اغتيال الملك 2
لندن ... المستشفى
الثالثة و عشرون دقيقة مساءً
الخامس من سبتمبر
سئل "سامي" الطبيب هل سيظل الوزير فاقداً الوعي لمدة طويلة
أجابه الطبيب لا لكنه فقد الكثير من الدماء
ونحن حقناه بمخدر حتى لا يستيقظ إلا بعد الخياطة
و ربما يستيقظ بعد دقائق
وما إن انتهى الطبيب من جملته حتى قال أحد رجال أمن الوزير
لقد أستيقظ الوزير يا سيد "سامي"
بدت الفرحة على وجه "سامي" وهو يهرول نحو جناح الوزير
وأقتحمه بسرعة ونظر إلى الوزير لحظه ثم قال الحمد لله على سلامتك يا سيدي
أجابه الوزير بصوت متعب أشكرك
ثم قال هل قبضتم على مطلق النار ؟
أجابه "سامي" لا لم نقبض عليه بعد
لكن الشرطة البريطانية تبذل قصارى جهدها وسوف يقبض عليه قريباً
قال الوزير في هذه الحالة لا يمكنني البقاء هنا
سوف أعود لرياض فمادام القناص طليقاً فأنا في خطر
أجابه "سامي" نعم أعتقد انه من الأفضل أن نعود لرياض
ثم أخرج هاتفه وبدأ يعبث بأزراره و تحدث به قليلاً
ثم قال سوف تقلع طائرتك حال وصولنا المطار يا سيدي
قال شبيه الوزير جيد وبعض رجال الأمن يدفعون سريره لسيارة التي سوف تقله للمطار
ثم أغمض جفنيه متظاهراً بالنوم
و إن بدأت ابتسامه كبيرة تظهر في أعماقه لكنه منعها من الظهور على وجهه
وهو يحدث نفسه إن الخطة تسير دون عقبات حتى الآن
وسوف يتحقق الهدف الذي كنا ننشده منذ زمن
...
مبنى الأستخبارات السعودية
الخامسة وخمسة وأربعون دقيقة مساءً
الخامس من سبتمبر
ألا تعتقد أن الوزير قد أستعجل في اتخاذ القرار
هذا ما قاله "خالد"
فرد عليه المدير بعد لحظه من الصمت
لا لكن ... ربما أنه ... شعر باستمرار الخطر وعدم زواله
ثم صمت قليلاً وكأنه غير مقتنع بما قال وقلمه يتحرك بين أصابعه بحركة بهلوانيه
ثم نظر إلى "خالد" وقال ما آخر أخبار فريقنا في لندن
أجابه "خالد" لقد تعرضوا للمطاردة لكنهم تخلصوا منها بسهوله
وهم الآن في المنزل الآمن وسوف يذهبون إلى سطح البناية التي أطلقت منها الرصاصة
بعد دقائق هل تريد مني أخبارهم بعودة الوزير
أجابه المدير نعم أخبرهم فليس هناك ما يمنع من ذلك
ثم صمت قليل وتابع بصوت منخفض
الحقيقة يا "خالد" أن لدي شعور بالخطر
لا أعلم أهو بسبب عملي الدائم أم أني أصبحت أشك في كل شيء
تمتم "خالد" إنه نفس شعوري يا سيدي
إننا نتخبط في الظلام وليس لدينا طرف خيط واحد
تابع المدير كلامه نعم وأسوء شيء هو أن يعرف عدوك عنك كل شيء ولا تعرف عنه شيء
قال "خالد" هناك شيء في أعماقي
نظر المدير إلى عينيه وقال أتعتقد أن القناص تعمد عدم قتل الوزير مع قدرته على قتله
أجابه "خالد" نعم لكن مالذي سوف يستفيده من إصابة الوزير
أجابه المدير هذا هو السؤال وأعتقد من واجب فريقنا الأجابه عليه
...
سطح البناية التي أطلقت منها الرصاصة
الثالثة وخمسه وخمسون دقيقة مساءً
الخامس من سبتمبر
قال "عبد الله" مالذي تفعله يا "زيد"
فرد عليه "زيد" بعد أن قام بنفض قميصه عن الغبار نتيجة انبطاحه
على سطح البناية وقال
لقد كان الهدف واضحاً جداً كيف يمكن أن يخطئه قناص
أجابه "أحمد" إلا إذا أراد ذلك القناص عدم قتل الوزير
سأله "عبد الله" و مالذي سوف يستفيده من عدم قتل الوزير
أجابه "زيد" ذكرني أسئل السؤال للقناص عندما نجده
أبتسم "أحمد" ثم قال لقد قفز القناص إلى سطح البناية المقابلة
لم نجد شيء هنا لننتقل إلى هناك
وما هي إلا دقائق حتى كانوا على سطح البناية المقابلة
فقال "عبد الله" لاشيء هنا أيضاً
تمتم "أحمد" لقد قاموا الشرطة بأخذ الحبل والخطاف ولم يتركوا شيءً
أبتسم "عبد الله" وقال و مالذي نبحث عنه إذاً
أجابه "زيد" ما وجدته الشرطة لم يساعدها على كشف القناص
و نحن سنحاول إيجاد مالم تجده الشرطة ورجال التحقيق
قال "أحمد" لننزل ونحاول تخيل طريقة هربه
نزل الجميع بالمصعد و "عبد الله" يقول لقد أستعمل المصعد لا شك في ذلك
قال "زيد" بناية من عشرين طابقاً لن ينزل منها عدواً ويصل لطابق الأول في أقل من دقيقة
حتى ولو كان بطلاً في الجري
قال "أحمد" تحليل جيد عزيزي "زيد"
وتوقف المصعد في الطابق الأول فقال "احمد" عشر ثواني فقط
لقد أستخدم المصعد فهو سريع جداً ويوفر الكثير من الوقت
وأمام بوابة البناية قال "عبد الله" هنا تتوقف عبقرية البريطانيين
فهم لم يعلموا إلى أين هرب القناص بعد هذه البناية
عندها سمع الجميع صوت شخص يسعل بقوة
فتلفت "أحمد" قليلاً ثم قال أنظرا هناك أتريان ذاك العجوز بجانب القمامة
قال "زيد" إنه متشرد ومريض كما يبدو
تحرك "عبد الله" نحو العجوز ثم قال لقد توقف عن النفس
لا بد انه يمر بذبحه صدريه ساعداني في إنقاذه
قالها وهو يسبق القول بالفعل و يفرد جسد العجوز على الشارع
و يقوم بعمل تنفس صناعي له
أما "زيد" و "أحمد" فنظرا إلى "عبد الله" نظره استغراب
وهو يقول اللعنة على هذا العجوز رائحة فمه كرائحة جثة متعفنة
وما إن أتم جملته حتى سعل العجوز بقوة ثم حاول الجلوس
فساعده "عبد الله" على ذلك فقال العجوز
لقد أنقذت حياتي يا بني أنا مدين لك
أجاب "عبد الله" لا عليك يا رجل لم افعل شيء ...
قاطعه العجوز بما يمكنني أن أوفي الدين
أجابه "عبد الله" لا شيء فقط حافظ على صحتك وابتعد عن الخمر و ...
قاطعه "أحمد" أنتظر يا "عبد الله" ربما شاهد هذا الرجل القناص
قال "عبد الله" ربما ثم ألتفت إلى العجوز وقال هل شاهدت رجلاً يقفز من تلك البناية إلى هذه
بواسطة حبل ثم يغادر بسرعة
فكر العجوز قليلاً ثم قال نعم أعتقد أني رأيته لقد كان يرتدي زياً اسوداً
وقناعاً أيضاً يغطي وجهه ولا تبدوا منه إلا عيناه
وكانت هناك سيارة متوقفة في انتظاره
سأله "زيد" وهل تعرف رقم لوحة تلك السيارة
قال العجوز نعم لقد رأيتها هذا الصباح تحمل رقم DF653H
قال "أحمد" وأخيراً وجدنا طرف خيط نتتبعه
هيا بنا يا رجال لنبحث عن صيدنا وشكراً لك أيه العجوز
ثم صعدوا إلى سيارتهم التي حصلوا عليها من المنزل الآمن هي و الأسلحة والملابس
ثم بدأت المطاردة تتخذ منعطفاً جديداً
...
