الصفحة رقم 52 من 99 البدايةالبداية ... 242505152535462 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1,021 الى 1,040 من 1976
  1. #1021
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Miss Julian مشاهدة المشاركة
    احبتي .. انا الآن في ذروة كتابة البارت الجديد .. سؤحاول قدر الأمكان الانتهاء منه خلال هذا الأسبوع

    كونوا مستعدين فهو يحوي خبايا كثيره و ربما امور تغير مجرى الأحداث

    بواسطة تطبيق منتديات مكسات
    حسنا جووولي
    نحن في انتظاااار العاصفة القادمة في شوق كبيـــر
    سأمر من وقت لآخر لأرى ان وصل ليـنــــــك e106 أم لا


    مع حبي
    اشتقت لمكسات القديم cry


  2. ...

  3. #1022
    حسسنا جولي نحن بنتظاركك ♥😍

    بواسطة تطبيق منتديات مكسات
    ســبحـــــآن الله وبــحمد سبــحــــــآن الله العظيم ..

    لو اسجد شكرا لربي لكونه ابي لمضي عمري وانا ساججده ,,

    رححممكك الله يا أمــــي,,

  4. #1023
    بانتظارك ان شاء الله جولي embarrassed
    متحمسة للبارت ان شاء الله e106
    بِآلإستغفآرِ .. ♥
    ستسعدُون ، ستنَعمون , ستُرزقون من حيثَ لآ تعلمون
    [ أستغفرُ الله آلعظيمَ وأتوب إليه ]

  5. #1024
    السلام عليكم و رحة الله و بركاته

    كيف حالكم احبتي ؟

    منذ لحظات فقط .. انهيت كتابة البارت .. و الساعة الآن هي 6:44 صباحا .. مع العلم اني لم انم بعد فقد سهرت على جهازي و قد عزمت على انهائه قبل نومي .. في الحقيقة انا اتحدث عن نهاية البارت فقط

    المهم قد تلاحظون ان كلامي غير منظم ذلك لأني تجاوزت قدرتي الاستيعابية لليوم و قد فرغت بطاريتي تماما فها انا استلقي بارهاق فقد حان وقت النوم أخيرا

    في الغد سأراجع البارت و احاول تنزيله رغم ان لدي ظروفا خاصة غدا قد لا تعطيني فرصة لفتح جهازي

    لكن لدي بشارة لكم و هي ان طول البارت هو 65 صفحة وورد .. سيكون طويييييل
    كما انه مليئ بالاحداث لذا استعدوا له

    و الآن في حفط الله

    بواسطة تطبيق منتديات مكسات
    اخر تعديل كان بواسطة » Miss Julian في يوم » 14-02-2014 عند الساعة » 11:12
    attachment

  6. #1025
    ^^

    e40d e40d e40d

    ربيي يخليييك ويوفقك *^*
    بس ليش السهر القوي ذا ..
    أهم شيء أنتِ مو لازم تضغطي ع نفسك كذا ..

    ننتظر الباااااااارت بشوووق .. أهم شيء انه طويل وقد الانتظار e106
    smile

  7. #1026
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Miss Julian مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحة الله و بركاته

    كيف حالكم احبتي ؟

    منذ لحظات فقط .. انهيت كتابة البارت .. و الساعة الآن هي 6:44 صباحا .. مع العلم اني لم انم بعد فقد سهرت على جهازي و قد عزمت على انهائه قبل نومي .. في الحقيقة انا اتحدث عن نهاية البارت فقط

    المهم قد تلاحظون ان كلامي غير منظم ذلك لأني تجاوزت قدرتي الاستيعابية لليوم و قد فرغت بطاريتي تماما فها انا استلقي بارهاق فقد حان وقت النوم أخيرا

    في الغد سأراجع البارت و احاول تنزيله رغم ان لدي ظروفا خاصة غدا قد لا تعطيني فرصة لفتح جهازي

    لكن لدي بشارة لكم و هي ان طول البارت هو 65 صفحة وورد .. سيكون طويييييل
    كما انه مليئ بالاحداث لذا استعدوا له

    و الآن في حفط الله

    بواسطة تطبيق منتديات مكسات

    جووووووووووووووووولي
    أخيـــــــــــــرا e415em_1f606
    انا بدأت انسى عزيـزي ليـــنك
    انا سعيــدة للغاااية لان البارت سوف ينزل قريـــباe414e057
    مع اني لم أرد منك ان ترهقي نفسك الى هذه الدرجة e107
    و ارجو منك الا تفعليها مجددا فرااااحتك أهـــــــــــــم لدينا من أي شئ
    حسنــا أنا أحتـــــــــــــــرق شوقا لأعرف الاحداااااث القادمة

    في انتظاارك

    e106 e418
    مع حبي

  8. #1027

  9. #1028

  10. #1029

  11. #1030
    part 21

    السماء صافية و نسمات الصباح عليلة .. الازدحام كان أقل مما ظننت بما أننا في الصباح .. جو المرح يحيط بالأرجاء و الجميع من حولنا يقضون وقتاً ممتعاً ..!
    رغم هذا .. كان هنالك معضلة في الجو المحيط : آآآه آآه .. بيير و لينك يوجهان وقتاً عصيباً ..!
    - لا أفهم حقاً كيف اتفق كلاكما على كره شيء واحد ؟!..
    - من ناحية ما فهما متشابهان كثيراً ..!
    كانت هذه تعليقات ريك و جوليا و كذلك ينار علي أنا و حفيد غوستاف المدلل ..!
    أجل .. أرض دزني لاند تعج بالموسيقى من جميع الأنحاء تبعاً للعروض المتتابعة فيها ..!
    كان الأمر مزعجاً لي حقاً فقد كان رأسي يدور بسبب تلك الموسيقى الصاخبة ..!
    قطب بيير حاجبيه بانزعاج : الكثير من الأصوات تتصادم في رأسي .. حتى أني لا أكاد اسمع ما تقولون ..!
    انه يعاني حقاً ..!
    ربت ماكس على كتفيه من الخلف وهو يقول : ان أضطر الأمر فسأصرخ في اذنك لأعلمك بما نقول ..! ماذا عنك لينك ؟!..
    أوشحت بوجهي بتوتر و خوف من هذه الفكرة : لا تقلق علي .. أنا بخير حقاً و اسمعكم جيداً ..!
    وقف ايثن أمامنا وهو يقول : ماذا .. ستلعبون أولاً أم نتناول الإفطار ؟!..
    لم يكن هناك فرق لدا الأغلبية حتى اشارت سام ناحية لعبة ما وهي تهتف بحماس : لنبدأ بتلك ..!
    التفتنا تلقائياً ناحية تلك القوارب المستديرة التي تنزلق و تدور في تلك الممرات المائية سريعة الجريان و الملتفة بشكل مجنون ..!
    رفعت ينار يدها بحماس : أنا موافقة .. لنلعب قليلاً ثم نتناول الإفطار ..!
    منذ البداية كانت سام تسير في المقدمة و تقودنا خلفها .. بطريقة ما بدت مثل آندي بالنسبة لي ..!
    ذات المرح و الشخصية المتسلطة القيادية .. لكن اندي كانت مختلفة في المرة الماضية التي رأيتها بها .. بدت وكأنها شخص آخر فقد كانت أقل مرحاً و بابتسامة معدومة ..!
    - انها بداية جيدة ..!
    هكذا علق ماكس إلا ان ميشيل قطبت حاجبيها بتوتر : لكنها تجلب الدوار ..!
    ليو الذي كان يمسك بكاميرته قال : هيا يا رفاق .. انها ليست خطرة .. سيكون الأمر ممتعاً ..!
    رفعت جوليا يدها وهي تقول بابتسامة متوترة : الألعاب التي تدور هل نقطة ضعفي .. سأتبرع بالبقاء للتصوير ..!
    نظرت إلى البقية حينها و سألت : أهناك أحد آخر يريد أن ينسحب ..!
    لم يكن هناك أي اعتراض من البقية لذا من فورنا و قفنا في الصف الخاص بهذه اللعبة بعد أن اشترينا التذاكر ..!
    كانت هناك شاشة على عامود تعرض مسارات اللعبة .. هناك الكثير من المنزلقات و الالتفات القوية .. كما أن هناك أنفاقاً مظلمة ..!
    ريك كان خلفي يتحدث مع ايثن فنظرت إليه و سألت : هل ستكون بخير مع هذا ؟!..
    التفت ناحيتي ليقول بابتسامة : لا أعلم حتى أجرب !!.. عموماً أنا في مزاج جيد اليوم لذا لا مشكلة ..!
    قفز ماكس بيننا و هتف : أيعقل أنكما لم تذهبا لمدينة ألعاب معاً في السابق ؟!.. أي نوع من التوائم أنتما ..!
    شعرت بالتوتر من السؤال كما كان ريك لكنه قال بعد أن قطب حاجبيه باستياء بسيط : هل علي أن أعيد عليك ألف مرة أننا مختلفان عن بقية الأخوة أم ماذا ؟!..
    - لا صدقاً صدقاً .. الم تذهبا حتى مع والديكما و أنتما صغيران ؟!..
    آه صحيح .. انهم لا يعلمون متى توفي والدانا بالضبط .. فنحن قلنا .. حدث هذا و نحن صغيران .. دون أن نشير إلى عمرنا آن ذاك ..!
    ضربت سام رأسه بغضب وهي تقول بهمس إلا أنني سمعتها بوضوح : كن أكثر مراعاةً أيها الأحمق ..! والدهما متوفيان .. لذا ليس من الجيد أن تذكرهما أمامهما كهذا بكل بساطة فهذا قد يحزنهما ..! ألا يمكنك أن تكون أكثر احساساً بالغير ..!
    للمرة الأولى أشعر أني يتيم فعلاً !!!!..
    - هيا .. هل ستقفون طويلاً ؟!..
    التفتنا إلى ليونيل الذي كان أمامنا و قد حان دورنا للركوب ..!
    كان علينا أن ننقسم فالمركب لا يحمل سوى 10 أشخاص و عددنا 11 شخصاً ..!
    ركبت مع بيير و كيت و ميشيل و ليو و كذلك ماكس في الأول ..!
    بينما صعد كل من ايثن و ريا مع سام و ينار و ريك في الثاني ..!
    كانت تسير ببطء في البداية متجهةً إلى منصة لترفعها إلى أعلى : و نحن نجلس متقابلين وقد كانت المقاعد متصلة بلا أي حواجز ..!
    لم يكن هناك احزمة فهي ليست خطرة كما أنه احد أهدافها هو ان تنزلق من مكانك لتصدم بصديقك بكل بساطة ..!
    نظرت إلى كيت و قد كانت تبتسم .. كم هذا نادر !!..
    اصبح مركبنا فوق المنصة و هكذا ارتفعنا فوقف ماكس بحماس و هو يلوح لجوليا في الأسفل : تأكدي من تصويرنا جيداً ..!
    كانت تحمل الكاميرة و تلوح له بينما هتفت أنا بغضب : أجلس حالاً و إلا ستصقــ ...!
    لم أكمل جملتي إلا وقد انزلق المركب بسرعة خاطفة بعد أن توقفت المنصة وقد كان المنزلق خلفي فلم أره .. لكن المصيبة أن ذلك الأحمق قد اختل توازنه ليسقط فوقي وقد أصدم مرفقه بجبيني بأقوى ما يملك مما جعلني أشعر بأن جمجمتي قد شلخت ..!
    - أأ .. أحــ .. ــمق ..! ابتعد !!..
    صرخت بها ليصرخ هو الآخر : و كأنني استطيع الآن ؟!..
    كنت اسمع الصراخ .. رأسي يؤلمني .. أشعر بشيء بارد يسير فوق ملامح وجهي بذبول .. لا أرى شيئاً .. ماكس فوقي يصرخ أيضاً و يحاول أن يبتعد ..!
    اشعر بنا نهوي أحياناً و ندور أحياناً أخرى !!..
    - لينك !!.. أأنت بخير ؟!..
    - أهذه دماء !؟!..
    - ماكس ابتعد عنه حالاً ..!
    - يا إلهي .. يا لها من بداية سيئة ..!
    كانوا يصرخون بهذه العبارات بسبب صوت الماء العالي من تحتنا و بسبب عدم اتزان المركب ..!
    ابتعد ماكس عني و رغم أني افتح عيني إلا أني لم استطع الرؤية !!..
    في النهاية .. شعرت بأن مركبنا بات يسير ببطء .. هل انتهى الأمر ؟!..
    شعرت بأحدهم يربت على كتفي : لينك ..!
    أغمضت عيني بشدة ثم فتحتهما .. لقد كان وجهها القلق أمامي مباشرةً ..!
    أغمضت عيني بألم و أنا أتمتم : كم مقدار الحماقة الذي تملك يا ماكس ؟!..
    ابتعدت ميشيل ليطل هو بوجهي و يقول بأسف : أعتذر .. أنا حقاً لم أقصد ..!
    شعرت بشيء يوضع على جبيني فالتفت لأجد كيت تمسك منديلاً و تضغط على جبيني به و هي تقول : لديك خدش هنا .. هناك القليل من الدم أيضاً ..!
    بيير قال باستياء : لقد اصطدم مرفقك به بعنف يا ماكس ..!
    توقف المركب تماماً و فوراً تقدم عاملان ليقولا : أأنتم بخير ؟!.. لقد رأيناكم عبر الكاميرات .. يبدو أنكم تواجهون مشكلة ..!
    امسكت بالمنديل و ضغطت به على جبيني و أنا أقول : لا بأس .. لا شيء يذكر ..!
    حاولت الوقوف حينها و كدت أفقد توازني فرأسي يدور لولا أن بيير و ليو ساعداني على الاتزان ..!
    نزلنا حينها و أنا أشعر بأن رأسي ينبض من الألم : أأنتم بخير ؟!..
    التفت لأجد المجموعة الأخرى و قد كان ايثن من سأل ..!
    تقدمت ينار ناحيتنا وهي تقول : كنتم أمامنا و قد لاحظنا أنكم تصرخون كثيراً .. هل كنتم متحمسين أكثر من اللازم أم ماذا ؟!..
    ببساطة قال ليو وهو يشير إلى ماكس : لقد سقط فوق لينك و ضربه بقوة ..! لذا كان ذلك الأخير شبه فاقد للوعي طيلة اللعبة ..!
    رفع ريك خصلات شعري الأمامية لينظر لجبيني : بالفعل هناك جرح ..!
    بسرعة ضربت سام ماكس على رأسه مجدداً : أي نوع من الحمقى أنت ؟!..
    بألم و قلة حيلة هتف : كم مرى ستضربينني حتى ترضي ؟!..
    صرخت فيه حينها : حتى يعود عقلك لمكانه ..!
    أبعدها ايثن عنه وهو يقول بابتسامة : لا تتشاجرا كثيراً ..! لقد مر الأمر بسلام في النهاية ..!
    ريا التي كانت صامتة طيلة الوقت تكلمت أخيراً بقليل من التوتر : أني احمل ضمادات .. ربما من الأفضل أن تضمد جرحك لينك ..!
    ..................................................
    ثبتت الضمادات حول راسي و هي تقول بتوتر و وجهها محمر : لقد .. انتهيت ..!
    أنا الآخر كنت مرتبكاً .. رغم أن كثيراً من الممرضات قد ربطوا رأسي سابقاً .. لكني لم شعر بهذا التوتر ..!
    لا أعلم أين ذهبوا ؟!..
    فقد تركنا اللعبة و من فورها اشارت سام للعبة أخرى مجموعة خلفها بينما قال البقية أنهم سيذهبون إلى أحد المقاهي للإفطار و أن على البقية ان يتبعوهم حالاً ..!
    هكذا .. كنت وريا وحدنا بطريقة ما ..!
    مما أضطرها لأن تضمد رأسي بنفسها ..!
    كنت أجلس على ذلك المقعد الخشبي و هي واقفة أمامي على بعد بضع خطوات ..!
    كانت ترتدي فستاناً بلون وردي قاتم جميل .. أنه لطيف و يناسبها كثيراً ..!
    أما أنا فقد كنت ارتدي بنطالاً رمادياً و قميصاً قطنياً ذو لون اسود مع صورة لخريطة العالم بلون ترابي وقد كنت أحمل حقيبة ظهر جيشيه ..!
    أكثر ما جذبني هي زينة الشعر التي كانت تضعها حيث رفعت بها جزءاً من خصلات شعرها الأمامية .. لقد أهديتها لها منذ زمن .. لكني أراها ترتديها للمرة الأولى .. ربما لأن هذه الأشياء لا تناسب المدرسة ..!
    وضعت يدي على رأسي و قد زال التوتر : أنت تجيدين هذا ..!
    أعادت بقية الضماد إلى حقيبتها الصغيرة التي علقتها بشكل مائل على كتفها وهي تقول بهدوء دون أن تنظر إلي : أخطط أن أدخل كلية التمريض بعد التخرج ..! فأنا أحب هذا ..!
    - آآه .. أنه يناسبك تماماً .. أن تكوني ممرضة ..!
    تورد وجهها قليلاً لكنها قالت كي توقف توترها : ماذا عنك هل خططت لمستقبلك ؟!..
    أخذت أفكر حينها و قد طرأ على بالي ذكرى محادثة جرت بيني و بين أخي : ليس تماماً ..! لكن ريك قد أخبرني أنه من الجيد أن أكون طبيباً ..!
    كان وجهها لا يزال متورداً وهي تتجنب النظر إلي مباشرة لتقول : آه .. هكذا إذاً ..! الأمر يناسبك .. فأنت ذكي و علاماتك مرتفعة ..!
    وقفت دون أن أعلق على الأمر و اخرجت هاتفي لاتصل بأحدهم ..!
    اتصلت بريك الذي ذهب مع مجموعة الإفطار فأخبرني عن اسم المطعم الذي هم فيه ..!
    أعدت الهاتف لجيبي و قلت : هيا .. هل نذهب ؟!..
    أومأت إيجاباً و سارت بقربي على مسافة بين كثير من الناس و بطريقة ما كنت الفت الانتباه ..!
    - اترين ذلك الفتى ؟!..
    - أنه وسيم حقاً .. و تلك الضمادات تعطيه نوعاً من الغموض ..!
    - عيناه جميلتان كذلك ..!
    - انظري لتلك الفتاة معه ..! أنها جميلة أيضاً و لطيفة ..! كدمية تماماً ..!
    - آآه لا شك أنها صديقته ..! أحسدها ..!
    كنت أشعر بتوتر كبير .. أخشى أن يدقق احدهم في فيعلم أني لينك مارسنلي ..!
    رغم أنه قد مضت فترة منذ آخر مرة ظهرت صورتي في الصحف فيها ..!
    أمسكت بيد ريا و سحبتها خلفي و أنا أقول : لنسرع ..!
    كان وجهها محمراً لكنها رغم ذلك سارت معي دون أن تعلق إطلاقاً ..!
    لا أريد لفت الانتباه أكثر .. لذا علي أن ابتعد من هنا ..!
    ....................................
    في ذلك المطعم الصغير الذي بني على شكل كوخ خشبي من الريف الفرنسي حيث توجد شرفة كبيرة خارجية تحتوي على بضع طاولات و قد كان هناك عدد لا بأس به من الناس ..!
    حين وصلنا كان ايثن و ريك و بيير هناك على طاولة كبيرة .. و بعد وصولنا بقليل انضمت إلينا ينار مع جوليا و قد قالتا أن سام ستلحق بنا بعد قليل ..!
    - أنها تناسبك ..!
    انتبهت لبيير الذي نطق هكذا : ماذا ؟!..
    اشار إلى وجهي ليقول : تلك الضمادات .. أنها تلفت الانتباه حقاً .. تبدو رائعاً بها ..!
    بغرور قلت : أنا رائع بكل أحوالي ..!
    قطب حاجبيه مستنكراً بينما قال ريك بملل : لا تحاول أن تناقش هذا النرجسي في شكله إطلاقاً ..!
    كان من حولنا قد انتبهوا لي أيضاً .. مشكلة حقاً ..!
    تذكرت شيئاً حينها و قلت لبيير : هل تحمل نظارتك ؟!..
    بدا عليه الاستغراب و قد أخرجها من حقيبة الظهر التي كانت بقربه : أجل ..!
    مدها لي فأخذتها و لبستها حالاً : ما المناسبة ؟!..
    كانت هذه جوليا .. أجبتها ببساطة : ألا أبدو أفضل بها ؟!.. أنها تغير شكلي تماماً ..!
    لمعت عيناها و كأنها فهمت ما أقصده لذا قالت بابتسامة مرحة : بلا .. أنها تزيد وسامتك ..!
    جوليا .. ينار .. ريكايل .. و كذلك بيير .. جميعهم فهموا أني أريد تغير شكلي حتى لا يعلم أحدهم عن شخصيتي الحقيقية ..!
    نظرت لايثن حينها و قد كان يشرب من كأس العصير أمامه ..!
    لدي شك بسيط بأنه قد يكون عرف هو السبب كذلك ..!
    لا أعلم لما ؟!.. لكن لدي إحساساً أن ايثن يعرف الحقيقة و يخفي عني الأمر ..!
    - آآآه لينك ..!
    التفت لصوت سام التي وصلت الآن مع ليو و كيت و كذلك ميشيل : أنت تبدو كمن خرج من شجار للتو مه هذا الضماد ..!
    باستغراب قلت : حقاً ؟!.. رغم أن الجميع يقول أني أبدو وسيماً أكثر بها ..!
    انتبهت ينار الآن أن أحدهم مفقود : بالمناسبة أين ماكس ؟!..
    نظرت إليها سام لتجيب : ألم يكن معكم ؟!..
    رن هاتف ريكايل عندها فتمتم : أنه ماكس ..!
    التفت الجميع ناحيته وقد جلس البقية على طاولة مجاورة تماماً لطاولتنا بينما أجاب هو : مرحباً ...... أجل نحن على وشك تناول الإفطار فأين أنت ؟! ........ ماذا ؟!. أي عرض تقصد ؟!!......... لم أفهم حقاً لكن هل ستتأخر ؟!.. .......... حسناً سأخبرهم لا بأس .. سننظرك ..!
    أغلق الخط و نظر إلى أعيننا المتسائلة ليقول : لقد قال شيئاً عن عرض راقص و عربة أمير .. لكني لم أفهم شيئاً ..! قال أن ننتظر مكاننا لنرى العرض حين يمر من هنا ..!
    علق بيير حينها : هناك الكثير من العروض في أوقات متفاوتة خلال اليوم .. أشخاص يرتدون ملابس غريبة و يرقصون و ما شابه بينما يسيرون في الطرقات ..!
    سأل إيثن حينها : و أين ذلك الأحمق الآن ؟!..
    أجابه ريك وهو يهز كتفيه : رفض إخباري و طلب منا أن ننتظر ..!
    وصل النادل ليأخذ طلبات من وصلوا الآن .. لم يمر الكثير من الوقت حتى كانت شطيرة السجق أمامي فبدأت بتناول إفطاري ..!
    ليو كان يقوم بتصوير الجميع وهو يقومون ببعض الحركات الغريبة و يطلقون النكت ..!
    كانت أجواء مميزة رغم بساطتها و حينها هتف بيير بسرعة : أنظروا هناك !!..
    التفت الجميع إلى الناحية التي يشير إليها لنرى أن هناك مجموعة من الراقصين يرتدون أزياء دمى غريبة يسيرون سويةً وهم يقومون باستعراض ما بينما الجميع كان الناس على يمين الطريق و شماله يراقبونهم .. خلفهم كانت عربة كتلك التي في الحكايات و قد وقف عليها فتى و فتاة يرتدون زي الأمراء من العصور القديمة ..!
    و المدهش في الأمر أن ذلك الفتى كان ماكس لا غير !!..
    كنا مصدومين للغاية لكني بسرعة هتفت : ليو صور هذا حالاً ..!
    أفاق من دهشته و شغل الكاميرة بينما اسرع البعض بتصوير هذا بهواتفهم ..!
    انتبه لنا ماكس الذي كان يلوح للناس بطريقة ملكية و هتف وهو يلوح ناحيتنا : مرحباً يا شعبي ..!
    انفجرنا ضحكاً حينها .. هذا الفتى مجنون و تصرفاته تقود إلى الجنون .. لقد اقتبس الدور فعلاً وهو يلوح للجميع حوله ..!
    لست مستغرباً كثيراً ففي مثل هذه الأماكن يقومون بإشراك الناس في العروض لزيادة المرح ..!
    ابتعد الموكب الملكي عنا فجلسنا حينها وقد كان البعض لا يزالون يضحكون على طريقة ماكس في الحديث فقد كان يستخدم عبارات قديمة و نظراته كانت تحتوي على تعالي الملوك ..!
    تابعنا تناول الإفطار و حين انتهينا قرر بعضنا التجول بينما بقي البعض ليتنظروا ماكس الذي لم يتناول إفطاره بعد ..!
    ..........................................

