اغتيال الملك 1
لندن سيارة وزير الخارجية السعودي
الثامنة وستة عشر دقيقة صباحاً
الخامس من سبتمبر
قال سكرتير وزير الخارجية السعودي محدثاً الوزير
سيدي سوف تلتقي بوزير خارجية روسيا و أمريكا واسبانيا
و ... إسرائيل وسوف تتباحثون بشأن فلسطين المحتلة
قاطعه الوزير قائلاً "سامي" إنك تعيد هذه العبارة علي منذ الصباح
يكفي إنها ليست أول مرة ألتقي فيها بوزراء هذه الدول
أطمئن سوف أكون مع فلسطين وموقفي لن يتغير
وعندما انتهى من عبارته كانت سيارته تتوقف أمام مقر اللقاء
فأحاط باب سيارته رجال الأمن و فتح أحدهم الباب
وعندما برز وزير الخارجية بدأت فلاشات كميرات الصحافة تسطع
فبتسم الوزير ابتسامة دبلوماسيه واستدار نحو الفلاشات وهو يبتسم
ويلوح بيده بطريقة محترمه تدل على لطفه
وفجأة سمع صوت رصاصة وسقط الوزير والدماء تنزف من رأسه
فقفز رجال الأمن نحوه وحملوه بسرعة وهم يحمونه بأجسادهم بحيث لا تستطيع أحد رؤيته
ويعيدونه لسيارة التي جاء بها ويغادرون الموقع فوراً
أما مطلق الرصاصة فقد كان قناصاً على سطح البناية المقابلة للبوابة
وما إن أتم مهمته حتى قفز من مكانه وترك سلاحه و إلتقط حبلاً
ينتهي بخطاف رماه نحو السطح المقابل الذي يقل بطابق عن ذلك المبنى
ليتعلق بطرف أحد الآلات التي تملئ السطح ثم يتزحلق مستعملاً شيءً ساعده على ذلك
وبعدها خرج من المبنى المقابل قبل وصول رجال الأمن و صعد إلى سيارته وغادر الموقع كله
كل ذلك حصل في أقل من دقيقة تدل على تدرب القناص واحترافه
وعندما وصل رجال الأمن إلى السطح الذي أطلقت منه الرصاصة
و امتلئ المكان برجال الشرطة و رجال القوات الخاصة
لم يجدوا أحداً ولم يجدوا إلا اثراً يدل على وجود القناص
...
الرياض مبنى الأستخبارات السعودية
الحادية عشر وعشرون دقيقة صباحاً
الخامس من سبتمبر
لم يكد "أحمد" يدخل حتى قال المدير
تفضل بالجلوس يا "أحمد" ثم تابع
لقد تعرض وزير الخارجية لإطلاق نار في لندن قبل أربع دقائق
ولم يعثر على مطلق النار
قال "أحمد" وهل الوزير بخير
أجابه المدير فوراً سكرتيره يقول أنه جرح في جبهته
وهم ينقلونه إلى المستشفى تحت حراسه مشدده
أبتسم "أحمد" وقال الحمد لله على سلامته
أسرع المدير قائلاً لم تنتهي المشكلة بعد
يجب أن نعرف المستفيد من محاولة الاغتيال هذه
وهذا ما ستقوم به أنت و "عبد الله" و ... "زيد"
قال "أحمد" "زيد" !!!
أجابه المدير نعم إنه قناص محترف لا يخطئ هدفه
وبما أن هناك قناص في هذه القضية فسوف تحتاجون إلى واحد
قال "أحمد" ولكن ...
قاطعه المدير لقد اتخذت القرار وانتهى الأمر
وسوف تذهبون إلى لندن بعد ساعة ونصف
قال "احمد" كما تأمر يا سيدي
فقال المدير في هذا الملف و التذاكر وجوازات السفر
أخذ "أحمد" الملف ثم خرج و هو يحدث نفسه
قائلاً لم أعد اعمل لوحدي لقد أصبحت عضواً في فريق
وتفاجأ بوجود "عبد الله" أمامه و الأبتسامه تملئ وجهه
فبادله ايها وتصافحا وتبدلا عبارات الترحاب
فقاطعهما شاب جميل الطلعة قائلاً المقدم "أحمد" والنقيب "عبد الله"
قال "عبد الله" نعم فبتسم الشاب وقال أنا الملازم "زيد"
وسوف أشارككم مهمتكم بناءً على أوامر المدير فقـ ...
قاطعه "عبد الله" لا تكمل يا رجل لا أحب الأمور الرسمية فهي تسبب لي الصداع
قال "احمد" وربما أكثر من ذلك
ثم تبدلت صيغة كلامه لتتخذ نمطاً عملياً
وهو يتابع سوف نلحق بطائرتنا يا رجال قبل أن تقلع
ثم تحركوا للحاق بطائرتهم التي أقلعت بهم من الرياض
في موعدها دون تأخير إلى لندن
...
لندن ... المستشفى
الثامنة وخمس وعشرون دقيقة صباحاً
الخامس من سبتمبر
اقتحم رجال أمن الوزير المستشفى بشكل سريع
وعشره منهم يسيرون أمام الوزير وأسلحتهم مشهورة
والبقية تحميه من الخلف بشكل يدل على إتقانهم عملهم
أما "سامي" سكرتير الوزير فقد صرخ في أحد الأطباء
أسرع الوزير في حاجه إلى إسعاف عاجل
مع أن الطبيب كان متوجهاً نحوهم بأقصى سرعه تسمح بها أقدامه
وصرخ الطبيب أيضاً في وجه بعض الممرضات اللاتي اجتمعن
حول الوزير بصوت مرتفع
انقلنهن إلى الجناح الخاص في الطابق الثاني فوراً
وبرز ممرض من أحد ممرات المستشفى وهو يدفع سريراً
متوجهاً نحو الوزير ورجال الأمن يفسحون له الطريق
و الممرضات ينقلن الوزير إلى السرير ويقمن بدفعه
ورجال الأمن لازالوا يحيطون بالجميع إحاطة السوار بالمعصم
وعيونهم الخبيرة تدرس كل من يقترب من الوزير
وبرز بعض المرضى من غرفهم يستطلعون الأمر
نتيجة الإزعاج الذي حصل
ولم تمضي أقل من خمس دقائق حتى كان الوزير في جناح خاص
يمتلئ برجال الأمن و بالكاد يتحرك الممرضون والأطباء
فصرخ أحد الأطباء مبدياً غضبه
لا يمكننا أداء عملنا على هذا النحو إننا بالكاد نتحرك
قفوا خارجاً حتى يمكننا أداء عملنا
أجابه "سامي" إننا هنا لحماية الوزير ولا يمكنك طردنا
قال الطبيب إذا سوف يتلوث جرح وزيركم وتحدث له مضاعفات
أخلو المكان لخمس دقائق وكما ترون هذه الغرفة لها باب واحد
ولا يمكن لأحد الدخول إلا منه قفوا بالخارج ولا تسمحوا لأحد بالدخول من هذا الباب حتى ننتهي من عملنا
نظر "سامي" إلى عيني الطبيب لحظه ثم قال
هيا يا رجال لنخلي المكان ونحرس الباب حتى ينتهي الطبيب من عمله
بدأ الرجال يجرون أقدامهم جراً وكأنها تأبى الخروج وترك الوزير في مثل هذه الحالة
ولكن الواقع يطالبهم بذلك وعليهم التنفيذ
وما إن خرج الجميع حتى أغلق الطبيب الباب خلفهم
ثم ضغط زراً في خاتمه فتحرك الجدار بدون أدنى صوت
لتنكشف خلفه غرفةً جلس فيها ثلاث رجال أحدهم يضع الضمادات على جبهته
وله قامة و وجه وبدله ... مشابه تماماً للوزير
حتى إن الطبيب إلتمعت عيناه في انبهار
وانعقد لسانه في فمه فلم ينطق بحرف
حتى قال الشبيه صباح الخير
عندها فقط تحولت إلتماعت عينا الطبيب إلى بريق
وهو يقول بحروف متقطعة أنت أنت معجزة
فبتسم الشبيه ابتسامه تعلن بداية النهاية
...
لندن المطار
الثالثة وست دقائق مساءً
الخامس من سبتمبر
أعلن في مطار لندن عن وصول رحلة الرياض
و ما هيا إلا دقائق حتى برز "أحمد" من بوابة الواصلين
يليه "عبد الله" و "زيد" وكل منهم يسير منفرداً
وأنهوا أجرائتهم الجمركية
وخرجوا مع البوابة ليجدوا أمامهم سيارات الأجرة
و أحدهم يتصفح جريدته وكأنه يجدها أهم من عمله
فتحرك "أحمد" نحوه وقال له
لماذا تقرأ جريدةً مر عليها أسبوع
فأجابه السائق لان الأخبار لم تتغير منذ أسبوع
ما إن قال ذلك حتى صعد "أحمد" السيارة
ليجد "عبد الله" و"زيد" خلفه وكل منهم يفتح باباً
ويصعد إلى السيارة
وتتحرك بهم السيارة نحو المنزل الآمن
وبعد لحظات من الصمت المخيم على السيارة والتي لا يسمع غير صوت محركها
قال "زيد" لقد قرأت الملف مرتين
ولكني لم أجد دوراً مهماً لي
إن المهمة كلها تعتمد على التحقيق وليس على الاقتناص
أجابه "أحمد" إننا لم نبدأ بعد فلا تستعجل الأحداث
أولاً بعد أن نغير ملابسنا سوف ننطلق إلى المبنى الذي أطلقت منه الرصاصة
ثم نحاول البحث عن أي شيء يساعدنا على إيجاد أثر يدل على القاتل
وهذا ما سنقوم به اليوم فقط
قال "عبد الله" يالا الملل هذا مـ...
قاطعه "أحمد" الديك اقتراحات تبديها بدلاً من ذلك
أجابه "عبد الله" لا لاشيء
وما إن قالها حتى قال السائق
أيه السادة هناك سيارة تتبعنا منذ خروجنا من المطار
أبتسم "عبد الله" ابتسامه واسعة وقال هنا تبدأ الإثارة
ثم أخرج من حقيبته الصغيرة مسدساً من البلاستيك المقوى
بحيث لا يكشفه جهاز الكشف عن المعادن
فقال "أحمد" له دون أن يلتفت إليه إياك و التصرف الغبي
ثم وجه حديثة لسائق قائلاً كم عددهم قال السائق
لا أستطيع معرفة ذلك فالزجاج الأمامي مظلل ويمنعني من رؤية من بالداخل
قال "زيد" و مالذي سوف نفعله لن نستطيع إكمال الطريق إلى المنزل الآمن
لأن اكتشافهم له يعني انه أصبح غير آمن
قال "أحمد" إذا لم نستطع تظليل هؤلاء فنحن لا ننفع في شيء
ثم وجه حديثه لسائق قائلاً
حاول تظليلهم أجابه السائق كما تأمر
ثم أنحرف نحو طريق جانبي و إلتقط الجاهز اللاسلكي
وهو يقول من 221 إلى 332هل تسمعني
مرت لحظة قبل أن يأتيه الرد بنعم أسمعك
فقال السائق لدي ضيوف أريد منك أن تعطلهم قليلاً بسبب إزعاجهم
فتلقى رداً من الطرف الآخر يطلب منه الذهاب لمحطة سيارات الأجرة
فتوجه نحو المحطة ودخل مع البوابة و السيارة التي تتعقبه لازالت في أثره
ثم برزت تلك السيارة التي اعترضت طريق السيارة المطاردة
فأجبرتها على التوقف وصاحب السيارة المطاردة يطلق نفير سيارته على نحو متصل
و الذي أعترض طريقه يحاول عبثاً تشغيل سيارته متظاهراً بتوقفها عن العمل
أما "أحمد" فقال أخفضوا رؤوسكم
ثم قال لسائق حاول الاختلاط بسيارات الأجرة الأخرى لتظللهم ثم عد بنا إلى المنزل الآمن
فقال السائق حسناً ثم نفذ ما قال المقدم وخرج مع البوابة
لتكمل سيارتهم طريقها بأمان
نهاية الجزء الأول
اللــه يكون في عونك يا احمــد
دائمـاً تأخير ساعه على الاقـل
))
المفضلات