لقد غُيِّبت شمسُ المشاعر في الظهرِ .. |
وأُغرِقتِ الأوزانُ في لجّة البحرِ .. |
فما عاد لي حرفٌ يُطيعُ ولا يدٌ ..
|
تخطُّ إذا ضاقتْ بآلامهِ صدري .. |
كأنّيَ في علمي جهولٌ ولا أعي .. |
وأنّيَ في جهلي فخورٌ بـ لا أدري .. |
وأنّيْ إذا أقدمتُ للموتِ خاسراً ..
|
وأنيَ إذْ ولّيتُ في قمّة النصرِ .. |
يدور بعقلي ما يدور لعاقلٍ .. |
وقلبيَ من ذِكرِ الصبابة في سكرِ .. |
أحبُّ ولكن لا أحبُّ ، ولا أرى ..
|
من الحبِّ إلا طاهر الحبِّ والعذري .. |
رأيت وكل الناس مثلي يرون ما .. |
يمرّ على العينين في أغلبِ الأمرِ .. |
وما ظنّ مثلي إن رأى من حجابها..
|
سوى أنها نورٌ تلفّع في طهرِ .. |
فلا هي شمس في السما حين أقبلت .. |
ولا هي مسكٌ إن ظننت من العطرِ .. |
ولا هي وردٌ في نضارة لونهِ ..
|
وليست بياقوتٍ وليست من الدرِّ .. |
ولما تبعتُ مشاعري وتبعتُها .. |
كأني بها فرِحت وفرّت من الذّعرِ .. |
تصبّرتُ عند الباب والجهدُ خائرٌ ..
|
من الطّرقِ حتى كادَ ليليَ أن يسري .. |
أجيبي ولو بالصّمت لا تخذلينني .. |
وردّي لحيرانٍ هداهُ بلا عسرِ .. |
فلو كان من أمري لما كنتُ ههنا ..
|
فلا تجزعي إنّ الهوى ليس من أمري .. |
فإني على الضراء جَلْدٌ وصابرٌ .. |
ولكن على عينيك ما طاعني صبري .. |
وإني لأفْرَقُ إن بدا ليَ باكياً ..
|
فكيف إذا أقبلتُ بالأعين الحمرِ .. |
رضيتُ لنفسي أن تَرِقّ لساعة .. |
عسى بعد عسرٍ من لظى الأسرِ لليسرِ .. |
عذرتُ صدوداً في هواها وجفوةً ..
|
فمن ذا إذا قصّرتُ سارع في عذري .. |
المفضلات