  12. #1031
    لقد مر ذلك الصباح بسرعة .. و دون أن نشعر كان وقت الظهيرة قد حان لذا علينا التوجه للفندق ..!
    لم ألعب طيلة الصباح فقد كنت اشعر ببعض الدوار بعد ضربة ماكس لرأسي .. ريكايل أيضاً لم يلعب كثيراً خشية على صحته ..!
    في الحقيقة لم أكن لأسمح له بإجهاد نفسه .. وهو أيضاً لم يحاول المغامرة ..!
    منذ خرج من المشفى في المرة الأخيرة وهو أكثر حرصاً على صحته من السابق .. يبدو أن تجربة تلك العملية كانت مؤثرة به وهو لا يريد تكرارها ..!
    ذهبنا لقسم الأمانات و أخذنا حقائبنا ثم اتجهنا للفندق .. كانت المسافة إليه طويلة للغاية .. فهو على أطراف المدينة ..!
    و بعد جهد جهيد وصلنا إليه لنجد أنه مبنى صغير من الطوب الأبيض بسقف من القرميد الأحمر وقد بني على طريقة المنازل الريفية الكبيرة .. كان من أربعة أدوار و الزهور تملأ شرفاته .. إنه جميل بطريقة ما و يبدو أنه واسع أيضاً ..!
    صحيح أنه ليس فندقاً فخماً .. لكنه جميل بطريقة ما ..!
    دخلنا فاتجهت سام و معها ينار و ايثن إلى الموظفة التي كانت تجلس في الاستقبال .. تحدثت إليها و حصلت على مفاتيح الغرف و التي كانت عبارة عن بطاقة ..!
    بالطبع من الصعب أن يحصل كل شخص على واحدة لذا سيشترك كل اثنان في واحدة ..!
    شقة الفتية كانت في الدور الثاني .. بينما الفتيات في الدور الثالث ..!
    اتجهنا إلى شقتنا ففتح ايثن الباب أولاً لندخل إلى ممر صغير بطول مترين .. التففنا بعدها يميناً حيث كان ممر طويل في نهايته باب يؤدي إلى الردهة .. و في الممر أربعة أبواب .. اثنان إلى اليمين و اثنان إلى اليسار .. اليمين كان احدها دورة مياه كبيرة تحتوي على حوض استحمام .. والأخرى دورة مياه صغيرة و ضيقه .. و الأبواب على اليسار كانت تحتوي على غرف نوم صغيرة .. في كل غرفة سريران لشخص و هناك خزانة ملابس واحدة و علاقة ملابس على الجدار و ايضاً نافذة ذات أبواب خشبية تطل على حديقة الفندق الصغيرة ..!
    سرنا ناحية الردهة التي كانت واسعة بالنسبة للشقة .. فيميني هناك مجموعة ارائك حول طاولة خشبية و طاولة عليها شاشة تلفاز .. و بعدها هناك طاولة طعام لستة أشخاص .. و على اليسار كان هناك مطبخ تحضيري مفتوح .. رغم أنه صغير إلا أنه يبدو مجهزاً بما يلزم لإعداد وجبات خفيفة وقد كانت الردهة تحتوي على نافذتين بذات الأبواب الخشبية مما أعطى المكان تهوية ممتازة و ضوءً قوياً من أشعة الشمس ..!
    كان هناك باب نهاية الردهة حيث غرفة النوم الثالثة التي تشبه تماماً الغرفتين السابقتين ..!
    انها اوسع مما توقعت .. أنها اصغر من منزلي بقليل ..!
    ابتسمت بانشراح : أنها جميلة ..!
    هكذا تمتمت فأردف ليو بابتسامة وهو يقوم بتصوير المكان : أجل .. أنها واسعة و مريحه ..!
    تكلم بيير حينها : ماذا عن توزيع الغرف ؟!..
    فوراً قلت : سأكون مع ريكايل .. لقد وضعت بعض أشيائي في حقيبته و من الصعب علي الذهاب لغرفة أخرى كلما أردت أن آخذها ..!
    لم تكن تلك الحقيقة .. بل الحقيقة هو ان أنتبه له لو ساءت صحته أثناء الليل أو ما شابه ..!
    بدا لي أنهم جميعاً أدركوا هذا فقال ماكس وهو يشير إلى الغرفتين في الممر : سأكون في احدا تلك الغرفتين فإطلالتهما رائعة ..!
    ايثن قال حينها : لقد تركت حقيبتي في احداهما أيضاً ..!
    هكذا تم توزيع الغرف كالتالي .. في غرف المرر كان ماكس و بيير في واحدة .. بينما ليو و ايثن في الأخرى .. وقد انتهى الأمر بي و بريكايل في الغرفة البعيدة ..!
    حمل كل منا حقيبته إلى غرفته ..!
    وضعت حقيبتي في الخزانة بينما رما رايل نفسه على السرير البعيد عن النافذة : ألن ترتب ملابسك في الخزانه ؟!..
    هذا ما قاله فأجبت بملل : ليس لدي المزاج لهذا .. لا فرق بين الخزانة و الحقيبة ..!
    التفت ناحيته و أنا أقول : دعنا من هذا الآن .. كيف تشعر ؟!..
    بابتسامة هادئة قال وهو يرفع جسده عن السرير فالاستلقاء مستوياً لوقت طويل يضر صحته : الأمر ممتع .. للمرة الأولى في حياتي اذهب مع أصدقائي لمدينة ألعاب ..!
    ابتسمت له حينها : أعتقد أن مثل هذه الأمور ستحدث دائماً ..!
    دخل ليو حينها وهو يقول : سنخرج الآن .. لقد سبقتنا الفتيات بالفعل ..!
    وقف ريك و تبعه بينما حملت أنا حقيبة الظهر التي تحتوي على بعض الأشياء المهمة كالشوكولا في حال أنخفض السكر على كيت و بعض الأدوية التي طلب مني ادوارد اعطاها ريك في حال حصل طارئ و كذلك زجاجة ماء ..!
    تذكرت أمراً كنت قد وضعته في الجيب الجانبي الصغير للحقيبة .. فتحتها ليظهر طرف طلاء الأظافر الذي اشتريته في ذلك اليوم حين كنت مع كيت و ميراي ..!
    لقد أردت أن أعطيه لها .. لكني لم أجد الفرصة المناسبة بعد ..!
    ..................................................
    كنا نسير سويةً في أنحاء المدينة الكبيرة بينما نتوقف كل تارة و أخرى لتجربة لعبة ما أو لشراء أي شيء من أي مكان ..!
    نظرت لكيت التي كانت تسير بقربي و قلت : هل أخرجت الأنسولين من حقيبة التجميد ؟!.. يجب عليك وضعه في الثلاجة ..!
    أومأت إيجاباً بضجر : لقد فعلت ذلك بالطبع ..!
    ماكس الذي كان يسير بقربي علق بابتسامة : أنك تجيد العناية بها ..!
    نظرت إليه بطرف عين و أنا أقول : كل ما في الأمر أن شقيقها تركها في وصايتي أثناء الرحلة ..!
    بطريقة ما .. أنا اعتدت على العناية بكيت .. بل أصبح من الأشياء الروتينية في حياتي ..!
    في تلك اللحظة .. أشارت ينار لمكان ما وهي تقول : ما رأيكم بالدخول ؟!..
    التفتنا سويةً إلى ذلك المكان لنجد أنه لم يكن سوى منزل الأشباح الأسطوري لهذا المكان !!..
    كان مبنياً على هيئة قلعة مهجورة مرعبة !!..
    قطبت حاجبي قليلاً .. ربما دخولي إلى مكان كي يخيفني أحدهم فيه سيكون سيئاً ..!
    بدا الحماس على سام وهي تقول : أعتقد أنه سيكون رائعاً .. ما رأيك ريا ؟!..
    بابتسامة أجابتها : أعتقد ذلك أيضاً ..!
    وقفت ميشيل أمامنا وهي تقول بابتسامة : لندخل ..!
    نظرت إليها باستنكار : هل تحبينه ؟!..
    - أنا لم أجربه من قبل .. لكن أعتقد انه ممتع .. لذا أريد أن أجربه ..!
    سار ماكس ناحية جهة ما وهو يقول بتوتر : هذه الأماكن مملة لذا اعذروني سأذهب لشراء المثلجات ..!
    صرخت سام بانزعاج : لقد هرب هذا الجبان ..! لينك إياك أن تكون مثله !!.. ستدخل أيضاً ..!
    ارتبكت لحظتها وقلت : آه حسناً .. لست جيداً مع هذه الأشياء ..!
    بشك و نبرة مرعبة قالت : ماذا ؟!.. أأنت جبان أيضاً ؟!.. لم اعتقد أنك هكذا ..!
    كان جميعهم يحدق بي .. حتى ريا و ميشيل !!..
    ليس الأمر أني اريد أن أبدو رائعاً أمامهم .. لكني لا احب أن ينقصوا من قدري ..!
    و قبل أن أنطق كان ريك قد ضربني بخفة بمرفقه كي انتبه له .. التفت ناحيته بهدوء فرأيت في عينيه الرفض .. أنه لا يريدني أن أدخل .. أنه يعلم أني لا احب الأماكن المرعبة ..!
    لكني مع ذلك نظرت لسام و قلت : لا بأس .. سأدخل ..!
    سمعت رايل يتنهد بانزعاج و استياء لكني لم الق بالاً للأمر ..!
    تقدمت أنا و قد قرر البقية من يريد الدخول و من يريد البقاء ..!
    في النهاية .. كان من سيدخل هم : أنا .. سام .. ليو .. ريا .. ينار .. ايثن .. ميشيل .. بيير الذي أجبر هو الآخر من قبل سام ..!
    دفعنا رسوم الدخول و وقفنا قرب بعضنا أمام بوابة خشبية صغيرة و بقربها يقف رجل سمين أصلع الرأس .. نظر إلينا واحداً واحداً وهو يقول بنبرة جادة و مرعبة : في الداخل .. يوجد الكثير من المسارات .. سيدخل كل منكم إلى مسار .. كل مسارين سيلتقيان .. و ربما يكون أحدكم وحده لأن المسار الآخر فارغ .. أيضاً .. المكان في الداخل كالمتاهة .. هناك طوابق في الأعلى و طوابق في الأسفل .. سيرافقكم في بعض الأحيان مرشدون ..! في الداخل .. لا أعلم ما قد تتعرضون له .. لذا من الأفضل للجبناء ضعاف القلوب أن ينسحبوا حالاً ..!
    لوهلة .. فكرت في الانسحاب .. ربما سأبدو جباناً بالنسبة لهم .. لكني لا أضمن كيف سيكون مظهري حين أخرج من هذا المكان .. قد اصاب بنوبة رعب أو ما شابه .. في النهاية .. الأماكن المهجورة و المظلمة .. هي أكثر ما أخشاه ..!
    فتح الباب حينها .. لم يعد هناك سبيل للتراجع .. دخلت مع بقية اصحابي وقد كان بيير يتمتم باستياء : لا أحب هذا النوع من الألعاب ..!
    لا يبدو أن بيير يخافها .. هو فقط لا يحبها .. ربما تذكره بمدرسته القديمة ذات المبنى المتصدع ..!
    بعد أن دخلنا أغلق الباب .. و قد كنا في مكان يشبه الكهوف حيث تمت أضاءته بشكل مخيف ببعض الأخشاب المشتعلة .. و هناك كهوف صغيرة في كل مكان حولنا ..!
    اتجه ليو إلى احدهما وهو يقول : سأذهب من هنا ..!
    لم يبدو عليه الخوف إطلاقاً .. فور دخوله أغلق الباب من خلفه تلقائياً .. لاشك أنهم يفعلون ذلك حتى يضمنوا أن لا أحد سيدخل خلف رفيقه إلى باب ما ..!
    استجمعت شجاعتي و دخلت من أحدها وقد تفرق البقية كذلك ..!
    بدأت أسير في ذلك الممر المظلم للغاية .. لا أعلم إن كنت أتهيأ أم أن هناك أصوات خطوات او ما شابه من حولي ..!
    شعور سيء للغاية يخالطني الآن .. أكره هذا .. أكرهه للغاية !!..
    لم يكن علي الدخول ..!
    كنت احاول إقناع نفسي بأنه مجرد مكان صمم للرعب كي يستمتع الناس به .. لكن جسدي كان يرفض تقبل هذا لذا لم يتوقف عن الارتجاف .. حتى أن معدتي باتت تؤلمني من شدة انزعاجي ..!
    رغم هذا تابعت طريقي فلا سبيل للمغادرة ..!
    لحظتها وقف شعر رأسي حين شعرت بشيء ما يزحف على ظهري ثم يربت على كتفي و كأنها يد أحدهم وقد همس لي : استمر للأمام .. و احذر من سرداب الضحايا ..!
    اختفى ذلك الشعور لكني لم أجرء على الحركة وحين التفت لم يكن هناك أحد .. لقد هرب .. أنه احد العاملين بالتأكيد ..!
    لا تنضنوا اني لم افزع لأني لم أصرخ .. فأنا من هول الفزع نسيت كيفية الصراخ ..!
    رغم هذا .. لا أواجه مشكلة من الإرعاب بهذه الطريقة .. المهم أن لا يكون المكان يشبه ذلك السجن المظلم ..!
    هدأت من روعي قليلاً و تابعت سيري حتى بدأ الممر يتسع أكثر فأكثر و حينها : من ؟!..
    شهقت برعب و التفت إلى صاحب الصوت لأجد أحدهم يقف قرب الجدار مفزعاً ..!
    فتاة .. أجل .. هناك بعض الضوء في المكان من الشموع المعلقة في الجدران ..!
    الدموع تجمعت في عينيها و واضح أنها خائفة للغاية و قد نطقت : لينك ..!
    رغم اني لا استطيع تميز ملامح وجهها لأنها بعيدة بسبب الضوء لكن واضح انه صوت فتاة و قد عرفتها حالاً : أهذه أنت ميشيل ؟!.. لقد أفزعتني ..!
    اقتربت منها وقد توقف ارتجافي : يبدو أن ممرينا مرتبطان ..!
    أومأت إيجاباً وقد اشاحت بوجهها بتوتر : أأنت خائفة ؟!..
    - في الحقيقة .. أجل ..!
    - لما دخلت إذاً ؟!..
    - قلت اني لم أجربه لذا لا أعلم .. لكن منذ دخلت لم اتوقف عن الارتجاف و لا اعلم ما السبب ..! أيضاً .....
    لم تكمل فاستفسرت : ماذا أيضاً ؟!..
    سالت دموعها و بدت خائفة للغاية وهي تقول : قط أسود بعيون حمراء ظهر أمامي في الممر و تكلم !!.. ما هذا النوع من اساليب التخويف !!.. لقد رعبت لدرجة أني ركلته و ركضت بأسرع ما يمكن إلى هنا ..!
    ابتسمت حينها و أنا أقول : انه دمية بلا شك فلا تخافي .. نوع من المرشدين ..! فلنتابع سويةً حتى نتمكن من الخروج بسرعة ..!
    قطبت حاجبيها : معك ؟!..
    اختفت ابتسامتي و ابتعدت عنها ببرود : إذاً ابقي هنا وحدك ..!
    لم أخطوا خطوتين حتى اسرعت لتمسك بذراعي وقد هتفت : لا أرجوك .. سآتي معك ..! قدماي لن تتحركا وحدي .. لا أريد البقاء هنا طويلاً ..!
    عدت لأبتسم و قد تلاشى خوفي بما أن أحدهم هنا .. ربت على رأسها لأقول : لا بأس .. هيا بنا ..!
    لم تنطق بل سارت معي وهي متشبثة بذراعي .. كنت اشعر بارتجافها .. ربما هي مرعوبة بما أنها المرة الأولى لها .. لم يكن عليها ان تغامر منذ البداية ..!
    تابعنا السير في تلك الممرات التي باتت تشبه تصميم القلاع الحجرية القديمة ..!
    رغم هذا لم ينطق احدنا .. وقد مرت دقيقتان على هذا الحال ..!
    كنت اختلس النظر لميشيل .. تلك الفتاة التي لطالما بدت كأليس في نظري ..!
    كل ما أرجوه .. أن لا يأخذ دماغي فكرة أني مع أليس في مكان مرعب مرةً أخرى ..!
    ..............................
    تلك الدقيقتان الهادئتان كانتا كهدوء ما قبل العاصفة .. فمنذ ذلك الوقت و الأشباح تظهر لنا و قد كان صراخ ميشيل يفجر طبلة أذني حتى اننا كنا نجري بسرعة وقد سقطت ثلاث مرات من شدة خوفها !!..
    المكان كالمتاهة .. أحياناً نصعد درجاً و أحياناً ننزل .. و مرة ظهر لنا رجل مغطى بالدم و طلب منا ان نتبعه ففعلنا و قد انتهى بنا الأمر في ساحة حرب حيث اصوات الرصاص و الجثث المترامية و في النهاية سقط صاحبنا مصاباً و طلب منا المتابعة لأنه سيموت هنا في النهاية ..!
    أن المرشدين يجيدون أدوارهم .. كان أكثر ما ارعبني هو مجموعة الأطفال الذين بدوا كالجثث و هم يضحكون بهستيرية و يلحقون بنا حلقي بات يؤلمني من شدة الصراخ !!..
    أيضاً كان هناك نوافذ لك بدت السماء في الخارج حمراء و المطر يهطل بغزارة و اصوات الرعد يصاحب اصوات الصراخ و الأشباح في المكان ..!
    توقفت لألتقط انفاسي بينما سقطت ميشيل منهكة وهي تبكي : أريد الخروج ..!
    نظرت إليها بغضب و صرخت : لما دخلت من البداية أصلاً ؟!..
    وجهت نظرها إلي للحظات قبل ان تبكي مجدداً : أنا خائفة الآن و أنت تزيد الحمل علي .. هذا ليس وقت العتاب لينك ..!
    جلست قربها وأنا اضع يدي على رأسي و التقط أنفاسي : لقد مضت عشرون دقيقة منذ دخلنا إلى هنا .. لا شك أن المخرج قريب ..!
    - أنتم !!..
    صرخ كلانا برعب حين سمعنا هذا الصوت .. ما ان التفتنا حتى كان احدهم يجري ناحيتنا حتى جلس أرضاً في النهاية : و أخيراً وجدت أحداً !!.. أي نوع من الأماكن هذا !!..
    انه بيير لا غير .. هذا مطمئن فهو ليس جثة مقطوعة الراس ترقص في المكان ..!
    نظر إلينا وهو يقول : أنتما سويةً ..! هذا جيد فقد قلقت على ميشيل حقاً ..!
    كانت عيناها تدمعان وهي تقول بصوت باكي : و هل كنت أنت وحدك ؟!..
    لا يزال يلتقط أنفاسه وهو يقول : لا .. لقد كنت مع ريا .. لكن كان هناك رجل مرعب يحمل فأساً مغطا بالدم و يجري خلفنا وهو يضحك كالمجنون و حينها واجهنا مفترق طرق و دون أن أدري لم تكن بقربي ..!
    اتسعت عيناي بصدمة : هل تركت ريا وحدها ؟!!!..
    نظر إلي بانزعاج : لم اختر هذا ..! حتى أني بحثت عنها بعدها و لم أجدها .. و حين تابعت سيري وجدتكم أنتم ..!
    كل ما طرأ على بالي .. هو منظر يوجين لو علم بهذا .. سيكون بيير حينها ذكرى جميلة من الماضي !!..
    - المسكينة ريا .. لينك .. اذهب انت و ابحث عنها .. لاشك أنها وحدها الآن ..!
    التفت الى ميشيل التي قالت هذا بقلق : لكن ..! ماذا عنك ؟!..
    - سأتابع مع بيير .. أبحث عن ريا .. لو كنت مكانها فسأتمنى ان أجد أحد أصدقائي قريباً ..!
    بيير هو الآخر نظر إلي و الارهاق واضح على وجهه : لقد صعدت انا درجاً و نزلت هي من الآخر .. لكني التففت عدة مرات لذا لم استطع معرفة الطريق ..! أرجوك اعثر عليها لينك ..!
    وقفت حينها وقد أومأت إيجاباً و كل خوفي من هذا المكان قد زال : بيير .. أهتم بميشيل و احرص على اخراجها سريعاً ..!
    قلت هذا و ركضت إلى الجهة التي جاء بيير منها .. علي أن أعثر على ريا .. يلزم علي هذا ..!
    .................................................. ...

