الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 32
  1. #1

    جَوهرُ الانتقامِ الأسودْ

    8qNcP




    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    أول رواية لي هنآ أضعها بين أيديكم

    سأسعدُ برؤية ردودكم وارائكم ومتآبعتكم لها

    قبلَ أن أبدأ سأذكرُ لكم لماذا اخترت عنوان رواياتي

    جَوهرُ الانتقامِ الأسودْ |~

    السبب هو إني قد ضجرتُ من كثرةِ الحكايات التي تتحدثُ عن الانتقام ..
    وكيفَ أن الشخص يريدُ الشعور بلذّته .. والانتقام من اللحظات السعيدة التي
    انتهت في دقائق قليلة .. أو لأناس يحبهم كانوا دفء قلبه فَيقتلون أمامَ عينيه
    فيصبحُ قلبه مشبعاً بالكره و الغضب .. ويبدأ حياته سعياً في تحقيق تلكَ الكلمة ..
    هنآ في روايتي ... فكرٌ آخر ..! معنى آخر ..! هدف مختلف ..! كلها حولَ دائرة ( الإنتقآم )

    .


    .


    .




  2. ...

  3. #2
    الفصل الأول

    توقفت عدةّ سيارات مصفحة أمام حطامِ قرية دُمرت بالكامل ولم يتبق منها سوى النيران التي التهمها و باقيها جثث قتلاها المرمية في كل مكان بالإضافة إلى رائحة الدماء العفنة المنتشرة في الهواء , الباحثون ورجال الشرطة منتشرون في كل زاوية يجمعون موتاها ويزيلون شيئاً من الدمار الذيّ حل بها علّهم يعرفون ما حدث لها فقد كانت سالمة مطمئنة يلعبُ صغارها صباحاً ويتسامرُ أهلها بابتسامات وضحكات , ولكن الآن ليست سوى ماضِ اختفى في ليلةِ واحدة .
    وفي إحدى السيارات الفاخرة يجلس شاب ذو ملابس رسمية واضعاً يده على ذقنه وعلى وجهه الملل فكل ما يفعله هو النظر من خلال النافذة , وضعَ يده على فمه متثائباً وعينه تراقب تحركات الجميع , ما هي إلا ثواني حتى استقامَ واقفاً واضعاً يده اليسرى في جيبه بنطاله .
    رفعَ خصلات شعره الشقراء بغرور فظهرت ملامح وجهه الحادة , رسمَ على وجهه ابتسامة ساخرة وفتحَ الباب .
    حطت قدمه على الأرض بخفة ورفعَ رأسه فبدت له منظر القرية المحطمة والتي كأنما مسحت بثانية واحدة .
    أخذَ نفساً عميقاً و فرد ذراعيه وبابتسامة كبيرة وهو مغمض عينيه .
    ـ شعور رائع ,, أليسَ المكانُ جميلاً ؟! .
    نظرَ الجميع له بشيء من التوتر فكيفَ يقولُ مثلَ هذا وهو لا يرى أمامه سوى الجثث المتناثرة .
    تقدمَ وهو يوزعُ ابتساماته على الجميع يقفزُ على الحطامِ ويتأملُ جثة هذا وفي كل ثانية يطلقُ ضحكات عالية , لم يجرؤ أحدهم على مخاطبته بل لم يفكر بأن يوقفَ ذلك الشاب .
    جثى على ركبتيه أمامَ إحدى الجثث لامرأة ميتة وبنبرة حزينة مصطنعة وهو يرفعُ خصلاتِ شعره الشقراء .
    ـ مسكينة .. لم يكن عليها الموت هكذا .
    مدّ اصبعه بابتسامة ساخرة وفقأ بها إحدى عينيها رفعَ اصبعه الممتلئة بالدم ولعقها بلسانه بطريقة مقززة .
    وصلَ إلى مسامعه صوتُ تحرك شيء التفت ليرى ما هوَ وهو في أشدّ السعادة لعله يرى ما يتسلى به , اقترب أكثر فوجدَ يدَاً تتحركُ أصابعها بارتجاف , أطلقَ صفيراً وشعرَ برغبة في أنّ يرفه عن نفسه , تقدمَ بضعَ خطوات وأبعد بيده الحطامَ ليرى صاحبها فظهرَ له جسدٌ صغير ممتلئٌ بالجروح .
    جثى على ركبتيه , ومسحَ على شعر الصبي المغبرّ وسأله بنوعِ من التصنع .
    ـ هل أنتَ حيّ ؟! .
    اتسعت ابتسامته الخبيثة بشدّة وهو يراه يقومُ بفتحِ عينيه تدريجاً .
    .
    ركضَ أحدهم نحو القائد المكلف بالتحقيق في أمر القرية وعلى ملامح وجهه الارتباك , اقترب من قائده وهمسَ له .
    ـ سيدي إن جوين ابن الوزير السابق هنا .
    تغيرت ملامح القائد إلى الحدة وبنبرة غاضبة لمن أمامه .
    ـ ولم تسمحون لذلك المتعجرف بالدخول ؟! .
    تصاعدت الدماء إلى رأسه وتكلم بعصبية وهو يشدُ قبضة يده .
    ـ لا ينقصنا إلا هو .
    لم يلبث ملياً حتى صرخَ في الباحثين بلهجة آمره .
    ـ لا تقتربوا من الجثث المتبقيّة ولا تقوموا بتحركيها اتركوها كما هي , وفي الغد سوفَ نقوم بتشريحها .
    شهق الشخص الذي بجانبه وقال لقائده .
    ـ مستحيل لا يمكنك تشريحها جميعاً إنهم أهل القرية .
    تقدم القائد ورفعه من مقدمة ملابسه بعصبية .
    ـ وهل تعرف طريقه أخرى نعلم بها سبب الدمار حضرة الملازم بيل ؟! .
    لم ينطق بيل بشيء فقائده شديد التعامل وقاسِ في هذه الأشياء , كما أنه في مزاج سيء منذُ أن علم أن الشاب جوين هنا.
    تنهدَ بعمق بعدَ أن خرجَ من عندِ القائد وهو يتمنى أن يسير كل شيء على ما يرام , تقدمَ نحو أحد الأنقاض وقام برفع أحد الأبواب المكسورة فرأى جثة قد محت ملامحها أغمضَ عينيه لا شعورياً ووضعَ يده على فمه فقد شعر برغبة في الغثيان .
    ـ فظيع .. فظيع جداً ما حدثَ هنا ! ما لذي حصل يا ترى في ليلة واحدة ؟! .
    جثى على ركبتيه وتألم لمنظر جثةِ كانت لامرأة وبجانبها طفلها الرضيع , مرت نسمة هواء حركت خصلات شعره البنية التي تتمثل لونها بلونِ عينيه الصافيتين .
    شارفت الشمس على المغيب واتخذت السماء اللون البنفسجي الممزوج بالبرتقالي بصورة رائعة الجمال .
    سرت ضجة بين الباحثين وأخذوا يتهامسون فيما بينهم كذلك المدنيين كل يكلم الآخر عمّا رآه .
    وصل ذلك أيضاَ إلى مسامع القائد فوقفَ غاضباَ وهو يضربُ الطاولة التي أمامه .
    ـ ما لذي يحدث هنا ؟! ما هذه الضجة ؟.!
    جاء بيل من بعيد راكضاَ , وقفَ أمام القائد وتكلم بسرعة وتوتر .
    ـ سيدي القائد كلاوف ... .
    لم يتوقفَ بيل بل تابع وهو يشعرُ بأنفاسه تتقطع .
    ـ لقد وجدَ أحدهم صبياً على قيدِ الحياة ولن تصدقَ من وجده .
    ظهرت علامات الغضب الشديدة على ملامح كلاوف حتى أن عروقه بدأت تظهر فقد علمَ ما يقصده , تركَ ما بيده وركضَ بسرعة وهو يعض على شفتيه بغيض .
    ـ ذلك الوغد جوين .
    تجمعَ الناس والباحثين مكونين تجمعاً كبيراً وهم يراقبونَ شيئاً وينظرونَ له ..
    دخلَ بيل بينهم وأخذ بمزاحمتهم كما فعل القائد كلاوف حتى وصلوا للمقدمة , وما إن وقعت عينا بيل ونظر .. حتى اتسعت عيناه باضطراب عندما رأى وجهه الصبي الذي يحمله جوين .
    عضَ القائد على شفتيه بغيض وهمسَ لنفسه .
    ـ مستحيل لقد تأخرنا .
    كانَ يحملُ بينَ ذراعيه صبي فاقد الوعي ربما يبلغُ الثالثة عشر قد غطت الجروح جسده ومزقت ملابسه , لم يكن ذلك ما فاجأ أغلبهم بل تلكَ العلامة التي ظهرت على جبين الشاب الذي يحمله .
    تقدمَ كلاوف بعصبية وتحدثَ بلهجةِ صارمة .
    ـ اترك الصبي لا أصدق أنك أجبرته على فعلِ ذلك .. لن أسمحَ لكَ باستغلالِ موقفه .
    ابتسامة ساخرة أظهرها الشاب المعني به بالكلام ... قالَ بثقةِ شديدة وهو ينظرُ للقائد بتحدي .
    ـ لقد تمّ الاتفاق .. رفعَ اصبعه وأشار إلى جبهته حيثُ علامة الدماء بشكل البصمة وتابع .
    ـ أصبحَ ملكيّ بقراره هوَ .
    أسقطه جوين من يديه مما جعلَ جسد الصغير يصطدمُ بقسوة على الأرض حتى أنّ ملامح الألم ظهرت على ملامح وجهه .
    اقتربَ بيل بشفقة بعد أن تحكم بنفسه وهو يرى منظره الصغير الذي يرثى له .
    التقت إلى الخلف متجاهلاً نظراتهم وقالَ بلهجةِ آمره .
    ـ سوفَ أستدعيه بعدَ أن يتعافى .
    لم يصدق القائد ما قاله , فقد كانَ جاداً فيما قاله !! .
    ـ نحنُ بحاجةِ له لإجراء بعض التحقيقات بعدَ أن يُشفى ... لذا .
    التفت نحوه ونظرَ إليه بعينيه الحادتينِ التي تشبه لون البحر الفسيح وقالَ له بنبرةِ لا تنبأُ بخير مطلقا .
    ـ أنا من يقررُ ذلك ... فلقد أصبح ملكي وعبدي أنا .... وأنتَ تعرفُ القواعد هنا .
    اتسعت عينا القائد بنوعِ الضيق .. فقد كانَ محقاً في جملته الأخيرة كما أن دليل ذلك هو بصمة الصغير التي طبعت على جبينه .
    فقدَ بيل هو الآخر الأمل بعدَ أن رأى بنفسه علامةُ الجرح التي يسيل منها الدم في اصبع الصغير.
    أصدرَ الصبي أنيناً مكتوماً وبدأ يحركُ جسده ويقطبُ حاجبيه وهو يشعرُ بالألم الشديد وكأنما يريدُ التخلص من ذلك الشعور لاحظه بيل فأسرعَ بحمله بينَ ذراعيه ليحملُ للمشفى كذلك الحال مع القائد كلا وف الذي تبعَ مساعده فلربما يكونُ سر القرية المدمرة عندَ هذا الصبي .
    بينما عادَ جوين إلى سيارته الفاخرة وعينه على السيارة التي تبتعد حاملةً معها ذلكَ الصبي , أسندَ رأسه على مقدمة المقعد , وأرخى ربطة عنقه وقالَ بابتسامة لم تغادر شفتيه .
    ـ لقد كانت محادثةً جيدة أيها الصغير ..... .

