ابتسامة
مثل أرنب
تعشعشين يا أختي الصغيرة
تحت الكرسي،
ومثل سنجاب خفيف
تتسلقيني كأنني شجرة
بمحبة ليست عندي...
وتصعد ياأختي فوق ركبتي
تطالبني بالحكايات.
ما أعرفه أشياء حدثت قبل
أن تولدي،
وبعد أن ولدت حدثت أشياء
تعرفينها أكثر مني:
سماء لا متناهية، حقول قمح، مدن
أشجار و بيوت و أراض
كيف لهذه الأشياء
أن تقيم بيننا حدوداً غير مرئية
نحن من لا يفرقنا شيء
كلُّ شيء كما تعرفين،
ثم أعمال النّاس
وحياتي الفوضوية،
أشياء تروى ولا تروى،
وكلها كما تعرفين،
كيف لها وقد أدارت ظهرها للشمس
أن تلقي ظلالها الكالحة فوق أرضنا.
أريد يا أختي الصغيرة
أن أواجهكِ صامتاً باستمرار
لأن ابتسامتك
نور الشمس ببلاد جنوبية
دافئة،
تذيب ثلجاً يوصد نافذتي
تذيب يديَّ، قدمي اللّتين ترتجفان
فوق الكرسي.
داخل قلبي
وبيديك الصغيرتين
تشيدين أحلاماً ليست أحلامي:
هذ جبل، هذا نهر
ثم ترسمين باصبعك دائرة كبيرة وتقولين:
هنا بحر،
هذا بيت، هذه حديقة، هذه شجرة
وهنا كلب مربوط بحبل.
هكذا تنادين الطبيعة إليك
جزءاً فجزءاً
ثم تقولين أنك سوف
تعيشين معي.
ليس في عالمك
يا أحلام أختي البريئة
حجرٌ يصغي إلى الصمت
أغصانٌ لا تغني
سماءٌ لا تتكلم
فرح يتلاشى، حزن يبقى طويلاً
هذه زبدية، هذا صحن
وأختي التي تدير مقلاة كبيرة
تقول أنها سوف
تعيش معي.
مهما كانت الأحزان يا أختي الصغيرة
سنظل نحكي حكايتنا
للعابسين،
ومنذ البداية، مرة بعد أخرى
أعانقك، أرفعك
يا أختي الصغيرة،
فَهيَّا نتبادل قبلة
أحلى من قبلة أي حبيبين.
تقولين: "آخ... ذقنك تؤلمني"
أجيب: "لتؤلمك أكثر"؛
لا بأس لنعد، لنبتدئ قدرنا
من جديد
المفضلات