المنزل الآمن للموساد
الرابعة و خمسه عشر دقيقة مساءً
الخامس من سبتمبر
تحرك رجل الموساد "صواميل" نحو مكتب سيده "ميخائيل"
وطرق بابه بتوتر حتى سمع صوت سيده يأذن له بالدخول
فدخل ليجد "ميخائيل" يوليه ظهره وينظر نحو النافذة
فقال سيدي لقد حصل ما توقعت
لقد أرسلت الرياض ثلاث رجال
ولقد تعقبهم رجالنا لكنهم أضاعوهم في محطة سيارات الأجرة
حك "ميخائيل" عنقه بيساره ثم قال
لقد كنت أتوقع ذلك لكن لم تحدث اشتباكات أليس كذلك
أجابه "صواميل" لا لم تحدث أي اشتباكات
استمر "ميخائيل" بحك عنقه ثم قال لقد كنت أتوقع ذلك أيضاً
لكن دعهم يلعبوا بعيداً فمهما فعلوا فلن يجدوا شيءً
سأله "صواميل"أنضعهم تحت المراقبة يا سيدي فلقد ذهبوا للبناية التي أطلق منها القناص رصاصته
فكر سيده قليلاً ثم قال أذا اكتشفوا مراقبتنا لهم سوف يحاولون القبض على مراقبيهم
لأننا لم نمنحهم أي أدله ولن يكون أمامهم سوى مطاردة مطارديهم
قال "صواميل" إذا أنت تريد أن نتركهم دون مراقبه
أبتسم "ميخائيل" وقال ولا هذا أيضاً
تعجب "صواميل" وقال و مالذي سوف نفعله أذا لم نراقبهم ولم نتركهم
قال سوف نستخدم شبكة من رجال لا يعرفون شيء عن المهمة
بحيث لو وقع أحدهم علمنا بذلك وسهل علينا القضاء على الشبكة كلها
دون أن يجد المتعقبون أي أثر ليكملوا تعقبهم
أبتسم "صواميل" وقال خطة عبقرية يا سيدي
هل تبدأ الشبكة عملها الآن
قال "سيده نعم وليتوخوا الحذر فمن سنتعامل معهم محترفون
قال "صواميل" سوف أطلب منهم توخي الحذر يا سيدي
هل تسمح لي بالانصراف الآن لتأدية ما طلبت
أجابه سيده نعم يمكنك الانصراف
ثم تابع نظره عبر النافذة وصوت الباب خلفه يغلق في صمت
...
مبنى الأستخبارات السعودية
السابعة وخمس دقائق مساءً
الخامس من سبتمبر
أخذ مدير الأستخبارات يعبث بقلمه ثم يتركه لحظه ثم يعود للعبث به
وهو يقلب التقارير التي على طاولة مكتبه حتى سمع
صوت طرق على الباب فقال تفضل دخل "خالد"
وهو يقول لدي خبر سار يا سيدي
قال المدير هات ما لديك
قدم "خالد" التقرير للمدير وهو يتابع لقد وصل قبل قليل فأحضرته فوراً
وأنتظر حتى رمى المدير التقرير ليختلط مع التقارير
ثم قال جيد لكن هذا طرف خيط لا يمكن الثقة به أليس كذلك
أجابه "خالد" نعم أنه غير موثوق به لكن أفضل من التخبط في الظلام
تمتم المدير إنه أفضل من ذلك بالتأكيد
و مالذي يفعله رجالنا الآن
أجابه "خالد" إنهم يبحثون عن السيارة بمساعدة أحد عملائنا في الشرطة البريطانية
وسوف يحاولون الوصول إلى صاحب السيارة والتحدث معه
أبتسم المدير ثم ضحك وقال ويدعونه لشرب القهوة أيضاً
لن يكون الحديث ودياً فمحاولة اغتيال الوزير ليست بالأمر البسيط
ثم سمع طرقاً على الباب فقال المدير تفضل دخل النقيب "حامد"
وقدم تقريراً للمدير وهو يخاطب "خالد" لقد بحثت عنك فلم أجدك
ولقد كان التقرير عاجلاً فرأيت أن أقدمه للمدير الآن
رمى المدير التقرير في توتر وهو يتابع لقد فقدنا الخيط الأخير
السيارة التي نبحث عنها مسروقة ولقد كانت لسيدة عجوز في الستين
لقد عدنا لحالة التخبط التي كنا عليها
تابع "خالد" لقد عدنا إلى الصفر يا سيدي
نهاية الجزء الثاني
المفضلات