    انتهى الفصل الأول ..


    اخر تعديل كان بواسطة » إحسآس ♪ في يوم » 13-07-2013 عند الساعة » 22:10

  4. #3
    الســــلام عليكِ إحســاس , كيف الحال ؟

    جذبني عنوان الرواية كثيرة , وازداد التشويق أكثر عندما شرحتِ عن عنوان الرواية , يالـ الغموض..

    على العموم , أسلوب كتابتكِ جميل وسلسل وليس به أي تعقيدات , أهنئكِ ^^

    من الجيد أن تجعلي الأجزاء الاولي قصيرة , ذلك سيزيد من تشويق القارئ كما أنا....

    ننتقل للقصـــة:

    كم أحب القصص التي تتمحور عن الانتقام ..

    ذلك الفتى المدعو جوين , إنه شاب مخيف لأبعد الحدود , واقشعر بدني عندما قرأت " فقأ بها إحدى عينيها"

    أي مجرمٍ هذا , لازال الغموض يلفه ويلف البداية أيضاً , ياااه يا جماعة كم أحب هذا , وأخافه أيضاً ><

    القائد كلاف , يبدو لي مزاجي وعصبي , ويكره جوين ابن الوزير >> هذا ما فهمته على ما أعتقد..

    بيل , لا أستطيع اخذ انطباع عنه , لكنني أظنه من ذلك النوع الذي يخاف هذه الاشياء , لا أعلم بالضبط ><

    على العموم , أنا متشوقة للأجزاء القادمة , لا تتأخري علينا عزيزتي..

    في حفـــظ الله ورعــــايته

    و...رمضـــان كريم على الجمـــيع
    اخر تعديل كان بواسطة » prison of zero في يوم » 13-07-2013 عند الساعة » 23:17

  5. #4
    حجز devious ~
    f9b18bcb2fc07967b72f103d6777dc9e
    والناس المساكين اللي كانوا نايمين ما ينعذرون :ضحـكة: + توقيعي الجميل :بـكاء:

  6. #5

  7. #6
    uokary_chan

    الســــلام عليكِ إحســاس , كيف الحال ؟


    وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته أهلاً أختي الحمد لله وأنتِ !

    جذبني عنوان الرواية كثيرة , وازداد التشويق أكثر عندما شرحتِ عن عنوان الرواية , يالـ الغموض..

    على العموم , أسلوب كتابتكِ جميل وسلسل وليس به أي تعقيدات , أهنئكِ ^^


    شكراً لك خشيت أن يظنّوها كأي قصة انتقام معتادة فقررت أن أشرحها
    رغم إنني مترددة في أسلوبي ولكن أحمد الله أنها أعجبتك ^^


    من الجيد أن تجعلي الأجزاء الاولي قصيرة , ذلك سيزيد من تشويق القارئ كما أنا....

    ^^ في الحقيقة الأجزاء الأولى تقريباً قصيرة بعض الشيء جيد أنّ ذلك أعجبكِ

    ننتقل للقصـــة:

    كم أحب القصص التي تتمحور عن الانتقام ..

    إذاً أتشرف بمتابعتك لروايتي وإبداء رايك فيها بعد كل جزء^^
    سأكون سعيدة للغايه بذلك .


    ذلك الفتى المدعو جوين , إنه شاب مخيف لأبعد الحدود , واقشعر بدني عندما قرأت " فقأ بها إحدى عينيها"

    أي مجرمٍ هذا , لازال الغموض يلفه ويلف البداية أيضاً , ياااه يا جماعة كم أحب هذا , وأخافه أيضاً ><

    القائد كلاف , يبدو لي مزاجي وعصبي , ويكره جوين ابن الوزير >> هذا ما فهمته على ما أعتقد..

    بيل , لا أستطيع اخذ انطباع عنه , لكنني أظنه من ذلك النوع الذي يخاف هذه الاشياء , لا أعلم بالضبط ><
    ستتضح الشخصيات أكثر مع الأجزاء القادمة ^^

    على العموم , أنا متشوقة للأجزاء القادمة , لا تتأخري علينا عزيزتي..

    في حفـــظ الله ورعــــايته

    و...رمضـــان كريم على الجمـــيع

    إن شاء الله شكراً لك أسعدني تواجدك
    في أمان الله ومبآرك عليك الشهر ^^


  8. #7
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فسيفساء~ مشاهدة المشاركة
    حجز devious ~
    بانتظارك عزيزتي ^^

  9. #8
    حــــــــــــــــــــــــــــــجــــــــــــــــــ ـــــــــز
    ede806b6ec93af57dc83eb66daadbca1

  10. #9
    تبدُو روايَة شيَّقة مليْئَة بالكثيَر مِن الغرائِب, وَ
    المواجَهات السَّاخَنة, وفِي الواقِع كُنت سأؤَّجل تعقيبِي
    لوقتٍ لاحِق, ولكِنَّ ورود الجُزءِ الأوَّل فقَط, شجَّعني
    على ترَك بصمِتي منذُ البدايَة. وإن لَم تكُن أجواءَ
    الرَّوايَة مُتضَّحة تماماً ولازَال يشُوبها الغمُوض
    فإنَّ الحكايَة مليْئَة بالتَّفاصيْل المُبهَمة المثيرَة
    كبدايَة.