  13. #1032
    أهذا هو ؟!.. مفترق الطرق ..!
    كان هناك درج ينزل إلى الأسفل ..بجواره درج يصعد إلى الأعلى .. لقد جئت أنا من الدرج الثاني .. هل نزلت ريا ؟!.. أم أن هناك مفترقاً آخر ؟!..
    "" احذر من سرداب الضحايا ""
    الشخص الذي افزعني حين دخلنا ذكر هذه الجملة .. هل هذا هو السرداب ؟!.. المكان مظلم في الأسفل فالشموع تتوقف هنا .. أنه كدرج من قلعة مهجورة تسكنها الأشباح ..!
    أخذت نفساً عميقاً و أغمضت عيني .. ريك في الخارج .. الساعة لا زالت الثالثة في منتصف النهار .. الشمس ساطعة و نحن في مدينة الألعاب .. لذا لا تخف لينك .. أعثر على ريا و اخرج حالاً ..!
    خطوت خطوتي الأولى ناحية الأسفل وحينها توقف جسدي .. دمعت عيناي وقد بدأت ارتجف .. أكره أي درج يقود إلى قبو ..فما بالكم أن يكون المكان مظلماً ..!
    - أنت خائف ؟!..
    التفت فوراً برعب .. هناك في تلك الزاوية المظلمة .. رجل بالكاد أرى جزءاً منه و يبدو أنه يرتدي مثل ثياب السحرة ..!
    لاشك أنه احد المرشدين ..!
    تكلم حينها و أنا لا أرى وجهه بسبب الظلام و بسبب القبعة التي تغطي جزءاً كبيراً من وجهه : انه سرداب الضحايا .. تلك الفتاة هناك .. انه المكان الأكثر رعباً في القلعة .. إن تأخرت فستجد جثتها فقط .. فالأشباح شرسة في تلك الغرفة ..!
    بدون أن أشعر سقطت جالساً .. أنه يقول أن ريا هناك .. لاشك أنهم يراقبوننا بالكاميرات المتصلة بمعظم الألعاب هنا و يعلمون أني ابحث عنها..!
    نظرت لمكانه مرةً أخرى فلم يكن هناك أحد ..!
    حسناً .. أدرك تماماً أنها لن تموت هنا فالمكان مجرد لعبة .. لكن .. لاشك أنها خائفة للغاية .. و ربما لا تستطيع التحرك من شدة خوفها .. علي أن اذهب إليها ..!
    تمالكت نفسي و وقفت .. بدأت أنزل رغم ارتجاف قدمي وقد كنت استند إلى الجدار .. المكان بات مظلماً من خلفي و من أمامي .. أشعر بالاختناق ..!
    أليس
    .
    .
    (( لينك .. المكان مظلم .. أنا خائفة .. لا استطيع رؤيتك .. لذا أمسك يدي حتى أعلم أنك هنا ))
    .
    .
    (( لينك هل تبكي ؟!.. لا تخف .. ماما و بابا يبحثون عنا الآن بالتأكيد .. لنكن أقوياء حتى يصلوا ))
    .
    .
    (( أنا لا أريد البقاء هنا ..أريد العودة للبيت .. لينك سنعود للبيت صحيح ؟!.. لا أريد أن أبقى هنا .. قدمي تؤلمني و يدي و بطني أيضاً أشعر بالجوع و العطش .. لن أكون فتاة شقية .. سأكون طفلة جيدة و لن أغضب ماما ثانية .. أريد ماما .. بابا .. أختي .. عمتي ليزا .. و جدتي .. رايل .. الخالة ماريا .. و العم الفونس .. و صديقتي ميمي .. أريد العودة لهم .. لا أريد البقاء هنا ))
    .
    .
    كدت أسقط من الدرج حينها حتى ان قدمي زلقت و جعلتني أجلس بلا شعور .. ما بها ذاكرتي تنتعش في الوقت الخطأ دوماً ..!
    لما لحظاتي مع اليس تدور حولي الآن .. حتى أن أسماء افراد عائلتها و اصدقاءها و حتى جيرانهم دارت في ذهني ..!
    قطبت حاجبي حينها .. حين ماتت اليس .. أنا لم أتحدث لأحد بأمرها .. لقد تولت أمي كل شيء .. كيف كان موقف والدي اليس منها ؟!..
    لحظة .. أمي لازمتني في تلك الفترة طيلة الوقت .. لذا لم تسنح لها الفرصة ان تقابل احداً آخر أو تهتم بموضوع منفصل ..!
    أنا لا أعلم كم بقيت فاقداً لوعيي بعد موتها .. ربما يوم أو يومان أو حتى أسبوع .. و حين استيقظت كنت في المشفى ..!
    أهذا يعني أن أولئك الأوغاد قد تخلصوا من جثتها ؟!!!..
    و اسرتها لا تعلم عنها حتى الآن !!.. ربما هم لم يعلموا اين هي طيلة ذلك الشهر ..!
    فأنا حتى حين سمحوا لي بمهاتفة إلينا لم اذكر لها اليس إطلاقاً ..!
    لحظتها .. أمسكت برأسي .. أيعقل ؟!..
    لا أحد يعلم عنها شيئاً .. و لا أين ذهبت ؟!..
    لا أحد يعلم .. أمها .. أبوها .. و باقي أسرتها .. جميعهم يعتقدون أنها اختفت و حسب و لا يعلمون مصيرها ؟!..
    أنا فقط .. أعلم أنها قتلت ؟!!..
    دمعت عيناي حينها .. بل كدت أبكي لكني كتمت على نفسي .. أن الحمل الذي حملته على نفسي عن اليس يزداد يوماً بعد يوم .. لكن اليوم زاد للضعف !!..
    هل أبحث عن اسرتها ؟!.. و أخبرهم أنها ماتت .. حتى لا يضلوا قلقين على مصيرها للأبد ..!
    لكن .. ما موقفي أمامهم حينها .. شاب يظهر لهم بعد عشر سنوات ليخبرهم أن ابنتهم قتلت بسببه !!..
    التفكير في الأمر فقط يشعرني بالغثيان ..!
    أشعر بالدوار و كأني سأفقد وعي .. ياله من ضغط نفسي لا استطيع تحمله ..!
    سأشعل بالي بأمر ريا ..!
    صورة يوجين هي ما ظهرت في بالي .. هو سيسحقني جسدياً لو علم بما يحدث الآن ..!
    لا يمكن أن أفقد وعي قبل أن أعثر على ريا ..!
    تمالكت نفسي كي أأجل التفكير في اليس لبعض الوقت .. كان الأمر أصعب ما يكون .. و بالكاد وقفت و استمريت بالهبوط للأسف وقد بدت أسمع اصوات الأشباح مجدداً ..!
    حين وصلت لآخر الدرج كان هناك باب خشبي امامي .. تقدمت إليه و فتحته ببطء ..!
    دخلت حينها فأغلق حالاً ..!
    - من ؟!..
    التفت ناحية مصدر الصوت الهادئ فرأيت تلك الفتاة التي تجلس مستندةً إلى الجدار و بسرعة هتفت : ريا ..!
    كان هناك شموع موضوعة على الأرض بشكل مخيف .. تجاوزتها حتى اصل لريا التي وقفت بسرعة : أهذا أنت لينك ؟!..
    قبل أن أخطوا خطوة أخرى توقفت في مكاني حين رأيت شيئاً مرمياً هناك ..!
    حاولت ان ابعد عيني عنه قبل ان ادرك ما هو لكن .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. لقد أدركت ما هو فعلاً ..!
    المكان مغطا بالدماء .. و هذه الغرفة تبدو كقبو مهجور .. رائحة الدم تنبعث من ذلك الشيء .. لقد كان جثة ..!
    جثة صغيرة .. شعر طويل بني .. الوجه من جهة الجدار لذا لا اراه .. و فستان وردي ..!
    ارتخت قدماي وهي شهقت و أنا أغمض عيني و اجلس ارضاً.. جثة طفلة في هذا المكان ..!
    لما هذا المكان يشبه ذاك ؟!!..
    أهذا عقابي ؟!.. لتركي اليس ؟!.. لاشك أنه ذات القبو !!.. أجل انه ذاته بالتأكيد ..!
    جسدي يرتعش : لينك ..!
    لا استطيع احتمال هذا الضغط النفسي : لينك أهدأ أتسمعني ؟!..
    كنت أمسك برأسي بشدة .. هذا يكفي يجب ان أخرج من هنا قبل فقدان عقلي ..!
    - أنت تستحق ..!
    فتحت عيني و بدا لي شيء كطيف أمامي .. طيف اليس .. هل اتخيل ؟!.. أم انها حقاً هنا !!..
    كانت تبتسم و هي تنظر إلي بعينيها الزرقاوان : أنت تستحق .. أنا غاضبة منك لينك ..!
    اتسعت عيناي بينما تابعت هي : أنا حزينة .. أنت تمرح بسعادة مع اصدقاءك .. بينما تركتني عالقة في ذلك المكان .. لا احد يعلم بأمري .. تركتني هناك فقط .. حتى لم يعد لي اثر ..!
    هل .. بقيت جثتها هناك ؟!.. حتى تحللت ؟!.. أهذا ما تقصده ؟!!..
    وضعت يدي على فمي احاول كتم شهقتي المرعوبة تماماً بينما نطقت هي و قد كادت تختفي : أنا لم أعد أحبك لينك .. أنت كاذب ..! لأنك حين كنت أبكي .. قلت لي أنك ستعيدني لأمي .. لكنك كنت كاذباً ..! و ستبقى كاذباً .. إلى الأبد ..!
    اختفت بينما علت صرختي التي تعبر عن تجاوز دماغي لقدرته الاستيعابية !!..
    - لينك يكفي !!..
    شيء ما ضرب رأسي بقوة ليوقظني مما كنت فيه ..!
    كانت عينان دامعتان بلون فضي هي ما رأيت ..!
    وجهها القلق يحدق بي .. يداها تربتان على كتفي .. جبينها كان محمراً بعد أن ضربت رأسها بقوة برأسي ..!
    كنت متجمداً .. غير قادر على التعبير بينما هتفت هي : اهدأ .. ما بك ؟!.. اطمئن .. المخرج قريب للغاية ..!
    التفت ناحية مكان الجثة لأجد انها مازالت هنا اتسعت عيناي بينما هتفت ريا بسرعة : اطمئن .. أنها مجرد مجسم شمعي .. لقد تفقدتها ..! أتعرف .. ذات التي في معارض مدام توسو ..!
    عدت انظر إليها فابتسمت لي بهدوء ..!
    طأطأت رأسي محرجاً .. لما حدث هذا أمام ريا ؟!.. حتى ان دماغي صنع خيالاً لطيف اليس ..!
    - هل هدأت الآن ؟!..
    رفعت يدي لوجهي و مسحت الدموع ثم رفعت رأسي لها و أنا اقول بصوت مبحوح : أجل ..! شكراً لك ..!
    ابعدت يديها عن كتفي وهي تقول : كيف وصلت إلى هنا ؟!..
    - كنت مع ميشيل و قد التقينا بيير .. قال انه افترق عنك لذا جئت لأبحث عنك ..!
    توردت وجنتاها بعد كلمتي الأخيرة و قد أوشحت ببصرها عني : هكذا إذاً .. من الجيد أن بيير بخير ..!
    نظرت إليها .. لم تبدو كفتاة تم ارعابها في هذه القلعة : أأنت بخير ؟!..
    أجابتني وهي تومأ إيجاباً : أجل .. اطمئن ..!
    - أنت شجاعة .. بما أنك بقيتي في المكان الأكثر رعباً في هذه القلعة وحدك ..!
    - لقد دخلت إلى هنا عدة مرات .. في كل مرة يكون هناك بعض التغيرات الطفيفة و لكن اعتقد اني احفظ بعض الأماكن في القلعة ..!
    استنكرت كلامها : هل تحبين بيوت الرعب ؟!..
    أومأت إيجاباً بابتسامة واسعة : كثيراً ..! أنا اتابع الكثير من أفلام الرعب .. و قد دخلت إلى عدة منازل رعب .. صحيح أن هذا أكثرها تخويفاً لكني بت أدرك كل الخدع الموجودة لذا في كل مرة يقل خوفي ..!
    نظرت إلى مكان الجثة وهي تقول : مثلاً .. هذه الجثة مجسم شمعي .. هناك خيوط متصلة بها إلى السقف .. لو حاولت فتح الباب الخشبي ستقف الجثة باستخدام الخيوط و تتكلم أيضاً .. لذا هذا المكان يعد الأكثر رعباً ..!
    شعرت برعشة حينها .. من الجيد أني لم احاول فتح الباب و إلا فقدت عقلي حقاً ..!
    قطبت حاجبيها بقلق : أأنت بخير حقاً ؟!.. لقد بدوت و كأنك تعاني منذ قليل ..!
    قبضت يدي بقوة ثم تمتمت بتردد : لدي رهاب من الأماكن الضيقة المظلمة .. لقد مررت بحادثة سيئة في طفولتي .. رغم مرور عديد من السنوات .. لكن ربما يصعب علي نسيان الأمر ..! انه أمر محرج حقاً ..!
    ابتسمت و قد اومأت سلباً : لكل انسان شيء يخيفه مهما بلغت شجاعته .. أنا مثلاً قد لا أواجه مشكلة من بيوت الرعب لكني قد افقد عقلي لو تبعني كلب صغير ..! لا أحد منا يستطيع السيطرة على نفسه حين يواجه ما يخيفه .. كل ما نستطيع فعله هو الابتعاد عن هذه الأشياء فقط ..!
    بلا شعور ابتسمت حينها : أنت محقة ..!
    وقفت لحظتها وهي تقول : وقت الخروج الآن ..!
    قطبت حاجبي : لو فتحنا الباب ستتحرك الجثة .. أعلم انها ليست حقيقية لكن لا اعدك بأن لا أفقد وعي ..!
    - هناك طريق آخر اكتشفته في المرة الماضية التي جئت بها إلى هنا ..!
    اشارت إلى شمعدان ذهبي في الجدار : حين تحرك هذا الشمعدان ستخرج حالاً ..!
    - لما لم تفعلي بدل البقاء هنا ؟!..
    اتجهت ناحيته و رفعت يدها فوجدت أنها لا تصل إليه : أنه بعيد عني .. في المرة الماضية كان يوجين هنا .. لقد قلت لنفسي اني سأنتظر عشر دقائق حتى يأتي احدهم .. و إن مرت دون وصول احد فأنا مضطرة إلى مواجهة تلك الجثة المرعبة ..!
    وقفت حينها و قلت : أنت أذاً تخافين منها في النهاية ..! أنا أقصر من يوجين لذا لا أعدك أن أصل إليها ..!
    وقفت قربها فابتعدت قليلاً حتى أصبحت أنا اسفل الشمعدان .. رفعت يدي إلى أعلى ما يمكن و لكني لم اصل إليه و حين وقفت على أطراف أصابعي لمسته بالكاد لكني لا استطيع تحريكه هكذا ..!
    نظرت إليها بشك : أأنت واثقة أن يوجين حركه ؟!..
    - بالكاد وصل إليه ..!
    - هذا يعني اني لن أصل إليه ..!
    - ماذا نفعل إذاً ؟!..
    ليس هناك سوى حل واحد ..!
    جلست أرضاً و انحنيت وأنا أقول : قفي على ظهري .. ستصلين إليه حينها ..!
    احمر وجهها بتوتر و قالت : مستحيل !!.. لا استطيع ..!
    - أنه ليس وقت خجل الفتيات ريا .. أنا لا استطيع تحمل منظر الجثة المتحركة .. إن فقدت وعي فستضطرين لحملي ..!
    شدت قبضتها بتوتر وهي تقول بتوتر : هذه المرة فقط .. انها ثمن البحث عني ..!
    تقدمت و قد خلعت حذاءها ثم وقفت على ظهري .. أنها أخف مما توقعت ..!
    رفعت جسدي قليلاً : هل وصلتي له ؟!..
    - أمسكته ..!
    لحظتها ظهر نور ساطع إلى الغرفة وقد نزلت عني حالاً فوقوفها علي لم يستغرق حتى اربع ثوانٍ متتالية ..!
    لقد فتح باب في الجهة الأخرى حيث ظهر ممر بنهاية مفتوحة تدخل منها اشعة الشمس ..!
    شعرت بالراحة تتغلغل في جسدي .. أخيراً سأفارق هذا المكان ..!
    وقفت بجوار ريا التي كانت ترتدي حذاءها ووجها لا زال محمراً : هلا كتمت ما حدث هنا ؟!..
    قلتها بنبرة جادة هادئة .. نظرت إلي بعينيها الفضية للحظات ثم أوشحت وجهها المتورد وهي تقول بشيء من عدم الرضى : إذا كتمت ما حدث قبل قليل سأفعل ..!
    ابتسمت حينها و أنا اتجه ناحية الباب وقد وضعت يدي في جيبي : بالتأكيد سأفعل .. سيقتلني يوجين إن علم بالأمر أصلاً ..!
    سارت بقربي دون أن تعلق .. كان الممر بطول خمسة أمتار .. و هناك عدت ابواب فيه .. حيث يبدو أن كل المخارج توصل إليه .. أرجوا ان يكون ميشيل و بيير قد خرجا ..!
    فور ان خرجنا كان هناك بعض الناس ينتظرون رفاقهم .. و قد كان رفاقي هناك ايضاً قرب احد المقاعد الخشبية ..!
    اتجه ريك ناحيتي حالاً بقلق : أنت بخير لينك ؟!.. وجهك شاحب للغاية !!..
    كانت ريا تنظر إلينا .. انها تدرك سبب قلق أخي الواضح الآن ..!
    ابتسمت له بهدوء و قلت بمرح طفيف : واجهت وقتاً عصيباً في الداخل ..! هل خرج الجميع ؟!..
    أومأ إيجاباً وقد نظرت إليهم ..!
    كانوا هناك جميعاً .. يتحدثون عما حدث في الداخل و الجميع يبدون مرعوبين ..!
    كان هناك كدمة على ذراع ليو .. يبدو انه سقط بينما كان يركض ..!
    أخذت قارورة الماء التي كانت مع ريك ثم ابعدت الضماد الذي على جبيني فالجرح سطحي وقد التأم الآن بالتأكيد .. انحنيت و سكبت الماء على رأسي لأنتعش قليلاً ثم اتجهت إليهم وقد سبقتني ريا ..!
    حين وصلت إليهم : كيف كانت اللعبة ؟!..
    هتفت سام حالاً برعب : إنها المرة الأخيرة التي أدخل إلى هذا المكان ..!
    بيير باستياء قال : هذا ما تستحقينه لإجبارك الآخرين للدخول ..!
    بملل قالت ينار : أنا لم استوعب شيئاً فسام كانت تمسك يدي و تركض بسرعة و تصرخ لدرجة أني لم اسمع اصوات الاشباح التي تتحدثون عنها .. حتى أننا خرجنا في أقل من ربع ساعة ..!
    نظر إيثن إلي حينها : ريا و لينك أكثر من بقي في الداخل .. لقد كانت نصف ساعة ..!
    تكلمت ميشيل التي كانت تجلس على الكرسي الخشبي الطويل و بقربها جوليا التي يبدو أنها كانت تقوم بتهدئتها : أنا و لينك كنا سويةً في البداية .. لكن بيير جاء فذهب لينك للبحث عن ريا ..!
    بابتسامة قالت تلك الفتاة : لقد ارعبني ذلك الرجل الذي كان يحمل فأساً .. و دون ان ادرك كنت قد انفصلت عن بيير في مفترق طرق .. بقيت في سرداب الضحايا حتى وصل لينك و تمكنا من الخروج ..!
    ليو نظر لإيثن وهو يقول : لقد ذكره لنا أحد المرشدين .. قال أنه المكان الأكثر رعباً ..!
    أومأ ايثن ايجاباً : أجل .. أعتقد أنه يشبه قبواً مهجوراً .. أسمه يوحي بذلك ..!
    كانت نظرة رايل القلقة قد توجهت لي وقد وقف بقربي وهو يهمس : أأنت بخير حقاً ؟!.. حتى مع ذلك المكان ..!
    ابتسمت بتوتر و همست له : كان الأمر مرهقاً لأعصابي .. لكن كما ترى لقد تجاوزت الأمر .. ليست المرة الأولى التي اتعرض بها لموقف مشابه ريك .. لذا لا تقلق ..!
    أنا كاذب .. انها المرة الأولى .. فأنا لم اتجرأ للنزول إلى أي سرداب منذ عشر سنوات ..!
    في مرة فقط حين كنت في الابتدائية مع لوي .. كنا في غرفة تبديل الملابس بعد حصة الرياضة وقد اخذنا وقتاً طويلاً حتى أن احد المعلمين أطفأ الأضواء و أقفل الباب فهو لم ينتبه لنا بسبب ضخامة الغرفة ..!
    لقد اصابتني نوبة رعب حينها رغم اتساع المكان .. لكن لوي قام بتهدئتي و نادا بأعلى صوته حتى انتبه لنا المعلم و عاد أدراجه ..!
    لكن .. أن يصل الأمر إلى حد جثة في قبو .. كان أكبر مما أتخيل ..!
    - أيها الأحمق لينك !!..
    استيقظت من شرودي على صوت كيت التي كانت تمسك بكاميرة ليو و توجهها نحوي : هل تسمع ؟!.. أنا أسألك كيف كانت تجربتك في قلعة الرعب هذه ؟!..
    يبدو انها كانت تناديني منذ مده .. ابتسمت حينها : ليست سيئة .. لكني حقيقة لا أتمنى تكرارها ..!
    تركتني حينها و وجهة الكاميرة لريكايل وهي تقول : الأخ الأصغر كان قلقاً طيلة الوقت و كاد يدخل من شدة قلقه ..! هل ارتحت الآن يا ريكايل بما ان أخاك هنا ..!
    قطب حاجبيه حينها وهو يقول : و هل من الخطأ أن أقلق عليه ؟!..
    لم تجبه بل اعادت الكاميرة إلي وهي تقول : كنت شجاعاً حين بحثت عن ريا .. على عكس احدهم عديم النفع ..!
    بانزعاج علق بيير : آسف لأني عديم النفع ..!
    ربتت سام على كتفي حينها من الخلف وهي تقول بشيطنة : هل أخبر يوجين أنك كنت وحدك مع ريا ؟!..
    تظاهرت بعدم الاهتمام : و ماذا إن أخبرته ؟!..
    تدخل ماكس حينها وهو يقول بنبرة مرعبة : يمكنني القول أنك ستعتقد أن منزل الأشباح هذا أقل إرعابا من نظرته التي ستتجه ناحيتك في تلك اللحظة ..!
    ابتسمت ريا وهي تقول بتوتر : لا أعتقد أن أخي مخيف إلى هذه الدرجة ..!
    ينار علقت حينها : أوقفوا الحديث عن الرئيس فهو الآن يدرس للامتحانات .. حديثكم عنه بهذه الطريقة سيجلب له الحظ السيء ..!
    وجهت كيت الكاميرة ناحية سام : اكره الاعتراف بهذا لكنك قائدة الرحلة ..! إلى أين سنتجه الآن ؟!..
    ابتسمت ابتسامة عريضة و غبية : في البداية .. لنأكل شيئاً فبطني سيتمزق من الجوع ..!
    بل قولي من الخوف آنستي ..!
    ................................................

  14. #1033
    كانت الساعة تشير إلى السابعة و الشمس في طي الغروب .. بينما جلسنا نحن لنأخذ استراحة بعد مضي عدة ساعات و نحن نلعب في الأرجاء ..!
    بالطبع .. حرصت على اللعب في معظم الألعاب كي أشغل بالي عن التفكير بأي شيء متعلق بأليس ..!
    جلسنا كدائرة على المسطحات العشبية التي تملأ المكان .. و الجميع يتحدث عن مدى استمتاعه باليوم الأول وفي الوقت ذاته نشعر بالتعب بعد هذا المرح ..!
    رفع ماكس يده وهو يقول : لدي اقتراح ..!
    سام كانت تحمل كاميرة ليو و قد وجهتها نحوه : أدلي باقتراحك استاذ ولسون ..!
    بمرح قال : انها لعبة .. بما أننا لسنا على معرفة بعيدة ببعضنا .. أقصد الأغلبية .. لنعرف رأي كل منا بالآخر ..!
    باستغراب سأل ريك : تقصد نتحدث عن بعض ؟!.. أترى عجائز في السبعين أمامك ؟!..
    - ليس الأمر هكذا .. سنكتب اسماءنا في قصاصات ورقية .. و كل منا يسحب واحدةً ثم يتحدث عن الشخص الذي يكون اسمه مدوناً في الورقة ..!
    بدا ان الأمر راق لسام : فكرة رائعة .. نضيع بها الوقت بما أننا جالسون هنا .. هل يحمل احدكم ورقة وقلم ..!
    اخرج بيير من حقيبة الظهر التي معه مذكرةً صغيرةً و قلم حبر جاف : أنا أملك ..!
    - من الآن من سيتحدث عني فلن اسمح له بذكر السلبيات ..!
    - سأكون في ورطة لو طلبوا مني التحدث عن سام .. لن أعلم من أين أبدأ ..!
    - اعتقد أن هذا سيساعد في معرفة بعضنا أكثر ..!
    - هذا صحيح ..!
    لم يعترض احد بل كانوا جميعاً يتحدثون عن الأمر وقد أعجبتهم الفكرة ..!
    انتهى بيير و ايثن من كتابة الأسماء وقد رموا الأوراق في المنتصف بعد أن طووها ..!
    وجهت سام الكاميرة ناحيتها وهي تقول : واحد .. اثنان .. ثلاثة ..!
    فور أن أنهت العد سحب كل منا ورقته ..!
    نظرت إلى الاسم الذي ظهر لي .. و الذي لم أتوقع أن يكون هو إطلاقا ..!
    .
    .
    جوليا
    .
    .
    اختلست النظر إليها وقد كانت تحدق بورقتها ..!
    و الآن .. سأنقل لكم ما قاله كل شخص منا عن الآخر .. و قد قامت سام بتصوير كل هذا بتلك الكاميرة ..!
    .
    ايثن عن كيت : ما أراه أنها فتاة هادئة نوعاً ما .. غريبة أطوار .. و هي صامتة معظم الأحيان خاصة كلما كثر عدد الأشخاص حولها .. لكن بطريقة ما هي تبدو عبقرية سوى أنها تتكاسل لإظهار عبقريتها ..!
    .
    بيير عن ماكس : انه اجتماعي كثيراً .. و أعتقد أن لحماقته دوراً في هذا .. ماكس لطيف لكنه لا يراعي كلماته .. كما أنه متهور و يضحك طيلة الوقت بغباء .. و دائماً ينادي الناس بألقاب لا يحبونها .. لكنه شخص جيد و محبوب في النهاية
    .
    جوليا عن سام : حسناً .. عرفت سام منذ فترة وجيزة لكني أحببتها على الفور .. أنها من النوع الذي يدخل القلوب دون طرق أبوابها .. صحيح أن لديها فرط في النشاط لكنها نقية القلب و صادقة للغاية .. كما أنها شخصية قيادية حقاً .. هذا ما عرفته عنها خلال هذه الفترة القصيرة ..!
    .
    ينار عن ريا : كيف أقولها ؟!.. أن ريا تبدو من الوهلة الأولى كقطة صغيرة أغرقها المطر .. لكن الحقيقة أن لديها قلباً عن ألف رجل .. فهي صبورة جداً و تتقبل الواقع مهما كان صعباً .. أحياناً تبكي بسرعة و هي خجولة مع الفتيان خاصة من تلتقيهم للمرة الأولى .. نقطة ضعفها هي الكلاب ..!
    .
    كيت عن ليو : كل ما سأقوله أنه مشرد أحمق .. و فائدته الوحيدة في الحياة هي أنه سريع في إحضار نواقص المطبخ من دكان العم جاك ..!
    .
    أنا عن جوليا : جوليا فتاة واقعية .. مستقيمة .. و شخصيتها تسبق سنها بسنوات .. فهي حكيمة و عاقلة .. أيضاً من خلال تجربة شخصية استطيع القول أنه ينطبق عليها المثل القائل "" أتقي شر الحليم إذا غضب "" ..!
    .
    سام عن بيير : أعتقد أن بيير هو الشخص المثالي لأن يكون نجماً محبوباً .. فهو لطيف و شخصيته تروق للفتيات كما أنه أنيق و وسيم .. ربما من الجيد أن تكون عارض أزياء أو ممثلاً أو ما شابه .. سيكون ذلك مذهلاً ..!
    .
    ماكس عن ايثن : إيثن صديقي منذ سنوات .. أنه شخص رائع و ذكي لذا يمكنني اللجوء إليه في وقت الأزمات و هو يعطي النصيحة المناسبة لمن يحتاجها .. أنه مثال للصديق المخلص فهو دوماً ما يشعر ببقية المجموعة و أول من ينتبه إن كان احدهم ليس بخير ..! لذا أنا سعيد بوجود شخص مثله في حياتي ..!
    .
    ليو عن ريكايل : أنه الشخص المناسب لأن يكون رب الأسرة .. ريكايل شخص يحب العائلة و يعامل الجميع بلطف .. وهو ودود مع الجميع .. أنه أخ أكبر جيد .. و لكن حين يكون مستاءً أو يتشاجر مع لينك فهو يبدو كشخص آخر .. أيضاً ريكايل يحب الأطفال كثيراً .. وهم يحبونه أيضاً بل إن شعبيته عند الأطفال أعلى مما هي عند الفتيات حتى ..!
    .
    ميشيل عني : لينك .. حسناً هو ليس شخصاً سيئاً .. لكن إن كان أحدهم يريد أن يكون صديق للينك فعليه مراعاة ثلاثة أمور .. أولاً (( لا تصدقه في كل ما يقوله فهو يكذب كثيراً )) .. ثانياً (( لا تثق بوعوده فهو يخلفها دوماً )) .. و ثالثاً (( لا تتعرض لأخيه الصغير بسوء و إلا فسترى الوجه الآخر منه )) .. هكذا أضمن لك أن علاقتك بلينك ستكون ممتازة ..!
    .
    ريكايل عن ينار : اممم لنرى .. أول ما لحظته في ينار أنها ساذجة .. فهي لا تميز بين الصديق و العدو و تعتقد أن جميع الناس رحيمون .. أيضاً هي ليست جيدةً في اتخاذ القرارات و دائمة التوتر .. رغم هذا فهي أقوى مني في فنون الدفاع عن النفس ..! بالطبع لم أقصد الإساءة حين قلت ساذجة .. حسناً أعتقد أن إحسان الظن بالآخرين رغم مظاهرهم أمر جيد أحياناً .. أنا شخصياً يمكنني أن أأكد هذا ..!
    .
    ريا عن ميشيل : ميشيل تبدو لي كفتاة قوية الشخصية .. أنها جريئة و تعبر عن رأيها بحرية .. كما أنها لطيفة و تعمل بجد دوماً ..! أني أحترمها حقاً .. أعتقد أنها تملك معظم الصفات التي أفتقر إليها ..!
    .
    هكذا أنهينا ذلك الحوار الذي وضح لنا الكثير عن بعض ..!
    اعتقد أن الجميع صدق في ما قاله .. و خاصةً ميشيل ..!
    .............................
    .
    .
    شعرت بحركة حولي .. صوت الباب و خطوات صغيرة ففتحت عيني بتثاقل لأجد أن الظلام يحيط بالمكان .. وقعت عيني على سرير ريكايل الذي يبدو نائماً هو الآخر ..!
    كنت أشعر بأحد يقف هناك في الظلام .. لكني لا أدركه حقاً ..!
    لذا .. أمسكت هاتفي و أضأته لتصبح الرؤية أوضح و أنا أتمتم بخمول : ليو ؟!..
    لكن .. سقط الهاتف من شدة صدمتي بما رأيت ..!
    عاد الظلام مجدداً .. و أنا لست مستوعباً إن كنت قد رأيت طفلاً صغيراً حقاً أم لا ؟!..
    ما الذي جاء بطفل إلى شقتنا ؟!.. ربما خرج من شقتهم و دخل إلى خاصتنا بالخطأ ..!
    تحرك ذلك الطفل الذي لا زلت لا أتبين ملامحه ..وقد قبضت على فراشي بخوف .. أهو شبح ؟!..
    هل أوقظ ريكايل ؟!.. لا !!.. أخشى أن يتفاجأ بشدة هو الآخر أو يصيبه من الرعب ما يصيبني الآن و ذلك ليس جيداً ..!
    ابتلعت ريقي بينما تقدم الطفل ناحية النافذة التي تبعد عن سريري أقل من متر ليبعد الستائر و يدخل نور قمر الصيف إلى الغرفة ..!
    شعر طويل قليلاً .. و فستان أبيض .. طفله !!..
    التفتت ناحيتي لتظهر عليها ملامح هادئة مع وجه متورد رغم بشرتها البيضاء .. طفلة في حدود الخامسة من العمر ..!
    انها هي .. أنها أليس !!!..
    لكن .. لما لست مرعوباً لذلك الحد ؟!.. ربما لهذا لا أصدق أنها اليس !!..
    بلا .. هي لا غير أمامي .. و ذلك شل حركتي ..!
    ابتسمت لي حينها ثم تركت الستائر و سارت ناحية الباب .. هل ستغادر ؟!.. كيف دخلت أصلاً ؟!.. هل أنا أحلم أم ماذا ؟!..
    خرجت من الغرفة بلا تعليق .. ربما هي طفلة أخرى لكن بسبب هوسي اعتقدت أنها اليس .. إن كان كذلك فهذه الطفلة ضائعة بلا شك ..!
    تركت فراشي حالاً و لحقت بها .. خارج الغرفة .. خارج الشقة .. نزلت من الدرج .. حتى خرجت من الفندق ..!
    الهدوء يحيط بالمكان .. الساعة في بهو الفندق كانت تشير إلى الثانية فجراً ..!
    لقد نمت منذ الساعة العاشرة .. فقد عدنا إلى الفندق في الثامنة و النصف ..!
    أين ذهبت ؟!..
    هناك شرفة كبيرة متصلة بفندقنا .. و بعد أن تنزل منها توجد مسطحات خضراء مليئة بالأشجار .. و في تلك الجهة البعيدة يوجد جسر حجري ضخم بعرض سبعة عشر متراً .. و تحت نفق مضاء بإضاءة برتقالية باهته ..!
    كلا النفق و الجسر يوصلان إلى جزء من مدينة الألعاب الكبيرة أو إلى الفنادق الأخرى .. هل ذهبت من ذلك الطريق ؟!..
    أو ربما اتجهت لجهة أخرى ناحية تلك الأشجار ..!
    نزلت الدرجات عن الشرفة الخاصة بالفندق .. و بدأت أسير بين تلك الأشجار على الممرات المرصفة بالحجارة .. سكون الليل يغطي المكان .. و لا يوجد أثر لأي بشري حولي .. بالتأكيد فالوقت متأخر جداً ..!
    بلا شعور ناديت بصوت شبه مرتفع : أليس .. أين ذهبت ؟!..
    لما أنادي تلك الطفلة بأليس بما أني أعلم يقينناً أنها ليست هي ؟!..
    لا أعلم .. ليس لدي إجابة مقنعة .. لذا استمريت بمناداتها : أليس .. عودي حالاً ..!
    تعود لمن ؟!.. لي ؟!.. لا أعرف !!..
    الجو بارد و الرياح تشتد و هي تهز أغصان الأشجار بقوة .. و لحظتها أمامي تحت تلك الشجرة الضخمة التي صنع لها القمر ظلاً كبيراً كهوة سوداء ..!
    وقد كانت تقف هناك .. حيث غطت الظلال علة كتفيها و رأسها .. بينما اتضح فستانها الأبيض الذي يصل لأسفل ركبتها مع تلك الأحذية البيضاء الأنيقة ..!
    لكن هذه المرة .. لم تكن طفلة إطلاقاً !!..
    ذلك الجسد .. يبدو و كأنه كبر .. كما كبرت أنا .. كبر عشر سنوات !!..
    أجل .. كانت فتاة .. أهي اليس أيضاً ؟!..
    لطالما رأيت أليس كطفلة .. في أحلامي .. في خيالي .. و في لحظات تفكيري .. لكنها الآن .. فتاة كبيرة أمامي ..!
    كنت مصدوماً .. حتى أن قدماي لم تتحركا و قد تمتمت بشك و لهفة : أليس ؟!!..
    حل الصمت .. نسمات الهواء الباردة تشتد أحياناً و تسكن أحياناً أخرى ..!
    مضت بضع لحظات قبل أن يأتيني صوت ناعم هادئ و يبدو أنه ممزوج بابتسامة ما : لينك .. هل تتذكرني ؟!.. حتى الآن ؟!..
    شعرت برعشة في جسدي .. و باتت نبضات قلبي مسموعة لي !!..
    ابتلعت ريقي و قلت بسرعة : أجل .. أأنت أليس ؟!.. أخبريني ؟!.. هل أنت على قيد الحياة ؟!.. أم أنك مجرد طيف يريد التلاعب بي ؟!..
    تلك الابتسامة التي لا أراها و اتضحت بصوتها .. بدا لي أنها ساخرة أكثر من أي شيء آخر : أتلاعب بك ؟!.. من الذي تلاعب بالآخر يا ترى ؟!.. حسناً .. ما رأيك ؟!.. هل أنا أليس في نظرك ؟!..
    - لا أعرف كيف ستكون أليس لو كانت حية إلى هذا الوقت .. لكن من عدة نواحي .. تبدين كأنك هي ..! أنت أليس بلا شك !!..
    - حزرت .. أنا أليس .. لكنني لست أليس أيضاً ..! أنا بالنسبة لك أليس .. و لغيرك لست هي ..! أنا لم أعد أريد أن أكون أليس بعد الآن ..!
    بلا شعور رفعت يدي و قبضت على صدري و أنا أشعر بشعور سيء للغاية و مؤلم : لما ؟!.. لما لا تريدين ؟!..
    بدا الصوت جاداً أكثر من ذي قبل : لأنك جعلتني أكره هذا ..!
    دمعت عيناي حينها و قد قطبت حاجبي : هل تكرهينني ؟!.. أليس ..!
    بذات نبرة الجد المرعبة : اليس لم تعش سعيدة .. إن بقيت كأليس فأنا سأكون تعيسة طوال حياتي ..!
    شعوري بالسوء و تأنيب الضمير يزداد .. يخنقني .. لا أحب هذا : أعلم أني سببت تعاستك كثيراً .. لكن .. أنت هي اليس .. أليس التي احببتها .. ضحكتها و ابتسامتها و صوتها العذب و وجهها المرح المتورد .. كلها أمور لا أريد نسيانها ..!
    بدا أن كلامي أزعجها لذا هتفت منزعجة بشدة : أنا أريد التخلص من أليس الموجودة بداخلي ..! لذا لا تتجرأ على ذكر ضحكتها و ابتسامتها و صوتها العذب و وجهها المرح المتورد أمامي بهذه البساطة بعد ما دمرت هذه الأمور بيديك ..!
    أجل .. إنها تلومني في النهاية ..!
    جثيت على ركبتي مطأطأ رأسي و قد أمسكته بيدي : أجل .. أنا قتلت تلك الأمور .. أنا سببت التعاسة لأليس .. أنا قتلت سعادتها ..!
    شعرت بيديها تربت على كتفي .. طأطأت رأسها لتهمس في أذني بنبرة خالية من المشاعر : أنت .. قتلت براءتي و سعادتي ..! عليك أن تتحمل هذا الذنب .. و هذا يعني .. أن تحبني طيلة عمرك .. أن تحميني طيلة عمرك .. أن تخلص لي طيلة عمرك .. و أيضاً .. أن تتعذب وسط تأنيب الضمير من أجلي .. طيلة عمرك .. رغم هذا .. أنا لن أسامحك لتخليك عني .. لينك ..!
    رفعت رأسي حينها بينما بدأت تتلاشى ..!
    لا .. لا تذهبي !!.. أرجوك أنا لم أنهي كلامي !!.. أليس أنت لم تجيبي على سؤالي بعد ..!
    صرخت حينها و هي تختفي كم أمامي كما حبات الرمل التي نفحها الهواء : أليس .. أأنت على قيد الحياة أم لا ؟!!!..
    لكن .. اختفت ..!
    لحظتها .. شعرت بشيء كأنها أبر قوية تخترق صدري .. طأطأت رأسي ليقابلني اللون الأحمر القاني وقد غطا ملابسي .. كما حدث آن ذاك ..!
    دموعي سالت و أنا أتمتم بعدم تصديق وقد كان جسدي يرتجف : دماء ؟!!.. دماءها ..!
    صرخت حينها برعب و قد أغمضت عيني بقوة : دماء ألييييييس !!!!!..
    - لينك !!..
    - أليس عودي !!..
    - لينك ما بك ؟!!..
    - اليس .. أرجوك اسمعيني !!..
    - لينك افتح عينيك !!..
    - لا تذهب الآن .. أليس أرجوك ..!
    - أخي اهدأ .. أستيقظ أرجوك ..!
    - لا تجعلني معلقاً بتأنيب الضمير طيلة حياتي أرجوك !!!..
    - لينك !!!!!!!!!!!!!..
    شيء بارد اصدم بوجهي بقوة شعلتني أشهق و قد فتحت عيني على وسعها ..!
    لقد تم سكب الماء البارد على وجهي !!..
    أنا مستلق .. على سرير ما .. أرى أمامي تماماً .. ريكايل المرعوب و يداه على كتفي .. و من الجهة الأخرى ايثن الذي بدا على وجهه القلق و التوتر و هو يمسك بكأس زجاجي فارغ ..!
    رفعت جسدي بسرعة : أليس !!..
    أمسك ريك برأسي بين يديه وهو يهتف بخوف : لينك أهدأ .. لقد كنت ترا كابوساً ..!
    كنت أرتجف .. نور الغرفة مشتعل ..!
    مع هذا .. الدموع سالت من عيني و أنا أهتف بألم : ريك لقد رأيتها .. أليس كانت هنا ..!
    كان مصدوماً من كلامي ..!
    بهدوء تمتم أولاً : إيثن .. هلا تركتنا وحدنا ..!
    غادر الغرفة حالاً دون أن يعلق وقد بدا القلق في عينيه .. بينما نظر لي ريك بجد : لينك .. أليس ميتة منذ زمن ..!
    - لا !!.. لقد رأيتها اليوم ..! لقد قالت أنها لن تسامحني.. هذا أكبر من أن أحتمله ريك ..!
    - لينك أهدأ .. أنه كابوس فقط .. لا داعي لكل هذا الخوف ..!
    أومأت سلباً وقد انكمشت على نفسي و أنا أتمتم : ريكايل .. أعلم أنه حلم .. لقد كنت أدرك هذا طيلة الوقت ..! لكن ماذا لو كانت هذه مشاعر اليس الحقيقية ؟!.. اليس ماتت بسببي .. لقد عاشت العذاب قبل موتها بسببي ريك ..! لم يكن علي توريطها في كل هذا ..!
    صرخ بوجهي حينها : ألم تكن معها طيلة ذلك الوقت لينك ؟!.. ألم تعش من العذاب ما عشته هي ؟!!.. لا تلم نفسك و قد تلقيت ذات ما تلقته ..!
    صرخت أنا حينها : أنا هنا حي أمامك !!.. أستمتع بحياتي .. في إجازة ممتعة مع أصدقائي .. لقد عشت عشر سنوات من الرفاهية بعد ذلك العذاب بينما هي من لقيت حتفها في ذلك المكان العفن بتلك الطريقة البشعة ..! كيف تقارن حياتي بحياتها الآن ..!
    - رغم هذا .. أنت لم تختر الأمر .. لم يكن لديك خيار .. لقد دافعت عنها قدر ما استطعت لينك ..!
    - ذلك الدفاع لم ينفع بشيء .. لم أتمكن مرةً من أكون حائلاً بينهم و بين إيذاءها .. كنت فقط أصمت و أنا أستمع لبكائها المتألم و جسدها الذي يأن بلا أي ذنب !!.. لا تتحدث و كأنك تعلم ما شعرت به حينها أو ما أشعر به الآن !!..
    لحظتها .. ريكايل عانقني .. لقد كانت الدموع تلمع في عينيه منذ قليل ..!
    شعرت أن رجفتي سكنت لحظتها .. بينما أخذ يمسح على رأسي و هو يهمس لي بصوت مخنوق : أنا أعلم لينك ..! أعلم بما عانيته في ذلك الوقت .. و أعلم بما تعانيه الآن ..! أنا واثق بأنك حين كنت تتألم قبل عشر سنوات .. كنت أنا الآخر أتألم من أجلك فقط ..! و الآن كذلك ..! أخي أرجوك .. حرر نفسك من الماضي .. أنا أعلم أنك عشت طيلة تلك العشر سنوات في خوف و ألم و رهبة بسبب ما حدث لها ..! لقد عانيت بما فيه الكفاية لينك .. أنت لست مذنباً .. ليس لك ذنب فيما حدث ..! و إن كنت مصراً على أنك السبب .. فأنت كفرت عن خطأك بكل لحظة من لحظات حياتك التي قضيتها في التفكير بأليس ..!
    اختنق صوتي أنا الآخر وقد أغمضت عيني بألم : إنها حياة طفلة ريك ..!
    - أعلم .. لكن ليس لك ذنب .. أنت كنت طفلاً أيضاً ..!
    - لما ظهرت أليس في حلمي ؟!.. هل لأنني أقضي وقتاً ممتعاً بعد ما حدث لها ؟!..
    - لا .. أنت فقط تأثرت بسبب بيت الرعب اليوم ..!
    - ريكايل .. أيمكن أن تكون أليس على قيد الحياة ؟!. .
    - ليس كذلك .. لقد ماتت منذ عشر سنوات .. هذه حقيقة آمنت بها طويلاً لينك ..!
    - لكن .. لما أشعر بوجودها دوماً حولي ؟!..
    ابتعد عني بهدوء لحظتها و نظر لعيني بجد : أنت قلت أنها تشبه ميشيل ..! ربما لهذا ترى أليس فيها دوماً ..!
    ترددت للحظات قبل أن اوشح بوجهي بهدوء و أتمتم : أيمكن أن تكون ميشيل .. هي أليس ؟!..
    ربت على رأسي حينها فنظرت إليه وقد ابتسم بهدوء رغم نظرة القلق في عينيه : ذلك ضرب من الخيال لينك .. فحتى لو كانت اليس حية حتى هذا الوقت .. فهي لن تكون ميشيل .. ذلك لأن ميشيل لم تتعرض لشيء كهذا في طفولتها إطلاقاً ..!
    طأطأت رأسي و أنا أفكر بأن هذه الفكرة أغبى من أن أفكر بها ..!
    - لينك .. إن كانت ميشيل تذكرك بأليس .. فالأفضل أن تتوقف عن رؤيتها هي الأخرى ..!
    أومأت سلباً حالاً و أنا أقول بهدوء : لا .. رؤية ميشيل .. تشعرني بالراحة أكثر .. و تجعلني أفكر بأن أليس حية ترزق تعيش بسلام في مكان ما ..!
    أخذ نفساً عميقاً ثم قال وهو يربت على كتفي و يبتسم : هل هدأت الآن ؟!..
    أومأت إيجاباً و قد أظهرت شبح ابتسامة صغير بينما قبل هو جبيني ثم وقف ليقول : ملابسك مبللة بالماء .. كان الخيار الوحيد لنا حتى تفتح عينيك ..! عموماً بدل ملابسك بينما أغير الأغطية المبللة كذلك ..! سأحضر كوباً من الحليب بأوراق النعناع التي أعطتني إياها الخالة ميراي .. ستهدأ أكثر حين تشربه ..!
    سار بعدها خارجاً من الغرفة إلى المطبخ .. بينما عيناي تراقبه ..!
    لو لم يكن ريكايل موجوداً في حياتي بعد وفاة أمي إلينا .. فأنا لا أعلم حقاً إن كنت سأستمر في العيش أم لا ..!
    أنا ممتن للغاية .. لحصولي على أخ أصغر حنون و لطيف مثله ..!
    ....................................

  15. #1034
    شعرت بأحدهم يجلس على حافة سريري : لينك .. هيا لقد نمت لوقت طويل حقاً ..!
    فتحت عيني بانزعاج : ريك ابتعد .. أنا لا أزال نعساً ..!
    قطب حاجبيه باستياء : لقد خرج الجميع منذ ساعة و نصف .. لم يبقى سوى نحن .. إنها التاسعة و النصف صباحاً .. إن استمريت في النوم فلن نخرج إلا وقت الظهيرة ..!
    ريكايل فضل انتظاري إذاً .. ربما يفكر أنه ليس من الجيد تركي بعدما حدث ليلة الأمس ..!
    رفعت جسدي عن السرير و أنا أقول : ها قد استيقظت الآن ..!
    ابتسم حينها : جيد .. كيف تشعر ؟!..
    - آه .. حسناً .. شعور الصباح المعتاد ..!
    - هذا يعني أنك لم تحلم بكابوس آخر ..!
    - لا .. لقد كنت مرهقاً نفسياً لدرجة أني لم اتفرغ لأحلم بشيء ما ..!
    - هكذا أفضل ..!
    نظرت إليه حينها : بالأمس .. كان ايثن هنا ..!
    تقلصت ابتسامته حينها : أجل ايثن كان خارجاً لشرب الماء .. الثلاجة قرب باب غرفتنا وقد انبته لي حين استيقظت في ذلك الوقت بعدما سمعت صوتك ..! حين أشعلنا الضوء كان واضحاً على وجهك على أنك ترا كابوساً ما و قد بدوت تعاني حقاً ..! حاولنا إيقاظك بشتى الطرق لكنك كنت تصرخ باسم اليس مما دعاه لأن يسكب الماء عليك حتى تصحو ..!
    طأطأت رأسي بتوتر و قلق : يا له من أمر محرج حقاً ..! لقد كنت مثيراً للشفقة حقاً بالأمس ..!
    - ليس كذلك لينك ..! الجميع يرى الكوابيس .. لكن بالنسبة لك و لبيير كذلك يكون انفعالكم أكبر لأن الكابوس متصل بحادثة معينة من حياتكم الشخصية ..! لذا الأمر ليس محرجاً إطلاقاً ..!
    تنهدت باستياء و أنا أقول : لا بأس لدي بك ريك .. لكن أمام ايثن .. و قبل ذلك أمام ريا .. إنه مزعج حقاً ..!
    بدا عليه التوتر : ريا .. حين كنتم في منزل الرعب ؟!..
    أومأت إيجاباً : لكني انتبهت لنفسي بسرعة قبل أن تتعقد المشكلة ..! رغم هذا لم أرد أن تظهر نقطة الضعف المعقدة هذه لأحد ..!
    وقف حينها ليقول : لا خيار آخر .. أنا مثلاً لم أرد أن يعلم أحدهم بمرضي خشية الشفقة أيضاً ..! لكن رغم أن الجميع يعلم به الآن فأنا لست محرجاً بل على العكس .. مرتاح أكثر ..!
    وقفت خلفه غير مقتنع : المرض امر مختلف تماماً ريكايل ..!
    - أنسى الأمر الآن أخي .. بسرعة بدل ملابسك لنتناول الفطور في الفندق ثم نخرج خلف البقية ..! سأنتظرك في الردهة ..!
    - حسناً سألحق بك حالاً ..!
    ................................
    الأمس لم يكن يوماً جيداً إطلاقاً بالنسبة لي .. لذا أحاول تعويضه باليوم ..!
    الساعة تشير إلى الثانية ظهراً ..!
    ابتعدت عن كشك المثلجات المزدحم بصعوبة و أنا أمسك بتلك القطعة الجليدية زرقاء اللون .. عدت حيث كان رفاقي فلم يكن هناك سوى سام : أين البقية ؟!..
    اشارت ناحية أحد الطرق وهي تقول : كيت قالت أنها جائعة .. لذا ذهبت لشراء الكريب من أحد المقاهي .. ليو بيير ميشيل و ريا .. جميعهم رافقوها ..!
    نظرت ناحيتيها باستغراب : ماذا عن ريك ؟!..
    علقت بنظرة و ابتسامة ماكرة : ذهب مع ينار إلى جهة أخرى ..!
    لم أجد إلا وقد ابتسمت أيضاً فسرت مع سام : هل انتظرتني إذاً ؟!..
    - أجل .. لقد انسكب العصير على قميص ماكس .. لذا ذهب للفندق لتبديل ملابسه و قد ذهب ايثن معه ..!
    سام كانت تأكل من حلوى القطن حيث التفت حبات السكر الذائبة ذات اللون الوردي بشكل مغري حول عود خشبي ملون بالأبيض و الأحمر ..!
    لم يكن لنا وجهة لكن على الأغلب أننا سنذهب حيث البقية في المقهى : هيه لينك ..!
    التفت ناحية سام لحظتها : ماذا ؟!..
    ابتسمت بمكر وهي تقول بنبرة غامضة و تنظر إلي بطرف عين : قل لي .. هل تحب إحداهن ؟!..
    مجادلة سام في هذا صعبة لذا فعلى المرء مسايرتها ..!
    ابتسمت لها بمرح : و هل تغارين علي ؟!..
    بابتسامة مرحة و نبرة واثقة قالت : إطلاقاً .. بالتفكير في الأمر لو كان علي أن أقع في حبك مثلاً فربما سيكون ريك أفضل .. إنه نسخة منك على كل حال لكن صفاته أفضل ..!
    قاطبت حاجبي باستنكار : و تجرئين على قولها في وجهي أيضاً ..!
    - قولها في وجهك أسهل من قولها في وجه ينار ..!
    - آآه .. من هذه الناحية أنت محقة ..!
    - حسناً لم تجب على سؤالي .. هل تحب ريا ؟!..
    تفجر الدم في عروقي و انتقل فوراً إلى وجهي و قد نظرت إليها بتوتر شديد و انفعال : لم يكن هذا سؤالك سام !!.. أنت لم تحدد شخصاً في البداية ..!
    ضحكت بخفة على ردة فعلي : مع كل هذا الخجل و وجهك الذي يبدو كحبة طماطم ناضج أراهن أني على حق ..!
    أخذت نفساً عميقاً و أنا اقول بشيء من الاستياء : ليس من الجيد قول هذا علناً .. هذه ليست مزحة سام !!.. ثم من أين أتيت بشيء كأن أكون أحب ريا ؟!..
    - أليس كذلك ؟!.. قل بصراحة ..!
    - ليس كذلك !!.. حسناً .. أنا أحبها كشخص لكن ليس شاعرياً ..! ثم هل تريدين أن تري يوجين وهو يقوم بقص رقبتي بسكين غير حادة ؟!..
    - آه .. سيكون ذلك مؤلماً بالفعل ..!
    صمتنا للحظات قبل أن تقطب حاجبيها باستغراب وقد اختفت ابتسامتها : أحقاً لست تحب ريا ؟!..
    باستغراب أنا الآخر قلت : من أين استنتجت هذا ؟!..
    أخذت تفكر للحظات قبل أن تقول وهي تنظر للأمام : حسناً .. أنك تعامل ريا بطلف كبير ..!
    - أنها فتاة تصغرني بالسن و طبيعتها تفرض علي معاملتها هكذا ..!
    - أيضاً .. زينة الشعر التي كانت ريا تضعها بالأمس كانت هدية منك ..!
    - كان ذلك لأنك أجبرتها على دفع الحساب عني في متجر الكعك ذلك اليوم ..!
    - لقد رأتكما إحدى طالبات صفي تغادران محطة الميترو في وقت متأخر ..!
    - ذلك لأننا غفينا داخل الميترو و مر الوقت دون أن ندري ..!
    - لكنكما تأتيان صباحاً إلى المدرسة معاً و تخرجان معاً أيضاً ..!
    - منزلي و منزلها على ذات الشارع .. الأمر طبيعي ..!
    - إذاً ماذا عن هذا .. أحدهم أخبرني أنكما تناولتما الدونات سويةً في حديقة بعيدة عن الحي ..!
    - التقينا مصادفة و قد دعتني لأني كنت قد ساعدتها في الهرب من كلب مسعور ..!
    - آه في قصة الكلب .. لقد رآكما الجيران .. كنت تمسك بيدها و تركض ..!
    - طبيعي أن أفعل .. لأني إن لم أفعل فسيصل إليها لا محاله ..!
    - ماذا عن هذه .. لقد أخبرتني أنك مرة دعوتها للمبيت في منزل جارتكم .. و في الصباح التالي ذهبت لمنزلها و أنقذتها من أحد رفاق زوجة أبيها ..!
    - أي شخص في مكاني كان سيفعل الأمر نفسه .. إنها أمور بديهية سام ..!
    - بالأمس خرجتما سويةً من منزل الرعب ..!
    - ذلك لأن ميشيل و بيير طلبا مني البحث عنها ..!
    - و لما كل هذه الأمور تحدث مع ريا و ليست معي أو أي فتاة أخرى .. أنت تحبها بالفعل ..!
    نفذ صبري وقد قلت حينها : ذلك لأنك لم تتعرضي لأي موقف من هذه المواقف كي تكوني مكانها ..! ثم ما قصتك تعرفين كل شيء جرى بيننا ؟!.. هل كنت تحققين في الأمر ؟!..
    تجاهلت سؤالي وهي غير مقتنعة بكلامي : لكن الجميع في المدرسة يعتقد أنك تحبها ..!
    - أعتقد أنك وحدك من تعتقدين هذا ..!
    - أأكد لك أن الجميع يتحدث بهذا الشأن ..!
    كدت أن أعترض لكن موقفاً ما طرأ في بالي .. في الأسبوع الماضي حين استلمنا النتائج ..!
    .
    .
    Xx
    سحبت الفتاة رسالتها من أمامي و تمتمت حينها : إذاً أنت حقاً .. تحبها ..!
    تجمدت في مكاني غير مستوعب حتى ابتعدت الفتاة بسرعة و دموعها تتسابق إلى الجريان و قد لحقت صديقتاها بها ..!
    كنت مندهشاً من عبراتها الأخيرة .. هي بالتأكيد لا تعرف ميشيل .. لا شك أنها تعتقد أنني احب احداهن من داخل المدرسة او ما شابه ..!
    Xx
    .
    .
    هل تعتقد تلك الفتاة أني أحب ريا أيضاً ؟!!!..
    تنهدت حينها و أنا أقول : هلا غيرت الموضوع سام ..!
    كانت قد انهت حلوى القطن معها و رمت العود الخشبي في سلة مهملات مررنا بقربها .. وقد تقدمت لتقف أمامي و تشير ناحيتي بطريقة تهديد و قد بدا في عينيها جد لم أره بهما من قبل : لينك ..!
    كنت متوتراً من نبرة التهديد التي نطقت بها أسمي : مـ .. ماذا ؟!..
    ترددت قليلاً قبل أن تقول : ريا هي صديقتي العزيزة .. أن تجرأت و آذيتها أو آذيت مشاعرها فأنا سأكرهك طيلة العمر ..!
    الحقيقة أني صدمت من كلامها الذي لا أجد له داعياً الآن فأنا بالتأكيد لن أعرض ريا للسوء ..!
    كنت منزعجاً من أسلوبها و لكني قلت حينها : سام عليك أن تعرفي أن ريا صديقة عزيزة علي كما أنت و البقية .. و أنا لا يمكن أن أتعرض بالسوء لأحد أصدقائي ..!
    مضت لحظات صمت قبل ان تبتسم بمرحها المعتاد و تتابع طريقها : حسناً لنبحث عن البقية إذاً ..!
    سام .. كنت أعلم أنها لها جانباً آخر بالتأكيد ..!
    و ها نحن قد رأينا ذلك الجانب الجاد من شخصيتها ..!
    .......................................

  16. #1035
    كنت أجلس في تلك السيارة و أربط الحزام .. منذ زمن لم أقد سيارة .. آخر مرة كنت أقود سيارتي الفراري .. و الآن ها أنا أقود سيارة التصادم في مدينة الملاهي .. ياله من فرق ..!
    كنا ننتظر الدور لوقت بسبب الازدحام .. و في النهاية ها نحن نركب مع كوم من الناس .. لكن المكان كبير و هناك عدد من السيارات : لم يبقى لنا مكان ..!
    نظرت إلى تلك الجهة لأجد ميشيل و ريا و كيت واقفات حيث انتهت السيارات و هكذا عليهن البقاء للدور الثاني ..!
    في الحقيقة .. جوليا كانت تركب مع سام كذلك و ينار مع ريك ..!
    علي أن اقدم خدمة .. لكن من ؟!..
    ميشيل ؟!.. أم ريا ؟!..
    ميشيل قد لا توافق .. و إن ناديت ريا فسأثبت شكوك سام ..!
    إذاً كيت ..!
    كدت أن أناديها لولا أن : كيت .. يمكنك أن تركبي معي ..!
    نظرت إلى ذلك الشخص الذي كان ليو وقد قالها ببرود و بلا اهتمام ..!
    تقدمت ناحيته وهي تكتف يديها بصورة متعجرفة : أنا سأقود ..!
    قطب حاجبيه : لكني ركبت قبلك ..!
    استدارت عنه : إذاً سأركب مع لينك أو أي شخص آخر ..!
    وقف بانزعاج و ابتعد عن المقود : هيا ..!
    لا أصدق !!.. ليونيل يتنازل لكيت ..!
    لكن .. أنا لاحظت أنهما ودودان سويةً هذه الفترة ..!
    ابتسمت حينها .. أعتقد أنهما باتا يفهمان بعضهما أكثر ..!
    - ريا .. يمكنك الصعود معي ..!
    انه ايثن .. لم يبقى سواي فحتى بيير مع ماكس : ميشيل ..!
    التفت ناحيتي و تقدمت تلقائياً .. كانت تنظر إلي ببساطة .. هل سترفض ؟!.. أم ستركب بصمت ..!
    اشارت ناحية المقود : أريد أن أقود ..!
    آه .. يبدو أن أملي في القيادة قد خاب ..!
    تزحزحت قليلاً بدون رضى تام : تفضلي ..!
    ابتسمت بسعادة أسرعت لتركب ..!
    و هكذا .. رنت الصافرة تعلن بداية اللعبة ..!
    لم تكد سيارتنا تتحرك حتى اصطدمت بها سيارة أخرى بقوة مما جعلني اتقدم نحو الأمام !!..
    التفت لأجد أنهما ماكس و بيير : الضربة الأولى من نصيب لينك ..!
    هكذا هتف ماكس بسعادة بينما التفت ميشيل بقوة ناحيتهم لتصدمهم دون أن يدركوا : هذا جزاء من يصدمني ..!
    لم أجد إلا أن ضحكت حينها فميشيل تبدو متحمسة .. أشرت حينها ناحية سيارة ريك و أنا أهمس لميشيل : الهدف التالي .. عصافير الحب تلك ..!
    سايرتني حالاً و قد انطلقت ناحيتهما بسرعة لتصدمهما من الخلف حيث لم ينتبها مما جعل السيارة تلتف بالكامل وقد هتف ريك باستياء : هي ميشيل .. تريدين إيقاف قلبي ؟!..
    هتفت له مجيبة : أعلم أن قلبك أقوى من أن يتوقف بسبب هذا ..!
    هنا سيارة احدهم صدمتنا و قد كانت سام و جوليا : عذراً أختي .. لكن هذا عقابك لإيذاء رايل العزيز ..!
    - سأنتقم منك جوليا ..!
    هكذا .. كانت اللعبة مستمرة و الجميع يتصادم .. الكاميرة كانت مع ينار و قد كانوا يتناقلونها فيما بينهم أثناء اللعب ..!
    اصدمنا بكيت و ليو حيث كان يحمل الكاميرة و قد أعطاني إياها ..!
    أشرت بها ناحية ميشيل و أنا أعلق : لنرى .. الآنسة ميشيل سائقة متهورة .. و أعتقد أن أحدهم لن يمنحها رخصة في المستقبل ..!
    ردت دون أن تنظر إلي : حين أكون قادرة على شراء سيارة فسأحصل على رخصة و أريك من أكون ..!
    - ستشترين سيارة ؟!.. براتب عملك الجزيء ؟!..
    - الآن هو عمل جزيء .. مستقبلاً سأكون موظفة مرموقة في شركة كبيرة ..! على الأقل أنا أفضل من عاطل يقضي وقته في المنزل بحجة صيانة مكان عمله ..!
    قطبت حاجبي مستاءً : غير لطيفة إطلاقاً ..!
    - لا أذكر أني طلبت رأيك ..!
    أخذت أجول بالكاميرة بين البقية .. و حين مررنا قرب ايثن و ريا أعطيتها إياها بسرعة : احذري ألا تقع ..!
    أومأت إيجاباً بابتسامة .. هي الأخرى مستمتعة باللعب ..!
    ميشيل و جوليا كانتا تحتاجان هذه العطلة بعد أيام السنة التي قضيتاها بين العمل و الدراسة ..!
    ريا تخلصت من زوجة أبيها صوفي مؤخراً التي كانت كالطوق حول رقبتها لذا هي تريد أن تستمتع بكل لحظات حياتها ..!
    ينار أنهت المدرسة و لم تعد مضطرة للذهاب كل صباح لتلك الثانوية حيث تواجه الضغط النفسي من أصحاب الطبقة المخملية ..!
    بيير عاد من جنيف أرض معركته الخاصة لذا يريد التمتع بأيام السلام هنا ..!
    أنا و ريكايل أيضاً .. بعد بقاء ريك في المشفى لفترة طويلة .. و بعد كل ما حدث معنا خلال هذا العام .. هذه اللحظات كفيلة بجعلنا ننسى كل ما حدث في الفترة الماضية ..!
    توقفت اللعبة بعد 15 دقيقة من بدايتها .. أخرجت هاتفي حينها و شغلت الكاميرة الأمامية : ميشيل .. لنلتقط صورةً للذكرى ..!
    تورد وجهها و قطبت حاجبيها .. لكنها اقتربت قليلاً وهي تقول : للذكرى فقط ..!
    ابتسمت حينها وقد التقطنا الصورة سويةً حيث ابتسمت هي الأخرى مع تورد وجهها و السيارة متضحة في الصورة ..!
    نزل الجميع و غادروا ساحة اللعبة ..!
    كنت قد سبقت البقية لأن سيارتنا كانت اقرب للمخرج و ميشيل بقربي و ما إن وقفنا لانتظار البقية : هل تمطر ؟!..
    كانت هي من سألت و قد نظرت إلى السماء .. رفعت رأسي أنا الآخر فشعرت بقطرة ماء تصطدم بجبيني و السماء ملبدة بالغيوم .. و قد بدأ حينها المطر بالنزول كقطرات لكنه لم يلبث إلا أن هطل بغزارة ..!
    لذا أسرعنا لنحتمي من المطر إما تحت الأشجار التي حولنا أو داخل أحد المتاجر التي تبيع الهدايا و التذكارات في المكان ..!
    وقفت تحت شجرة ضخمة كانت كفيلة بحمايتي من التبلل بالماء و قد كان ايثن يقف بجواري ..!
    أنا لم أتحدث إليه طيلة اليوم .. بسبب ما حدث بالأمس : لقد أعلنوا أنها ستمطر بعد الظهيرة .. لكني لم أتوقع أن يكون غزيراً هكذا ..!
    كان هذا ما نطق به صاحبي و هو يحدق إلى الأمام بابتسامة صغيرة ..!
    لم أعلق على كلامه .. لذا عاد الصمت ليغزوا المكان ..!
    كنت متردداً للغاية .. لكن في النهاية تجرأت لأقول : شكراً ايثن ..!
    نظر إلي باستغراب فالتفت إليه بابتسامة متوترة بعض الشيء : لقد أيقظتني بالأمس .. كان كابوساً سيئاً للغاية .. لقد أنقذتني حين سكبت الماء ..!
    بدا عليه التوتر : آه .. لا عليك ..! لقد تصرفت بلا شعور ..! آسف لأني سكبت الكأس كله .. كانت بضع قطرات تفي بالغرض ..!
    ضحكت بخفة حينها : لا أعتقد أنها كانت ستكون كافية ..!
    اتسعت ابتسامته حينها و نظر إلى الأمام .. صمتنا قليلاً قبل أن يقول : يمكنني أن أنسى الأمر .. أعلم أنك لا تريد التحدث بشأنه ..!
    قبضت يدي بقوة قبل أن أقول : ستكون خدمة كبيرة إن نسيت ما حدث .. فأنا أنوي نسيانه أيضاً ..!
    - لك ما تشاء ..!
    لقد كنت متوتراً من لا شيء .. فقد نسيت أن أيثن هو الشخص الذي يمكنه أن يفهم ما تشعر به من نظراتك و طريقة كلامك .. لذا لا داعي لأن أتردد في الحديث معه بشأن أي شيء ..!
    كنت أحدق بمتجر الهدايا الذي دخل البقية إليه .. و حينها خرجت كيت لتشير لنا وهي تنادي : لينك .. تعال إلى هنا بسرعة ..!
    لم يكن صوتها واضحاً بسبب المطر : ماذا تريد يا ترى ؟!..
    - لا أعلم .. لكن لنذهب بما أنها نادتك ..!
    ركضت مع أيثن بسرعة تحت المطر الغزير حتى وصلنا إلى المتجر .. دخلنا إليه لأجد أنهم متجمعون قرب قمصان بيضاء التي كتب عليها بالرمادي بالخط العريض مع خطوط سوداء " Disneyland " ..!
    تقدمت ناحيتهم : هل ستشترون شيئاً ؟!..
    نظروا ناحيتي جميعاً بابتسامة حين قالت ينار : في الحقيقة لينك كنا نتناقش قبل قليل أننا لم نرك و رايل تلبسان الملابس ذاتها مطلقاً رغم أنكما توأمان ..!
    باستنكار قلت : و هل ترين أننا أطفال ؟!..
    جوليا علقت حينها : لكنكما توأمان رغم كل شيء .. لذا قررنا جعلكما ترتديان هذه كي تكونا متطابقين ..!
    أشارت ناحية القمصان .. ريك كان يقف مع بيير و ماكس وقد قال حينها : أنا لن أفعل .. يكفي أن تعلموا أننا توأمان و ليس أن يعلم كل الناس بذلك ..!
    ماكس كانت متحمساً للأمر : لكن ريك .. سيكون رائعاً فعلاً .. و حينها لنلعب لعبة " أحزر من هو لينك ؟ " ..!
    قطبت حاجبي : أي نوع من الألعاب هذه !!.. كما أننا نرتدي ثياب المدرسة ذاتها كل يوم ..!
    بضجر علقت سام : جميعنا نرتدي ثياب المدرسة ذاتها لذا فهي لا تحسب ..!
    أخذت سام كنزةً و قدمتها لي بينما حملت ميشيل واحدةً أخرى لريك ..!
    كنا مصدومين و قد قلنا في الوقت ذاته : أنتم تمزحون !!..
    ساد الصمت لثانية قبل أن يضحكوا بخفة و قد انتبهنا أننا قلنا ذات الجملة في الوقت ذاته : أنكما متطابقان حقاً ..!
    هذا ما قاله ليو ببرود بينما أشارت كيت ناحية رأس ريك : على ريكايل أيضاً أن يغير تصفيفة شعره ليكون مثل لينك ..!
    احتج ريك على هذا : و لما لا يكون هو مثلي ..!
    بسرعة قلت : لأن الشكل الطبيعي هو شكلي .. أنت من تستخدم الجل ..! ثم أنا ولدت أولاً لذا يجب أن تكون أنت من يشبهني ..!
    كنت أرتدي بنطال اسود مع قميص أبيض قصير الأكمام فوقه سترة حمراء بلا أكمام و لها قبعة خلفية .. بينما كان ريك يرتدي كنزة بنفسجية قطنية قصيرة الأكمام بها خطوط رمادية عرضية نحيفة مع بنطال اسود أيضاً ..!
    نظرت إلى البقية كما فعل ريك : لما أنتم مصرون على أحراجنا هكذا ؟!..
    انفجروا ضحكاً مجدداً لأن ريكايل نطق تلك الجملة معي أيضاً مما جعلني انظر إليه باستياء وقد فعل هو الآخر الشيء نفسه : توقف عن الحديث معي في الوقت نفسه !!!..
    صدمت لأن ريك قال الجملة ذاتها أيضاً مما جعلهم يستمرون في الضحك بشكل أكبر و حتى من كان في المحل من الناس الآخرين قد ضحكوا حين استدركوا الأمر ..!
    فسام التي كانت تضحك بصوت مرتفع هتفت من بين ضحكاتها : جيناتهما التوأمية بدأت بالعمل ..!
    - هيه سام الأمر ليس مضحكاً ..!
    هكذا هتفت ليقف شعر رأسي فريك أيضاً قالها بذات النبرة هذا ما جعل ماكس و سام يسقطان أرضاً بسبب الضحك فالوقوف بات صعباً عليهما ..!
    كدت أنطق حينها بـ " كفا عن هذا " .. لكن أحدهم وقف خلفي ووضع يديه على فمي بينما هتف ريك : كفا عن هذا ..!
    ايثن الذي ابعد يديه وهو يضحك وقف بقربي : أنه الحل الوحيد .. أن يصمت أحدكما و يتكلم الآخر ..!
    نظرت لريكايل حينها فقال بيير بسرعة : ري التزم الصمت .. لينك تكلم ..!
    تنهدت حينها : ما الذي يجري ؟!.. أنها تحدث للمرة الأولى ..!
    قالت ميشيل حينها : حسناً .. دور رايل في الحديث .. التزم الصمت لينك ..!
    تنهد هو الآخر فعاد سام و ماكس اللذان كانا على وشك الصمت إلى الضحك بينما هتف ماكس : لقد فعل الأمر نفسه رغم أنهما لم يتزامنا ..!
    نظرت إليه بغضب و صرخت : ماكس اصمت أيها الأحمق ..!
    مستحيل !!.. لقد قالها ريك أيضاً ..!
    الآن إيقافهم عن الضحك مستحيل فليو و ميشيل أيضاً سقطوا أرضاً مع سام و ماكس ضحية الضحك بينما كانت كيت بالكاد تقف وقد كانت تمسك ببطنها وقد دمعت عيناها ..
    بصعوبة توقفت جوليا عن الضحك هي الأخرى وقد كانت الدموع في عينيها : حسناً .. لينك تكلم أنت ..!
    - أنا أقول أن هذا لم يحدث مسبقاً بهذه الطريقة ..!
    ريا قالت حينها وقد توقفت عن الضحك هي الأخرى بينما كانت تمسك الكاميرة وقد صورت ذلك المشهد : أتقصد أن مزامنة الكلام هذه تحدث للمرة الأولى ؟!.. تكلم ريك ..!
    - ليست للمرة الأولى .. أنها تحدث دوماً .. لكن مرةً واحدة أو مرتين متتاليتين وليس بهذه الطريقة الكثيفة ..!
    ينار كانت تمسح دموع الضحك وهي تقول : أنها نتيجة تأثير إصرارنا على جعلكما متطابقين ..!
    كتفت ذراعي حينها : عموماً .. بعد هذا من المستحيل أن نرتدي الملابس ذاتها ..!
    حل الصمت في أرجاء المحل للحظات .. لكن عاصفة الضحكات دوت حينها ليس بين أصدقائي فقط بل بين الناس الذين حضروا الموقف ..!
    أجل .. لقد نطقت أنا وريك بذات الكلمات مجدداً و بل بذات النبرة و الوقفة !!..
    ...................................
    رميت بجسدي على السرير بإرهاق .. الساعة تشير إلى السادسة و النصف .. لم تغب الشمس بعد لكن عاد البعض إلى الفندق من أجل أخذ قسط من الراحة قبل بداية العروض في المساء ..!
    - ستذهب لترى الكرنفال ؟!..
    التفت ناحية الباب لأجد ذلك الشخص الذي بدا مثلي تماماً .. بتلك الكنزة البيضاء و البنطال الأسود و الشكل العام ذاته ..!
    بملل قلت : لا .. أنه صاخب و رأسي سيؤلمني و حسب ..!
    رفع حاجبه مستنكرا : إذاً ماذا ستفعل ؟!.. الجميع سيذهب ؟!..
    - متى ستذهبون ؟!..
    - في السابعة و النصف .. فالعروض تبدأ من الثامنة .. هناك الألعاب النارية أيضاً .. ستستمر ربما حتى العاشرة أو العاشرة و النصف ..!
    - ربما ألحق بكم فيما بعد ..!
    اتجه ناحية المرآة ليغير تصفيفة شعره و يعيدها إلى الخلف : ستغير ملابسك ؟!..
    - لا .. سام و ينار قالتا أني سأتلقى عقاباً شديداً أن غيرت هذه الكنزة قبل نهاية اليوم .. و أنت كذلك ..!
    باستياء قلت : لما علينا الرضوخ في النهاية ؟!..
    بهدوء قال و هو يعدل شعره بالجل : لست أدري ..!
    حل الصمت للحظات قبل أن أقول : هذا مزعج لكنه جميل في الوقت نفسه ..!
    نظرت إلى ريك بصدمة لأجده يبادلني ذات النظرة فقد نطق هو الآخر بتلك الكلمات ..!
    انفجرنا ضحكاً حينها و قد فهمت لما لم يتمالك أحدهم نفسه حين أصبنا بتزامن الكلمات ..!
    رن هاتفي حينها فأخرجته من جيبي : ميراي ؟!..
    - أجل .. كيف عرفت ؟!..
    - حزرت فقط .. من غيرها سيتصل بنا ؟!.. أجب بسرعة قبل أن تغضب ..!
    أجبت على الهاتف وقد استلقيت على ظهري : مرحباً ..!
    - أهلاً لينك .. كيف حالك و حال أخيك ؟!..
    - كلانا بخير .. ماذا عنك ؟!..
    - أنا بخير .. أنا في فيننا الآن .. أتريدان بعض التذكارات ؟!..
    - لا داعي لأن تكلفي على نفسك خالتي .. ربما من الأفضل أن تصرفي مالك في الاستعداد للزفاف ..!
    - أنها رحلتي الأخيرة قبل الزفاف .. عموماً سأعود لباريس مساء الغد .. هل ستكونون قد عدتم حينها ؟!..
    - لست متأكداً متى سيغادرون المكان ..!
    - لا بأس .. المهم أن تستمتعا بالعطلة .. أهتم بنفسك و بأخيك جيداً عزيزي ..! و لا تنسى كيت كذلك .. تأكد من أن تكون سعيدة بالرحلة ..!
    - لا تقلقي .. أنها تقضي وقتاً ممتعاً و قد باتت علاقتها أفضل مع ليونيل فهما لم يتشاجرا إطلاقاً ..!
    - أخبار رائعة .. سأغلق الخط الآن ..!
    - إلى اللقاء ..!
    أغلقت الخط و التفت إلى ريك الذي سأل : كيف حالها ؟!..
    ابتسمت بهدوء : أنها بخير .. و هي في فيينا و ستعود مساء الغد ..!
    ابتسم دون أن يعلق ثم خرج من الغرفة ..!
    بعد أن توقف المطر كنت أنا و ريك قد ارتدينا ذات الكنزة .. و قد كنا نلفت انتباه كثيرين من حولنا .. فالتوائم عادةً يرتدون الملابس ذاتها في طفولتهم فقط ..!
    عموماً نحن لم نحظى بهذا من قبل .. لذا لم يكن الأمر سيئاً ..!
    ...................................

  17. #1036
    فتحت عيني وقد غفيت دون أن أشعر .. تركت فراشي و غادرت الغرفة .. لم يكن هناك أحد في الشقة ..!
    غسلت وجهي و نظرت إلى الساعة في هاتفي لأجد أنها تشير إلى السابعة و النصف .. أعتقد أنهم قد غادروا قبل قليل ..!
    أخذت معطفاً أسود قطنياً كي يقيني من الهواء البارد في الليل ..!
    خرجت من الشقة و طلبت المصعد و حين ركبت كانت كيت و جوليا هناك نازلتان من الدور الثالث حيث شقة الفتيات : لينك .. هل ستذهب لمشاهدة العروض ؟!..
    هكذا سألت جوليا فأجبتها : لا .. سأشرب القهوة في بهو الفندق .. و ربما أتجول في المكان ريثما يعود البقية ..!
    نظرت لكيت حينها : لا تبتعدي عن بقية الفتيات حتى لا تضيعي .. ميراي و هاري انهالا علي بالتوصيات من أجلك ..!
    قطبت حاجبيها باستياء بسيط : أنا لست طفلة ..!
    توقف المصعد فنزلنا نحن الثلاثة .. خرجت الفتاتان فوراً بعد أن قالت جوليا أن البقية قد سبقوهم منذ قليل ..!
    كانت كيت ترتدي بنطال جينز ضيق بلون فاتح يصل إلى ما تحت ركبتها بقليل و كنزة بيضاء فوقها سترة قطنية وردية تصل لأعلى الفخذ و طويلة الأكمام وقد أغلقت أزرتها لأخيرة .. لقد كانت ملابس فتيات أخيراً .. بل منذ قدمنا إلى هنا وهي ترتدي ملابس الفتيات و هذا مريح و مبهج للغاية ..!
    اتجهت لآلة القهوة لأدخل المال و أطلب القهوة الأمريكية .. و فور أن حملت الكوب الورقي و التفت رأيت رجلاً يدخل بسرعة إلى أحد المكاتب .. لقد كان ينظر إلي بخلسة .. هذا ما شعرت به ..!
    هل يعرفني يا ترى ؟!..
    أخذت نفساً عميقاً حينها .. لينك قلقك الزائد سيودي بك للهلاك لذا انسى الأمر ..!
    كنت لا أزال ارتدي تلك الكنزة البيضاء الخاصة بديزني لاند .. لا بأس فلو غيرتها سأقع في مشكلة مع سام و البقية ..!
    خرجت إلى الشرفة الكبيرة المتصلة بالفندق حيث الكثير من الطاولات في كل مكان .. و قد كانت مرتفعة عن الأرض بحوالي متر و نصف ..!
    جلست على أحدا الطاولات احتسي القهوة و أعبث بهاتفي : هيه ميشيل .. أنت لم تجيبي على سؤالي ..!
    التقطت مسامعي ذلك الصوت الذي قدم من الحديقة قربي .. أنه صوت بيير .. الأحرى أنه يسير قرب الشرفة لكنه لا يستطيع رؤيتي : أي سؤال بالضبط ؟!.. بيير ألا ترى أنك تتصرف بغرابة اليوم ؟!.. لا بل منذ الأمس ..!
    كانت هذه نبرة ميشيل المستاءة .. هل يتشاجران ؟!..
    لم تكن نبرة بيير أقل انزعاجاً : ما طبيعة العلاقة بينك و بين لينك بالضبط ؟!..
    شعرت برهبة للحظة من هذا السؤال .. و حينها كانت نبرتها الغاضبة : لما تسأل و كأنها علاقة خاصة ؟!..
    - لأن الأمور تبدو هكذا ..!
    - لينك صديق بالنسبة لي .. مثلك و مثل البقية ..!
    - هل هذا ما تفكرين فيه حقاً ؟!.. إذاً بالأمس لما بكيتي في منزل الرعب بعد ذهابه ؟!..
    - المكان كان مخيفاً لذا بكيت .. لا شيء آخر ..!
    - أليس لأنه ذهب للبحث عن ريا ؟!..
    - أنا من طلب منه البحث عن ريا ..! فلما سأبكي إن ذهب ؟!..
    - في لعبة السيارات اليوم .. حين انتهينا رأيتكما تلتقطان الصور سويةً ..!
    - و هل في الأمر غرابة ؟!.. الست ألتقط الصور معك أحياناً ؟!.. ما بك بيير ؟!.. ثم ماذا إن كانت هناك علاقة أخرى بيني و بين لينك ؟!.. هل يهمك الأمر ؟!..
    - أجل يهمني ميشيل ..! أنت تعلمين حتماً ما مشاعري اتجاهك ..!
    - آسفة بيير .. منذ كنت طفلة كنت أعدك أخاً لي كما ريكايل ..! لقد أخبرتك بهذا الكلام منذ فترة قريبة ..! لذا لا داعي لتكراره مجدداً ..!
    كلام ميشيل الجاد أصابني بالصدمة .. إذاً بيير أعترف لها حقاً .. و الأدهى أنها قامت برفضه رفضاً صريحاً !!..
    حل الصمت بينهما للحظات .. حتى أنا لم أتمكن من رفع كوب القهوة إطلاقاً ..!
    لكن ذلك الفتى قال حينها : تعتبرينني أخاً ؟!.. أهذا فقط من أجل لينك ؟!..
    بدت نبرتها منزعجةً حقاً و كأنها على وشك البكاء : و ما شأن لينك ؟!.. أنت و ريك و جوليا و ليديا أيضاً .. في كل نقاش تدخلون فيه معي يجب أن يذكر أسم لينك ..! لما تعتقدون أن كل ما أقوم به مرتبط بذكر ذلك الفتى ؟!..
    - إن كنت مصرة على رفضي فلا تنكري مشاعرك اتجاهه ..! بالأمس حين قالت ريا أنها تملك ضمادات لإصابة رأسه كنت مستاءةً و غادرت المكان فوراً ..! قبل دخول منزل الرعب حين ذكروا لنا أن الممرات متصلة كانت عيناك متعلقتان به .. لقد كان واضحاً أنك تتمنين أن تكونا معاً أليس كذلك ؟!..
    صرخت بغضب لحظتها : كف عن افتراض أمور لا أساس لها من الصحة !!.. ما الذي ضرب رأسك بيير ؟!!..
    صرخ هو الآخر حينها : لأنك مجرد عابثة و حسب !!.. أنك كنت تحبينه اعترفي ..! أن كنت لست كذلك فتوقفي عن هذه التصرفات و أوقفي عينيك عن اللمعان كلما حدقت به !!.. أنت تعتقدين أن لينك يحب ريا صحيح ؟!.. أو بالأحرى ريا هي من تحب لينك ..! هل ستتركينها تتعلق به و حين يسأم منك و يحبها تذهبين إليه و توقفينه ؟!.. مشاعر الناس ليست لعبة ميشيل !!..
    لم يكد يصمت حتى سمعت صوت ضربة قوية .. أو بالأحرى صفعة !!..
    حتى أني بلا شعور وقفت فكنت قادراً على رؤيتهما هناك في الحديقة يقفان قرب الشرفة لكن لا يريان من يجلس عليها بسبب مساحتها الواسعة ..!
    لقد قامت ميشيل بصفع بيير .. عيناها كانتا تذرفان الدموع و هي تنظر إليه بغضب وحقد و قد صرخت في وجهه : بيير أيها الأحمق !!.. لا تعد من جنيف مجدداً !!..
    ركضت بعدها مبتعدةً عنه !!..
    كنت مصدوماً من تصرفها و من كلماتها .. صحيح أن بيير بالغ كثيراً و لكنها بالغت أكثر !!..
    كان يطأطأ رأسه و خصلات شعرت العسلية تغطي عينيه .. التفت بقوة ناحية جدار الشرفة و ركله بغضب ثم جلس مستنداً إليه : ما الذي فعلته أنا ؟!.. لقد أفسدت كل شيء ..!
    كلا الاثنان جُرح .. فميشيل تلقت كلمات أكبر من أن تتحملها .. و بيير تم صفعة من قبل الفتات التي يحب .. و أنا السبب !!..
    أجل .. بيير لا يعلم ماذا حدث بيني و بين ميشيل بالضبط لذا لم يكن حكمه عليها عادلاً ..!
    رفعت يدي إلى خدي حينها .. لقد جربت صفعة ميشيل في السابق .. أنها مؤلمة .. ألمها المعنوي قوي حتى أنك لا تشعر بألمها الحسي ..!
    تركت كوب القهوة الذي برد و غادرت الشرفة من الدرج الذي كان على الجهة الأخرى ..!
    ما الذي علي فعله الآن ؟!.. كيف أحدد موقفي يا ترى ؟!..
    ميشيل .. لما بيير و ليديا يرون أشياء لا أراها أنا ؟!..
    لما يعتقدون بأنك أنت من لا يفهم مشاعره بينما أنا كذلك ؟!..
    في تلك اللحظة التي هرعت فيها إليك و قد سقطتي وسط ذلك الشارع .. تلك العينان اللتان أعدتاني عشر سنوات إلى الوراء .. و كأن لقاءنا كان مقدراً ..!
    أجل .. لقد كان مقدراً حقاً ..!
    أخذت نفساً عميقاً و أنا أنظر إلى السماء .. أنها مظلمة .. لقد حل الليل بالكامل .. أضواء مدينة الألعاب منعت ضوء النجوم من الوصول .. لذا كانت السماء كئيبة للغاية ..!
    أخرجت هاتفي و أخذت أحدق بالأرقام فيه بينما قدماي تقودانني بين مئات الناس حولي في ممرات تلك المدينة الضخمة ..!
    وقعت عيناي على رقم هاتف صديقي العزيز .. لوي .. أين هو الآن ؟!..
    مضت فترة منذ تحدثت معه آخر مره ..!
    أرغب برؤيته حقاً .. مضت عدة أشهر منذ آخر مرة رأيته فيها ..!
    في السابق حين أشتاق لرؤية لوي .. فأبسط ما في الأمر أن أسأله عن مكانه و أذهب لرؤيته أينما كان .. لكن الآن أصبح السفر موضوعاً صعباً بعض الشيء ..!
    هل أتصل به الآن ؟!.. ماذا سأقول له ؟!.. لا شيء .. فقط أريد تبادل الحديث معه كما يحدث دائماً ..!
    فقط أريد من يشغلني عن التفكير في الأمور التي أكره التفكير بها ..!
    ربما يفضل أن أتصل بليديا أولاً و اسألها عن مكانه ..!
    بحثت عن رقم ليديا و أجريت أتصالاً .. و فوراً رفض أن يتم أتصالي بسبب بطارية هاتفي التي تلفظ أنفاسها الأخيرة ..!
    أعدت الهاتف الذي لا فائدة منه لجيبي و نظرت لطريقي و فوراً لفتت انتباهي ..!
    تلك العجلة الضخمة التي تحمل العربات المعلقة بها إلى السماء ..!
    رؤيتها ذكرتني حالاً برحلتي الأخيرة للندن .. و قد قادتني قدماي ناحيتها تلقائياً بسبب عدم وجود هدف آخر لي الآن ..!
    حين اقتربت منها لاحظت الناس الذين وقفوا مصطفين بين تلك السلاسل الحديدة التي تنظم الصف .. و قد كانت تقف في المنتصف ..!
    ما الذي تفعله وحدها هنا ؟!.. لا أحد آخر من رفاقنا حولها .. فلما هي فقط هنا ؟!..
    انتبهت لشابين يبدوان في عمري وقفا قربها .. و قد قال احدهما بنبرة مرحة : يا آنسة .. ستصعدين وحدك ؟!..
    بدا عليها القلق و التوتر فوراً و قد قالت : لا .. أنتظر أحد اصدقائي ..!
    الآخر قال حينها بذات نبرة صديقه : لكنك دورك سيحين قريباً .. هيه ما رأيك أن نرافقك ؟!.. سيكون الأمر مملاً إن صعدتي وحدك ..!
    لم أشأ السكوت لذا تقدمت ناحيتهم إلا أن تلك الفتاة أخفت توترها و قالت بجرأة : هلا ابتعدتما ؟!.. صدقاني صديقي لن يكون سعيداً إن رآكم هنا !!..
    ضحك الاثنان بخفة وقد قال أحدهما بنوع من السخرية : واضح أنك تكذبين يا آنسة .. لأنك لو كنت قد جئت مع صديقك حقاً .. لما تركك وحدك هنا ..!
    أضاف الآخر بذات نبرة صاحبة : هيا .. نحن لسنا مؤذين فقط .. يمكننا أن نكون أصدقاءك أيضاً ..!
    في تلك اللحظة تقدمت ناحيتهما بخطوات سريعة : أنتما .. ألديكما مشكلة مع صديقتي هذه ؟!..
    التفتا ناحيتي و كذلك الفتاة التي تورد وجهها وقد هتفت : لينك ..!
    كان التوتر بادياً عليهما بسبب نظرتي الباردة بينما قلت بلهجة قوية رغم برودها : أنا من كانت تنتظره .. الأفضل أن لا تعيقا طريقنا ..!
    بدا عليهما الانزعاج و قد سارا مبتعدين وهما يتهامسان ..!
    نظرت ناحيتها بقلق و بعض التأنيب : لما تتجولين وحدك وقد حل المساء ؟!.. لو علم يوجين لصار كل من في المجموعة في عداد الموتى ..!
    بنبرة بسيطة قالت : لكن أخي ليس قاسياً إلى تلك الدرجة ..!
    تنهدت حينها و قلت : من تنتظرين هنا ريا ؟!.. أين سام و البقية ؟!..
    أوشحت بنظرها وهي تقول : لقد ذهبوا إلى القلعة .. وقت الألعاب النارية اقترب و بعدها سيكون العرض .. قالوا أنهم يريدون رؤيتها من أعلى القلعة حيث معظم الناس هناك .. لكني فكرت بأن رؤيتها من أعلى العجلة سيكون رائعاً ..!
    - و لما لم يأتوا معك ؟!..
    - قالوا أن العجلة غير مضمونة .. فقد نكون في الأسفل حين تبدأ الألعاب النارية .. كما أنها بعيدة عن موقع الإطلاق ..!
    - و لذا أتيت وحدك ؟!..
    - لست وحدي .. لقد خرجت من الفندق مع ميشيل فهي الوحيدة التي وافقتني ..! لكن بيير طلب التحدث إليها فأخبرتني أن أسبقها .. إني أنتظرها هنا منذ وقت و قد أتصلت بها لكنها لا تجيب .. لذا وقفت في الصف فربما تظهر فجأة و تنظم إلي ..!
    سكت حينها و أنا لا أعلم ماذا علي أن أقول ..!
    أخذت نفساً عميقاً وقلت : لا أظن أن ميشيل ستأتي .. هل لا زلت مصرة على الصعود ؟!.. إن كنت كذلك فسأرافقك .. ليس من الجيد أن تبقي وحدك ..!
    صمتت قليلاً وقد أوشحت بوجهها عني و هي تمتم بخجل بسيط : كما تشاء ..!
    وقفت معها في الصف و لم يعترض أحد على وقوفي من المنتصف لأن من حولنا سمعوا حديثنا و علموا أني سأصعد معها لذا لن أشكل فرقاً في ترتيب العربات ..!
    مضت دقيقتان كنا صامتين فيها قبل أن يأتينا الدور فدفعنا ثمن التذاكر ثم صعدنا إلى تلك العربة التي تتسع لأربعة أشخاص و جلسنا متقابلين بينما أغلق العامل الباب وهو يقول : أرجوا أن تستمتعوا بالمنظر من الأعلى ..!

  18. #1037
    أسندت رأسي إلى الزجاج و قد شردت بذهني .. لما أنا هنا الآن ؟!.. لا أعلم ..!
    في مثل هذا اليوم من الأعوام الماضية غالباً ما أكون في ادنبره بصحبة لوي .. ربما لهذا اشتقت إليه فجأة .. و بعدها أذهب لقضاء الوقت في إيطاليا البلد الذي يحمل الكثير من ذكريات والداي بسبب زيارتهما الدائمة له ..!
    هذه المرة لم تكن سيئة .. لكن منزل الرعب بالأمس .. و الكلام الذي سمعته من بيير قبل قليل .. و بعض الأمور الأخرى قد رسمت نقطاً سوداء مع بداية العطلة ..!
    لأفكر في شيء آخر .. سيكون ذلك أفضل ..!
    نظرت لريا حينها وقد كانت تنظر من النافذة شاردة الذهن .. كانت ترتدي بنطال أسود ضيقاً و طويل مع كنزة سوداء فوقها سترة بيضاء من الشيفون تصل لمنتصف فخذها طويلة الأكمام و قد ارتدت فوقها حزاماً على شكل ضفيرة بلون ذهبي .. من المذهل أن فتاة مثلها لا تخاف من منازل الأشباح ..!
    انتبهت لنظراتي حينها و قد توترت و أزداد خجلها : هل هناك شيء ؟!..
    ابتسمت بهدوء : كنت أفكر منذ الأمس .. كيف لا تخافين من منازل الرعب ؟!..
    بدا عليها الهدوء للحظات ثم بادلتني الابتسامة لتقول : لقد أخبرتك من قبل أني كنت أتعرض للمضايقات و أنا صغيرة .. لذا فكرت في شيء يميزني عن البقية و يجعلني قويةً في نظرهم ..! إن لم أكن أخاف من الأشباح فلن يسخروا مني بعد الآن ..! لذا بدأت أقرأ قصص الأشباح و أتابع أفلامها منذ كنت صغيرة .. كنت أخاف كثيراً في البداية و أحلم بها في الليل و قد حاول أخي منعي عدة مرات لكني بقيت مصرةً على موقفي .. و مع مرور الوقت لم أعد أخاف بل طيلة الفلم أفكر بالخدع المستخدمة .. و حتى الآن بات الأمر ممتعاً ..!
    - و هل ساعدك هذا في تجاوز محنتك ؟!..
    - كثيراً .. حين كنت في الابتدائية و خلال المخيم الكشفي أجتمع طلاب صفي حول النار في المساء بينما حكا المعلم قصة رعب .. كنت الوحيدة التي لم تخف بل ضللت مبتسمة رغم أن البعض من الأطفال قد بكوا ..! لقد حظيت باحترام طلاب صفي حينها ..!
    - أمر رائع .. مجهودك لم يضع سداً ..!
    أومأت إيجاباً بذات ابتسامتها ..!
    أدخلت يداي في جيب معطفي وحينها شعرت بشيء اصطدمت به يدي .. أخذت أتحسسه لأدرك أنه طلاء الأظافر ذاك ..!
    لقد وضعته في جيبي بالأمس بنية تقديمه لها : لينك ..!
    نظرت لريا التي بدا عليها القلق بينما كانت العربة في منتصف الطريق ناحية القمة : ماذا ؟!..
    سألت باستغراب بينما قالت هي بنوع من الجد : في الحقيقة .. هناك أمر أردت أن أخبرك عنه منذ فترة ..! أعتقد منذ كان ريكايل في المشفى بعد إجراء عمليته ..!
    لم أضع في بالي أي احتمال بل قلت : ما هو يا ترى ؟!..
    أخذت نفساً عميقاً ووضعت حقيبتها الصغيرة على قدميها لتخرج منها علبة صغيرة مألوفة و تمدها لي : حين كان ريك في المشفى .. ميشيل أعطتني هذه و طلبت مني إيصالها إليك ..! آسفة لأني تأخرت بهذا .. لكنك كنت منشغلاً مع ريك لذا آثرت تأجيل الموضوع ..!
    أخذت العلبة و نبضات قلبي تنبض ببطيء شديد .. لقد أدركت ما هو .. دون أن أفتح تلك العلبة ..!
    قطبت حاجبي و أنا أحدق بتلك العلبة السوداء الفاخرة بانزعاج .. لما ؟!.. لما بهذه الطريقة ؟!.. لما لم تعيديه بنفسك ؟!..
    ربما .. اعتقدت أني لن آخذه منها كالمرة الماضية !!..
    إذاً .. ميشيل حسمت أمرها منذ زمن .. بينما أنا الوحيد الذي ضن أن هناك بعض الأمل في الموضوع ..!
    - لينك ..!
    رفعت رأسي بيأس لتلك الفتاة التي كانت تطأطأ رأسها .. قطبت حاجبيها بهدوء دون أن ترفع رأسها لي وهي تقول بنبرة جادة هادئة : أنت .. تحبها .. صحيح ؟!..
    اتسعت عيناي لبرهة .. لأني لم أعتقد أن ريا قد تتطرق لمثل هذا الحديث ..!
    أتساءل لما الجميع قلق بشأن من أحب ؟!..
    أعادني الأمر إلى الموقف ذاته في لندن .. حين كنت مع روزاليندا في عربة مثل هذه .. و قد سألتني عن صنفي المفضل ..!
    لكن .. ريا ليست ساخرة كروز .. أنها تبدي جديةً لم أرها بها من قبل ..!
    في تلك اللحظة .. أخرجت طلاء الأظافر من جيبي وحدق به و أنا أقول بهدوء : أتعلمين ريا ؟!.. الفتاة التي أحبها حقاً .. تدعى أليس ..!
    نظرت ناحيتها لأجد أن ملامحها كانت هادئة و قد توردت وجنتاها بينما أردفت أنا بذات نبرتي : لكن أليس قد توفيت منذ زمن ..!
    اتسعت عيناها لبرهة بينما قلت و قد نظرت إلى مدينة الملاهي المشعة من النافذة بجواري : ميشيل تشبه أليس كثيراً .. حين ماتت لم أكن قد عرفت ميشيل بعد .. لذا رؤيتي لميشيل جعلتني أشعر أن أليس لا تزال على قيد الحياة ..!
    عدت بنظري إلى طلاء الأظافر : هذا الطلاء .. اشتريته منذ بضعة أيام .. الأم التي ربتني كانت تحبه و تستعمله دوماً .. لذا اشتريته دون تفكير ..! فكرت بإهدائه لمن يستفيد منه .. لو كانت اليس على قيد الحياة لاخترتها بلا تردد ..! لذا طرأت على بالي ميشيل و قررت أن أجرب اعطاءه لها .. أن رفضت فسأسأل البقية إن كان أحدهم يريده ..!
    هنا .. نطقت هي أخيراً : ولما لم تعطه ميشيل بعد ؟!..
    ابتسمت بسخرية بسيطة و هدوء و أنا أنظر إلى العلبة في يدي الثانية : إن فعلت هذا بعدما صارت هذه العلبة في يدي .. سأكون كمن نقض عهداً و حسب ..! ميشيل .. تكره المخلفين بالوعود حقاً ..!
    مددت طلاء الأظافر ناحيتها و أنا أقول بهدوء دون أن أنظر إليها : أيمكنك أخذه ؟!.. أعلم أنه ليس من الأدب أن أعطيه لك بعدما قلته عنه ..! لكن سأكون شاكراً إن قام أحدهم باستخدامه ..!
    كانت تحدق بي و في رأسها ألف فكرة و فكرة .. و في النهاية أخذته مني و هي تتمتم : أعلم أنه إن أردت اعطاءه لأحد فسيكون من الصعب شرح سبب هذه الهدية ..! لذا سآخذه ..!
    لقد أصابت ريا مركز أفكاري .. هذا ما كنت أفكر فيه حقاً ..!
    شعرت بالامتنان حقاً لأني لن أكون مضطراً للاحتفاظ بذلك الشيء مرةً أخرى : شكراً لك ريا ..!
    صوت انفجار و فرقعة قد قطع فكري وقد نظرت إلى السماء التي أخذت الألعاب النارية تتسابق للصعود إليها : لقد بدأت ..!
    هذا ما قلته بابتسامته فابتسمت هي الأخرى وهي تحدق بها : أجل .. جميلة ..!
    كانت باهية الألوان .. تصعد بفخامة إلى السماء .. و تبهر الجميع بأدائها .. لكنها في لحظة تتحول إلى شرر يختفي بهبوب الرياح ..!
    و هكذا الناس .. مهما حاولوا إبراز أنفسهم .. و التفاخر بحياتهم و أموالهم .. فمصيرهم هو الاختفاء بتلك الطريقة .. كما حدث معي ..!
    استمر عرض الألعاب النارية لثلاث دقائق .. و قد كانت عربتنا قد وصلت للقمة .. أنها مجرد افتتاح للكرنفال .. حين ينتهي فسيكون هناك عرض أطول و أكثر زهاءً و إبهاراً ..!
    - لينك ..!
    نظرت لريا التي كانت تبتسم بسعادة .. و كأن بهاء تلك الزهور التي تفجرت بالسماء قد قلبت الجو : ماذا ؟!..
    سألت بهدوء و قد ابتسمت أنا الآخر : أنت من وقت لآخر تذكر الأم التي ربتك .. هل هي بذلك اللطف ؟!..
    اتسعت ابتسامتي التي حنت إلى الماضي المتعلق بتلك المرأة وقد قلت : أكثر مما تتصورين ..!
    - ألا بأس لديك أن تحدثني عنها ؟!..
    أخذت نفساً لأقول بذات ابتسامتي : اسمها إلينا .. و هي تشبهني كثيراً و الجميع يقول هذا .. رغم أنه لا علاقة بيننا بالدم ..! لقد ربتني منذ وفاة والداي .. لم يكن لديها ابناء و زوجها قد توفي منذ سنوات ..! لذا كنت عائلةً بالنسبة لها كما كانت بالنسبة لي ..!
    كانت ابتسامة ريا قد كساها الهدوء و الحنية : أنه من الرائع أن يجد المرء من يعوضه عمن فقدهم ..!
    ريا فقدت والدتها الحقيقة أيضاً .. لكن للأسف المرأة التي أختارها والدها المهمل كانت كالجحيم ..!
    لذا .. هي تدرك حقاً ما معنى ان يكون لك عائلة رائعة .. فالإنسان يدرك أهمية ما يفقده فقط ..!
    تابعت حينها : لدى أمي بعض الأقارب .. لطالما اعتبرتهم أقاربي أيضاً رغم أني لم أرهم منذ بضعة أشهر ..!
    قطبت حاجبيها : و أمك ؟!.. هل تزورها أم لا ؟!..
    تقلصت ابتسامتي لأقول بنبرة متألمة بعض الشيء : ربما لم أذكر هذا سابقاً .. لكن الأم التي ربتني توفيت قبل أن أنتقل لحيكم بفترة قصيرة ..!
    شهقت بخفة وقد وضعت يدها على فمها للحظات قبل أن تقول : أنا آسفة لتذكريك بهذا ..!
    - لا تشغلي بالك .. صحيح أني أشعر بالوحدة و الحنين لها أحياناً لكن ريكايل بقربي و كذلك ميراي و كيت و ليو .. لذا أنا بخير ..!
    ابتسمت وهي تقول : لديك عائلة رائعة لينك .. عليك المحافظة عليها ..!
    فتحت فمي لأنطق حينها لكن .. فكي تجمد ..!
    ليس هو فقط .. بل أن جسدي كله أصيب بالشلل في غمضة عين ..!
    كنا قد جاوزنا قمة العجلة .. و في أحيان تتمكن من رؤية العربات التي قبلك و التي بعدك ..!
    قطبت حاجبيها حين لحظت عيناي المتسعتين و وجهي الذي احمر من التوتر : لينك أهناك شيء ؟!..
    حاولت أن أنطق بشيء و بصعوبة خرج صوتي و تحرك فكي : دا ...!
    ازداد استنكارها : دا ؟!..
    شعرت بخمود في جميع وظائفي الحيوية بينما نطقت بهمس : دايمن ..!
    .
    .
    أجل .. لقد كان دايمن ..!
    دايمن رافالي ..!
    في تلك العربة القريبة هناك .. يحدق بي تماماً .. و عيناه التي التقت بعيني .. تشتعل غضباً !!!..
    ......................................

  19. #1038
    أنتهى البارت

    كان بارت متعباً حقاً في الكتابة إلا اني استمتعت به .. أرجوا أن تستمتعوا حقاً كما أنا ..!

    أتمنى أن أجد أن مجهودي فيه لم يضع سدى .. لذا أتمنى من كل من يقرأ البارت أن يعطيني رأيه به .. لا تصدقون مقدار السعادة التي أشعر بها حين تخبرونني بكل ما خطر ببالكم أثناء قرآءة البارت

    حتى أني أشعر بالحماس لكتابة البارت الذي يليه و يأتني الإلهام من حيث لا أعلم

    سأنتظر الجميع بشوق .. أتمنى حقاً أن تبتعدوا عن الحجوزات فهي تحبطني لا أكثر .. لأن الرد فور قرآءة البارت تعطي الإنطباع الحقيقي عما تشعرون به ناحيته

    .....

    أليس تظهر مجدداً في ذهن لينك .. ما الحقيقة وراء هذه الطفلة يا ترى ؟!..

    .

    جانب جديد نكتشفه في شخصية كل من ريا و سام .. ما رأيكم به ؟!..

    .

    هل تعتقدون أن بيير يشعر بالغضب أو الحقد تجاه لينك بسبب ميشيل ؟!..

    .

    ماذا عن السلام الذي يعم بين ينار و ريكايل ؟!.. هل سيدوم لوقت طويل ؟!..

    .

    أعرفتم ماهو الشيء الذي حصل عليه لينك من ريا ؟!..

    .

    هل كان دايمن هو من رآه لينك حقاً ؟!..

    .

    إن كان هو برأيكم .. فماذا قد يحدث بين هذين الإثنين ؟!..

    .
    ما رأيكم بالبارت عامة ؟!..

    طوله ؟!..

    تنوع أحداثه ؟!..

    .

    و في النهاية .. ماهو أكثر مشهد أعجبكم من البارت ؟!..


    .

    بأنتظاركم أحبتي


    في حفظ الله و رعايته
    اخر تعديل كان بواسطة » Miss Julian في يوم » 15-02-2014 عند الساعة » 00:32

  20. #1039

    Thumbs up

    ي فتاة ماهذا لقد الجمتني الصدمه فعلاً ,, لا أعلم من اين اتحدث او اين ابدأ كلامي اصلاً
    لقد كنت على وشك الذهاب للنوم ولكن قلت في نفسي سألقي نظره على الروايه لعلا وعسى ان البارت قد نزل وهاهو فعلاً امام عيني لقد ذهب النوم ادراج الرياح
    :
    بداية بـ لينك واليس, اليس هذه الفتاة كدت انساها فعلاً ولكنها ظهرت بهذا البارت بشكل ملفت اكثر من غيرها من الجيد ان اسمها سهل التذكر
    لينك يا عزيزي لينك اقسم اني شعرت بإحاسيسه وعشتها عندما كان في بيت الرعب ذاك تمنيت لو بإمكاني دخول احداث الراويه فقط لأهون عليه واشعره بالأمان على الرغم بإني لمجرد تخيل بيت الرعب شعرت بالخوف
    ريا لقد بدأت استلطفها فعلاً بعد هذا البارت خاصة مع جانبها الآخر, لقد ذكرتني بإحد شخصيات باندورا هاترز - إذا كنتٍ تعرفينه - شقيقة البطل اوز شخصيتها مشابهه تماماً لريا خاصة من ناحية الأشياء المرعبه
    ميشيل !! هذه الفتاة لا تزال تملك مشاعر تجاه لينك,, إنها تحيرني فعلاً,, وبيبر اتمنى ان لا تفسد علاقته مع لينك بسبب مشاكل الحب ><
    اتعلمين منذو بداية قرأتي للبارت وانا ادعو الا يحصل شي لـ رايل فهو دائماً مستقبل المصائب ولكن حدث العكس اصبح لينك هو مستقبل المصائب ورايل مشغول البال عليه
    احببت مشهدهما الأخوي بعد استيقاظ لينك من كابوسه حقاً احببته من اعماقي ,, ينار اني احسدك فعلاً على رايل *^*
    ايثين اجزم مليون بالمئه بإنهُ يعلم معظم الأشياء ولكنه يفضل الصمت على التحدث
    سام وماكس شعلة النشاط في المجموعة ماكس كم احبك يا فتى احببته عندما مثل دور الأمير واضحكني بشده عندما قال " مرحباً يا شعبي " ومع تلوحيه لرفاقه
    ومن افضل المشاهد في هذا البارت هو مشهد تزامن التوأمين لا ألوم سام وماكس ابداً على الضحك المفرط الذي اصابهم ,, مجرد تخيل الأمر يجعلني اضحك بشده فما بالك والأمر يحدث امام عينيك لو كنت معهم لأغشي علي من الضحك ^^
    ولكني تمنيت لو ظل رايل بتسريحة شعره المشابهه لـ لينك حتى يتسنى لي معرفة ماذا سيفعلون رفاقهم وهم لا يعرفون لينك من رايل اعتقد ان الأمر سينقلب إلى تهريج خاصة بوجود ماكس وسام
    لينك عندما قام بإخبار ريا عن امر اليس ووالدته حقاً كان امراً مؤثراً خاصة عندما كان يتحدث عن طلاء الأظافر الذي كان معه
    والنهايه الصادمه فعلاً دايمن من بين الجميع ظهر في البدايه ظننته ادريان كعادته يظهر من العدم لكن دايمن لم اضع ولا نسبة واحد بالمئه انهُ سيظهر وهو يحدق بلينك غاضباً يبدو ان الأمور لن تسير على ما يرام
    اعتقد ان ذاك الرجل الذي كان يختلس النظر لـ لينك عندما كان في مقهى الفندق له علاقه بالأمر يبدو انه هو من اخبر دايمن عن مكان لينك او شيء من هذا القبيل


    كنت أجلس في تلك السيارة و أربط الحزام .. منذ زمن لم أقد سيارة .. آخر مرة كنت أقود سيارتي الفراري .. و الآن ها أنا أقود سيارة التصادم في مدينة الملاهي .. ياله من فرق ..!
    لا تعلمين كم ضحكت بشده على كلام لينك هُنا إنهُ حقاً فرق شاسع فعلاً

    ربتت سام على كتفي حينها من الخلف وهي تقول بشيطنة : هل أخبر يوجين أنك كنت وحدك مع ريا ؟!..
    تظاهرت بعدم الاهتمام : و ماذا إن أخبرته ؟!..
    تدخل ماكس حينها وهو يقول بنبرة مرعبة : يمكنني القول أنك ستعتقد أن منزل الأشباح هذا أقل إرعابا من نظرته التي ستتجه ناحيتك في تلك اللحظة ..!
    ابتسمت ريا وهي تقول بتوتر : لا أعتقد أن أخي مخيف إلى هذه الدرجة ..!
    هههههههههههههههههههههههههههه ماكس يا عزيزي انت وتعليقاتك المضحكه ,, حقاً كل ما اتى ذكر يوجين اشعر بإني هُناك قهقه ستخرج مني
    ريا عزيزتي لأنك معتاده على الأمور المرعبه فأنتٍ لن تري جانب شقيقك المرعب ابداً ><
    :
    حقاً عزيزتي مس جوليان لقد كان بارت صادم فعلاً ,, تولد لدي بعده إحساس بإن اليس حية ترزق او ربما تكون في حالة غيبوبه ولم تستيقظ منذو تلك الحادثه المهم انها لا تزال تتنفس
    اتمنى حقاً لو ان البارت لم ينتهي فقد توقفتي عند نقطه تختطف الأنفاس
    اعتقد اني الآن قد اخرجت مافي جعبتي يبدو اني اطلت في كلامي ><
    اراكٍ لاحقاً


  21. #1040
    لااااااااااااااااااااااااااا أصدق عينـــــــــــــــيe107
    .
    .
    حجــــــــــــــــــــــز و لي عودة بعد قراااءة الباارت

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter