ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
~ سوبارو ~
بعد إنتهاء الدوام .. قمت بجمع أغراضي .. ما إن انتهيت حتى قال ياماتو لي : سوبارو هل أنت متفرغ هذا اليوم ؟؟
تفاجأت من سؤاله .. لكني قلت : نعم لماذا ؟؟
قال مبتسما : مارأيك أن تأتي معي اليوم ..
قلت متسائلا : إلى أين ؟؟
ـ لاتكثر السؤال تعال معي فقط ..
أمسك ياماتو بيدي وبدأ بجري .. كانت هناك مجموعة من الفتيات في الخارج ما إن رأوني حتى إبتعدوا بسرعة عن الطريق .. إنه شيء طبيعي بالنسبة لي .. فالجميع يخافني .. الفتيات والصغار .. والرجال يخشون من الحديث معي ..
لقد اعتدت الأمر تماما .. لذا فهذا لا يؤثر فيني إطلاقا ..
وقفنا أمام سيارة سوداء فخمة .. وقف رجل أمام الباب وهو يرتدي زيا رسميا وفتح الباب .. دخل ياماتو ودخلت ورائه .. بعدها أقفل الرجل الباب وعاد إلى مقعد السائق وبدأ بتحريك السيارة..
نظرت إلى ياماتو .. إنه من عائلة غنية حقا .. وهذا واضح جدا من نوع السيارة ..
قلت بفضول : ياماتو لدي سؤال ، لماذا شخص مثلك يدرس في مدرسة عادية مثل مدرستنا ؟؟ أنا أشعر أنك شخص ثري ، لماذا لاتدرس في مدرسة مرموقة أكثر ؟؟
إلتفت إلي ياماتو ثم إبتسم وقال : أمم لأسباب خاصة ، لا أستطيع البوح به ..
يبدو أن لديه سرا لا يريد أخباري .. قلت له: حسنا لن أجبرك ..
بقينا صامتين طوال الطريق ..وعندما توقف السيارة ..
قال ياماتو مبتسما : هيا ننزل ..
نزلنا من السيارة وإذا بي أتفاجئ من المكان الذي أنا فيه .. لقد كنا في حي متواضع .. عكس ماكنت أتوقعه ..
قلت متفاجئا : هل تسكن هنا ؟؟
قال ضاحكا : لا لا ليس كذلك ، أنا هنا لزيارة مكان ما ..
ـ وما هو ؟؟
ـ اتبعني ..
بدأنا نمشي بين البيوت المتواضعة .. والمحلات البسيطة .. حتى توقفنا أمام محل صغير ومتواضع .. كتب على لوحتها ( رامن ستتذكره عند إحتضارك ) ..
ههههه إنه إسم مضحك لمحل .. يبدو أنه يبيع الرامن ..
قال ياماتو مبتسما : هيا فالندخل ..
تفاجأت منه .. لماذا شخص بمثل ثراءه يدخل إلى محل متواضع كهذا ..
دخلت خلفه لأرى أن المكان ليست بتلك الفخامة .. كما أنها متواضعة جدا ..
جلسنا على أحد الطاولات وطلبنا طبق رامن ..
قال ياماتو : هذا أفضل مكان يبيع فيه الرامن ، وطعمه ليس له مثيل إطلاقا ..
قلت متفاجأ : ولماذا أحضرتني إلى هنا ؟؟
قال بإبتسامة : حتى نتناولها معا ، إعتبرها عربونا لصداقتنا ..
إبتسمت على حديثه .. يبدو أنه ليس كما توقعت .. لقد ظننت أنه إنسان مغرور ومتكبر .. لكن يبدو أنه عكس ذلك تماما ..
ماهي إلا دقائق حتى قُدمت إلينا طبق الرامن .. بدأنا بالشروع بتناوله .. ولأكون صادقا لقد كان لذيذا حقا كما قال ياماتو ..
بعد أن إنتهينا من تناولها .. دفع ياماتو ثمنها عوضا عني .. وكما قال إنها هدية بمناسبة صداقتنا ..
عندما خرجنا قال ياماتو : ها مارأيك ؟؟ أليست لذيذة ؟؟
قلت بإبتسامة : بلى هي كذالك ..
ـ توقعت أنك ستحبها ، على الرغم من أن المكان متواضع ، إلا أنها أفضل من المحلات الكبيرة ..
مشينا إلى حيث السيارة .. ما إن إقتربنا حتى رأيت رجلا يمشي بالقرب منا .. دب الرعب في قلبي .. وبسرعة أخذت أسحب ياماتو وتوجهنا إلى إحدى الزقاقات الضيقة .. إختلست النظر حتى أراقب وجهته .. وماهي إلا دقائق حتى ابتعد عن المكان ...
تنهدت براحة عندما غادر .. بينما قال ياماتو بإستغراب : ماذا هناك ؟؟ لماذا اختبئنا ؟؟
قلت بإبتسامة : لا شيء ، لاتشغل بالك ..
نظر إلي ياماتو نظرة مريبة .. تظاهرت بالغباء وقمت بسحب ياماتو حيث السيارة ..
صعدنا معا .. بعد صمت دام ثواني قال ياماتو : سوبارو هل كان لك أصدقاء في الماضي ؟؟
ـ لا لم يكن لدي أصدقاء ، لقد كان الجميع يتجاهلونني ..
ـ أهاا هكذا إذا ، إسمعني هناك قاعدة مهمة في الصداقة ..
ـ قاعدة مهمة ؟؟
ـ نعم قاعدة مهمة ، بين الأصدقاء يجب ألا توجد الأسرار ..
فهمت مايقصده .. يريد مني أن أفسر له ماحدث للتو ..
لكني قلت متغابيا : أوه حقا؟؟ لم أسمع بهذا القانون من قبل ..
ـ لأنك لم تكون صداقات من قبل ، لكن بما أنك صديقي الآن يجب ألا تخفي شيئا عني ..
ـ وهل هناك قوانين وقواعد أخرى ؟؟
ـ عندما يحين الوقت سأخبرك ، لكن الآن أريد تفسيرا لما حصل ..
أسندت بجسدي إلى الخلف وقلت بهدوء : عندما يحين الوقت سأخبرك ..
بعد أن قلت هذا بدا علامات عدم الرضى على وجه ياماتو .. لكن هذا لن يضعفني .. فعدم معرفته سيكون أفضل له ولي ..
ظل الصمت سيد المكان لدقائق .. حتى قطعه ياماتو بسؤال : أين يقع منزلك ؟؟ أخبرني حتى أستطيع أن أوصلك ..
ـ لا بأس أوصلني إلى المدرسة وأنا سأكمل باقي الطريق مشيا فهو ليس بعيدا عن المدرسة ..
ـ لاتكن أحمقا ، بما أنك في السيارة فسأوصلك إلى منزلك مباشرة لاداعي بأن تتعب نفسك ..
ـ أحب ممارسة الرياضة ، لذلك لابأس ..
ـ تبا يالك من عنيد ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
~ روز ~
على مائدة العشاء .. كان الصمت يسود المكان .. بسبب التوتر الذي حصل في صباح هذا اليوم .. بعد أن انتهيت وقفت قائلة : سأصعد إلى غرفتي ، لاتزعجوني ..
سمعت أخي يقول : فتاة أنانية ..
تجاهلت ما قاله .. لن أدعه ينجح في إغضابي .. صعدت إلى غرفتي .. وأقفلتها بإحكام .. سأبدأ الآن بما خططت له ..
إرتديت ملابس مريحة وفي ذات الوقت محتشمة .. فأنا أكره الخروج من المنزل بملابس قصيرة وفاضحة .. أنزلت جسدي إلى مستوى الأرض .. وأدخلت يدي تحت سريري باحثة عن شيء ما .. شيء احتفظت به منذ سنتين .. ولم أخبر أحد عنه ..
ما إن وضعت يدي عليه حتى أخرجته وعلى شفتاي إبتسامة ماكرة .. وضعت هذا الشيء في حقيبتي السوداء .. وبعدها فتحت نافذة غرفتي ..
كانت هناك شجرة كبيرة قريبة من الشرفة .. ومن السهل جدا القفز نحوه .. أخرجت جسدي قليلا .. وقفزت نحو الغصن .. وبدأت بالنزول من على الشجرة .. أصبحت الآن خارج المنزل .. وأمي لن تكتشف غيابي .. فأنا عندما أطلب منهم عدم إزعاجي فهم لن يفعلوا ذلك ..
بدأت أمشي في الظلمة.. فالوقت قد تأخر الآن .. إنها الساعة الثامنة ليلا .. وجهتي ليست بعيدة جدا .. إنها تستغرق ربع ساعة مشيا على الأقدام .. لذلك لن أتأخر ..
بدأت أمشي بهدوء نحو هدفي .. كل ما أريده الآن هو منع زواج أمي .. لن أسمح لها بأن تتزوج رجلا آخرا ..
بينما كنت أمشي .. لاحظت ضوء سيارة من الخلف .. تجاهلته لأنني أمشي على جانب الطريق .. تعدتني السيارة بقليل وبعدها توقفت ..
لم أهتم كثيرا ..لكني تفاجأت عندما خرج منها .........................
*_* نهاية الجزء *_*
المفضلات