    وصُفكِ لـ القريَة المُدمَّرة تحرَّكات [ جويْن ]
    المثيَرة للخُوف والذَّعر, وَ المشاهِد الغامضَة المهيبة لـ المجَزرة
    الِّتي طالَت سُكَّان تلَك القريَة كلَّ هذا كان مُتقَن,
    ورائَع وغيَر مُملَّ أو مُفصَّل بطريْقَة مُبالغَة أبداً,
    فحروُفكِ مُمتازَة, ولِكن كانت التنَّقلات بيَن المكان
    سريْعَة نُوعاً مَّا ربَّما لأنَّني لَم أتبَّين أسماءَ الشّخصيات
    بعَد فكما قُلت مِن الصَّعب الحكُم على الرّوايَة
    مِن البدايَة فقَط.


    ولكِن مشَهد مثِل هذا حبَس أنفاس الرَّعب بداخلِي :

    جثى على ركبتيه أمامَ إحدى الجثث لامرأة ميتة وبنبرة حزينة مصطنعة وهو يرفعُ خصلاتِ شعره الشقراء .
    ـ مسكينة .. لم يكن عليها الموت هكذا .
    مدّ اصبعه بابتسامة ساخرة وفقأ بها إحدى عينيها رفعَ اصبعه الممتلئة بالدم ولعقها بلسانه بطريقة مقززة .
    وصلَ إلى مسامعه صوتُ تحرك شيء التفت ليرى ما هوَ وهو في أشدّ السعادة لعله يرى ما يتسلى به , اقترب أكثر فوجدَ يدَاً تتحركُ أصابعها بارتجاف , أطلقَ صفيراً وشعرَ برغبة في أنّ يرفه عن نفسه , تقدمَ بضعَ خطوات وأبعد بيده الحطامَ ليرى صاحبها فظهرَ له جسدٌ صغير ممتلئٌ بالجروح .
    جثى على ركبتيه , ومسحَ على شعر الصبي المغبرّ وسأله بنوعِ من التصنع .
    ـ هل أنتَ حيّ ؟! .


    حتَّى لـ أكاد أُجزِم بأنَّ [ نبرَة صُوت جويْن ]
    قَد رنَّت بداخلِي وهُو يقُول : هَل أنتَ حي ؟! ^^
    نبرَة مُخيْفة مُثلِجَة بارَدة تماماً, لا تعبَأ حقيْقةً
    فِيم لُو كان الطَّفل حيَّ أم مُمزّق إلى أشلاءْ ؟!



    والآن وقبَل أن أختِم ردِّي أصِل لـ شخصيَّات الحكايَة:


    - جُويْن :

    بارِد مُثيْر للذَّعر, ماكِر وشَّرير لديِه سُلطَة وهُو
    لا يستِخدمها للعدَالة بَل لذاته وإشباع رغباته
    وفضُوله وتساؤُلاته, يخفِي الكثيَر وقَد يكُون هُو
    محورَ الحكايَة بما أنَّه أولَّ الشَّخصيات ظُهوراً,
    وهُنا يكُمن السَّؤال الجُوهرِي :


    [ كيَف تكُون شخصيَّة مثل جُويْن محُورَ الأحداث ؟!
    ولِمَ اخترِتها بالذَّات ؟! ولِمَ هِي موجَودَة فِي الروَّاية ؟!
    ]


    - القائِد كلاوف ومُلازمهُ بيْل :


    يبدُو الأوَّل صارِماً عادلاً شديَد المَقْت لـ جُويْن
    ويعلَم عَن سودوايَّته ما لا بأَسَ بِه, كما يظَهر لِي
    أنَّه سيكُون هُناك مواجَهات قويَّة بيَن كلِّ مِنهما!
    فِي سبيْل تلَك الحادثَة الغامضَة.

    أمَّا بيْل, فقَد يكُون شخصيَّة ثانويَة, مُساعد طيَّب
    القلب, ولكَّنه ليْس ندَّاً لـ جويْن طبعاً



    السَّؤاليَن الأخيريَن :

    - كيَف صار الصَّبي عبداً لجويْن ؟! وماذا يعنِي
    بالقوانيْن الِّتي تكفَل لهُ هذا الحَق ؟!


    - مالمُحادثَة الِّتي جرَت بيَنه وبيَن الصَّبي ؟
    مَن هذا الصَّبي ؟ وكيَف نجا وحدَه !؟



    تبدُو روايتكِ جميْلَة, مِن
    الجيّد أنَّني عثَرت عليَها, بإذن الله
    سـ أتابِع بشَغف ما سيجرِي.

    [ وُفقّتِ فِي حكايَتكِ
    قلُمكِ مُسلٍ وَ يجيَد تشويْقنا ولَفتنا إلى إبداعه منذُ البداية]
    اخر تعديل كان بواسطة » şᴏƲĻ ɷ في يوم » 16-07-2013 عند الساعة » 23:33

    attachment

    Not Fading is living passiontately


  11. #10
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Roze Baby مشاهدة المشاركة
    حجز

    بانتظارك ^^

  12. #11
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Beautiful Liar مشاهدة المشاركة
    حــــــــــــــــــــــــــــــجــــــــــــــــــ ـــــــــز
    بانتظارك لا تتأخري =)

  13. #12
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة şᴏƲĻ ɷ مشاهدة المشاركة
    تبدُو روايَة شيَّقة مليْئَة بالكثيَر مِن الغرائِب, وَ
    المواجَهات السَّاخَنة, وفِي الواقِع كُنت سأؤَّجل تعقيبِي
    لوقتٍ لاحِق, ولكِنَّ ورود الجُزءِ الأوَّل فقَط, شجَّعني
    على ترَك بصمِتي منذُ البدايَة. وإن لَم تكُن أجواءَ
    الرَّوايَة مُتضَّحة تماماً ولازَال يشُوبها الغمُوض
    فإنَّ الحكايَة مليْئَة بالتَّفاصيْل المُبهَمة المثيرَة
    كبدايَة.




    أهلاً بك في صفحات روايتي المتواضعة
    سعدت حقاً بردك الجميل الذيّ بثّ روحَ الحماسة بداخلي
    الحمد لله أنكِ لم تؤجلي ذلك فانت لا تعلمين مدى فرحتي .. ^^
    نعم كبداية اخترتُ أن تكونَ غامضة .



    وصُفكِ لـ القريَة المُدمَّرة تحرَّكات [ جويْن ]
    المثيَرة للخُوف والذَّعر, وَ المشاهِد الغامضَة المهيبة لـ المجَزرة
    الِّتي طالَت سُكَّان تلَك القريَة كلَّ هذا كان مُتقَن,
    ورائَع وغيَر مُملَّ أو مُفصَّل بطريْقَة مُبالغَة أبداً,
    فحروُفكِ مُمتازَة, ولِكن كانت التنَّقلات بيَن المكان
    سريْعَة نُوعاً مَّا ربَّما لأنَّني لَم أتبَّين أسماءَ الشّخصيات
    بعَد فكما قُلت مِن الصَّعب الحكُم على الرّوايَة
    مِن البدايَة فقَط.


    أشكرك أختاه ..
    إن شاء الله أحاولُ أن أتقنَ ذلك
    e056 .

    ولكِن مشَهد مثِل هذا حبَس أنفاس الرَّعب بداخلِي :

    حتَّى لـ أكاد أُجزِم بأنَّ [ نبرَة صُوت جويْن ]
    قَد رنَّت بداخلِي وهُو يقُول : هَل أنتَ حي ؟! ^^
    نبرَة مُخيْفة مُثلِجَة بارَدة تماماً, لا تعبَأ حقيْقةً
    فِيم لُو كان الطَّفل حيَّ أم مُمزّق إلى أشلاءْ ؟!


