بسم الله الرحمن الرحيم ..
مساؤكم وصباحكم معطّر بذكر الله إخوتي وأخواتي الأعزاء ~
انقضى وقت من رمضان , كلنا شعرنا فيه براحة نفسية
تتغلغل في أعماقنا , وبإشراقة عجيبة وطمأنينة ليس لها مثيل ^_^ !
رمضان هو الفرصة العظمى لنجدد إيماننا ,لنُصلح أخطائنا
لنتدارك اوضاعنا , لنتأمل في أنفسنا
حتى إذا كنا نعمل صالحا استزدنا
وإن كنا نعمل باطلا اجتنبنا
وهذا ما تتمحور حوله حملتنا هذه
دفع النفس لأن تخرج من رمضان ليس كما دخلت عليه ..
بل أفضل بإذن الله !
موضوعنا اليوم هو عن الصلاة ,
ربما البعض تأفف وتوقع مواضيع متجددة
مواضيع لم يسمع بها من قبل على سبيل التغيير والتجديد~
لكن لا ! .. الأساس أولا ثم يأتي بعد ذلك ما سواه ..
الصلاة يا إخوتي هي عمود الدين , وهي أساسه
وعليها يرتكز كل شيء ,
ولنكن صريحين مع أنفسنا !
هل نحن نصلي لله ؟! ,
وكيف أعرف إن كنت أصلي لله حقا !؟
فلنسأل أنفسنا اسئلة ..
ما هو حالنا حال الصلاة , نركز ونخشع ؟ ,
أم نتثاءب ونتكاسل ؟ ,
نُقبل على الصلاة بحماس ورغبة ؟ ,
أم نقبل عليها بتأفف وكأننا نُضرب على ظهورنا حتى نؤديها ؟!
إننا إذ نستشعر بالغ السكينة من عبادة حُقَّ لها أن تكون خالصة
لوجه الله نجدنا مقبلين غير مدبرين نكثر منها فوق الفروض نوافل !
عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم :-
"" إن الرجل ليصلي ستين سنة
و ما تقبل له صلاة و لعله يتم الركوع و لا يتم
السجود و يتم السجود و لا يتم الركوع "
صلاة كنقر الغراب , فقبل أن نتم السجود نركض لنرفع منه ,
وقبل أن نتم الرفع من الركوع نسارع للسجود
وكأن الوقت يسابقنا , كم من وقت نمضيه في السوق
أمام المحاسب ننتظر ولمدة طويلة أحيانا !؟
كم ساعة نقضيها مسمرين أمام التلفاز
في انتظار مسلسل أو فيلم او مباراة ؟
كم من الوقت نمضيه أمام الصراف ؟
نحن بحاجة لأن نُراجع أنفسنا ,
لأن نصحح منها ..
يا إخوتي لا تتهاونوا في الموضوع فهو أخطر ما يكون ,
ثم نجدنا نتساءل عن ضنك العيش , وكدر الخاطر , وألم النفس ,
وضيق الداخل .. إنا لا نحسن اتصالنا بالله ,
فكيف نرجوا من الله توفيقا وسدادا وسعادة وانشراحا لصدورنا !
من المخجل أن أن نقف أمام الله بلا حياء وورع فنتثاءب
ونسرح بل ونطير بخيالنا إلى أقصاه اثناء الصلاة !
لدرجة أن إحداهن اخبرتني أنها إذا أضاعت شيئا
وأرادت أن تتذكره فلا تستطيع إلا أثناء الصلاة !
نقف باي لباس يؤدي الغرض لنصلي , وفي أي بقعة من المنزل ,
وبالكاد نستيقظ لأدائها في وقتها فوق أن نؤديها من الأصل
في جماعة أو في المسجد أو بخشوع وتأني ~
نحن نقف بين يدي الله وقفتين .. وقفة في الدنيا
وهي (الصلاة) ووقفة في الآخرة وهي (الحساب) ,
فإن نحن أحسنا في الاولى تيسرت الثانية ,
اما إن نحن أخطأنا في الأولى ..
فماذا نفعل يوم لا ينفع لا مال ولا بنون !؟
....
كيف أحافظ على صلاتي ؟
كيف أصليها في وقتها ؟
كيف أؤديها بخشوع ؟
قد يقول قائل لا أستشعر لذة ولا راحة في الصلاة ,
فاقول أنا كيف تؤديها ؟
هل انت تقوم للوضوء أولا وتستشعر في داخلك
انك تغسل أعضاءك استعدادا للصلاة ,
هل تستشعر أنك تقف بين يدي العظيم الجبار مالك السماوات والأرض ؟
, هل ترتدي ثوبا نظيفا وتفرش سجادة نظيفة
وتُصلي في مكان هادئ مخلصا النية لله تعي ما تقرأ
في صلاتك وتتأنى في السجود والركوع ؟
إن لم تكن تفعل كل ذلك فلا عجب ولا ريب في أنك
لا تشعر براحة الصلاة وأمنها في النفس ~
إليكم بعض الافكار لأداء الصلاة في وقتها :-
- نحن في عصر التكنلوجيا المتطورة , وهناك اختراع يسمى (المنبه) ,
فإن لم يكن لديك واحدا وصي أحد إخوتك أو فردا من أسرتك
لان يوقضك للصلاة , وخصوصا صلاة الفجر التي يُهمل فيها الكثير !
-لا تطل السهر ثم تنام قبل الصلاة بساعة
وتتساءل عن سبب تفويت صلاة الفجر !
- إن كان ولا بد ان تسهر فواصل حتى صلاة الفجر ثم صلها ونام ,
قم بمكافأة نفسك إذا انتظمت في صلاتك بأن تؤدي شيئا تحبه
أو تدلل نفسك بشيء ترغب به ,
وإن انت أهملت في الانتظام فصم عدة ايام عن كل صلاة تفوتك
كي تؤدب نفسك وتكون جادا في رغبتك الالتزام بالصلاة
وحتى تجد عونا من الله وتوفيق ..
-أما أن تقول :- سأنظم اموري وأحسن من أداء صلاتي
ثم لا تفعل شيئا ! , فذا ما هو إلا اللعب والتسويف والمماطلة ~
- استذكر عظمة الله وقوته قبل ان تصلي
وتذكر أنك تقف بين يديه , أنظر كيف يقف الناس
أمام مدرائهم ورؤسائهم وملوكهم وسلاطينهم وامرائهم ..
فمن هو أولى بالتبجيل والتعظيم ؟ ,
هم أم ربهم ورب العالمين ؟ ,
وكذا ينبغي ان يعلم المرء أنه يركع
ويسجد أمام الجبار الكريم الرحيم ..
كن مخلصا في صلاتك ,
وادعوا في سجودك بأن يتقبل الله ما تفعل
وان ينصرك على نفسك وسدد خطاك .
-صل النافلة فهي تجبر النقص اللذي قد يحصل من الفرض ,
فإن كنت سرحت او نست او سهوت في صلاة الفريضة
فإن النافلة تفي بأن تُكمل لك الأجر وتجبر ,
وإن كانت صلاتك كاملة مقبولة فإن النافلة زيادة في الأجر والرضا .
وما رأيكم أنتم هل من آراء وتجارب منكم أو من أشخاص تعرفونهم
عن طرق المحافظة على الصلاة في وقتها ,
أو في الخشوع أصنا أدائها ~؟
المفضلات