فى بقعة مظلمة عفنة
تنتشر بها رائحة الموت
رائحة الضياع
و العذاب
تغطيها كئابة الحزن
و الألم
ليصنعوا معا درعا منيعا
درع ضد الأمل
ضد الحياة
ضد الضوء
جلست هناك حزينا
ضائعا
لكنى لم اكن وحيدا
كانت بجانب
فقد بجانبى
متجاهلة الظلام
الموت
الضياع
كانت تتحدث و هى تنظر للأمام كأننا وسط جنة خضراء
و كنت انا اتأمل وجهها و هى تتحدث متعجبا و حزينا
متعجبا من اصرارها على البقاء
حزينا من معرفتى لمصيرها الذى ينتظرها هنا
لكن مع الوقت تبدلت نظراتى
لتصبح نظرات حب
لتصبح نظرات حنان
كانت تنطلق بحديثها العذب لاهية بقلبى
تلقيه من كئابة الظلام الى انشراح الضوء
فأظل انظر لوجهها الذى ظل على نضارته بالرغم من الموت حولنا
انظر لها بكل ما بقى لى من قدرة على الحب
و بينما انا اتأملها هكذا تنتبه لهذا التأمل و تنظر مباشرة لعيناى
ثم تبتسم اجمل ابتسامة ارتسمت على وجه فى العالم
لأجد جسدى ينتفض من اعلاه لأسفله من قوة حبها
لكنها تتجاهل هذا و تسألنى
"ألن تكف عن نظراتك تلك؟"
فأضع وجهها الرقيق فى راحة كفى قائلا
"و هل تنقطع الانهار عن الجريان؟
و هل تجف البحار و تصبح بلا مياه؟
و هل استطيع ان اتوقف عن حبك و لو للحظات؟"
"ألم تنتهى بعد من لوحتك؟"
جاء صوتها عبر باب الغرفة منتزعا اياى من ذكرياتى
فأنظر للوحة التى جسدت بها بعض هذة الذكريات قائلا
"بل انتهيت يا حبى"
هنا تظهر عند باب الغرفة فأنظر لها و اهمس لنفسى
"نعم احبها... و سأظل احبها...للأبد"
المفضلات