    جيد أنّك لمستي في كلامه ذلك فهذا ما أريده ككاتبه ^^

    والآن وقبَل أن أختِم ردِّي أصِل لـ شخصيَّات الحكايَة:


    - جُويْن :

    بارِد مُثيْر للذَّعر, ماكِر وشَّرير لديِه سُلطَة وهُو
    لا يستِخدمها للعدَالة بَل لذاته وإشباع رغباته
    وفضُوله وتساؤُلاته, يخفِي الكثيَر وقَد يكُون هُو
    محورَ الحكايَة بما أنَّه أولَّ الشَّخصيات ظُهوراً,
    وهُنا يكُمن السَّؤال الجُوهرِي :

    أعجبني تحليلك لشخصيته كثيراً
    embarrassed



    كيَف تكُون شخصيَّة مثل جُويْن محُورَ الأحداث ؟!
    ولِمَ اخترِتها بالذَّات ؟! ولِمَ هِي موجَودَة فِي الروَّاية ؟!
    هذا هو السؤال الذي أردتُ حقاً أن يدورُ بخلدكم
    لماذا ذلك الشاب هو أحدُ أبطال روايتي هذه !
    سيتضحُ كلُ شيء في الأجزاء القادمة ..
    فعنوآن قصتي سيثبت لكم في الفصول القادمة معنى ذلك

    asian
    - القائِد كلاوف ومُلازمهُ بيْل :


    يبدُو الأوَّل صارِماً عادلاً شديَد المَقْت لـ جُويْن
    ويعلَم عَن سودوايَّته ما لا بأَسَ بِه, كما يظَهر لِي
    أنَّه سيكُون هُناك مواجَهات قويَّة بيَن كلِّ مِنهما!
    فِي سبيْل تلَك الحادثَة الغامضَة.

    أمَّا بيْل, فقَد يكُون شخصيَّة ثانويَة, مُساعد طيَّب
    القلب, ولكَّنه ليْس ندَّاً لـ جويْن طبعاً

    ربما تتغيرُ نظرتك لبعضِِ الشخصيات فنحنُ لا زلنا في البداية


    السَّؤاليَن الأخيريَن :

    - كيَف صار الصَّبي عبداً لجويْن ؟! وماذا يعنِي
    بالقوانيْن الِّتي تكفَل لهُ هذا الحَق ؟!
    - مالمُحادثَة الِّتي جرَت بيَنه وبيَن الصَّبي ؟
    مَن هذا الصَّبي ؟ وكيَف نجا وحدَه !؟





    إنّه كعقد اتفاقِ بينهم ولكن بإذن الله سيتضحُ ذلك جلياً لكم ..
    أمّا عن المحادثة فسوفَ تكشفُ فيما بعد .
    وأما عن ماهيةَ هذا الصبي فستعلمين الكثير عنه في الفصول القادمة =)
    وكيفَ نجا وحده كل سيتضحُ تدريجياً .






    تبدُو روايتكِ جميْلَة, مِن
    الجيّد أنَّني عثَرت عليَها, بإذن الله
    سـ أتابِع بشَغف ما سيجرِي.

    [ وُفقّتِ فِي حكايَتكِ
    قلُمكِ مُسلٍ وَ يجيَد تشويْقنا ولَفتنا إلى إبداعه منذُ البداية]

    شكراً لكِ أختاه في انتظارك في الفصل القادم
    في الحقيقة أذهلتني فيبدوا أنّك قارئة متميزة وذكية
    embarrassed
    لقد جلبتيّ كل النقاط المهمة وتسائلتي عنها .
    كم سأكونُ محظوظة لو حظيتُ بمتابعتك لي دائماً ..
    embarrassed
    شكراً لكِ .


  14. #13
    الســـلام عليك..
    أردتُ أن أقول لكِ أعلمني بموعد الجزء القادم , فأنا متشوقة له بالفعل ^^

  15. #14



    MyftU

    عندما يكونُ ذلكَ الخيار هو الحل الوحيد القاسي لعدمِ تكرارِ تلكَ الحادثة المشهورة التي تناقلتها ألسنُ العامة , والتي جُعلتْ ليشعرَ بعض الناس بالأمان ويضعوا حداً لأولئك الخونة و الأهم من ذلك أن يأتمنَ الشخصُ على نفسه ويسلمَ من غدرِ أتباعه .


    وفي مستشفى المدينة المركزي .
    أصواتُ نبضات القلب تصدر من الغرفة التي وُضعَ فيها الصبي الناجي من تلكَ القرية المدمرة , صدره مليء باللصقات الطبية المتصلة ببعضِ الأجهزة التي تراقبُ استقرار حالته , رأسه قدّ لفَ بشاشِ طبي وكذلكَ يده اليسرى بينما جهاز الأوكسجين على فمه وأنفه ولا يغطى جسده سوى قطعةُ قماشِ بيضاء ثخينة تكشف أعلى صدره ونصفَ ساقيّه .
    خرجَ بعدَ أن ألقى نظرةً عليه ثمّ اتكأ على الجدار المقابل للغرفةِ الطبية التي وضعَ فيها الصغير منتظراً تقرير الطبيب وما لبث أن جاءَ من ينتظره حاملاً معه ما يريد ليخبره عن حالته بالتفصيل .
    تصفحَ الطبيب الورقات التي يحملها وأخذَ يقلبها ويقرأُ ملخص ما فيها .
    ـ إنه مصابٌ بجرح متوسط في رأسه مع كسر في أحد أضلاعه بالإضافة إلى كسرِ في يده اليسرى بينما بقية جسده قد تعرضَ لكدمات إزاء سقوطِ الحطامِ عليه ..
    أعادَ النظَرَ إلى كلاوف وقالَ له .
    ـ أعتقد أنّك لن تستطيعَ إجراء تحقيقِ معه فقد دخلَ في غيبوبة ولا نعلم متى سيستيقظُ منها كما أنّ جسده يحتاجُ وقتاً ليتعافى .
    تنهدَ القائد بأسى فيبدوا أنّه لن يستطيعَ فعلِ شيء , كما أنّه أمر بإيقاف تشريحِ الجثث التي عثروا عليها فـ لعلّه يرى من ذلك الصبي إجابة شافية ومقنعة لما حدث .
    ـــــــ
    وفي قصره الفخم تحديداً في غرفته سمعَ جوين صوت طرق على البابِ أذن للطارق واعتدل في جلسته فقد كانَ يجلسُ على سريره الفاخر وبيده بعضُ ملفات شركته التي يراجعُ ما فيها , رفعَ بصره ليرى من الذي دخل .. فوجدَ خادمه الجديد الذي قدمَ منذُ يومين يحملُ صينية فيها شرابه الفاخر ويضعه على الطاولة القصيرة التي بقربه وهو يشعرُ بالارتباك والخوف وفي كلِّ مرة ينظرُ فيها لسيده بنوعِ من الرعب , ابتسمَ جوين عندما أحس بما يشعرُ به فأمسكَ بيده عندما أراد الخروج مما بثّ الخوف على نفسِ ذلك الخادم فالتفت مسرعاً نحوه وهو منكسٌ رأسه وبدأ يلقي عليه ببعضِ الاعتذارات الغير مرتبة .
    ـ أنا آسف ..هل فعلتُ شيئاً سيئاً ... أقصد أعتذر بشدةِ سيدي .
    كانَ يتكلمُ وهو يتصببُ عرقاً خوفاَ من غضبِ سيده الشاب .
    نهضَ جوين من مكانه وتقدمَ باتجاهه , أمسكَ يده من معصمِ يده بشدّة مما جعلَ الخادم يغمضُ عينيه من الألم وقالَ بغيض .
    ـ ما الذي جاء بكَ إلى هنا ؟! .. ألم تأتي بقدميك متوسلاً لتعملَ عندي ؟! .
    ارتجف جسده من كلامه وقالَ بخوف ..
    ـ أنا .. أنا .. .
    احتدت عينا جوين وتغيرت ملامحه في لحظات وقالَ له بنبرةِ غاضبة ..
    ـ إذاً أظهر الاحترام الكامل ولا تظهر أمامي بهذا الشكلِ المثير للشفقة .
    ابتلعَ رمقه وتحدث بصعوبة وهو يرى عينا سيده الحادة بينما بدأ يشعر بتوقفُ دمه في معصمِ يده .
    ـ أطلب العفو منك ... أرجوك .... أنا .... !! .
    ـ كــــــــــــــــــفـــى .
    هكذا صرخَ جوين وهو يبعدَ يده عنه بعدَ أن ضاقَ ذرعاً به مما جعلَ الآخر يسقطُ من شدّة الهلع , رفعَ اصبعه وقامَ بقضمها بأسنانه حتى سالت الدماء منها .. اشار بأصبعه نحوه وقالَ له بلهجةِ واثقة .
    ـ إذاً أمستعدٌ لأن تُقدمَ حياتك لخدمتي ؟! .
    تراجعَ الخادم بنوعِ من الفزع وهو يرى اصبعَ سيده ابتلعَ رمقه ثمّ ارتجفت شفتيه وقالَ بتوسل .
    ـ إن لدّي إخوة صغاراً وأنا أكبرهم ..... كما أننيّ جبان ... أتوسل إليك .. لا تقيد حياتي بذلك القَسم .. .
    توقعَ جوين تلكَ الإجابة ولكنه اشتغلَ غضباَ عندما قالها بتلكَ الطريقة المثيرة للشفقة .. تراجعَ خطوات للخلف وحملَ شرابه الفاخر ثمّ تقدمَ نحوه وسكبَه عليه بالكامل حتى آخر قطره وقالَ له باحتقار .
    ـ اخرجْ من هنا , لستَ سوى حثالة .
    فرحَ فرحاً شديداً عندما خرجَ من موقفه ذاك وسارعَ بالخروج فأيّ سعادة تتملكه بعدَ أن نجى من ذلك القَسم .
    بينما أخذَ يراقبه بنوعِ من الغضب حتى اختفى من أمامه , رفعَ اصبعه ومصَ دماءه ثمّ قالَ بثقة ممزوجة بالخبث .
    ـ إنّني أنتظر ذلك الصبي ... إنه مثير ... سأجبره على خوضِ ذلك القَسم .

    ــــ

    ـ ماريو .. ماريو .. .
    أخذَ يحركُ جسده وهو يردد على ذلك الاسم بخفوت بينما سالت دموعٌ على وجنتيه , لا حظته الممرضة المشرفة عليه فأخذت تراقبه بحزنِ وهي تضعُ يدها على جسده ليهدأ ولكيلا يتحرك فيؤذيّ نفسه من غيرِ وعيّ منه , فلا يزالُ على تلكَ الحالة منذُ يومِ ونصف يكرر ذلك الاسم والدموعٌ تبلل وجهه , تساقطت دموعها وارتجفت شفتها فهي لم تتحمل رؤيته على تلكَ الحالة همست بحزن على حاله .
    ـ لا بد أن يكونَ ما حصل له قاسياً .
    مسحت على شعره بلطف فلعلَ ذلك يشعرٌه بالأمان فيتوقفَ عن البكاء فهي تشعر بالألم كلما نظرت إليه .فهوَ يغمضُ عينيه بشدّة بينما قطراتِ من العرق تظهرُ على جبينه .

    المكانُ حار والنيران تلتهم كلّ شيء , أخذً يركضُ بصعوبةِ وهو يشعرُ بالتعب في قدميه التفت نحو الخلف ليتأكد من أن صديقه بخير أمسكُه من يده بقوة لكيلا يفقده وواصلا الركضَ معاً .
    تحدثَ إليه من خلفه وأنفاسه متقطعة .
    ـ ايلــــيود ... توقف ... دعني أستريح قليلا .
    لم يستمعَ له بلّ ظلّ ممسكاً بيده بإحكام...
    سقطَ أرضاً من شدّة الإرهاق والتعب فقدماه لم تستطع السير مسافة أكثر , التفت إيليود نحوه وجثى على ركبتيه وهو يلتقط أنفاسه هو الآخر .
    ـ ليسَ لدينا الوقت ... سوفَ نُقتل إذا لم نسرع .
    رفعَ الصغير وجهه ونظرَ لصديقه ... ابتلعَ رمقه ومدّ يده ليساعده على النهوض .. ولكن الآخر جلسَ على الأرض واضعاً كلتا يديه خلف ظهره ليقولَ لصديقه المتعب .
    ـ اصعد سوفَ أحملك .... .
    ابتسمَ لصديقه المخلص ورفعَ نفسه ليستمعَ لكلامه فهو لن يستطيع أن يمنعَ تلكَ النظرة في عينيه ويرفضَ عرضه ...
    ولكن ما إن وضعَ ذراعيه حول رقبته واستعد ايليود ليقفَ حاملاً إياه حتى هوى عليهما حطامُ منزلِ محترق .



    فتحَ عينيه بفزع وصرخَ بأعلى صوته منادياً باسمه .
    ـ مــــــــاريو .
    استيقظ من تلكَ الذكرى المريرة المتقطعة وهو يشعرٌ بالدموعٌ التي يسكبها ... حاولَ تحريكَ يده فلم يستطع .. نظرَ حوله فوجد نفسه في مكانِ غريب ذو رائحة لم تعجبه بينما بعضُ من الأجهزة متصلة بجسده شعرَ بالرعب من ذلك وأعاد من جديد محاولة تحريك جسده .. لكنّه شعرَ بألم يجمد حركته , لا حظ تلكَ العيون التي تراقبه والتي كانت لفتاة تبدو سعيدة لرؤيته وقد استعاد وعيه , أعاد النظرَ للسقف ليهدأ قليلاً من أنفاسه .
    بينما هيّ بدأت تسأله بنوعِ من التردد .
    ـ هل تشعرُ بتحسن ؟! .
    أعاد النظر إليها عندما سمعها مما جعلَ ابتسامتها تتسع عندما رأته يتجاوبُ معها ... ولكنّه بادرَ بسؤالها بصوته الضعيفِ .
    ـ أيــــ...ـن ما..ريـــو ؟! .
    استغربتْ الممرضة من ذلك الاسم الذي كان يكرره أومأت برأسها نافية لتبين له أنها لا تعلم عما يتحدثُ.. أعاد النظرَ نحو السقف ببرود وشعرَ برغبةِ كبيرة في النومَ كانَ يغمضُ عينيه تدريجياً ولكن بعضَ الذكرى التي مرتْ سريعاً في ذهنه جعلت عيناه تتسعُ بشدّة ويهمسَ بفزع .
    ـ مــــاريو ..
    حركَ يده وبسرعةِ أبعدَ ما فيها من أجهزة لا حظته الفتاة فمدت يدها بخوف لتمنعه من فعلِ شيء ولكن يدَ الصبي التي امتدت نحو ذراعها ولامستها جعلتها تفقدُ وعيها تدريجياً وكأنما شيء ما يُنزعُ منها .
    .

    أعلنت حالة الطوارئ في المشفى بعدَ هروبِ الصبي
    ضربَ القائد كلاوف يده بالجدار بقوة وقالَ بعدمِ تصديق .
    ـ مستحيل كيفَ حدثَ هذا ؟! .
    جاء الطبيب المسؤول عن حالته وهو بحالةِ قلق .. فلم يعطه القائد أيّ فرصه بل جذبه من ملابسه وصرخَ فيه .
    ـ هل كذبت علينا بشأنِ التقرير ؟! .
    ارتبك الطبيب بشدّة وأمأ برأسه نافياً .
    ـ أقسمُ لك إنني لم أكذب لقد كانَ كلُّ ما قلته صحيحاً .
    ضاقت عينُ القائد وابعد يده عنه بعصبية .
    ـ إذاً كيفَ تفسرُ ما حدث ؟! الممرضة التي كانت معه فاقدة للوعي و زجاج النافذة التي فيها محطمّة ولا يرى شيء في شريط التسجيل لكاميرا المراقبة .
    تحدث بيل الذي كانَ يرافقه بطريقة غريبة وهو ينظرُ لحطامِ النافذة في الغرفة التي كانَ فيها الصبي .
    ـ ربما أَخذه أحدهم .
    احتدت عينا كلاوف وطرأ في باله اسمُ ذلك الشخص أمرَ اثنين من أتابعه بلهجة صارمة .
    ـ اذهبا نحو منزل ذلك المتعجرف جوين ربما يكون هوَ السبب .
    انطلقا بسرعةِ شديدة لينفذا أمرَ القائد بينما جلسَ هوَ على السرير الذيّ كانَ يستلقيّ في الصبي بصدمة فكيفَ يستطيعُ تفسير ما حدث .

    .

    وفي مكان حطام القرية التي تبعد عن المدينة عشرات الكيلو مترات جلسَ الصبي خلفَ أحدَ الصناديق محاولاً التقاطَ أنفاسه كانَ يشعرُ بطاقته تضعف تدريجياً بينما الألم يعاودُ الزحفَ لجسده نظرَ إلى نفسه فقد كانَ يلبسُ معطفاً كبيراً رصاصي اللون ليسَ بمقاسه كانَ قد أخذه عندما فرّ هارباً من المشفى , اقتربَ كلبٌ لطيفٌ منه فسارعَ إيليود ليضعَ يده عليه ويقولَ له بصوته المتعب .
    ـ أرجوك أُعذرني .... أريدُ أن أصل بسرعةِ إلى هناك .
    وما إن أبعد يده حتى سقط ذلك الكلبُ على الأرض من غيرِ حراك بينما اختفى ذلك الصبي في لمحة بصر بسببِ سرعةِ ركضه .

    .
    شعرَ بالضحك مما سمعه وقالَ للشخصِ الذي أمامه ليتأكد مما قاله .
    ـ أتقولَ أن ذلك الصبي التي تكسرت عظامه قامَ بالهرب ! .
    أجابَ أحدُ الشرطيين بطريقة رسمية جداً تظهرُ فيها جرعة خفيفة من الارتباك .
    ـ نعم ونحنُ هنا لنسألكَ إن كنتَ قمت بأخذه ؟! .
    وضعَ يده على ذقنه بتفكير عندما رأى أنهما جادان ولا يمزحان فيما قالاه .
    أجاب بالنفي وقالَ لهما بثقة .
    ـ يمكنكما تفتيشُ منزلي إن كنتما لا تصدقاني أو تسألا خدمي .
    ألقيا تحية الشرطة ثمّ غادرا المكان سريعاً تاركين ذلك الشاب يذهل مما سمعه حملَ معطفه بسرعة وقالَ بثقة .
    ـ يبدوا أنّني أعلم إلى أين ذهب .


    .

    وفي المشفى .
    ـ ماذا ؟! ليسَ هوَ من قامَ بأخذه ؟! .
    ـ لا أيها القائد نحنُ متأكدان من ذلك .
    احتار القائد كلاوف بعدَ أن سمعَ ما قاله فمن الذي سيقومُ بأخذه غير ذلك الشاب ... نظرَ إلى بيل الذي كانَ منشغلا في تفقد الغرفة والنظرَ إلى حالة الممرضة التي لم يعرفوا بعد ما حدث لها .
    تنهدَ بعمق وخرجَ من الغرفة لعل أفكاره تترتب و أعصابه تهدأ قليلاً .
    بينما في الجانبِ الآخر أسرعَ جوين في قيادته ليذهب للمكان الذي هوَ متأكد من وجوده فيه ...
    رأى ملامح القرية المحطمة فقامَ بزيادة السرعة ليصلَ إلى هناكَ .



    .
    ـ ماريو ... ماريو .
    أخذَ يردد ذلك الاسم وينادي به بين الحطام ورائحة الدماء , لا يريدُ أن يصدقَ ما جرى في تلكَ اللحظة ...
    كان قلبه يخفقُ بشدّة وهو يقترب من المكان الذي كانا فيه تذكر وجه صديقه... ابتسامته ... عندما كانَ يمسكُ بيده ..... تذكرَ أول مرةِ التقاه ... وكيفَ استطاعا الهرب من ذلك الجحيم الذيّ عاشا فيه , كلُّ ذلك كانَ يجري في ذاكرته بسرعةِ شديدة .
    وصلَ إلى المكان فبدأ برفعِ الأنقاض عله يجدُه , مرت الدقائق وهو يبحث وفي كلِّ مرة يشعرُ فيها بالتعبِ الشديد ..
    مسحَ العرقَ عن جبينه بكمِ المعطف الذي يلبسه ثمّ ما لبثَ أن وجدَ باباَ خشبياً على الأرض اقتربَ منه ثمّ رفعه بأقوى ما يملك ورماه للجهة الأخرى ... ليظهرَ امامَ ناظره جسدٌ صغير مغطى بالغبار ... ارتجفت يده ولم يصدق ذلك ...
    لم يعد باستطاعته الوقوف وهو يراه أمامه .... جلسَ على الأرضِ جاثياَ واقتربَ منه بعدمِ تصديق .. قَلبه للجهة الأخرى وعلى وجهه ابتسامة غيرُ مصدقة ومصدومة , وضعه في حجره وأمسكَ رأسه بلطف .. بدأ يمسحُ التراب عن وجهه بيده التي ترتجف وتارة ينفضُ الغبار عن شعره وبصوتِ باكِ مرتجف حدّثه .
    ـ أ.. أرجــ..ـوك ... لا تمت .
    ظهرَ وجهه صديقه الصغير وابتسامته التي تزينُ شفتاه اليابسة .. تساقطت قطراتُ دموعه على وجهه الميّت ,و بدأ يحركُ جسده علّه يستجيبُ له .
    ـ ماريو ... ماريو ... أجبني ... .
    أخذَ يهزّه بشدة ويصرخُ باسمه ودموعه تتساقط بغزارة وتبلل وجنيته .
    ـ أجبني ماريو .
    ضمَ رأسه إلى صدره بشدّة فـ ماريو الآن ليسَ سوى جسدِ فارغ قد فارقت روحه الحياة بدأ بالبكاء بصوتِ عالِ مثقلٌ بالحزن والألم وهو يكرر منادتهِ بصوتِ متقطع علّه يسمعه .
    ـ ماريو ... لا تتركني .
    سالت الدماء من رأسه وبدأت يده اليسرى تؤلمه وكذلك أضلاعه تذكرَ المتسبب في كلِّ ما حصل فهمسَ بصوتِ متقطع من كثر البكاء .
    ـ رين ... لماذا فعلتَ ذلك ! .
    ظلّ على تلكَ الحالة يضمُ رأسه نحو صدره ويبكي بصمت لم يرد تصديقَ موته بل لم يرد أن يكونَ ماريو من فارق الحياة يتمنى أن يكون من مات هوَ نفسه وليسَ صديقه .

    صوتُ خطواتِ تتقدمُ وتقتربُ منه .. جعله يلتفت ببطءِ شديد نحو ذلك القادم .. فـالألم قد عاد من جديد بصورةِ أقوى ..
    صفقَ بيده بسخريةِ شديدة وقالَ بإعجاب وكأنما يرى مسرحيةً أمامه .
    ـ مؤثرٌ جداً .. نسيتُ أن أحضر المناديل معي .
    قالها ثمّ أطلقَ ضحكاتِ عالية .. لم يعد بمقدور إيليود أن يبقى على وعيه فتهادى جسده قليلاً للخلف وهو لا يزالُ يحتضنُ صديقه بيديه فلم يكن ذلك الشخص سوى من أتفقَ معه.
    أسرعَ جوين إليه عندما رآه سيفقدُ وعيه أبعدَ صديقه عنه بيده القويتين فبرغم من أنّ إيليود كانَ متشبثاً به إلا أنّه كانَ ضعيفاً بالنسبة له .. وماهي إلا ثواني حتى سقط للخلف .
    جلسَ الشابَ فوقَ جسدِ الصبي وأمسكه من مقدمة ملابسه وبنبرة غاضبة صرخَ في وجهه .
    ـ أيها الغبي ... ما لذي جاءَ بكَ إلى هنا ؟! .
    أجابه بصوتِ ضعيف متألم وهو يحاولُ أن يبقي عينيه الممتلئة بالدموع مفتوحة .
    ـ جئتُ .... لأرى صــ ... صديقي .
    أغمضَ عينيه على آخر كلمة قالها .. مما أشعلَ الغضب بالآخر فبادر بصفعه على خدّه لكيلاً يفقدَ وعيه ..
    ـ بسبب فعلتكَ هذه سيكونُ من الصعب عليّ أن أتجاوزَ هذا .
    فتحَ عينيه عندما شعرَ بحرارةِ تلكَ الصفعة نظرَ لوجهه الغاضب وابتسمَ بثقة .
    ـ أنتَ من عرضَ هذا وليسَ أنا , قمّ بحلِّ ذلك أنت .
    شعرَ بالغيضِ من كلامه فكيفَ يخاطبه بتلكَ الطريقة .. تغيرت ملامحه في ثواني وقالَ له بخبثِ وهو ينظرُ لحالته المشفقة .
    ـ أخبرني كيفَ استطعت الخروجَ من المشفى ؟! .
    فجأة تأوه من الالم وفتحَ عينيه بشدّة عندما شعرَ بعظام يده اليسرى تتكسر فقد تعمد جوين أن يمسكها ويعصرها بيده بشدّة .
    ابتسمَ وهو يرى ملامح الألم على وجهه .
    ـ قلتُ لك أخبرني ... كيفَ استطعت الخروج !؟ .
    عندما لم يسمع إجابه منه لم يكتفِ بعصر يده المكسورة بل وضعَ راحتَ يديه على صدره وضغطَ عليه بشدّة ليطلقَ إيليود صرخةً مؤلمة فذلك الشاب يتعمد إيلامه وتعذيبه في المناطق المصابة فيها .
    بدأت أنفاسه تتصاعد و شعرَ بالحرارة تتنشرُ في جسده ولم يعد بمقدوره الحراك .. فهو الآن تحت رحمة ذلك الشاب ابتسمَ بثقة رغمَ ضعفِ موقفه وبصوتِ متألم قالَ له .
    ـ لستُ ... مجبراً على الإجابة .. .
    عندما رأى عيناه التي تلمعان وكأنما تتحداه تركه قليلاً وهو يشعرُ بالاستمتاع لألمه فلن يدعه حتى يحقق مراده , أخرجَ سكيناً صغيرة كانَ قد وضعها قبلاً في جيبِ معطفه .. .
    وضعَ حدّها على يده الأخرى وقامَ بتحركيها كلُّ ذلك أمامَ ناظريّ إيليود الذي علم بما يخطط له ذلك الشاب مستغلاً ضعفه .
    قامَ بصنعِ جرحِ متوسطِ عرضي في يده اليمنى مما جعلَ الدماء تتدفقُ منها بغزارة نظرَ للصغير فأمسكه من ذقنه بشدّة ...
    لم يقم إيليود بمحاولة الدفاع عن نفسه فرغمَ معرفته لما سيحصلُ بعدها إلا أنه بدا هادئاً ومستسلماً .
    قرّبَ يده الممتلئة بالدماء وأدخلها في فمه بقسوة ليقولَ له بصوتِ خبيثِ .
    ـ اشرب الآن منه .. هذا أمرٌ من سيدك ! .
    لم يكن للصبي سوى أن يطيعَ أمره أغمضَ عينيه وبدأ يبتلعُ الدماء التي ملأت فمه.. رغمَ مرارة طعمه التي تشبه الحديد إلا أنه كانَ مجبراً على ذلك ...
    شعرَ جوين بالفرحة الغامرة عندما رآه يفعلُ ذلك مغمضاً عينيه بشدّة وكأن طعمُ دماءه لم يعجبه , مما زاده رغبةَ بأن يبقى على هذه الحالة
    وبالرغمَ من الألم الطفيف الذي يشعرُ به في يده إلا أنه قامَ بإدخالِها أكثر نحو فمه ليشعرَ بمتعة تعذيبه ... بينما لم يكن للصبي سوى أن يتابع مصّ الدماء من يده بإكراه .

    شعرَ الصبي فجأة بخفقانِ في قلبه مما يجعله يفتحُ عينيه بشدّة , توقفَ وبدأ يشعرُ بحرقان في دمه , لم يعلم أبدأً أنّ هذا ما سيشعرُ به عندما يقومُ أحدهم بفعلِ ذلك ...! رآه الشاب فأبعد يده عن فمه .. وظلّ ينظرُ لحالته الغريبة .
    اختفى بريقِ عينيه و همسَ لنفسه وهو يشعرُ بالألم في كامل جسده .
    ـ .... أشعر بحرقانِ ينتشر في دمي .
    حركَ لسانه في فمه بعدمِ وعيّ منه ليبتلع بقايا الدم العالقة فيه وقالَ بصوتِ منخفض ضعيف .
    ـ إّذاَ هو القَسَمْ الذي يحفظُ بها الغني نفسه .. إذاً يتوجب عليّ حماية هذا الشاب .
    ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ورغمَ أن عينيه بدت كمن ينظرُ إلا أنها لا ترى أمامها سوى الفراغ ولكن بطريقة ما استطاع أن يتحكم بنفسه وينطق .
    ـ نظامٌ سخيف ...
    لم يعد يستطيع البقاء على وعيه فأغمض عينيه وهو يرى ابتسامةَ النصر لذلك الشاب الذي يبدو أنّه ولأول مرة يتخذُ حامياً لنفسه .
    .
    اخر تعديل كان بواسطة » إحسآس ♪ في يوم » 05-08-2013 عند الساعة » 11:09

  16. #15
    خرجَ بيل من سيارته مسرعاً وبدأ بالبحثِ بينَ الحطام .. فهو متأكد من وجود ذلك الصبي هنا ... رأى شخصاً من بعيد فتقدمَ بسرعة نحوه ... تصلبت قدماه وهو يرى جوين يقفُ وهو يلفُ يده اليسرى الملطخة بالدماء بقطعة من ملابسه , حولّ نظره ليرى ذلك الصبي ملقى على الأرض بطريقة مهملة حافي القدمين ويردتي معطفاً أكبر من حجمه بعشرة أضعاف حتى أنّه لم يغلقُ الازرار العلوية بشكلِ صحيح مما جعلَ صدره الملفوف بشاشِ طبي مكشوف ... .. أسرعَ بخطواته متجاهلاً وجود الشاب المغرور .. جثى على ركبتيه بالقرب من إيليود ..و نظرَ إليه .. كانَ فاقداً للوعي بينما أثار من الدماء تحيطُ بفمه قطّب حاجبيه وأسرعَ يحملُ الصبي بخفة بين ذراعيه وقالَ بنبرةِ غريبة .
    ـ أولاً أصبح هذا الصبي عبداً لك بسببِ عقدِ سخيف قام به معك وثانياً قمتَ أنتَ باستغلالِ ذلك وأجبرته على خوضِ ذلك القسم ! .
    التفت نحوَ جوين بكاملِ جسده وبعينِ حادة محذرة قالَ له .
    ـ لكن اعلم ... إنّه ليسَ كأيّ صبي عادي ... إنني متيقن أنّه لم يقم بجعلك تفعلُ ما تريدُ إلا لغرضِ ما في نفسه .
    ابتعدَ بيلَ عنه ومرتْ نسمةُ هواء حركت شعرَ جوين الأشقر مما جعله يقولُ بتحدّي لـ بيل الذي يبتعد حاملاً معه إيليود .
    ـ أتظننيّ سأدعه يفعلُ ما يريد !!؟ .
    ابتسمَ بيل بثقة ثمّ قالَ له بنبرةِ ساخرة غيرت كثيراً من شخصيته .
    ـ من يُصدقَ أن جوين ابن الوزير السابق يحقنُ نفسه بتلكَ المادة ليجعلها تنتشر في دمه ! .
    ظهرَت ملامحُ الغضبِ جليّةَ على وجهه جوين , لم يعلق على كلامه بلْ وضعَ يده على ذراعه وضغطَ عليها بشدّة تحديداً على المكانِ الذيّ قامَ فيه بغرسِ تلكَ الإبرة التي يتحدثُ عنها بيل .
    لم يلتف بيل له فقد نجحَ بإغاظته كما أنّه يعلمُ بتصرفات هذا الصبي أكثر من أيّ شخصِ آخر ظلّ يسير حتى وصلَ إلى سيارته .

    نظرَ إلى الذي يحمله فظهرت على ملامحه الحزن وهو يتأمل وجهه الفاقدُ للوعي , وضعه على المقعد الخلفي في السيارة التي جاء بها وعندما أراد أن يغلقَ الباب ... اقتربَ منه .
    مسحَ الدماء التي بالقرب من فمه بكمُ ملابسه .. ثمّ أغلقَ الأزرار العلوية ليغطي على رقبته التي تلطخت هي كذلك بذلك اللون القاتم .. وضعَ يده على خدّه وبنبرةِ مشفقة همس .
    ـ إذا لقد مات ماريو ... كم هذا مؤسف .
    أمسكَ خصلاتِ شعره السوداء الكثيفة وجعلها للخلف ثمّ ابتعد عنه وأغلقَ الباب ... اتجه نحو مقعد السائق وما هي إلا ثواني حتى رنّ هاتفه
    الخاص بالشرطة .
    ـ بيل ... أينَ أنت ؟َ ! .
    كان هذا صوتُ كلاوف الغاضب .. عادت ملامح بيل لطبيعتها وكأن شيئاً لم يحصل ,, تصنعَ الارتباك وقال .
    ـ لقد خمنّتُ أين ذلك الصبي ووجدته .
    نهضَ القائد من الكرسي بطريقة مفاجأة عندما سمعَ ما قاله وصرخَ بالهاتف غير مصدق .
    ـ أحقاً ما تقول ! .
    ردَ عليه بابتسامة قلقةِ من غضبه .
    ـ أجل .. أنا قادم .. فقط دقائق وأكون في المشفى .. إنّ حالته سيئة .
    أغلقَ الهاتف سريعاً وتنهد بعمق فلن يحصل خير عندما يصل .. أدار مفتاح السيارة وحرّكها قاصداً المشفى .


    انتهى الفصل الثاني..
    اخر تعديل كان بواسطة » إحسآس ♪ في يوم » 05-08-2013 عند الساعة » 10:09

  17. #16

  18. #17
    مرحــــباً بعزيزتي إحســـاس , كيف الحال ؟

    لقد تأخرتي بوضع الجــزء بالفعل , لكن لا مشكلة فقد ظننتُ أنكِ ستغلقين الرواية > خايفة..><

    لنرى , يبدو أن الغمــوض قد أخذ يتسلل خلسةً في روايتكِ , وخاصةً عن الصبي المدعو " إيليود"

    إنه صبي غريب بالفعل , وما زاد الأمر غرابةً هو : ما إن يلمس شخصٌ ما بإرادته , حتى يسقط نائماً أومغمى عليه..

    مممممـ...يبدو أن رواية تحوي إما " الخيــال العلمي " أو " خارق للطبيعة " ...أتسأل..؟

    أما عن جوين هذا , إنه يثير غضبي بتصرفاته المستفزة تلك , ثم ما قصة القسم هذا ؟..

    أتسأل إذا ما كان شرب دم السيد الذي ستقسم له ؟..( يشبهون مصاصي الدماء كثيراً ! )

    على العموم , مع أنه شرير إلا أنه شخصتي المفضلة حتى الأن ^^

    أما عن إيليود , يبدو لي أنه يمتلك قدرات كـ الذي شاهدنا مثلها في الفصل , ويبدو أن بيل هذا يعرفه على ما أظن..!

    فكلامه ذاك لا يشير إلا لهذا , ويبدو أن شخصةً آخرى له تظهر في الأوقات العصيبة : أعجبني موقفه من إيليود..^^

    أعتذر عن ردي القصير , لكني بالفعل مشغولة ولا أتفرغ إلا قليلاً..

    في حفـــــظ الله

  19. #18
    جويــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن تعال حتى أمزق إربًا إربًا .. قطعًا قطعًا .. نتفًا نتفًا ogre & angry
    كحم عذرًا اشتعلت غضبًا smoker ..
    |مقدمة|
    مساء تتلألأ نجومه في صفحة السماء ~
    كيف حالك ساتشي <~ هل لا بأس باختصاره هكذا biggrin
    كنت قد قرأتا البارت الأول لكني كلما أردت أن أرد يطرأ شيء قومين :محرج:
    |الشخصيات|
    جوين ogre : إذا ما حدث وقابلته سأجعله أوصال لحم ogre ، كيف يتجرأ على إيذاء طفل كـ إيلود cry ~
    سأبرحه ضربًا ogre ~ <~ أقول لحقي عليه قبل ما يموت laugh
    إيليود : هذا كتكوت embarrassed ، على حسب ما قاله فيبدو أنهم هربا من مختبر للتجارب البشرية glasses ، بعد أن ذاقا المر knockedout ... عندما وقف عند جثة ماريو شعرت بالألم لأجله cry
    ماريو cry : الكتكوت الثاني cry ، نفس توقعاتي اتجاه إيل "إيليود"
    بيل : هذا الكائن محير ، فعندما ابتعد عن كلاوف ظهر وجه آخر لم نرى طرفًا منه في الجزء الأول أو ربما ظهر هذا بسبب شدة اغتياظه biggrin ، وبطريقة ما يبدو أنه يعرف إيل وماريو ، مما يعني :تظارة: <~ بتقول توقع مجنون استعدي laugh
    إذا كان ما قلته سالفًا "تجارب بشرية" صحيح فهذا قد يعني بأن بيل ربما كان يعمل أو يعرف عن هذا glasses <~ الجنون بعينه laugh
    كلاوف : كائن عصبي قوي الشخصية صارم بشكل ويكره جوين cheeky ، إلا لو كنتِ ستظهرين جزء آخر من شخصيته كما هو الحال مع بيل biggrin
    |خاتمة|
    أعلم ردي قصير knockedout ، قومين >،،<
    في حفظ الله ساتشي embarrassed ~
    اخر تعديل كان بواسطة » فسيفساء~ في يوم » 05-08-2013 عند الساعة » 20:19

  20. #19
    حجز^^

    e9975e925efcaa1c7d6e99aa3228c004
    الحمدلله رب العالمين سبحانه

    instagram: acki_meri
    وبشر الصابرين

  21. #20
    السلام عليكم ورحمة الله
    سأضع تعليقا للجزء الأول
    اتمنى ان تتقبلي ملاحظاتي وآسف ان كانت تزعجك!
    سأبدأ بها اولا ^^


    1-حتى أنّ ملامح الألم ظهرت على ملامح وجهه .
    لقد تكررت ملامح مرتان في نفس السطر وقريبتان من بعضهما فلو كتبت بانت على وجهه اعتقد انها ستكون افضل ^^


    2-لاحظه بيل فأسرعَ بحمله بينَ ذراعيه ليحملُ للمشفى
    هنا مثل الشيء..(لينقل الى المستشفى) ربما ستكون افضل ..


    هذه فقط ^^


    تشبيهاتك رائعه ومميزه من نوعها..
    اسلوبك سلس وموزن
    اختيارك للكلمات في مكانها يدل على ابداعك
    لديك الامكانيه في نقل الصوره بوضوح للقارئ
    وصفك في تسلسل الأحداث الهادئه من نوعها يبث بعضا من الشوق
    فالأحداث بها الكثير من التساؤلات
    من هؤلاء الأموات والمصابين ولماذا حدث لهم ذلك هل هم في حرب ام قد هجموا من قبل شخص او اشخاص معينين
    ماقصة العبيد
    ومن هو جوين ولماذا لايكترث لأحد .. نظراته رغبته قلبه كلا منهم به الكثير من الحب للكره والحقد!
    احسنت في وصف ملامحه ..


    يبدو انك تتحدثين في الروايه عن الانتقام بشكل عام وليس بين شخصين مثلا.. هذا ما بدى لي ولا اعلم ان كنت محقا ام لا..
    ستكون روايتك جميلة لأنها مشوقة ولكن اقترح ان تضيفي ايضا شيئا من المشاعر لكي تجذب القاريء اكثر.. هذه فقط رغبتي لا اقصد التدخل وطبعا انت فقط اسمعي الاقتراحات ولكن نفذي ما يجول في خاطرك


    ربما ثرثرت كثيرا فآسف على ذالك ..

الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter