نظرته أكثر بينما يده تلعب بالسّوار :
    - أكنتِ واثقة لهذا الحدّ بعدم انكشاف حقاراتكِ التي فعلتها سابقا أنتِ وتلك المخلوقة،إلى حدّ أن تتركي عندها هذا الدليل القاطع ؟ سوار متوارث وهو الوحيد من نوعه ؟
    كزّ على أسنانه :
    - أم أنّك تركتِه عندها لتثبتي لها انسلاخكِ من هذه العائلة وولائك لها حتى تطمئن،أيتها العجوز المتعفنة !
    - اصمت
    فقط،هذه الكلمة الوحيدة التي استطاعت قولها،وقد احتقن وجهها واحمّر بشكل فظيع،ارتمت على السرير مجددا،وتهاوت يدها اليسرى إلى الأسفل،وعندما عثرت أناملها عليه أخيرا،استطاعت العجوز أن تهدأ وتلملم أنفاسها.
    تأمل أسود محياها بسخرية باردة،أدخل يده اليسرى في جيبه الآخر وضغط بإصبعه على شيء ما وتكلّم :
    - حقا إن المرء ليدهش من هذا القدر الذي تمتلكينه من النتانة يا بورانْ،بعد كل هذه المصائب التي شهدتها وقد حدثت بسبب بضعة كلمات ورغبات لعينة طلبت تنفيذها من تلك المخلوقة،حتى بعد كل هذا الألم الذي أصاب العائلة جميعها مازلت صامتة،لا شك أنكِ فرحة بهذا المرض الذي جعلهم ينسونكِ ولا يفكرون بكِ كشخص مشتبه به،لكن صدقيني،لن يستمر هذا بعد الآن،ولو على جثتي.
    "إذا هو يعرف كل شيء" فكّرت بوران وكفها يعبث بالشيء الذي في الأسفل،لكن تعبيرا واحدا غير الهدوء الغامض لم يظهر على وجهها،وعلى كل لم ينتظر أسود شيئا،بل واصل كلامه ساردا كل التفاصيل التي لم تُمحى من ذاكرتها،متى ذهبت إلى تلك المخلوقة،وماذا قالت لها بالضبط،وكيف بذلت جهدها هي ومن ورثها،فقط ليستمر هذا العذاب في الحدوث،ويتكرر كل مرة في هذه العائلة،بالطرق المختلفة.
    انتظرته العجوز،تعبير غامض يكتسح وجهها،لا،ليس هدوءا،ولا انفعالا قويا،بل كان شيئا يشبه الغموض،والانغلاق،والترقب،إنما فقط عندما انتهى أسود من كلامه،عمّت النشوة وجهها،وقهقهت العجوز قهقهة صغيرة وخافتة بعض الشيء،عندما شعرت بكف ذلك الشخص تقبض على يدها التي كانت طوال الوقت تلمسه وتمر عليه كما لو أنها قطة صغيرة محبوبة.تفاجئ أسود،للتو فقط انتبه ليدها التي كانت مختفية خلف السرير الكبير وقد رفعتها أخيرا،وحينذاك،سمع صوت نفس غريب آخر في الغرفة،قطب حاجبيه،العجوز تحدق فيه بعينيها اللامعتين :
    - أتعرف يا أسود ؟ طوال هذه السنين التي مضت،لم يفرغ رأسي من احتمال أن يكتشف فعلتي أحد،لكن في الوقت نفسه،لم أتوقع أن شخصا غيرك سيكتشفني،حتى عمّك الضابط الذي يتمتع بمقدرة عالية على كشف المجرمين،لا يملك مخيلة سوداء شيطانية مثل مخيلتك،تخوّل له أن يبحث في كل مكان كالمجنون،يبحث عن فريسة.
    - أرى الآن أن ظني لم يخب،إنك الشخص الوحيد الذي يعرف حقيقتي،لأنك مثلي تماما.لا تستطيع صدّ أشباحك السوداء،وظنونك التي تسكنك عن الخروج،حتى ولو استعملت روحك.
    - وإذا اكتشفت أنك محقّ،فإنه حينها لا شيء سيكبح شعورك بالمسؤولية.خصوصًا إذا حصلت معمعة كالتي سألتني عنها،وكنت أنت الوحيد الذي يعرف الحقيقة.ولهذا السبب بالذات أتيت إليّ ظانّا بأنك سوف تفحمني وتضعني أمام المصيدة.
    لم يستطع أسود أن ينطق بكلمة واحدة،ليس وكأن كلمات العجوز أثرت فيه،بل،ذلك الشخص الذي ظهر أخيرا،خرج من تحت السرير التي تستلقي عليه،مرتديا البياض من رأسه إلى أخمص قدميه،بنطال أبيض،معطف طويل يصل إلى الركبتين،كمامة مرخاة إلى أسفل ذقنه،وحقيبة بيضاء يمسكه بيده،لقد كان طبيبا بلا شك.
    " تبّا،مالذي يجعل طبيبها الخاص يستلقي تحت السرير ويخرج فجأة هكذا . .،لحظة،أكان يستمع إلى جميع ماقلته ؟" فكّر أسود وهو ينظر إلى عيني الطبيب الناعستين،إنّه يعرفه،رافاييل،شاب في نهاية العشرينات،لقد طلبته هذه العجوز خصيصا ليرعاها هنا بعد عودتها من مشفى في دولة أجنبية،ولا شك بأنها أعطته بضعة ملايين حتى يترك حياته وعمله ويأتي معها،عجوز أنانية.
    - ألن تسلّم على رافاييل يا أسود ؟
    قطعت بورانْ أفكاره،وأجاب رافاييل بدلا عنه،إذ تقدم وتعدّى السرير،وعلى وجهه ابتسامة ودودة،مدّ يده هامّا بأخذ كفّ أسود،لكنه أسرع ووضع الإسورة في جيبه بحركة خاطفة قبل أن يسلمه يده حريصا على ألّا يظهر في حركاته ووجهه أي شيء من التوجس :
    - أهلا راف.
    قالها ببرود،مازال المعني محافظا على ابتسامته التي تكاد تجبر عينيه من اتساعها على الانغلاق :
    - مرحبا،أسود . . لقد كانت هذه العجوز الشريرة تحاول طوال الوقت إيقاظي من نومي،والآن فقط عرفت أنها لم تكن مخطئة،أنت شخص يستحق أن أستيقظ من نومي من أجل الترحيب به،عزيزي أسود.
    في الثانية التي انتهى بها رافاييل من كلامه،اقتحم الغرفة أربعة رجال بين أيديهم حِبال،وبسرعة البرق اندفعوا إلى أسود،ولوى راف يده بكل ما يملك من القوة،وفي اللحظة التالية كان مُقعدا على الأرض والأربعة رجال يقيّدونه.بينما ينظر إليه راف من الأعلى بنفس نظرته الودودة.
    سقط الإدراك فجأة على رأس أسود كفأس لا تعرف اللعب،ياللهول،إن هذه العجوز ليست هينة،حتى ولو كان محققا،مالذي جعله واثقا إلى هذا الحد،حتى يأتي إلى هنا وليس معه سوى مسدس لم يضع في رأسه أن سيضّطر إلى استخدامه أبدا،إلا لأجل التهديد،لا شكّ بأن راف الكذاب استيقظ فور أن نبّهته العجوز واتّصل بهؤلاء الرجال الأربعة حتى يتمكن من النيل منه،لم يتوقع أسود أبدا أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة،تبا،لقد كان يريد فقط أن يخبر العجوز بأنه يعلم وبأنه لن يتركها تنفذ بجلدها،لكن الآن،هو الوحيد الذي حُرم من النفاذ بجلده،وليس بورانْ،عمته الحديدية التي ظن أن المرض أنهكها،وبأنها ستعترف وتخجل من نفسها وتسلمها إلى العدالة،حتى تنتهي هذه المعمعة بعقاب المذنبين من الأول حتى الأخير،لكن لا،يبدو أن الأوان عليه قد فات،هاهو الآن مقيّد ومُلقى على الأرض،وبجانبه جلس رافاييل،وفتح حقيبته وأخرج منها بعض الأشياء ومازالت ابتسامته الودودة على وجهه الوسيم الأبيض.

    اخر تعديل كان بواسطة » أمواج المحيط في يوم » 21-02-2015 عند الساعة » 13:16



    اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
    ،واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ♥"
    الحمدلله كثيرًا *)
    القرآن كامل *


  2. ...

  3. #2

    حجز pirate
    !

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته beard . .

    بلا بلا بلا laugh،لقد إنه هاهنا حرق يا أحبتي،إن لم تقرأوا الخبيصة الفانتاستيكية التي فوق
    فيستحسن ألّا تتعدوا هذا السطر وإلا . . pirate !!!!!

    المهم smoker . .
    مالذّي جعلني أشطح وأكتب رواية فجأة biggrin ؟
    الله أعلم knockedout،لقد ظهر في رأسي أول حِبال الحبكة وأنا في فصلي الدّراسي قبل شهر ونصف أو مايقارب
    الشهرين ربما laugh،ولم أضيع وقتًا ولله الحمد embarrassed،كتبتها فورا على ورقة صفراء وبالقلم الأزرق squareeyed
    حتى عندما أراها محشورة في الحقيبة أتذكر أنها شيء مهم laugh !
    المهم،كتبتها إلى النصف biggrin
    وتركتها شهرًا ربما laugh،أو أكثر،المهم أني لم أفكر بها بشكل جدّي إلا وقت كتابتها،لكن بقي الإصرار
    على كتابة روايةٍ في رأسي،وحقا قبل أسبوع ربما ازداد الإصرار بشكل فظيع،خصوصًا أننا الآن في إجازة biggrin
    ولدي وقت كافٍ لأتخمج أمام اللابتوب وأكتب وأعد كل شيء embarrassed . .
    والحمدلله نزل عليّ الإلهام وقت العصر عندما كانت عائلتي تحتاج إليّ لمساعدتها بترتيب الكتب في الدواليب الجديدة laugh
    وأكملت الحبكة وقتها،ثم سحبت عليها biggrin
    وبقي مقطع البداية،مقطع يمان في رأسي يتردد إلى أن استسلمت وكتبته وأتت بعده المقاطع الأخرى قبل أن أنهي كتابة الحبكة laugh
    على كل الآن أرى بأن كتابتها كاملة أمر مستحيل في وقت قصير،بل على كتابتها "عدا الخطوط الرئيسية طبعا" أن تكون متزامنة مع كتابة
    الرواية smoker !

    ولهذا لم أضيع وقتا وبدأت بكتابة الفصل الأول ولله الحمد biggrin
    وهاهو الآن فوق أمامكم laugh
    الحمدلله آآآه لا أصدق أني فعلتها embarrassed . .
    صدقا مقدار السعادة التي أشعر بها الآن عجييبة embarrassed . .
    آه حقا الحمدلله e411

    احم laugh،لا شكّ بأنكم انتبهتم إلى خبصة الأسماء في الفصل الأول laugh،وهذا يعني أن الرواية يمكن
    أن تحتوي على شخصيات من أي جنسية ومن أي جهة في العالم laugh
    لكن الأساس أنها عربية biggrin
    لكن أيضا،لا تحسبوا أن أسماء الشخصيات تدل على جنسياتها laugh - ماعدا العربية طبعا - لقد جلبت أسماءً
    من رأسي واخترعت وجلبت من الانترنت laugh،لذا لا تتعبوا رؤوسكم بالتفكير في جنسيات الشخصيات laugh
    فقد قررت أني لن أفصح عنها biggrin

    المهم laugh،لقد شطحت كعادتي وأخذت الشخصيات من وسط المعمعة وجلبتهم إلى الفصل الأول laugh،لذا ربما
    يكون نقطة رجوع في المستقبل أو أو . . أي شيء biggrin !
    بالنسبة إلى مواعيد الفصول فبالطبع وأكيدا أنا لا أضمن نفسي laugh،لكن بإذن الله بإذن الله،إن أنعم الله علي بالمزاج
    والإلهام لأكتب،فسأفعل ما استطعت ولن أبخل عليكم بإذن الله،وإن انقطعوا فالصبر الصبر em_1f624

    يلّا biggrin
    مع السلامة e414 ~
    اخر تعديل كان بواسطة » لاڤينيا . . في يوم » 08-06-2014 عند الساعة » 15:16

  4. #3


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالك لافينيا؟ أتمنى بخير حال

    حسناً بداية قوية، مشوقة جداً وموفقة جداً ما شاء الله > أُحب البدايات المنقولة من وسط معمعة على قولك biggrin
    فقد كنت في خضم توقع فعلة يمان، حتى نقلتني لـ آماليا التي وسعت دائرة الجريمة للجماعة > حديث نفس لا تهتمي به كثيراً biggrin
    ثم أخرجتني نهائياً من يمان للعجوز الشمطاء حقاً بوران وأسود. لا تعلمين كم التخمين الذي خمنته في رأسي قبل انتهاء المقطع knockedout
    هذا التشتت أكسب الفصل الأول قوة وغموض جعلاني أؤؤكد المتابعة بإذن الله.
    وبالنسبة للجنسيات كنت قد قررت حقاً بنهاية الأسطر أن أبطالها شاميين فتلك أسمائهم، لكن ظهور رفاييل خرب علي قليلاً حتى ذكرت أمر العلاج بالخارج. حسناً سأترك الجنسيات فيبدو أنك لا تحبيين تقييد نفسك بعادات بلد مثلي gooood

    أدبياً، أرى بداية كاتبة عالمية يا جميلة، وهذا كفيل بجعلي أغض النظر عن الجانب الأدبي وأستمتع بالجانب الفني أكثر.
    لذا حقيقة أندمجت مع أحداث الفصل. على كل حال تناول الجانب الأدبي مبكراً جداً.

    وهذا ما لدي بالنسبة للفصل الأول وانتظر القادم بشوق
    في أمان الله
    اخر تعديل كان بواسطة » ديدا. في يوم » 08-06-2014 عند الساعة » 18:08

  5. #4
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ديدا. مشاهدة المشاركة


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالك لافينيا؟ أتمنى بخير حال

    حسناً بداية قوية، مشوقة جداً وموفقة جداً ما شاء الله > أُحب البدايات المنقولة من وسط معمعة على قولك biggrin
    فقد كنت في خضم توقع فعلة يمان، حتى نقلتني لـ آماليا التي وسعت دائرة الجريمة للجماعة > حديث نفس لا تهتمي به كثيراً biggrin
    ثم أخرجتني نهائياً من يمان للعجوز الشمطاء حقاً بوران وأسود. لا تعلمين كم التخمين الذي خمنته في رأسي قبل انتهاء المقطع knockedout
    هذا التشتت أكسب الفصل الأول قوة وغموض جعلاني أؤؤكد المتابعة بإذن الله.
    وبالنسبة للجنسيات كنت قد قررت حقاً بنهاية الأسطر أن أبطالها شاميين فتلك أسمائهم، لكن ظهور رفاييل خرب علي قليلاً حتى ذكرت أمر العلاج بالخارج. حسناً سأترك الجنسيات فيبدو أنك لا تحبيين تقييد نفسك بعادات بلد مثلي gooood

    أدبياً، أرى بداية كاتبة عالمية يا جميلة، وهذا كفيل بجعلي أغض النظر عن الجانب الأدبي وأستمتع بالجانب الفني أكثر.
    لذا حقيقة أندمجت مع أحداث الفصل. على كل حال تناول الجانب الأدبي مبكراً جداً.

    وهذا ما لدي بالنسبة للفصل الأول وانتظر القادم بشوق
    في أمان الله
    أهلا وسهلا عزيزتي ديدا embarrassed . .
    وحقا إن أول رد يغريني بالرد عليه laugh

    أهم شيء أنكِ حاولت معرفة جنسية الشخصيات ثم استسلمتي laugh،هذا جيد فحتى لو حزرتِ فلن يكون ذلك صحيحا
    لأنني أنا حتى الآن لا أعرف ماهي جنسياتهم بالتحديد laugh laugh !
    عرب وعجم خلطة وانتهينا laugh Xd
    لكن ليس إلى درجة يختبص فيها كل شيء،بإذن الله هناك حدود وتوضيحات biggrin
    بإذن الله سيأتيكِ القادم :طيب:،لقد بدأت كتابته ولله الحمد embarrassed . .

    شُكرا على مرورك e418
    مع السلامة embarrassed

  6. #5

  7. #6
    حسنا..ساتابع بصمت حتى تتحسن حالتي الكمبيوترية �� <وحدة ماعندها كيبورد "_"

  8. #7
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    لايتو ما أخبارك يا فتاة ؟

    صراحة الصورة في المقدمة عجيبة
    ذكرتني بلعبة أربعة صور وكلمة .. هل الرابط الذي يجمع بين الصور
    هو عجلة الزمان الدوارة ؟
    >> من بدايتها شطحات وتخريفات

    لم أقرا إلا شيئا بسيطا من البداية
    ومقطع الفتاتين والسكر ..

    كان أملي كبير أن تكون قصة قصيرة لا رواية
    لا يخفى علي جمال أسلوبك
    لكني حاليا لا أستطيع الرد على المواضيع الطويلة .. لذا سأعود يوما ما
    إن شاء الرحمن

    احم لنأمل ذلك ><

    أرجو ان لا يزعجك ذلك .. ودمتِ مبدعة متألقة

  9. #8


    اللهم ارحمنا من الحجوز واكفف عنا كثرتها
    e408 !
    أنتظركم ogre !

    جثمان أنتِ داخلة بالانتظار cheeky . . .
    < نفرة ما اقتنعت بالرد xD

  10. #9
    ههههههه .. اللهم آمين


    احم .. لماذا لم تقتنعي بالرد ؟

    حقا المزاج الأسود يرافقني كظلي هذه الأيام
    ما أرغبه هو قراءة أقصوصة من عشرة أسطر .. تزيد أو تنقص قليلا
    حتى القصص التي تكون أكثر من صفحة .. أشعر أنها طويلة طويلة جدا

    صدقيني ما إن أخرج من هذه الحالة
    سأوافيك برد يثلج صدرك .. إلى ذلك الوقت
    أرجو منك إكمال ما بدئته

    >> احممم كنت سأرسل هذا الكلام في المحادثات
    لكن ملفك الشخصي em_1f611

    في حفظ الرحمن

  11. #10


    ^

    لم أتوقع أنكِ ستردين laugh xD
    أعرف هذا المزاج knockedoutب
    بل إنه عندما يأتيني لا أتعب نفسي وأقرأ شيئا أصلا laugh
    بل أهجر قراءة القصص وأذهب إلى الشعر beard
    المهم،أنتظرك بفارغ الصبر خصوصا أنتِ embarrassed . .
    وأنتظر الباقين *فيس أبو نص عين*

  12. #11
    بسم الله الرحمن الرحيم

    كيف حالكِ لافينيا ؟ بخير وعافية كما آمل

    الحمد لله ان طرد عني خمول الإجازة وكسلها ، كنت في حاجة حقَاً إلى قراءة شيء وحرفياً "يصحصح "
    يارب ان يعود إلي الحماس للكتابة واكمل ما تراكم عليَ بسبب الدراسة ، المهم ان رائعتكِ هذه قد حرَكت فيَ شيئاً جميلاً

    اولاً احببت الصورة اليسرى من الاعلى ، واليمنى من الاسفل ..وليس لسبب معيَن حتماً XD ولكن مثل هذه الرسومات تجعل الشخص يسرح محاولاً بجهد ان يفهم ما ترمي إليه
    ولا يصيب..بالنسبة لي طبعاً disappointed

    على أي حال نعود لعنوان الرواية "العجلة الدوارة" لم افهم بعد إلى أي جزء بالحكاية يرمي بالضبط ، وانتظر بكل توقِ اخباركِ لنا بهذا ..وعسى ان يكون في القريب العاجل *.*

    ممَا فهمت ان عزيزنا "يمان" قد قام بمصيبة ما وهو على الأرجح لا ينوي الإعتراف ermm
    ظننت الرجل الذي يستجوبه فرداً من عصابة او منظمة ولكن تبيَن لي انه ضابط XD مما يجعل يمان مجرماً !

    لقد رضي بأن يركض نحو العجلة ويركب فوقها،وستسمر العجلة بالدوران حتى تكسر الريح أضلاعها.
    العنوان من جديد ، أي عجلة هذه التي ركض نحوها و اودت به إلى هذه المصيبة ؟ cry

    انا مشفقة عليه من وحشية "تلك الأدوات" ولكن كما بدا لي انه يخشى شخصاً آخر وحشيته تفوق ذلك العذاب الذي سيتعرَض له
    "الأخ" كما قلتي ، والذي اشعر باهتمامي ينجذب نحوه cheeky
    لا اطيقٌ صبراً حتى تحكي لنا بشأنه.

    المشهد الثاني

    لا اخفيكِ سرَاً ان هالة من "الروقان" سقطت علي وانا اقرأ النص smoker ويا للمفاجأة يبدوا ان الآنستان مرتبطتان بما فعله يمان بشكل ما
    " هل سيكون شيء غير الموت أمامنا لو استسلم يمان ؟ "
    شكل المصيبة كبيرة ولا ؟ eek

    احببت بداية مشهد أسود والعمَة بوران ، للأمانة تخيَلتها تحت ضغوط اسود ستتبكبك ، وتعترف ، وتطلبُ السماح للشيء الذي لم اعرفه بعد XD
    لأنه هكذا تسري الأمور في العادة .
    لكن يا للدهشة العمة بوران طلعت انسانة شريرة ، قوية ..وعلى نحو غريب اعجبتني ، ذوقي في الشخصيات في اضمحلال bored
    لنأمل فقط ان لا تسقط سريعاً وتختفي هالة "الهيبة" التي احسست بها تغلَفها

    أسود كان شخصاً مزعجاً في البداية tired
    تماماً كمن يقلَب في صفحات ماض حدث قبل ان يولد..لكن بما انه محقق فربما اغضُ الطرف عنه .


    خرج من تحت السرير التي تستلقي عليه،مرتديا البياض من رأسه إلى أخمص قدميه،بنطال أبيض،معطف طويل يصل إلى الركبتين،كمامة مرخاة إلى أسفل ذقنه،وحقيبة بيضاء يمسكه بيده،لقد كان طبيبا بلا شك.
    لقد احببت رافاييل ، الصورة التي رسمتها له في مخيَلتي فاتنة جداً XD e022

    لا اطيقُ صبراً حتى الفصل القادم..لعلَك تخبريننا اكثر عن مصيبة يمان ، وشركاءه فيها ، وعن مصير أسود.
    أو ربما ستوسَعين دائرة الشخصيات اكثر في الفصل القادم .

    شيء اخير ، اول شيء تبادر إلى ذهني عند قراءة الرواية أنها "اجنبية " ثم جاء اسم يمان ..وفجأة صرت افكَر بالقرن السابق والاستعمار الاجنبي على الدول العربية <<ادري شطحت sleeping
    ولكن ما قلتِه بعد ذلك (انكِ لا تنوين الإفصاح عن جنسيات الشخصيات ) جعلني اتوقف عن التفكير فيهم .

    استمتعت كثيراً بما كتبتِ إلى الآن ، كانت وجبة ادبية مرتبة ، ومفهومة .. انتظركِ بحماس وترقَب.

    كوني بخير يا جميلة asian

  13. #12
    ^

    ريييدّوووووو e411e106
    لو تعرفين كم اشتقت لكِ cry
    سأعود إلى بطلي الإيطالي الجميل الذي نسيت اسمه laughe107laugh !

    المهمْ،ردّك أخرجني من حالة إحباط frown
    أعرف أنه لا يجدر بي أن أكون في حالة إحباط laugh
    لكني سقطت فجأة في حالة إحباط frown
    < اضربيها كف بليز laugh xDd < ايش لك دخل :سخرية: < كيفي ogre < tired Xdd

    أهم شيء أنكِ أحببتي رافاييل وكرهتي أسود laugh !
    هؤلاء الاثنان الذين لا أعلم لماذا أسميتهم هكذا laugh !
    رافاييل على فكرة لم يكن برأسي أبدا وأنا أكاد أصل لنهاية المقطع laugh
    لكن رغما عني ومن أجل وضع نهاية منطقية اضطرت لأوجده في الفصل laugh
    هممم،انتظري فقط الفصل الثاني وسترين laugh،ربما تنقلب جميع مشاعرك laugh
    إلا إذا كنتِ مجنونة مثلي تحبين الأوغاد الذين لقد laugh Xdd

    أما العمة بوران ogre
    لا أصدق أنّكِ أحببتها laugh
    أنا أكتب عنها وفي داخلي أسبها سبابا laughlaugh < جنية مو كاتبة ninja < ogre xD
    لم أحب منها سوى عيناها laugh
    عندما تكون في رأسي فكأنه لا شيء حقيقي سوى هذه العينين بلونها الرمادي laugh

    أما بالنسبة لاتساع الشخصيات فستتسع وكثيرا أيضا laugh
    اصبري فقط حتى أضع الفصل الثاني الليلة بإذن الله،ومع نفسه الصبر laugh xD

    حقا ياريدّو لقد أسعدتني ♥.♥
    اشتقت إلى هذا الشعور laugh
    النظر إلى شخصياتي من وجهة نظر أحد آخر
    فانتاستكيٌّ هذا الأمر e106
    حقًا إنه ممتع والقرّاء الجميلون فقط من يتحفوني ويمتعوني به عبر تحليلاتهم المذهلة e106
    قبلة على خدّك ريدو embarrassed . .
    *واحد مرة مرة يستحي* xD

    أمّا على حكاية الاستعمار laugh !
    ما أحلى خيالك الواسع laugh،في الحقيقة أنا لم أصل لهذه الدرجة من التمكن روائيا - من كل النواحي حتى المعرفة وسعتها -
    لأكتب عن الاستعمار biggrin
    وأشعر بأن هذا جدي وسيقيدني أكثر من اللازم laugh،أنا مخلوقة تحب المشي على هواها وفي اللحظات التي أكتب فيها السطر
    تأتيني أفكار جديدة فأشطحها وأسدحها حتى ولو كانت تخالف ما كنت قد خططت له knockedout laugh !

    المهم embarrassed،شكرًا حقا حقا حبيبتي ريدو embarrassed
    وسأقتلك لو لم تردي على البارت الذي سيأتي في الرد التالي بعد هذا بإذن الله cheeky . . < pirate xD
    نراكِ على خير بإذن المولى embarrassed
    في حفظ الله embarrassed ♥~

  14. #13
    بسم الله الرحمان الرحيم |؛



    ظلام.مامن ضوء في الغرفة إلا شعاعا أبيضا ساطعا يصدر عن مصباح وضعه الضابط على الطاولة تماما أمام كرسي يمان الذي كان متأكدا من أن الضابط فعل هذا ليحرمه من النوم فقط،وليس ليتأمل في جدران هذه الغرفة المتفسخة المليئة بخطوط سوداء متفرقة حزر يمان بأنها آثارٌ لكراسٍ وطاولات قد كانت ملتصقة بالجدران يوما ما.إنها غرفة في مدرسة قديمة،لقد عرف هذا فور أن رفع الضابط العصابة عن عينه وأدخله إلى هذه الغرفة بعد مشيهما في ممرات كثيرة.
    كانت عيناه قد احمّرتا،بالكاد يتنفس،لقد ملأ هذا الضابط المتوحش جسده بأنواع الشروخ والثقوب،لو لم يقيّده بحبل قوي ويداه مضمومتان خلف ظهره لشعر بأنه تحول إلى سلطة من لحم ودم،حقّا،هذا العم لا يعرف المزاح أبدا.
    الشيء الوحيد الذي يُبقي يمان مطمئنا رغم كل هذا العذاب،أنه لم يفتح فمه بكلمة واحدة،إنه لم ينسى وعد كايين قطّ،وقد أقسم بينه وبين نفسه على أنه لن ينطق بكلمة أو يعترف إلا إذا شعر بأنه يحتضر،ولو لم يتمسك بهذا القسم،وقال كل شيء واعترف،لربما كان الآن ميتا في قبره،فما فعله ليس هيّنا،ولو عرف العم المتوحش الغاضب الحقيقة،حتى ولو كان ضابطا يجب عليه أن يعمل تحت إمرة العدالة،لقتله بيده العاريتين ودفنه في باحة المدرسة الخلفية.البقاء ساكتا وتحمل هذا العذاب والعطش أهون،وربما،ربما يرسل إليه كايين أحدًا لينقذه.فكّر يمان بأمل،وفي تلك اللحظة نفسها،سمع صوت أزيز قريب،والتقطت عينه اليسرى من الجانب شذرة ضوء فضية،لقد كان ذلك صوت النافذة " أهو الموت ؟ أم الإنقاذ " تساءل يمان فزعا،أحد ما قفز من الخارج إلى الغرفة عبر النافذة بعد أن فتح درفتيها،لقد كانتا خشبيتين ومهترئتين،لم يكلف فتحهما الشخص الذي دخل سوى دفعة واحدة.ارتبك يمان،هاهو يرى ظل الشخص وهو يخطو نحوه،وأخيرا،عندما بلغه،همّ بالالتفات إلى جهته،لكن الشخص فاجئه بدورانه من خلف الكرسي ليقابله من الجانب الآخر،وتحت نور البدر الفضي،ظهرت قسمات وجهه ليمان قريبة وواضحة،تماما،شلّت الصدمة لسانه،وكأن العطش لا يكفي لفعل ذلك،إن هذا الوجه . . إن هذا الوجه.سعل يمان،واتسعت حدقتاه أكثر،ولم يستطع التفكير بعد،تأمّلته عينا الشاب الخضراواتين بحنوّ،مدّ يده وأراحها على رأسه ثمّ تكلّم بصوت لم يتوقع يمان أبدا أن ترتشفه أذناه بهذه النبرة :
    - مرحبا،لقد أتيتُ لإنقاذك.
    تمتمة متلكأة وخافتة،ذلك كل ما استطاع يمان أن يرد به عليه.حدقتيه المتعبتين الحمراوين متسمرتان على الوجه الأبيض المبتسم،والذي سرعان ما اختفى عن ناظريه إذ التفت صاحبه إلى الوراء أكثر وانهمك في فكّ وثاق يمان.سعل الأخير قليلا،ثم أطرق برأسه،وتكلّم أخيرا وقد استعاد تنفسه المتعب البطيء إلا أنه لم يستطع أن يتخلص من العجب والاستثارة التي تعم جسده كله :
    - لماذا ؟
    ارتفعت نبرته :
    - باللّه عليك لماذا تنقذني ؟ لماذا تأتي إليّ بعد أن أطلقوا سراحك ؟ من أنا بالنسبة لك حتى تنقذني غير مجرم بذل جهده ليوقع بك ؟
    لم يجبه الرجل.بل واصل فك وثاقه،حتى إذا انتهى وتحررّت يدا يمان وسقط الحبل على الأرض،أسرع ومد ساعديه غير مبالٍ بإنهاكه،وأمسك بصدغيّ الشاب المنذهل وأنهضه،ثم سحبه معه ماشيا إلى النافذة نفسها،حينها لم يقوى يمان على أن يتكلم أو يعترض.لقد أطاعه ومشى معه،لكن الدماء في رأسه كانت تغلي،والخزي يسحقه سحقا من الداخل.حتّى إذا ما أصبحا بالخارج واقتربا من البوّابة الخلفية،لم يعد يحتمل يمان تساؤلاته وخزيه واستنكاره،فانتزع يده المتألمة من يد الرجل،وجعلته الدفعة يرتدّ إلى الوراء،ثم مالبث أن تكلم وهو يحدق في عيني الرجل اللتين مازالتا هادئتين ودودتين :
    - لا أريدك أن تنقذني،لا أحتمل هذا،سأعود . .
    - إنّ عقلي يعجز عن استيعاب هذا،تنقذني بدلا من أن تنتقم مني ؟ من أنت ؟ كيف تفعل هذا بكل بساطة ؟
    التفت وأعطاه ظهره :
    - عد إلى أهلك،أنا لا أستحق رأفتك ولا رأفة أحد غيرك.
    لم يرد عليه الرجل إلا بكلمة واحدة،قال له :
    - اسمع
    ثمّ صمت.وأصغيا،هناك أصوات تأتي من البوابة الأمامية للمدرسة والتي هي في الجانب الآخر،صوت صراخ ليس غريبا على كليهما،يختلط مع صوت ونّان لسيارة شرطة.نظر الرجل إلى يمان،أمسك بصدغه وجذبه نحوه ليهمس في أذنه :
    - أتريد أن تأتي معي وتنجو أم تعود لتموت ؟ بالتّأكيد وجد العمّ عصام أدلة جديدة تدينك بحيث لم يعد بحاجة لأن يستمع اعترافك،وإلا لما عاد في هذه الساعة المتأخرة.
    حرّك يمان رأسه يمنة ويسرة باستعجاب وخوف،وعدم التصديق يلجم حدقتيه الزرقاواتين المتعبتين،رفع يده الأخرى وأزاح بها شعره الأسود الطويل بعض الشيء إلى الوراء وهو يقول :
    - أنت لست إنسانا،لست إنسانا،لا أستطيع أن أصدق . .
    وصمت تماما،فلم ينتظر الرجل ثانية واحدة،واستمر بسحبه معه ماشيا إلى سيارته التي أوقفها على بعد أمتار قليلة من البوابة وراء عدد من الأشجار الوارفة.





    -


    قبل ساعتين


    في نفس الوقت أنهت الاثنتان مافي كوبي الشاي،ووضعتاهما على الطاولة بهدوء.تنهدت السيدة نهلة ثم تكلمت وهي تهم بالوقوف لتتحرك أساورها وحليها وتصدر رنينا ليس خفيضا تماما :
    - وأخيرا شبعتُ من الشاي . .
    زمّت شفتيها المطليّتين بلون خربزيّ فاتح :
    - الجلوس معكِ أصبح مملا جدا آماليا.
    رفعت آماليا حدقتيها إليها ببرود :
    - أولا لا أتذكر أن أحدا غيرك أجبرني على النزول من غرفتي إلى هنا،ثانيا من أجبرك على اختياري من بين كل هؤلاء الناس الذين يسكنون في القصر ؟
    ثمّ وقفت بسرعة فتحرر شعرها رُمّاني اللون من عقاله وانسدل على كتفيها وظهرها،فزفرت بملل وقالت شيئا عن كونها نسيت أن تحرص على إمساكه جيدا ممّا تسبب بضحك نهلة على شكلها المتململ الغاضب.وماكادت تخطو خطوتين تقلص المسافة بينها وبين الدرج الرئيسي الذي يقود إلى الطابق الثاني،حتى أوقفها وسرق انتباهها صوت ضجيج عالٍ يقترب من بوابة القصر الداخلية التي توليها ظهرها.
    - ماهذا ؟
    سألت السيدة نهلة وهي تمشي باتجاه الباب،رغبت آماليا بأن تتجاهل الضجيج وتصعد إلى غرفتها،لكن الترقب والفضول،وحدسا ما ثبّت قدميها في مكانها.وأخيرا،فُتح الباب،قفز ناظري نهلة إلى الباب لتتّسع عيناها البنّيتان على الفور،فرقة كاملة من الشرطة ؟ مالذي جعلهم يأتون إلى هنا ؟ أليس من المفترض أن العم يتكفل بجميع الشؤون ؟ لكن . . أيمكن أنهم اكتشفوا شيئا . .،فكّرت نهلة مندهشة،وسرعان ما اجتذبها سكون الضجة من ذهولها،واستقّر طرفها على الرجل الذي دخل وحده بينما ظلّ البقية في الحديقة المُنارة بأنوار كهربائية ساطعة وتراجعوا أكثر بحيث لم يعد بإمكانها أن ترى أغلبهم أو يروها،لقد كان ذلك العمّ عِصام،أخوها الذي دخل ودفع درفتيّ الباب وراءه ليواربه.كان الإدراك قد سكنّ صدر نهلة القلق بعض الشيء وثّور أفكارها في نفس الوقت إلا أنه لم يجعلها تنسى صغيرتها الحبيبة آماليا كما تسميها،فهمّت أن تلتفت إليها بسرعة،لكنّ صوت العمّ الذي اندفع قويّا وآمرًا منعها :
    - نهلة،استدعي جميع أفراد الأسرة حالًا.
    تقدّم أكثر وما إن رأى آماليا حتّى قست نظرته بشكل وحشيّ لم يجرؤ لأن يريه قبل هذه اللحظة لأحد من أفراد عائلته،بل المجرمون هم فقط كانوا من يتعذبون برؤيته،تكلّم وهو يحدّق في ظهرها المكسّو بقميص أبيضٍ من الدانتيل المبطن بالقطن،والذي غطى شعرها المتموّج نصفه :
    - تعالي.ولفي وشاحك على رأسك.
    كان الخوف وقتها قد دمّر قلب آماليا وحطّمه.تحرّكت يداها ورفعت الوشاح الذي كان مرخيا على عنقها وكتفيها لتغطي به شعرها،ثم تقدمت قدميها بشكل آلي مشيا إلى حيث أمرها العمّ عصام الذي ما إن ظهرت ملامحها أمام ناظريه حتى أشاح بوجهه خشية أن يفتك بها في لحظة إن رأى عيناها.قال لها بصوت حاول ألّا يخرجه قاسيا حديدّيا حتى لا يثير خوفها أكثر فتنهار أمام قدميه وتفسد كل شيء خطط له :
    - ابقي واقفة حتى يأتي الجميع ولا تجلسي أبدا حتى آمركِ.فهمتِ ؟
    أيضا أومأت له برأسها بحركة آلية.ووقفت كالتمثال،لكن روحها كانت الآن باحتراقها وتفحّهما أبعد ما تكون عن الحجر.
    بضعة دقائق مضت بعد أمر نهلة للخادمات الموجودات في كل مكان بالذهاب واستدعاء الجميع،وامتلأت الجلسة في البهو الرئيسي بكل أفراد العائلة المتواجدين.
    كانوا قرابة الخمسة والعشرين شخصا بالغًا فقط فلا داعي لجلب الأطفال،النساء يغطين رؤوسهن بأوشحة مختلفة الألوان،كلهم يطغى عليهم الترقب فقد اعتادوا على طلب العم لهم لعقد اجتماع منذ بدأ القضية والاكتشاف،إلا أنه في الآونة الأخيرة لم يستدعهم.
    فقط أربعة أشخاص كانوا غائبين عدا كبير العائلة جلال الغائب الرئيسي،فهو لا يخرج من غرفته بسبب مرضه وكبر سنه،وغرفته بالتّأكيد ليست مكانا مناسبا أبدا للتجمع،فهو لن يستطيع سماع نصف الكلام الذي يقال أصلا.والعمّة بوران بالطّبع،وأسود الذي كانوا شبه متأكدين بأنه ذهب في سفرة مفاجئة كعادته،فإن أحدا منهم لم يره وهو يتوجه إلى غرفة بوران.وأيضا ابن العمّ عِصام البكر إياس،ونِضال ابن أخت عصام ونهلة،وجيداء الأخت الصغرى لكليهما والتي خرجت لتتعشى مع زوجها خارجا ولم يعودا بعد.
    إلا أن غياب كل هؤلاء لم يمنع العمّ عِصام من البدء بالاجتماع بما اعتاد قوله في كل الاجتماعات السابقة،وهو سرد القضية من أولها وذكر ما توصّلوا إليه من الأدلة،ولكنه لم يكد يبدأ بالحديث حتى توقّف فجأة وعقد حاجبيه وهو يجيل نظره بين الجميع،إنه لا يستوعب كيف نسي الفرد الأهم فجأة . .
    - أين هو ؟
    سأل،ولم يحتاجوا كلهم لذكر الاسم حتى يعرفوا من يقصد،إنه حبيبهم الذي عاد إليهم أخيرا،من غيره ؟ للأسف بسبب اعتيادهم على غيابه الطويل نسوا أن يلاحظوا عدم وجوده الآن.
    - لقد أخبرني بعد صلاة العشاء أنه سيخلد مبكرا للنوم هذه الليلة.
    قالت نهلة،ثم التفتت إلى آماليا التي مازالت واقفة وراء أريكة عصام التي تترأس الجلسة بالضبط :
    - مابكِ يا آماليا ؟ لمَ لا تزالين واقفة ؟ هنا بجانبي يوجد متسع.
    رفع العم عصام يده آمرا إياها بالسكوت،ثمّ قال :
    - حسنًا،لا داعي لوجوده هذه المرّة،كل الأشخاص المهمّين متواجدون الآن.
    - وقد غيرت رأيي،لا حاجة لإعادة سرد كل ماحدث،فلا شك بأنه لم يغادر أذهانكم،لقد جمعتكم هذه المرة فقط . .
    وقف والتفت نحو آماليا التي كانت مطرقة برأسها متجمدة كتمثال،وضبط نفسه قدر استطاعته وأمسكها من صدغها وجذبها لتدخل إلى محيط الجلسة :
    - لقد جمعتكم الآن فقط،لتودّعوا آماليا.
    سقطت بومة الصمت الضخمة على رؤوسهم.أما آماليا،فإن الألم وحده الذي صعقها وجعل لون وجهها المحمّر يشحب حتى صار مثل بلاطة رخام،وقضم الخوف نظرة عينيها العميقة.
    - ماذا تعني ؟
    كانت السيدة نهلة أول من مزقت ريش الصمت،بينما بقي الجميع ينظر إلى عصام وآماليا بوجيه مبهوتة.أجاب عصام بصوتٍ جليدي غامض مانعا أي أحد آخر من التكلم :
    - لا أريد أي سؤال الآن،ستعرفون لاحقا،الآن فقط،ودّعوا آماليا،بنظراتكم.
    ماكاد ينهي كلامه حتى وقفت السيدة نهلة معترضة ومندهشة،وتبعها ثلاثة أشخاص،قالت إحداهن باستنكار وهي تعقد ساعديها وتحدق بعصام بنظرة لائمة ومندهشة،السيدة منال أخت نهلة وعصام من الأب وقد كانت أكبر من الأولى وأصغر من الثاني بعدة سنين فقط :
    - ماذا تعني بذلك عصام ؟ أتريدنا أن نودع الابنة بعد أن فارقنا الأم أيضا ؟
    وتتالت الاعتراضات،بينما بقي عصام صامتا كالجدار،حتى إذا ما انتهوا جميعا منتظرين رده وقد التفوا حينها عليه هو وآماليا التي أغشت الدموع مقلتيها دون أن تقدر على رفعهما أو التلفظ بهمسة،التفت نحوها،وأمسك بصدغها،وسحبها معه ماشيا إلى الدرج،متجاهلا الجميع.
    لم يكد يصعد ثلاث درجات حتى همّت نهلة ومنال والأغلبية باللحاق به،لولا أن أسرع إليان ابن منال البكر وقد كان شابا في بداية الثلاثينات،ووقف بينهم وبين الدرج قائلا بترجٍّ :
    - أرجوكم دعوه،ودعونا نعود ونجلس لنتناقش في الأمر فلا بد أن هناك سببا قويا جعله يتلفظ بذلك ويفعل مافعله.
    مضت دقيقة بعد قوله،عاد بعدها أغلبهم إلى أماكنهم،إلا شخصا لم ينتبه له الجميع،تنسّل من بينهم وذهب ليصعد إلى الطابق الثاني من الدرج الآخر المنزو في أقصى يسار البهو،إن ذلك الشخص هو راهب،ابن نهلة الوحيد الذي بلغ الثانية والعشرين لتوه.بينما بقيت أمه واقفة أمام الدرج عاقدة ساعديها،وأختها منال بجانبها واضعة يدها على خصرها.وقالت الأولى عندما رأت إليان يعود لاحقا بهم ليجلس :-
    - تعرف أنني أنا وأمك إذا ماقلقنا فلن نستطيع أن نجلس.
    ثم مشت لتقف مكان وقوف آماليا،ولحقت بها أختها.
    ابتسم إليان لهما بخفة وقد كان الجميع قد بدأوا يتهامسون بينهم بشأن ماحصل.


    - ارتدي عباءتك.
    قال عصام لآماليا بعد دخولهما لغرفتها للتّو،فأطاعته بدون أن تتلفظ بكلمة وأسرعت والتقطت عباءتها رمادية اللون من المشجب لترتديها إضافة إلى الوشاح الغامق الذي لفته على رأسها سابقا،أما وجهها الخالي من المساحيق فقدتركته دون غطاء.
    - هيّا،لا تأخذي معكِ أي شيء ولا حتى قطعة واحدة من الملابس.


    اخر تعديل كان بواسطة » *Kyuubi Mimi* في يوم » 23-01-2015 عند الساعة » 19:12 السبب: طلب من العضوة

  15. #14
    أمرها العم عصام بقسوة،ومجددا حاول ضبط نفسه عندما رآها تمشي نحوه مطرقة برأسها لئلا يقتلها بضربة واحدة.خرج من الغرفة ولحقت به،وكادت أن تقفل الباب لولا أنه نهاها بحركة من يده وأمرها بأن تتبعه.
    توقّف قبل الدرج بمسافة بسيطة،وأولاها وجهه قائلا بصوت مخيف وهو يسدد نظرة حادّة إلى عينيها المرعوبتين الصامتتتين :
    - اسمعيني جيّدا آماليا.هذه آخر مرة سأتحدث بها معك،وربما لن تري وجهي بعد الآن،لا أنا ولا أي فرد آخر من العائلة،لقد ثبتت لدينا جميع الأدلة الجنائية
    لم يستطع منع نفسه من أن يكزّ على أسنانه حقدًا :
    - تعرفين منذ زمن أننّي لا أحبّكِ آماليا،وبعد ثبوت أنّكِ أنت الفاعلة
    زفر غير قادر على كتمان غضبه :
    - فإنني لا أهتم أبدا لو قطع رأسك صبيحة اليوم التّالي عندما تعلم عائلة المجني عليه بأنك أنت الجانية،وحينها ولن أبذل أي جهد لأطلب منهم الغفران،يكفي أنني رفضت التصديق تماما عندما وجدوا الأدلة وأخبروني إلا عندما رأيتها بعينيّ
    قبض كفه وأعاده وراء ظهره محاولا ألا يلكمها على وجهها :
    - فتاة حقيرة وصغيرة مثلك لم تتعدى العشرين وتقوم بهذه الفعلة الشنيعة بلا حياء ولا خوف من الله
    - أي مخلوقة أنتِ ؟
    - لتعلمي فقط أنني خوفا على قلب نهلة والآخرين لم أخبرهم بما فعلتِ،لا شكّ بأنهم سيتوصلون بأن لكِ علاقة بعد قليل أصلا.
    - ليت أمك لم تمت لتشاهد خزيك هذا . .
    توقف عصام غير مصدق بأنه قال هذه الجملة،صحيح بأنها صادقة تماما،فهو لم يكن يطيق أم آماليا أبدا،إنها زوجة أبيه السيد جلال الثالثة،رغم ادعاء الجميع بأنهم كانوا يحبونها،إلا أن هذا كان خوفا من السيد جلال فقط،ولا شك في أنهم كانوا يمقتونها تمام المقت ولم يقدر أحد أن يحبها بسبب طبيعتها الخبيثة ومحاولاتها المستمرة لسرقة السيد جلال من عائلته المتبقية.ولكن عندما ماتت قبل أربعة سنين،فإن الجميع كان مجبرا على تقبل آماليا،ومع مضي الوقت على انتقالها إلى المعيشة معهم في نفس القصر ومخالطتهم،أحبها الجميع حقا،وهذا ماكان قد جعل عصام بدءا يرفض تصديق كونها الفاعلة،فقد كان الجميع يصر على أنها ذات قلب أبيض عندما كان يخبرهم بعدم مقدرته على حبها،وربما اقتنع قليلا لكنه لم يستطع ابتلاع رفضه الباقي.على كلّ،لقد تبين الآن أنه هو المحق،وجميعهم انخدعوا بهذه الكاذبة المحترفة التي ترتجف بكاء الآن أمامه،مصدومة من قسوة الجملة التي قالها لها.
    حدّق فيها بضع ثوان،ثم لم يعد يحتمل،لقد استفزته شهقاتها جدا،الآن تبكي ؟ بعد كل مافعلته ؟
    تقدّم إليها وركلها عاجزا عن كتمان غضبه قائلا :
    - لا تبكِ،العاهرات مثلكِ لا يستحقون هذا.
    فلم تزد جملته الثانية هذه آماليا إلا بكاء وشهيقا.أدرك عصام أنها لن تتوقف عن النحيب مادامت انهارت الآن،فحارب اشمئزازه وأمسك بيدها ليدخلها إلى إحدى الغرف،وفقط،عندما أقفل الباب وراءهما،تقدم ذلك الشخص الذي كان مندسًّا في الظل وقد سمع كل شيء،وحدّق إلى الباب بعينه اليمنى الرمادية إذ غطيت الأخرى بعصابة وهو يكاد يسقط أرضًا من الصدمة.

    -


    اليوم التالي


    فتح أسود عينيه،ما إن اتضّحت الرؤية الضبابية حتى عرف أنه في غرفته.على الفور شعر بألم في حلقه،مدّ يده بسرعة قلقا،فلامست أصابعه ضمادة،اتّسعت عيناه،وأخيرا تذكّر.لقد كان في غرفة بوران،ثمّ . . ، أجفل وهو يفكّر " بعد أن قيّده الرجال الأربعة،مالّذي حصل ؟" حاول النهوض متّكئا على يده لكن عظامه آلمته فورا فعاد واستلقى،فقط استطاع أن يرفع نفسه قليلا دون أن يستوي جالسا تماما.عاود ولمس الضمادة الملفوفة على حلقه،ثمّ هجم عليه الرعب مرة واحدة،ماذا يكون الشيء الذي فعله راف بحلقه ؟ أيعقل أن . . أيعقل أن !!
    اتّسعت عيناه،مد يده اليمنى إلى الطاولة التي تجاور سريره غير مبالٍ بألمها وفتح الدرج لكنه قبل أن يبدأ بالبحث فيه لاحظ ورقة صغيرة على سطح الطاولة الصغيرة،أخذها أولا ووجد جملة مخطوطة عليها باللغة الإنجليزية :- " بقي شيء واحد لا تعرفه يا أسود،انظر إلى وجه حبيبتك آماليا جيّدا،وستعرفه"
    قطّب حاجبيه ثمّ ألقى بالورقة بعيدا،ليس هذا همه الآن،أدخل يده في الدرج وعبث فيه بسرعة قبل أن يعثر على مايريد.مرآة،رفعها بعض الشيء،رأى حلقه،الضمادة،وذقنه المغطى بزغب خفيف ونصف وجهه،أخيرا،فتح فمه،حاول أن يقول شيئا،مرة،مرتين،ثلاث،لكنّ صوتا واحدا لم يخرج،إنما فقط،رأى فمه في المرآة يتحرك بعشوائية.عدة ثوانٍ مرت،وجملة واحدة تتكرر في رأس أسود
    " أنا أخرس
    أنا أخرس
    لقد سرق رافاييل صوتي"
    ثم هوى إلى الخلف على سريره،مصعوقا،قد أُغشي عليه،وسقطت المرآة من يده على الأرض،وتحطمت ليتناثر زجاجها على الأرضية الرخامية المموجة.
    اخر تعديل كان بواسطة » Ł Ơ Ν Ạ ✿ في يوم » 03-10-2015 عند الساعة » 17:37

  16. #15
    آنستي :فيس يرفع يده بأدب:
    ماذا يفعل من قرأ الفصل أول ما نزل قبل يومين؟ em_1f636
    أقصد هل في تعديلات / إضافات للفصل أم أنه لا تغيير حدث فيه؟

    وشوكغن biggrin
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

    e440

    أطفأتْ مَدينَتي قنْديلَها ، أغْلقَتْ بَابهَا ، أصْبَحتْ في المسَا وحْدهَا ؛
    وحْدهَا وَلـيْـــلُ . . . em_1f3bc

    / اللهُم احْفظْ مدَائنَ الإسْلام والمُسلْمين
    "

  17. #16

  18. #17
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مِـدَاد` مشاهدة المشاركة
    آنستي :فيس يرفع يده بأدب:
    ماذا يفعل من قرأ الفصل أول ما نزل قبل يومين؟ em_1f636
    أقصد هل في تعديلات / إضافات للفصل أم أنه لا تغيير حدث فيه؟

    وشوكغن biggrin
    laugh !
    لك الله يقطع شرك مداد laugh !
    لأ مافي تعديلات laugh،وإذا كان في فمجرد كلمات بسيطة وجملتين أو وحدة امكن knockedout laugh xD
    < مخ زحليقة وكسل سلحفائي خارق =_= < ما إلك دخل tired < بطلي مناوشات عالصبح ogre < مادري مين اللي عم بيناوش :سخرية: xDD

    المهم laugh
    ردّي ogre !

    بثْ embarrassed . .

  19. #18

  20. #19
    وعدت برد شامل ، ولا أعلم إن فهمت مقصدي ..

    هذا المكان لن يسع كلامي ، لذا سيصلك في الخاص إن لم يكن اليوم فهو فلن ينتهي هذا الأسبوع دون وصوله يمكنك مقاضاتي إن لم أفعل ..
    فورست دارك إس ..

  21. #20
    السلام عليكم

    لاڤي احزري ماذا ؟
    نعم لقد قرأت الفصلين ولله الحمد
    لا تسأليني كيف ومتى

    المهم كان لدي ملاحظات وتعقيب
    لا أدري هل سبقني أخي فورست وارسلها اليك ام لا

    يا فتاة بودي ان اضع ردي مع ذلك .. لكن الابتوب بعيد .. والكتابة من هذا الجهاز
    متعبة وتعيقني عن الاقتباس والتنسيق .. هذا غير اشغال البيت التي تصر على ملاحقتي

    احم لكن رغم انف كل ما سبق .. ثقي اني سأرجع مع ردي العزيز ..

    دمتِ بخير آنسة منشارية متوحشة
    يامن جعلتِ أسود يفقد صوته em_1f611

الصفحة رقم 1 من 10 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter